31. لا أحتاج إلى إشرافك

بعد وقت قصير من قبولي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اكتشف القس لي ذلك. اتصل بي يومًا وطلب مني الذهاب إلى الكنيسة. كنت أحسبه على دراية جيدة بالكتاب المقدس ويخدم الرب لعدة أعوام، وأنه كان ورعًا بالفعل في حياته. وفوق ذلك، كان يخبرنا دائمًا أن ننتظر عودة الرب بيقظة. فأردت مشاركته بالإنجيل وإخباره بعودة الرب يسوع. اعتقدت أن هذه كانت فرصة جيدة. ولكنني صُدمت لأنه عندما التقينا نظر إليَّ نظرة توبيخ متسائلًا: "أيتها الشماسة تشانغ، كيف يمكن أن تؤمني بالله القدير؟ لماذا لم تأتِ لتتشاوري معي قبل قبول هذا؟ فقد كان بإمكاني التحقق منه لكِ! من الواضح أنكِ تفتقرين إلى المعرفة الكتابية، ودون إشرافنا يمكن تضليلكِ بمنتهى السهولة". شعرت بعدم الارتياح الشديد عند سماع القس لي. قلت لنفسي: "إن تحري الطريق الحق هو حريتي الشخصية، فلماذا ينبغي أن يخضع ذلك لموافقتك أو إشرافك؟ بالإضافة إلى ذلك، آمنت بالرب لأكثر من عقدين، وعلى الرغم من أنني لا أعرف الكثير عن الكتاب المقدس مثلك، فإن هذا لا يعني أنني أفتقر إلى أفكاري وآرائي الخاصة! لقد كنت أتحرى الأمر بجدية لمدة ثلاثة شهور، وقرأت الكثير من كلام الله القدير، وبمجرد أن تيقنت من أن كلام الله القدير هو صوت الله قبلته". ولذلك أجبت: "أيها القس لي، لا يحتاج المرء إلا إلى قراءة كلام الله القدير ليعرف ما إذا كان الرب يسوع قد عاد أم لا". ثم فتحت تطبيق كنيسة الله القدير على هاتفي وقرأت مقطعًا من كلام الله القدير. يقول الله القدير، "أنا أقوم بعملي في جميع أنحاء الكون، وفي الشرق، تنطلق صدامات مُدوّية بلا توقف لتهز جميع الأمم والطوائف. إن صوتي هو الذي قاد البشر أجمعين إلى الحاضر. أجعل كل البشر يخضعون لصوتي، ويسقطون في هذا التيار، ويخضعون أمامي لأنه قد مرّت فترة طويلة منذ أن استعدتُ مجدي من كل الأرض وأعدت إطلاقه من جديد في الشرق. من ذا الذي لا يتوقُ لرؤية مجدي؟ من ذا الذي لا ينتظر عودتي بلهفة؟ من ذا الذي لا يتعطشُ لظهوري من جديد؟ من ذا الذي لا يتوق إلى بهائي؟ من ذا الذي لن يأتي إلى النور؟ من ذا الذي لن يتطلع لغنى كنعان؟ من ذا الذي لا يتوق إلى عودة الفادي؟ من ذا الذي لا يعشقُ صاحب القوة العظيم؟ سينتشر صوتي عبر الأرض؛ وسوف أواجه شعبي المختار، وأن أنطق بالمزيد من الكلام لهم. أقول كلامي للكون كله وللبشرية مثل الرعود القوية التي تهز الجبال والأنهار. ولذلك أصبح الكلام الذي ينطقه فمي كنزَ الإنسان، وكل البشر يقدّرون كلامي. يومض البرق من الشرق قاطعًا طريقه إلى الغرب. وهكذا هو كلامي، حتى أن الإنسان يكره أن يتخلى عنه وفي ذات الوقت يجده غير مفهوم، لكنه يبتهج به أكثر فأكثر. يبتهج جميع البشر ويفرحون احتفالاً بقدومي كما لو أن طفلاً قد وُلِد للتو. وبواسطة صوتي، سأجمع كل البشر أمامي. ومن ذلك الحين فصاعدًا، سأدخل رسميًا في العرق البشري لكي يأتوا ليعبدوني. ومع المجد الذي يشعُّ مني والكلام الذي ينطقه فمي، سأجعل كل البشر يأتون أمامي ويرون أن البرق يومض من الشرق، وأنني أيضًا قد نزلتُ على "جبل الزيتون" في الشرق. سيرون أنني كنت موجودًا لفترة طويلة على الأرض، ليس بعد كابن اليهود بل كبرق الشرق. لأنه قد مر زمنُ طويل منذ أن قُمتَ من الأموات، وقد رحلت من وسْط البشر، ثم عدتُ للظهور بمجد بينهم. أنا هو من كان يُعبَدُ لعصور لا تحصى قبل الآن، كما أنني الرضيع المُهمَلُ من قِبَل بني إسرائيل منذ أزمنة لا حصر لها قبل الآن. وعلاوة على ذلك، فإنني أنا الله القدير كلي المجد في العصر الحاضر!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. دويُّ الرعود السبعة – التنبؤ بأن إنجيل الملكوت سينتشر في جميع أنحاء الكون). لم ينتظر حتى أن أنتهي من كلامي، لكنه قاطعني قائلًا بنفاذ صبر: "لا داعي للاستمرار. فقد نزَّلت هذا التطبيق منذ زمن طويل وقرأت كلام الله القدير. إنه يشهد أن كلامه هو كلام الله، لكن هذا غير ممكن! فجميع كلام الله موجود في الكتاب المقدس. ولا يمكن أن توجد أي أقوال من الله خارج الكتاب المقدس. وحتى لو كان كلام الله القدير ينطوي على السلطان، فإنني لن أؤمن بالله القدير!" فوجئت كثيرًا عند سماعه يقول هذا. كيف أمكنه كقس أن يقول إنه لن يؤمن بالله القدير حتى لو كان كلامه ينطوي على السلطان؟ ألم يكن مؤمنًا؟ أجبته قائلةً: "أيها القس لي، هل يمكنك أن تجرؤ على التأكد من أن جميع كلام الله وارد في الكتاب المقدس؟ فأنت بنفسك شاركت كثيرًا يوحنا 21: 25 "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ". عمل الرب يسوع ووعظ على الأرض لمدة ثلاثة أعوام ونصف. كم تعتقد أنه قال كل يوم؟ كم تعتقد أنه قال في كل عظة ألقاها؟ خلال تلك الأعوام الثلاثة والنصف، لا بد أن الرب يسوع ألقى العديد من العظات وقال كلامًا كثيرًا لا يُعد ولا يُحصى! وما هو مسجل في الأناجيل الأربعة لا يمكن أن يكون إلا جزءًا صغيرًا ومحدودًا، وما خفي أعظم. ولهذا السبب، فإن الادعاء بعدم وجود كلام الله خارج الكتاب المقدس هو ببساطة أمر غير متوافق مع الواقع. وبالإضافة إلى ذلك، تنبأ الرب يسوع منذ زمن بعيد قائلًا: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). كما تنبأ سفر الرؤيا بأن الرب سيعود في الأيام الأخيرة ويفتح السفر، وأنه سيتحدث إلى الكنائس. سوف تكون هذه جميعها كلمات جديدة ينطق بها الله في الأيام الأخيرة، ولا يمكن أن تكون قد سُجلت مسبقًا في الكتاب المقدس. ولذا، إن لم يكن يوجد عمل أو كلام من الله خارج الكتاب المقدس، كيف يمكن تحقق تلك النبوات؟ في الأيام الأخيرة، عبَّر الله القدير عن جميع الحقائق التي تُطهِّر البشر وتُخلِّصهم، وهذا هو بالتحديد السفر الذي تنبأ سفر الرؤيا بأن الحمل سوف يفتحه. وهو ما أُشير إليه بالقول "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا 2: 7). ينبغي أن نسعى بقلب مفتوح. فهذه هي الطريقة الوحيدة للترحيب بعودة الرب". عندما انتهيت من كلامي، قال القس لي بازدراء: "لديكِ قدر لا بأس به من المعرفة عن الموضوع، ويبدو أنكِ قرأتِ الكثير من كلام الله القدير! ولكن لا يمكننا الابتعاد عن الكتاب المقدس في إيماننا. إن ابتعدتِ، كيف لا يزال بإمكانكِ تسمية نفسكِ مؤمنة بالرب؟ مهما كانت روعة كلام الله القدير، وحتى لو كان هو الحق، لن أعترف بأي شيء يتجاوز الكتاب المقدس ولن أقبله. أحثكِ على ترك إيمانكِ بالله القدير. وإلا، سوف يُلغى تصريحكِ بالخدمة في الكنيسة وسوف تندمين في النهاية!" فقلت: "أيها القس لي، ألا ننتظر كمؤمنين أن يأتي الرب ويقبلنا؟ والآن، بما أن الرب قد عاد وعبَّر عن الكثير من الحقائق، ألا ينبغي أن نفحص الأمر بدقة؟ إن لم نسعَ بعقل متفتح وتشبثنا بمفاهيمنا وتصوراتنا وفوَّتنا فرصتنا للترحيب بعودة الرب، سيكون أوان الندم قد فات!" فاندهشت عندما ردَّ غاضبًا: "هذا يكفي! لن أؤمن بالله القدير. سوف أمنحكِ وقتًا قصيرًا لإعادة التفكير في الأمر، وإن واصلتِ إيمانكِ بالله القدير، سوف أطردكِ من الكنيسة". ثم غادر دون أن ينظر إلى الوراء. صُدمت بالفعل عند رؤية القس يتصرف هكذا. فقد كان يخبرنا دائمًا أن الرب لن يقبل إلا أولئك الذين يسعون بعقل متفتح. ولم أتخيل مطلقًا أنه في مواجهة شيء بالغ الأهمية مثل مجيء الرب، لن يكتفي بعدم أداء أي سعي، لكنه يمنعنا من تحري الأمر، بل ويهددني بالطرد من الكنيسة. أليس هذا قول شيء وفعل شيء آخر، أي النفاق؟ إنه لا يتوق إلى ظهور الرب!

ذهبت إلى الكنيسة يوم الأحد، فطلبني القس هونغ وقال: "سمعت أنكِ كنتِ تتحرين أمر كنيسة الله القدير. إن الطريقة التي يعظون بها خارج الكتاب المقدس وإيماننا يستند على الكتاب المقدس. والابتعاد عن الكتاب المقدس يعني الابتعاد عن الرب. يجب أن تتركي إيمانكِ بالله القدير!" ولذلك سألته: "عندما جاء الرب يسوع للعمل، هل اتبع العهد القديم؟ كان يعظ بطريق التوبة ويشفي المرضى ويُخرج الشياطين. لقد صُلب كذبيحة خطية عن البشر. وجميع هذه الأشياء التي قالها وفعلها الرب يسوع كانت خارج الكتاب المقدس تمامًا ولم تكن واردة في العهد القديم. هل تقول إن الرب يسوع ليس هو الإله الحقيقي وإن عمله ليس هو الطريق الحق؟ هل تقول إن الإيمان بالرب يسوع يعني ترك الإيمان بيهوه الله؟ هل تجرؤ على الادعاء بأن عمل الله وكلامه لا يمكن أن يتجاوز الكتاب المقدس؟ أليس ذلك استغلالًا للكتاب المقدس لمحاولة تحديد الله ومقاومته؟" فقاطعني غاضبًا: "هذا يكفي! إن أصررتِ على الإيمان بالله القدير، سوف تندمين". وعندها، ضحك ساخرًا وغادر. شعرت بالخوف نوعًا ما عند رؤية ملامح وجهه، ولم أعرف ما الذي سيفعله بعد ذلك. ولدهشتي، شغَّل القس هونغ بعد بدء الخدمة بعض مقاطع الفيديو التي تفتري على كنيسة الله القدير. أغضبتني مقاطع الفيديو هذه التي لا أساس لها والمليئة بالافتراءات. كان القسوس والشيوخ يخدمون الرب لأعوام عديدة، وبدا عمومًا أنهم متدينون فعلًا، لكنني لم أتخيل قط أنهم سيفتقرون حتى إلى أبسط مظاهر اتقاء لله. كيف يكون ذلك شخصًا مؤمنًا؟ لقد عبَّر الله القدير عن الكثير من الحقائق، وجميعها متاحة عبر الإنترنت ومتاحة للجميع للسعي والتحري. وسواء قبلتها أم لا، ينبغي ألا تنخرط أبدًا في الافتراء أو تُقدِّم ادعاءات كاذبة، وينبغي على وجه الخصوص ألا تمنع الآخرين من التحري عن الطريق الحق. كيف كان سلوك القسوس مختلفًا عن سلوك الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع في زمانه؟ بعد عرض مقاطع الفيديو، وقف القس هونغ على المنبر وقرأ مقطعًا من كلام بولس من الكتاب المقدس: "إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعًا عَنِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ ٱلْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ ٱلْمَسِيحِ. وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ "أَنَاثِيمَا!" (غلاطية 1: 6-8). ثم قال: "نحن بالفعل مؤمنون بالرب يسوع، ويجب أن نبقى أمناء لاسم الرب وطريقه. لا يمكننا الخروج والاستماع إلى أي شيء يُوعظ به. وفوق ذلك، لا يمكننا قبول أي إنجيل آخر. لا يمكننا حاليًا الاستماع إلى كنيسة الله القدير وهي تشهد بأن الرب يسوع قد عاد بالفعل. سوف يكون هذا انحرافًا عن إيماننا وتعارضًا معه. وأي شخص يتبين أنه قَبِلَ الله القدير سوف يُطرد من الكنيسة فورًا! أبلغني فورًا إن شاركك أحد بإنجيل الله القدير، وإلا فأنت تخون الرب!" بمجرد أن قال كل ذلك، نظر إليَّ متجهمًا. وعندما رأيت مدى إعجابه بنفسه، فكرت في الفريسيين في الهيكل، إذ كانوا يخدعون المؤمنين ويحثونهم على رفض الرب يسوع. غضبت بشدة عند رؤية الجميع هناك يبدون مرعوبين مما قاله القس هونغ. كان القس هونغ على دراية جيدة بالكتاب المقدس، فهل لم يكن يعرف فعلًا ما وراء قول بولس هذا؟ الحقيقة هي أن بولس كان يقول إنه كان يوجد إنجيل واحد فقط لعصر النعمة، وقد كان إنجيل عمل الرب يسوع للفداء. كان الاستماع إلى أي إنجيل آخر في عصر النعمة بمثابة خيانة للرب. ولكن عندما قال بولس هذا، لم يكن الله قد أدى عمله في الأيام الأخيرة بعد ولم يكن أحد يشارك إنجيل الملكوت. ولهذا السبب، فإن قول "إنجيل آخر" هنا لا يمكن أن يشير مطلقًا إلى إنجيل عودة الرب في الأيام الأخيرة. لم يقل بولس مطلقًا إنه من الخطأ الوعظ بإنجيل الملكوت عندما يعود الرب. وفوق ذلك، لم يجرؤ قط على القول بأن قبول إنجيل عودة الرب يسوع كان خيانة للرب. كان القس هونغ يُطبِّق ما قاله بولس على عمل الله القدير في الأيام الأخيرة تعسفيًا. أليس ذلك إخراج المقطع خارج السياق وإساءة تفسير الكتاب المقدس لتضليل الناس؟ بعد الخدمة، حذرني القس هونغ مجددًا من مشاركة أي من الإخوة والأخوات بإنجيل الله القدير. قلت لنفسي: "الإخوة والأخوات جميعهم من قطيع الله، وخراف الله تسمع صوته. يخبرني القس هونغ بعدم مشاركتهم بالإنجيل، ويبذل كل ما في وسعه لمنعهم من سماع صوت الله ومنعهم من التوجه نحو الله. أليس ذلك اعتراضًا لطريق دخولهم إلى ملكوت السموات؟" جعلني هذا أفكر في شيء قاله الرب يسوع لإدانة الفريسيين: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ: فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15). عند سماع شهادة عودة الرب، لم يكتفِ رجال الدين بعدم السعي، بل ومنعوا أيضًا خراف الله من سماع صوته والترحيب بالرب. كانوا مثل الفريسيين تمامًا، إذ كانوا جميعًا خدامًا أشرارًا يمنعون الآخرين من الدخول إلى ملكوت السموات. كان يجب ألا أتقيد بالقسوس، واضطررت إلى اغتنام أي فرصة لمشاركة إخوتي وأخواتي بالإنجيل ومنعهم من المزيد من التضليل على يد القسوس وتفويت فرصتهم للترحيب بعودة الرب.

