88. لماذا أخشى تفوق الآخرين عليَّ؟

بقلم: رينا؛ الفلبين

في يونيو 2019، قبلت عمل الله الجديد، وبعد فترة شرعتُ في سقاية المؤمنين الجُدُد. شكرني بعض المؤمنين الجُدُد كثيرًا بعدما ساعدتهم، لذلك كنت فخورة جدًّا، وشعرتُ بأنني كنت مناسبة تمامًا لعمل السقاية. لاحقًا، توليت مسؤولية مؤمنة جديدة، ومبدئيًّا رويتها ودعمتها بجِدٍّ. اكتشفتُ أنها مُلِمَّة بالأمور إلمامًا جيدًا، وتقدمت بسرعة كبيرة، وأن الاختبارات والفهم الذي قدمت شركة عنه كان جيدًا. راودني شعور بأنها سرعان ما ستتفوق عليَّ، وأنه عندما يحدث ذلك، ستطلب منها القائدة سقاية جميع الإخوة والأخوات الآخرين، ولن يحتاج لي أحد بعد ذلك. وعندما تراءى هذا لي، لم أعد أرغب في سقايتها كما ينبغي، لذا لم أتناقش معها إلا في بعض الأشياء السطحيَّة. ذات مرةٍ، سألتني القائدة عنها، قائلة: "إننا نحتاج إلى المزيد من عاملي السقاية في التو واللحظة، هل تعتقدين أنها مناسبة للتنمية؟" لم أرد لها التنمية؛ لأن مقدرتها كانت جيدة جدًّا، وخشيت أنها قد تصير قائدة كنيسة في المستقبل وتتقلد منصبًا أعلى مني. لذلك أخبرتُ القائدة: "إني أفتقر إلى التمييز بشأن هذا. ربما يمكنكِ البحث في الأمر أكثر من ذلك". عندما نَمَا إلى علمي أن القائدة ذهبت لتتحدث معها، شعرت بغَيْرة شديدة وخِفتُ. وقلتُ لنفسي كثيرًا: "لعلَّها ستُنمَّى وتترقَّى، بل حتى تأخذ مكاني". في ذلك الوقت، قُسِّمَت الكنيسة، ومن ثم كنا في كنائس مختلفة. بعد بضعة أشهر، عَلِمتُ أنها أصبحت قائدة كنيسة. وعلى الرغم من أنني هنَّأتها وقلتُ إنني كنت سعيدة من أجلها، ففي قرارة نفسي، كنتُ أغار منها. قلت لنفسي: "كيف أصبحت قائدة بهذه السرعة الشديدة، بينما لا أزال ساقية؟". كنتُ مستاءة تمامًا، لذا شرعتُ في العمل بجدٍّ لسقاية المؤمنين الجُدُد، لأنني أردتُ أن أثبت لقائدتي أنني جديرة بأن أصبح قائدة كنيسة أيضًا.

