21. كيفية التغلب على إغواء الشيطان
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
يتمثل الهدف من بناء الملكوت مباشرة في العالم الروحي. أي إن حالة معركة العالم الروحي تكون واضحة بشكل مباشر بين كل أبناء شعبي، وهذا يكفي لِيُثبت أن كل إنسانٍ في حالة حرب دائمة ليس في داخل الكنيسة فحسب، بل هو كذلك وأكثر في عصر الملكوت، وأنه على الرغم من وجود البشر في الأجساد المادية، فإن العالم الروحي ينكشف مباشرة، وينخرطون في حياة العالم الروحي. وهكذا، عندما تغدون مخلصين، عليكم أن تستعدوا بشكل صحيح للجزء التالي من عملي. عليك تسليم قلبك كله؛ فعندها فقط يمكنك أن ترضي قلبي. لا يهمني ما حدث سابقًا في الكنيسة؛ فنحن اليوم في الملكوت. في خطتي، لقد حاول الشيطان دائمًا ملاحقة كل خطوة، وبصفته شخصية الضد لحكمتي، كان يحاول دائمًا إيجاد طرق ووسائل لتعطيل خطتي الأصلية. لكن هل يمكنني الخضوع لمخططاته الخادعة؟ فكل ما في السماء وما على الأرض يخدمني، فهل يمكن أن تختلف مخططات الشيطان الخادعة عن ذلك بأية حال؟ هنا بالضبط يأتي دور حكمتي، وهو بالتحديد الأمر العجيب في أفعالي، وهو كذلك المبدأ الذي يتم من خلاله تنفيذ خطة تدبيري بالكامل. وأثناء عهد بناء الملكوت، ما زلت لا أتفادى مخططات الشيطان الخادعة، لكنني أستمر في القيام بالعمل الذي يجب أن أقوم به. وقد اخترت – من الكون وكل الأشياء – أفعال الشيطان كشخصيات ضدٍ لي. أليس هذا مظهرًا من مظاهر حكمتي؟ أليس هذا بالتحديد ما هو عجيب في عملي؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الثامن
كلّ ما يفعله الله ضروريّ وينطوي على أهميّة استثنائيّة، لأن كلّ ما يفعله في الإنسان يتعلّق بتدبيره وخلاصه للبشريّة. وبطبيعة الحال، فإن العمل الذي أتمّه الله في أيُّوب لا يختلف عن ذلك مع أن أيُّوب كان كاملًا ومستقيمًا في نظر الله. وهذا يعني أنه بغضّ النظر عمّا يفعله الله أو الوسيلة التي يفعل بها ما يفعله، وبغضّ النظر عن الكلفة، ومهما يكن هدفه، فإن الغرض من أفعاله لا يتغيّر. إن هدفه هو أن يُشغِل الإنسان بكلام الله وكذلك بمتطلّبات الله وإرادته؛ أي أن يُشغِل الإنسان بكلّ ما يؤمن الله بأنه إيجابيٌّ وفقًا لخطواته، ممّا يُمكّن الإنسان من فهم قلب الله وإدراك جوهر الله ويسمح للإنسان بالخضوع لسيادة الله وترتيباته، وبذلك يسمح للإنسان ببلوغ اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ – وهذا كله جانبٌ واحد من غرض الله في كلّ ما يفعله. الجانب الآخر هو أن الإنسان يُسلَّم غالبًا إلى الشيطان لأن الشيطان هو شخصية الضد وأداة الخدمة في عمل الله. هذه هي الطريقة التي يستخدمها الله للسماح للناس بأن يروا في غوايات الشيطان وهجماته شرّ الشيطان وقبحه وحقارته، مما يجعل الناس يكرهون الشيطان ويُمكّنهم من معرفة ما هو سلبيٌّ وإدراكه. تسمح لهم هذه العمليّة بتحرير أنفسهم تدريجيًّا من سيطرة الشيطان واتّهاماته وإزعاجاته وهجماته، إلى أن ينتصروا على هجمات الشيطان واتهاماته بفضل كلام الله، ومعرفتهم بالله وخضوعهم لله، وإيمانهم به واتّقائهم لله؛ وعندها فقط يكونون قد نجوا تمامًا من نفوذ الشيطان. تعني نجاة الناس أن الشيطان قد انهزم، وتعني أنهم لم يعودوا لقمةً سائغة في فم الشيطان، وأن الشيطان قد تركهم بدلًا من أن يبتلعهم. وهذا يرجع إلى أن هؤلاء الناس مستقيمون، وأناس لديهم إيمانٍ وخضوع واتّقاء لله ولأنهم دائمًا ما يتصارعون مع الشيطان. إنهم يجلبون العار على الشيطان، ويجعلونه جبانًا، ويهزمونه هزيمةً نكراء. إن إيمانهم باتّباع الله والخضوع له واتّقائه يهزم الشيطان ويجعله يستسلم لهم تمامًا. الله لا يربح سوى هذه النوعيّة من الناس، وهذا هو الهدف النهائيّ لله من خلاص الإنسان. إذا أراد جميع من يتبعون الله أن يخلصوا وأن يربحهم الله بالكامل، فإنه يتعيّن عليهم أن يواجهوا إغواء الشيطان وهجماته سواء كانت كبيرة أو صغيرة. أولئك الذين يخرجون من هذا الإغواء وهذه الهجمات ويتمكّنون من هزيمة الشيطان بالكامل هم من ينالون الخلاص من الله. وهذا يعني أن أولئك الذين يُخلّصهم الله هم الذين خضعوا لتجارب الله وتعرّضوا لإغواء الشيطان وهجومه عددًا لا يُحصى من المرات. والذين خلّصهم الله يفهمون إرادة الله ومتطلّباته، ويمكنهم الخضوع لسيادة الله وترتيباته، ولا يتخلّون عن طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ وسط إغواء الشيطان. أولئك الذين يُخلّصهم الله يملكون الصدق ويتّسمون بطيبة القلب، ويُميّزون بين المحبّة والكراهية، ولديهم حسٌّ بالعدالة وعقلانيّون، ويمكنهم مراعاة الله وتقدير كلّ ما يخصّ الله. هؤلاء الأشخاص لا يُقيّدهم الشيطان أو يتجسّس عليهم أو يشتكي عليهم أو يؤذيهم، ولكنهم أحرارٌ تمامًا إذ قد تحرّروا بالكامل وأُطلق سراحهم. كان أيُّوب رجلًا حرًّا، وهذا يُمثّل بالضبط مغزى تسليم الله إياه إلى الشيطان.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
عندما لا يكون الناس قد نالوا الخلاص بعد، غالبًا ما يزعج الشيطان حياتهم، بل إنه حتى يسيطر عليها. وبعبارة أخرى، الأشخاص الذين لم يُخلَّصوا بعد هم سجناء الشيطان، ولا يملكون الحريّة، ولم يتخلَ عنهم الشيطان، وهم غير مؤهلين أو مستحقّين لأن يعبدوا الله، والشيطان يلاحقهم عن كثبٍ ويهاجمهم بشراسةٍ. لا يشعر مثل هؤلاء الناس بسعادة تُذكر، وليس لديهم حقّ يُذكَر في أن يكون لديهم وجود طبيعيّ، وإضافة إلى ذلك ليست لديهم كرامة تُذكر. إذا نهضت وخضت معركة مع الشيطان، مستخدمًا إيمانك بالله وخضوعك له واتّقاءك إياه باعتبارها الأسلحة التي تخوض بها معركة حياة أو موت مع الشيطان، بحيث تهزم الشيطان هزيمةً نكراء وتجعله يهرب مذعورًا ويصبح جبانًا كلّما رآك، فحينها فقط سيتخلى تمامًا عن هجماته عليك واتّهاماته ضدّك، وحينئذٍ سوف تُخلَّص وتصبح حرًّا. إذا كنت عازمًا فحسب على الانفصال التام عن الشيطان، لكنك لم تكن مُجهّزًا بالأسلحة الفعالة لهزيمة الشيطان، فسوف تظلّ في خطرٍ. ومع مرور الوقت، عندما يكون الشيطان قد عذبك عذابًا شديدًا حتى إنه لم يعد يبقى فيك شيءٌ من القوّة، لكنك لا تزال غير قادر على تقديم الشهادة، ولم تُحرّر نفسك تمامًا من اتّهامات الشيطان وهجماته عليك، فسوف يكون رجاؤك في الخلاص ضئيلًا. وفي النهاية – أي عند الإعلان عن اختتام عمل الله – إذا كنت لا تزال في قبضة الشيطان غير قادرٍ على تحرير نفسك، فلن يكون لديك أبدًا أي فرصة أو رجاء. وهذا يعني إذن أن مثل هؤلاء الناس سوف يكونون في أسر الشيطان كليًا.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
عندما خضع أيُّوب لتجاربه في المروة الأولى، جُرِّد من جميع ممتلكاته وجميع أولاده، لكنه لم يسقط ولم يتفوّه بأي شيء يسيء إلى الله نتيجةً لذلك. لقد تغلّب على إغواءات الشيطان، وتغلب على ممتلكاته الماديّة وذريته، وتغلّب على تجربة فقدان جميع أشيائه الخارجية، أي إنه تمكّن من الخضوع إلى أنَّ الله أخذ الأشياء منه واستطاع أن يقدم لله الشكر والثناء بسبب ما فعله الله. كان هذا هو سلوك أيُّوب في أثناء الإغواء الأول من الشيطان، وكان أيضًا شهادة أيُّوب خلال التجربة الأولى من الله. في التجربة الثانية، مدّ الشيطان يده لابتلاء أيُّوب، ومع أن أيُّوب اختبر ألمًا أشدّ مما شعر به من قبل قط، فإن شهادته كانت كافية لأن تترك الناس في حالة ذهولٍ. لقد استخدم ثباته وإيمانه وخضوعه لله، وكذلك اتّقاءه الله، لهزيمة الشيطان مرةً أخرى، ومجددًا استحسن الله سلوكه وشهادته وقبلهما. خلال هذا الإغواء، استخدم أيُّوب سلوكه الفعليّ ليعلن للشيطان بأن ألم الجسد لا يستطيع أن يُغيّر إيمانه وخضوعه لله، أو أن ينزع ارتباطه بالله وقلبه المتقي لله. إنه لن يتبرأ من الله أو يتخلّى عن كماله واستقامته لأنه واجه الموت. عزيمة أيُّوب الصامدة جعلت الشيطان جبانًا، وإيمانه جعل الشيطان رعديدًا ومرتعبًا، كما أن الشدة التي قاتل بها في معركة الحياة والموت ضد الشيطان، ولّدت في الشيطان كراهية واستياءً عميقين؛ كماله واستقامته لم يتركا للشيطان أيّ شيءٍ آخر يمكن أن يفعله معه، حتى إنَّ الشيطان نبذ هجماته عليه وتخلى عن اتّهاماته التي رفعها ضدّ أيوب أمام الله يهوه. كان هذا يعني أن أيُّوب تغلّب على العالم، وتغلّب على الجسد، وتغلّب على الشيطان، وتغلّب على الموت. لقد كان واحدًا من رجال الله بكل معنى الكلمة. خلال هاتين التجربتين، ثبت أيُّوب في شهادته وعاش في الواقع بحسب كماله واستقامته، ووسّع نطاق مبادئ عيشه لاتّقاء الله والحيدان عن الشرّ. بعد أن خضع أيُّوب لهاتين التجربتين، تولّدت فيه تجربةٌ أكثر ثراءً، وجعلته هذه التجربة أكثر نضجًا وحنكة وأشدّ قوّة وأكثر إيمانًا وثقةً في برّ الاستقامة التي تمسّك بها واستحقاقها. منحت تجارب يهوه الله أيُّوب فهمًا عميقًا وشعورًا باهتمام الله بالإنسان، وسمحت له بإدراك عظمة محبّة الله، ومنها أُضيف تقديره لله ومحبّته له إلى خشيته منه. لم تتسبب تجارب يهوه الله في عدم إبعاد أيُّوب عنه فحسب، ولكنها جعلت قلبه أقرب إلى الله. عندما بلغ الألم الجسديّ الذي تحمّله أيُّوب ذروته، فإن القلق الذي شعر به من يهوه الله لم يترك له أيّ خيارٍ سوى أن يلعن يوم ولادته. لم يكن هذا السلوك مُخطّطًا له منذ فترةٍ طويلة، ولكنه إعلانٌ طبيعيّ عن احترامه لله ومحبّته له من داخل قلبه، كان إعلانًا طبيعيًّا نتج عن احترامه لله ومحبّته له. وبعبارة أخرى، لأن أيُّوب لفظ نفسه، ولم يكن راغبًا في مضايقة الله، ولم يكن قادراً على ذلك، فإن احترامه ومحبّته وصلا إلى نقطة إنكار الذات. في هذا الوقت، سما أيُّوب بتعبّده طويل الأمد لله وحنينه إليه وتكريسه له إلى مستوى الاحترام والمحّبة. وفي الوقت نفسه، سما أيضًا بإيمانه وخضوعه لله واتّقائه إياه إلى مستوى الاحترام والمحبّة. لم يسمح لنفسه بفعل أيّ شيءٍ من شأنه أن يضرّ الله، ولم يسمح لنفسه بأيّ تصرّفٍ من شأنه أن يؤلم الله، ولم يسمح لنفسه بأن يجلب أيّ حزنٍ أو أسف أو حتّى تعاسة على الله لأسبابه الخاصة. في نظر الله، مع أن أيُّوب ظل هو أيوب نفسه كما كان سابقًا، إلا أن إيمانه بالله وخضوعه له واتّقاءه إياه جلبت الرضا والسرور الكاملين لقلب الله. كان أيُّوب في هذا الوقت قد بلغ الكمال الذي توقّعه الله إذ أصبح شخصًا يستحقّ حقًّا أن يُدعى "كاملًا ومستقيمًا" في نظر الله. أتاحت له أعماله البارة التغلّب على الشيطان والتمسك بشهادته لله. وكذلك، أيضًا، جعلته أعماله البارة كاملًا، وسمحت بأن ترتفع قيمة حياته وتسمو، كما جعلته أيضًا أول شخصٍ لا يعود يتعرّض لهجوم الشيطان وإغوائه؛ لأن أيُّوب كان مستقيمًا، اتّهمه الشيطان وأغواه. ولأن أيُّوب كان بارًا، سُلِّم إلى الشيطان؛ ولأن أيُّوب كان بارًا، تغلّب على الشيطان وهزمه وتمسك بشهادته. منذ ذلك الوقت فصاعدًا، أصبح أيُّوب أول إنسان لن يُسلّم إلى الشيطان مرةً أخرى أبدًا، ومَثَل حقًّا أمام عرش الله، وعاش في النور في ظلّ بركات الله دون تجسّس الشيطان أو بلِّيته...أصبح رجلًا حقيقيًّا في نظر الله وتحرّر...
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
تحمّل أيُّوب ضربات الشيطان، ومع ذلك لم يترك اسم يهوه الله. كانت زوجته أول مَنْ تقدم وهاجمت أيوب، مؤدية بذلك دور الشيطان في هيئة واضحة للعيان. يصف النصّ الأصليّ ذلك على النحو التالي: "فَقَالَتْ لَهُ ٱمْرَأَتُهُ: "أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ ٱللهَ وَمُتْ!" (أيوب 2: 9). كانت هذه هي الكلمات التي قالها الشيطان في شكل إنسانٍ. كانت هجومًا واتّهامًا وإغواءً وإغراءً وتشهيرًا. بعدما فشل الشيطان في مهاجمة جسد أيُّوب، هاجم كماله هجومًا مباشرًا، راغبًا في استخدام ذلك كي يتخلّى أيُّوب عن كماله ويُجدّف على الله ولا يعود ينعم بالحياة. كما أراد الشيطان استخدام هذه الكلمات لإغواء أيُّوب: إذا تخلّى أيُّوب عن اسم يهوه، فلن يكون بعد ذلك بحاجةٍ لتحمّل مثل هذا العذاب، وسوف يمكنه أن يُحرّر نفسه من عذاب الجسد. واجه أيُّوب نصيحة زوجته بتوبيخها قائلًا: "تَتَكَلَّمِينَ كَلَامًا كَإِحْدَى ٱلْجَاهِلَاتِ! أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، وَٱلشَّرَّ لَا نَقْبَلُ؟" (أيوب 2: 10). كان أيُّوب يعرف هذه الكلمات منذ فترةٍ طويلة، ولكن في هذا الوقت تبرهنت حقيقة معرفة أيُّوب بها.
عندما أشارت عليه زوجته بأن يبارك الله ويموت كانت تقصد: إن إلهك يعاملك هكذا، فلماذا لا تلعنه؟ ماذا تفعل وأنت حيٌّ؟ إلهك يعاملك بمنتهى الظلم وما زلت تقول "فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا". كيف يجلب عليك بلية وأنت تبارك اسمه؟ أسرع وتخلّى عن اسم الله ولا تتبعه فيما بعد، ومن ثم ستنتهي متاعبك. في هذه اللحظة ظهرت الشهادة التي أراد الله رؤيتها في أيُّوب. لم يكن ممكنًا لأيّ شخصٍ عاديّ أن يحمل هذه الشهادة، ولا نقرأ عنها في أيٍّ من قصص الكتاب المُقدّس، ولكن الله رآها قبل فترةٍ طويلة من تحدّث أيُّوب بهذه الكلمات. أراد الله أن ينتهز هذه الفرصة ليسمح لأيُّوب بأن يثبت للجميع أن الله كان مُحقًّا. في مواجهة أيُّوب لمشورة زوجته، لم يتخلّ عن كماله ولم يُجدّف على الله، بل قال لزوجته: "أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، وَٱلشَّرَّ لَا نَقْبَلُ؟". هل لهذه الكلمات أهمّيّة كبيرة؟ توجد هنا حقيقةٌ واحدة فقط قادرة على إثبات أهمّيّة هذه الكلمات. إن أهمّيّة هذه الكلمات هي أنها معتمدةٌ من الله في قلبه، وهي ما أراده الله، وما أراد الله أن يسمعه، وهي النتيجة التي كان الله يتوق لرؤيتها؛ هذه الكلمات هي أيضًا جوهر شهادة أيُّوب. وفيها تبرهن كمال أيُّوب وبرّه واتقّاؤه الله وحيدانه عن الشرّ. تكمن قيمة أيُّوب في الكيفيّة التي ظل بها ينطق هذه الكلمات عندما تعرّض للتجربة، وحتّى عندما تغطّى جسمه كلّه بالقروح المؤلمة، وعندما تحمّل العذاب الشديد، وعندما أشارت عليه زوجته وأقاربه. وهذا معناه أن أيُّوب، في قلبه، كان يعتقد أنه مهما كان نوع الإغواء، أو مدى بشاعة المآسي أو العذاب، وحتّى إذا كان سيواجه الموت، فإنه لن يُجدّف على الله أو يرفض طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشر. ترى، إذًا، أن الله كان يشغل أهمّ مكانةٍ في قلبه، وأنه لم يُوجد سوى الله في قلبه. ولهذا السبب نقرأ أوصاف عنه في الكتاب المُقدّس مثل: "فِي كُلِّ هَذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ". ليس فقط أنه لم يخطئ بشفتيه، ولكن في قلبه لم يشتكِ من الله. لم يقل كلمات مؤذية عن الله، ولم يخطئ إلى الله. لم يكتفِ فمه بمباركة اسم الله وحسب، ولكنه بارك اسم الله في قلبه أيضًا. كان فمه وقلبه واحدًا. كان هذا أيُّوب الحقيقيّ الذي رآه الله، ولهذا السبب عينه كان الله يُقدّر أيُّوب.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
كان إيمان أيُّوب وخضوعه وشهادته في التغلّب على الشيطان مصدرًا كبيرًا للمساعدة والتشجيع للناس. يرى الناس في أيُّوب الرجاء لخلاصهم، ويرون أنه من خلال الإيمان بالله والخضوع له واتّقائه من الممكن تمامًا هزيمة الشيطان والتغلّب عليه. يرون أنه ما داموا يخضعون لسيادة الله وترتيباته، ويملكون العزم والإيمان بعدم التخلّي عن الله بعد أن فقدوا كلّ شيءٍ، فإن بإمكانهم إلحاق العار بالشيطان وهزيمته، وهم يرون أنهم ليسوا بحاجةٍ سوى لامتلاك العزيمة والمثابرة للثبات في شهادتهم – حتّى لو كان ذلك يعني خسارة حياتهم – حتّى يرتعد الشيطان ويتراجع منسحبًا. شهادة أيُّوب تحذيرٌ للأجيال اللاحقة، وهذا التحذير يُخبِرهم بأنه إذا لم يهزموا الشيطان فلن يتمكّنوا أبدًا من تخليص أنفسهم من اتّهامات الشيطان وتدّخله، ولن يتمكّنوا أبدًا من الإفلات من إيذاء الشيطان وإزعاجاته. وقد أنارت شهادة أيُّوب الأجيال اللاحقة. تُعلّم هذه الاستنارة الناس أنه ليس بإمكانهم اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ إلا إذا كانوا يسلكون طريق الكمال والاستقامة. وتُعلّمهم أنه ليس بإمكانهم تقديم شهادة قويّة مدويّة لله إلا إذا اتّقوا الله وحادوا عن الشرّ. ولا يمكن أبدًا أن يسيطر عليهم الشيطان، ولا يمكنهم أن يعيشوا في ظلّ إرشاد الله وحمايته، إلا إذا تمكّنوا من تقديم شهادة قويّة مدويّة لله، وعندئذٍ فقط يكونون قد نالوا الخلاص حقًّا. يجب على كلّ مَنْ يسعى في طريق الخلاص محاكاة شخصيّة أيُّوب ومسعاه في حياته. فما حياه خلال حياته كلّها وسلوكه خلال تجاربه كنزٌ ثمين لجميع أولئك الذين يسعون في طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
ظل بطرس مُخلصًا لي أعوامًا طويلة، لكنّه لم يتذمَّر ولم يشتَكِ على الإطلاق، وحتى أيوب لم يكن يضاهيه، وعلى مر العصور كان القديسون أيضًا دونه في ذلك؛ فهو لم يكتفِ بالسعي إلى معرفتي فحسب، بل عرفني أيضًا في الوقت الذي كان الشيطان فيه ينفّذ مخططاته الخادعة. وقد جعل ذلك بطرس يخدمني لسنوات عديدة بشكل يتماشى مع مشيئتي، ولذلك السبب لم يستغلَّه الشيطان أبدًا. تعلَّم بطرس الدروس من إيمان أيوب، وفي الوقت ذاته أدرك عيوبه أيضًا؛ إذ على الرغم من أن أيوب كان عظيم الإيمان، فقد كان يفتقر إلى العلم بالأمور في العالم الروحي، وبالتالي قال العديد من الكلمات التي لا تتوافق مع الواقع. وقد دلّ ذلك على أن علمه كان ضحلًا، وأنه غير قادر على أن يصير كاملًا. وهكذا، ركَّز بطرس دائمًا على أن يحظى بالإحساس بالروح، وانتبه دائمًا لمراعاة ديناميكيات العالم الروحي. ونتيجة لذلك، لم يكن قادرًا على إدراك شيء من رغباتي فحسب، بل كان يفهم أيضًا بعض مخططات الشيطان الخادعة، ولذلك السبب كانت معرفته بي أكبر من أي شخص آخر عبر العصور.
ليس من الصعب أن نرى من خلال اختبارات بطرس أنه إذا أراد البشر أن يعرفوني، فعليهم أن يركّزوا على التأمّل بدقَّة في أرواحهم. لا أطلب منك أن "تكرّس" لي الكثير ظاهريًا؛ فهذا شأن ثانوي. إذا كنت لا تعرفني، فكل الإيمان والمحبة والولاء التي تتحدث عنها هي مجرد أوهام، مجرد زَبَد، ولا شك في أنك ستصبح شخصًا يتباهى كثيرًا بين يدي دون أن يعرف نفسه، وهكذا سوف تقع في شَرَك الشيطان مرَّة أخرى وتصبح عاجزًا عن تخليص نفسك، وسوف تصبح ابن الهلاك، وسوف تصير هدفًا للدمار. أمَّا إذا كنت باردًا وغير عابئ بكلامي، فإنك تعارضني بلا شك. هذا هو الواقع، وستحسن التصرّف بأن تنظر من خلال بوابة العالم الروحي إلى الأرواح العديدة والمتنوِّعة التي وبّختها. مَن منهم، ممن وُوجِهَ بكلامي، لم يكن سلبيًا، وغير مبالٍ، وغير متقبِّل له؟ مَن منهم لم يسخر من كلامي؟ أيُّهم لم يحاول أن يجد خطأ في كلامي؟ مَن منهم لم يستخدم كلامي كـ"سلاح دفاعي" لـ"حماية" نفسه؟ لم يستخدموا محتوى كلامي كوسيلة لمعرفتي، بل استخدموه فقط كألعاب للتلاعب به. ألم يكونوا بذلك يقاومونني بشكل مباشر؟ مَن هي كلماتي؟ مَن هو روحي؟ طرحت عليكم مثل هذه الأسئلة في مرَّاتٍ عديدة، ولكن هل سبق وأن حققتم أي رؤى واضحةً وأعلى مستوى منها؟ هل سبق وأن اختبرتموها حقًّا؟ أذكّركم مرة أخرى: إذا كنتم لا تعرفون كلامي، ولا تقبلونه، ولا تمارسونه، فستصبحون حتمًا موضع توبيخي! وسوف تصيرون بالتأكيد ضحيَّة للشيطان!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الثامن
عندما قال الله: "حالة معركة العالم الروحي تكون واضحة بشكل مباشر بين كل أبناء شعبي"، كان يقصد أنه عندما يسلك الناس الطريق الصحيح ويبدؤون في معرفة الله، فلن يقوم الشيطان بإغواء كل شخص في داخله فحسب، بل قد يغويه في الكنيسة نفسها أيضًا. لكن هذا هو الطريق الوحيد الذي ينبغي أن يسلكه الجميع، لذلك لا داعي لأن يشعر أحد بالذعر. فقد تأخذ غواية الشيطان أشكالًا عدة. قد يهمل أحدهم ما يقوله الله، وقد يقول أشياءً سلبية لتثبيط إيجابية آخرين، لكن شخصًا كهذا عادة لا يكسب أشخاصًا آخرين إلى صفه. هذا شيء يصعب على الناس تمييزه، والسبب الرئيسي لهذا هو: قد يكون هذا النوع من الأشخاص سبَّاقًا في حضور الاجتماعات، لكنه لا يفهم الرؤى بوضوح. وإذا لم تتخذ الكنيسة حذرها منه، فقد تؤثر سلبيته على الكنيسة بأكملها وتؤدي إلى الاستجابة لله بطريقة فاترة، ومن ثمّ عدم الالتفات إلى كلام الله، وهذا يعني السقوط مباشرةً في غواية الشيطان. شخص كهذا قد لا يقاوم الله مباشرةً، ولكن لأنه لا يستطيع أن يفهم كلام الله ولا يعرف الله، فقد يصل إلى حد الشكوى، أو إلى أن يكون قلبه مملوءًا بالاستياء. وقد يقول إن الله قد تخلى عنه لذلك فهو عاجز عن تلقي الاستنارة والإضاءة. وقد يرغب في الرحيل، لكنه يشعر ببعض الخوف، وقد يقول إن عمل الله ليس من الله بل هو عمل الأرواح الشريرة.
لماذا يذكر الله بطرس كثيرًا؟ ولماذا يقول إنه حتّى أيوب لا يدانيه؟ لا يؤدي هذا القول إلى جعل الناس ينتبهون إلى أعمال بطرس فحسب، بل يتيح لهم أيضًا أن يضعوا جانبًا كل الأمثلة التي في قلوبهم، وحتى مثل أيوب – الذي كان يملك أعظم إيمان – لن يكون كافيًا. فقط بهذه الطريقة يمكن تحقيق نتيجة أفضل، بحيث يكون الناس قادرين على وضع كل شيء جانبًا في محاولة لتقليد بطرس، ومن خلال قيامهم بذلك، يتقدمون خطوة على طريق معرفتهم بالله. عرّف الله الناس على طريقة الممارسة التي اتبعها بطرس من أجل معرفة الله، والهدف من قيامه بذلك هو أن يعطي الناس مرجعًا. ثم يستمر الله في التنبؤ بإحدى الطرق التي سيغري بها الشيطان البشر عندما يقول: "أما إذا كنت باردًا وغير عابئ بكلامي، فإنك تعارضني بلا شك. هذا هو الواقع". في هذه الكلمات، يتنبأ الله بالمخططات الماكرة التي سيحاول الشيطان استخدامها؛ إنها بمثابة تحذير. من غير الممكن أن يكون الجميع غير عابئين بكلام الله، إلا أن بعض الناس سيقعون أسرى لهذه الغواية. لذلك يكرر الله قوله في النهاية مشددًا: "إذا كنتم لا تعرفون كلامي، ولا تقبلونه، ولا تمارسونه، فستصبحون حتمًا موضع توبيخي! وسوف تصيرون بالتأكيد ضحيَّة للشيطان!". هذه هي نصيحة الله للبشر، ولكن في النهاية، كما تنبأ الله، سيقع جزء من الناس حتمًا ضحايا الشيطان.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار "كلام الله إلى الكون بأسره"، الفصل الثامن
(متى 4: 8-11) "ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: "أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي". حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "ٱذْهَبْ ياشَيْطَانُ! لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ". ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ".
بعد أن فشل إبليس الشيطان في حيلتيه السابقتين، جرَّب حيلةً أخرى: أظهر جميع الممالك في العالم ومجدها للرَّبِّ يسوع وطلب منه أن يسجد له. ماذا يمكنك أن ترى من السمات الحقيقيّة لإبليس من هذا الموقف؟ أليس الشيطان إبليس وقحًا للغاية؟ (بلى). ما مقدار وقاحته؟ خلق الله كلّ شيءٍ، ولكن الشيطان قلب الأدوار وأظهر كل شيء لله قائلاً: "انظر إلى ثروة هذه الممالك كلّها ومجدها. سأعطيك إيّاها جميعًا إذا سجدت لي". أليس هذا قلبًا للأدوار؟ أليس الشيطان وقحًا؟ صنع الله كلّ شيءٍ، ولكن هل صنع كل شيء لمسرَّته هو؟ أعطى الله كلّ شيءٍ للبشر، ولكن الشيطان أراد أن يستحوذ على كلّ شيءٍ وبعد ان استحوذ عليه قال لله: "اسجد لي! اسجد لي وسوف أعطيك هذا كلّه". هذا هو الوجه القبيح للشيطان؛ إنه وقحٌ بلا ريبٍ. لا يعرف الشيطان حتَّى معنى كلمة "عار"، وهذا مُجرَّد مثالٍ آخر على شرّه. لا يعرف حتَّى معنى العار. يعرف الشيطان بوضوحٍ أن الله خلق كلّ شيءٍ وأنه يُدبّره وله السيادة عليه. كلّ الأشياء تخصّ الله ولا تخصّ الإنسان، وبالطبع لا تخصّ الشيطان، ولكن الشيطان الشرّير قال بوقاحةٍ إنه سوف يعطي الله كلّ شيءٍ. أليس هذا مثالًا آخر على تصرف الشيطان بسخافة ووقاحة؟ يتسبب هذا في مزيد من كراهية الله للشيطان، أليس كذلك؟ ولكن بغضّ النظر عمّا حاول الشيطان فعله، هل انخدع الرّبّ يسوع؟ ماذا قال الرّبّ يسوع؟ ("لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ"). هل لهذه الكلمات معنى عمليّ؟ (نعم). أيّ نوعٍ من المعنى العمليّ؟ نرى شرّ الشيطان ووقاحته في حديثه. ولذلك، إذا سجد الإنسان للشيطان، فماذا ستكون العاقبة؟ هل سيحصل على ثروة الممالك كلّها ومجدها؟ (كلا). ما الذي سيحصل عليه؟ هل سيصبح البشر وقحين وهزليّين مثل الشيطان؟ (نعم). إذًا لن يختلفوا عن الشيطان. ومن ثمَّ، قال الرّبّ يسوع هذه الكلمات وهي مُهمّةٌ لكلّ إنسان: "لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ"، وهي تعني أنه باستثناء الرّبّ، باستثناء الله نفسه، إذا عبدت آخر، إذا سجدت للشيطان إبليس، فسوف تتمرَّغ في القذارة عينها التي يتمرَّغ فيها الشيطان. وعندئذٍ سوف تشابه الشيطان في وقاحته وشرِّه، وكما هو الحال مع الشيطان، سوف تُجرِّب الله وتهاجم الله. ماذا ستكون نهايتك إذًا؟ سوف يمقتك الله ويضربك الله ويدمِّرك الله. بعد أن جرّب الشيطان الرّبّ يسوع عدّة مرّاتٍ دون نجاحٍ، هل حاول مرّةً أخرى؟ لم يحاول الشيطان مرّةً أخرى، ثم تركه. ماذا يُثبِت هذا؟ إنه يُثبِت أن طبيعة الشيطان الشرّيرة وحقده وسخفه ومنافاته للعقل أمورٌ غير جديرةٍ بالذكر أمام الله. هزم الرّبّ يسوع الشيطان بثلاث عباراتٍ فقط، وبعد ذلك فرّ هاربًا في منتهى الخجل من أن يُظهِر وجهه، ولم يُجرِّب الرّبّ يسوع مرّةً أخرى على الإطلاق. وبما أن الرَّبَّ يسوع هزم هذه التجربة من الشيطان، استطاع حينها أن يواصل بسهولةٍ العمل الذي كان يتعيَّن عليه أن يعمله وأن يتولَّى المهام الماثلة أمامه. هل كلّ شيءٍ قاله وفعله الرّبّ يسوع في هذه الحالة يحمل معنىً عمليًّا للجميع إذا جرى تطبيقه الآن؟ (نعم). أيّ نوعٍ من المعنى العمليّ؟ هل هزيمة الشيطان أمرٌ سهل؟ هل ينبغي أن يكون لدى الناس فهمٌ واضح لطبيعة الشيطان الشرّيرة؟ هل ينبغي أن يكون لدى الناس فهمٌ دقيق لغوايات الشيطان؟ (نعم). عندما تواجه غوايات الشيطان في حياتك، وإذا تمكَّنت من رؤية حقيقة الطبيعة الشرّيرة للشيطان، ألن تتمكن من هزيمته؟ إذا كنت تعرف سخافة الشيطان ومنافاته للعقل، فهل ستظلّ واقفًا بجانب الشيطان ومُهاجِمًا الله؟ إذا كنت تفهم كيف ينكشف خبث الشيطان ووقاحته من خلالك – وإذا كنت تُميِّز هذه الأشياء وتعرفها بوضوحٍ – فهل ستظل تُهاجِم الله وتجربه بهذه الطريقة؟ (لا، لن نفعل). ماذا ستفعلون؟ (سوف نتمرد على الشيطان ونطرحه جانبًا). هل هذا شيءٌ يسهل فعله؟ هذا ليس سهلاً، فلعمل ذلك ينبغي على الناس الصلاة كثيرًا، وينبغي عليهم أن يضعوا أنفسهم كثيرًا أمام الله، وأن يفحصوا أنفسهم كثيرًا. ولا بُدَّ أن يسمحوا بأن يأتي تأديب الله ودينونته وتوبيخه عليهم، وبهذه الطريقة فقط سوف يحرِّر الناس أنفسهم تدريجيًّا من تضليل الشيطان وسيطرته.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (5)
هل ثمّةَ غوايات كثيرة في الوقت الحاضر للناس الذين يعيشون في هذا المجتمع؟ تحيط بك الغوايات من كل جانب، وجميع أنواع التيارات الشريرة، وجميع أنواع الخطابات، وسائر أنواع الأفكار ووجهات النظر، وجميع أنواع التضليل والإغواءات من كافة أنواع الأشخاص، وكل أنواع الوجوه الإبليسية التي يرتديها الأشخاص بجميع أنواعهم. هذه كلها غوايات تواجهها. على سبيل المثال، قد يقدّم أشخاص لك خدمات، أو يجعلونك غنيًّا، أو يعقدون صداقة معك، أو يذهبون معك في مواعيد، أو يعطونك مالًا، أو يمنحونك عملًا، أو يدْعونك للرقص، أو يتملقونك، أو يعطونك هدايا. كل هذه الأشياء قد تكون غوايات. فإذا لم تسر الأمور جيدًا فسوف تقع في الفخ. وإذا لم تكن مجهزًا في داخلك ببعض الحق وكنت مفتقرًا إلى أي قامة حقيقية فلن يكون بإمكانك رؤية هذ الأشياء على حقيقتها، وستكون جميعها بمثابة مصايد وغوايات لك. من ناحية، إن لم تمتلك الحق، فلن تستطيع رؤية خدع الشيطان على حقيقتها، كما لن تستطيع رؤية الوجوه الشيطانية لمختلف أنواع الأشخاص. لن يكون بإمكانك التغلب على الشيطان، والتمرد على الجسد، والوصول إلى الخضوع لله. ومن ناحية أخرى، فبما أنك تفتقر إلى واقع الحق، فلن يكون بإمكانك مقاومة جميع التيارات الشريرة المختلفة، ووجهات النظر الشريرة، والأفكار والأقوال السخيفة. وعندما تواجهك هذه الأمور، سيكون الأمر بمثابة نوبة برد مفاجئة. ربما ستصاب بنوبة خفيفة فحسب، أو ربما بشيء أشد خطورة؛ بل قد تصاب بنوبة برد يحتمل أن تهدد حياتك[أ]. ربما ستخسر إيمانك كلّيًّا. إن كنت تفتقر إلى الحق، فإن بضع كلمات من شياطين وأبالسة عالَم غير المؤمنين ستتركك مشوشًا ومرتبكًا، وسوف تتساءل عما إذا كان ينبغي أو لا ينبغي أن تؤمن بالله وما إذا كان مثل هذا الإيمان صحيحًا. لعلك تكون في حالة جيدة في اجتماعك اليوم، ولكنك، بعد ذلك في الغد، تذهب إلى بيتك وتشاهد حلقتين من مسلسل تلفزيوني، فتُستَدرَج. وفي الليل، تنسى أن تصلي قبل النوم، وذهنك مشغول تمامًا بحبكة المسلسل التلفزيوني. وإن تابعت مشاهدة التلفزيون لمدة يومين، سيكون قلبك قد ابتعد بالفعل عن الله، ولا تعود لديك رغبة في قراءة كلمة الله أو عقد شركة حول الحق، ولا حتى ترغب في أن تصلي إلى الله. وفي قلبك تقول دائمًا: "متى سأتمكن من فعل شيء ما؟ متى يمكنني البدء بقضية مهمة ما؟ ينبغي ألّا تكون حياتي بلا طائل!" هل ذلك هو تغير في القلب؟ في الأصل، كنت تريد فهم المزيد عن الحق حتى تتمكن من نشر الإنجيل وتقديم شهادة لله. لماذا تغيرتَ الآن؟ بمجرد مشاهدة أفلام وبرامج تلفزيونية، تسمح للشيطان بأن يستولي على قلبك. قامتك ضئيلة بالفعل. هل تعتقد أنك تتمتع بالقامة اللازمة لتقاوم هذه التيارات الشريرة؟ يريك الله الآن النعمة ويُدخلك إلى بيته لتؤدي واجبك، فلا تنسَ قامتك. أنت، في الوقت الراهن، زهرة في دفيئة، عاجز عن مقاومة الرياح والأمطار في الخارج. إن لم يستطع الناس إدراك هذه الإغواءات ومقاومتها، يمكن للشيطان أن يأسرهم في أي زمان ومكان. هكذا هي قامة الإنسان الضئيلة وحالته البائسة. ما دمت لا تملك واقع الحق ويُعوزك فهم الحق، فكلام الشيطان بمثابة السم بالنسبة إليك. فإن أعرته أذنك فسيَعلَق داخل قلبك ولا يمكنك محوه. تقول في قلبك: "سأسدّ أذنيَّ وأغلق عينيَّ"، ولكنك لا تستطيع تجنب إغواء الشيطان. أنت لا تعيش في فراغ. إن سمعت كلام الشيطان فلن تقدر على المقاومة، وستسقط في الفخ، ولن تُجدي صلواتك وشتائمك لنفسك؛ إذ لا يمكنك المقاومة. يمكن لأمور كهذه أن تؤثر في أفكارك وأفعالك، ويمكن أن تسد طريق سعيك إلى الحق، بل وتسيطر عليك وتمنعك من بذل نفسك لله، وتجعلك سلبيًا وضعيفًا، وتبعدك عن الله. وفي النهاية، ستكون عديم القيمة، ويائسًا بدون أي أمل.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ليس من طريق للمضيّ قُدُمًا إلّا بتكرار قراءة كلام الله وتأمل الحق
الحواشي:
(أ) "نوبة برد" هو مصطلح في الطب الصيني يدل على برد داخلي شديد يمكن أن يهدد الحياة، وهو ناتج عن عناصر خارجية.
إنَّ قبول المسيح واِتِّبَاعه، يأتي في أي دولة مصحوبًا بمستوى معين من الاضطهاد والضيقة. فعليك دائمًا أن تتصرف بحذر وأن تصلي إلى الله وتتطلع إليه، كما عليك أن تتحلى بالحكمة والذكاء. أيًا كانت الدولة والبيئة الاجتماعية التي أنت فيها، فكلها بها بيئة مناسبة أَعَدَّها الله ورتبها لك. هذا كله يعتمد على ما إذا كان المرء يسعى إلى الحق أم لا. تجلب البيئة المريحة غوايات للأشخاص، وفي الوقت نفسه، فإنَّ الاضطهاد بالتعذيب هو أيضًا يجلب غوايات وتجارب. أثمة تجارب في البيئات المريحة إذًا؟ هناك تجارب الله أيضًا. لقد رتَّب الله لك هذه البيئة المريحة، وكلُّ شيء يعتمد على كيفية اختبارك لها؛ هل ستقع في شراك الشيطان وفي غوايته كليًّا، أم ستكون قادرًا على الانتصار عليه من جميع النواحي، والشهادةَ لله متمسكًا بإخلاصك وواجبك. ويعتمد هذا كله على كيفية اختبارك لهذه البيئة والاختيارات التي تقوم بها. لدى الإخوة والأخوات في بَرِّ الصين الرئيسي بيئة أصعب بعض الشيء، وقد أعطاهم الله حملًا أثقل بعض الشيء وأعد لهم بيئة أقسى، لكنه أيضًا أعطاهم أكثر. فكلما قَست البيئة وعَظمت التجارب التي يعدها الله، ازداد ربح الناس. على الرغم من ذلك، ففي البيئة المريحة أيضًا يختبر الناس الغوايات والتجارب في كل مكان، وقد أعطاك الله كثيرًا جدًّا أيضًا. إذا استطعت الانتصار على الغواية كلما واجهتها، فلن تربح أقل من إخوتك وأخواتك الذين يختبرون الاضطهاد بالتعذيب. وهذا أيضًا يتطلب السعي إلى الحق وامتلاك قامة للغلبة. ذلك أنَّ أمورًا مثل الوجود مع عائلتك والأكل والشرب جيدًا والترفيه والاستمتاع وبعض الاتجاهات الاجتماعية التي تريح الجسد وتسبب الفساد، على سبيل المثال، كلها غوايات لك. وعندما تواجه تلك الغوايات، فإنها لن تجذب انتباهك فحسب، بل ستزعجك وتغريك أيضًا. عندما تتبع الأمور والاتجاهات الدنيوية، فحينها أيضًا ستظهر غوايات الشيطان، أو يمكن للمرء أيضًا أن يقول، تجارب الله. سيكون عليك اتخاذ قرار حول كيفية استجابتك لتلك الغوايات والتجارب، وهذا هو الوقت الذي يمتحِن فيه الله الناس ويُظْهِرُ لهم ما هم عليه. هذا هو الوقت الذي يجب أن يدخل فيه ما قاله الله لك والحقائق التي تفهمها حيز التنفيذ. إذا كنت شخصًا يسعى إلى الحق ولديك إيمان حق بالله في قلبك، فستكون قادرًا على التغلب على تلك الغوايات، والصمود والشهادة لله في التجارب التي أَعَدَّها الله لك. وإذا كنت، عوضًا عن أن تحب الحق، تحب العالم والاتجاهات، وتشتهي الراحة وتُشبع جسدك وتحب الحياة الفارغة، فستتبع تلك الأمور الدنيوية. ستُعجبك تلك الأمور وستنجذب إليها، وستستحوذ عليك. وشيئًا فشيئًا، سيفقد قلبك الاهتمام بالإيمان بالله، وستصبح نافرًا من الحق، وبعد ذلك، سيختطفك الشيطان وأنت في خضم الغواية. وفي مثل هذه التجربة، ستكون قد فقدتَ شهادتك. يوجد الكثير من الأشخاص الذين سمعوا العديد من العظات ويؤدون واجباتهم لكنهم لا يزالون يشعرون بالخواء داخلهم. إنهم لا يزالون يحبون متابعة نجوم موسيقى البوب والمشاهير ومواكبة الاتجاهات ومشاهدة البرامج الترفيهية في التلفاز وحتى مشاهدة البرامج بشراهة طيلة الليل، حتى إنهم أصبحوا ليليِّ النشاط، بل إنَّ بعض الشباب يلعبون ألعاب الفيديو. خلاصة القول إنهم لا يترددون في دفع أي ثمن والسعي وراء تلك الأمور الرائجة سعيًا محمومًا. ولماذا يفعلون ذلك؟ لأنهم لم يربحوا الحق؛ فالذين لم يربحوا الحق لديهم شعور معين، وهو أنه ما من فرق كبير يبدو لهم بين الإيمان بالله وعدم الإيمان به. إنهم لا يزالون يشعرون بالخواء في قلوبهم وأن لا معنى لحياتهم. فإن اتبعوا الاتجاهات شعروا أنهم أكثر إحساسًا بالرضا، وبأن هناك القليل من الثراء في حياتهم، وبأنهم أسعد قليلًا بشكل يومي. وإن آمنوا بالله ولم يتبعوا الاتجاهات، ظلوا يشعرون بأن الحياة فارغة لا معنى لها. وهذا لأنهم لا يحبون الحق. يمكن أيضًا القول بثقة إن أولئك الأشخاص لا يفهمون الحق بأي شكل من الأشكال وليس لديهم واقع الحق، ومن ثم لا يمكنهم العيش دون اِتِّبَاع الاتجاهات. بعض الأشخاص لم يسعوا إلى الحق قط وهم غير مستقرين حتى عندما يؤدون واجباتهم، وغير قادرين على الصمود عند مواجهة الغوايات ويتعين عليهم الانسحاب في نهاية المطاف. وبعض الأشخاص يكونون متحمسين وحازمين للغاية عندما يبدؤون أداء واجباتهم، لكن لا تعود لديهم الرغبة في أدائها عندما يواجهون الغوايات فيصبحون لا مبالين وينقصهم الإخلاص ولا توجد شهادة في ذلك. إذا كانوا يستطيعون التخلي عن واجباتهم فور أن يواجهوا غوايات، ويختارون أي أمر يفضلونه، فليس لديهم شهادة إذًا. وإن أتت غواية جديدة، فربما ينكرون الله ويرغبون في اِتِّبَاع الاتجاهات الدنيوية وترك الكنيسة. أو إذا أتت غواية أخرى، فربما يبدؤون الشك في الله ويصبحون غير متأكدين مما إذا كان الله موجودًا حتى، ويصلون حتى إلى الإيمان بأنهم قد تطوروا من القردة. لقد استولى الشيطان بالكامل على أولئك الأشخاص. ولأنهم منخرطون في كل هذه الغوايات، فإنهم لا يُصلُّون إلى الله أو يطلبون الحق؛ هم لا يفكرون إلا في مصير جسدهم، ونتيجة لذلك يفشلون في التمسك بشهادتهم. وخطوة بخطوة، يسحبهم الشيطان إلى الجحيم وهاوية الموت. لقد أسلَمَ الله هذا الشخص إلى الشيطان، ولم تعد لديه أي فرصة للخلاص. قُولُوا لي، أليس السعي إلى الحق أمرًا هامًا؟ (بلى، هو كذلك). إن الحق هامٌ للغاية. ما الوظيفة التي يمكن أن يؤديها الحق؟ على أقل تقدير، يمكنه مساعدتك على إدراك حقيقة مخططات الشيطان عندما تواجه غواية ما، ومعرفة ما ينبغي لك فعله وما لا ينبغي، وما عليك اختياره. سيجعلك على الأقل تعرف تلك الأمور. والأمر الأهم على الإطلاق هو أن الحق سيمكِّنك من الصمود في الغواية. ستكون قادرًا على الصمود والثبات وعدم التزعزع، بينما تتمسك بالواجب الذي أعطاه الله لك، وتكون مخلصًا لهذا الواجب، وقادرًا على رفض الشيطان. ستكون قادرًا على الثبات في شهادتك وسط التجارب مثلما فعل أيوب. وهذا ما ينبغي للناس ربحه على أقل تقدير.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
على الأرض، تطوف كل أنواع الأرواح الشريرة إلى الأبد للعثور على مكان للراحة، وتبحث دون توقف عن جثث بشرية يمكنها التهامها. أيا شعبي! عليك أن تبقى في كنف رعايتي وحمايتي. لا تكُن مُنحلً أبدًا! لا تتصرفوا بتهور! عليك أن تُقدِّم لي الولاء في بيتي، وبالولاء فقط يمكنك رفع ادعاء مضاد لدحض خداع الأبالسة. لا يجب عليك أن تتصرف تحت أي ظرف من الظروف كما كنت تفعل في الماضي، تفعل شيئًا أمامي وشيئًا آخر خلف ظهري؛ إن تصرَّفتَ بهذه الطريقة فلن تنال الفداء. ألم أقل أكثر مما يكفي من مثل هذه الكلمات؟ تحديدًا لأن طبيعة البشرية القديمة لا يمكن تقويمها فقد توجَّب عليَّ أن أقدم للناس رسائل تذكيرية متكررة. لا تشعروا بالملل! كل ما أقوله هو من أجل ضمان مصيركم! ما يحتاج إليه الشيطان تحديدًا هو مكان كريه وقذر؛ وكلما كنتم أقل قابلية للفداء بشكل ميئوس منه، وكنتم أكثر فسقًا ورافضين للخضوع لكبح جماح أنفسكم، ازدادت إمكانية استحواذ تلك الأرواح النجسة عليكم في أي فرصة تسنح لها. إذا كنتم قد وصلتم إلى هذه النقطة، فلن يكون ولاؤكم إلا مجرد لغو، لا يستند إلى أي واقع على الإطلاق، وستلتهم الأرواح النجسة تصميمكم وتحوله إلى تمرد أو حيل شيطانية تستخدم لعرقلة عملي. عند ذلك، سأضربكم في أي وقت. لا أحد يدرك خطورة هذا الوضع؛ إذْ يعير الناس جميعًا أُذُنًا صمّاء لما يسمعونه، ولا يتوخون الحد الأدنى من الحذر. لا أذكر ما حدث في الماضي. هل لا تزال تنتظر حقًّا أن أكون متساهلًا تجاهك عن طريق "النسيان" مرة أخرى؟ على الرغم من أن البشر قد عارضوني، إلا أنني لن أعتبرها نقطة ضدهم، لأنهم صغار القامة للغاية، ولذا فإنني لم أطلب منهم ما هو أكثر من اللازم. كل ما أطلبه هو ألا يكونوا فاسقين، وأن يخضعوا لكبح جماحهم. من المؤكد أن تلبية هذا الشرط الوحيد لا تفوق قدرتكم، أليس كذلك؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل العاشر
في كل خطوة من خطوات العمل الذي يقوم به الله على الناس، يبدو خارجيًا كأنه تفاعلات بينهم، أو كأنه وليد ترتيبات بشرية أو وليد إزعاج بشري. لكن خلف الكواليس، كل خطوة في العمل وكل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، وهو يتطلب من الناس التمسك بشهادتهم لله. خذ أيوب عندما جُرِّبَ على سبيل المثال: خلف الكواليس، كان الشيطان يراهن مع الله، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وإزعاجهم. إن رهان الشيطان مع الله يكمن خلف كل خطوة من العمل يقوم بها الله فيكم – خلف هذا كله معركة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت متحاملًا على إخوتك وأخواتك، فستفكّر بكلام تريد قوله، وقد تشعر أنه كلامٌ لا يرضي الله، ولكن إن لم تقل هذا الكلام، فستشعر بعدم ارتياح في داخلك، وفي هذه اللحظة سيقومُ صراعٌ في داخلك: "هل أتحدث أم لا؟". هذا هو الصراع. وهكذا، تواجه صراعًا في كل شيء. وعندما يقوم صراع فيك سيعمل فيك الله بفضل تعاونك الفعلي ومعاناتك الحقيقية. وبالنتيجة سيمكنك أن تُنَحِّي الأمر في داخلكَ جانبًا ويَخمُدُ الغضبُ بطريقة طبيعية. هذه هي نتيجة تعاونك مع الله. كل ما يفعله الناس يتطلب منهم دفعَ ثمنٍ مُعيّنٍ من مجهودهم. لا يمكنهم إرضاء الله، ولا حتى الاقتراب من إرضاء الله، بدون مشقة فعلية، بل يطلقون شعارات فارغة فحسب! هل يمكن لهذه الشعارات الفارغة أن ترضي الله؟ عندما يتصارع الله والشيطان في العالم الروحي، كيف عليك إرضاء الله، وكيف عليك التمسك بشهادتك له؟ يجب عليك أن تعرف أن كل ما يحدث لك هو تجربة عظيمة، وأنه الوقت الذي يحتاج الله منك فيه أن تقدم له شهادة. رغم أنَّ هذه الأشياء قد تبدو غير مهمة ظاهريًا، فإنها تُظهِرُ، عندما تحدث، ما إذا كنتَ تُحبُّ اللهَ أم لا. إذا كنت تحبّه فستستطيع أن تتمسك بشهادتك لله، وإذا لم تكن قد طبقت محبتك له، فهذا يدلّ على أنك لست شخصًا يطبق الحق، وأنك بدون الحق وبدون الحياة، وأنك قشٌّ! في كل ما يحدث للناس، يريدهم الله أن يثبتوا في شهادتهم له. لم يحدث لك أمرٌ جلل في هذه اللحظة ولا تقدم شهادة عظيمة، ولكن كل تفاصيل حياتك اليومية ترتبط بالشهادة لله. إذا تمكنت من الفوز بإعجاب إخوتك وأخواتك وأفراد عائلتك وكل من حولك، وجاء عديمو الإيمان يومًا ما وأعجبوا بكل ما تفعله واكتشفوا أن كل ما يفعله الله رائع، فحينها تكون قد قدمت شهادتك. مع أنك لا تتحلى بالبصيرة وأن مقدرتك ضعيفة، ستقدر من خلال تكميل الله لك على إرضائه ومراعاة مقاصده، مُظهرًا للآخرين عِظَمِ عمل الله في أناس لا يملكون من القدرات إلا أضعفها، وعندما يتعرّف الناس على الله ويصبحوا غالبين أمام الشيطان، ويصبحوا أوفياء لله إلى حدٍّ كبير، فلن يمتلك أحدٌ شجاعةً أكثر من هذه المجموعة من الناس، وهذه أعظم شهادة. مع أنك غير قادر على القيام بعمل عظيم، إلا أنك قادرٌ على إرضاء الله. لا يستطيع الآخرون تنحية مفاهيمهم جانبًا، لكنك تستطيع. لا يستطيع الآخرون تقديم شهادة لله وقت خبراتهم الفعلية، ولكن يمكنك استخدام قامتك الفعلية وأعمالك لتوفي الله محبّته، وتقدم شهادة مدويّة عنه. هذا فقط ما يمكن اعتباره محبة حقيقة لله. وإذا كنت غير قادر على فعل ذلك، فإنك لا تقوم بالشهادة لأفراد عائلتك وإخوتك وأخواتك أو أمام الناس في العالم. إذا لم تكن قادرًا على الشهادة أمام الشيطان، فسيضحك عليك الشيطان، ويعاملك على أنك أضحوكة وألعوبة. سيجعلك تبدو أحمقًا ويقودك إلى الجنون. قد تحل بك تجارب عظيمة في المستقبل؛ لكن اليوم، إذا كنت تحب الله بقلب صادق، وإذا كنت – بغض النظر عن عِظَمِ التجارب المستقبلية وبغض النظرعما يحدث لك – قادرًا على التمسُّكِ بشهادتك وقادرًا على إرضاء الله، فسوف يتعزّى قلبك، ولن تخاف مهما عظُمَتْ التجارب التي ستواجهها في المستقبل. لا يمكنكم رؤية ما سيحدث مستقبلًا، لا يمكنكم سوى إرضاء الله في ظروف اليوم. أنتم غير قادرين على القيام بأيِّ عمل عظيم، وعليكم أن تركّزوا على إرضاء الله من خلال اختباركم لكلامه في الحياة الفعلية، وتقديم شهادة قوية ومدوّية تجلب الخزي للشيطان. رغم أن جسدك سيبقى غير راضٍ وسيكون قد عانى، فإنك ستكون قد أرضيت الله وجلبت الخزي للشيطان. إذا كنت تمارس بهذه الطريقة دائمًا، فسيفتح لك الله طريقًا أمامك. عندما تأتي، يومًا ما، تجربة عظيمة، سيسقط الآخرون، بينما ستظلُّ أنت قادرًا على الثبات: بسبب الثمن الذي دفعته، سيحميك الله حتى يتسنى لك أن تثبت ولا تسقط.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به
ما التجارب التي تستطيعون تحمُّلها اليوم؟ هل تجرؤون على القول إنَّكم تقفون على أرض صلبة، وهل أنتم قادرون على الصمود عند مواجهة الإغواءات؟ هل تستطيعون التغلُّب على إغواءات مثل مطاردة الشيطان لكم واضطهادكم، أو إغواءات المكانة والهيبة، أو الزواج أو الثروة؟ (يمكننا التغلُّب على بعض منها بطريقة أو بأخرى). كم عدد درجات الإغواءات الموجودة؟ وما الدرجة التي تستطيعون التغلب عليها؟ على سبيل المثال، قد لا تخاف عندما تسمع أن شخصًا ما قد اعتُقل بسبب إيمانه بالله، وقد لا تخاف عندما ترى آخرين يتعرضون للاعتقال والتعذيب - ولكن عندما تُعتقل، وعندما تجد نفسك في هذا الموقف، هل تقدر على الصمود؟ هذا إغواء عظيم، أليس كذلك؟ لنفترض، على سبيل المثال، أنك تعرف شخصًا ما يتمتع بإنسانية جيدة جدًا، ومتحمس لإيمانه بالله، وقد تخلَّى عن أسرته ومهنته لأداء واجبه وعانى مشقة عظيمة، ثمَّ فجأة يُعتقل ويُحكم عليه بالسجن في يوم ما لإيمانه بالله، وتسمع أنه تعرض بعد ذلك للضرب حتى الموت. هل هذا إغواء لك؟ كيف سيكون رد فعلك إذا حدث لك هذا؟ كيف سيكون اختبارك لهذا؟ هل ستطلب الحق؟ وكيف ستطلب الحق؟ هل ستصمد خلال هذا الإغواء، وتفهم مقصد الله، ومن هذا تربح الحق؟ هل فكَّرت في مثل هذه الأمور من قبل؟ هل من السهل التغلُّب على مثل هذه الإغواءات؟ هل هي شيء استثنائي؟ كيف يجب أن تُختبر الأشياء الاستثنائية والتي تناقض المفاهيم والتصورات البشرية؟ إذا لم يكن لك مسار، فهل أنت عُرضة للتذمر؟ هل تقدر على طلب الحق في كلام الله ورؤية جوهر المشكلات؟ هل تستطيع استخدام الحق لتحديد مبادئ الممارسة الصحيحة؟ أليس هذا ما يجب أن يتمتع به أولئك الذين يسعون إلى الحق؟ كيف يمكنك معرفة عمل الله؟ كيف يجب أن تختبره حتى تنال ثمار دينونة الله وتطهيره وخلاصه وتكميله لك؟ ما الحقائق التي لا بُدَّ من فهمها لحل تصورات الناس وشكاواهم التي لا تعد ولا تحصى ضد الله؟ ما هي الحقائق الأكثر فائدة التي يجب أن تزودوا بها أنفسكم، الحقائق التي ستسمح لكم بالصمود في خضم التجارب المختلفة؟ ما مدى عظمة قامتكم الآن؟ ما درجة الإغواءات التي يمكنكم التغلُّب عليها؟ هل لديكم أي فكرة؟ إذا لم تكن لديكم أي فكرة، فهذا الأمر مشكوك فيه. لقد قلتم للتو إنه يمكنكم "التغلُّب على بعض منها بطريقة أو بأخرى". هذه كلمات مشوشة. لا بُدَّ أن تعرفوا بوضوح نوع القامة التي تتمتعون بها؛ والحقائق التي جهزتم أنفسكم بها بالفعل، والإغواءات التي يمكنكم التغلُّب عليها، والتجارب التي يمكنكم قبولها، وأي الحقائق يجب أن تتمتعوا بها أثناء كل نوع من التجارب، ومعرفتكم بعمل الله، واختيار المسار الذي تُرضون به الله - يجب أن تكون لديكم فكرة جيدة عن كل هذا. عندما تصادف شيئًا لا يتناسب مع مفاهيمك وتصوراتك، كيف ستختبره؟ كيف ينبغي أن تجهز نفسك بالحق في مثل هذه الأشياء - وبأي الجوانب من الحق - لكي تجتاز الأمر بسلاسة، ليس لتحل مفاهيمك وحسب، ولكن للوصول إلى معرفة حقيقية بالله - أليس هذا ما يجب أن تطلبه؟ ما أنواع الإغواءات التي عادةً ما تختبرونها؟ (المكانة، الشهرة، الربح، المال، العلاقات بين الرجال والنساء). هذه في الأساس هي الإغواءات الشائعة. وفيما يتعلق بقامتكم اليوم، في أي الإغواءات يمكنكم السيطرة على أنفسكم والصمود؟ هل تتمتعون بالقامة الحقيقية للتغلُّب على هذه الإغواءات؟ هل يمكنكم أن تضمنوا حقًا أنكم ستؤدون واجبكم جيدًا، وألا تفعلوا شيئًا يخالف الحق، أو شيئًا معطلًا ومزعجًا، أو شيئًا بتحدٍ وتمردٍ، أو شيئًا يضايق الله؟ (كلا). ما الذي يجب عليك فعله لأداء واجبك أداءً صحيحًا إذًا؟ أولًا، يجب أن تفحص نفسك في كل الأشياء لترى ما إذا كانت أفعالك متوافقة مع مبادئ الحق أم لا، ولترى ما إذا كانت أفعالك تتسم باللامبالاة أم لا، وإن كانت توجد جوانب تمرد أو مقاومة أم لا. إذا كانت توجد أي من هذه الأمور، فيجب أن تطلب الحق لحلها. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت توجد بعض الأمور التي لا تعرفها عن نفسك، فيجب عليك أن تطلب الحق لحلها. إذا جرى تهذيبك، فيجب عليك قبول ذلك والخضوع. ما دام الناس يتحدثون وفقًا للحقائق، فلا يمكنك مطلقًا الجدال والانخراط في السفسطة معهم؛ عندها فقط يمكنك أن تعرف نفسك وتتوب توبة حقيقية. ينبغي أن يحقِّق الناس متطلبات هذين الجانبين من الأمور ويكون لهم دخول حقيقي. وبهذه الطريقة يمكنهم الوصول إلى فهم الحق والدخول إلى الواقع، وأداء واجبهم وفقًا لمعيار مقبول.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يمكن للمرء نيل الحق بتسليم قلبه لله
يحتك الناس في الحياة اليومية بجميع أنواع الناس والأحداث والأشياء، وإذا لم يكن لديهم الحق ولم يُصلُّوا ويسعوا إليه، فسوف يجدون صعوبة في التخلص من الغواية. مثال ذلك، العلاقات بين الرجال والنساء. لا يستطيع بعض الناس مقاومة مثل هذه الغوايات ويسقطون بمجرد مواجهة مثل هذا الموقف. ألا يدل هذا على مدى ضآلة قامتهم؟ إن الناس الذين ليس لديهم الحق بؤساء هكذا ولا يقدمون أي شهادة على الإطلاق. يسقط بعض الناس في الغواية عندما يواجهون مواقف تتعلق بالمال. فعندما يرون شخصًا آخر لديه المال، يشتكون: "لماذا يمتلك الكثير من المال وأنا فقير جدًا؟ هذا ظلم!" إنهم يشتكون عندما يحدث هذا لهم، ولا يمكنهم أن يقبلوه من الله أو يخضعوا لتنظيمه وترتيبه. ويوجد أيضًا بعض الناس الذين يركزون دائمًا على المكانة، وعندما يواجهون هذا النوع من الغواية يعجزون عن التغلب عليه. مثال ذلك، يريد شخص غير مؤمن أن يوظفهم في منصب رسمي ويمنحهم العديد من المزايا، وهم يعجزون عن الصمود، ويفكرون متسائلين: "هل ينبغي أن أفعل ذلك؟" يُصلُّون ويتأملون ثم يقولون: "نعم، لا بد أن أفعل ذلك!" لقد اتخذوا قرارهم ولم تعد توجد فائدة من سعيهم. لقد قرروا بوضوح تولي هذا المنصب الرسمي وربح منافعه، لكنهم يريدون أيضًا العودة إلى الله والإيمان به خوفًا من فقدان بركات الإيمان بالله. ولذلك، فإنهم يُصلُّون إليه قائلين: "جربني يا الله من فضلك". ما الذي تبقَّى لتجربتك بخصوصه؟ لقد قررت بالفعل تولي منصبك الرسمي. لم تتمسك بهذا الأمر، وقد سقطت بالفعل. هل ما زلت بحاجة إلى أن تُجرَّب؟ أنت لا تستحق تجربة الله لك. هل أنت جدير بالاختبار بقامتك الضئيلة البائسة؟ يوجد حتى بعض الناس الخسيسين الذين يتنافسون على أي منفعة يرونها. إن الروح القدس بجانبهم مباشرةً، ويلاحظهم ليرى وجهات النظر التي يُعبِّرون عنها، وما هو موقفهم، ويبدأ في اختبارهم. يفكر بعض الناس في قرارة أنفسهم: "لا أريد ذلك، حتى لو كان ذلك لطفَ الله تجاهي. لديَّ ما يكفي بالفعل، والله يُظهِر لي الكثير من اللطف. لا يهمني أن أتغذى جيدًا، وأرتدي ملابس أنيقة، بل أهتم فقط بالسعي إلى الحق والقدرة على ربح الله. فالحق الذي تلقيته أعطاني الله إياه مجانًا. وأنا لا أستحق هذه الأشياء". يمحص الروح القدس قلوبهم ويمدُّهم بالمزيد من الاستنارة، بحيث يسمح لهم بمزيد من الفهم والنشاط، ويجعل الحق أكثر شفافية لهم. ومع ذلك، يرى أولئك الناس الخسيسون منفعة مقدمة ويفكرون: "سوف أقاتل من أجلها قبل أن يتمكن أي شخص آخر من ذلك. إذا أعطوها لشخص آخر وليس لي، فسوف أوبخهم بشدة وأقلب الدنيا على رؤوسهم. سوف أريهم معدني، وحينها سوف نرى من الذي سيعطونه المنفعة في المرَّة القادمة!" يرى الروح القدس أنهم من هذا النوع ويكشفهم. لقد انكشف قبحهم ويجب معاقبة مثل هذا الشخص. مهما طال إيمانه أعوامًا عديدة، فإن ذلك لن ينفعه بشيء. لا يمكنه ربح أي شيء! وفي أحيان كثيرة، عندما يُظهِر الروح القدس اللطف للناس، فإنهم يربحونه عندما لا يتوقعونه. إذا لم يُظهِر الله لك لطفًا، فسوف يأتي عقابك أيضًا عندما لا تتوقعه. هذا هو مدى خطورة الأشياء لأولئك الذين لا يسعون إلى الحق.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ربح الحق هو الشيء الأهم في الإيمان بالله
إذا لم تكن واعيًا بالإغواءات التي تواجهها، ولكنك تتعامل معها بصورة سيئة ولا يمكنك اتخاذ الخيارات الصحيحة، فإن هذه الإغواءات ستجعلك تشعر بالحزن والبؤس. على سبيل المثال، لنفترض أن معاملة الإخوة والأخوات الخاصة لك تتضمن الامتيازات المادية المتمثلة في إطعامك، وإلباسك، وتسكينك، وتوفير احتياجاتك اليومية. إذا كان ما تستمتع به أفضل مما يقدمونه لك، فسوف تنظر إليه باحتقار، وقد تزدري عطاياهم. ومع ذلك، إذا قابلت رجلًا ثريًّا وأعطاك بذلة رائعة، قائلًا إنه لا يلبسها، فهل يمكنك الوقوف بحزم في وجه مثل هذا الإغواء؟ قد تفكِّر في الموقف وتقول لنفسك: "إنه غني، وهذه الملابس لا تعني له شيئًا. إنه لا يرتديها على أي حال. إذا لم يعطها لي، فسوف يحزمها بعيدًا في مكان ما. لذا، سأحتفظ بها". ما رأيك في هذا القرار؟ (إنه يستمتع بالفعل بمزايا المكانة). لماذا يُعد هذا استمتاعًا بمزايا المكانة؟ (لأنه قَبِلَ الأشياء الجيدة). هل مجرد قبول الأشياء الجميلة المقدمة لك، يُعد استمتاعًا بمزايا المكانة؟ إذا عُرض عليك شيئًا عاديًا، لكنه تحديدًا ما تحتاج إليه، ومن ثم تقبله، فهل يُعتبر هذا أيضًا استمتاعًا بمزايا المكانة؟ (نعم، عندما يقبل المرء أشياء من الآخرين لإشباع رغباته الأنانية، فهذا يُعد كذلك). يبدو أنك لا تفهم هذا الأمر بوضوح. هل فكرت يومًا في هذا الأمر: إذا لم تكن قائدًا ولم تكن لديك مكانة، فهل كان سيظل يقدم هذه الهبة؟ (لم يكن ليفعل) إنه لن يفعل قطعًا. كونك قائدًا هو ما يجعله يقدم هذه الهبة لك. لقد تغيَّرت طبيعة الشيء. هذا ليس عملًا خيريًّا عاديًّا، وهنا تكمن المشكلة. إذا سألتَه: "لو لم أكن قائدًا، لكنني مجرد أخ أو أخت عاديين، هل كنت ستقدم لي هذه الهدية؟ إذا احتاج أخ أو أخت إلى هذا الغرض، فهل ستعطيه لهما؟" كان ليقول: "لم أكن لأقدِر. لا أستطيع إعطاء الأشياء طوعًا أو كرهًا لأي شخص. إنني أعطيها لك لأنك قائدي. إذا لم يكن لديك هذا الوضع الخاص، فلماذا كنت لأقدم لك هذه الهبة؟" انظر الآن كيف فشلتَ في فهم الموقف. لقد صدَّقته عندما قال إنه ليس بحاجة إلى هذه البدلة الجميلة، لكنه كان يخدعك. هدفه هو أن تقبل هبته حتى تحسن إليه في المستقبل وتمنحه معاملة خاصة. هذا هو المقصد من وراء هبته. الحقيقة هي أنك تعرف في قلبك أنه لن يمنحك مثل هذه الهبة أبدًا لو لم تكن لديك مكانة، لكنك مع ذلك تقبلها. بلسانك تقول: "الشكر لله. لقد قبلت هذه الهبة من الله، إنه إحسان الله لي". إنك لا تستمتع بمزايا المكانة فحسب، بل تستمتع أيضًا بأشياء شعب الله المختار، كما لو كانت تحق لك. أليست هذه وقاحة؟ إذا كان الإنسان لا يملك أي ذرة ضمير، ويفتقر إلى كل شعور بالخزي، فهذه هي المشكلة. هل هذه مجرد مسألة سلوك؟ هل من الخطأ ببساطة قبول الأشياء من الآخرين، ومن الصواب رفضها؟ ماذا ينبغي أن تفعل عندما تواجه مثل هذا الموقف؟ يجب أن تسأل مقدم الهبات هذا عما إذا كان ما يفعله يتوافق مع المبادئ. قل له: "دعنا نبحث عن الإرشاد من كلمة الله أو المراسيم الإدارية للكنيسة، ونرى ما إذا كان ما تفعله يتماشى مع المبادئ. إذا لم يكن كذلك، فلا يمكنني قبول مثل هذه الهبة". إذا أبلغتْ هذه الموارد المانح بأن تصرفاته تنتهك المبادئ، ولكنه ظلَّ راغبًا في منحك الهبة، فماذا ينبغي أن تفعل؟ يجب أن تتصرف بحسب المبادئ. الناس العاديون لا يستطيعون التغلب على هذا. إنهم يتوقون بشغف لأن يمنحهم الآخرون المزيد، ويرغبون في الاستمتاع بمعاملة خاصة أكثر. إذا كنت من النوع الملائم من الأشخاص، فينبغي أن تصلِّي إلى الله على الفور، عند مواجهة مثل هذا الموقف، قائلًا: "يا إلهي، ما أواجهه اليوم هو بالتأكيد علامة على مشيئتك الصالحة. إنه درس أعددتَّه لي. أنا على استعداد لطلب الحق والتصرُّف بحسب المبادئ". الإغواءات التي يواجهها أصحاب المكانة كبيرة جدًّا، وبمجرد أن يأتي الإغواء، يصعب التغلُّب عليه حقًّا. أنت بحاجة إلى حماية الله وعونه؛ يجب أنْ تصلّي إلى الله، وعليك أيضًا أنْ تطلب الحق، وتتأمل باستمرار في نفسك. بهذه الطريقة، ستشعر بالاستقرار والسلام. ومع ذلك، إذا انتظرتَ بعد أن تتلقى مثل هذه الهبات لكي تصلِّي، فهل ستظل تشعر بهذا الاستقرار والسلام؟ (ليس بعد الآن). فماذا سيكون ظن الله فيك حينها؟ هل سيرضى الله عن أفعالك، أم سيزدريها؟ سيزدري أفعالك. هل المشكلة ببساطة تتعلق بقبولك لشيء ما؟ (لا). أين المشكلة إذًا؟ تكمن المشكلة في الآراء والمواقف التي تتبناها عند مواجهة مثل هذا الموقف. هل تقرِّر بنفسك أم تطلب الحق؟ هل لديك أي معيار للضمير؟ هل لديك قلب يتقي الله على الإطلاق؟ هل تصلِّي لله كلما واجهت الموقف؟ هل تطلب أولًا إشباع رغباتك، أم أنك تصلِّي وتطلب مقاصد الله أولًا؟ لقد كُشفتَ في هذا الأمر. كيف ينبغي أن تتعامل مع مثل هذا الموقف؟ يجب أن تكون لديك مبادئ ممارسة. أولًا، خارجيًا، يجب أن ترفض هذه الاعتبارات المادية الخاصة، هذه الإغواءات. حتى عندما يُعرض عليك شيء ترغب فيه بشدة أو الشيء الذي تحتاج إليه تحديدًا، يجب عليك أيضًا رفضه. ما المقصود بالأشياء المادية؟ إنها تشمل الطعام والملابس والمأوى وعناصر الاستخدام اليومي. يجب رفض هذه الاعتبارات المادية الخاصة. لماذا يجب أن ترفضها؟ هل القيام بذلك هو مجرد مسألة كيف تتصرَّف؟ لا؛ إنها مسألة موقفك المتعاون. إذا كنتَ تريد ممارسة الحق وإرضاء الله وتجنب الإغواء، فيجب أن يكون لديك هذا الموقف المتعاون أولًا. مع هذا الموقف، ستكون قادرًا على تجنب الإغواء، وسيكون ضميرك في سلام. إذا عُرض عليك شيئًا تريده وقَبِلتَه، سيشعر قلبك بتوبيخ ضميرك إلى حد ما. ومع ذلك، بسبب أعذارك وتبريرك لنفسك، ستقول إنك يجب أنْ تُعطى هذا الشيء، وأنَّه من حقك. وبعد ذلك، لن يكون تبكيت ضميرك بذات الدقة والوضوح. في بعض الأحيان، قد تؤثر أسباب أو أفكار وآراء معينة في ضميرك، بحيث لا يبكتك بشدة. هل ضميرك معيار موثوق إذًا؟ إنَّه ليس كذلك. هذا جرس إنذار يحذِّر الناس. ما نوع التحذير الذي يقدمه؟ إنَّه لا يوجد أمان في الاتكال على مشاعر الضمير وحدها؛ يجب على المرء أيضًا أن يطلب مبادئ الحق. هذا هو ما يمكن الاتكال عليه. من دون الحق ليقيِّد الناس، لا يزال بإمكانهم الوقوع في الإغواء، مع تقديم مختلف الأسباب والأعذار التي تسمح لهم بإشباع جشعهم من أجل مزايا المكانة. لذلك، كقائد، ينبغي أن تلتزم في قلبك بهذا المبدأ الوحيد: سأرفض دائمًا، وأحيد دائمًا، وأرفض تمامًا أي معاملة خاصة. الرفض المطلق هو شرط أساسي للحيدان عن الشر. إذا كنت تمتلك الشرط الأساسي للحيدان عن الشر، فأنت بالفعل تحت حماية الله إلى حد ما. وإذا كانت لديك مثل هذه المبادئ للممارسة وتتمسَّك بها، فأنت بالفعل تمارس الحق وترضي الله. أنت تسير بالفعل في الطريق الصحيح. عندما تسلك الطريق الصحيح وتُرضي الله بالفعل، هل لا تزال بحاجة إلى اختبار ضميرك؟ التصرُّف بحسب المبادئ وممارسة الحق أعلى من معايير الضمير. إذا كان لدى شخص ما العزم على أن يكون متعاونًا، وكان قادرًا على التصرُّف بحسب المبادئ، فهذا يعني أنه قد أرضى الله بالفعل. هذا هو المعيار الذي يطلبه الله من الناس.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. كيف تعالج إغواءات المكانة وعبوديتها
عليك أن تأتي غالبًا أمام الله، وأن تأكل وتشرب كلمات الله وتفكّر مليًّا فيها، وأن تقبل تأديبه وإرشاده لك، وتتعلم درس الخضوع، فهذا مهم للغاية. يجب أن تكون قادرا على الخضوع لجميع البيئات، والناس، والأحداث، والأشياء التي أعدّها الله لك. وعندما يتعلّق الأمر بمسائل لا يمكنك سبر غورها، عليك أن تصلّي غالبًا أثناء طلبك الحقّ؛ ذلك أنه لا يمكنك أن تشقّ طريقك إلى الأمام إلا من خلال فهم مقاصد الله. يجب أن يكون لديك قلب يتقي الله. افعل ما ينبغي عليك فعله بعناية وحذر، وعش أمام الله بقلب خاضع له. هدئ نفسك كثيرًا أمامه، ولا تكن منحلًا. على أقل تقدير، عندما يحدث لك شيء ما، هدئ نفسك أولًا، ثم سارع بالصلاة، وتوصل إلى فهم مقاصد الله من خلال الصلاة والطلب والانتظار. أليس هذا موقف اتقاء الله؟ إذا اتقيت الله وخضعت له في قلبك، وكنت قادرًا على تهدئة نفسك أمامه وفهم مقاصده، فمع هذا النوع من التعاون والممارسة ستكون محميًا، ولن تُغوى، ولن تفعل أي شيء يعطل عمل الكنيسة أو يزعجه. اطلب الحق في الأمور التي لا يمكنك رؤيتها بوضوح. لا تصدر الأحكام أو الشجب بلا تبصر. بهذه الطريقة، لن يبغضك الله ولن يزدريك. إن كان لديك قلب يتقي الله فستخشى الإساءة إليه، وإذا غُوِيتَ ستعيش أمام الله في رعب وذعر، وتتوق إلى الخضوع له وإرضائه في كل شيء. فقط حين تصبح لديك مثل هذه الممارسة وتكون قادرًا على العيش غالبًا في مثل هذه الحالة، وأن تهدئ نفسك أمام الله في كثير من الأحيان وأن تأتي أمامه غالبًا، ستكون قادرًا دون وعي على أن تحيد عن الغواية والشرور. من دون قلب يتقي الله أو بقلب لا يأتي أمامه، ثمة شرور ستكون قادرًا على فعلها. إنَّ لديك شخصية فاسدة، ولا يمكنك السيطرة عليها، لهذا أنت قادر على الشر. ألن تكون التبعات شديدة إذا كنت ستفعل مثل هذا الشر الذي يشكِّل عرقلة وإزعاجًا؟ على الأقل، ستُهذَّب، وإذا كان ما فعلته خطيرًا فسيزدريك الله، وستُطرد من الكنيسة. لكن إذا كان لديك قلب خاضع لله، وكان بإمكان قلبك في كثير من الأحيان أن يهدأ أمام الله، وإذا كنت تتقي الله وترهبه، ألن تستطيع عندئذ البقاء بعيدًا عن الكثير من الشرور؟ إذا كنت تتقي الله وتقول: "أنا أرهب الله، وأخشى الإساءة إليه، وتعطيل عمله وإثارة مقته"، أليس هذا موقفًا طبيعيًا وحالة طبيعية ليكونا لديك؟ ما الذي كان من شأنه إثارة هذه الرهبة لديك؟ لقد نشأت هذه الرهبة لديك من قلب يتقي الله. إذا كانت لديك في قلبك رهبة من الله، فستتجنب الشرور وتحيد عنها عندما تراها، وهكذا تكون محميًا. أيمكن لشخص ليس لديه في القلب رهبة من الله أن يتقيه؟ هل يمكنه أن يحيد عن الشر؟ (لا). أليسوا من لا يستطيعون اتقاء الله ولا يرهبونه أناسًا جريئين؟ أيمكن كبح جماح الناس الجريئة؟ (لا). ألا يفعل أولئك الذين لا يمكن كبح جماحهم كل ما يتبادر إلى أذهانهم في حرارة اللحظة؟ ما الأشياء التي يفعلها الناس عندما يتصرفون بحسب إرادتهم وبحسب حماستهم وبحسب شخصياتهم الفاسدة؟ إنها أشياء شريرة بحسب ما يراها الله. لذلك، يجب أن تروا بوضوح أنه من الجيد للإنسان أن يكون لديه في قلبه رهبة من الله، فبها يمكن للمرء أن يصل لتقوى الله. عندما يكون الله في قلب المرء ويمكنه أن يتقي الله، سيتمكن من البقاء بعيدًا عن الشرور. هؤلاء الناس هم الذين لديهم أمل في الخلاص.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يطأ المرء طريق الخلاص إلّا بتقوى الله
أثناء عمل الله في عطائه الدائم للإنسان ودعمه له، فإنه يخبر الإنسان عن مجمل إرادته ومتطلّباته، ويُظهِر للإنسان أعماله وشخصيّته وما لديه وما هو عليه. والهدف هو تزويد الإنسان بالقامة، والسماح للإنسان باكتساب حقائق متنوّعة من الله في أثناء اتّباعه – وهي حقائق مثل أسلحة أعطاها الله للإنسان لمحاربة الشيطان. وبينما يكون الإنسان مُجهّزًا هكذا، ينبغي عليه أن يواجه اختبارات الله. الله لديه العديد من الوسائل والسبل لاختبار الإنسان، ولكن كلّ واحدٍ منها يتطلّب "تعاون" عدو الله: الشيطان. وهذا يعني أن الله بعد أن أعطى الإنسان الأسلحة التي يخوض بها المعركة مع الشيطان، فإنه يُسلّمه إلى الشيطان ويسمح للشيطان "باختبار" قامة الإنسان. إذا استطاع الإنسان الخروج من تشكيلات معركة الشيطان، أي إذا استطاع الإفلات من تطويق الشيطان واستمرّ على قيد الحياة، يكون الإنسان عندئذٍ قد اجتاز الاختبار. ولكن إذا أخفق الإنسان في الخروج من تشكيلات الشيطان في المعركة وأذعن للشيطان، يكون عندئذٍ قد أخفق في الاختبار. أيًّا كان جانب الإنسان الذي يفحصه الله، فإن معايير فحصه هي ما إذا كان الإنسان ثابتًا في شهادته عندما يهاجمه الشيطان أم لا، وما إذا كان قد تخلّى عن الله ووأذعنَ واستسلم للشيطان بينما كان واقعًا في شرك الشيطان أم لا. يمكن القول بأن إمكانيّة خلاص الإنسان تعتمد على ما إذا كان بمقدوره التغلّب على الشيطان وهزيمته أم لا، أمّا إمكانيّة نيله الحريّة أم لا فتعتمد على ما إذا كان بمقدوره أن يستخدم بنفسه الأسلحة التي أعطاها إياه الله ليتغلّب على عبوديّة الشيطان، مما يجعل الشيطان يتخلّى عن الأمل تمامًا ويتركه وشأنه. إذا تخلّى الشيطان عن الأمل وترك شخصًا ما، فهذا يعني أن الشيطان لن يحاول مرةً أخرى مطلقًا أن يأخذ هذا الشخص من الله، أو يتّهمه مرةً أخرى يزعجه، ولن يُعذّبه مرةً أخرى أو يهاجمه بوحشية؛ وأن مثل هذا الشخص دون سواه يكون الله قد ربحه بالفعل. هذه هي العمليّة الكاملة التي بواسطتها يربح الله الناس.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)
مقتطفات من فيلم ذي صلة
كيف أتحرر من إدمان الألعاب؟
ترانيم ذات صلة
يجب أن تشهد لله في كل الأشياء
الله لن يربح سوى الذين يغلبون الشيطان كليًا