سرعان ما اتصل بي القس لي وطلب مني الذهاب إلى الكنيسة فجأةً. عندما وصلت، كان يوجد خمسة أشخاص آخرين، بمن فيهم القس وشماسان وإداريان. سألني القس لي مبتسمًا ابتسامة عريضة: "هل فكرتِ في الأمر مجددًا؟" فأجبت بجدية: "لقد عبَّر الله القدير عن العديد من الحقائق ويُجري عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. وقد قررت بالفعل أن الله القدير هو الرب يسوع العائد من خلال قراءة كلامه. الطريقة الوحيدة للتخلص من أغلال الخطية والتطهير هي قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. فعندئذٍ فقط سوف نستحق الدخول إلى ملكوت السماوات. سوف أؤمن دائمًا بالله القدير مهما كان". كانت الكلمات تخرج بالكاد من فمي عندما نهض شماس وقال مشيرًا إليَّ بغضب: "بصفتكِ مؤمنة بالله القدير، لن يُسمح لكِ بدءًا من الغد بالتدريس في مدارس الأحد أو تولي مسؤولية الشؤون المالية للكنيسة!" التفت القس لي نحو ذلك الشماس وأشار إليه بيده ثم قال لي: "لقد غُفرت خطايانا بالفعل من خلال إيماننا بالرب يسوع. لا توجد حاجة مطلقًا لأن يُجري الرب عمل دينونة البشر وتطهيرهم. سوف يأخذنا مباشرةً إلى ملكوت السماوات عندما يأتي". فأجبت: "صحيح أن الرب يسوع غفر خطايانا عندما صُلِبَ، ولكن هل غفران خطايانا يعني أننا لم نعد نخطئ وأننا تطهرنا؟ يشير غفران الخطايا إلى قبول فداء الرب يسوع حتى لا ندان فيما بعد تحت الناموس. إنه لا يعني أننا لم نعد نخطئ أو أننا مستحقون للدخول إلى ملكوت السماوات. نحن نؤمن بالرب وبغفران الخطايا، لكن طبائعنا الخاطئة لم تُمحَ. وهذا يعني أننا ما زلنا نخطئ ونعترف ونخطئ من جديد ونكشف عن شخصيات شيطانية مثل الكبرياء والمكر والقتال من أجل الشهرة والثروة ونحتال من أجل النفوذ ونتمرد على الله ونقاومه. نحن غير قادرين على الهروب من قيود الخطية. يقول الكتاب المقدس: "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبُّ" (عبرانيين 12: 14). الرب قدوس، ولذلك نحن نطفح بالقذارة ولا نستحق رؤية وجه الرب، فكيف نكون مستحقين لملكوت السماوات؟ ولهذا السبب، وعدنا الرب يسوع أنه سيعود في الأيام الأخيرة ليُعبِّر عن الحقائق ويُجري خطوة أخرى من العمل ليدين البشر ويطهرهم. نحن لا نستحق الدخول إلى ملكوت الله ما لم نقبل دينونة الله في الأيام الأخيرة ويتطهر فسادنا". فقال القس لي بازدراء: "نحن ننتظر الرب يسوع وفي يديه أثر المسامير، آتيًا على سحابة ليقبلنا في ملكوت السماوات. فحتى لو كان كل ما يقوله الله القدير هو الحق، لن أقبله أبدًا!" ثم قاطع الشماسان الحديث أيضًا قائلين: "نعم، نحن ننتظر أن ينزل الرب يسوع على سحابة ويأخذنا إلى ملكوت السماوات". ثم تفوَّها ببعض كلام الافتراء والتجديف على الله القدير. غضبت كثيرًا عند رؤية مدى تشددهم وعنادهم. قلت: "أنتم قادة في الكنيسة، ولكن عندما تسمعون شهادة عن عودة الرب، فإنكم لا تكتفون برفض السعي والتحري عنها بذهن متفتح، بل وتجرؤون على نشر المغالطات وتقاومون عمل الله القدير وتدينون. تفعلون كل ما في وسعكم لاعتراض طريقنا عندما نتحرى الطريق الحق ونقبله. هل فكرتم في طبيعة هذا السلوك ونتيجته وعواقبه؟ كان الفريسيون يتشبثون بمفاهيمهم وتصوراتهم، وتحدوا الرب يسوع بجنون وأدانوه. لقد صلبوه وأغضبوا شخصية الله، وبالتالي لعنهم الله وعاقبهم. ألا يُمثِّل هذا الدرس عن فشل الفريسيين تحذيرًا لكم بالفعل؟ ينبغي على الأقل أن تستمعوا إلى كلام الله القدير قبل التوصل إلى قرار!" ثم قرأت لهم مقطعًا من كلام الله القدير: "أولئك الذين يرغبون في الحصول على الحياة من دون الاعتماد على الحق الذي نطق به المسيح هُم أسخف مَنْ على الأرض، وأولئك الذين لا يقبلون طريق الحياة الذي يقدّمه المسيح هم تائهون في الأوهام. لذلك أقول إن أولئك الذين لا يقبلون مسيح الأيام الأخيرة سوف يُرذَلون من الله إلى الأبد. المسيح هو بوابة الإنسان الوحيدة إلى الملكوت في الأيام الأخيرة، التي لا يستطيع أحد أن يتجنبها. لن يكمّل الله أحدًا إلا بالمسيح. إن كنت تؤمن بالله، عليك أن تقبل كلماته وتطيع طريقه. يجب ألّا ينحصر تفكيرك في نيل البركات من دون قبول الحق. أو قبول الحياة المُقدَّمَة إليك. يأتي المسيح في الأيام الأخيرة حتى ينال الحياة كل مَنْ يؤمن به إيمانًا حقيقيًا. إن عمله إنما هو من أجل وضع نهاية للعصر القديم ودخول العصر الجديد، وعمله هو السبيل الوحيد الذي يجب أن يسلكه كل من يريد دخول العصر الجديد. إذا كنتَ غير قادر على الاعتراف به، لا بل من الرافضين له أو المجدّفين عليه أو حتى من الذين يضطهدونه، فأنت عتيدٌ أن تحرق بنار لا تُطفأ إلى الأبد، ولن تدخل ملكوت الله. لهذا فالمسيح نفسه هو من يُعبّر عن الروح القدس وعن الله، هو مَنْ أوكل إليه الله إتمام عمله على الأرض؛ لذلك أقول إنك إن لم تقبل كل ما عمله مسيح الأيام الأخيرة، تكون مجدفًا على الروح القدس. والعقوبة التي تنتظر مَنْ يجدف على الروح القدس واضحة للجميع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية). قبل أن أنتهي من القراءة، نهض أحد الإداريين وصرخ فيَّ بينما كان وجهه يتأجج غضبًا: "هذا يكفي! لن أقبل هذا أبدًا مهما كان الحق في كلام الله القدير!" فقلت: "أنتم جميعًا متكبرون بدرجة لا تُصدَّق! فهذه جميعها كلمات من الروح القدس، أي كلمات من فم الله نفسه. ألا يمكنكم التمييز؟ هل يمكنهم فعلًا التعرف إلى صوت الله؟ هل أنتم حقًا خراف الله؟" أجاب القس بازدرائه المعهود: "لا أؤمن بأحد إلا الرب يسوع!" رأيت مدى مجانبتهم الصواب جميعًا بما لا يُقاس، ولم أرغب في قول أي شيء آخر لهم. وبينما كنت أتهيأ للمغادرة، هددني القس لي: "سوف أمنحكِ شهرًا إضافيًا لإعادة التفكير. إن كنتِ لا تزالين تؤمنين بالله القدير، سوف تُطردين!" قلت له غاضبةً: "لا داعي للانتظار شهرًا آخر. يمكنك طردي الآن. لا أخشى إقصائي من الكنيسة. فما أخشاه هو عدم سماع صوت الله أو عدم رؤية ظهور الرب وعدم القدرة على الترحيب بالرب وتفويت بركات الدخول إلى ملكوت السماوات إلى الأبد. لقد سمعت الآن صوت الله ورُفعت أمام عرش الله وأحضر وليمة عُرس الحمل. وحتى لو لم تطردني، ما زلت لن أعود إلى الخدمات هنا مجددًا!" اندهشت عندما ضحك القس لي ببرود وقال: "لا يمكننا طردكِ الآن، وإلا سيقول الإخوة والأخوات إننا لا نعاملكِ بمحبة. بمجرد مرور شهر آخر، سوف نخبرهم أنكِ تركتِ الرب وأنكِ عازمة على مغادرة الكنيسة، وأننا كنا نعمل بجد لتقديم النصح لكِ لكنكِ لا تزالين تصرين على الإيمان بالله القدير. سوف نقول إنه لا خيار لدينا إلا طردكِ من الكنيسة". شعرت بالغضب عندما سمعته يقول هذا. لقد كان منافقًا! كان القس لي في المعتاد مهتمًا جدًا بأبناء الكنيسة، ولكن اتضح أن هذا كله كان تمثيلًا. لم يكن يفعل ذلك إلا للحفاظ على صورته وتعزيز منصبه وتكوين صورة مزيفة عن نفسه. وقد ذكَّرني هذا بشيء قاله الرب يسوع وهو يلعن الفريسيين: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا" (متى 23: 27-28). فكرت في أن الإخوة والأخوات كانوا مؤمنين لأعوام وكانوا ينتظرون الترحيب بعودة الرب طوال الوقت، لكن القسوس كانوا يضللونهم ويخدعونهم. وعندما صدَّق الإخوة والأخوات شائعات القسوس وأكاذيبهم، أضاعوا فرصتهم للترحيب بعودة الرب. وقد كان هذا مأساويًا بالفعل. لم يكن ليخطر ببال أحد أن رجال الدين أولئك الذين كانوا يطالبوننا باستمرار بأن نكون على أهبة الاستعداد ضد المسحاء الكذبة وأضداد المسيح سوف يكونون هم أضداد المسيح الحقيقيين وأولئك الذين يقودون الناس إلى الضلال. إنهم مثل لصوص يصرخون "لص!"، ما أبغض هذا! خرجت عندما خطرت ببالي هذه الفكرة، ولم أرغب في تبادل أي كلام آخر معهم. حذرني القس لي مجددًا قائلًا: "يحق لكِ أن تؤمني بالله القدير، لكنني لن أسمح لكِ بمشاركة الإخوة والأخوات الآخرين بهذا الإنجيل".

كلما صادفت إخوة وأخوات كنت أعمل معهم من قبل، كانوا يتعاملون معي بجفاء شديد وكان بعضهم يحاولون تجنُّبي. فانزعجت كثيرًا بسبب ذلك، لكنني كنت أعلم أن هذا يرجع تمامًا إلى تضليل القسوس لهم واستفزازهم وتأجيجهم. فكرت في مقطع من كلمة الله كنت قد قرأته في اجتماع: "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لواءه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، فإنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، ورؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). دفعني المقطع للتفكير في القسوس والشيوخ. إنهم على دراية بالكتاب المقدس، ويبدون من الخارج ورعين ومتحابين، ويبدو أنهم ما زالوا متيقظين ويتوقون إلى مجيء الرب. ولكن عندما يسمعون شخصًا يشهد بعودة الرب، فإنهم لا يكتفون برفض السعي والتحري، بل ويتمسكون بعناد بمفاهيمهم الدينية ويشوهون الكتب المقدسة. إنهم يعلمون جيدًا أن الله القدير عبَّر عن جميع أنواع الحقائق، لكنهم ما زالوا يرفضون قبوله، وبدلًا من ذلك يقاومونه ويدينونه قصدًا، بل ويتمادون إلى حد نشر جميع أنواع البدع والمغالطات. إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لرفع مكانة الكتاب المقدس والشهادة له، قائلين إنه يتضمن عمل الله وكلامه بالكامل، وإن أي شيء آخر بدعة وخيانة للرب، مما يجعلون الناس يعبدون الكتاب المقدس جُزافًا ويُؤلِّهونه. إنها محاولة لاستخدام الكتاب المقدس لإبقاء المؤمنين تحت سيطرتهم. إنهم يتصارحون دائمًا حول كونهم مسؤولين عن حياة المؤمنين بينما يفعلون كل ما في وسعهم لاعتراض طريقهم في السعي عن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة والتحري عنه. بل وإنهم يستخدمون منعنا من الخدمة وطردنا من الكنيسة كأساليب بغيضة لتهديدنا وإخافتنا والضغط علينا لترك الطريق الحق. يُفضِّلون رؤية الأشخاص الذين تقطعت بهم السُبل في أرض دينية قاحلة دون عمل الروح القدس حتى يُقدِّم لهم المؤمنون التقدمات ويعولونهم وتتدهور فرص المؤمنين في الترحيب بعودة الرب. يمنعون الناس من قراءة كلام الله القدير أو سماع صوت الله أو الالتجاء إلى الله. وهذا خبث لا يُصدَّق! إنهم العبيد الأشرار وأضداد المسيح والفريسيون في العصر الحديث الذين يكشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة. إنهم شياطين تعترض طريق دخول الناس إلى ملكوت السموات. رأيت الوجه الحقيقي لنفاقهم وقلت لنفسي إنه مهما فعلوه لاعتراض طريقي أو إزعاجي، لن أكون مقيدة بهم أبدًا، وسوف أستمر في الصلاة لله والاتكال عليه والبحث عن كل فرصة لمواصلة مشاركة الإنجيل مع أولئك الإخوة والأخوات الذين يؤمنون حقًا بالرب. فبتلك الطريقة يمكن لخراف الله أن تسمع صوته عاجلًا وتتحرر من خداع أضداد المسيح في العالم الديني وسيطرتهم وتتبُّع خُطى الحمل.

السابق: 28. لا تدع الغيرة تسيطر عليك

التالي: 32. تمسك بالحق وليس العاطفة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

2. الطريق إلى التطهير

بقلم كريستوفر – الفلبيناسمي كريستوفر، وأنا قس بكنيسة منزلية في الفلبين. في عام 1987، تعمدت وتحوّلت نحو الرب يسوع ثم بنعمة الرب، في عام 1996...

32. الاكتشاف

بقلم فانغ فانغ – الصيننحن جميعًا في عائلتي نؤمن بالرب يسوع، وفي حين أنني كنت مؤمنة عادية في كنيستنا، كان والدي أحد زملاء الكنيسة. في فبراير...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب