11. هل علينا أن نحيا وفق الفضائل التقليدية؟

بقلم: إيدويجي؛ فرنسا

عندما كنت بالمدرسة الابتدائية، كان هناك نصٌّ ترك أثرًا كبيرًا في نفسي - قصة منح كونغ رونغ عن الإجاص للآخرين. أعطى كونغ رونغ حبات الإجاص الكبيرة لإخوته الأكبر والأصغر منه، فيما أخذ هو الإجاصة الأصغر، ما أكسبه مديح والده. وسُجلت قصته في رواية Three Character Classic. حينها، أُعجبت بسلوكه حقًّا، وأخبرت نفسي بأن عليَّ أن أكون طفلة مشابهة له أيضًا، وهكذا، منذ الطفولة، كنت إن امتلكت شيئًا شهيًّا أو مُمتعًا جدًّا، ورغم رغبتي فيه لنفسي حقًّا، فإنني كنت قد أقلد كونغ رونغ وأُعطيه لشقيقاتي الأكبر والأصغر مني ولم أكن أُقاتل للحصول عليه قط. أحبَّتني شقيقاتي كثيرًا جدًّا لهذا التصرف، وامتدحني أقاربي الأكبر سنًّا أكثر منهن، مخبرين الأطفال الآخرين بأن يتعلموا مني. جعلني هذا أعتقد أن هذا كان هو نوع الإنسانية والشخصية الذي يجب أن يتحلَّى به الناس. بعد إيماني بالله، كانت هذه أيضًا هي الطريقة التي انسجمت بها مع إخوتي وأخواتي. ففي كلٍّ من عملي وحياتي، لم أقاتل يومًا للحصول على الأشياء. وكنت أضع الآخرين قبلي في كل شيء. ولذلك، كان مُرحبًا بي بين إخوتي وأخواتي، وقال الجميع إنني كنت سهلة المعشر، ولست أنانية، ومراعية لمشاعر الآخرين. كنت جد فخورة بنفسي لأنني أتصرف بهذه الطريقة، ولطالما اعتقدت بأن إنسانيتي كانت صالحة. ولاحقًا، بعدما كُشفتُ بسبب حقائق معينة، ربحت أخيرًا بعض الفهم حول وجهة نظري المضللة.

في يناير من العام 2022، نظرًا لاحتياجات الوعظ بالإنجيل، كان يجب العثور على عمَّال جدد للسقاية والوعظ بالإنجيل، لذا كان يطلب من باستمرار إيجاد عمَّال سقاية مناسبين للتنمية. أحيانًا، عندما كنت أجد إخوة وأخوات مناسبين للسقاية، كان موظفو الوعظ بالإنجيل يصلون إليهم قبلي. هذا جعلني تعيسةً جدًّا، لكن خجلي الشديد كان يمنعني من قول ذلك، لأنني اعتقدت أن الجميع قد يظنون أنني كنت أنانية وتنافسية. لذا، توصلت إلى طريقة. تعمَّدتُ إرسال رسالة إلى شماس السقاية، أخبره فيها بأن الأشخاص المناسبين للسقاية يأخذهم عمَّال الوعظ بالإنجيل. وهذا سَبَّبَ تحيز شمامسة السقاية ضد عمَّال الوعظ بالإنجيل وجعل التعاون المتناغم بينهم مستحيلًا. عندما علمت قائدة أعلى بهذا الأمر، تعاملت معي بصرامة وكشفتني بسبب قولي أشياء لزرع الشقاق وتعطيل عمل الكنيسة. تَعَرضِي للتهذيب والتعامل معي جعلني حزينة، لكني لم أتأمَّل أو أعرف نفسي مطلقًا.

لاحقًا، سمعت أنَّ أختًا اسمها لايس كانت ذات مقدرة جيدة ومتفهمة، وبالتالي كانت مناسبة جدًّا لعمل السقاية. ذهبت إلى قائدة الكنيسة لأطلب منها أن يتم نقل تلك الأخت لتروي المؤمنين الجدد. لكن، لأن الناس كانوا بحاجة ماسة لأشخاص من أجل الوعظ بالإنجيل، أرسلت قائدة الكنيسة لايس لأداء ذلك الواجب. عندما سمعت الخبر، شعرت بالحزن الشديد، وأردت التحدث مع قائدة الكنيسة عن الأمر، لكني فكرت: إن فعلتُ هذا، قطعًا سيعتقد إخوتي وأخواتي أنني كنت أنانية وأحببت القتال للحصول على هذا الشيء. قلت لنفسي: "كلا، لن أفعل ذلك. وبتلك الطريقة، سأبدو كريمة وذات طبيعة صالحة". ونتيجة لذلك، كبتُّ استيائي قائلة بنفاق إنني كنت سعيدة من أجل لايس، وأنَّ عمال السقاية والوعظ بالإنجيل كليهما أعمال للكنيسة. وبعدها بوقت قصير، سمعتُ قائدة الكنيسة تقول: "الأخ جيروم يتمتع بمقدرة جيدة وفهم نقي". فأردتُ أن يأتي هذا الأخ ليروي المؤمنين الجدد، لكن بشكل غير متوقع قالت قائدة الكنيسة إنها أرسلته بالفعل ليكون عامل إنجيل. لم أعد أستطيع تحمُّل الأمر. في المرة السابقة، طَلَبَتْ من لايس أن تَعِظ بالإنجيل. فلماذا عيَّنتْ جيروم للقيام بعمل الإنجيل أيضًا؟ كنا بحاجة لأشخاص لأداء عمل السقاية. فأخبرتُ قائدة الكنيسة عن الوضع. وبعدما أصغت إليَّ، قالت: "طالما كانت هناك حاجة أكبر له لأداء عمل السقاية، فإنني سأترك لكِ جيروم". لكني أدركت أنه طالما أرسلته قائدة الكنيسة للوعظ بالإنجيل، فإن أصررتُ على ضمِّه لفريقي، فإن عمال الإنجيل قد يقولون إني كنت أنانية وأنني كنت أصرُّ على أخذ الأفراد الجيدين. لذا قررت أن أتركه يَعِظ بالإنجيل. فهذا سيظهر أنني كان لديَّ إنسانية رائعة، ولم أكن أنانية، وأنه كان بإمكاني مراعاة الآخرين. وأرسلتُ رسالة قصيرة للمجموعة تفيد بأنَّ جيروم سيكون عامل إنجيل جيدًا وأرسلت مجموعة من الرموز الاحتفالية التعبيرية والسعيدة. في الحقيقة، كان كل ذلك مصطنعًا. فقد كنت في مزاج مريع، وكان أفيض بالشكاوى. كيف أمكن للقائدة أن تعتقد أنَّ الوعظ بالإنجيل فقط احتاج إلى موظفين أكفاء؟ إنها لم ترَ المصاعب الفعلية التي تواجهنا. كلما فكَّرت مليًّا في الأمر، ازداد شعوري بالاستياء.

بعدها ببضعة أيام، حدث أمر آخر – لقد طلبت منا القائدة أن نقدم تقريرًا عن العاملين الذين تمت تنميتهم مؤخرًا. ورأيت أن عمال الإنجيل كانوا يُنَمُّون أناسًا أكثر منا نحن عمَّال السقاية، ولم أعد أستطيع تحمُّل الأمر. وعلى الفور امتلأ رأسي بأفكار الاستياء والتظلُّم. لم أتوقع أنهم كانوا يُنَمُّون هذا العدد الكثير من الناس. بل إنني تركتهم يأخذون لايس وجيروم. لقد كان هذا ظلمًا بيِّنًا! وعندئذ، أصبح عدد عمال الإنجيل أكثر من عمال السقاية. إن التفكير في العدد الضخم للمؤمنين الجدد في المستقبل، والعدد القليل لعمَّال السقاية الذين كانوا لدينا، جعلني أشعر بضغط شديد، وكذلك التحيز ضد قائدتي. فقد بدا الأمر وكأنها لم تفكر إلا في عمل الإنجيل، وأنَّه لم يكن هناك أحد يفكر في عمل السقاية. وكلما فكرت مليًّا في الأمر، شعرت بمزيد من الحزن، ولم يسعني إلا البكاء. وبمراقبة شماس الإنجيل وقائدة الكنيسة وهما يتحدثان بحماسة عن المؤمنين الجدد في المجموعة، شعرتُ وكأني دخيلة عليهم. كنت محبطة جدًّا لدرجة أنني أردت مغادرة المجموعة. عند ظهيرة ذلك اليوم، كنت بائسة جدًّا لدرجة أنني لم أستطع الأكل. استلقيت على الفراش وحيدة وباكية، وشعرت بأنني إن استمررت على هذا النحو، سأمرض حتمًا. عندما رأت أختٌ حالتي، قالت إنني لم أتكلم بشكل مباشر وتنكرتُ لكي يعتقد الآخرون أنني كنت شهمة وليحترموني. بعد هذا التذكير من أختي، بدأت أخيرًا أتأمل نفسي. وفي كلمة الله، قرأت: "هل تعرف من هم الفريسيون بالفعل؟ هل من حولك فريسيون؟ لماذا يُسمى هؤلاء الناس بـ"الفريسيين"؟ كيف يوصف الفريسيون؟ إنهم أناس مراؤون ومزيَّفون تمامًا ويتظاهرون في كل ما يفعلونه. بأي شيء يتظاهرون؟ إنهم يتظاهرون بأنهم طيبون ولطيفون وإيجابيون. هل هذا ما هم عليه في الواقع؟ بالطبع لا. باعتبارهم مرائين، فكُلّ ما يظهر وينكشف فيهم زيفٌ وادّعاء وليس وجههم الحقيقيّ. أين يخفون وجههم الحقيقي؟ إنه مخفي في أعماق قلوبهم، ولن يراه الآخرون أبدًا. كل شيء في الظاهر ادعاء، كله زيف، لكن لا يمكنهم إلا خداع الناس، ولا يقدرون أن يخدعوا الله. ... بالنسبة للآخرين، يبدو مثل هؤلاء الأشخاص أتقياء ومتواضعين للغاية، لكن هذا في واقع الأمر مزيَّف، إذ يبدون متسامحين وصبورين ومُحبين، لكن هذا في الواقع تظاهر؛ يقولون إنهم يحبون الله، لكنه في الواقع ادعاء. يعتقد الآخرون أن مثل هؤلاء الأشخاص قديسون، لكن هذا في الواقع مزيَّف. أين يمكن العثور على شخص قدِّيس حقًا؟ القداسة البشرية مزيفة تمامًا. إنها تظاهر، ادعاء. من الخارج، يبدون مخلصين لله، لكنهم في الواقع لا يؤدون إلا ليراهم الآخرون. عندما لا يراهم أحد، لا يكون لديهم أدنى ولاء، وكل ما يفعلونه هو الأمور الروتينية. ظاهريًا، يبذلون أنفسهم في سبيل الله وقد تخلوا عن عائلاتهم ومهنهم. لكن ماذا يفعلون في الخفاء؟ إنهم يديرون مشروعهم الخاص ويديرون عملياتهم الخاصة في الكنيسة، ويستفيدون من الكنيسة ويسرقون التقديمات سرًا تحت ستار العمل من أجل الله... هؤلاء الناس هم الفريسيون المراؤون المعاصرون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ستَّة مُؤشِّرات لنمو الحياة). "إذا كان ما تطلبه هو الحق، وما تمارسه هو الحق، وكان أساس كلامك وأفعالك هو كلام الله، فسوف يستفيد الآخرون ويكسبون من كلامك وأفعالك المتوافقة مع المبدأ. ألن يفيد ذلك كليكما؟ إذا كنت تعيش مقيدًا بتفكير الثقافة التقليدية، وتتظاهر بينما يفعل الآخرون الشيء نفسه، وتقدم مجاملات لطيفة بينما يتصرف الآخرون بأدب زائد، وكل طرف يتظاهر أمام الطرف الآخر، فلا أحد منكما له فائدة. فأنتما تتصرفان بأدب زائد وتنخرطان في المجاملات طوال اليوم، دون كلمة حق، ولا تُظهِران في الحياة إلا السلوك الجيد وفقًا للثقافة التقليدية. على الرغم من أن مثل هذا السلوك تقليدي كما يُرى من الخارج، فهو نفاق كله، أي سلوك يخدع الآخرين ويغشهم، وسلوك يحتال على الناس ويخدعهم، دون سماع كلمة صادقة. إذا صادقت مثل هذا الشخص، فلا بد أن تتعرض للغش والخداع في النهاية. فلا يوجد شيء من شأنه أن يبنيك يمكن أن تربحه من سلوكه الجيد. فكل ما يمكن أن تتعلم منه هو الباطل والخداع: أنت تخدعه، وهو يخدعك. وما سوف تشعر به في النهاية هو تدهور شديد لنزاهتك وكرامتك، وعليك أن تتحمل ذلك. لا يزال يتعين عليك تقديم نفسك بلطف مهذب وكياسة دمثة دون مراوغة مع الآخرين أو مطالبتهم بالكثير. لا يزال يتعين عليك التحلي بالصبر والتسامح، مُظهرًا رباطة الجأش والشهامة مع رحابة الصدر بابتسامة مشرقة. كم عامًا من التدريب الشاق يستغرقه الأمر لتحقيق مثل هذه الحالة؟ إذا طلبت من نفسك أن تعيش هكذا أمام الآخرين، ألن ترهقك حياتك؟ فالتظاهر بأن لديك الكثير من الحب، مع العلم جيدًا أنك لا تملكه – مثل هذا النفاق ليس بالأمر السهل! سوف يزداد شعورك بالإرهاق من السلوك بهذه الطريقة كإنسان؛ وتفضّل أن تولد كبقرة أو حصان أو خنزير أو كلب في حياتك التالية على أن تولد كإنسان. هذا زيف وشر شنيعان بالنسبة إليك" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (3)). لقد كشف الله أنَّ الناس يعيشون بالنفاق بناءً على أفكار ثقافية تقليدية، لا تجلب سوى الألم والاكتئاب والعزلة. كان ذلك مؤثرًا جدًّا؛ لأن تلك الأفكار آذتني بشدة. وهذا خاصة حين قرأت: "فالتظاهر بأن لديك الكثير من الحب، مع العلم جيدًا أنك لا تملكه – مثل هذا النفاق ليس بالأمر السهل!" شعرتُ بخزي شديد وكأن هذه الكلمات كانت تصفني. فمن الواضح، أنني لم أكن كريمة جدًّا، لكنني تظاهرت بالكرم، ولم أكن أراعي عمل الكنيسة، ولكن ظللت أتظاهر بأنني كنت أراعيه. عندما طُلِب من لايس وجيروم الوعظ بالإنجيل، كان واضحًا أنني كنت مترددة بشدة، ولكنني تصنَّعت ابتسامة، بل وأرسلت رسالة أقول إنني كنت سعيدة لأنهما كانا يعظان بالإنجيل. كنت زائفة ومتنكرة جدًّا. تكشف كلمة الله أنَّ الفريسيين كانوا منافقين يخفون حقيقتهم دائمًا. ظاهريًّا، إن لديهم إنسانية صالحة، ومتسامحون، وصبورون، ومتواضعون، وأتقياء. في الحقيقة الفعلية، كانوا يستخدمون هذه الأساليب لخداع الناس والإيقاع بهم، وحماية مكانتهم ومراكزهم. كان جوهرهم كره الحق والله، ولهذا أدانهم الرب يسوع بوصفهم ثعابين ولهم الويل. وبينما كنت أتأمل في هذه الأمور، اعتراني الخوف. كانت ذرائعي الزائفة مشابهة تمامًا لذرائع الفريسيين. في العديد من تعيينات الموظفين، أظهرت أنني لم أكن لأتقاتل مع الآخرين، وأردت المقايضة على هذا مقابل الحصول على تقدير الآخرين. قلت إنني كان يجب أن أضع مصالح الكنيسة على رأس الأمور كلها، لكن ما كنت أراعيه فعليًّا هو صورتي. فقد قلقت أن يقول عمَّال الإنجيل إنني كنت أنانية، وذات إنسانية سيئة، ولم أراعِ عمل الكنيسة، لذا اضطررت إلى كبح نفسي. ورغم أنني ظاهريًّا بدوت كريمة وشهمة، فإنني كنت أعاني ألمًا عظيمًا، واكتسبت قدرًا هائلًا من الاستياء، بل إنني شعرت بتحيز ضد قائدة الكنيسة وشماس الإنجيل. لكني خبّأتُ هذه الأفكار بعيدًا حيث لا يمكنهم رؤيتها، ومن ثم يعتقد إخوتي وأخواتي أنني كنت ذات إنسانيةٍ صالحة وكنت أستطيع دعم عمل الكنيسة. فكرت مليًّا في نياتي وما كشفته، وشعرتُ بالاشمئزاز من سلوكي. خدعتُ الناس وجذبتُهم بأعمالي التي تبدو صالحة ظاهريًّا، ورسختُ صورتي الخاصة، وكان كل ما قلته وفعلته مقززًا وبغيضًا لله.

لاحقًا، استمعتُ عدة مرات لشركة الله في تحليل الثقافة التقليدية والفضيلة، وبدأت أتأمَّل في نفسي وفي نوعية الأفكار الثقافية التقليدية المتحكمة بي لأعيش حياةً منافقة ومؤلمة جدًّا؟ قرأت بعضًا من كلمات الله. "ترد قصة في الثقافة التقليدية عن كونغ رونغ الذي يترك الكمثرى الأكبر حجمًا. ما رأيكم: هل أي شخص لا يمكنه أن يكون مثل كونغ رونغ شخص سيئ؟ اعتاد الناس على الاعتقاد بأن من يمكنه أن يكون مثل كونغ رونغ كان نبيلًا في الشخصية وثابتًا في النزاهة ونكران الذات؛ أي أنه كان شخصًا صالحًا. هل كونغ رونغ في هذه القصة التاريخية نموذج يُحتذى به ويجب أن يتبعه الجميع؟ هل للشخصية مكان معين في قلوب الناس؟ (نعم). لا يرتبط الأمر باسمه، لكن أفكاره وممارساته وأخلاقه وسلوكه يشغل مكانًا في قلوب الناس. يحترم الناس مثل هذه الممارسات ويوافقون عليها، ويُعجبون في أعماقهم بفضيلة كونغ رونغ" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)). "يتأثر المثقفون بالثقافة التقليدية تأثرًا بالغًا. إنهم لا يقبلونها فحسب – بل ويقبلون العديد من أفكار الثقافة التقليدية وآرائها في أعماق قلوبهم، ويتعاملون معها كأشياء إيجابية. ويعاملون بعض الأقوال الشهيرة على أنها أقوال مأثورة. لقد ضلوا في الحياة بفعلهم هذه الأشياء. تتجسد الثقافة التقليدية في تعاليم الكونفوشيوسية، التي تحتوي على مجموعة من الأيديولوجيا والنظريات التي تعزز الأخلاق والثقافة التقليدية بشكل أساسي. فعبر تاريخ السلالات، كانت هذه التعاليم موضع تقدير من الطبقات الحاكمة التي كانت تُبجِّل كونفوشيوس ومنسيوس كحكيمين. تنص تعاليم الكونفوشيوسية على أن على المرء – كإنسان – الحرص على دعم الإحسان والعدالة والمجاملة والحكمة والإخلاص، مما يعني أنه ينبغي على المرء تعلم أن يكون هادئًا وساكنًا أولًا عند حدوث مشكلات، وأن يكون متسامحًا، وأن يتكلم بطريقة حسنة، وألا يتنافس أو يتصارع، وينبغي أن يتعلم أن يكون مهذبًا لاكتساب احترام الآخرين – فمثل هذا الشخص وحده هو مثال يُحتذى به في سلوكه. ومثل هذا الشخص يضع نفسه فوق عامة الناس؛ فهو يرى أنه يجب التساهل والتسامح مع أي شخص آخر. إن "تأثير" المعرفة هائل جدًا! ألا يبدو مثل هؤلاء الناس منافقين إلى حد كبير؟ مع وجود المعرفة الكافية، يصبح الناس منافقين. والمصطلح الذي يُجسِّد هذه المجموعة من الأكاديميين المثقفين المتمرسين هو "الكياسة العلمية". ... لقد شرعوا على وجه الخصوص في دراسة الطريقة الراقية التي انتهجها نبلاؤهم وتقليدها. ما نبرتهم عندما يتحدثون بعضهم مع البعض الآخر، وعندما يناقشون الأمور؟ تعبيراتهم رقيقة للغاية، وكلماتهم مصقولة ومُتقنة لا تُعبِّر إلا عن رأيهم الخاص. لن يقولوا إن رأي الآخرين خاطئ، حتى عندما يعلمون أنه كذلك – ولا أحد منهم يجرح أي شخص آخر بهذه الطريقة. حديثهم لطيف للغاية وناعم للغاية: مجاملات هادئة تُغضِب من يسمعونها وتجعلهم قلقين وغاضبين. هؤلاء الناس مراؤون حقًا. فهم يُطبِّقون رياءهم حتى على أصغر الأشياء، ويخفونه بمهارة دون أن يعرفه أحد على حقيقته. عندما يكونون أمام عامة الناس، ما نوع الوضعية التي يريدون إظهارها؟ ما نوع الصورة التي يريدون عرضها؟ يحاولون جعل عامّة الناس يرونهم سادةً متواضعين. والسادة هم فوق أي شخص آخر؛ إنهم أناس يستحقون الإعجاب. يعتقد الناس أن آراءهم أهم من آراء الشخص العادي، وأنهم يفهمون الأشياء فهمًا أفضل؛ ولذلك فهم يستشيرون مثل هؤلاء المثقفين بخصوص جميع شؤونهم. هذه هي النتيجة التي يرغب أولئك المثقفون في تحقيقها. فجميعهم يرغبون في نيل التبجيل باعتبارهم حكماء" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)). وصفت كلمة الله مشكلتي بدقة. كيف استطعتُ رؤية هذه الأعمال الصالحة الزائفة كأمور جيدة يجب تقليدها؟ كان ذلك لأنني لطالما كنت متأثرة بالفكرة الثقافية التقليدية عن كونغ رونغ ومنحه الإجاص الأكبر حجمًا للآخرين. عشت بهذه الفكرة منذ أن كنت طفلة. ولجعل الناس يعتقدون أنني كنت فتاة صالحة، كنت أعطي الكثير من طعامي وألعابي المُفضَّلة لشقيقاتي. وعندما كبرت، أظهرت أيضًا كرمًا في جميع الأمور. ورغم أنني فعلت ذلك على مضضٍ، فقد اعتقدت بأن هذا النوع من الأشخاص فقط كان يتمتع بإنسانية صالحة ويفهم العادات الحميدة، وأن هذه كانت هي الطريقة الوحيدة لربح الإعجاب والاحترام من الآخرين، وعليه تحمَّلت على مضض. وبعد أن آمنتُ بالله، واظبت على ممارسة هذا المفهوم التقليدي على أنه الحق. وفيما يتعلق بهذين التعيينين للموظفين، كنت ببساطة متذرعة بالصبر. كان واضحًا أن هناك نقصًا في موظفي السقاية، لكنني وضعت قناع إنكار الذات وإيثار الآخرين وسمحت لشخصين مناسبين لأعمال السقاية أن يقوما بالوعظ بالإنجيل بدلًا من ذلك. جعلني هذا أبدو شهمة وكريمة، لكن فعليًّا، كنت سلبية جدًّا لدرجة أنني بكيتُ خفيةً عدة مرات بسبب نقص الموظفين. أضمرت التحيز ضد قائدة الكنيسة، وفي النهاية، تعطل عمل السقاية. ماذا كان المغزى من "العطاء" على ذلك النحو؟ من أجل صورتي الصالحة، تبنيت حالة نبيلة مثل كونغ رونغ. ولم أهتم إن كانت تعطل عمل الكنيسة. كنت منافقة حقيقية. ولو أنني كنت مهتمة حقًّا بعمل الكنيسة، لَقيَّمت حاجتنا للموظفين وفق المتطلبات الفعلية لعمل السقاية، لكن لحماية صورتي، لم أتبع المبادئ على الإطلاق. وحتى عندما تأثَّر عمل السقاية بنقص الموظفين، ظللت مصرةً على ترك الموظفين يذهبون "بكرم". كسبت مديح الآخرين على حساب تأخير عمل السقاية. فلا عجب أن الله يقول إن هكذا أشخاص هم منافقون. أدركت أن سلوكي كان زائفًا حقًّا.

لاحقًا، قرأت بعضًا من كلمات الله التي أثرت فيَّ بقوة. يقول الله القدير: "ينبغي أن تعلموا بوضوح أن أي نوع من التصريح عن الفضيلة ليس هو الحق، فضلًا عن أنه لا يمكن أن يمثل الحق. وهو ليس حتى شيئًا إيجابيًا. يمكن القول على وجه اليقين إن هذه الادعاءات بالفضيلة هي مغالطات هرطقية يخدع بها الشيطان الناس. وهي في حد ذاتها ليست واقع الحق الذي يجب أن يمتلكه الناس، كما أنها ليست أشياء إيجابية يجب أن تحيا الطبيعة البشرية بحسبها. تُشكِّل هذه التصريحات بالفضيلة تزييفات ومزاعم ومغالطات وحيلًا – إنها سلوكيات مصطنعة ولا تنشأ على الإطلاق في ضمير الإنسان أو عقله أو تفكيره الطبيعي. ولذلك، فإن جميع ادعاءات الثقافة التقليدية فيما يخص الفضيلة هي هرطقات ومغالطات سخيفة منافية للعقل. وبهذه المشاركات القليلة، فإن الادعاءات التي يطرحها الشيطان عن الفضيلة قد حُكِمَ عليها في هذا اليوم، وفي مجملها، بالموت. إذا لم تكن حتى أشياء إيجابية، فكيف يمكن للناس قبولها؟ كيف يمكن للناس أن يعيشوا وفقًا لهذه الأفكار والآراء؟ السبب هو أن هذه الادعاءات بالفضيلة تتماشى جيدًا مع مفاهيم الناس وتصوراتهم. إنها تثير الإعجاب والموافقة، ولذلك يقبل الناس هذه الادعاءات بالفضيلة في قلوبهم، وعلى الرغم من أنهم لا يمكنهم تطبيقها، فإنهم يقبلونها ويهيمون بها بشغف. وبالتالي، يستخدم الشيطان ادعاءات متنوعة عن الفضيلة لإغواء الناس والتحكُّم في قلوبهم وسلوكهم، لأن الناس في قلوبهم يهيمون بجميع أنواع الادعاءات بالفضيلة ويؤمنون بها إيمانًا أعمى، ويريدون جميعًا استخدام هذه الادعاءات للتظاهر بشعورهم بقدر أكبر من الكرامة والُنبل واللطف، وبالتالي يحققون هدفهم المتمثل في الحصول على تقدير ومدح كبيرين. وباختصار، تتطلب جميع الادعاءات المختلفة بالفضيلة أن يُظهِر الناس نوعًا من السلوك أو الصفة البشرية في عالم الفضيلة. تبدو هذه السلوكيات والصفات الإنسانية نبيلة للغاية ومحترمة، ولذلك فإن جميع الناس يتطلعون إليها كثيرًا في قلوبهم. ولكن ما لم يفكروا فيه هو أن هذه الادعاءات بالفضيلة ليست على الإطلاق مبادئ السلوك التي يجب على الشخص العادي اتباعها؛ فهي بدلًا من ذلك مجموعة متنوعة من السلوكيات المنافقة التي قد يتظاهر بها المرء. إنها انحرافات عن معايير الضمير والعقل، وخروج عن إرادة الطبيعة البشرية. يستخدم الشيطان ادعاءات كاذبة وزائفة عن الفضيلة لإغواء الناس وجعلهم يهيمون بها ويهيمون بمن يُسمّون الحكماء المنافقين، مما يجعل الناس يرون الطبيعة البشرية ومعايير السلوك البشري كأشياء عادية وبسيطة بل ووضيعة. يحتقر الناس هذه الأشياء ويعتبرونها بلا قيمة على الإطلاق. والسبب في هذا هو أن الادعاءات بالفضيلة التي ينتهجها الشيطان مُرضية جدًا للعين ومتوافقة للغاية مع مفاهيم الإنسان وتصوراته. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه لا يوجد ادعاء بالفضيلة، أيًا كان، يكون مبدأ يجب على الناس اتباعه في سلوكهم أو تعاملاتهم في العالم. فكر في الأمر – أليس كذلك؟ من حيث الجوهر، الادعاءات بالفضيلة هي مجرد مطالب بأن يعيش الناس ظاهريًا حياة أكثر كرامة ونبلًا، مما يُمكنهم من جعل الآخرين يهيمون بهم أو يمدحونهم، بدلًا من النظر إليهم بازدراء. يوضح جوهر هذه الادعاءات أنها مجرد مطالب بأن يُظهِر الناس الفضيلة من خلال السلوك الجيد، وبالتالي يُخفون الطموحات والرغبات المسرفة للبشرية الفاسدة ويُقيدونها، ويُخفون شر الإنسان وطبيعة الإنسان البشعة وجوهره. تهدف هذه الادعاءات إلى تعزيز شخصية المرء من خلال السلوك الجيد والممارسات الجيدة ظاهريًا، وتعزيز الصورة التي لدى الآخرين عنه وتقدير العالم الأوسع له. تُظهِر هذه النقاط أن الادعاءات بالفضيلة تتعلق بإخفاء الأفكار والآراء الداخلية للإنسان، ووجهها البغيض، وطبيعتها وجوهرها بسلوك وممارسات سطحية. هل يمكن إخفاء هذه الأشياء بنجاح؟ ألا تجعل محاولة إخفائها جميعها أكثر وضوحًا؟ لكن الشيطان لا يهتم بذلك. فهو يهدف إلى إخفاء الوجه البشع للبشرية الفاسدة وإخفاء حقيقة فساد الإنسان. ولذلك، فإن الشيطان لديه أناس يقبلون المظاهر السلوكية للفضيلة لإخفاء أنفسهم، مما يعني أنه يستخدم قواعد الفضيلة وسلوكياتها لتكوين حزمة أنيقة من مظهر الإنسان، وتعزيز الصفات البشرية للشخص وشخصيته لينال احترام الآخرين ومدحهم. في الأساس، تحدِّد هذه الادعاءات بالفضيلة ما إذا كان الشخص نبيلًا أم وضيعًا على أساس سلوكه" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)). فقط بعد قراءة كلام الله، فهمت أنني لطالما كانت لديَّ وجهة نظرة مضللة، وهي أنني تعاملت مع فضائل الثقافة التقليدية كمعيار لقياس ما إذا كانت إنسانية الشخص صالحة أو سيئة. تصوَّرت خطأً أنَّ الفضيلة هي الحقُّ، معتقدة أن أهل الفضيلة كان لديهم إنسانية صالحة. في الواقع، إن الفضيلة ليست هي مبدأ الحياة الذي يجب على الناس اتباعه. إنها نفاق، وفي جوهرها هي نهج وطريقة يستخدمها الشيطان لخداع الناس وإفسادهم. إن الشيطان يستغل الثقافة التقليدية لغرس معايير للناس ليعيشوا وفقًا لها. وهكذا يمكنهم استخدام الأعمال الصالحة الظاهرية للتستر بها وإخفاء فسادهم الداخلي وقبحهم كوسيلة لكسب احترام الآخرين - ونتيجةً لذلك، أصبح الناس أكثر نفاقًا وخداعًا. رأيت أنني أيضًا كنت على هذا النحو. فقد اعتبرت فضائل الثقافة التقليدية كمعيار لتصرفاتي. وعلى الرغم من أن الأمر بدا وكأني لا أتنافس مع الآخرين، وأستطيع الانسجام معهم، ففي الواقع، كنت أُجْبِرُ نفسي على فعل الأعمال الصالحة لأجعل الناس يقولون إنني كنت صالحة، وللحفاظ على صورتي في قلوبهم. لكني قلت إني كنت أراعي عمل الكنيسة. لقد كنت مخادعة جدًّا!

لاحقًا، قرأت في كلمة الله: "يجب على الشخص الذي يفهم الحق أن يُحلِّل الأقوال والمطالب المختلفة المتعلقة بالفضيلة في الثقافة التقليدية. حدد أيًا منها تعتز به أكثر، وأيًا منها تراعيه باستمرار، وأيًا منها يمثل الأساس والمبدأ التوجيهي الثابتين لطريقة نظرتك إلى الناس والأحداث وكيفية تصرفك وعملك. وبعد ذلك، يجب أن تعقد مقارنة بين هذه الأشياء التي تراعيها وبين كلام الله ومتطلباته، وأن تنظر فيما إذا كانت هذه الأشياء من الثقافة التقليدية متناقضة وتتعارض مع الحقائق التي يُعبِّر عنها الله. إذا وجدت مشكلةً بالفعل، فعليك أن تُحلِّل فورًا مكمن خطأ تلك الثقافة التقليدية وسخفها بالضبط. عندما تكون هذه المشكلات قد اتضحت لك، سوف تعرف ماهية الحق وماهية المغالطة. سوف يكون لديك طريق للممارسة، وسوف تختار الطريق الذي يجب أن تسلكه. اطلب الحق بهذه الطريقة، وسوف تتمكن من إصلاح طُرقك" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (5)). من كلمة الله، فهمت أنك إن كنت لا تريد العيش وفق هذه الأفكار الثقافية التقليدية، فيجب عليك أولًا أن تميز وتحلل هذه الأشياء، وأن تزيح الستار عن أخطائها وسخافاتها، وأين تنتهك الحق، وما هي العواقب التي تنتج عن العيش وفقها. فقط عندما ترى هذه الأمور بوضوح يمكنك التخلي عنها وتقبُّل الحق. بدأت أتساءل: هل "العطاء" في قصة كونغ رونغ وهو يمنح الإجاص الأكبر حجمًا يتوافق مع مبادئ الحق؟ هل هذا "العطاء" هو أحد متطلبات الله من الإنسانية الطبيعية؟ هل أولئك الذين يتجمَّلون في كل شيء هم فعلًا صالحون؟ إن تجمُّلي الشخصي الأعمى تسبب في نقص حاد في موظفي السقاية. ولإظهار الكرم والتجمُّل في كل الأمور، قلت الكثير من الأكاذيب المنافقة. إن تعلمي هذه الأفكار التقليدية، بدلًا من أن يجعلني إنسانة صالحة، جعلني منافقة ومخادعة. عندما ربحت احترامًا كبيرًا من الآخرين، لم أكن سعيدة - بل أصبحت أكثر كآبةً وبؤسًا. كانت تلك هي عواقب عبادة الثقافة التقليدية. ولولا أن الله كشف لي جوهر هذه الثقافة، لبقيت عمياء طوال حياتي. لم أستطع التوقف عن شكر الله للتعبير عن الحق وتحليل هذه الأفكار التقليدية، وتمكيني من الانتباه.

بعد ذلك، فكرت: "طالما أن فضيلة كونغ رونغ في منح الإجاص الأكبر حجمًا كانت مجرد سلوك صالح ظاهري، ولم يكن المقصود منها أنه كان لديه إنسانية صالحة، فما هي الإنسانية الصالحة صدقًا؟". في كلمة الله، قرأت: "يجب أن يكون هناك معيار للطبيعة البشرية الصالحة. إنه لا ينطوي على اتخاذ طريق الاعتدال، وليس الالتزام بالمبادئ، والسعي إلى عدم الإساءة إلى أي شخص، والتملُّق في كل مكان تذهب إليه، والتعامل بسلاسة وبراعة مع كل شخص تقابله، وجعل الجميع يثنون عليك. هذا ليس المعيار. إذن ما هو المعيار؟ أن يحتفظ المرء بالمبادئ ويتحمل المسؤولية في معاملته مع الله والحق وأداء الواجب ومع جميع أنواع الناس والأحداث والأشياء، وهذا واضح يراه الجميع. فكل امرئ يدرك هذا بوضوح في قلبه، بالإضافة إلى أن الله يفحص قلوب الناس، ويعرف حالهم واحدًا واحدًا، بغض النظر عمّن هم؛ فلا أحد يستطيع أن يخدع الله. يتفاخر بعض الناس دائمًا بأنهم يمتلكون طبيعة بشرية جيدة، وأنهم لا يغتابون الآخرين، ولا يُضرّون بمصالح أي شخص آخر، ويدّعون أنهم لم يطمعوا قطّ في ممتلكات الآخرين. عندما يكون هناك نزاع على المصالح، فإنهم حتى يفضّلون تكبُّد الخسارة على أن يستغلّوا الآخرين، فيظن الآخرون جميعًا أنهم أناسٌ صالحون. ومع ذلك، عندما يؤدون واجباتهم في بيت الله، فإنهم ماكرون ومراوغون، ودائمًا ما يخططون لأنفسهم، ولا يفكرون أبدًا في مصالح بيت الله، ولا يتعاملون أبدًا بجدية مع الأشياء التي يتعامل معها الله على أنها مُلحَّة، أو يفكرون كما يفكر الله، ولا يمكنهم أبدًا تنحية مصالحهم جانبًا لأداء واجباتهم. إنهم لا يتخلون عن مصالحهم الشخصية. حتى عندما يرون فاعلي الشر يرتكبون الشر، فإنهم لا يفضحونهم. ليس لديهم أي مبادئ على الإطلاق. ما نوع هذه الطبيعة البشرية؛ فهي ليست طبيعة بشرية صالحة. لا تهتمّ لما يقوله شخص كهذا. يجب أن ترى ما يحيا بحسبه وما يكشفه وما هو سلوكه عندما يؤدّي واجباته، وما هي حالته الداخلية وما يحبّه أيضًا. إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق إخلاصه لله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق مصالح بيت الله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق الاعتبار الذي يُظهره لله، فهل يملك إذن شخص كهذا إنسانية؟ ليس هذا شخصًا يتمتّع بإنسانية. يستطيع الآخرون والله أن يروا سلوكه. من الصعب جدًا لشخص كهذا أن يربح الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). من كلمة الله، فهمت أن الشخص ذا الإنسانية الصالحة حقًّا يحب الحق والأمور الإيجابية، وهو مسؤول في أداء واجباته، ويلتزم بمبادئ الحق، ويدعم عمل الكنيسة. أولئك الذين لا يؤذون أحدًا ظاهريًّا، ويتجمَّلون بتهور بدون مبدأ، والذين يفضِّلون أن يعانوا الخسارة على الاستفادة من الآخرين، رغم أنهم ظاهريًّا يتمتعون بشخصية صالحة، فإنهم في واجباتهم يسعون لحماية مصالحهم الخاصة، ولا يمارسون الحق أبدًا، ولا يهتمون بعمل الكنيسة إطلاقًا. هكذا أشخاص ليس لديهم إنسانية صالحة من أي نوع. لم أعد أريد العيش وفق الثقافة التقليدية وأكون إنسانًا صالحًا ظاهريًّا. أردت أن أحيا شبه الإنسان وفقًا لمتطلبات الله.

وعندما قرأت كلمة الله، وجدت مسارًا للممارسة. يقول الله: "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمتلك قلوبًا تتقي الله إلّا الذين يخضعون له بصدق). من كلمة الله، فهمت أن عليَّ ألا أتنكر بغية إعطاء الآخرين صورة زائفة عني. بدلًا من ذلك، يجب أن أكون إنسانة صادقة، وبسيطة وصريحة وعليَّ أن أنفتح وأتحدث عن أية مشاكل أو صعوبات كانت لديَّ، بحيث يتمكن إخوتي وأخواتي من مساعدتي بشكل أفضل. عندما لم أتصارح بشأنها، عندما تحملت الأمور بتهور ولم أكن صريحة، اعتقد الجميع أنه لم يكن هناك نقص بموظفي السقاية وظنوا أن العمل كان يسير بشكل جيد. لكن فعليًّا، كنت أعاني، وكان عمل الكنيسة يتضرر. لذا، مارست بوعيٍ وفقًا لكلمة الله وتواصلت بشأن الصعوبات بوضوح مع الإخوة والأخوات. بعد ذلك، قدموا جميعًا بعض الموظفين الأكفاء في القيام بعمل السقاية. وجعلني هذا أعرف كم هو سهل وممتع أن نمارس وفق كلمة الله. فبالعيش وفق الثقافة التقليدية، لا نصبح إلا أكثر فسادًا، وأكثر زيفًا وخداعًا، وأكثر بؤسًا. وممارسة الحق فقط تجعلنا نحيا شبه الإنسان، ونصبح أشخاصًا صالحين بصدق، ونختبر السلام الحقيقي والبهجة. الشكر لله!

السابق: 10. عليك أن تكون صادقًا كي تُخلَّص

التالي: 14. تأملات حول اتباع شخص رغم الإيمان بالله

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

12. كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيالقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

38. خَلُصتُ بطريقة مختلفة

بقلم هوانغ لين – الصيناعتدت أن أكون مؤمنةً عاديةً في المسيحية الكاريزمية، ومنذ أن بدأ إيماني بالرب لم يفتني اجتماعًا، خاصة أنه كان زمن...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب