93. لماذا أنا مغرور؟
إنني مسؤول حاليًا عن عمل الفيديو في الكنيسة. عندما بدأت، وبعد فترة من الممارسة، توصلت إلى فهم بعض المبادئ وأحرزت بعض التقدم بمهاراتي. وبعد وقت قصير، كنت أكتشف غالبًا مشكلات في عملنا، وفي مناقشات العمل غالبًا ما قبل الآخرون اقتراحاتي. بعد فترة، أصبحت متعجرفًا قليلًا. فوثقت بنفسي أكثر فأكثر، شاعرًا بأن لديَّ مقدرة نوعًا ما، وفهمًا واضحًا للمبادئ إلى حد ما، ومنظورًا شاملًا للمشكلات. ورغم أنني لم أكن قائد كنيسة ولم أكن مسؤولاً عن أي عمل رئيسي، فقد ظننت أن القدرة على إدارة مشروعات فريقنا لا بأس بها.
لقد لاحظت أن شريكي، الأخ جاستن، كان سلبيًّا بعض الشيء في أداء واجبه لفترة. كنت دائمًا أتولى زمام المبادرة في مناقشات العمل والتعلم الجماعي، وكنت أزدريه لعدم تحمله عبئًا. عند مناقشة العمل، كنت غالبًا ما أتجاهل اقتراحات جاستن وأرفض آراءه. قلت لنفسي: "إنني أعمل معك، ولكن ما زلنا ينتهي بنا الأمر إلى تبني أفكاري في معظم الوقت، لذا يمكنني أيضًا القيام بالأشياء بنفسي". بعد فترة، توليت مسؤوليات جاستن تمامًا. في مناقشات عملنا، عندما لم يتبن الآخرون اقتراحاتي، كنت أؤكد مرارًا وتكرارًا على أن وجهة نظري صحيحة، وأحيانًا كنت أقدم قواعد وتعاليم كدليل لأجعلهم ينصتوا لي. بعد هذا التصرف، كنت أصاب بالضيق قليلًا شاعرًا بأنني كنت أجبر الآخرين دائمًا على الاستماع لي. ألم يكن هذا إظهارًا لشخصية متغطرسة؟ كنت أحيانًا أحاول قبول اقتراحات الآخرين، ولكن في النهاية ستظل طريقة تفكيري تثبت صحتها، لذلك أصبحت أكثر غرورًا. حتى إن أدركت أحيانًا أنني كنت أظهِر شخصية متعجرفة، فإنني لم آخذ ذلك على محمل الجد؛ مفكرًا: "ربما أكون متعجرفًا قليلًا، لكنني لا أزال على حق! إن مقصدي فقط هو إنجاز عملنا بشكل جيد، ولذا فإن القليل من العجرفة لا ينبغي أن يمثل مشكلة كبيرة، أليس كذلك؟". خلال ذلك الوقت، لم أشعر بالراحة تجاه أي شيء فعله الآخرون. لقد شعرت أنهم لم يمتلكوا المهارة الكافية ولم يروا الصورة الكاملة في اعتباراتهم. إن لم تكن أفكارهم مثل أفكاري، فإنني كنت أنتقدها بشدة دون تروِ وأتعامل معها باستعلاء. ذات مرة، مرَّ مقطع فيديو أنتجته أخت بعدة مراحل من التحرير ولم يكن رائعًا رغم ذلك. بدلًا من سؤالها عن صعوباتها، بدأت فقط في توبيخها: "هل كنتِ منتبهة لهذا بأي شكل من الأشكال؟ ألا تنظرين فقط إلى ما يفعله الآخرون وتتعلمين منهم؟". في بعض الأحيان، عندما شارك الإخوة والأخوات فكرة لصنع مقطع فيديو، كنت أرفضها بسرعة قبل حتى أن أفهم ما كانوا يتحدثون عنه. ونتيجة لذلك، كان الإخوة والأخوات جميعًا يخشون العمل معي ولم يجرؤوا حتى على إرسال مقاطع الفيديو الخاصة بهم المنتهية إليَّ لمشاهدتها. وفي مرة أخرى، جمعت أخت مواد ونظمت جلسة دراسة جماعية. ألقيت عليها نظرة سريعة، ودون مناقشتها مع أي شخص آخر، استهنت تمامًا بالمواد التي وجدتها قائلًا إنها لم تكن تستحق الدراسة. في الواقع، حتى رغم أن المواد التعليمية التي وجدتها لم تكن مثالية، فإنها كانت ستظل مفيدة لبناء المهارات. ولاحقًا أوضحت أخت أن قيامي بالأشياء دون أي نقاش مع الآخرين أظهر شخصية متعجرفة لديَّ. في ذلك الوقت لم أكن أعرف نفسي على الإطلاق، معتقدًا أنني قد فشلت فقط في طلب المساهمة، وأن توجيه المزيد من الاهتمام لذلك في المستقبل سيكون كافيًا. إنني حتى قلت لنفسي: "إنني مَن يتعامل مع معظم المشكلات في عملنا. ولي القول الفصل في معظم الأمور، كبيرها وصغيرها، لذا فبدون إشرافي، ستعم الفوضى عمل فريقنا. وحتى رغم أنني أقترن تقنيًّا مع الآخرين، فإنني في الواقع أشبه مشرف الفريق. وربما كان الله قد رتب لي أن أكون موجودًا لأراقب عمل الفريق". جعلني ذلك التفكير أشعر باختلافي عن الآخرين، وأنني ممسك بزمام الأمور. بل إنه جعلني أكثر عجرفة. ذات مرة، حددت أنا وأختان موعدًا مع فريق آخر للمناقشة حول العمل، لكن طرأ شيء في اللحظة الأخيرة ولم أستطع الحضور، لذلك جعلتهما تذهبان بدوني. وللمفاجأة، أُصيبتا بالذعر بمجرد أن سمعتا أنني لم أستطع الذهاب، وقالتا إنهما لا تستطيعان تحمل تلك المسؤولية بمفردهما، ولذا فإنهما ستنتظران حتى يتاح لي الوقت.
بعد ذلك، قالت لي أخت: "إنك مَن يفصل في كل شيء للفريق الآن، كبيرًا كان أم صغيرًا. عندما يقع أي شخص في مشكلة، فإنه لا يسعى للحق، بل يعتمد عليك فقط. إنه يشعر بأنه لا يستطيع الاستغناء عنك. ألا تعتقد أنه يجب عليك بعض التأمل الذاتي؟ لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو!". لم أستطع السيطرة على مشاعري لفترة طويلة بعد سماعها تقول ذلك. وقلت لنفسي: "يشعر إخوتي وأخواتي بأنهم لا يستطيعون الاستغناء عني، ويجب أن يمر كل شيء من خلالي. أليس ذلك ممارسة للسيطرة على الفريق؟ هذا سلوك ضد المسيح! لكن مقاصدي في كل ما فعلته كانت لإنجاز العمل بشكل جيد فحسب. كيف يمكن أن يتحول الأمر بهذه الطريقة؟ كيف أستطيع فهم هذا بشكل أفضل؟". بالشعور بالارتباك والإحباط، شاركت حالتي مع الله، وطلبت استنارته وإرشاده. وعندئذ، أرسل لي الآخرون مقطعًا من كلمة الله يكشف شخصيات أضداد المسيح كان مناسبًا حقًّا لحالتي. يقول الله: "واحدة من أكثر العلامات شيوعًا على سيطرة أضداد المسيح على الناس هي أن يكون لهم القول الفصل ضمن نطاق سيطرتهم. إذا لم يكن ضد المسيح حاضرًا، فلا أحد يجرؤ على اتخاذ قرار. إذا لم يكن ضد المسيح حاضرًا؛ فكل شخص آخر يكون أشبه بطفلٍ دون أمه؛ ليس لديه أي فكرة عن كيفية الصلاة أو السعي، ولا كيفية مناقشة الأمور معًا، بل يكونون تمامًا مثل الدمى أو الموتى. ... دائمًا ما تكون أساليب ضد المسيح غير تقليدية ومدوّية عندما يفعل الأشياء. وبغض النظر عن مدى صحة اقتراح الآخرين، فسيرفضه دائمًا. وحتى لو كان اقتراح شخص آخر متوافقًا مع أفكاره، فإذا لم يقترحه ضدُّ المسيح أولًا، فسيرفض بالتأكيد قبوله أو تنفيذه. وعوضًا عن ذلك، سيبذل ضد المسيح قصارى جهده للتقليل من شأن الاقتراح وإنكاره وإدانته حتى يشعر الشخص الذي قدمه بأن فكرته خاطئة ويعترف بذلك. عندئذ فقط يتوقف ضد المسيح. يحب أضداد المسيح بناء أنفسهم والتقليل من شأن الآخرين حتى يعبدهم الآخرون ويضعوهم في قلب الأشياء. لا يسمح أضداد المسيح بالازدهار إلا لأنفسهم، وعلى الآخرين أن يكونوا بمثابة الخلفية التي تسمح لهم بالتميُّز. يعتقد أضداد المسيح أن كل ما يقولونه ويفعلونه صواب، بينما كل ما يقوله الآخرون ويفعلونه خطأ. وغالبًا ما يطرحون وجهات نظر جديدة لرفض آراء الآخرين وممارساتهم، فهم يتصيدون المشكلات ويوجدون المشكلات في آراء الآخرين، ويعطِّلون خطط الآخرين أو يرفضونها، بحيث يُجبر الجميع على الاستماع إليهم والتصرُّف بحسب أساليبهم. إنهم يستخدمون هذه الأساليب والوسائل لرفضك باستمرار ومهاجمتك، وجعلك تشعر أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية، لكي تصبح خاضعًا لهم على نحوٍ متزايد، وتتطلَّع إليهم، وتُعجَب بهم، حتى تصبح في النهاية تحت سيطرتهم تمامًا. هذه هي العملية التي من خلالها يُخضع أضداد المسيح الناس ويسيطرون عليهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس). بعد قراءة هذا، اطمأنت نفسي بما قاله الله. لقد كنت مسؤولاً عن عمل الفريق طوال ذلك الوقت، لكن الآخرين ظلوا غير قادرين على أداء واجباتهم بما يتماشى مع المبادئ، وبدلًا من ذلك سألوني عن كل ما فعلوه. بدوني، لم يجرؤوا على اتخاذ أي قرارات نهائية أو التواصل مع الفرق الأخرى. كنت أقيدهم جميعًا. ألم أكن أضرهم؟ ما الذي فعلته وقلته وأدى إلى هذه النتيجة؟ سواء كنا نناقش العمل أو نفحص الأفكار، إن اختلف منظور شخص عن منظوري، كنت أجد عددًا من الأسباب لانتقاده بشدة، ولا أقيم مطلقًا شركة عن الحق. لم أشهد لله أو أمجده أيضًا، بل جعلت الجميع يستمع إليَّ فقط. عندما اعتقدت أن شيئًا ما كان صحيحًا، صرت عدوانيًّا ومتسلطًا. كنت أزدري الآخرين كلما رأيت ثغرات في مهاراتهم، وكنت أتعطف عليهم في العلن وفي الخفاء. أردت أن أجبر الجميع على الاستماع لي، وإن لم يفعلوا ذلك، كنت أشدد على مهارتي وفهمي للمبادئ. بعد فترة من إنكار الآخرين والتقليل من شأنهم ورفع نفسي، شعر الإخوة والأخوات جميعًا بأنهم ليسوا جيدين، ولم يمتلكوا منظورًا كاملًا مثل منظوري، لذلك كانوا يسألونني عن كل شيء. بالتفكير في ذلك حقًّا، كانت الخطط التي اقترحوها جيدة غالبًا. وحتى إن لم تكن رائعة تمامًا، ظلَّ بوسعي أن أساعدهم على تحسينها. لكن بدلاً من ذلك تمسكت بالتأكيد على صواب رأيي ورفضت أفكار الآخرين، معتقدًا أنني فعلت ذلك من أجل عملنا. كنت متعجرفًا جدًّا وأفتقر للوعي الذاتي!
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله: "عندما تزداد طبيعة البشر وجوهرهم تعجرفًا، يمكنهم عصيان الله ومقاومته كثيرًا، ولا يعيرون كلامه أي اهتمام، ويكوِّنون مفاهيم حوله، ويفعلون أشياء تخونه، وأشياء تمجّدهم وتقدِّم الشهادة لهم. أنت تقول إنّك لست متعجرفًا، لكن فرضًا أنّك أُعطِيتَ كنيسة وسُمح لك بأن تقودها، فرضًا أنّني لم أتعامل معك، وأنّه لم ينتقدك أحدٌ من أسرة الله أو يساعدك: بعد قيادتها لبعض الوقت، ستقود الناس إلى الخضوع لك وتجبرهم على إطاعتك، حتى إلى حد الإعجاب بك وتوقيرك. ولماذا تفعل هذا؟ هذا تحدده طبيعتك، وهو ليس سوى إعلان طبيعي بالذات. ليس عليك أي حاجة لاكتشاف هذا من الآخرين، وليس عليهم أن يعلِّموك هذا. أنت لست بحاجة إلى أن يعطيك الآخرون تعليمات أو يجبروك لتفعل هذا. يأتيك هذا النوع من الأوضاع بشكل طبيعي: كل ما تفعله يتعلق بإجبار الناس على تمجيدك والثناء عليك وعبادتك والخضوع لك والإصغاء إليك في كل الأشياء. السماح لك بأن تكون قائدًا يتسبب في حدوث هذا الموقف بشكل طبيعي، ولا يمكن تغيير هذا. وكيف يحدث هذا الموقف؟ هذا تحدّده طبيعة الإنسان المتعجرفة. يظهر التكبّر في التمرد على الله ومقاومته. وعندما يكون الناس متكبرين ومعتدّين بأنفسهم ولديهم بر ذاتي، يعملون على تأسيس ممالكهم المستقلة الخاصة بهم ويقومون بالأمور بالكيفية التي يريدونها. إنهم يأتون بالآخرين بين أيديهم ويشدونهم إلى أحضانهم. إنما تثبت قدرة الناس على فعل مثل هذه الأمور المتعجرفة أن جوهر طبيعتهم المتكبرة هو جوهر الشيطان، جوهر رئيس الملائكة. وعندما يصل تكبرهم واعتدادهم بأنفسهم إلى درجة معينة، لا يعود لديهم مكان لله في قلوبهم، ويتم التخلي عن الله. ومن ثم يرغبون في أن يصبحوا هم الله، ويجعلون الناس يطيعونهم، ويصبحون هم رئيس الملائكة. إن كنت تملك مثل هذه الطبيعة الشيطانية المتعجرفة، فلن يكون لله مكان في قلبك. وحتى إن كنت تؤمن بالله فلن يعود الله يتعرف عليك، وسيعتبرك شريرًا، وسينبذك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الطبيعة المتغطرسة هي أصل مقاومة الإنسان لله). تعلمت من كلمة الله أن طبيعتي المتعجرفة كانت تمنعني من التنسيق مع الإخوة والأخوات. لقد أدركت أن هذه الطبيعة متعجرفة المستشعرة بالأهمية، جاءت بشكل طبيعي، لذا لم أكن بحاجة إلى فعل أو تعلم أي شيء محدد، وكان لا يزال بإمكاني جعل الجميع يستمعون إلي. وبالتفكير في الوقت الذي قضيته في أداء واجبي مع الإخوة والأخوات الآخرين، سواء كنا نقدم اقتراحات لمقاطع فيديو أو ننظم العمل، كنت أظن دائمًا أن لديَّ أفضل الأفكار. عندما لاحظت أن جاستن كان سلبيًّا في واجبه، لم أساعده من خلال شركة الحق. بل استهنت به في قلبي بسبب ضعف مقدرته وعدم تحمله عبئًا، وتوليت المسؤولية كاملةً عن كل شيء، وكأنني الوحيد القادر على إنجاز الأشياء، وليس أي شخص آخر. عندما رأيت مجالات تنقص فيها مهارات الآخرين، احتقرتهم لافتقارهم للمقدرة والفهم، كما لو كان فهمي هو الأكثر دقة، وأنني علمت المبادئ أفضل منهم. كنت دائما أستخف بالآخرين وأنزه نفسي عن أي نقص، مقدمًا لهم أفكاري وآرائي كما لو كانت هي الحقيقة. بعد فترة، شعر الآخرون بأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء بأنفسهم، لدرجة أنهم كانوا يأتوني لكل شيء، ومعتمدين عليَّ تمامًا. عندما لم أكن موجودًا، لم يجرؤوا على المضي قدمًا. قرأت في كلمات الله: "وعندما يصل تكبرهم واعتدادهم بأنفسهم إلى درجة معينة، لا يعود لديهم مكان لله في قلوبهم، ويتم التخلي عن الله. ومن ثم يرغبون في أن يصبحوا هم الله، ويجعلون الناس يطيعونهم، ويصبحون هم رئيس الملائكة". بمواجهة إعلان كلمات الله، شعرت بالخزي والذنب. أدركت أنني كان لديَّ مشكلة خطيرة جدًّا. وضعت نفسي في برج عاجي، معتقدًا دائمًا أن لديَّ مواهب ومقدرة، وأنني لم أكن شخصًا عاديًّا. اعتقدت بشكل طبيعي أنني كان لديَّ ما يؤهلني لأكون مسؤولاً، وأكون القائد، وأن الآخرين افتقروا إلى المقدرة، لذلك قدَّر الله أن أقودهم. التفكير في هواجسي وأفكاري أخافني وأزعجني. لم أستحِ إطلاقًا! كنا نعمل معًا لأداء واجباتنا، وكلنا نقبل قيادة الله ونخضع لمبادئ الحق، لكنني كنت أجعل الجميع يقبلون قيادتي ويخضعون لي. ألم أكن مخطئًا هنا؟ لقد أصبحت متعجرفًا جدًّا لدرجة أنني فقدت المنطق. يقول الله في "المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت": "يجب على الإنسان ألّا يعظم نفسه ولا أن يمجدها، بل ينبغي أن يعبد الله ويمجده" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله). في قلبي، شعرت دائمًا بأنني استقررت في مستوى أعلى من بقية أعضاء الفريق، رافعًا نفسي دائمًا فوق الإخوة والأخوات الآخرين. كنت أقف في المكان الخطأ - كنت أضع نفسي على برج عاجي. هذه الفكرة حذرتني وأخافتني حقًّا. تلوت صلاة على الفور: "إلهي، أنا شديد العجرفة والغرور. لقد أهنت شخصيتك دون أدنى دراية بذلك. أود أن أتوب، وآخذ المكان الذي ينبغي أن أشغله، وأقوم بواجبي جيدًا". جاء مشرفي للشركة معي لاحقًا. قال إن بعض الإخوة والأخوات ذكروا أنهم شعروا بالتقيد في العمل معي حقًّا. قالوا إنني كنت محتقرًا وازدريت الآخرين، ودائمًا ما انتقدت أفكار الآخرين بشدة، بل إن بعضهم قال: "لقد رأيت أشخاصًا متعجرفين من قبل، لكن لم أر شخصًا بهذه العجرفة أبدًا". تأثرت بشدة لدى سماعي هذه الكلمات. لم أتخيل أبدًا أن الإخوة والأخوات رأوني شخصًا كهذا، وأنني كنت أقيدهم وآذيتهم كثيرًا. ولبضعة أيام بعد ذلك، شعرت وكأن سكينًا انغرس في قلبي. عند مناقشة عملنا تحديدًا، عندما لم يجرؤ أحد على التحدث وساد جو من الفتور بوجه خاص، شعرت بمزيد من التأنيب. علمت أن هذا كان بسبب القيود التي وضعتها عليهم. وفي ظل ألمي وبؤسي مثلت أمام الله في الصلاة، طالبًا منه أن يرشدني ويقودني للتأمل الذاتي والدخول الصادق.
قرأت مقطعًا من كلمات الله في عباداتي منحني فهمًا أفضل لنفسي. تقول كلمات الله: "لا يعمل بعض القادة وفقًا للمبادئ أبدًا، لكنهم يفعلون ما يحلو لهم دون أية مراعاة للقواعد، وهم متعسفون ومتهورون. ويشير الإخوة والأخوات إلى ذلك قائلين: "إنك نادرًا ما تتشاور مع الآخرين قبل أن تتخذ إجراءً. ولا نعرف أحكامك وقراراتك إلا بعد أن تتخذها. لماذا لا تتشاور مع الآخرين؟ لماذا لا تخبرنا مسبقًا عندما تتخذ قرارًا؟ فحتى إن كان ما تفعله صحيحًا، وكانت مقدرتك أفضل من مقدرتنا، لا يزال يجب عليك إبلاغنا به أولًا. فعلى الأقل، يحق لنا معرفة ما يحدث. إنك تتصرف دائمًا كما يحلو لك – فتسير بذلك في طريق أضداد المسيح!" وكيف يكون رد القائد على ذلك؟ "إنني الآمر الناهي هنا. فأنا أقرر جميع الأمور، كبيرها وصغيرها. وأنا معتاد على ذلك. عندما يواجه أي شخص في عائلتي الكبيرة مشكلةً، فإنه يأتي إليَّ ويطلب مني معرفة ما يجب عمله. فهم جميعًا يعلمون أن لديَّ الكثير من الحلول للمشكلات. ولهذا السبب، فإنني دائمًا مَن يتخذ القرارات، وأنا المسؤول الأوحد عن شؤون منزلي. عندما أتيت إلى الكنيسة، اعتقدت أنه لم يعد ثمّةَ داعٍ للقلق، ولكن كما اتضح، تم اختياري لأكون قائدًا. لا أستطيع التخلي عن هذا، فقد وُلدت لهذا المصير. وقد منحني الله هذه المهارة. فقد وُلدت لاستكشاف الأشياء واتخاذ القرارات لأجل الناس". المعنى الضمني هنا هو أنه قُدر له عند ولادته أن يكون مسؤولًا، وأي شخص آخر هو مجرد بيدق ومن العوام – أي وُلد ليكون من العبيد. حتى عندما يرى الإخوة والأخوات مشكلة هذا القائد ويوضحونها له، فإنه لا يقبلها، ويرفض التعامل معه وتهذيبه، بل ويرفض ويقاوم إلى أن يُلِّح الإخوة والأخوات بالمطالبة بعزله. ويكون لسان حاله طوال الوقت: "بمقدرة كالتي أتمتع بها، قُدر لي أن أكون مسؤولًا أينما ذهبت. وبمقدرة مثل مقدرتكم، ستظلون عبيدًا وخادمات أينما ذهبتم. فمصيركم هو تلقي الأوامر دائمًا". ما نوع الشخصية التي يكشف عنها بقوله مثل هذا الكلام دائمًا؟ من الواضح أنها شخصية فاسدة، لكنه يشاركها بلا خجل مع الآخرين بصفتها موطن قوّته وجدارته، ويتفاخر بها. عندما يكشف المرء عن شخصية فاسدة، يجب أن يتأمل نفسه. إنه بحاجة إلى معرفتها والتوبة منها والتخلي عنها؛ يجب عليه طلب الحق إلى أن يتصرف وفقًا للمبادئ. لكن هذا القائد لا يمارس بهذه الطريقة، بل يظل عنيدًا ومصرًّا على آرائه. ومن خلال هذه السلوكيات، يمكن ملاحظة أنه لا يقبل الحق مطلقًا، وأنه لا يسعى إلى الحق على الإطلاق. إنه لا يستمع إلى أي شخص يكشفه ويتعامل معه، بل يظل متعللًا بالمبررات: "حسنًا، هذه هي طبيعتي! إنها تُسمَّى الكفاءة والمقدرة – فهل يملكهما أي منكم؟ لقد قُدر لي منذ الولادة أن أكون مسؤولًا، وأنا قائد حيثما ذهبت. فأنا معتاد على أن يطيع الآخرون ما أقوله، وأن أكتشف بنفسي كيفية التعامل مع الأمور. فأنا لا أتشاور مع الآخرين. هذه هي سِمَتي وجاذبية شخصيتي". أليست هذه وقاحة مفرطة؟ فبعدم اعترافه بأن لديه شخصية فاسدة، من الواضح أنه لا يعترف بكلام الله الذي يدين الإنسان ويكشفه. بل على العكس من ذلك، يرى أن هرطقته ومغالطاته هي الحق، ويطلب من الجميع قبولها والإعجاب بها. إنه يؤمن في قرارة قلبه بأنه ينبغي ألّا يسود الحق في بيت الله – بل أن يسود هو. فما يقوله يجب أن يُنفَذ. أليست هذه وقاحة صفيقة؟" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (1)). شعرت بالحرج أمام إعلان كلمة الله. ألم تكن هذه طريقة تصرفي تمامًا؟ لقد كان لديَّ بعض المهارات وبدا أن لدي بعضًا من الذكاء والمقدرة، لذا اعتقدت أنه يجب أن يكون لي القول الفصل. من منظوري، لم يكن بوسع الإخوة والأخوات الآخرين عمل أي شيء بصورة جيدة، بل إنني حتى لم آخذ الأمر على محمل الجد عندما أوضح أحدهم مشكلاتي. اعتقدت أنني كنت متعجرفًا لأنني امتلكت المقدرة وكانت اقتراحاتي صائبة فحسب. لم أعرف نفسي على الإطلاق. في الواقع، كانت هناك أوقات كثيرة عندما لم أر المشكلة بدقة أو أفكر في الصورة الكاملة، مثل عندما رفضت المواد التعليمية التي جمعتها أختي لأنها عديمة الفائدة، بينما وجد الآخرون أن لها قيمة مرجعية، وقدموا بعض الاقتراحات الجيدة. وحتى رغم أنني كانت لديَّ الفكرة الصائبة في بعض الأشياء، ما كان يجب أن أجبر الآخرين على قبولها بدافع الغطرسة. كان ينبغي عليَّ الشركة حول المبادئ، وعن فهمي الشخصي وآرائي. عندئذ، إن شعر الجميع بأن ما قلته مناسب، فسيقبلونه بشكل طبيعي. بدلًا من ذلك، كنت متعجرفًا ومزهوًّا بنفسي، ولم أرَ مواطن قوة الآخرين، ولم أتأمل في ذاتي. كنت أقوم غالبًا بحسابات داخلية بشأن الأشياء التي اتخذت القرارات الصحيحة بشأنها، وأي مشكلات اكتشفتها وحللتها في عملنا. كلما حسبت هذه الإنجازات، شعرت بأنني أفضل من الآخرين. اشتدت غطرستي وصرت أزدري الآخرين أكثر فأكثر. حتى أنني اعتقدت أنني خُلقت لأداء دور المشرف؛ لذلك كنت مغرورًا، وأردت أن يكون لي القول الفصل في كل شيء. كنت متعجرفًا جدًّا وغير عقلاني ولم أغير شخصيتي الشيطانية بتاتًا. لم أستطع حتى الانسجام مع الآخرين بشكل طبيعي. ما الذي كان لديَّ لأتعجرف بشأنه؟ كان الشعور بالرضا عن نفسي هكذا أمرًا بائسًا! بتذكر كل هذا، رأيت كم كنت عدوانيًّا ومتعجرفًا واعتراني الندم.
ثمة مقطع آخر من كلمات الله قرأته لاحقًا. "هل تقولون الآن أنه من الصعب أداء واجب المرء بشكل مناسب؟ في الواقع، ذلك ليس صعبًا؛ إذ ما على الناس سوى أن يكونوا قادرين على اتخاذ موقف متواضع، وأن يتحلوا ببعض العقلانية، ويتبنوا موقفًا مناسبًا. مهما كنت متعلمًا، وبغض النظر عن الجوائز التي فزت بها، أو مقدار ما حققته، وبغض النظر عن مدى سمو مكانتك ومنزلتك، يجب أن تبدأ بالتخلي عن كل هذه الأشياء، وتنزل من برجك العاجي. في بيت الله، مهما كانت هذه الأشياء رائعة ومجيدة، لا يمكن أن تعلو على الحق؛ لأن هذه الأمور السطحية ليست الحق ولا يمكن أن تحل محله. لا بد أن تتحلى بفهم جلي لتلك القضية. إذا قلت: "أنا موهوب جدًّا، وحادُّ الذكاء للغاية، وردود أفعالي سريعة، وأنا سريع التعلُّم، وأتمتع بذاكرة جيدة للغاية، لذلك أنا مؤهل لاتخاذ القرار النهائي"، إذا كنت تستخدم دائمًا هذه الأشياء كرأس مال، ورأيتها ثمينة وإيجابية، فهذه مشكلة. إذا كان قلبك مشغولًا بهذه الأشياء، وإذا كانت قد ترسخت في قلبك، فسيكون من الصعب عليك قبول الحق؛ والتفكير في عواقب ذلك مُحزن. وبالتالي، يجب عليك أولًا أن تطرح عنك وتنكر تلك الأشياء التي تحبها، والتي تبدو لطيفة، والتي هي ثمينة بالنسبة لك. تلك الأشياء ليست الحق، بل بدلًا من ذلك، هي أشياء يمكنها منعك من دخول الحق. الأمر الأكثر إلحاحًا الآن هو أنه ينبغي عليك طلب الحق في أداء واجبك، والممارسة وفقًا للحق، بحيث يصبح أداء واجبك مناسبًا؛ لأن الأداء المناسب للواجب هو مجرد الخطوة الأولى على طريق الدخول إلى الحياة. ما معنى "الخطوة الأولى" هنا؟ إنها تعني بداية رحلة. ففي جميع الأشياء، يوجد شيء تبدأ به الرحلة، وهو الشيء الأكثر أساسية والأكثر جوهرية، والتوصل إلى الأداء المناسب للواجب هو طريق الدخول إلى الحياة. إن كان أداؤك للواجب يبدو مناسبًا فقط من حيث كيفية عمله، ولكنه لا يتوافق مع مبادئ الحق، فأنت لا تؤدي واجبك على النحو المناسب. كيف يجب إذًا أن يعمل المرء على هذا؟ ينبغي على المرء أن يعمل على مبادئ الحق وأن يطلبها؛ فالتجهز بمبادئ الحق هو المهم. إذا كنت تكتفي بتحسين سلوكك ومزاجك، ولكنك غير مُجهز بمبادئ الحق، فهذا عديم الفائدة. قد تتمتع بقدر من الموهبة أو التخصص. هذا شيء جيد، ولكنك لا تستخدمه بشكل صحيح إلا من خلال استخدامه في أداء واجبك. فأداء واجبك جيدًا لا يتطلب تحسينًا في إنسانيتك أو شخصيتك، ولا أن تتخلى عن ملَكَتك أو موهبتك. ليس ذلك هو المطلوب. المهم هو أن تفهم الحق وتتعلم الخضوع لله. من شبه المحتم أن تفيض شخصيتك الفاسدة أثناء أداء واجبك. ماذا يجب أن تفعل في مثل هذه الأوقات؟ ينبغي أن تطلب الحق لحل المشكلة وأن تتوصل إلى التصرف وفقًا لمبادئ الحق. افعل هذا؛ فأداء واجبك جيدًا لن يسبب أي مشكلات. أيًا كان مجال موهبتك أو تخصصك، أو المجال الذي قد يكون لديك فيه بعض المعرفة المهنية، يمكنك الاستعانة بذلك الشيء الذي تعلمته في أداء الواجب الذي لديك. فاستخدام المواهب أو التخصصات أو المعرفة المهنية في أداء الواجب هو الأنسب، ولكن ينبغي أيضًا أن تكون مُجهزًا بالحق وقادرًا على التصرف وفقًا للمبادئ. فحينها فقط يمكنك أداء واجبك جيدًا. هذا هو النهج المزدوج الذي تحدثنا عنه سابقًا: ركنه الأول هو وجود الضمير والعقل، والآخر هو أنه ينبغي عليك طلب الحق لحل شخصيتك الفاسدة. يدخل المرء إلى الحياة من خلال أداء واجبه بهذه الطريقة، ويتمكن من أداء واجبه على النحو المناسب" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟). بتأمل كلمات الله، تعلمت أن الله لا يقيِّم ما إذا كان الشخص يقوم بواجبه كما ينبغي وفقًا لمقدار ما فعله، أو لما إذا كان قد فعله بشكل صحيح، ولكن بدلًا من ذلك يقيمه وفقًا للمسار الذي يسلكه في واجبه، وما إذا كان يسعى للحق ويمارسه. كما تعلمت أنه لأتخلص من الشخصية المتعجرفة وأقوم بواجبي كما ينبغي، كان عليَّ أولاً أن أنحي جانبًا تلك المواهب ونقاط القوة التي افتخرت بها، وأمثل أمام الله للسعي للحق. إن واصلت الاتكال على مقدرتي ومواهبي لفعل الأشياء دون السعي للحق أو اتباع المبادئ، فلن يرضى الله مهما فعلت. آنفًا، كنت أزدري الآخرين لافتقارهم للمهارات والمقدرة. كنت عندما أراهم يرتكبون أي خطأ بسيط أو يفعلون شيئًا بشكل غير كامل، تتملكني الاستهانة بهم واحتقارهم، سرًّا وعلانية. ولكن عندما عادت مقاطع الفيديو التي أنتجتها لإجراء مراجعات متعددة وقدم لي الآخرون اقتراحات، لم يزدريني أحد، لكنهم بدلًا من ذلك أخبروني بصبر بما يحتاج إلى تحسين. أيضًا، نادرًا ما قبلت اقتراحات الأشخاص الذين شاركتهم، وعلى الرغم من أن بعض الإخوة والأخوات لم يمتلكوا مواهب أو مقدرة عظيمة، فقد سعوا للمبادئ في واجبهم، واستمعوا بتواضع لاقتراحات الآخرين، واستطاعوا التعاون بانسجام. برؤية سلوكي في مقابل سلوكياتهم، شعرت بالحرج الشديد. رأيت كم كنت أفتقر في دخولي إلى الحق. عندما وقع خلاف في واجبي بعد ذلك بيني وبين الآخرين، مارست تنحية نفسي جانبًا، وحاولت بدلًا من ذلك السعي للحق والمبادئ، معتبرًا ذلك فرصة لممارسة الحق.
لاحقًا، كنت أناقش إنتاج مقطع فيديو مع أختين، واختلفت أفكارنا. أعتقدت أن لديَّ أفضل فكرة وكنت أفكر فيما يمكنني قوله لإثبات صحة رأيي، وكيفية إقناعهما. أدركت فجأة أنني كنت أظهر شخصية متعجرفة مرة أخرى، راغبًا في استخدام رأيي الخاص لإنكار أفكار الآخرين. تلوت صلاة سريعًا، سائلًا الله أن يرشدني في تنحية نفسي جانبًا والإنصات لاقتراحات الآخرين. تأملت كلمة الله: "من بين جميع أولئك الذين في الكنيسة ويفهمون الحق أو لديهم القدرة على فهمه، قد ينال أيٌّ منهم استنارة الروح القدس وإرشاده. يجب أن يتمسك المرء باستنارة الروح القدس وإضاءته، وأن يتبعه مباشرةً، ويتعاون معه عن كثب. عندما تعمل هذا، سوف يكون المسار الذي تسلكه صحيحًا؛ إنه المسار الذي يوجهه الروح القدس. انتبه بشكل خاص لكيفية عمل الروح القدس في أولئك الذين يعمل فيهم وإرشاده لهم. يجب عليك أن تشارك الآخرين في كثير من الأحيان، حيث تُقدِّم الاقتراحات وتُعبِّر عن آرائك الخاصة – فهذا واجبك وخيارك. ولكن في النهاية، عندما يلزم اتخاذ قرار؛ إن كنت أنت وحدك من يصدر الحكم النهائي؛ بحيث تجعل الجميع يفعلون مثل ما تقوله ويكونون وفق إرادتك، فأنت بذلك تنتهك المبادئ. يجب عليك اتخاذ القرار الصحيح بناءً على ما تريده الأغلبية، ثم اتخاذ القرار النهائي. وإذا كان اقتراح الأغلبية لا يتوافق مع مبادئ الحق، فيجب عليك المثابرة على الحق. هذا هو ما يوافق مبادئ الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). رأيت من كلمات الله أن تقديم الأفكار وصنع الفيديوهات هو واجبي، لكن تحديد الخطة الأفضل لا يعود إلى شخص معين. على الإخوة والأخوات أن يناقشوا ذلك ويقرروه معًا، وعندئذ ينفذوا أفضل اقتراح. شعرت بالسلام حقًّا بمجرد أن وضعت ذلك الإدراك موضع التنفيذ. بمجرد أن تم إنتاج هذا الفيديو، حتى رغم أن الآخرين انتهوا للأخذ بنسختي، فإنني لم أستهن بالأختين بسبب ذلك. شعرت بأنه من خلال هذه العملية، مارست أخيرًا الحق دون أن أعيش بشخصيتي المتغطرسة. لقد اختبرت الحقيقة بأن الله لا يرتب المواقف بالنظر إلى ما هو صواب أو خطأ فقط، ولكن الأهم هو معرفة الشخصية التي يعيش بها الناس. إن كان هناك شخص على حق لكنه يظهر شخصية متعجرفة، فإن الله يمقت ذلك.
بعدئذ، عندما حاولت بجدية أخذ أفكار الآخرين في الاعتبار، أدركت أن اقتراحات إخوتي وأخواتي كان بها فعلًا الكثير من الجوانب التي يمكن الاستفادة منها؛ حيث إنهم ببساطة نظروا للأشياء من منظور مختلف عما فعلت. قبل ذلك، كنت أعتقد دائمًا أن الآخرين لا ينظرون إلى الصورة الكاملة لأنني لم أنظر إلى الأشياء سوى من وجهة نظري الخاصة ولم أصغِ حقًّا إلى أفكار الآخرين. عندئذ، أدركت أن كل شخص لديه مواطن قوة، وأن ثمة أشياء يمكنني أن أتعلمها منهم. إنني لا أريد أن أستمر في الإيمان بنفسي بعجرفة. بالأحرى، إنني على استعداد للعمل جيدًا مع إخوتي وأخواتي، والسعي للحق، والاستماع لاقتراحاتهم بشكل أكبر، والتعاون في واجبنا لفعله بشكل جيد.