81. اختيار بلا ندم
التقيت أنا وحبيبي أثناء العمل خارج البلاد. آمن كلانا بالرب يسوع، وكثيرًا ما كنا نذهب معًا إلى الكنيسة. كنا سويًا لمدة ثلاثة أعوام، وكنا نفكر في الزواج. في شهر أكتوبر من العام 2000، عندما عدت إلى الصين لزيارة والدتي، شهد لي جاري بعمل الله القدير في الأيام الأخيرة، قائلًا إن الرب يسوع قد عاد متجسدًا وعبَّر عن حقائق كثيرة ليدين البشرية ويُطهرها ويُخلص الناس من عبودية الخطيئة ليتمكنوا من دخول ملكوت السماوات. وفي وقت لاحق، قرأت الكثير من كلام الله القدير، ووجدت أن الله القدير كشف سر خطة تدبيره البالغة ستة آلاف عام لخلاص البشرية، والقصة الداخلية لمراحل عمل الله الثلاث، وسر تجسد الله، كما كشف كيف يُفسد الشيطان الإنسان، وكيف يعمل الله خطوة بخطوة لخلاص الناس، وكيف يُجري الله عمل الدينونة في الأيام الأخيرة لاختتام العصر، وما إلى ذلك. لم أسمع بهذه الحقائق والأسرار من قبل في الأعوام العديدة لإيماني الديني. ولا يمكن لأي شخص مشهور أو عظيم التعبير عن هذه الأشياء. فهذا تمَّم بالكامل كلام الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). كنت متأكدةً من أن كلام الله القدير هو حق الله وصوته، وأن الله القدير هو الرب يسوع العائد. كنت متحمسةً للغاية، وأردت إخبار حبيبي بالأخبار السارة في أسرع وقت ممكن. سوف يكون من الرائع أن نقبل عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وندخل الملكوت معًا في النهاية. ولكن بعد ذلك تذكرت أنه عندما كنت خارج البلاد، غالبًا ما كان القس شون يتحدث عن تجنب "البرق الشرقي". قال إنه ينبغي علينا توخي الحذر بمجرد عودتنا إلى الصين وعدم التواصل بتاتًا مع أشخاص من "البرق الشرقي". وغالبًا ما كان يذهب أيضًا إلى بعض المدن في الصين لزيارة أعضاء الكنيسة، قائلاً إنه توجد بدع في الصين ويجب عليهم توخي الحذر. كان حبيبي معجبًا للغاية بالقس شون ويصغي إلى ما يقوله. إذا أخبرته صراحةً أنني قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فهل سيخبر القس شون؟ لكني كنت أعلم أيضًا أن حبيبي كان يتطلع إلى عودة الرب يسوع، ولذلك أردت حقًا إخباره في أقرب وقت ممكن. ظننت أنه إذا شاركته بوضوح، فيجب أن يتمكن من قبول ذلك.
اتصلت به ذات ليلة وقلت: "كلانا نتطلع إلى عودة الرب يسوع، فما تصورك عن عودة الرب يسوع؟" وبمجرد أن أنهيت حديثي، قال حبيبي غاضبًا على غير المتوقع: "لماذا تسألينني هذا السؤال فجأةً؟ يذكر الكتاب المقدس بوضوح أن الرب سيأتي على سحابة، فكيف يوجد شك؟ هل كنتِ تتحدثين إلى شخص من "البرق الشرقي" داخل البلاد؟" فوجئت كثيرًا برده شديد اللهجة على مجرد سؤال. قلت: "لقد آمنا بالرب لأعوام عديدة. ألم يتطلع كلانا إلى قبول الرب والدخول إلى ملكوت السماوات؟ كيف يأتي الرب يسوع إذًا؟ ألا يستحق هذا السؤال التفكير فيه؟" فازداد حبيبي غضبًا وقال: "كم مرَّة أخبرنا القس شون أن أولئك الذين يعظون بعودة الرب يسوع يتكلمون كلامًا كاذبًا ويخدعون الناس؟ لقد أكد مرارًا وتكرارًا على أنه يجب ألا نتواصل مع أناس من "البرق الشرقي". لماذا لا تصغين؟ عادةً ما يكون إيمانكِ بالرب قويًا، لكننا لم نفترق إلا لما يزيد قليلًا عن شهر وأنتِ الآن على تواصل مع "البرق الشرقي"! تذكَّري، كلانا يتطلع إلى مجيء الرب يسوع، ولكن حتى إذا عاد فلن يكون الأمر كما يزعم "البرق الشرقي"، أي أنه سيعود بالجسد". رفض الاستماع بصرف النظر عما قلته بعد ذلك. وأخيرًا، أنهينا المكالمة ونحن نشعر بالتعاسة.
لم أستطع فهم لماذا كانت ردة فعل حبيبي هكذا، وقد جعلني ذلك حزينة للغاية. ألم يتطلع إلى مجيء الرب؟ لماذا كان شديد المقاومة لمجرد مناقشة كيفية مجيء الرب؟ استلقيت على فراشي في تلك الليلة ولم أستطع النوم، فنهضت لقراءة كلمة الله حيث رأيت مقطعين. "حيثما يظهر الله هناك يكون إعلان الحق وهناك يكون صوت الله. فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق يمكنهم سماع صوت الله، ومثل هؤلاء الناس هم فقط المؤهلون لرؤية ظهور الله" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. ظهور الله استهل عصرًا جديدًا). "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية). تأملت كلام الله مرارًا وتكرارًا، وشعرت أن هذا الكلام كان رائعًا وعمليًا للغاية! في الأيام الأخيرة، يعود الرب يسوع للتعبير عن الحقّ لخلاص الناس. وأولئك الذين يتوقون إلى الحقّ ويستمعون إلى صوت الله هم وحدهم الذين سوف يرون ظهور الله ويرحبون بعودة الرب. وأولئك الذين ينتظرون عن جهالة أن يأتي الرب على سحابة ولكنهم لا يطلبون الحق أو يستمعون إلى صوت الله، سوف تفوت عليهم الفرصة التي يوفرها مجيء الرب للصعود، ولن يتمكنوا أبدًا من الترحيب بعودة الرب. في هذا الوقت، تذكرت قول الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27)، وما تنبأ به في سفر الرؤيا: "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). إن الشيء الأهم بالتأكيد في الترحيب بمجيء الرب هو الاستماع إلى صوت الله. وخراف الله يمكنها سماع صوت الله واتباع خطاه. أدركت أن حبيبي رفض البحث عن الطريق الصحيح وفحصه لأنه لم يقرأ كلام الله القدير. فإذا كان من خراف الله ويطلب الحقّ بصدق، فيجب أن أريه بعضًا من كلام الله القدير. وإذا تمكن من إدراك أن كلام الله القدير هو الحقّ وصوت الله، فسوف يمكنه قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، وسوف يمكننا اتباع خطى الله معًا. ولذلك، أمضيت عدة ليالٍ في كتابة أجزاء من كلام الله القدير وإرسالها إليه بالبريد. وبعدها، كنت في كل يوم أتطلع إلى اتصاله بي لمناقشة عمل الله معي في الأيام الأخيرة. بعد أيام قليلة، رن جرس الهاتف في المنزل فشعرت بمنتهى السعادة. اعتقدت أنه كان حبيبي، لكنه كان القس شون. قال: "أخبرني حبيبكِ أنه بعد عودتكِ إلى مدينتكِ تقابلتِ مع أشخاص من "البرق الشرقي". فهل هذا صحيح؟" فقلت: "إنني أبحث وأتحقق. أعتقد أن مجيء الرب يسوع أمر مهم للغاية ويجب أن نبحثه ونتحقق منه بجدية". قال القس شون: "سوف أزور مدينتكِ قريبًا لمعرفة ما إذا كنتِ بالفعل على اتصال بشخص من "البرق الشرقي". أنا قسّكِ، ولذلك عليَّ أن أتحمل مسؤولية حياتكِ".
اعتقدت أن القس لم يقصد ذلك، لأننا كنا على مسافة متباعدة للغاية. وسرعان ما جاء حقًا بشكل غير متوقع. أردت أنا والعديد من الإخوة والأخوات الاستفادة من هذه الفرصة للشهادة لعمل الله القدير في الأيام الأخيرة، ولكن عندما التقينا بالقس شون سألني ما إذا كنت قد قبلت "البرق الشرقي"، وقال بغطرسة: "لقد كنتُ بالفعل على اتصال مع "البرق الشرقي" عدة مرَّات. وبصراحة، قبل أن ألتقي بكِ ذهبت إلى منزل أخت في الشمال الشرقي. آمن شقيقها "بالبرق الشرقي" وأراد أن يشهد لي بإنجيلهم. لقد درست علم اللاهوت، وأنا على دراية بالكتاب المقدس، وقد تواصلت مع العديد من القساوسة المرموقين في الخارج، ومع ذلك، كان لا يزال يعتقد أنه يمكنه أن يخدعني ويكسبني؟ هذا سخيف". حاول إخوتي وأخواتي إقناعه قائلين: "لقد وعظك الكثير من الإخوة والأخوات بالإنجيل وشهدوا بأن الرب يسوع قد عاد. إذا قاومت وأدنت دون البحث والتحقق، فهل تكون تحاول بصدق الترحيب بالرب؟ "طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِٱلرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متّى 5: 3). نحن في الأيام الأخيرة، وقد عاد الرب. عندما نسمع الناس يشهدون بأن الرب قد عاد وعبَّر عن العديد من الحقائق، يجب أن نسعى بقلب مفتوح حتى نسمع صوت الرب ونرى ظهوره! وإذا لم نبحث أو نتحقق بل رفضنا وقاومنا جزافًا، فمن السهل جدًا أن نتبع خطى الفريسيين. الله إله حكيم، وأفكاره تتجاوز أفكار البشر، وعمل الله سر لا يمكننا نحن البشر فهمه. نود أن نناقش معك كيفية الترحيب بعودة الرب يسوع". لكن القس شون لم ينصت على الإطلاق. قال: "إذا كنتِ تريدين التحدث معي عن "البرق الشرقي"، فوفري مجهودكِ لأنني لن أناقش هذا معكِ". رأى الإخوة والأخوات أنه كان مقاومًا جدًا ولا ينوي البحث، فتوقفوا عن التحدث معه. وفي هذا الوقت، تلقَّى القس شون مكالمة وقال إن بعض المؤمنين في كنيسة في الشمال الشرقي قبلوا "البرق الشرقي"، وأراد الذهاب إلى هناك لإيقافهم. وطلب مني بسرعة شراء تذكرة طائرة له. قلت: "أيها القس شون، تشهد "البرق الشرقي" بأن الرب يسوع قد عاد للتعبير عن الحقّ لإجراء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. وأنت ترفض البحث عن الرب والتحقق منه والترحيب به، والأكثر من ذلك، تريد منع الناس وردعهم من البحث عن الطريق الصحيح والاستماع إلى صوت الله. هل هذا يتوافق مع مشيئة الرب؟" حدَّق في وجهي وقال: "لن أسمح للناس من "البرق الشرقي" بالدخول إلى الكنيسة لسرقة الخراف. أريد الدفاع عن طريق الرب". بالنظر إلى مظهر القس شون المُتَغَطرِس، لم أصدق أنه كان ذات القس الذي عرفته. لقد التقيت به منذ أربعة أعوام، وكنت أعتبره دائمًا شخصًا متواضعًا للغاية ومهتمًا جدًا بالمؤمنين. لطالما اعتقدت أنه كان قسًّا صالحًا وتقيًا جدًا، لكن رؤية سلوكه وما كشفه اليوم ذكَّرني بكلام الرب يسوع: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ: فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متَّى 23: 13). كان القس شون يقف على المنبر كل يوم يعظ الناس ويخبرنا أن نكون متيقظين ومنتبهين لمجيء الرب، ولكن عندما عاد الرب يسوع حقًا لم يقتصر الأمر على أنه لم يبحث عن الرب أو يتحقق منه أو يرحب به، بل أدان وقاوم وحاول بجميع الوسائل إعاقة المؤمنين وتعطيلهم في بحثهم وتحققهم. وتحت راية الدفاع عن طريق الرب وحماية القطيع، كان يسيطر على الناس سيطرةً صارمة. لقد كان بالضبط أشبه بالفريسيين في زمانهم، وخادمًا للشر أراد أن يمنع الناس من دخول ملكوت السماوات!
عندما فكرت بأنه لا يزال يوجد العديد من الإخوة والأخوات في الكنيسة الذين لم يكن لديهم أي تمييز حول القس شون، والذين منعهم القس وخدعهم، والذين لم يتحققوا من عمل الله في الأيام الأخيرة، اتصلت بالإخوة والأخوات الذين كنت أعرفهم وشهدت لهم بعمل الله القدير. عندما عرف القس شون ذلك، اتصل بي وهددني: "إذا أصررتِ على الإيمان "بالبرق الشرقي" والمجيء إلى الكنيسة لسرقة الخراف، فسوف نرفضكِ جميعًا، ولن يقبلكِ جميع الإخوة والأخوات الذين يعرفونكِ بعد الآن". وبعد ذلك، أرسل لي أيضًا العديد من الكتيبات التي روجت لمقاطعة كنيسة الله القدير، وجميعها تحتوي على كلام يقاوم الله ويُجدف عليه. وبعد ذلك، رأيت الوجه الحقيقي للقس شون بشكل أوضح. لقد كان عائقًا وحجر عثرة يمنع الناس من التحقق من الطريق الصحيح. لم أعد أرغب في التحدث إليه، ولذلك توقفت عن الرد على مكالماته. وعندما وجد أنني أصررت على الإيمان بالله القدير والوعظ بالإنجيل للناس الذين كان يرعاهم، ذهب إلى منازل الإخوة والأخوات الذين عرفوني في تشيجيانغ وشنغهاي وأماكن أخرى وأخبرهم ألا يتصلوا بي أو يستمعوا لما كنت أعظ به. وبعد عودته من خارج البلاد، أغلق الكنيسة في وجهي. منع أي شخص من الرد على مكالماتي أو الاتصال بي، وقال إن أي شخص يتصل بي سوف يُطرَد.
تلقيت في أحد الأيام خطابًا من حبيبي يقول فيه: "قال القس شون في الكنيسة إنكِ تؤمنين "بالبرق الشرقي"، وإنكِ تعرضتِ للخداع التام. من الآن فصاعدًا لم نعد أخًا وأختًا ولا توجد علاقة بيننا. لن أرد على مكالماتكِ الهاتفية أو أكتب لكِ فيما بعد. إذا كنتِ تريدين العودة، فسوف يرحب بكِ الجميع، ويمكننا مواصلة علاقتنا، ولكن إذا أصررتِ على الإيمان بالله القدير، فسوف ننفصل". شعرت بالحزن الشديد بعد قراءة الخطاب، ولذلك اتصلت به لكنه قال ببرود: "أنا مشغول. وليس لديَّ وقت للحديث عن هذا الآن". فسألته: "هل هذه هي طريقة انفصالنا حقًا؟" قال: "إذا توقفتِ عن الإيمان "بالبرق الشرقي"، فيمكننا مواصلة علاقتنا الحالية. سوف أطلب من خالتي مساعدتكِ على السفر إلى الخارج. فلديها عمل تجاري هنا، ويمكنكِ المجيء للعيش هنا. ويمككننا الحصول على مستقبل سعيد جدًا. ولكن إذا أصررتِ على الإيمان بالله القدير، فعلينا الانفصال. خذي وقتكِ وفكري في الأمر". كان من المفزع أن أرى حبيبي قاسي قلب. ففي الماضي كنا سعداء جدًا معًا، وكان يعتني بي جيدًا. لم أكن أتوقع منه أن يكون مخلصًا جدًا للقس. فقد اضطر إلى إنهاء علاقته بي على الرغم من استمرارها خلال الأعوام القليلة الماضية لمجرد أنني آمنت بالله القدير. عرفت عائلتي أنني كنت متخاصمة مع حبيبي، وأقنعوني جميعًا بإعادة النظر في ذلك قائلين: "حبيبكِ لديه وظيفة جيدة وعائلة محترمة. إذا انفصلتما، فمن الصعب تحديد ما إذا كنتِ ستقابلين شريكًا جيدًا في المستقبل. أنتِ تكبرين، وليس من السهل العثور على شريك حياة. إذا لم تبدئي في تكوين عائلة، فماذا ستفعلين في حياتكِ المستقبلية؟" اتصلت بي عائلة حبيبي أيضًا وأقنعتني بعدم الإيمان بالله القدير، وقالوا: "أنتما لم تعودا صغيرين. حان الوقت للتفكير في الزواج. أليس من الجيد أن يؤمن كلاكما بالرب يسوع؟ سوف تكونان سعيدين جدًا بمجرد الزواج. لماذا الإصرار على الإيمان بالله القدير؟" وفي مواجهة الضغوط من كلتا العائلتين، لم أعرف كيفية اتخاذ قرار. فإذا اخترت العودة إلى كنيستي السابقة والزواج بحبيبي، فيمكنه أن يوفر لي وضعًا ماديًا جيدًا، ويمكننا أيضًا الاستقرار خارج البلاد. كان هذا حلم كثيرين من الناس، لكني أيضًا سوف أخسر خلاص الله في الأيام الأخيرة بسبب ذلك، وسوف أندم على ذلك لبقية حياتي! في الأيام الأخيرة، يأتي الله متجسدًا للمرة الثانية للتعبير عن الحقّ وتطهير البشرية تمامًا وخلاصها، وتشكيل مجموعة من الغالبين. هذه فرصة تأتي مرَّة واحدة في العمر، ولا يمكنني تفويتها! ولكن إذا اخترت اتباع الله القدير، فماذا سيحدث لزواجي؟ لقد بلغت سن الزواج، والزواج حدث مهم في الحياة. خلال تلك الفترة، لم أستطع تناول الطعام أو النوم جيدًا، وكنت معذبةً جدًا. عندما كنت أرى العديد من الأشخاص الذين هم في مثل سني متزوجين ولديهم عائلات وكنت لا أزال وحيدة، كنت أمر بصراع شديد ولم أعرف كيفية الاختيار. صليت إلى الله مرارًا وتكرارًا بشأن هذا الأمر، طالبةً من الله أن يرشدني ويعلمني كيفية اختيار الطريق قُدُمًا. عندما علم إخوتي وأخواتي بموقفي، ساعدوني جميعًا وتشاركوا معي، لكني ما زلت غير قادرة على نسيان حبيبي. كنت غاضبة لأنه انفصل عني، بل ولم يكن يتحدث معي. لقد أصبح قاسيًا وباردًا للغاية. عندما قال القس إنني تعرضت للخداع، آمن حبيبي تمامًا بهذا. وعندما طلب منه القس أن يرفضني، انفصل عني متجاهلًا تمامًا علاقتنا خلال الأعوام القليلة الماضية. وكلما فكرت في الأمر شعرت بالمزيد من البؤس.
كنت في إحدى الليالي أتقلب في الفراش. لم أستطع النوم، فنهضت واستمعت إلى ترنيمة من كلمة الله: "يجب أن يسعى الناس إلى عيش حياة ذات معنى"
1 يجب على الإنسان أن يسعى ليحيا حياة ذات معنى، وألا يكون راضيًا عن ظروفه الحالية. لكي يحيا الإنسان حياة بطرس، يجب أن يمتلك معرفة بطرس واختباراته. يجب على الإنسان أن يسعى إلى ما هو أعلى وأعمق. يجب عليه أن يسعى إلى محبة أعمق وأنقى نحو الله، وحياة ذات قيمة ومعنى. لأن هذه فحسب هي الحياة. عندها فقط يصير الإنسان مثل بطرس. ...
2 لكل من يطمح لأن يحب الله، لا توجد حقائق لا يمكن الحصول عليها، ولا عدالة لا يستطيعون الثبات من أجلها. كيف يجب أن تعيش حياتك؟ كيف يجب أن تحب الله، وتستخدم هذا الحب لإرضاء رغبته؟ لا يوجد شيء أعظم من هذا في حياتك. بادِئ ذِي بَدْءٍ، يجب أن يكون لديك مثل هذه التطلعات والمثابرة، ويجب ألا تكون مثل أولئك الضعفاء الواهنين. يجب أن تتعلم كيف تختبر حياة ذات معنى، وأن تختبر حقائق ذات مغزى، وألا تعامل نفسك بسطحية على هذا النحو. دون أن تدرك ذلك، فسوف تمرّ حياتك منك دون أن تدري؛ ولكن هل بعد ذلك ستتاح لك فرصة أخرى لكي تحب الله؟ هل يمكن للإنسان أن يحب الله بعد موته؟ يجب أن يكون لديك نفس تطلعات بطرس وضميره؛ يجب أن تكون حياتك ذات مغزى، ويجب ألا تعبث بنفسك! يجب عليك كإنسان وكشخص يطلب الله أن تكون قادرًا على التفكير مليًّا في كيفية تعاملك مع حياتك، وكيف ينبغي عليك تقديم نفسك لله، وكيف ينبغي أن تقتني إيمانًا أكثر معنى بالله، وكيف ينبغي، طالما أنك تحبه، أن تحبه بطريقة أكثر نقاءً، وأكثر جمالًا، وأكثر صلاحًا.
من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة
استمعت إلى هذه الترنيمة مرارًا وتكرارًا. ومن خلالها، رأيت أن بطرس تابع سعيه لمحبة الله وإرضائه طوال حياته، وعاش حياة ذات معنى وجديرة بأن تُعاش، فتأثرت كثيرًا. من كلام الرب يسوع وعمله، أدرك بطرس أن الرب يسوع هو المسيح، ابن الله الحي. كان يعظ ويعمل من أجل الرب يسوع، واضطهده العالم اليهودي، لكنه تبع الرب بثبات. واليوم، تجسد الله شخصيًا بيننا للتعبير عن كلام للعمل ولخلاص الناس. كنت قد قرأت كلام الله، وسمعت صوت الله، وقررت أن الله القدير هو المجيء الثاني للرب يسوع. ولكنني كنت مترددة عندما حان وقت الاختيار بين الله القدير وزواجي. لم أكن أريد أن أفقد هذا الزواج وفرصة عيش حياة رغدة في الخارج مع حبيبي. وجدت أنه على الرغم من أنني كنت أؤمن بالرب لأعوام عديدة، فإنني لم أكن أطلب الحقّ والحياة من الله، ولم أكن أطلب محبة الله وإرضاء الله وعيش حياة ذات معنى وجديرة بأن تُعاش. كنت أطلب حياة التمتع المادي والراحة الجسدية. تأملت في كلام الله: "هل يمكن للإنسان أن يحب الله بعد موته؟" سألت نفسي: "إذا لم أقضِ وقتي على الأرض في طلب محبة الله وإرضاء الله وعيش حياة ذات معنى وجديرة بأن تُعاش، فعندئذٍ حتى لو حصلت على الزواج والراحة الجسدية التي أريدها، فما الفائدة؟ إن مجيء الله في الأيام الأخيرة لخلاص البشرية التام فرصة لا تأتي إلّا مرَّة واحدة في العمر. فإذا فاتتني، سوف أشعر بالندم مدى الحياة! إذا فاتتني فرصة الخلاص التي أتاحها عمل الله في الأيام الأخيرة كي أتمتع بحياة سهلة، أفلا يكون ذلك مجرد حماقة؟ إذا تخليت عن الطريق الصحيح واخترت الزواج، فهل سأحصل حقًا على الحياة السعيدة التي أردتها؟" فكرت في أخت كنت أتواصل معها منذ فترة. فقد تزوجت هي وزوجها بمساعدة القس شون. وبعد أن تزوجا، ذهبا للعمل في مدينة كبيرة وابتاعا منزلًا. كانت أحوالهما المادية يسيرة جدًا، فحسدتهما. ولكن عندما زرتها، أخبرتني أنه على الرغم من أنها وزوجها يؤمنان بالرب يسوع وأنهما ينعمان بحياة مادية جيدة، فإنهما لم يكونا سعيدين معًا. غالبًا ما كانا يتشاجران بسبب مشكلات منزلية تافهة، وأحيانًا كان الشجار يسوء لدرجة أنهما لم يرغبا في التحدث أحدهما مع الآخر. اختار زوجها فيما بعد العمل في مدينة أخرى، وتركها وحيدة في المنزل مع طفلها البالغ من العمر عامين، وكانت حياتها بائسة للغاية ومنعزلة. فكرت في تجربتها، ثم فكرت في بعض الأزواج من حولي الذين غالبًا ما يتشاجرون ويهددون بعضهم البعض بالطلاق. بالنظر إلى هذه الحقائق، رأيت بشكل أوضح أنه عندما نؤمن بالرب ونتبعه، فإننا ننال الفداء بالرب يسوع فقط. وخطايانا تُغفَر، لكن السبب الجذري لخطيئتنا لا يُحل ولا نتحرر من عبودية الخطيئة وسيطرتها. يتفاعل الناس فيما بينهم بناءً على شخصياتهم الفاسدة، ولا يوجد حب حقيقي، ولذلك بصرف النظر عن مقدار المتعة الجسدية التي نشعر بها، فإن حياتنا تبقى فارغة ومؤلمة. عند وضع هذا في الاعتبار، أدركت أنه يجب أن أكون حذرة للغاية بخصوص الخيارات التي كنت أواجهها. صليت إلى الله مرارًا وتكرارًا، طالبةً من الله أن يرشدني وينيرني لأتمكن من اتخاذ الخيار الصحيح وفقًا لمشيئته.
في وقت لاحق، قرأت مقطعًا من كلام الله القدير وفهمت مشيئة الله. يقول الله القدير، "في هذه الأيام، أولئك الذين يسعون والذين لا يسعون هم نوعان مختلفان من الناس، وغايتهما غايتان مختلفتان تمامًا. أولئك الذين يسعون إلى معرفة الحق ويمارسون الحق هم الذين سيجلب الله إليهم الخلاص. وأولئك الذين لا يعرفون الطريق الحق هم شياطين وأعداء؛ هم نسل رئيس الملائكة وسيكونون عُرضة للهلاك. حتى أولئك الأتقياء المؤمنون بإله غامض – أليسوا كذلك شياطين؟ الناس الذين لديهم ضمائر صالحة ولكنهم لا يقبلون الطريق الحق هم شياطين؛ جوهرهم هو جوهر مقاومة الله. أولئك الذين لا يقبلون الطريق الحق هم أولئك الذين يقاومون الله، وحتى إن تحمل مثل هؤلاء الناس الكثير من المصاعب، فسوف يهلكون أيضًا. ... كل مَنْ لا يؤمن بالله المُتجسِّد هو شيطاني؛ وكذلك سوف يهلك. أولئك الذين لهم إيمان ولكنهم لا يمارسون الحق، وأولئك الذين لا يؤمنون بالله المُتجسِّد، والذين لا يؤمنون على الإطلاق بوجود الله سوف يكونون عُرضة للهلاك. جميع أولئك الذين سيُسمح لهم بالبقاء هم الأشخاص الذين اجتازوا مرارة التنقية وثبتوا؛ هؤلاء هم الأشخاص الذين تحملوا التجارب بحق. أي شخص لا يعترف بالله هو عدو؛ بمعنى أن أي شخص لا يعترف بالله المُتجسِّد – سواء كان ضمن هذا التيار أو خارجه – هو ضد المسيح! مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الشياطين، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟ أليسوا هم هؤلاء الناس الذين يعصون الله؟" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). فهمت من كلام الله أن ما يفعله الله في الأيام الأخيرة هو فرز كل شخص وفقًا لنوعه. إنه يُعبِّر عن الحقّ ويُجري عمل الدينونة من خلال التجسُّد، ويفصل الزوان عن الحنطة والمؤمنين الحقيقيين عن المؤمنين الزائفين، أي أولئك الذين يطلبون الحقّ عن أولئك الذين لا يطلبونه. فأولئك الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله لفظيًا ولكنهم لا يطلبون الحقّ أو يتوقون إلى ظهور الله، وغير المؤمنين الذين لا يسعون إلا وراء النعمة ويطلبون الخبز ليأكلوا ما يشبعهم، وأولئك أضداد المسيح الذين يكرهون الحقّ ويقاومون الله – أمثال هؤلاء الناس سوف ينكشفون جميعًا ويُستبعَدون وينالون العقاب في النهاية. على الرغم من أن حبيبي كان يبدو ظاهريًا أنه يتمتع بإنسانية جيدة، وأنه صادق وموثوق به، وكان يعتني بي جيدًا، فإنه بمجرد أن أخبرته بأن الله قد عاد في التجسد الثاني، لم يكتفِ برفض السعي إلى الحقّ على الإطلاق، بل وتبع القس جزافًا بمنعي وردعي عن قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، ووصل به الأمر إلى تهديد زواجنا لإجباري على التخلي عن الطريق الصحيح. على الرغم من أنه آمن بالرب يسوع، فإنه تمسك فقط باسم الرب يسوع. لم يقبل الحقّ الذي عبَّر عنه الرب العائد، وقاوم الله القدير وأدانه. رأيت أن جوهره كان كراهية الحقّ ومقاومة الله، وأنه غير مؤمن كشفته كلمة الله، ولم يكن شخصًا يؤمن حقًا بالله أو يحب الحقّ أو يقبل الحقّ. وفي مواجهة الحقّ، انكشفت تمامًا طبيعته الشيطانية المتمثلة في مقاومة الله. لم يستطع فهم صوت الله، وهو ليس من خراف الله. إذا اخترت الزواج من مثل هذا الشخص، فلن يباركني الله ولن يكون زواجنا سعيدًا. فمن كلام الله فهمت مشيئة الله. شعرت بالتحرر وعرفت ماذا أختار. وبعد ذلك، اتصلت بحبيبي وقلت: "لقد اتخذت قراري. أختار الاستمرار في اتباع الله القدير. إذا كنت تريد الانفصال، فأنا أحترم اختيارك، وسوف ننفصل". فقال محبطًا: "ألا يمكنكِ إعادة النظر؟ لم نعد صغارًا، والزواج هو أهم شيء في الحياة. إذا تخليتِ عن زواجنا، فسوف تندمي عليه لاحقًا". تمكنت بالفعل من أن أرى بوضوح جوهر كراهيته للحقّ ومقاومته لله، ولذلك بصرف النظر عما قاله، لم أغير رأيي. وقلت: "كلام الله القدير أوضح لي الطريق في الحياة، وأنا أنوي السير فيه بثبات. لن يتغير قراري أبدًا". وبعد أن انتهيت، أغلقت الهاتف وغمرني شعور عميق بالراحة والتحرر.
كان إرشاد كلام الله هو الذي سمح لي بمعرفة الطريق الذي يجب أن أختاره في الحياة، كما جعلني أرى الوجوه الحقيقية المنافقة للقساوسة والشيوخ. إنهم يصيحون من أجل أن ننتظر مجيء الرب بانتباه، ولكن عندما يظهر الله في الجسد للعمل في الأيام الأخيرة، فإنهم لا يبحثون أو يتحققون. وبدلًا من ذلك، يدينون ويقاومون بشكل محموم، ويحاولون بجميع الوسائل منع المؤمنين من التحقق من الطريق الصحيح ويسيطرون عليهم، ويجبرون المؤمنين على اتباعهم في مقاومة وإدانة مجيء الله. إنهم خدام الشر وأضداد المسيح الذين يكشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة، وهم شياطين تلتهم أرواح الناس! نظرًا لأن حبيبي كان يهيم بالقس كثيرًا، فإنه لم يسعَ إلى الحقّ على الإطلاق، وتبع القس في إدانة ومقاومة عمل الله في الأيام الأخيرة، وأصبح شخصًا يؤمن بالله ولكنه يقاوم الله. كنت ممتنةً لله لأنه خلصني، وسمح لي بتمييز القساوسة والشيوخ ورفضهم، وجعلني لا أنخدع بهم. إن سماع صوت الله والترحيب بعودة الرب هو رحمة الله ولطفه العظيمين لي. شكرت الله من أعماق قلبي، وقررت أن أتبع الله القدير إلى النهاية. ولاحقًا، كنت أؤدي واجبي في الكنيسة وأعظ بالإنجيل وأبذل نفسي لله بأفضل ما لديَّ من قدرات. أشكر كلام الله القدير، إذ أرشدني لاتخاذ القرار الصحيح وقادني إلى ما أنا عليه اليوم. المجد كله لله القدير!