26. ما هو التغيير في الشخصية
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
التغيير في الشخصية هو الرؤية الرئيسية للمؤمنين بالله. إن تحقيق التغيير في الشخصية ليس بالأمر السهل؛ إذ إن الله لا يخلّص البشر حديثي الخلق الذين لم يفسدهم الشيطان، بل مجموعة من البشر الذين أفسدهم بشدة، الممتلئين بالسموم الشيطانية والشخصيات الشيطانية، الذين يشبهون الشيطان تمامًا، ويقاومون الله ويتمردون عليه. إن تحويل شخصية المرء الفاسدة يشبه علاج شخص مصاب بالسرطان. هذه عملية معقدة، أليس كذلك؟ حيث تتطلب الجراحة والعلاج الكيميائي طويل الأمد وإعادة الفحص بعد فترة من الزمن. العملية معقدة حقًا. لذا، لا تَعتبر التغيير في الشخصية مسألة بسيطة. إنه ليس التغيير في السلوك أو الصفات الشخصية التي يتصورها الناس، كما أنه ليس شيئًا يحققه الناس لمجرد أنهم يريدون ذلك. هناك العديد من العمليات التي ينطوي عليها التغيير في الشخصية، وهذه العمليات مشروحة بوضوح شديد في كلمات الله. لذلك يجب أن تفهم منذ اليوم الأول الذي تبدأ فيه الإيمان بالله كيف يخلّص الله الناس والتأثير الذي يريد تحقيقه من خلال خلاصه لهم. إذا كنت ترغب في السعي إلى الحق وتحقيق التغيير في الشخصية، فيجب عليك تغيير وجهات نظرك الخاطئة حول الإيمان بالله. إن الإيمان بالله لا يتطلب منك أن تكون حسن السلوك، أو شخصًا صالحًا، أو شخصًا ملتزمًا بالقانون، أو أن تفعل الكثير من الأعمال الصالحة التي تحظى باستحسان الآخرين. اعتقد الناس في الماضي أن الإيمان بالله والسعي إلى التغيير في الشخصية يعني أن تحاول إرضاء الناس، وأن يكون لديك ظاهريًا بعض الشبه الإنساني، وبعض الثقافة، وبعض الصبر، أو أن يكون لديك بعض التقوى والمحبة الظاهريين للآخرين، وأن تساعد الآخرين وتتصدق. بتعبير آخر، أن تكون ما تعتبره المفاهيم والتصورات البشرية شخصًا صالحًا. كل شخص لديه مثل هذه المفاهيم والأمور في قلبه، وهذا أحد جوانب السموم الشيطانية. في الماضي، لم يكن بإمكان أي شخص يؤمن بالله أن يشرح بوضوح مسألة التغيير في الشخصية؛ إذ لم يكن على دراية بالمسائل الإيمانية، ولم يكن الإيمان شيئًا يفهمه بالفطرة، أو يمكنه فهمه بعد بضع سنوات من الإيمان بالمسيحية. ذلك لأن الله لم يكن قد قام بعد بهذا الجانب من عمله، ولم يكن قد عبّر عن هذا الجانب من الحق. لهذا السبب اعتبر العديد من الناس، بناءً على مفاهيمهم وتصوراتهم، أن الإيمان هو مسألة إجراء بعض التغييرات في سلوكهم وممارساتهم السطحية، وتغيير بعض وجهات نظرهم الخاطئة بشكل واضح. حتى إن البعض اعتقد أن الإيمان يعني تحمل المزيد من المصاعب، أو عدم تناول طعام جيد، أو عدم ارتداء ملابس فاخرة؛ تمامًا مثل الراهبات الكاثوليك في الدول الغربية في الماضي، اللاتي اعتقدن أن الإيمان بالله يعني ببساطة تحمل المزيد من المشقة والاستمتاع بأشياء جيدة أقل في حياتهن، والتصدق بالمال – عندما يكون لديهن – على الفقراء، أو القيام بالمزيد من الأعمال الصالحة ومساعدة الآخرين. لقد ركزن طوال حياتهن على المعاناة، إذ لم يأكلن أي طعام طيّب أو يرتدين أي ملابس جميلة. وعند وفاتهن لم تكن ملابسهن تساوي سوى بضعة دولارات. ربما تحدثت الأخبار في جميع أنحاء العالم عن أعمالهن. فماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه في أذهان الناس، أمثال هؤلاء وحدهم هم الصالحون والفاضلون، وأن هؤلاء هم وحدهم من يعتبر العالَمُ الديني أنهم قد فعلوا أشياءَ جيدة وأعمالًا صالحة، وأنهم وحدهم قد خضعوا للتحول ولديهم قناعة بالفعل. وهكذا، قد لا تكونون جميعًا استثناءً، وربما تعتقدون أيضًا أن الإيمان بالله يجب أن يعني أن تكون شخصًا صالحًا؛ شخصًا لا يضرب الآخرين أو يهينهم، ولا يستخدم لغة سيئة أو يفعل أشياء سيئة، شخصًا يمكن للناس أن يروا في ظاهره أنه مؤمن بالله وشخص يمكنه تمجيد الله. هذه حالة عقلية يمتلكها من بدأوا للتو في الإيمان بالله. إنهم يعتقدون أن هذا تغيير في الشخصية، وأن هذا هو نوع الشخص الذي يرضي الله. هل وجهة النظر هذه صحيحة؟ لا يملك مثل هذه الأفكار الساذجة سوى الأشخاص الذين بدأوا للتو في إيمانهم. بمجرد أن يفهم المرء بعض الحقائق، سرعان ما تختفي هذه الأنواع من التفكير. بغض النظر عن مدى رسوخ وجهة النظر هذه في قلبك سابقًا، فأنتم لم تكتشفوا بعد أخطاءها وانحرافاتها، ومهما بلغ عدد سنوات إيمانك بالله، فإن وجهات النظر الخاطئة هذه لم تُحل تمامًا. من هذا يتضح أن قلة من الناس يفهمون حقًا ما هو التغيير في الشخصية، وهم لا يفهمون ما يعنيه الإيمان بالله حقًا، وكيف تكون شخصًا حقيقيًا، ونوع الشخص الذي يرضي الله، أو نوع الشخص الذي يجده الله مقبولًا، ونوع الشخص الذي يريد الله أن يربحه. إذا كنت لا تفهم هذه الأشياء، فهذا يدل على أنك لم تُرسِ أساسًا متينًا على الطريق الصحيح، ولا تزال تلك المفاهيم والتصورات البشرية والأفكار الذاتية تهيمن على تفكيرك ووجهات نظرك.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. طريق الممارسة نحو تغيير شخصية المرء
إلامَ يشير التحوُّل في الشخصية؟ هو عندما يقبل شخص يحب الحق، دينونة كلام الله وتوبيخه ويخضع لجميع أنواع المعاناة والتنقية بينما يختبر عمل الله، ويُطهَّر من السموم الشيطانية الموجودة بداخله ويتخلص تمامًا من شخصياته الفاسدة، ويتمكن من الخضوع لكلام الله وجميع تنظيماته وترتيباته، ولا يتمرد أو يقاوم مرَّة أخرى أبدًا. هذا تحوُّل في الشخصية. ... التحول في الشخصية يعني أنَّ شخصًا ما، لأنه يحب الحق ويمكنه قبوله، يتوصل أخيرًا إلى معرفة طبيعته المتمردة على الله والمعارضة له. إنه يفهم أن البشر فاسدون بعمق شديد، ويفهم سخافة الجنس البشري وخداعه وحالة الجنس البشري المُفقَرَة والمثيرة للشفقة، وفي النهاية يفهم جوهر طبيعة الجنس البشري. وبمعرفة هذا كله، يصبح قادرًا على إنكار نفسه والتمرد عليها تمامًا، والعيش وفقًا لكلمة الله، وممارسة الحق في جميع الأشياء. هذا شخص يعرف الله، وشخص تغيَّرت شخصيته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان
التغيير في الشخصية ليس تغييرًا في السلوك أو الطبع، وبالأحرى ليس التغيير الذي يصبح معه الناس أكثر دراية أو علمًا. يريد الله تغيير أفكار وآراء كل شخص من خلال كلامه، وتمكينه من فهم الحق، حتى يتمكن من تحقيق تحول في كيفية رؤيته للأشياء. هذا ليس سوى جانب واحد، وجانب آخر هو تغيير المبادئ التي تقوم عليها كيفية سلوك الناس، وهو تغيير في نظرتهم للحياة؛ وجانب آخر أيضًا هو تغيير الطبيعة والشخصية الشيطانية المتأصلة التي تنكشف في الناس. بشكل عام، يشمل التغيير في الشخصية هذه الجوانب الثلاثة.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. طريق الممارسة نحو تغيير شخصية المرء
يشير التحوُّل في الشخصية بصورة رئيسية إلى تحوُّلٍ في طبيعة المرء. لا يمكن النظر إلى الأمور في طبيعة الشخص من التصرفات الظاهرية؛ إذ إنها ترتبط مباشرةً بقيمة وأهمية وجوده، بنظرته إلى الحياة وقِيَمِه، التي تشمل الأمورِ الكامنةِ في أعماق نفسه وجوهره. إن لم يستطع الشخص قبول الحق فلن يحدث له أي تحوُّل في هذه الجوانب. ولا يمكن القول بأن شخصية المرء قد تغيَّرَت إلَّا من خلال اختبار عمل الله، والدخول كليةً في الحق، وتغيير قيمه ووجهات نظره حول الوجود والحياة، وجعل وجهات نظره عن الأشياء تتوافق مع كلمة الله، وقدرته على الخضوع الكامل لله والوفاء له. في الوقت الحاضر قد يبدو أنَّك تبذل بعض الجهد، أو أنك مرن في مواجهة المشقة بينما تؤدي واجبك، أو قد تتمكَّن من تنفيذ ترتيبات العمل المرسلة من الأعلى، أو قد يكون باستطاعتك الذهاب إلى أي مكان يُطلب منك الذهاب إليه. قد يبدو ظاهريًا كما لو كنتَ مطيعًا إلى حد ما، ولكن عندما يحدث شيء لا يتماشى مع مفاهيمك، فإن تمردك يأتي إلى الواجهة. على سبيل المثال، أنت لا تخضع للتهذيب، وتكون أقل خضوعًا عند وقوع الكارثة؛ حتى أنك تجد داخلك أنك تتذمر من الله. لذلك فإن ذلك القليل من الخضوع والتغيير الظاهري هو مجرد تغيير بسيط في السلوك. ثمة القليل من التغيير، ولكنه لا يكفي ليُشكّل تحوّلًا في شخصيتك. قد تكون قادرًا على الركض في مسارات كثيرة، وتلاقي مصاعب كثيرة، وتتحمَّل ذُلًا كبيرًا؛ قد تشعر أنَّك قريب جدًا من الله، وقد يعمل الروح القدس عملًا ما في داخلك. لكنْ، عندما يطلب الله منك أن تفعل شيئًا لا يتوافق مع أفكارك، فلعلك مع ذلك لا تخضع، بل تبحث عن الأعذار، وتتمرَّد على الله وتقاومه، حتى في المناسبات العصيبة، تشكك فيه وتقاومه. ستكون هذه مشكلة خطيرة! سيبيّن هذا أن لديك طبيعةً مقاومةً لله، وأنك لا تفهم الحق حقًّا، وأن شخصيتك الحياتية لم تتغير على الإطلاق. بعد إعفاء أو إخراج بعض الناس، يظلون يجدون في أنفسهم الجرأة لدينونة الله ويقولون إن الله ليس بارًا. بل إنهم يجادلون الله ويقاومونه، وينشرون مفاهيمهم حول الله وعدم الرضا عن الله أينما ذهبوا. أناس مثل هؤلاء هم أبالسة أشرار يقاومون الله. والأشخاص الذين لديهم طبائع إبليسية لن يتغيروا أبدًا ويجب نبذهم. وحدهم أولئك الذين يستطيعون طلب الحق وقبوله في كل موقف، والخضوع لعمل الله، لديهم أمل في ربح الحق وتحقيق تغيير في الشخصية. يجب أن تتعلم في اختباراتك التمييز بين الحالات التي تبدو ظاهريًا طبيعية. قد تنتحب وتبكي في أثناء الصلاة، أو تشعر أن قلبك يحب الله كثيرًا، وقريب جدًا من الله، ومع ذلك فهذه الحالات ليست سوى عمل الروح القدس، ولا تدل على أنك شخص يحب الله. إذا كان لا يزال بوسعك أن تحب الله وتخضع له حتى حينما لا يعمل الروح القدس، وحينما يقوم الله بأشياء لا تتوافق مع مفاهيمك، حينئذ فقط تكون شخصًا يحب الله حقًا. وحينئذ فقط تكون شخصًا تغيرت شخصيته الحياتية. وهذا الشخص وحده هو الذي لديه واقع الحق.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ما ينبغي معرفته عن تغيير شخصية المرء
إذا تغيرت شخصية المرء الحياتية، ستكون نظرته للحياة قد تغيَّرت بالتأكيد أيضًا. أمام هذه القيم المختلفة، لن يعيش لنفسه مرَّةً أخرى على الإطلاق، ولن يؤمن بالله أبدًا لغرض كسب البركات لنفسه. سوف يكون مثل هذا الشخص قادرًا على القول: "معرفة الله قيّمة. إن مت بعد معرفة الله، فسيكون هذا رائعًا؟ إن كان يمكن أن أعرف الله وأخضع له، وأن أكون قادرًا على أن أعيش حياةً ذات معنى، عندها لن أكون قد عشت عبثًا، ولن أموت نادمًا؛ فليست لديَّ أيَّ شكاوى". لقد تبدل منظور ذلك الشخص للحياة. السبب الرئيسيّ للتغيير في شخصيَّة المرء الحياتية هو لأنه يملك واقع الحقّ، وربح الحق، ولديه معرفة بالله؛ لذلك تتغيَّر نظرة المرء للحياة وتختلف القيم عن ذي قبل. يبدأ التغيير من قلب المرء ومن داخل حياة الفرد؛ وهو بالتأكيد ليس تغييرًا خارجيًا. يترك بعض المؤمنين الجُدد، بعد أن بدأوا يؤمنون بالله، العالم الدنيوي وراءهم. عندما يواجهون غير المؤمنين لاحقًا، لا يكون لدى هؤلاء المؤمنون إلا القليل ليقولوه، ونادرًا ما يتّصلون بأقاربهم وأصدقائهم غير المؤمنين. يقول غير المؤمنين: "لقد تغيَّر هذا الشخص". ثم يُفكِّر المؤمنون: "لقد تبدلت شخصيَّتي الحياتية؛ غير المؤمنين هؤلاء يقولون إنني قد تغيَّرت". هل تبدلت شخصيَّة مثل هذا الشخص بالفعل؟ كلا، لم تتغير. ما يُظهره هي مُجرَّد تغييراتٍ خارجيَّة. لم يحدث أيّ تغييرٍ حقيقي في حياته وتظل طبيعته الشيطانيَّة مُتأصِّلة في قلبه دون أن يمسَّها شيءٌ نهائيًّا. أحيانًا ما يتأثَّر الناس بالحماسة بسبب عمل الرُّوح القُدُس؛ حيث قد تحدث بعض التغييرات الخارجيَّة ويُؤدِّون بعض الأعمال الحسنة. ولكن هذه ليست هي نفسها كإحداث تغيير في الشخصيَّة. إن لم تكن تتمتع بالحقّ، ولم تتغيَّر وجهة نظرك عن الأشياء حتى لدرجة أنها لا تختلف حتَّى عن وجهة نظر غير المؤمنين، وإن لم تتبدَّل نظرتك للحياة وقيمك، وإن لم يكن لديك حتَّى قلب يتقي لله، وهو أقلّ ما يجب أن يكون لديك، فأنت بعيد كل البُعد عن تحقيق تغيير في الشخصية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
ما فهمته من قبل عن التغيير في شخصيتك هو أن تتوقف، أنت الذي تتسرع في إصدار الأحكام، عن الكلام دون رويّة، وذلك من خلال تأديب الله، غير أن ذلك ما هو سوى جانب واحد من التغيير، بيد أن النقطة الأهم الآن هي اتباع إرشاد الروح القدس؛ فتتبع كل ما يقوله الله، وتخضع لكل أقواله. ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم تأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا الخضوع لله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا. في الماضي، كان الحديث عن التغيرات في الشخصية يدور بصفة رئيسية حول تمرد المرء على ذاته، وترك الجسد يعاني، وتأديب جسد المرء، والتخلص من الرغبات الجسدية؛ وهذا نوع واحد من التغيير في الشخصية. بيد أنَّ الجميع أصبحوا يعرفون اليوم أن التعبير الحقيقي عن التغيير في الشخصية هو الخضوع لكلام الله الحالي ومعرفة عمله الجديد حقّ المعرفة. بهذه الطريقة يمكن التخلص من فهم الناس السابق عن الله، والذي تأثر بتصوراتهم، ويمكنهم أن يبلغوا معرفة حقيقية بالله وخضوعًا له، وهذا وحده ما يُعَد تعبيرًا حقيقيًا عن التغير في الشخصية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله
لا يكمن تغيير الشخصية في التغييرات في الطقوس أو اللوائح، فضلًا عن أن يكمن في التغييرات في المظهر الخارجي للشخص، أو السلوك الظاهري أو الطبيعة أو المزاج. لا يتعلق الأمر بتحويل مزاج هادئ إلى مزاج سريع الانفعال أو العكس، ولا يتعلق بتحويل الانطوائي إلى منفتح، أو شخص ثرثار إلى شخص قليل الكلام. هذه ليست هي الطريقة، وهذا بعيد كل البعد عن متطلبات الله، وهو أمر بعيد المنال! عندما يبدأ شخص ما في الإيمان بالله لأول مرة، فإنه يفعل الأشياء دائمًا وفقًا لمفاهيمه وتصوراته لأنه لا يفهم الحق. وهذا يؤدي به إلى أن يحيد عن الطريق القويم، وأن يضيّع عدة سنوات من وقته دون ربح أي شيء حقيقي. إنه لا يعرف في ذلك الوقت أنه يجب عليه أن يسلك طريق السعي إلى الحق في إيمانه بالله، ويقوده هذا إلى اتباع المنعطفات الخاطئة لعدة سنوات، قبل أن يدرك أن أهم شيء في الإيمان بالله هو فهم الحق والدخول إلى الواقع لتحقيق الخلاص، وأن هذا هو الشيء الأهم. عندها فقط يفهم أن التغيير في الشخصية الذي يتحدث عنه الله لا يشير إلى تغييرات في السلوك الخارجي، بل أن الله يطلب بدلًا من ذلك من الناس أن يفهموا أنفسهم وجوهرهم الفاسد، وأن يبذلوا جهدًا ويجدوا السبب الجذري فيما يتعلق بفهم جوهر طبيعة الإنسان، ثم يتخلصوا من شخصياتهم الفاسدة، ويمارسوا الحق، ويتمكنوا من طاعة الله وعبادته. هذا ما يعنيه تغيير شخصية المرء الحياتية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. طريق الممارسة نحو تغيير شخصية المرء
ليس التحوّل في شخصية المرء تغييرًا في السلوك، وليس تظاهرًا بتغيير خارجي، أو تحوّلًا مؤَقتًّا مدفوعًا بالحماسة بصرف النظر عن مدى صلاح هذه التغييرات، فإنها لا يمكن أن تحلّ محلّ التغييرات في الشخصيَّة الحياتيَّة؛ لأن هذه التغييرات الخارجيَّة يمكن تحقيقها من خلال جهود المرء الشخصية، أمَّا التغييرات في الشخصيَّة الحياتيَّة فلا يمكن تحقيقها بالجهد البشريّ وحده. فاختبار دينونة الله وتوبيخه وتجاربه وتنقيته مطلوبٌ لتحقيق هذا، بالإضافة إلى كمال الرُّوح القُدُس. وعلى الرغم من أن المؤمنين بالله يُظهرون قدرًا من السلوك الصالح، فإنه لا يوجد واحد منهم يخضع لله حقًّا، أو يحبّ الله حقًّا، أو يمكنه أن يتبع مشيئة الله. لِمَ هذا؟ لأن هذا يتطلَّب تغييرًا في الشخصيَّة الحياتيَّة، ومُجرَّد التغيير في السلوك هو أبعد ما يكون عن أن يكون كافيًا. فالتغيير في الشخصيَّة يعني أنك تعرف الحقّ وتختبره، وأن الحقّ أصبح حياتك ويمكنه أن يقودك ويسود حياتك وكيانك بجملته. هذا تغييرٌ في شخصيَّتك الحياتيَّة. ووحدهم الناس الذين يملكون الحقّ باعتباره الحياة هم أولئك الذين تغيَّرت شخصيَّاتهم. في الماضي، ربَّما كانت توجد بعض الحقائق التي لم تستطع ممارستها عندما فهمتها، ولكن يمكنك الآن ممارسة أيّ جانبٍ تفهمه من الحقّ دون عقبات أو صعوبة. عندما تمارس الحقّ تشعر بأنك مملوء سلامًا وسعادة، أمّا إذا لم تتمكَّن من ممارسة الحقّ، فإنك تشعر بالألم ويضطرب ضميرك. يمكنك ممارسة الحقّ في كلّ شيءٍ، والعيش وفقًا لكلام الله، ويكون لديك أساس للعيش. وهذا يعني أن شخصيَّتك قد تغيَّرت. يمكنك الآن بسهولةٍ التخلِّي عن مفاهيمك وتصوُّراتك، وتفضيلاتك ومساعيك الجسديَّة، وتلك الأشياء التي لم يكن بإمكانك التخلِّي عنها من قبل؛ فتشعر أن كلام الله صالح حقًّا، وأن ممارسة الحقّ هي أفضل شيء تعمله. وهذا يعني أن شخصيَّتك قد تغيَّرت. يبدو التغير في الشخصيَّة بسيطًا للغاية، لكنه في الواقع عمليَّة تنطوي على الكثير من الاختبار. يحتاج الناس خلال هذه الفترة إلى تحمُّل العديد من المصاعب، ويحتاجون إلى إخضاع أبدانهم والتمرد على جسدهم، كما يحتاجون أيضًا إلى تحمُّل الدينونة والتوبيخ والتهذيب والتجارب والتنقية، كما يحتاجون أيضًا إلى اختبار الكثير من الإخفاقات والسقطات والصراعات الداخليَّة والعذابات في قلوبهم. فبعد هذه التجارب وحدها يتمكَّن الناس من فهم طبيعتهم، ولكن بعض الفهم لا ينتج تغييرًا كاملًا على الفور؛ فيكون عليهم أن يمرّوا بفترةٍ طويلة من الاختبار قبل أن يتمكَّنوا أخيرًا من التخلص من شخصيَّاتهم الفاسدة شيئًا فشيئًا.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ما ينبغي معرفته عن تغيير شخصية المرء
إن تحقيق التغيير في شخصية المرء ليس بالأمر البسيط، لا يعني ذلك مجرد إجراء بعض التغييرات في السلوك، أو اكتساب بعض المعرفة عن الحق، أو القدرة على التحدث قليلًا عن اختبار المرء مع كل جانب من جوانب الحق، أو الحصول على بعض التغييرات، أو أن يصبح خاضعًا قليلًا بعد التأديب. هذه الأشياء لا تشكِّل تغييرًا في شخصية المرء الحياتية. لماذا أقول هذا؟ على الرغم من أنك ربما قد تغيرت بعض الشيء، إلا أنك ما زلت لا تمارس الحق بشكل حقيقي. ربما لأنك موجود مؤقتًا في بيئة مناسبة، ويسمح الوضع بذلك، أو أن ظروفك الحالية قد أرغمتك، فأنت تتصرف بهذه الطريقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أن تمارس الحقّ عندما تكون في حالةٍ مزاجيَّة جيِّدة، وعندما تكون حالتك طبيعيَّة، وعندما يعمل الرُّوح القُدُس فيك. ولكن افترض أنك في خضمّ تجربةٍ، وعندما تعاني مثل أيُّوب وسط تجاربك، أو أنك تواجه تجربة الموت. عندما يحدث هذا، هل ستظلّ مع ذلك قادرًا على ممارسة الحقّ والثبات في الشهادة؟ هل يمكنك أن تقول شيئًا مثلما قال بطرس: "حتى لو كنت سأموت بعد معرفتي بك، كم سأكون مسرورًا وسعيدًا بذلك؟" ما الذي كان يُقدِّره بطرس؟ كان بطرس يُقدِّر الخضوع، وكان يعتبر معرفة الله الشيء الأهمّ؛ ولذلك كان قادرًا على الخضوع حتَّى الموت. لا يحدث التحوُّل في الشخصيَّة بين عشيَّةٍ وضحاها؛ إذ يستغرق تحقيقه حياة كاملة من الاختبار. ذلك أن فهم الحقّ أسهل قليلًا، ولكن القدرة على ممارسة الحقّ في مختلف المواقف أمرٌ صعب. لماذا يواجه الناس دائمًا صعوبة في ممارسة الحقّ؟ في الواقع، جميع هذه الصعوبات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالشخصيَّات الفاسدة للناس، وجميعها عوائق تأتي من الشخصيَّات الفاسدة. ولذلك، لا بدّ أن تعاني كثيرًا وتكون قادرًا على دفع ثمن لممارسة الحقّ. فإذا لم تكن لديك طباع فاسدة، فلن تضطرّ إلى المعاناة ودفع الثمن لممارسة الحقّ. أليست هذه حقيقة واضحة؟ أحيانًا قد يبدو من الخارج كما لو أنك تمارس الحقّ، ولكن طبيعة أفعالك في الواقع لا تُظهِر أنك تفعل ذلك. في اتباع الله، أناس كثيرون قادرون على التخلي عن عائلاتهم ووظائفهم وأداء واجباتهم، ولذلك يعتقدون أنهم يمارسون الحق. ومع ذلك، فإنهم لا يتمكنون أبدًا من تقديم شهادة اختبارية حقيقية. ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ لقياسهم بمفاهيم الناس، يبدو أنهم يمارسون الحق، لكن الله لا يعترف بما يفعلونه على أنه ممارسة للحقّ. إذا كانت الأمور التي تفعلها مغشوشة ومدفوعة بدوافع شخصيَّة، فأنت عرضة للانحراف عن المبادئ، ولا يمكن القول إنك تمارس الحقّ، وما هذا إلّا نوع من السلوك. وبالتدقيق، من المحتمل أن يدين الله هذا النوع من السلوك، لن يستحسنه أو يتذكره. للاستمرار في تشريح هذا وصولًا إلى جوهره وجذوره، فأنت شخص يفعل الشر، وسلوكياتك الظاهرية تشكّل معارضة لله. يبدو من الخارج أنك لا تعرقل أيّ شيءٍ أو تزعجه وأنك لم تتسبَّب في أيَّة أضرارٍ حقيقيَّة. يبدو أن الأمر منطقيٌّ ومعقول، ولكن من الداخل، هناك ملوثات ومقاصد بشرية، وجوهرها عمل الشرّ ومقاومة الله. ولذلك، يجب عليك تحديد ما إذا كان يوجد تغييرٌ في شخصيَّتك وما إذا كنت تمارس الحقّ من خلال استخدام كلام الله والنظر في الدوافع الكامنة وراء أفعالك. لا يَعْتَمِدُ الأمر على ما إذا كانت أفعالك تتفق مع التصورات البشرية والأفكار البشرية، أو ما إذا كانت تتفق مع ذوقك، أمور كهذه غير ذات أهمية. ولكنه بدلًا من ذلك يعتمد على قول الله إذا ما كنت تتماشى مع مقاصده أم لا، وإذا ما كانت أفعالك تملك واقع الحقّ أم لا، وإذا ما كانت تفي بمقاييسه المطلوبة أم لا. إنَّ قياس نفسك على متطلبات الله هو وحده القياس الدقيق. إن التحول في الشخصية ووضع الحق موضع التنفيذ ليسا بالبساطة والسهولة التي يتصورها الناس. هل تفهمون هذا الآن؟ هل لديكم أي خبرة في هذا؟ عندما يتعلق الأمر بجوهر مشكلة، فقد لا تفهمونه. كان دخولكم سطحيًا للغاية. أنتم تهرولون طوال اليوم، من الفجر حتى الغسق، وتستيقظون باكرًا وتذهبون للنوم في وقت متأخر، ومع ذلك لم تحققوا التحول في شخصيتكم الحياتية، ولا يمكنكم أن تفهموا هذا التحول في الشخصية. هذا يعني أن دخولكم ضحل للغاية، أليس كذلك؟ بغض النظر عن مدة إيمانك بالله، فلعلك لا تلمس جوهر التحول في الشخصية وعمق الأشياء المتعلقة به. هل يمكن القول إن شخصيتك قد تغيرت؟ كيف تعرف ما إذا كان الله يستحسنك أم لا؟ على الأقل، ستشعر بثبات استثنائي فيما يتعلق بكل ما تفعله، وستشعر بالروح القدس يرشدك وينيرك ويعمل فيك بينما تؤدي واجباتك، وتقوم بأي عمل في بيت الله، أو بصورة عامة. ستتوافق أفعالك مع كلام الله تمام التوافق، وبمجرد أن تكتسب درجة معينة من الخبرة، ستشعر أن طريقة تصرفك في الماضي كانت مناسبة نسبيًا. لكنك إذا شعرت – بعد اكتساب الخبرة لفترة من الوقت – أن بعض الأشياء التي فعلتها في الماضي لم تكن مناسبة، وكنت غير راضٍ عنها، وتشعر أنها لم تكن تتفق مع الحق، فهذا يثبت أن كل ما فعلته قد فعلته لمقاومة الله. إنه دليل على أن خدمتك كانت مليئة بالتمرد والمقاومة والتصرفات البشرية، وأنك فشلت تمامًا في تحقيق تغييرات في الشخصية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. ما ينبغي معرفته عن تغيير شخصية المرء
الشخصيات هي أشياء تكشف عنها طبيعة المرء، والتغيير في الشخصية يعني أن شخصية المرء الفاسدة قد تطهرت واستبدلت بالحق. ما كُشفَ عنه إذن ليست شخصية فاسدة، بل مظهر من مظاهر الإنسانية الطبيعية. بعد أن أفسد الشيطان الإنسان، أصبح الإنسان تجسيدًا للشيطان، ونوعية الكائن الشيطاني المقاوم لله والقادر تمامًا على خيانته. لماذا يطلب الله من الناس تغيير شخصياتهم؟ لأن الله يريد أن يكمِّل الناس ويربحهم، والناس الذين يُكمَّلون في النهاية يملكون الكثير من الوقائع الإضافية لمعرفة الله، ووقائع جميع جوانب الحق. الناس مثل هؤلاء يوافقون تمامًا مقاصد الله. في الماضي، كانت لدى الناس شخصيات فاسدة، وكانوا يرتكبون خطأً أو يُظهرون مقاومة كلما فعلوا شيئا، لكن الناس الآن يفهمون بعض الحقائق، ويمكنهم فعل أشياء كثيرة تتماشى مع مقاصد الله. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الناس لا يخونون الله. لا يزال بإمكان الناس القيام بذلك. يمكن تغيير جزء مما يُكشَف من طبيعتهم، والجزء الذي يمكن أن يتغير هو الجزء الخاص باستطاعة الناس الممارسة وفقًا للحق. ولكن مجرد أنك تستطيع الآن ممارسة الحق لا يعني أن طبيعتك قد تغيرت. إنه يشبه كيف اعتاد الناس دائمًا أن تكون لديهم مفاهيم عن الله ومطالب منه، والآن في كثير من النواحي لا يفعلون ذلك؛ ولكن قد لا تزال لديهم مفاهيم أو مطالب في بعض الأمور، ولا يزال بوسعهم خيانة الله. قد تقول: "أستطيع أن أخضع لأي شيء يفعله الله، وأخضع في أمور كثيرة دون شكوى ودون مطالب"، لكن لا يزال بإمكانك أن تخون الله في بعض الأمور. على الرغم من أنك لا تقاوم الله عن قصد، عندما لا تفهم مقاصده لا يزال بوسعك أن تسلك ضد رغباته. وبالتالي، ما المقصود بالجزء الذي يمكن أن يتغير؟ أنك عندما تفهم مقاصد الله، يمكنك أن تخضع، وعندما تفهم الحق، يمكنك ممارسته. إذا كنت لا تفهم الحق أو مقاصد الله في بعض الأمور، فلا يزال هناك احتمال أن تقدر أن تكشف عن فساد. إذا فهمت الحق، ولكن لم تمارسه لأنك مقيد بأشياء معينة، فهذه خيانة، وهذا شيء متأصل في طبيعتك. وبطبيعة الحال، ليس هناك حد لمدى التغير الذي يمكن أن يصيب شخصيتك. كلما ربحتَ المزيد من الحقائق ازدادت معرفتك بالله عمقًا، وقلت مقاومتك وخيانتك له. إن السعي إلى تغيير شخصية المرء يتحقق بشكل أساسي من خلال السعي إلى الحق، ويتحقق فهم الفرد لجوهر طبيعته من خلال فهم الحق. عندما يربح المرء الحق حقًا، ستُحل جميع مشكلاته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يُكثر الناس من مطالبهم من الله
الناس الذين اختبروا تغييرًا في شخصياتهم قد فهموا الحق، ويُميِّزون كل القضايا، ويعرفون كيف يتصرَّفون وفقًا لمقاصد الله، وكيف يتصرَّفون وفقًا لمبدأ الحق، وكيف يتصرَّفون لإرضاء الله، ويفهمون طبيعة الفساد الذي يكشفون عنه. وعندما تُكشف أفكارهم ومفاهيمهم، فإنَّهم يقدرون على التمييز والتمرد على الجسد. هكذا يظهر التغيير في الشخصية. والمظهر الرئيسي للناس الذين حدث تغير في شخصياتهم هو أنَّهم فهموا الحق بوضوح، وعندما ينفِّذون أمورًا، فإنَّهم يمارسون الحق بدِقَّةٍ نسبيَّة ولا يشكفون عن الفساد في كثيرٍ من الأحيان. وبوجه عام، يبدو الناس الذين تغيَّرَت شخصياتهم بوجه خاص عقلاء وفطنين تمامًا، ونتيجةً لفهمهم للحق، لا يكشفون عن البر الذاتيّ أو التكبّر بنفس القدر. فهم قادرون على أن يروا بوضوح ويميزوا الكثير من الفساد الذي كُشف عنه فيهم، لذلك لا يصيرون متكبِّرين. وهم قادرون على اقتناء إدراك متوازن للمكانة التي ينبغي أن يتخذوها وأي الأشياء ينبغي لهم القيام بها وتعتبر عقلانية، وكيف يكونون أوفياءً لواجبهم، وماذا يقولون وماذا لا يقولون، وماذا يقولون وماذا يفعلون لأي الأشخاص. وهكذا فإن الأشخاص الذين تغيرت شخصياتهم هم عقلاء نسبيًا، وأمثال هؤلاء الأشخاص هم وحدهم من يعيشون حقًا بحسب شبه الإنسان، وبما أنهم يفهمون الحق فهم قادرون دائمًا على قول الأشياء ورؤيتها بحسب الحق، ويتبعون المبادئ في كل ما يفعلونه. لا يخضعون لتأثير أي شخص أو حدث أو شيء ولديهم جميعًا آراؤهم ويمكنهم التمسك بمبادئ الحق. شخصياتهم ثابتة نسبيًا، فهم لا يتقلّبون في رأيهم، وبغض النظر عن ظروفهم، فإنَّهم يفهمون كيف يقومون بواجباتهم بصورة صحيحة وكيف يتصرفون بشكل يُرضي الله. أولئك الذين قد تغيَّرَت شخصياتهم حقًّا لم يُركِّزوا على ما يجب فعله ظاهريًا ليجعلوا الآخرين يحسنون الظن بهم، فقد اكتسبوا وضوحًا داخليًا متعلقًا بما يجب فعله لإرضاء الله. ولذلك قد لا يبدون من الخارج متحمِّسين للغاية أو كأنَّهم قد فعلوا أي شيءٍ مهم، ولكنّ كلّ ما يفعلونه هو ذو معنى وذو قيمة ويحقق نتائج عملية. ومن المؤكد أنّ أولئك الذين قد تغيَّرَت شخصياتهم يمتلكون الكثير من وقائع الحق، وهذا يمكن تأكيده من خلال وجهات نظرهم حول الأمور ومبادئهم في أفعالهم. أمَّا أولئك الذين لم يحظوا بالحقّ فلم يُحقِّقوا أيّ تغييرٍ في الشخصيَّة الحياتية على الإطلاق. كيف يجري بالضبط التغيير في الشخصيَّة؟ لقد أفسد الشيطان البشر إفسادًا شديدًا، فجميعهم يقاومون الله، وجميعهم لديهم طبيعةٌ مقاومة لله. والله يُخلِّص الناس من خلال تحويل أولئك الذين لديهم طبيعة مقاومة لله والذين يمكنهم مقاومة الله إلى أولئك الذين يمكنهم الخضوع لله واتّقاؤه. وهذا معنى أن تكون شخصًا تغيَّرت شخصيَّته. بصرف النظر عن مدى فساد الشخص أو عدد طباعه الفاسدة، ما دام يمكنه قبول الحقّ وقبول دينونة الله وتوبيخه، وقبول مختلف التجارب والتنقيات، فسوف يكون لديه فهمٌ حقيقيّ لله، وفي الوقت نفسه سوف يمكنه رؤية جوهر طبيعته بوضوحٍ. وعندما يعرف نفسه حقًّا، سوف يتمكَّن من كره نفسه والشيطان، وسيكون على استعدادٍ للتمرد على الشيطان وعلى الخضوع لله تمامًا. وبمُجرَّد أن يكون لدى الشخص هذا الإصرار يمكنه طلب الحقّ. فإذا كان لدى الناس معرفةٌ حقيقيَّة بالله، وتطهَّرت شخصيَّتهم الشيطانيَّة، وتأصَّل كلام الله في داخلهم وأصبح حياتَهم وأساس وجودهم، وإذا كانوا يعيشون وفقًا لكلام الله وتغيَّروا تمامًا وأصبحوا أناسًا جددًا – فإن هذا يُعتبر تغييرًا في شخصيَّتهم الحياتيَّة. لا يعني التغيير في الشخصيَّة التمتُّع بطبيعةٍ إنسانيَّة ناضجة ومُتمرِّسة، ولا يعني ذلك أيضًا أنَّ شخصيات الناس الخارجية تكون أكثر وداعة من ذي قبل، وأنَّهم كانوا متكبّرين ولكنهم الآن يتكلمون بالعقلانيَّة، أو أنَّهم لم يعتادوا الاستماع إلى أي شخص ولكن الآن يمكنهم الإصغاء إلى الآخرين قليلًا؛ لا يمكن أن يُقال إن مثل هذه التغييرات الخارجية تحولات في الشخصية. إن التغييرات في الشخصية بالطبع تشمل مظاهر كهذه، ولكن المكوِّن الأهم هو أنَّ حياتهم الداخلية قد تغيَّرَت. والسبب في هذا تمامًا هو أن كلام الله والحقّ قد تأصَّلا فيهم، ويسودان في داخلهم، وقد صارا حياتهم. كما تغيَّرت أيضًا وجهات نظرهم حول الأشياء. يمكنهم أن يدركوا مباشرةً ما يحدث في العالم ومع البشريَّة، وكيف أن الشيطان يُفسد البشريَّة، وكيف أن التنِّين العظيم الأحمر يقاوم الله، وجوهر التنِّين العظيم الأحمر. يمكنهم أن يكرهوا التنِّين العظيم الأحمر والشيطان في قلوبهم، ويمكنهم أن يلجؤوا تمامًا إلى الله ويتبعوه. هذا يعني أن شخصيَّتهم الحياتيَّة قد تغيَّرت، وأن الله ربحهم. التغييرات في الشخصيَّة الحياتيَّة تغييرات أساسيَّة، في حين أن التغييرات في السلوك سطحيَّة. فأولئك الذين حقَّقوا تغييرات في الشخصيَّة الحياتيَّة هم وحدهم الذين ربحوا الحقّ وهم وحدهم الذين ربحهم الله.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
ترانيم ذات صلة
التغيُّرات في الشخصيَّة هي في الأساس تغيُّرات في الطبيعة