51. لقد رحبت بعودة الرب!
كانت عائلتي كاثوليكية لمدة أربعة أجيال، وأصبح منزلنا في أواخر السبعينيات مكانًا للاجتماع، وكان والدي وعمي من مسؤولي الكنيسة. كان البالغون يضعونني على دراجة في كل عيد ديني مقدس للذهاب إلى موقع يبعد حوالي 20 ميلًا للاحتفال بالعيد. أتذكر أن القس كان يخبرنا كثيرًا في القداس: "الأيام الأخيرة قد اقتربت بالفعل، وعلينا أن نكون في حالة استعداد طوال الوقت، وأن نحافظ على طهارة أرواحنا، وألا نرتكب أي خطايا كبيرة لأن الرب يمكن أن يعود على السحاب ويأخذنا إلى السماء في أي لحظة". كان جميع أبناء الرعية في ذلك الوقت، صغارًا وكبارًا، مفعمين بالحماسة، ويُصلون المسبحة الوردية، ويحضرون القداس، ويعملون الأعمال الصالحة، ويتوقون كل يوم إلى عودة الرب.
تُوفِّي والدي وعمي في أوائل التسعينيات، فتوليت منصب مسؤول الكنيسة. كنت أرشد أبناء الرعية في صلاة المسبحة الوردية والخدمات، وكنت أقرأ الأسفار المقدسة وألقي العظات. وبعد ذلك، في ربيع العام 1999، أعطاني القس نشرة إنجيلية من هونغ كونغ وأخبرني بتجهيز الجميع فورًا ببشارة اقتراب عودة الرب. جمعت الجميع وطلبت منهم أن يُصلِّوا المسبحة الوردية ثلاث مرَّات في اليوم. شرحت لهم علامات مجيء الرب التي تنبأ بها الكتاب المقدس. قلت: "يا رفاقي المؤمنين، إن الرب على وشك العودة قريبًا جدًا. قال الرب يسوع، "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 24: 23-24). عندما يأتي الرب، سوف تظهر علامة عظيمة في السماء. سوف نرى جميعًا بأعيننا الرب نازلًا على سحاب، برفعة وجلال، ليُصعدنا إلى السماء. لم تتبق إلا بضعة أشهر قصيرة حتى العام 2000. لا يمكننا تأخير مشاركة الإنجيل مع الأصدقاء والأقارب والمعارف من غير المؤمنين. فخلاص المزيد من النفوس سوف يجعل لنا حظوة كبيرة في عينيَّ الرب". تحمس الجميع بسماع هذا وبدأوا جميعًا بمناقشة ضرورة التوقف عن اشتهاء الأشياء الدنيوية ومشاركة الإنجيل بالأكثر مع الأصدقاء والعائلة. حلَّ شهر نوفمبر بسرعة خاطفة، وبدأت ألاحظ أن زوجتي بدت مختلفة قليلًا عن المعتاد. كانت تذهب إلى منزل الأخت تيان شياو في قريتنا لقراءة الكتاب المقدس كل ليلة بعد العشاء، ولم تكن تصلي صلاة الغروب معي لبضعة أيام. شعرت بالارتباك الشديد، وتساءلت عما إذا كانت قد تحولت إلى طائفة أخرى. سألتني زوجتي بعد ظهيرة أحد الأيام: "لقد آمنا لعدة أعوام. هل تتوق إلى عودة الرب؟" فقلت دون أي تردد: "هل عليكِ حتى أن تسألي؟ بالطبع أتوق إلى ذلك!" ثم قالت لي بجدية شديدة: "لديَّ خبر سار لك. لقد تجسد الرب مرَّةً أخرى وعاد، وفتح السِّفْر المذكور في سفر الرؤيا". صُدمت للغاية، ورفعت صوتي قائلًا لها: "ما الذي تتحدثين عنه بحق السماء؟ الرب يسوع سوف يأتي بالتأكيد على السحاب عندما يعود. من المستحيل أن يعود بالجسد!" ثم قالت زوجتي: "إنك لم تبحث الأمر. فكيف يمكنك أن تقرر جزافًا أنه لا يمكنه العودة بالجسد؟ على مدار أعوام إيماننا، ألم نكن نتمنى أن نستقبل عودة الرب؟ قد تفوتك فرصة الاختطاف بتقديم هذا الافتراض الجزافي بناءً على مفاهيمك. أعتقد أنه يجب عليك أن تهدأ وتتحقق من هذا بالفعل". ولكن لم يُؤثِّر فيَّ أي شيء قالته. وبعد هذا شعرت بالقلق من ضلالها، فظللت أخبرها عن نبوات المجيء الثاني للرب قائلًا: "بعد صلب الرب يسوع ثم قيامته، صعد بجسده المجيد إلى السماء على سحاب. وعندما يعود، سوف يظهر في صورة روح آتيًا على السحاب بكل مجد. كيف يمكن أن يعود بالجسد؟ يقول الكتاب المقدس: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ" (رؤيا 1:7) "وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ، وَٱلْقَمَرُ لَا يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَٱلنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ ٱلسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. ٣٠ وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 24: 29-30). يمكننا أن نرى هنا أنه عندما يعود، سوف تظلم الشمس ولن يعطي القمر ضوءه. سوف تسقط النجوم من السماء وسوف يأتي الرب على سحاب. ولكن حتى الآن، لم تظهر أي من هذه العلامات على الإطلاق. فكيف يمكنكِ القول بأنه قد جاء بالفعل؟" فأجابت بهدوء شديد: "نبوات الرب جميعها أسرار خفية. إذا شرحناها بحرفية طائشة، بناءً على مفاهيمنا وتصوراتنا، فمن المحتمل أن نسيء تفسير كلامه. فكر في الفريسيين فحسب. لقد استخدموا طريقة المعنى الحرفي للكتب المقدسة ومفاهيمهم الخاصة، معتقدين أن المسيا سوف يولد في قصر ملكي ويتولى السلطة، لكن الرب يسوع لم يولد في قصر. لقد وُلد في مذود بقر وكان ابن نجار، بالإضافة إلى أنه لم يكن حاكمًا على الإطلاق. رأى الفريسيون أن ولادة الرب يسوع وعمله لا يتناسبان مع مفاهيمهم على الإطلاق، ولذلك رفضوا تمامًا قبول أنه كان مجيء المسيا، وأدانوه وقاوموه. لا يمكننا أن نرتكب نفس خطأ الفريسيين!" انزعجت عندما قالت ذلك وفكرت لنفسي قائلًا: "على أي حال، أنا مسؤول في الكنيسة وأكثر تعليمًا منها، لكنها ترفض الاستماع إليَّ بل وتقول إنني أسيء تفسير نبوات الرب جزافًا". شعرت بالاستياء بعض الشيء وقلت لها بنبرة حادة: "لقد أخبرتكِ مرارًا وتكرارًا، لكنكِ لن تستمعين. لقد تعرَّضتِ للخداع حقًا! عليكِ أن تتوقفي عن الذهاب إلى تلك الاجتماعات". لكنها قالت بحزم: "لقد تحققت من الأمر بوضوح، وأؤمن بالرب العائد. إذا كنت لا تُصدِّق، فهذا شأنك، ولكن لا تعترض طريقي". فأزعجني وأغضبني قولها هذا. وفي محاولة لإنقاذها، اتصلت بزوجين آخرين من مسؤولي الكنيسة لمحاولة إقناعها بالعدول. قال لها أحد المسؤولين بكل ثقة: "الكاثوليكية هي الدين الصحيح الوحيد. عندما يعود الرب، سوف تعود جميع الطوائف الأخرى إلى الكاثوليكية. وهذا هو اتحاد العالم المسيحي. أنا متأكد من أنكِ تعرفين هذا، لأننا ننتمي إلى عائلات اعتنقت الكاثوليكية لعدة أجيال. لكن زوجتي ردت: "هل هناك أي أساس في كلمة الروح القدس لعودة جميع الطوائف إلى الكنيسة الكاثوليكية عندما يعود الرب؟ هل قال الرب يسوع ذلك من قبل؟ هل يريد أعضاء الكنائس البروتستانتية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية إعادة الاتحاد بالكنيسة الكاثوليكية؟ تنبأ الكتاب المقدس منذ زمان بعيد: "وَيَكُونُ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ ٱلْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلَالِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ ٱلْأُمَمِ" (إشعياء 2:2). هنا، تشير كلمة "الجبال" إلى مختلف الطوائف. عندما يُجري الرب عمل إعادة الاتحاد، لا يعني ذلك عودة البروتستانتية إلى الكاثوليكية أو العكس، بل يعني قدوم المؤمنين الحقيقيين من جميع الطوائف أمام عرش الله. ومع اتحاد جميع المذاهب بهذه الطريقة، سوف يصبح برُّ الرب واضحًا وسوف يتيقّن جميع الناس تمامًا". عندما سمعتها تقول هذا، شعرت أنها فكرة جديدة منحتني الاستنارة. كما عجز مسؤولا الكنيسة أيضًا عن الكلام، وقال أحدهما بتشديد: "أنتِ مجرد واحدة من أبناء الرعية – فهل تعتقدين أنكِ تعرفين أكثر من القس؟ بصرف النظر عما تقولينه، سوف تعود جميع الطوائف إلى الكاثوليكية في النهاية. وأولئك الذين تركوا الكاثوليكية خانوا الله ولن يُخَلَّصوا ولن تذهب أرواحهم إلى السماء. لقد ضللتِ. وأنصحكِ بتقديم الاعتراف فورًا. لم يفت الأوان للعودة". فأجابت بحزم: "لم أضل. لقد سمعت كلام الروح القدس للكنائس وأتبع خطى الحمل. وقبلت عمل الله الجديد. إنني ألتزم بهذا الطريق، ولا يمكن لأحد أن يعترض طريقي". كنت أريد في البداية أن يثنيها هذان المسؤولان، لكنني لم أتخيل قط أنهما لن يتمكنا من إقناعها، بل وإن ردودها الحاسمة جعلتهما عاجزين عن الكلام. بعد ذلك، اشتد إيمان زوجتي نموًا. قالت إنها في البداية شعرت بأنها مقيدة قليلًا بسببي وكانت مترددة، ولكن عندما حاول المسؤولان تعطيلها، لاحظت بوضوح أنهما لم يفهما الحق، وكانا متكبرين حقًا، ولم يرغبا في البحث بكل تواضع. لم تعد تشعر بأنها مقيدة واستمرت في حضور الاجتماعات كل يوم.
قلت لنفسي: "إنها ليست متعلمة جيدًا وليست على دراية تامة بالكتاب المقدس، فكيف يمكن أن يصاب هذان المسؤولان بالذهول من براهينها؟ ما أنواع العظات المذهلة التي تستمع إليها؟" كنت في حيرة طويلة من تحول زوجتي. فكرت مليًا فيما قالته وشعرت أنه على قدر من الأهمية. هل يمكن أن يكون مصدر ما آمنت به هو الروح القدس حقًا؟ اعتقدت أن ذلك لم يكن ممكنًا. إذا كان هذا من عند الرب، فيجب على قُسُوسنا أن يعرفوا كل شيء عنه، فلماذا لم أسمعهم يذكرونه؟ ذهبت لأتحدث مع صهري حول هذا الموضوع. كان مسؤولًا كنسيًا أيضًا. ولكن لدهشتي، بمجرد أن انتهيت من كلامي، قال غاضبًا: "لا يمكن للرب أن يعود بالجسد! لقد ظهرت كنيسة اسمها البرق الشرقي. يقولون إن الرب قد عاد بالجسد وإنه يُدعى الله القدير. تعاليمهم سامية بالفعل، وقد سرقوا الكثير من المؤمنين المتحمسين. ضلَّ أكثر من عشرة أشخاص فقط من كنيستنا، بالإضافة إلى قسَّ واحد. لن يعودوا مهما قلنا. لا تستمع إلى ما يعظون به مهما كان الأمر". عند الاستماع إلى صهري، أدركت أن زوجتي كانت تستمع إلى عظات البرق الشرقي. ومن مكان صهري ذهبت مباشرةً إلى منزل مسؤول كنسي آخر وأخبرته بأن يُبلغ أبناء الرعية الآخرين بالابتعاد عن البرق الشرقي. وفي الوقت نفسه، بدأت أشعر بمزيد من الفضول وانتابني شعور التحدي حيال ذلك. تساءلت: "ما تعليم البرق الشرقي بالضبط؟ لماذا ذهب إليها الكثير من المؤمنين؟ كيف يمكن أن تضلل حتى القُسُوس؟ بصرف النظر عن مدى جودة عظاتهم، هل يمكنها حقًا أن تفوق حقائقنا الكاثوليكية؟ إذا أتيحت لي الفرصة، فإنني أريد أن أرى ما يعظون به بالفعل".
بدأت في قراءة الكتاب المقدس بالأكثر لأكون أكثر استعدادًا لدحض أي شخص من البرق الشرقي. بحثت عن نبوات ترتبط بعودة الرب وقرأتها مرارًا وتكرارًا. قرأت أن الرب يسوع قال: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). أثناء قراءة كلام الرب فكرت: "هذا صحيح، خراف الرب سوف تسمع صوته، وقد قبل العديد من المؤمنين المتحمسين البرق الشرقي بعد سماع ما وعظوا به ورفضوا العودة. هذا مُعبِّر تمامًا! جميعهم كاثوليك منذ زمان طويل ولديهم بصيرة وأساس متين في الإيمان. لا بُدَّ أنهم تحققوا من الأمر قبل قبول البرق الشرقي. هل يمكن أن يشتمل الكتاب الذي يقرأونه على الحق، وأن يكون صوت الله؟ إذا لم أتحقق من ذلك، فكيف لي أن أعرف ما إذا كان ما يعظون به حقًا ينبع من الله أم لا؟ سوف أتحقق منه أولًا، وبعد ذلك إذا كان يشتمل على الحق ويتوافق مع الكتاب المقدس، فسوف أستمر في التحقق. وإذا كان لا يتوافق مع الإيمان الكاثوليكي، فلا يزال بإمكاني رفضه".
في صباح أحد الأيام وبعد الإفطار مباشرةً، وجدت أن زوجتي قد خرجت مرَّة أخرى. علمت أنها ذهبت إلى منزل تيان شياو من جديد. قلت لنفسي: "لا بُدَّ أن هذه العظات جذابة حقًا إذا كانت تذهب إلى الاجتماعات كل يوم! أريد أن أرى ما يقولونه بالضبط". عندما وصلت إلى منزل تيان شياو، لم أر عددًا قليلًا من أبناء الرعية الآخرين فحسب، بل الأخ وانغ مينغي أيضًا. دعاني للانضمام إلى الاجتماع. جلست للاستماع وصلَّيت بصمت إلى الرب طالبًا منه أن يحرس قلبي ويمنحني التمييز لئلا أضل. قال مينغي: "يتألف الكتاب المقدس من ثلاثة أجزاء: العهد القديم، والعهد الجديد، والاستعلان. يسجل كل جزء عمل الله في عصر مختلف. يسجل العهد القديم عمله في عصر الناموس، عندما أصدر الله الوصايا العشر من خلال موسى بالإضافة إلى نواميسه وقوانينه ليعرف الناس معنى الخطية وكيفية العيش على الأرض. يسجل العهد الجديد عمله في عصر النعمة، عندما صُلب الرب يسوع كذبيحة خطية أبدية عن البشر وفدى الناس من الخطية وأنقذهم من الإدانة والعقاب على خطاياهم بموجب الناموس. تنبأ الاستعلان بعمل الله في الأيام الأخيرة، أي عمل عصر الملكوت، عندما يصير الله جسدًا ويأتي في الخفاء ويُعبِّر عن الحقائق ليدين البشرية ويُطهِّرها ويحررنا تمامًا من قيود الخطية. وهذا خلاص عظيم لجميع طالبي الحق". وقال أيضًا: "في الواقع، تنبأ الله منذ زمان بعيد بأنه سيأتي متجسدًا في الأيام الأخيرة. توجد نبوات كثيرة عن هذا في الكتاب المقدس. قال الرب: "فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (لوقا 12: 40). و"هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ" (رؤيا 16: 15). تشير "لا تظنون" و"كلصّ" هنا إلى "ابن الإنسان" الذي يأتي في الخفاء عندما لا يتوقع الناس ذلك. يشير "ابن الإنسان" إلى تجسد الله. فمثل الرب يسوع، وُلد الله المتجسد للأيام الأخيرة ولادة بشرية لعائلة من عامة الناس. إنه يشبه شخصًا عاديًا تمامًا، لكن الروح القدس بداخله، وجوهره إلهي. إنه تجسد الله نفسه. إذا كان هو روح الله، فلا يمكن أن يُدعى ابن الإنسان، تمامًا مثلما لا يمكن تسمية يهوه الله بأنه ابن الإنسان لأنه الروح". أزعجني سماع مينغي شاهدًا باستمرار على عودة الله بالجسد، ولم أعد أرغب في الاستماع. وقفت لتفنيده قائلًا: "لا أستطيع قبول ما تقوله عن عودة الرب يسوع بالجسد. يتنبأ الكتاب المقدس: "أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا ٱلَّذِي ٱرْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ" (أعمال الرسل 11:1). كثيرًا ما يخبرنا القُسُوس أن الرب صعد إلى السماء على سحاب في شكل روح، ولذلك عندما يعود، يجب أن يكون في شكل روح نازلًا على سحاب بكل المجد. لقد سُمر الرب يسوع على الصليب من أجلنا، واحتمل معاناة لا يمكن تصورها. ولن يعود بالجسد". وردًا على ذلك، شجعني مينغي بهدوء قائلًا: "يا أخي، دعنا نجلس ونتشارك أكثر في هذا الأمر. فكلام الله هو الحق ويمكنه أن يزيل جميع شكوكنا". تصرفت بوقاحة مع مينغي، لكنه كان لا يزال يحاول نصحي بصبر، فلم يكن لديَّ خيار إلا الجلوس لئلا أحرجه. لكنني كنت لا أزال خائفًا من أن أضل، وقلت لنفسي: "إنّ مينغي بارع في الحديث، ولا يمكنني التفوق عليه بمعرفتي بالكتاب المقدس. إذا واصلت الاستماع ولم أستطع معرفة ما إذا كنت قد ضللت، فماذا أفعل؟ أخشى عدم نيل الخلاص وعدم دخول ملكوت السماوات. لا يمكن أن يحدث هذا. لا أستطيع الاستماع إليه بعد الآن. عليَّ أن أعود إلى المنزل وأبحث في الكتاب المقدس أولًا بالفعل". ولذلك، قدمت عذرًا وغادرت.
بعد عودتي إلى المنزل خطرت على بالي فكرة عودة الرب بالجسد، وانتابني اضطراب شديد. "قد تكون زوجتي قد ضلت، ولكن ضلال جميع أولئك المؤمنين المُكرَّسين الآخرين لا يبدو ممكنًا! إذا كان الرب قد عاد حقًا بالجسد ولم أنظر في الأمر، فقد أفقد فرصتي في الترحيب بالرب. ولكن إذا لم تكن البرق الشرقي الطريق الصحيح وانتهى بي المطاف في الطريق الخطأ، فسوف يكون ذلك خيانة للرب ولن تنال روحي الخلاص". لم أعرف لفترة من الوقت ما يجب أن أفعله، وقلَّت شهيتي للطعام، وقضيت ليال أتقلب في فراشي بلا نوم. ركعت في بؤسي أمام صورة القلب المقدس وصليت: "أيها الرب يسوع، لا أعرف ما إذا كانت البرق الشرقي هي حقًا مجيئك أم لا. أرجوك امنحني التمييز ولا تدعني أفقد طريقي وأسلك الطريق الخطأ. يا الله، من فضلك أرشد ابنك".
وبعد ذلك، بدأت في قراءة جميع أنواع الآيات حول عودة الرب، وبإرشاد الروح القدس وجدت بعض النبوات عن مجيء الرب في الخفاء، واكتشفت سرًا. أدركت أن الكثير من الآيات تذكر أن أولئك الذين يرحبون بمجيء الرب في الخفاء سوف يحضرون العيد معه وسوف ينالون البركة. مثال ذلك: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ ٱلْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. ... وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ ٱلْعَرِيسُ، وَٱلْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى ٱلْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ ٱلْبَابُ" (متَّى 25: 6-7، 10). "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ" (رؤيا 16:15). "وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ ٱلْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. طُوبَى لِأُولَئِكَ ٱلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ. وَإِنْ أَتَى فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّانِي أَوْ أَتَى فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هَكَذَا، فَطُوبَى لِأُولَئِكَ ٱلْعَبِيدِ" (لوقا 12: 36-38). "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). تأملت في هذه الآيات وصليت مرارًا وتكرارًا. رأيت أن هذه الكلمات: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ"، و"كَلِصٍّ"، و"وَإِنْ أَتَى فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّانِي"، و"أَوْ أَتَى فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّالِثِ" كانت جميعها تخص مجيء الرب في الخفاء عندما لا يكون الناس على علم بذلك. كان ما يقوله أولئك الناس عن مجيء الرب في الخفاء لخلاص البشرية متوافقًا حقًا مع الكتاب المقدس وكلمة الرب! إذا كان بإمكاني الترحيب بمجيء الرب في الخفاء، أفلا أصبح من المباركين؟ جعلتني استنارة الروح القدس أكتشف سر مجيء الرب. امتلأ قلبي بامتنان يفوق الوصف للرب. ظللت أبحث في الكتاب المقدس. قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25). كنت في الماضي أؤمن بأن الرب يسوع سوف يعود في شكل روح، لكن الرب قال بوضوح: "وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ". إذا عاد الرب في شكل روح، فسوف يرتجف الناس خوفًا عند رؤيته وسوف ينطرحوا أرضًا، وفي هذه الحالة، كيف يمكن أن يتألم أو يرفضه الناس؟ أما تجسد الله في صورة ابن الإنسان فهو وحده الذي يجعله يتألم ويُرفض. هل يمكن أن تكون شهادة البرق الشرقي صحيحة، وأن الرب قد صار جسدًا وعاد في صورة ابن الإنسان؟ ولكن بعد ذلك تذكرت الرؤيا 7:1 التي تقول: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ". بحسب هذه الآية، سوف يعود الرب بمجد على السحاب ليأخذنا، وسوف يراه الجميع. إذا كان الرب جاء بالجسد في الخفاء، فكيف يمكن تفسير هذه الآية من الكتاب المقدس؟ أليست نبوات المجيء في الخفاء والمجيء على السحاب متناقضة؟ لم أستطع فهم هذا بتاتًا.
حل يوم رأس السنة الجديدة للعام 2000 في لمح البصر، لكن رجائي الكبير بمجيء الرب على سحاب لم يتحقق. كنت أعرف أن علامات عودة الرب قد تحققت جميعها. بدأت أتشكك في فكرة عودة الرب على سحاب قبل الألفية الجديدة. كنت في قلبي أميل إلى فكرة المجيء في الخفاء أكثر فأكثر. ظللت أبحث عن نبوات حول هذا. صلَّيت أيضًا إلى الرب يسوع: "يا إلهي، لقد جاءت الألفية، لكني لم أرَك آتيًا على سحاب. أشعر بخيبة الأمل والألم. والآن، فإن البرق الشرقي هي وحدها التي تشهد بعودتك. أيها الرب يسوع، هل عدت حقًا؟ من فضلك امنحني الاستنارة لأتمكن من تمييز عملك". كنت في هذا الوقت أرغب حقًا في سماع المزيد عن مشاركة مينغي لأنني اعتقدت أنه إذا كانت البرق الشرقي هي حقًا عودة الرب، فسوف يجري استبعادي من خلال عمل الله إذا لم أقبلها. وكلما فكرت في الأمر، شعرت بالقلق. في أحد أيام شهر يناير لم أستطع البقاء على هذا الحال. أخبرت زوجتي بأنني أريد سماع ما سيقوله مينغي. وبعد لقائي به قلت له: لقد كنت في المنزل مؤخرًا أقرأ الكثير من مقاطع الكتاب المقدس، وأشعر أن ما قلته يتناسب مع النبوات. يمكنني الآن قبول فكرة مجيء الرب في الخفاء في صورة ابن الإنسان، ولكن توجد أيضًا هذه النبوءة: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). هذا يعني أن الرب سوف يأتي على السحاب بمجد عظيم. ألا يتعارض ذلك مع مجيء الرب في الخفاء؟ الرب أمين، ولا شك أن كلامه سوف يتحقق. لا بد وأن هذ الأمر يكتنفه شيء من الغموض".
قرأ لي مقطعين من كلام الله القدير، وتشارك معي بصبر، وفهمت السر.
يقول الله القدير: "جميع مَنْ يعرفون خلاص يسوع المخلِّص في الكون بأسرِه يتوقون بشدةٍ إلى مجيء يسوع المسيح المفاجئ، لإتمام كلمات يسوع حينما كان على الأرض: "سوف أجيء مثلما رحلت". يؤمن الإنسان أنه بعد الصلب والقيامة، رجع يسوع إلى السماء على سحاب بيضاء، وأخذ مكانه عن يمين العظمة. يتصوَّر الإنسان أن يسوع سينزل مجددًا بالمثل في الأيام الأخيرة على سحاب بيضاء (هذه السحاب تشير إلى السحاب التي ركبها يسوع عندما عاد إلى السماء)، بين أولئك الذين كانوا وما زالوا يشتاقون بشدةٍ إليه لآلاف السنين، وأنه سيحمل صورة اليهود ويتسربل بملابسهم. بعد ظهوره للبشر سيُنعم عليهم بالطعام، ويفيض عليهم بالماء الحي، ويحيا بينهم مملوءًا نعمةً ومحبةً، حيٌ وحقيقيّ. وما إلى ذلك. إلا أنّ يسوع المُخلِّص لم يفعل هذا؛ بل فعل عكس ما تصوَّره الإنسان. لم يأتِ بين أولئك الذين كانوا يشتاقون لرجوعه، ولم يظهر لجميع البشر راكبًا على السحاب البيضاء. لقد جاء بالفعل، لكن الإنسان لا يعرف، ويظل جاهلًا. الإنسان ينتظره فقط بلا هدف، غير دارٍ بأنه نزل بالفعل على "سحاب بيضاء" (السحاب التي هي روحه وكلماته وشخصيته الكليَّة وكل ماهيته)، وهو الآن بين جماعة من الغالبين سوف يؤسّسها في أثناء الأيام الأخيرة" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. عاد المُخلِّص بالفعل على "سحاب بيضاء").
"قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحاب بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحاب بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحاب بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين).
بعد قراءة كلام الله، تشارك مينغي قائلًا: "توجد مرحلتان لعودة الله في الأيام الأخيرة. أولًا، يتجسد كابن الإنسان ويأتي في الخفاء. يُعبِّر عن الحقائق ويُجري عمل الدينونة والتطهير، وفي النهاية يُحوِّل مجموعة من الناس إلى غالبين. ثم ينتهي عمل تجسد الله في الخفاء. وبعدها سوف يُحدِث الكوارث الكبرى ويكافئ الأخيار ويعاقب الأشرار. بمجرد أن تنتهي الكوارث الكبرى، سوف ينزل الله على سحاب ويظهر لجميع الشعوب في جميع الأمم. وهذا يتمم نبوءة الرب بالكامل: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 24: 30). في أذهان البشر، يجب أن يكون نزول الرب على سحاب وقت ابتهاج عظيم لشعوب جميع الأمم، فلماذا قال إنه ستوجد صرخات كرب؟ لأنهم سوف يرون أن الله القدير الذي قاوموه هو في الواقع الرب يسوع العائد. ولكن بحلول ذلك الوقت، سوف يكون عمل الله لخلاص البشرية قد اكتمل بالفعل. وبما أنهم استمروا في رفض قبول أي شيء آخر غير 'مجيء الرب يسوع على سحاب بيضاء'، فإنهم فقدوا فرصتهم في الترحيب بالرب ونيل الخلاص. ولا يكون بوسعهم إلا البكاء والعضّ على أصابعهم ندمًا ونيل العقاب. يمكننا أن نرى أن عودة الله المتجسد في الخفاء للعمل ليست فقط لخلاص الإنسان، ولكن أيضًا لكشف الناس واستبعادهم. خراف الله تسمع صوته، وجميع أولئك الذين يسمعون صوته ويقبلونه في الوقت الذي يعمل فيه في الخفاء بالجسد يأتون أمام عرش الله. هؤلاء الناس هم خراف الله، وهم العذارى الحكيمات، وهم يقرؤون كلمة الله كل يوم، وسوف يُحاكمون أمام كرسي المسيح. وأولئك الذين يمكنهم التخلص من الفساد والتطهير من خلال دينونة الله وتوبيخه سوف يحصلون على الحماية في وقت الكوارث ويبقون على قيد الحياة. لكن الأشرار وقوى الشر الذين لا يستمعون إلى صوت الله ويقاومون الله سوف ينكشفون ويُستبعَدون من خلال عمل تجسد الله ويُعاقَبون في النهاية في الكوارث الكبرى. عمل الله في الخفاء يفصل الخراف عن الجداء، والحنطة عن الزوان، والعذارى الحكيمات عن العذارى الجاهلات، والمؤمنين الحقيقيين عن المؤمنين الكذبة، وخدام الخير عن خدام الشر – فهذا كله يُستعلَن. سوف يجري فرز الجميع عفويًا وفقا لنوعه. وهذه هي حكمة عمل الله!" انفتحت عيناي فجأةً بالفعل عند سماع هذه المشاركة منه. رأيت أن هذه هي الطريقة التي سوف تتحقق بها النبوات الكتابية حول عودة الرب، وتمكنت من معاينة سلطان الله في كلام الله القدير. وقد جعلني ذلك الإحساس ببر الله الذي لا يقبل الإساءة أرتجف من الخوف. كنت أعرف أنني إذا تمسكت بمفهوم عودة الرب على السحاب ولم أقبل الحقائق التي عبَّر عنها الله المتجسد، فسوف أفقد فرصتي في الخلاص! ابتهجت في أعماقي بمدى حظي لأخذ زمام المبادرة في السعي إلى الطريق الحقّ لئلا يتركني الرب ويستبعدني. تعلمت في ذلك اليوم شيئًا عن سر عودة الرب من خلال قراءة بضع مقاطع من كلام الله القدير. فلا عجب أن الكثير من المؤمنين رفضوا العودة بعد قبولهم الله القدير.
كنت حريصًا على معالجة المزيد من حيرتي، ولذلك واصلت طرح المزيد من الأسئلة على مينغي. قلت: "ظهر الرب يسوع لتلاميذه لمدة 40 يومًا بعد قيامته، ثم صعد إلى السماء بجسده الروحي القائم. لطالما اعتقدنا أنه عندما يعود الرب ليدين العالم في الأيام الأخيرة، سوف يظهر في شكل روح جالسًا على عرش أبيض عظيم في مهابة وجلال يدين جميع الشعوب، بحيث يذهب أصحاب الخطايا الكبرى إلى الجحيم وأصحاب الصالحات إلى السماء. لكنك تشهد بأن الرب يأتي في الجسد ليُجري عمل دينونته في الأيام الأخيرة. هل يوجد أساس كتابي لهذا؟" قال: "توجد نبوات كتابية عن أن الله يصير جسدًا باعتباره ابن الإنسان في الأيام الأخيرة لإجراء عمل الدينونة. مثال ذلك: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلِٱبْنِ" (يوحنا 5: 22). "وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لِأَنَّهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (يوحنا 5: 27). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12:48). "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). تشير هذه التنويهات "الابن" و"ابن الإنسان" جميعها إلى الله في صورته المتجسدة. في الأيام الأخيرة، يصير روح الله جسدًا باعتباره ابن الإنسان ويعلن الحقائق ليُجري عمل دينونته، وهذه دينونة تبدأ من بيت الله. يعني هذا أن مسيح الأيام الأخيرة يُعبِّر عن الحقائق ويُجري الدينونة بين أولئك الذين يقبلون عمل دينونته، ليُطهِّرهم ويُخلِّصهم ويقودهم للدخول إلى جميع الحقائق. هذا هو العمل الذي يُجريه الله المتجسد في الخفاء. أما جميع أولئك الذين يقاومون الله، فسوف يدينهم مباشرةً ويسحقهم مستخدمًا الكوارث للتعامل معهم. يُعبِّر مسيح الأيام الأخيرة، الله القدير، عن جميع الحقائق التي تُطهِّر الإنسان وتُخلِّصه، ويُجري عمل الدينونة بدءًا من بيت الله. وهذا يُتمِّم بالكامل نبوات عودة الرب في الأيام الأخيرة". أصبحت أكثر استنارة عند سماع هذا. وبعد ذلك، قرأ مينغي بعض المقاطع الأخرى من كلمة الله القدير وتشارك معي حول سبب عدم إجراء الله عمل دينونته في الأيام الأخيرة في شكل روح، ولكنه يُجريه بنفسه بالجسد.
يقول الله القدير: "لا يتم خلاص الله للإنسان مباشرةً من خلال طريقة الروح وهوية الروح، لأن روحه لا يمكن للإنسان أن يلمسه أو يراه، ولا يمكن للإنسان الاقتراب منه. إن حاول تخليص الإنسان مباشرةً من منظور الروح، لما استطاع الإنسان أن ينال خلاصه. ولو لم يتسربل الله بالشكل الخارجي لإنسان مخلوق، لما استطاع البشر أن ينالوا هذا الخلاص. لأن الإنسان لا يمكنه بأية وسيلة الاقتراب منه، بالضبط مثلما لم يستطع أحد الاقتراب من سحاب يهوه. فقط من خلال صيرورته إنسانًا مخلوقًا، أي من خلال وضْع كلمته في الجسد، يستطيع أن يعمل عمل الكلمة بصورة شخصية في كل من يتبعه. وقتها فقط يمكن للإنسان أن يسمع كلمته ويراها وينالها، ومن خلال هذا يَخلُص بالتمام. لو لم يصر الله جسدًا، لما استطاع أي إنسان ذو جسد أن ينال مثل هذا الخلاص العظيم، ولما استطاع أي شخص أن يخلُص. إن كان روح الله يعمل مباشرةً بين البشر، لطُرِح الإنسان واستحوذ عليه إبليس كأسير بالتمام لأن الإنسان غير قادر على الارتباط بالله. كان الغرض من التجسُّد الأول هو فداء الإنسان من الخطية، فدائه من خلال جسد يسوع، أي إنَّه خلّص الإنسان من الصليب، ولكن الشخصية الشيطانيَّة الفاسدة لا تزال بداخل الإنسان. لم يعد التجسّد الثاني بمثابة ذبيحة خطية بل الهدف منه هو خلاص أولئك الذين نالوا الفداء من الخطية خلاصًا كاملًا. هذا يتم حتى يمكن لمَن نالوا الغفران أن يخلصوا من خطاياهم ويصيروا أطهارًا بصورة كاملة، ومن خلال إحراز تغيير في شخصيتهم، يتحرَّرون من تأثير ظلمة الشيطان ويعودون أمام عرش الله. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتقدس بالتمام" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. سر التجسُّد (4)).
"إن تكلم روح الله مباشرةً مع البشر، لخضع البشر كافة لصوته، وسقطوا على وجوههم دون كلمات من الوحي، مثلما سقط بولس على الأرض من النور عندما كان مسافرًا إلى دمشق. إن استمر الله في العمل بهذه الطريقة، لما استطاع الإنسان أبدًا أن يعرف فساده من خلال دينونة الكلمة ومن ثمَّ يحصل على الخلاص. فقط من خلال صيرورته جسدًا يستطيع أن يقدم كلماته بصورة شخصية لآذان كل إنسان، حتى يسمع جميع مَن لهم آذان كلامه ويقبلون عمل ديونته بالكلمة. هذه فقط هي النتيجة التي حققتها كلمته، بدلًا من ظهور الروح الذي يخيف الإنسان فيخضع. فقط من خلال هذا العمل العملي غير العادي يمكن لشخصية الإنسان القديمة، المستترة عميقًا بداخله للعديد من السنوات، أن تنكشف فيدركها الإنسان ويغيرها. هذا هو العمل العملي لله المتجسِّد؛ إنه يتكلم وينفذ الدينونة بأسلوب عملي لتحقيق نتائج الدينونة على الإنسان بالكلمة. هذا هو سلطان الله المتجسِّد ومغزى تجسُّد الله" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. سر التجسُّد (4)).
ثم تشارك معي قائلًا" "يمكننا أن نرى من كلام الله أنه في المرَّة الأولى التي تجسد فيها الله، صُلب كذبيحة خطية ليحمل خطايا الإنسان، ولذلك بمجرد أن نؤمن بالرب تُغفَر خطايانا. لكن جذر خطايانا، أي طبيعتنا الخاطئة، لا يزال بداخلنا. فنحن نخطئ باستمرار ونكشف عن شخصيات فاسدة مثل الكبرياء والمكر والشر. نحن نكذب ونخدع ونحسد ونكره. وفي مواجهة الكارثة، أو عندما توجد مشقة في عائلتنا، نميل إلى إلقاء اللوم على الله وإدانته، بل وحتى إنكاره. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. الله قدوس، فلا يقدر أي شخص نجس أن يراه. نحن قذرون وفاسدون للغاية، ونخطئ ونقاوم الله، فكيف نستحق الدخول إلى ملكوت الله؟ عندما يعود الرب يسوع في الأيام الأخيرة، فإنه يُعبِّر عن الحقائق ويُجري عمل الدينونة لتطهير الإنسان وتغييره كي يتمكن الناس من التخلص تمامًا من خطاياهم وفسادهم وينالوا الخلاص من الله ويدخلوا ملكوت الله. ودينونته في الأيام الأخيرة هي تطهير البشرية وخلاصها. ولذلك، فإن إجراء عمله بالجسد هو الأنسب. إذا أدان روح الله الناس، فلن يُطَهَّروا أو يُخَلَّصوا. وذلك لأن الناس زائلون وجسديون، وقد أفسدنا الشيطان جميعًا، ولذلك نحن مليئون بالشخصيات الشيطانية والقذارة والفساد. لا يمكن أن نكون قريبين من روح الله أبدًا. إذا أداننا روحه مباشرةً، فسوف نُمحى بسبب تمردنا وتحدينا. وتكلُّم روح الله مباشرةً إلى الإنسان سوف يكون مثل الرعد والبرق. لن يقتصر الأمر على أننا لن نفهم، بل وسوف يخيفنا الأمر أيضًا. وذلك النوع من عمل دينونة البشر لن يحقق الأهداف المرجوة. سوف أضرب لك مثالًا. تخيل أن طائرًا صغيرًا مصابًا ونريد مساعدته، لكنه يخاف منا ولا يسمح لنا بالاقتراب إليه لأنه مختلف تمامًا عنا ولا يمكنه فهم ما نقوله ولا يفهم مقاصدنا. ولكن إذا تحولنا إلى طائر صغير ثم اقتربنا للمساعدة، فلن يخافنا أو يقاومنا. بالطريقة نفسها، ومن أجل خلاصنا بشكل أفضل نحن البشر الفاسدين بشدة، يصير الله جسدًا صائرًا في شبه الناس. إنه يُعبِّر عن الحقائق، ويتحدث بلغة يمكن أن يفهمها البشر، ويكشف عن فسادنا وعصياننا وطبيعتنا الخاطئة المتمثلة في مقاومة الله، ويُظهِر شخصيته البارَّة لنا لنتمكن من رؤية أن الله حقيقي جدًا. وعندئذٍ يمكنه أيضًا أن يشاركنا بكل وضوح مشيئته ومطالبه، والحقائق التي يجب على الناس ممارستها والدخول فيها، ويكشف لنا الطريق لتغيير شخصياتنا وتطهيرنا. يمكن أن يؤدي إجراء الله عمله بالجسد إلى الكشف عن مفاهيمنا وعصياننا بشكل أفضل. في المرَّة الأولى التي تجسد فيها الله وأتى إلى العمل، كان الفريسيون يعرفون جيدًا أن عمل الرب يسوع وكلامه لهما سلطان ونفوذ، لكنهم رأوا أنه لم يشبه رجلًا عظيمًا، وأنه كان ابن نجار، وأن ما قاله وفعله لا يتناسب مع مفاهيمهم وتصوراتهم، ولذلك رفضوا حتى النظر في الأمر، وقاوموه وأدانوه، ومنعوا الآخرين من التحقق من عمل الله. وفي النهاية، صلبوا الرب يسوع. في الأيام الأخيرة، تجسد الله مرَّةً أخرى لإجراء عمل دينونته، ونظرًا لأن صيرورة الله جسدًا للتحدث وإجراء عمله لا تتماشى مع مفاهيم الناس، فإننا نحُدُّ الله بسبب كبريائنا، وندينه، ونقاوم عمله. ورجال الدين في العالم الديني على وجه الخصوص يقاومون الله بجنون ويدينونه ويُجدِّفون عليه. إذا لم يكن الله قد تجسد ليُجري هذا العمل، ولكن جاء روحه لإجراء عمل الدينونة، فمن يجرؤ على أن يكون وقحًا تجاهه؟ هل يمكن أن يكشف ذلك عن فساد الناس؟ فوحده الله بالجسد هو الذي يمكنه أن يكشف كل تمردنا وفسادنا ومفاهيمنا عن الله. ويمكن لأولئك الذين يحبون الحق التعرف إلى شخصياتهم الفاسدة وطبيعتهم الشيطانية المتمثلة في التحدي والتمرد ضد الله من خلال دينونته وإعلاناته. يمكنهم التوبة واحتقار أنفسهم، وفي النهاية يجري إخضاعهم وتطهيرهم من خلال كلامه، ويقودهم الله إلى ملكوته. لكن أولئك الذين يتمسكون بمفاهيمهم وتصوراتهم، وينكرون الله ويقاومونه، ويرفضون قبول الحق، ويصرون على محاربة الله، فسوف يعلن الله أنهم الزوان. إنهم خدام الشر وأضداد المسيح الذين يُظهِرهم عمل الله في الأيام الأخيرة. ولن يقتصر الأمر على أنهم لن ينالوا الخلاص، بل سيلعنهم الله ويعاقبهم، تمامًا مثل الفريسيين. ولذلك، فإن مجيء الله المتجسد لإجراء عمل دينونته في الأيام الأخيرة أكثر فائدة لخلاص البشرية الفاسدة".
لقد منحتني مشاركة مينغي الاستنارة حقًا. فكرت في عصر الناموس. عندما ظهر يهوه الله وتكلم إلى بني إسرائيل على جبل سيناء، سمعوا جميعًا صوت الله كما لو كان رعدًا وامتلأوا بالخوف. "وَقَالُوا لِمُوسَى: "تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلَا يَتَكَلَّمْ مَعَنَا ٱللهُ لِئَلَّا نَمُوتَ" (الخروج 19:20). الله قدوس ونحن بشر فاسدون. لا يمكننا حقًا أن يكون لنا اتصال مباشر مع روح الله. تذكرت أيضًا المرَّة الأولى التي سمعت فيها خبر عودة الرب بالجسد. كنت مليئًا بالشك والمقاومة، وكنت متكبرًا بشكل لا يُطاق. وبدون البحث أو التحقق، قررت جزافًا وحكمت بأن الرب لا يمكن أن يعود بالجسد. أغلقت الكنيسة، ومنعت الآخرين من استقصاء الطريق الحقّ، وحاولت منع زوجتي من حضور الاجتماعات. فما مدى اختلاف تصرفاتي عن تصرفات الفريسيين عندما قاوموا الرب يسوع؟ كنت متكبرًا ومتمردًا للغاية. إذا أجرى روح الله عمل الدينونة، لكنت قد مُحيت بالفعل، فكيف سأحظى بفرصة ربح خلاص الله؟ إجراء الله المتجسد عمل الدينونة هو حقًا خلاصه للإنسان! وأداء الله المتجسد عمله في الأيام الأخيرة ضروري للغاية!
تشارك معي مينغي عدة مرَّات بعد ذلك وقرأت الكثير من كلام الله القدير. ومن كلامه، تعلمت القصة الحقيقية والمعنى الكامن وراء مراحل عمل الله الثلاث لخلاص البشرية، وأسرار تجسدي الله، وأسرار أسمائه، والحق الكامن في الكتاب المقدس، وكيفية سماع صوته، وكيفية تمييز المسيح الحقيقي من المسحاء الكذبة، وأنواع الناس الذين يُخلِّصهم الله، وأنواع الناس الذين يستبعدهم، وأكثر من ذلك. وكلما قرأت كلام الله القدير فهمت عمله ومشيئته بشكل أفضل. فهمت الكثير من أسرار الكتاب المقدس التي لم أفهمها من قبل، واتضحت أشياء كثيرة لم أفهمها من قبل. كان هذا مغذيًّا لي جدًا. شعرت باليقين في قلبي بأن كلام الله القدير هو الحق وصوت الله، وأن الله القدير هو الله الوحيد الحقيقي الذي ظهر! والسبب في هذا هو أن الله وحده يمكنه إعلان الحقائق، وكشف الأسرار، وتزويدنا بالحق والحياة بلا انتهاء. الله القدير هو حقًا الرب العائد! كنت ألتزم بالكلام الحرفي للكتاب المقدس، وأرسم الله بناءً على مفاهيمي وتصوراتي. لم أبحث في عمل الله الجديد، لكنني رفضت الله العائد بعناد. كدت أن أصبح فريسيًا مقاومًا لله، وكدت أفقد فرصتي في الترحيب بالرب العائد ودخول السماء. ولو لم يرشدني الروح القدس ويُخلِّصني في الوقت المناسب، لكانت مفاهيمي قد هدمتني بالتأكيد. وبفضل رحمة الله وخلاصه، استطعت الترحيب بعودته وحضور مأدبة عُرسه. شكرًا لله القدير!