لاحقًا، انْتُخِبْتُ أيضًا قائدة كنيسة، لكني ظللت أشعر بالغَيْرة عندما رأيت أن الآخرين كانوا أفضل مني. ذات مرةٍ، كنت أتناقش حول كيفية دعم المؤمنين الجُدُد ومساعدتهم مع القادة والشمامسة الآخرين، وشاركت شماسة الإنجيل بأفكارها عن الأمر. واعتقدت القائدة العليا أن أفكارها كانت جيدة، وكذلك اعتقد قادة المجموعات، لذا حاولنا دعم المؤمنين الجُدُد وسقايتهم بحسب اقتراحاتها. وكان الأمر فعالًا جدًّا وكان المؤمنون الجُدُد يرغبون حقًّا في حضور الاجتماعات ومباشرة واجباتهم. وهذا ما أشعرني بالغيْرة بعض الشيء، وقلتُ لنفسي مفكرة: "إنَّ شماسة الإنجيل أفضل مني. عليَّ أن أطور من نفسي وأتعلَّم المزيد". لاحقًا، سألتها عن طول المدة التي أمضتها في تأدية واجبها، وصُدمت بشدة عندما أخبرتني بأنها أمضت ستة أشهر فقط. وشعرتُ بالخِزيِّ حقًّا – فقد مرَّ عامان منذ أن قبلتُ عمل الله القدير، وكنت مؤمنة لمدة أطول من أي أحد في المجموعة، لكني كنتُ ما أزال أشبه بمبتدئة تفتقر إلى الأفكار. عقب ذلك، كنتُ دومًا أقارن نفسي بها. عندما رأيتُ أنها كانت كفؤًا في عملها، وأنه كان لديها دائمًا أساليب وطرق جيدة لتنفيذ أنواع مختلفة من عمل الكنيسة وتحقيق النتائج، ازداد حتى حَسَدي لها. قلتُ لنفسي: "إنْ ظلت تحقق مثل هذه النتائج الرائعة في عملها، وظلت تأتي بأفكار جيدة أثناء مناقشات العمل، فسترى القائدة العليا أنها كفؤ وأن لديها مقدرة جيدة، وستُدرِّبها لتصبح قائدة كنيسة. ألن يعني ذلك أنها ستحلُّ محلِّي؟". ذات مرةٍ، غابت عن حضور اجتماع؛ لانشغالها بعمل آخر، وسألتني بعد ذلك عمَّا تعلَّمناه في الاجتماع. لم أرغب حقًّا في إخبارها، لذا قلتُ لها إنني نسيتُ. لاحقًا، لاحظتُ أن القائدة العليا كثيرًا ما كانت تقدِّم شركة معها، لكن نادرًا ما كانت تفعل ذلك معي، وهذا ما جعلني أسْتَشيط غضبًا. قلتُ لنفسي: "إن لم تتحدثي معي، فلن أؤدي واجبي". وقتذاك، أردت أن أغير واجبي بحيث أستطيع كسب احترام الآخرين. ظننتُ أنني إن تمكَّنت من الوعظ بالإنجيل بفعالية، فقد أحظى باحترام الإخوة والأخوات، ولذا شرعتُ في الوعظ بالإنجيل وأهملْتُ مؤقتًا عمل سقاية المؤمنين الجُدُد. أرسلت لي القائدة العليا تذكيرًا بأنني يجب أن أفهم وأحلَّ صعوبات المؤمنين الجُدُد فورًا، وأجبتُ: "بالتأكيد، سأتحدث معهم لاحقًا". لكني لم أهتم إلا بالوعظ بالإنجيل، ولم أتصل بالمؤمنين الجدد إطلاقًا. ولم تُحل مشاكلهم في حينها، وتوقفوا عن حضور الاجتماعات بانتظام، وأرسلت لي القائدة العليا رسالة تسأل عن سبب عدم اجتماع المؤمنين الجُدُد وعما إذا كنتُ أواجه بعض الصعوبات، وأخبرتها عن وضعي. فقدمت لي شركة قائلة: "أنتِ قائدة الكنيسة، وأنتِ المَنوطة بكل أعمال الكنيسة، ولا سيَّما سقاية المؤمنين الجُدُد. هذا العمل مهم جدًّا. لا يمكنكِ أن تكوني لامبالية أو تتخبطي فيه". أجْهَشْتُ بالبكاء بعد سماع ذلك. وأحسستُ بالظلم الشديد لأنها لم تلاحظ جهودي في الوعظ بالإنجيل مطلقًا.

لاحقًا، بدأت بتأمل السلوك الذي تبنيته تجاه واجبي. طوال الوقت، كنت قلقة من أن المؤمنين الجُدُد سيكونون أفضل مني، ولم أرد لهم أن يتفوقوا عليَّ. وللحفاظ على مكانتي، لم أروِ المؤمنين الجدد كما ينبغي، ولا سيِّما ذوي المقدرة الجيدة، كما لم أشجِّعهم على تأدية واجباتهم. لم أكن أفي بمسؤولياتي مطلقًا. تأملتُ في كلمات الله: "هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "الآن، أنتم جميعًا مؤدون بدوام كامل لواجباتكم. لستم مقيدين أو مرتبطين بالعائلة أو الزواج أو الثروة. لقد تحررتم بالفعل من ذلك. رغم ذلك، تبقى المفاهيم والتصورات والمعرفة والنية والرغبات الشخصية التي تملأ عقولكم دون تغيير عن شكلها الأصلي. لذلك، في أي شيء ينطوي على سمعة أو مكانة أو ما يمكن أن يمنحهم الظهور – عندما يسمع الناس أن بيت الله يخطط لرعاية أنواع مختلفة من المواهب، على سبيل المثال – يقفز قلب كل شخص تطلُعًا، ويرغب كل واحد منكم دائمًا أن يصنع اسمًا لنفسه ويتعرف عليه الآخرون. يريد الجميع الكفاح من أجل المكانة والسمعة؛ وهم يخجلون من هذا، لكنهم يشعرون بالسوء إذا لم يفعلوا ذلك. إنهم يشعرون بالغيرة والكراهية عندما يرون شخصًا بارزًا، ويصبحون مستائين، ويشعرون أن هذا غير عادل، ويفكرون، "لماذا لا يمكنني التميز؟ لماذا يحصل الآخرون دائمًا على المجد؟ لماذا لم يحن دوري بعد؟" وبعد ذلك، يشعرون بالاستياء، ويحاولون قمعه، لكنهم لا يستطيعون ذلك. فيصلون إلى الله ويشعرون بتحسن لفترة من الوقت، لكن عندما يواجهون هذا النوع من المواقف مرة أخرى، يظلون غير قادرين على التغلب عليه. ألا يكشف هذا عن قامة غير ناضجة؟ عندما ينغمر الناس في مثل هذه الحالات، أفلم يقعوا في فخ الشيطان؟ هذه هي قيود طبيعة الشيطان الفاسدة التي تأسر البشر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). لقد كشفت كلمة الله حالتي بدقةٍ. لقد كرهتُ حينما كان الآخرون أفضل مني أو تفوقوا عليَّ. وعندما قابلت مؤمنين جُددًا يمتلكون فهمًا جيدًا للأمور وذوي مقدرة جيدة، خشيت أن يتفوقوا عليَّ ويحِلّوا مَحلِّي، لذا لم أكن أرغب في سقايتهم كما ينبغي، أو تُنمِّيهم القائدة. وعندما كنتُ أعمل مع شماسة الإنجيل تحديدًا، ورأيت أن وعظها كان فعالًا، وأنها كانت تقدم اقتراحات جيدة دائمًا، وأن القائدة العليا كانت تذهب دومًا إليها لمناقشة العمل، حسدتُها، قارنت نفسي بها سرًّا، وأردتُ أن أجعل القائدة العليا تقدرني بالوعظ بالإنجيل. لم أفكر إلا في حالتي وتقدير الآخرين لي فقط. لم أكن أفي بمسؤولياتي كقائدة مطلقًا. شعرتُ بالخِزي الشديد. لقد كان يُفترض بي أن أروي المؤمنين الجُدُد بشكل لائق حتى يتمكَّنوا من إرساء أساس في الطريق الحق سريعًا، ولكنني لم أظهر أي مراعاة لمشيئة الله. لم أفكر إلا في سُمْعتي ومكانتي، ولم أروِ المؤمنين الجُدُد وأدعمهم بجدٍّ، وهو ما تسبب في عدم حضورهم الاجتماعات بانتظام. كنتُ أفعل الشرَّ! بدأت أتأمل الهدف الذي كنت أسعى إليه في واجبي. أكنتُ أفعل واجبي لأرضي الله أم من أجل مصالحي الخاصة؟ إنْ كنتُ أراعي عمل الكنيسة وأحاول إرضاء الله، فعندئذ كنت سأرغب في تدريب المزيد من الناس لتأدية واجباتهم. لكنني لم أفعل ذلك. وبدلاً من ذلك، حسدتُ الأشخاص الموهوبين وقمعتُهم، على أمل ألا تنتبه القائدة لهم. أدركتُ أنني كنت أؤدي واجبي تمامًا من أجل منصبي ومصالحي. كنتُ أنانية جدًّا!

لاحقًا، بعد أن عَلِمَتْ أخت بحالتي، أرسلت لي مقطعًا من كلمة الله: "يؤمن بعض الناس بالله لكنهم لا يطلبون الحقّ. فهم يعيشون دائمًا بالجسد، ويتشبَّثون دائمًا بالملذَّات الجسديَّة، ويُشبعون دائمًا رغباتهم الأنانيَّة. بصرف النظر عن عدد الأعوام التي آمن بها مثل هؤلاء الناس بالله، لن يدخلوا أبدًا إلى واقع الحقّ. وهذه علامةٌ على جلب الخزي لله. أنت تقول: "لم أفعل أيّ شيءٍ لمقاومة الله؛ فكيف سبَّبت الخزي لله؟ أفكارك وخواطرك كلها شريرة". في خواطرك وأفكارك، وفي النوايا والأهداف والدوافع وراء أفعالك، وفي عواقب ما تفعله – أي في كُلّ طريقةٍ ترضي بها الشيطان، تكون أضحوكته وتسمح له بأن يملك فيك شيئًا. أنت لم تحمل أيًّا من الشهادة التي يجب أن يحملها المسيحي. أنت تنتمي إلى الشيطان. أنت تُشوِّه اسم الله في كُلّ شيءٍ ولا تملك شهادةً حقيقيَّة. هل سيتذكَّر الله الأشياء التي عملتها؟ وفي النهاية، ما الاستنتاج الذي سوف يستخلصه الله بشأن أفعالك والواجب الذي أدَّيته؟ ألا ينبغي أن يُستخلص شيءٌ ما من ذلك، أي بيانٌ ما؟ يقول الرَّبّ يسوع في الكتاب المُقدَّس: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 22-23). لماذا قال الرَّب يسوع هذا؟ لماذا أصبح كثيرون جدًّا ممَّن وعظوا وأخرجوا الشياطين وصنعوا معجزات كثيرة باسم الرَّب أشرارًا؟ كان ذلك لأنهم لم يقبلوا الحقّ الذي عبَّر عنه الرَّب يسوع، ولم يحفظوا وصايا الرَّب يسوع، ولم يحبّوا الحقّ في قلوبهم. لم يريدوا سوى مبادلة عملهم ومعاناتهم وتضحياتهم من أجل الرَّب مقابل بركات ملكوت السماوات. هذا هو التعامل مع الله، وهو استغلال الله وخداعه؛ ولذلك مقتهم الرَّب يسوع وأبغضهم وأدانهم كأشرارٍ. واليوم، يقبل الناس دينونة كلام الله وتوبيخه، لكن البعض ما زالوا يسعون وراء السمعة والمكانة، ويريدون دائمًا التميُّز، ويريدون دائمًا أن يكونوا قادةً وعاملين ويكتسبوا السمعة والمكانة. وعلى الرغم من أنهم جميعًا يقولون إنهم يؤمنون بالله ويتبعون الله، ويتخلَّون عمَّا لديهم ويبذلون أنفسهم لله، فإنهم يؤدُّون واجباتهم لكسب الشهرة والمصالح والمكانة، ولديهم دائمًا مُخطَّطات شخصيَّة. إنهم ليسوا مطيعين أو مخلصين لله، بل يتصرَّفون بشكلٍ تعسفيّ دون التأمُّل في أنفسهم على الإطلاق، وبالتالي فقد أصبحوا أشرارًا. والله يمقت مثل هؤلاء الأشرار، والله لا يُخلِّصهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). قراءة هذا المقطع من كلمة الله أثرت فيَّ بشدة. الأشرار الذين يتحدث الله عنهم هم ليسوا غير مؤمنين. إنهم أناس يؤمنون بالله، ويتَّبعون الله، ويبذلون أنفسهم من أجل الله، ويمضون للوعظ بالإنجيل ويعملون في أماكن شتَّى، ويعانون بعض المشاق، لكنهم يؤدون واجباتهم من أجل هيبتهم ومكانتهم، لكي يحترمهم الآخرون، أو ليظفروا بمكافآت وإكليل. إنهم غير قادرين على أن يكونوا مخلصين لله، ولا يمكنهم ممارسة الحقِّ وطاعته، ولذا قال الرب يسوع: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 23). لقد فكرت كيف آمنتُ بالله لعامين، وتخلَّيت عن دراساتي لأداء واجبي في الكنيسة، وعانيت ودفعت ثمنًا، ولكن مَقصِدي لم يكن خالصًا لإرضاء الله أبدًا. أردتُ فقط أن أكون الأفضل في الكنيسة، وأن أجعل الإخوة والأخوات والقائدة يقدِّروني. ولهذا السبب عملتُ جاهدة لتمييز نفسي. كان كل شيء فعلته لإشباع رغباتي، وكنتُ أعيش بشخصية شيطانية فاسدة. لم يكن أي من الأشياء التي عملتها أعمالاً صالحة، بل كانت أفعالًا شريرة. لقد كنت أؤدي واجبي بهذا المقصد والدافع السيئ، والذي لا يمكن إلا أن يثير مقت الله وبغضه. ولو واصلتُ هكذا، لم يكن إلا أن يمقتني الله ويرفضني. عندما أدركتُ هذا، شعرتُ بالخوف. وأردت أن أتوب، وألا أغار من إخوتي وأخواتي بعد ذلك، فصلَّيتُ لله طالبة إرشاده.

لاحقًا، استجمعت شجاعتي للانفتاح على فسادي مع القائدة. وبدلاً من توبيخي، عقدت شركة معي حول اختباري الخاص لتساعدني. وأرسلت لي أيضًا مقطعًا من كلمات الله: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. ... إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد. يمكن لأولئك القادرين على ممارسة الحقّ أن يقبلوا تمحيص الله عند قيامهم بأعمال. عندما تقبل تمحيص الله، يكون قلبك منضبطًا على الوضع الصحيح. إذا كنت دائمًا تفعل الأشياء كي يراها الآخرون وحسب، وتريد دومًا أن تكسب ثناء الآخرين وإعجابهم، بَيْدَ أنك لا تقبل تمحيص الله، فهل لا يزال الله يسكن في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس لا يوقّرون الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في تقديرك لذاتك أو سُمعتك أو وضعك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل الكنيسة. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. إذا كانت مقدرتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو إن لم تكن تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. في كل ما تفعله، أنت لا تشبع رغباتك الأنانية أو تفضيلاتك الخاصة. وبدلاً من ذلك، تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل الكنيسة ومصالح بيت الله. وعلى الرغم من أنك قد لا تؤدي واجبك بمهارة، فقد تم إصلاح قلبك؛ إذا كنت ـ بالإضافة إلى ذلك ـ تستطيع البحث عن الحق لحل المشاكل في واجبك، فستؤدي واجبك بالمستوى المنشود وستكون قادرًا على الدخول في واقع الحق. ويُعد هذا أداءً للشهادة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). تذكر كلمة الله مبادئ الممارسة بوضوح شديد. عند العمل قائد كنيسة، فإن المرء يجب أن يضع عمل الكنيسة في المقام الأول. وحينما يتبنى السلوك الصحيح، فمن الأسهل بالنسبة له أن يؤدي واجبه جيدًا. كما فهمتُ أن امتلاك الإيمان بالله يعني مراعاة مشيئة الله في كل شيء، وقبول تمحيص الله، وعدم وضع ما يظنه الآخرون في الاعتبار. إن أردتُ إرضاء الله وأن أصبح قائدة كفؤًا، كان عليَّ أن أتخلَّى عن مكانتي وسمعتي ومصالحي. كان عليَّ أن أعثر على مؤمنين جُدُد موهوبين يستحقون التنمية، وأن أساعدهم على أداء واجباتهم والإعداد للأعمال الصالحة. كانت تلك هي الطريقة الوحيدة لي لأفِي بواجبي. فإنَّ الله عادل مع الجميع. وهو لا ينظر إلى مقدرتنا أو مكانتنا، بل ينظر فيما إذا كان بإمكاننا السعي وممارسة الحق. لو كنت قد أديتُ واجبي بحسب متطلبات الله ومبادئ الحقِّ، وراعيت دائمًا كيفية أداء عملي بطريقة تفيد عمل الكنيسة، فعندئذ حتى لو كان لديَّ مقدرة متواضعة ضعيفة؛ لظل الله يمنحني الاستنارة ويرشدني لأداء واجبي بشكل جيد. بعد أن فهمت مشيئة الله، صلَّيت لله لأتوب وأقول إنني كنتُ على استعداد لإهمال الجسد، وممارسة الحق، وأداء واجبي لأرضيه.

بعد ذلك، وحيث بدأ المزيد والمزيد من المؤمنين الجُدُد في قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، طلبت مني القائدة تدريب المزيد من طاقم السقاية. فشرعتُ في القلق مجددًا في أن يحلَّ المؤمنون الجُدُد الذين نمَّيتهم محلِّي، وألا تقدرني القائدة بعد ذلك. عندئذ أدركتُ أنه لا يجب أن أواصل التفكير في كبريائي ومكانتي، وأنه كان عليَّ مراعاة عمل الكنيسة. فصليتُ لله وتذكَّرتُ بعضًا من كلماته: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). بصفتي قائدة كنيسة، كانت مسؤوليتي هي تدريب المؤمنين الجُدُد لأداء واجباتهم، وكانت مسؤولية وفرضًا على كل مؤمن أن يؤدي واجبًا. كان يجب أن أُنمِّي الكثير من المؤمنين الجدد في أعمال السقاية. فقد كان الكثير والكثير من المؤمنين الجدد يبدأون في قبول الله القدير، وإنْ لم أُنَّم أي أحد لسقايتهم، فعندئذ لن تتم سقاية المؤمنين الجدد على الفور، ولعانى دخولهم إلى الحياة، ولتأثر عمل الكنيسة أيضًا. لذا، فقد اخترتُ أربعة من المؤمنين الجُدُد ممن أحاطوا فهمًا جيدًا للأمور، ودرَّبتهم ليصبحوا قادة مجموعات، وتركتهم يتناوبون على استضافة الاجتماعات. كما ذكَّرتهم كثيرًا وساعدتهم على سقاية المؤمنين الجُدُد الآخرين. وبالتعاون معهم على هذا النحو، لم يُروَ المؤمنون الجدد بسرعة فقط، وكان لديَّ أيضًا مُتَّسع من الوقت للتركيز على عمل الكنيسة عمومًا، وتحسَّنت فعالية العمل تدريجيًّا. كنتُ سعيدة جدًّا لرؤية المؤمنين الجُدُد وهم يحرزون تقدمًا ويبدأون شيئًا فشيئًا في أداء واجباتهم. شعرتُ بالارتياح، وربحتُ مزيدًا من الفهم لكلمات الله. ويشبه الأمر تمامًا ما تقوله كلمات الله: "إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). لقد ربحت هذا الفهم بفضل كلمات الله فقط، وأصبح لديَّ بعض الممارسة والدخول إلى واجبي. الشكر لله!

السابق: 87. الشريك ليس خَصْمًا

التالي: 89. تأملات "قائدة جيدة"

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

28. إزالة الضباب لرؤية النور

بقلم شن-شين – الصينأنا عامل عادي. في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013، رأى أحد زملاء العمل أنّنا كنّا، أنا وزوجتي، نتجادل دائمًا حول...

6. اسمعوا! من هذا الذي يتكلم؟

بقلم تشو لي – الصينبصفتي واعظة في الكنيسة، ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من الفقر الروحي ومن ألا يكون لديَّ شيء أُبشِّرُ به. كنت أشعرُ بالعجزِ...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب