11. كيفية علاج مشكلة امتحان الله

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

امتحان الله هو عندما لا يعرف الناس كيف يتصرف الله، ولا يعرفونه أو يفهمونه، وبالتالي فإنهم في كثير من الأحيان يطرحون عليه بعض المطالب غير المعقولة. على سبيل المثال، عندما يمرض شخص ما، قد يدعوا الله أن يشفيه. "لن أطلب العلاج؛ لنرَ إن كان الله سيشفيني أم لا". وهكذا، بعد الصلاة لفترة طويلة دون أي استجابة من الله، يقولون: "بما أن الله لم يفعل شيئًا، فسأتناول الدواء وأرى ما إذا كان سيُعيقني. إذا علق الدواء في حلقي، أو إذا سكبت بعض الماء، فقد تكون هذه طريقة الله لإعاقتي ومنعي من تناوله". هذا هو الامتحان. أو إذا أُسنِدَت إليك مهمة التبشير بالإنجيل، على سبيل المثال. في الظروف العادية، يقرر الجميع من خلال الشركة والتشاور ما تتطلبه واجباتك وما يجب عليك فعله، ثم تتصرف عندما يحين الوقت المناسب. إذا حدث شيء ما أثناء عملك، فتلك سيادة الله؛ إذا كان الله سيعيقك، فسوف يفعل ذلك بشكل استباقي. ومع ذلك، لنفترض أنك تقول في الصلاة: "يا الله، سأخرج اليوم للتبشير بالإنجيل. هل يتوافق ذلك مع مقصدك أن أخرج؟ لا أعلم إن كان المُتلقى المحتمل للإنجيل اليوم يمكنه قبوله أم لا، ولا كيف ستحكم أنت هذا الأمر تحديدًا. أنا أطلب ترتيباتك، وتوجيهك، وأن تُريني هذه الأمور". وبعد الصلاة، تجلس بلا حراك، ثم تقول: "لماذا لا يقول الله شيئًا عن ذلك؟ ربما لأنني لا أقرأ كلامه بما يكفي، فلا يمكنه أن يريني تلك الأمور. إذا كان الأمر كذلك، سأخرج إلى هناك على الفور. فإذا سقطتُ أرضًا، فقد يكون الله يمنعني من الذهاب، وإذا سارت الأمور بسلاسة ولم يعيقني الله، فقد يكون الله يسمح لي بالذهاب". هذا امتحان. لماذا نسمي ذلك امتحانًا؟ يتسم عمل الله بالعملية؛ فلا بأس أن يقوم الناس بالواجبات التي من المفترض أن يقوموا بها فحسب، وأن يرتبوا حياتهم اليومية، وأن يعيشوا حياة الإنسانية الطبيعية بطريقة تتوافق مع المبادئ. لا حاجة لامتحان كيفية تصرف الله أو الإرشاد الذي سيقدمه. عليك الاهتمام بفعل ما يفترض أن تفعله فحسب؛ ولا تنشغل دائمًا بأفكار إضافية مثل: "هل يسمح لي الله بفعل هذا أم لا؟ إذا فعلتُ هذا، فكيف سيتعامل معي؟ هل من حقي أن أفعله بهذه الطريقة؟" لو أن شيئًا ما كان صحيحًا بوضوح، فاهتم بفعله فحسب؛ لا تُفكّر في هذا وذاك. لا بأس بأن تصلي بالطبع، أن تصلي لطلب إرشاد الله، وأن يوجه حياتك في هذا اليوم، وأن يوجه الواجب الذي تؤديه اليوم. يكفي أن يكون للشخص قلب وموقف خضوع. على سبيل المثال، أنت تعلم أنه إذا لمست الكهرباء بيدك، فسوف تُصعق، وقد تفقد حياتك. ومع ذلك، فأنت تفكر في الأمر: "لا داعي للقلق، الله يحميني. لا بد أن أجرب لأرى إن كان الله سيحميني، ولأرى ما هو شعور حماية الله". ومن ثم تلمسها بيدك، ونتيجة لذلك تُصعق؛ هذا امتحان. بعض الأمور خاطئةٌ بوضوح ولا ينبغي فعلها. لو كنتَ ستفعلها لترى كيف سيكون رد فعل الله، فهذا امتحان. بعض الناس يقولون: "الله لا يحب أن يتزين الناس ببهرجة، ويضعون مكياجًا صارخًا. سأفعل ذلك إذًا، وأرى كيف أشعر عندما يوبخني الله في داخلي". ومن ثم، بعد أن يتزينوا تمامًا، يلقون نظرة في المرآة: "يا إلهي، أبدو وكأنني شبح حي، لكنني أشعر فقط أن هذا الأمر مقزز بعض الشيء ولا أستطيع أن أجبر نفسي على النظر في المرآة. لا يوجد شعور أقوى من ذلك؛ أنا لا أشعر بمقت الله، ولا أشعر بكلامه ينزل في الحال ليصرعني ويدينني". أي نوع من السلوك هذا؟ (امتحان). إذا كنت أحيانًا لا مباليًا في واجبك، وأنت تعلم بوضوح أنك كذلك، فيكفي أن تتوب وتغير مسارك. لكنك دائمًا تدعو: "أوه، يا الله، لقد كنتُ لا مباليًا، أطلب منك أن تُؤدبني!" ما الغرض من ضميرك؟ إذا كان لديك ضمير، فيجب عليك أن تتحمل مسؤولية سلوكك. يجب أن تكبح جماحه. لا تصلِ لله؛ فستصبح هذه الصلاة امتحانًا. إن أخذ شيء جدي للغاية وتحويله إلى مزحة، أو إلى امتحان، هو أمر يمقته الله. عندما يصلي الناس لله ويطلبون منه عندما يواجهون مسألة ما، وكذلك في بعض مواقفهم ومطالبهم وطرق تعاملهم مع الله، فسوف تظهر بعض الامتحانات في كثير من الأحيان. ماذا تتضمن هذه الامتحانات بشكل أساسي؟ الأمر هو أنك ترغب في رؤية كيف سيتصرف الله، أو ترغب في رؤية ما إذا كان الله قادرًا على فعل شيء ما أم لا. أنت ترغب في امتحان الله، وفي استخدام هذا الأمر للتحقق مما هو عليه الله، والتحقق من أي الكلام الذي قاله الله صحيح ودقيق، وأي منه يمكن أن يكون صحيحًا، وأي منه يمكنه تحقيقه. هذه كلها امتحانات. هل تظهر هذه الطرق في القيام بالأمور بانتظام فيكم؟ افترض أن ثمة شيئًا لا تعرف ما إذا كنت قد فعلته بشكل صحيح أم لا، أو ما إذا كان يتماشى مع مبادئ الحق أم لا. هنا، توجد طريقتان يمكنهما تأكيد ما إذا كان ما فعلته في هذه المسألة هو امتحان، أو ما إذا كان إيجابيًا. إحداهما أن يكون لديك قلب متواضع يطلب الحق، يقول: "هكذا تعاملت مع هذا الأمر الذي حدث لي وهكذا رأيته، وما هو عليه الآن نتيجة تعاملي معه بهذه الطريقة. لا يمكنني أن أعرف ما إذا كان هذا هو ما كان يجب أن أفعله حقًا أم لا". ما رأيك في هذا الموقف؟ هذا هو موقف طلب الحق؛ لا يوجد امتحان فيه. لنفترض أنك تقول: "يُقرّر الجميع هذا الأمر معًا بعد الشركة". يسأل أحدهم: "من المسؤول عن هذا؟ من هو صانع القرار الرئيسي؟" فتقول: "الجميع". مقصدك هو: "إذا قالوا إن هذا الأمر تم التعامل معه وفقًا للمبادئ، فسأقول إنني فعلت ذلك. وإذا قالوا إنه لم يتم التعامل معه وفقًا للمبادئ، فسأبدأ بإخفاء هوية من فعل ذلك ومن اتخذ القرار. بهذه الطريقة، حتى لو ضغطوا وحاولوا إلقاء اللوم، فلن يلقوه عليَّ، وإذا جُلبَ الخِزي لأي شخص، فلن أكون وحدي". إذا كنت تتحدث بهذه النية، فذلك امتحان. قد يقول قائل: "إن الله يكره أن ينشغل الإنسان بأمور الدنيا. إنه يمقت أمورًا مثل أيام ذكرى البشر والمهرجانات". الآن وقد عرفت هذا، يمكنك بذل قصارى جهدك فحسب لتجنب مثل هذه الأمور، بقدر ما تسمح الظروف. ومع ذلك، لنفترض أنك تتبع الأمور الدنيوية عمدًا أثناء قيامك بأمور خلال أحد المهرجانات، وعندما تقوم بها، فإن نيتك هي: "أنا أرى فحسب ما إذا كان الله سيؤدبني على القيام بذلك، وما إذا كان سيُعيرني أي اهتمام. أنا أرى فحسب ما موقفه حقا تجاهي، ومدى عمق مُقته. يقولون إن الله يمقت هذا، ويقولون إنه قُدُّوس ويمقت الشر، لذلك سوف أرى كيف يبغض الشر وكيف سيؤدبني. عندما أفعل هذه الأمور، إذا أصابني الله بالقيء والإسهال والدوار، وجعلني غير قادر على النهوض من الفِراش، فحينها سيبدو أن الله بالفعل يمقت هذه الأمور. لن يتكلم فحسب؛ بل ستظهر الحقائق". إذا كنت تأمل دائمًا في رؤية مثل هذا المشهد، فما نوع سلوكك ونواياك؟ أنت تمتحن. لا يجب للإنسان أن يمتحن الله أبدًا. عندما تمتحن الله، فإنه يتوارى منك ويحجب وجهه عنك، وتكون صلواتك عديمة الفائدة. قد يتساءل البعض: "لن يفلح الأمر حتى لو كنت صادقًا من القلب؟" نعم، حتى لو كنت صادقًا من القلب. إن الله لا يدع الناس يمتحنونه؛ إنه يبغض الشر. عندما تفكر في هذه الأفكار والخواطر الخبيثة، فإن الله سوف يتوارى عنك. لن ينيرك الله بعد الآن، بل سوف ينحيك جانبًا، وستستمر في القيام بأشياء حمقاء، ومعرقلة، ومزعجة إلى أن يُكشَف عنك. هذه هي العاقبة التي تأتي من امتحان الناس لله.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، وينتهكون المبادئ بشكل صارخ، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الأول)

ما مظاهر الامتحان؟ أيّ نُهُج أو خواطر تكشف عن حالة أو جوهر امتحان؟ (إذا ارتكبت تعديًا أو فعلت شرًا، فإنني دائمًا أرغب في سبر أغوار الله، وأطالب بإجابة واضحة، لأعرف ما إذا كانت عاقبتي أو غايتي ستكون صالحة). هذا مرتبط بالخواطر؛ إذًا، عمومًا، عندما يتحدث شخص ما أو يتصرف، أو عندما يواجه شيئًا، فأي من مظاهره يُعدّ امتحانًا؟ إذا ارتكب شخص ما تعديًا وشعر أن الله قد يتذكر تعديه أو يدينه، وكان هو نفسه غير متيقن، ولا يعلم ما إذا كان الله سيدينه بالفعل أم لا، فإنه يجد طريقة لامتحان ذلك، ليرى ما هو موقف الله فعلًا. يبدأ بالصلاة، وإذا لم يكن هناك إضاءة أو استنارة، فإنه يفكر في التوقف عن طرق سعيه السابقة تمامًا. في السابق، كان دائمًا يؤدي الأشياء بطريقة لا مبالية، فيبذل 30% فقط من جهده حيث كان يستطيع أن يستخدم 50%، أو 10% حيث كان يستطيع أن يستخدم 30%. والآن، إذا كان بإمكانه استخدام 50% من جهده، فسيفعل. يتولى الأعمال القذرة أو المرهقة التي يتجنبها الآخرون، ويحرص دائمًا على القيام بها قبل الآخرين، ويتأكد من أن غالبية الإخوة والأخوات يرون ذلك. والأهم من ذلك، أنه يريد أن يرى كيف ينظر الله إلى هذا الأمر، وما إذا كان يمكن أن يُفدى من تعدّيه. وعندما يواجه صعوبات أو أشياء لا يستطيع معظم الناس التغلب عليها، فإنه يريد أن يرى ماذا سيفعل الله، وما إذا كان سينيره ويرشده. إذا استطاع أن يشعر بحضور الله وباستحسانه الخاص، فإنه يعتقد أن الله لم يتذكر تعديه أو يدينه، مما يثبت أن تعديه يمكن أن يُغفر. إذا بذل نفسه على هذا النحو، ودفع مثل هذا الثمن، وتغير موقفه بشكل كبير، لكنه ما زال لا يشعر بحضور الله، وهو بالتأكيد لا يشعر بأي فرق يمكن تمييزه عما سبق، فمن المحتمل أن الله قد أدان تعديه السابق ولم يعد يريده. وبما أن الله لا يريده، فإنه لن يبذل الكثير من الجهد في المستقبل عند القيام بواجبه. إذا كان الله لا يزال يريده، ولا يدينه، ولا يزال ثمة أمل في أن ينال البركات، فسيضع قدرًا من الإخلاص في القيام بواجبه. هل هذه المظاهر والأفكار شكل من أشكال الامتحان؟ ...

بعض الناس يفتقرون باستمرار إلى أي معرفة أو اختبار لقدرة الله وتمحيصه لأعماق قلب الإنسان. وهم يفتقرون أيضًا إلى إدراك حقيقي لتمحيص الله لقلب الإنسان، لذا من الطبيعي أن تملأهم الشكوك بشأن هذا الأمر. وعلى الرغم من أنهم في رغباتهم الذاتية يريدون الإيمان بأن الله يمحص أعماق قلب الإنسان، فإنهم يفتقرون إلى دليل قاطع على ذلك. ونتيجة لذلك، فإنهم يخططون أمورًا معينة في قلوبهم، ويشرعون بالتزامن في تنفيذها وتطبيقها. وبينما يطبقونها، يراقبون باستمرار ما إذا كان الله يعرف هذه الأمور حقًا، وما إذا كانت هذه الأمور ستنكشف، وما إذا كان أي شخص سيتمكن من اكتشافها – إذا ظلوا صامتين – أو ما إذا كان الله سيكشف عنها من خلال بيئة معينة. بالطبع، قد يكون لدى الناس العاديين بعض الشكوك، إلى حد ما، حول قدرة الله وتمحيصه لأعماق قلب الإنسان، لكن أضداد المسيح ليسوا غير متأكدين فحسب، بل هم ممتلئون بالشك، ويعيشون في حالة من الحذر التام تجاه الله في الوقت نفسه. ولهذا، يطورون العديد من المقاربات لامتحان الله. ولأنهم يشكون في تمحيص الله لقلب الإنسان، وعلاوةً على ذلك، ينكرون حقيقة أن الله يمحصه، فإنهم غالبًا ما يفكرون بشأن أمور معينة. وبعد ذلك، في ظل الشعور بقليل من الخوف أو وجود شعور بالرعب يتعذر تعليله، ينشرون هذه الخواطر سرًا، مضللين أناسًا بعينهم. وفي هذه الأثناء، يكشفون باستمرار حججهم وأفكارهم شيئًا فشيئًا. وبينما يكشفونها، يراقبون ما إذا كان الله سيعيق سلوكهم هذا أو يكشفه. إذا كشفه الله أو وصّفه، فإنهم يتراجعون بسرعة ويغيرون مقاربتهم. وإذا بدا أنه لا أحد يعلم بالأمر، ولا أحد يستطيع أن يراهم على حقيقتهم أو يكشفهم، فإنهم يصبحون مقتنعين تمامًا في قلوبهم بدرجة أكبر بأن حدسهم صحيح، وبأن معرفتهم بالله صحيحة. في رأيهم، فإن تمحيص الله لقلب الإنسان ليس له أي وجود في الأساس. ما هذه المقاربة؟ إنها مقاربة الامتحان.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق السادس: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثالث)

في الماضي، كانت هناك لائحة في بيت الله: بخصوص أولئك الذين طُردوا أو أُخرجوا، إذا أظهروا توبة حقيقية فيما بعد، وداوموا على قراءة كلام الله، والتبشير بالإنجيل، وتقديم الشهادة لله، وتابوا بصدق، فيمكن إعادة قبولهم في الكنيسة. لقد حدث أن كان هناك شخص ما استوفى هذه المعايير بعد أن أُخرج، فأرسلت الكنيسة شخصًا للبحث عنه وعقد شركة معه وإبلاغه بأنه قد أُعيد قبوله في الكنيسة. وعندما سمع ذلك، شعر بسعادة كبيرة، لكنه أخذ يتأمل: "هل القبول حقيقي، أم أن وراءه فكرة معينة؟ هل رأى الإله توبتي فعلًا؟ هل أظهر لي الرحمة حقًا وغفر لي؟ هل جرى تجاهل أفعالي السابقة فعلًا؟" لم يصدق الأمر، وفكر: "رغم أنهم يرغبون في عودتي، ينبغي أن أكون متحفظًا وألا أوافق فورًا. لا ينبغي أن أتصرف كما لو أنني عانيت كثيرًا وكنت مثيرًا للشفقة جدًا خلال هذه السنوات التي تلت طردي. يجب أن أتصرف بشيء من التحفظ، وألا أسأل مباشرة بعد إعادة قبولي عن كيفية مشاركتي في حياة الكنيسة أو عن الواجبات التي يمكنني القيام بها. لا ينبغي أن أبدو متحمسًا جدًا. رغم أنني أشعر بسعادة كبيرة في داخلي، عليَّ أن أبقى هادئًا وأراقب ما إذا كان بيت الإله يريدني حقًا أم أنه غير مخلص ولا يرغب إلا في الاستفادة مني في بعض المهام". مع وضع هذا في الاعتبار، قال: "خلال الفترة التي تلت طردي، تأملت وأدركت أن الأخطاء التي ارتكبتها كانت فادحة للغاية. الخسائر التي سببتها لمصالح بيت الإله كانت هائلة، ولا يمكنني تعويضها أبدًا. أنا حقًا إبليس وشيطان ملعون من الإله. ومع ذلك، فإن تأملي في نفسي لا يزال غير مكتمل. وبما أن بيت الإله يريد إعادتي، فأنا بحاجة إلى أن آكل وأشرب المزيد من كلام الإله، وأن أتأمل في نفسي وأعرفها بدرجة أكبر. في الوقت الحالي، لست جديرًا بالعودة إلى بيت الإله، ولا جديرًا بالقيام بواجبي في بيت الإله، ولا جديرًا بالاجتماع مع إخوتي وأخواتي، وبالتأكيد أشعر بخزي شديد يمنعني من مواجهة الإله. لن أعود إلى الكنيسة إلا عندما أشعر بأن معرفتي بذاتي وتأملي فيها كافيان، لكي يصادق الجميع عليَّ". في أثناء قوله هذا، كان يشعر بالقلق والتوتر أيضًا، ويفكر: "إنني بقولي هذا أتظاهر فحسب، فماذا لو وافق القادة بالفعل على عدم السماح لي بالعودة إلى الكنيسة؟ ألن أكون بذلك قد انتهيت؟" في الواقع، كان قلقًا للغاية، لكنه كان لا يزال مضطرًا للتحدث بهذه الطريقة والتظاهر بأنه ليس متحمسًا جدًا للعودة إلى الكنيسة. ماذا كان يقصد بقوله هذه الأشياء؟ (كان يمتحن ما إذا كانت الكنيسة ستقبله حقًا من جديد). هل هذا ضروري؟ أليس هذا شيئًا تقوم به الشياطين والأبالسة؟ هل يتصرف شخص عادي بهذه الطريقة؟ (لا، لن يفعل). الشخص العادي لن يفعل ذلك. إن اتخاذه لهذه الخطوة في ظل منحه مثل هذه الفرصة الرائعة، أمر خبيث. إن إعادة قبوله في الكنيسة تعبير عن محبة الله ورحمته، وينبغي عليه أن يتأمل في فساده ونقائصه ويعرفهما، ويطلب طرقًا للتعويض عن ديونه الماضية. إذا كان ما يزال بإمكان شخص ما أن يمتحن الله بهذه الطريقة ويتعامل مع رحمته بهذا الأسلوب، فإنه عاجز حقًا عن أن يقدِّر عطف الله! إن تطوير الناس لمثل هذه الأفكار والنُهُج ناتج عن جوهرهم الخبيث. في الأساس، عندما يمتحن الناس الله، فإن ما يظهرونه ويكشفونه نظريًا يتعلق دائمًا بامتحان أفكار الله وكذلك وجهات نظره وتعريفاته للناس، من بين أشياء أخرى. إذا كان الناس يطلبون الحق، فسوف يتمردون على مثل هذه الممارسات ويتخلون عنها، ويفعلون ويتصرفون وفقًا لمبادئ الحق. رغم ذلك، لا يقتصر الأمر على أن الأفراد الذين لديهم جوهر شخصية ضد المسيح لا يستطيعون التخلي عن هذه الممارسات، إنما هم أيضًا لا يجدونها بغيضة، بل غالبًا ما يعتزون بأنفسهم لامتلاكهم مثل هذه الوسائل والأساليب. ربما يفكرون: "انظروا كم أنا ذكي. لست مثلكم أيها الحمقى الذين لا يعرفون سوى الخضوع والطاعة للإله والحق؛ أنا لست مثلكم إطلاقًا! أنا أحاول استخدام وسائل وأساليب لاكتشاف هذه الأشياء. حتى لو اضطررت إلى الخضوع والطاعة، فلا بد أن أعرف حقيقة الأشياء. لا تظنوا أنكم تستطيعون إخفاء أي شيء عني أو خداعي والتلاعب بي". هذا هو تفكيرهم ووجهة نظرهم. أضداد المسيح لا يظهرون أبدًا أي خضوع أو تقوى أو إخلاص، فضلًا عن أن يظهروا أي ولاء في تعاملهم مع الله المتجسّد.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق السادس: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثالث)

ما هي أخبث الشخصيات التي يكشف عنها الناس أمام الله؟ إنها امتحان الله. يساور بعض الناس القلق من أنهم قد لا يصلون إلى غاية حسنة، وأن آخرتهم قد لا تكون مضمونة لأنهم ضلّوا، وفعلوا بعض الشر، وارتكبوا العديد من التعديات بعد إيمانهم بالله. إنهم يخشون أن يذهبوا إلى الجحيم، وهم في خوف دائم بشأن عاقبتهم وغايتهم. إنهم مهمومون باستمرار، ويفكرون دائمًا: "هل ستكون آخرتي وغايتي في المستقبل صالحة أم سيئة؟ هل سأهبط إلى الجحيم أم سأصعد إلى السماء؟ هل أنا من شعب الإله أم مؤدي للخدمات؟ هل سأهلك أم سأُخلص؟ أحتاج أن أعرف أي من كلام الإله يتناول هذا". إنهم يرون أن كلام الله هو كل الحق، وأنه كله يكشف الشخصيات الفاسدة للناس، ولا يجدون الإجابات التي يبحثون عنها، لذلك يفكرون باستمرار أين يمكنهم البحث. ولاحقًا، عندما يجدون فرصة للترقّي وتولّي دور مهم، يريدون جس نبض الأعلى، مفكرين: "ما هو رأي الأعلى بشأني؟ إذا كان رأيهم إيجابيًا، فهذا يثبت أن الإله لم يذكر لي الشر الذي فعلته في الماضي والتعديات التي ارتكبتها. هذا يثبت أن الإله سيُخلّصني، وأنه لا يزال لديَّ أمل". ومن ثم، تتواصل أفكارهم، ويقولون مباشرة: "في المكان الذي نحن فيه، معظم الإخوة والأخوات ليسوا ماهرين تمامًا في مهنهم، وقد آمنوا بالإله لفترة قصيرة فحسب. أنا صاحب أطول فترة إيمان بالإله. لقد سقطت وفشلت، وتلقيت بعض الاختبارات، وتعلّمت بعض الدروس. إذا أتيحت لي الفرصة، فأنا على استعداد لتحمل عبء ثقيل ومراعاة مقاصد الإله". إنهم يستخدمون هذه الكلمات باعتبارها امتحانًا لمعرفة ما إذا كان لدى الأعلى أي نية لترقيتهم، أو ما إذا كان قد نبذهم. في الواقع، إنهم لا يريدون حقًا تحمل هذه المسؤولية أو هذا العبء؛ وإنما هدفهم من قول هذه الكلمات هو فقط استطلاع الوضع، ليروا هل لا يزال لهم رجاء في الخلاص أم لا. هذا امتحان. ما هي الشخصية الكامنة وراء نهج الامتحان هذا؟ إنها شخصية خبيثة. وبغض النظر عن المدة التي أظهروا فيها هذا النهج، أو كيف يظهرونه، أو مقدار تنفيذه، ففي كل الأحوال، فإن الشخصية التي يكشفون عنها هي بالقطع شخصية خبيثة، إذ تُساورهم العديد من الأفكار، والظنون، والمخاوف طيلة مدة اتباعهم هذا النهج. عندما يكشفون عن هذه الشخصية الخبيثة، ما الذي يفعلونه ويظهر أنهم ذوو إنسانية وأنه يمكنهم ممارسة الحق، ويؤكد أنهم يمتلكون فقط هذه الشخصية الفاسدة وليس جوهرًا شريرًا؟ وبعدما يفعلون مثل هذه الأشياء ويقولونها، يشعر من لديهم ضمير، وعقل، واستقامة، وكرامة منهم بانزعاج وألم في قلوبهم. إنهم يتعذبون، ويفكرون: "لقد آمنت بالله لسنوات عديدة؛ كيف استطعت أن أمتحن الله؟ كيف يمكنني أن أظل مشغولًا بغايتي، وأستخدم طريقة كهذه للحصول على شيء من الله ولأجعل الله يعطيني إجابة قاطعة؟ إنها نذالة!" إنهم يشعرون بانزعاج في قلوبهم، ولكن الفعل قد حدث بالفعل، والكلمات قد قيلت؛ لا يمكن التراجع عنها. ثم يستوعبون: "رغم أنه ربما كان لديَّ نية حسنة إلى حد ما وحس العدالة، فإنني لا أزال قادرًا على فعل مثل هذه الأشياء الحقيرة؛ إنها تعاملات شخص حقير! أليس هذا محاولة لامتحان الله؟ أليس هذا ابتزازًا لله؟ هذا أمر حقير ووقح بحق!" في مثل هذا الموقف، ما هو مسار العمل العقلاني الذي يجب اتخاذه؟ هل هو الوقوف أمام الله للصلاة والاعتراف بالخطايا، أم هو تمسك المرء بعناد بأساليبه الخاصة؟ (الصلاة والاعتراف). إذًا، خلال العملية بأسرها، منذ لحظة تصور الفكرة إلى نقطة الفعل، ثُم إلى صلاتهم واعترافهم، أي مرحلة تمثل الكشف الطبيعي عن شخصية فاسدة، وفي أي مرحلة يعمل الضمير، وفي أي مرحلة يُطبق الحق؟ المرحلة من التصور إلى الفعل تحكمها الشخصية الخبيثة. إذًا، أليست مرحلة التأمل الداخلي يحكمها تأثير ضميرهم؟ إنهم يبدأون في فحص أنفسهم، شاعرين أن ما فعلوه كان خطأً؛ هذا يحكمه تأثير ضميرهم. ويتبع هذا الصلاة والاعتراف، ويحكمهما أيضًا تأثير استقامتهم وضميرهم وخُلُقهم؛ إنهم قادرون على الشعور بالندم والتوبة والشعور بأنهم مدينون لله، وهم قادرون أيضًا على التأمل في إنسانيتهم وشخصيتهم الفاسدة وفهمها، والوصول إلى النقطة التي يمكنهم عندها ممارسة الحق. أليست هناك ثلاث مراحل لهذا؟ من إظهار الشخصية الفاسدة إلى عمل ضميرهم، ثم إلى القدرة على التخلي عن الشر الذي يفعلونه، والتوبة، والتخلي عن رغباتهم وأفكارهم الجسدية، والتمرد على شخصيتهم الفاسدة، وممارسة الحق؛ هذه المراحل الثلاثة هي التي يجب أن يحققها الأشخاص العاديون ذوو الإنسانية والشخصية الفاسدة. بسبب وعي ضميرهم، وإنسانيتهم الصالحة نسبيًا، يمكن لهؤلاء الناس ممارسة الحق. والقدرة على ممارسة الحق تعني أن هؤلاء الناس لديهم أمل في الخلاص. وبعبارة أخرى، تزداد احتمالية الخلاص بصورة نسبية لأولئك الذين يتمتعون بإنسانية صالحة.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق الخامس: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثاني)

الامتحان مظهر واضح نسبيًا لجوهر الشخصية الخبيثة. يستخدم الناس مختلف الوسائل للحصول على المعلومات التي يريدونها، واكتساب اليقين، ومن ثم تحقيق راحة البال. للامتحان طرق متعددة، مثل استخدام الكلمات لانتزاع أشياء من الله، واستخدام أشياء لامتحانه، والتفكير في الأشياء والتأمل فيها في أذهانهم. ... بغض النظر عن الأسلوب الذي يستخدمه الناس في تعاملهم مع الله، إذا شعروا بوخز الضمير بشأنه، ثم اكتسبوا معرفة بشأن هذه الأفعال والشخصيات وتمكنوا من تغييرها بسرعة، فليست المشكلة كبيرة جدًا؛ هذه شخصية فاسدة طبيعية. لكن، إذا أمكن لشخص ما أن يفعل ذلك بعناد وباستمرار، حتى وإن كان يعلم أنه خطأ والله يبغضه، لكنه يُصرّ عليه، ولا يتمرد عليه أبدًا أو يتخلى عنه، فهذا هو جوهر ضد المسيح. جوهر شخصية ضد المسيح يختلف عن الناس العاديين، لأنه لا يتأمل في نفسه أبدًا، ولا يطلب الحق، بل يواصل بعناد استخدام وسائل مختلفة لامتحان الله، وموقفه تجاه الناس، وحُكمه على فرد بعينه، وخواطره وأفكاره بشأن ماضي هذا الشخص وحاضره ومستقبله. إنه لا يطلب مقاصد الله أبدًا، ولا الحق، وعلى وجه الخصوص، لا يطلب أبدًا كيفية الخضوع للحق لتحقيق تغيير في شخصيته. الهدف من وراء أفعاله جميعها هو سبر أغوار خواطر الله وأفكاره؛ هذا ضد المسيح. من الواضح أن شخصية أضداد المسيح هذه خبيثة. عندما ينخرطون في هذه الأفعال ويظهرون هذه المظاهر، لا يوجد لديهم أدنى شعور بالذنب أو الندم. حتى لو ربطوا أنفسهم بهذه الأشياء، فإنهم لا يظهرون أي توبة أو مقصد للتوقف، بل لا يزالون يصرون على طرقهم. في معاملتهم لله، وموقفهم، ومقاربتهم، من الواضح أنهم يعتبرون الله خصمًا لهم. في خواطرهم ووجهات نظرهم، لا توجد أي فكرة أو موقف لمعرفة الله أو محبته أو الخضوع له أو اتقائه؛ إنهم ببساطة يريدون أن يحصلوا من الله على المعلومات التي يرغبون فيها، ويستخدمون أساليبهم ووسائلهم الخاصة للتيقن من موقف الله المحدد تجاههم وتعريفه لهم. الأخطر من ذلك، أنه حتى لو جعلوا مقاربتهم تتوافق مع كلام الله الكاشف، وحتى لو كان لديهم أدنى وعي بأن هذا السلوك ممقوت من الله وليس ما ينبغي للإنسان أن يفعله، فإنهم لن يتخلوا عنه أبدًا.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. الملحق السادس: تلخيص خُلُق أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الثالث)

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لَا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ". هل توجد حقيقةٌ في هذه الكلمات التي قالها يسوع؟ توجد حقيقةٌ فيها. هذه الكلمات في ظاهرها وصيّةٌ للناس لكي يتبعوها، وهي عبارةٌ بسيطة، ومع ذلك فإن الإنسان والشيطان على حد سواء أساءا إلى هذه الكلمات. ولذلك، قال الرّبّ يسوع للشيطان: "لَا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ"؛ لأن هذا ما كان الشيطان يفعله في غالب الأحيان؛ إذْ كان يبذل كلّ جهدٍ لعمل ذلك، ويمكن القول إن الشيطان فعل ذلك بوقاحةٍ ودونما خجل. ففي جوهر طبيعة الشيطان عدمُ الخوف من الله، والافتقارُ إلى قلب يتقي الله. وحتَّى عندما كان الشيطان يقف بجانب الله ويمكنه رؤيته، لم يكن بوسع الشيطان إلّا أن يُجرِّب الله. ولذلك، قال الرّبّ يسوع للشيطان: "لَا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ". هذه كلمات كثيرًا ما كان الله يقولها للشيطان. إذًا، فهل من الملائم استخدام هذه العبارة في الوقت الحالي؟ (أجل، كما أننا كثيرًا ما نُجرّب الله أيضًا). لماذا يجرب الناس الله كثيرًا؟ هل لأن الناس تملؤهم الشخصيّة الشيطانيّة الفاسدة؟ (نعم). هل كلام الشيطان الوارد أعلاه إذًا هو شيءٌ يقوله الناس كثيرًا؟ وفي أيّة أحوال يقول الناس هذا الكلام؟ بوسع المرء القول إن الناس اعتادوا على قول أشياء مثل هذه بغضّ النظر عن الزمان والمكان. ويُثبِت هذا أن شخصيّة الناس لا تختلف عن شخصيّة الشيطان الفاسدة. قال الرّبّ يسوع بضع كلمات بسيطة، وهي كلمات تُمثِّل الحقّ ويحتاجها الناس. لكن هل كان الرّبّ يسوع يتكلم بطريقة يتجادل فيها مع الشيطان؟ هل كانت توجد أيّة مواجهةٍ فيما قاله للشيطان؟ (كلا). كيف كان شعور الرّبّ يسوع في قلبه حيال تجربة الشيطان؟ هل شعر بالاشمئزاز والخيبة؟ شعر الرّبّ يسوع بالخيبة والاشمئزاز، لكنه لم يتجادل مع الشيطان، فضلًا عن أن يتحدَّث عن أيّة مبادئ راقية، لِمَ ذلك؟ (لأن الشيطان على هذه الشاكلة دائمًا، ولا يمكنه أن يتغيَّر أبدًا). هل يمكن القول إن الشيطان لا يستجيب إلى صوت العقل؟ (نعم). هل يمكن للشيطان أن يقر بأن الله هو الحق؟ لن يقرَّ الشيطان أبدًا بأن الله هو الحقّ، ولن يعترف أبدًا بأن الله هو الحقّ؛ هذه هي طبيعته. لكن ثمة جانب آخر مُنفِّر في طبيعة الشيطان، ما هو؟ كان الشيطان في مساعيه لتجربة الرّبّ يسوع يعتقد أنه حتَّى إنْ لم ينجح، فإنه يكون قد حاول على أيّ حالٍ. وعلى الرغم من أنه سوف يلقى العقاب، فقد قرر أن يحاول بأيّ حالٍ. على الرغم من أنه لن يجني أية فائدة من عمل ذلك، فإنه سيحاول مع ذلك ويتمادى في مساعيه ويقف ضدّ الله حتَّى النهاية. أيّة طبيعة هذه؟ أليست هي الشرّ؟

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (5)

أخيرًا، أودّ أن أقدّم لكم ثلاث نصائح: أوّلًا، لا تختبر الله. بغضّ النظر عن مقدار ما تفهمه عن الله، وبغضّ النظر عن مقدار ما تعرفه عن شخصيّته، لا تختبره مطلقًا. ثانيًا، لا تنافس الله على المكانة. بغضّ النظر عن نوع الحالة التي يعطيك الله إياها أو نوع العمل الذي يأتمنك عليه، وبغضّ النظر عن نوع الواجب الذي يقيمك لأدائه، وبغضّ النظر عن مقدار ما بذلته من نفسك وضحيت به من أجل الله، لا تنافس الله على المكانة مطلقًا. ثالثًا، لا تنافس الله. بغضّ النظر عمّا إذا كنت تفهم أو إذا كنت تستطيع أن تخضع لما يعمله الله معك، وما يُرتّبه لك، والأشياء التي يُقدّمها لك، لا تنافس الله مطلقًا. إذا استطعت تنفيذ هذه النصائح الثلاث، فسوف تكون آمنًا ولن تكون عرضة لإغضاب الله.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)

مع أن جزءًا من جوهر الله هو المحبة، وهو يقدم رحمةً لكل شخص، فإن الناس ينسون ويغفلون عن أن جوهره هو أيضًا الكرامة. كون أن لديه محبة فهذا لا يعني أن بإمكان الناس أن يسيئوا إليه بحرية وأنه ليس لديه مشاعر أو أية ردود أفعال. إن امتلاكه للرحمة لا يعني أنه بلا مبادئ في كيفية معاملته للناس؛ فالله حي، وهو موجود حقًّا. هو ليس دمية متخيَّلة أو شيئًا آخر. وبما أنه موجود، فيجب أن ننصت بانتباه لصوت قلبه في كل الأوقات، ونبدي اهتمامًا بموقفه، ونفهم مشاعره. لا يجب أن نستخدم خيالات الناس لتعريف الله، ولا ينبغي أن نفرض معتقدات ورغبات الناس على الله، بحيث نجعل الله يستخدم أسلوب الإنسان وتفكيره في كيفية معاملته للبشرية. إن كنت تفعل هذا، فأنت تُغضب الله، وتثير سخطه، وتتحدى هيبته! لذلك، بعد أن فهمتم خطورة هذا الأمر، أحثُّ كل واحد منكم هنا أن يكون حذرًا وحكيمًا في أفعاله. كونوا حذرين وحكماء في كلامكم. وفيما يتعلق بكيفية تعاملكم مع الله، كلما كنتم حذرين وحكماء، كان ذلك أفضل! عندما لا تفهم ما هو موقف الله، لا تتكلم باستهتار، ولا تكن مهملاً في أفعالك، ولا تتبع تصنيفات بلا اكتراث. بالإضافة إلى ذلك، لا تختلق استنتاجات تعسفية، بل ينبغي لك أن تنتظر وتسعى، وهذا أيضًا مظهر من مظاهر اتقاء الله والحيدان عن الشر. إن كان باستطاعتك الوصول إلى هذه النقطة قبل أي شيء، ولديك هذا الموقف، فلن يلومك الله على غبائك وجهلك وعدم فهمك للأسباب الكامنة وراء الأمور. بل بدلاً من ذلك، ونظرًا لخوفك من الإساءة إلى الله، واحترامك لمقاصد الله، وموقفك الراغب في الخضوع له، سيتذكرك الله ويرشدك وينيرك، أو يتسامح مع عدم نضجك وجهلك. وعلى النقيض، إن كان موقفك منه ينمّ عن عدم الاحترام، ورحت تصدر أحكامًا على الله بطريقة تعسفية، وتخمّن أفكار الله وتضع تعريفًا لها بطريقة تعسفية، فسوف يدينك الله ويؤدبك ويعاقبك أو سيقدم لك بيانًا. ربما يتضمن هذا البيان عاقبتك، ومن ثمّ، فإنني ما زلت أريد أن أؤكد على هذا مرة أخرى: عليك أن تكون حذرًا وحكيمًا حيال كل شيء يأتي من الله. لا تتحدثوا بلا اكتراث، ولا تكونوا مهملين في تصرفاتكم. قبل أن تقول أي شيء، ينبغي أن تفكر: هل فعل هذا سيغضب الله؟ هل فعلي هذا ينطوي على اتقاء الله؟ حتى فيما يتعلق بالأمور البسيطة، ينبغي أن تحاول حقًّا حلّ هذه الأسئلة، والتفكير فيها جديًا. إن كنت تستطيع حقًّا أن تمارس وفقًا لهذه المبادئ في أي مكان، وفي كل الأمور، وكافة الأوقات، وأن تعتمد مثل هذا الموقف، ولا سيما عندما لا تفهم شيئًا، فسيرشدك الله دائمًا، وسيعطيك طريقًا لتسير فيه دائمًا. مهما أظهر الناس، فإن الله يرى كل شيء بوضوح، وسيعطيك تقييمًا دقيقًا ومناسبًا لهذه المظاهر. بعد أن تختبر التجربة الأخيرة، سيأخذ الله كل سلوكك ويلخصه بالكامل ليحدد عاقبتك. ستقنع هذه النتيجة كل شخص بلا أدنى شك. ما أريد أن أخبركم إياه هو أن كل عمل من أعمالكم وكل تصرف من تصرفاتكم وكل فكرة من أفكاركم ستحدد مصيركم.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله

يجب على المؤمنين بالله أن يفهموا الحق، ويجب عليهم أن يقرأوا كلام الله أكثر، وأن يعرفوا طبيعة الإنسان ويدركوا حقيقة جوهره من خلال كشف الله. إن كشف كلمة الله يعلن طبيعة الإنسان، ويعلّم الناس ماهية جوهرهم، ويسمح لهم برؤية جوهر فسادهم بوضوح. وهذا مهم جدًا؛ فالشيطان مشوّش الذهن، ويصعب تفسير الكلمات الشيطانية التي ينطق بها. لقد سأله الله: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" فأجاب الشيطان: "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا" (أيوب 1: 7). فكر بإمعان في إجابته، هل هو قادم أم ذاهب؟ من الصعب فهم ما يعنيه، ولهذا السبب أقول إن هذه الكلمات مشوّشة، وبناءً على هذه الكلمات، يمكن رؤية أنَّ الشيطان مشوَّش. عندما يفسد الشيطان الناس، هم أيضًا يصبحون مشوّشين، ليس لديهم أي اعتدال أو معايير أو مبادئ في أي شيء يفعلونه، ولهذا يَسهُل أن يضل أي شخص. لقد أغوى الشيطان حواء بقوله: "لماذا لا تأكلين من ثمرة تلك الشجرة؟" فأجابت حواء: "أخبرنا الله أننا سنموت إذا أكلنا من تلك الشجرة". فقال الشيطان: "لن تموتي بالضرورة إذا أكلت من ثمرة تلك الشجرة". كانت هذه الكلمات تنطوي على نية إغواء حواء، فبدلاً من أن يقول لها يقينًا إنها لن تموت إن أكلت ثمرة من تلك الشجرة، اكتفى بأن يقول لها إنها لن تموت بالضرورة، مما دفعها إلى التفكير: "إذا كنت لن أموت بالضرورة، فيمكن أن آكلها!" ولما كانت غير قادرة على مقاومة الإغواء، فقد أكلت من الثمرة. وبهذه الطريقة حقق الشيطان هدفه المتمثل في إغراء حواء بالخطية، دون أن يتحمل مسؤولية ذلك، لأنه لم يجبرها على أكلها. ثمة شخصية شيطانية بداخل كل شخص؛ وبداخل قلب كل منهم عدد لا يحصى من السموم التي يغوي بها الشيطان الله ويغري بها الإنسان. وفي بعض الأحيان، يمتزج كلامهم بصوت الشيطان ونبرته، وبمقصد الإغواء والإغراء، فتمتلئ أفكار الإنسان وخواطره بسموم الشيطان وتفوح منها رائحته النتنة، وفي بعض الأحيان، تحمل نظرات الناس أو أفعالهم رائحة الإغواء والإغراء النتنة هذه نفسها، ويقول بعض الناس: "إذا اتبعت الله بهذه الطريقة، فمن المؤكد أنني سأربح شيئًا ما، يمكنني أن أتبع الله حتى النهاية، حتى لو لم أسعَ إلى الحق. إنني أتجرد من الأشياء وأبذل نفسي من أجل الله بإخلاص، وأمتلك القوة للمثابرة حتى النهاية. وحتى إذا كنت قد أذنبت قليلاً، فإن الله سيرحمني ولن يتخلى عني". إنهم لا يعرفون حتى ما يقولونه. ثمة أمور فاسدة كثيرة داخل الناس؛ فكيف يمكنهم أن يتغيروا إن لم يسعوا إلى الحق؟ بناءً على درجة فساد الناس، فقد يسقطون ويخونون الله في أي لحظة إذا هو لم يحمهم. هل تؤمن بهذا؟ لن تتمكن من الوصول إلى النهاية حتى وإن أرغمت نفسك، لأن هذه المرحلة الأخيرة من عمل الله تتمثل في خلق مجموعة من الغالبين. هل القيام بهذا أمر سهلٌ حقًا كما تعتقد؟ هذا التحول النهائي لا يتطلب من الشخص أن يتغير بنسبة 100 في المائة ولا حتى 80 في المائة، بل أن يتغير على الأقل بنسبة 30 في المائة أو 40 في المائة. يجب – على أقل تقدير – أن تخرج ما بداخلك من الأشياء التي تقاوم الله، والتي ترسخت في أعماق قلبك وتطهرها وتحولها. عندئذ فقط ستحقق الخلاص. فقط عندما تكون قد تحولت بنسبة تتراوح من 30 في المائة إلى 40 في المائة كما يطلب الله، أو بنسبة تتراوح من 60 في المائة إلى 70 في المائة – وهو المفضل – سيثبت أنك قد حصلت على الحق، وأنك متوافق بصورة أساسية مع الله. لن تكون عرضة لمقاومة الله أو إغضاب شخصيته في المرة القادمة التي يصيبك فيها شيء ما؛ وبهذه الطريقة فقط يمكن أن تُكمَّل وتنال استحسان الله.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. اختيار الطريق القويم هو الجزء الأكثر حسماً في الإيمان بالله

ترانيم ذات صلة

إنذارات الله الثلاثة للإنسان

السابق: 10. كيفية علاج مشكلة الحذر من الله وسوء فهمه

التالي: 12. كيفية علاج مشكلة وضع حدود لله وإصدار الأحكام عليه؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 8: الذين آمنوا بالرب يسوع، وضحوا من أجله في حياتهم، إن لم يقبلوا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فلن يُختطفوا إلى ملكوت السموات؟

الإجابة: بخصوص هذه المسألة، أعطانا الله القدير إجابة واضحة. يقول الله القدير، "إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة،...

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب