27. كيفية علاج مشكلة شخصية النفور من الحق
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
النفور من الحق يعني بشكل رئيسي عدم الاهتمام بالحق وبالأشياء الإيجابية وبُغضها. إن النفور من الحق هو أن يكون الإنسان قادرًا على فهم الحق ومعرفة ما هي الأشياء الإيجابية ومع ذلك لا يزال يتعامل مع الحق والأشياء الإيجابية بموقف وحالة من المقاومة والسطحية والنفور والمراوغة واللامبالاة. وهذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. هل يوجد هذا النوع من الشخصية في كل شخص؟ يقول بعض الناس: "بالرغم من أنني أعرف أن كلمة الله هي الحق، إلا أنني ما زلت لا أحبها ولا أقبلها، أو على الأقل لا يمكنني قبولها الآن". ما الأمر هنا؟ هذا هو النفور من الحق. فالشخصية الموجودة بداخلهم تمنعهم من قبول الحق. ما المظاهر المحددة لعدم قبول الحق؟ يقول البعض: "أنا أفهم كل الحق، ولكن لا يمكنني تطبيقه". وهذا يُظهر أن هذا الشخص ينفر من الحق ولا يحبه، وبالتالي لا يمكنه تطبيقه. بعض الناس يقول: "إن قدرتي على كسب المال الوفير هو أمر يخضع لسيادة الله. لقد باركني الله حقًا، وكان طيبًا للغاية معي، ومنحني ثروة كبيرة. عائلتي كلها تلبس وتأكل جيدًا، ولا تحتاج لملابس أو لطعام". عندما يرى هؤلاء الناس أن الله قد باركهم، يشكرون الله في قلوبهم ويعلمون أن الله هو الذي يحكم كل هذا، وأنه لو لم يكن الله قد باركهم، واعتمدوا على مواهبهم، لما كسبوا بالطبع كل هذه الأموال. هذا هو ما يفكرون به حقًا في أعماقهم، وما يعرفونه حقًا، وما يشكرون عليه الله بحق. ولكن يأتي يوم تنهار فيه أعمالهم التجارية، وتمر عليهم أوقات عصيبة، ويعانون من الفقر. لماذا هذا؟ لأنهم تواقون للراحة، ولا يكترثون بكيفية أداء واجبهم على النحو الصحيح، ويقضون وقتهم كله في السعي وراء الثروات، فيصبحون عبيدًا للمال مما يؤثر على أدائهم لواجبهم، فينزع الله عنهم ذلك. إنهم يعلمون في قلوبهم أن الله قد باركهم بالكثير، وأعطاهم الكثير، ومع ذلك ليست لديهم رغبة في رد محبة الله، ولا يرغبون في الخروج لأداء واجبهم، كما أنهم جبناء ويخشون باستمرار من أن يتم كبحهم، ومن فقدان كل ما لديهم من ثروات ونعيم، ونتيجةً لذلك يحرمهم الله منها. إن قلوبهم كاشفة كالمرآة، وهم يعلمون أن الله أخذ هذه الأشياء منهم وأن الله يؤدبهم، ولذلك يُصلِّون إلى الله ويقولون: "يا الله! لقد باركتني مرَّةً، لذا يمكنك أن تباركني مرَّةً أخرى. وجودَك أبدي، وكذلك بركاتك مع البشر. أُشكرك! فمهما حدث لا يجب أن تتغير بركاتك ووعدك. إذا أخذت مني، فسأظل أخضع". ولكن كلمة "الخضوع" تخرج من أفواههم خالية من الصدق. يقولون بأفواههم إن بوسعهم الخضوع، ولكن بعد ذلك يفكرون في الأمر ويجدون أن هناك شيئًا لا يروق لهم: "كانت الأمور جيدة جدًا في الماضي. لماذا أخذ الله كل شيء مني؟ ألم يكن بقائي في المنزل وأداء واجبي كالخروج لأداء واجبي؟ ما الذي كنت أؤخره؟" إنهم يتذكرون الماضي دائمًا. لديهم نوع من الشكوى وعدم الرضا تجاه الله، ويشعرون بالاكتئاب باستمرار. هل لا يزال الله في قلوبهم؟ إن ما في قلوبهم هو المال ووسائل الراحة المادية والأوقات السعيدة. ليس لله أي مكان في قلوبهم، فهو لا يُعدُّ إلههم. وعلى الرغم من أنهم يعلمون يقينًا أن "الله يُعطي ويأخذ"، فإنهم يحبون تعبير "الله يُعطى" وينفرون من تعبير "الله يأخذ". من الواضح أن قبولهم للحق انتقائي. فعندما يباركهم الله يقبلون ذلك على أنه الحق؛ ولكن بمجرد أن يأخذ الله منهم، لا يمكنهم قبول الأمر. لا يمكنهم قبول هذه السيادة من الله، وبدلًا من ذلك يقاومون ويصبحون ناقمين. عندما يُطلَب منهم أداء واجبهم، يقولون: "سأفعل إذا منحني الله البركات والنعم. بدون بركات الله، ومع وجود عائلتي في مثل هذه الحالة من الفقر؟ كيف أؤدي واجبي؟ لا أريد ذلك!" ما هذه الشخصية؟ على الرغم من أنهم في قلوبهم يختبرون بأنفسهم بركات الله، وكيف أعطاهم الكثير، إلا أنهم غير مستعدين للقبول عندما يأخذ الله منهم. لمَ هذا؟ لأنهم لا يستطيعون التخلي عن المال وحياتهم المريحة. بالرغم من أنهم ربما لم يثيروا ضجة كبيرة بخصوص ذلك، ولم يمدوا أيديهم إلى الله، ولم يحاولوا استعادة أملاكهم السابقة بجهودهم الشخصية، إلا أنهم أصبحوا بالفعل محبطين تجاه أفعال الله، ويعجزون تمامًا عن قبول الأمر ويقولون: "إن تصرف الله على هذا النحو لا يراعي الآخرين. إنه أمر لا يمكن فهمه. كيف يمكنني الاستمرار في الإيمان بالله؟ لم أعد أرغب في الاعتراف بأنه الله. وإذا لم أعترف بأنه الله، فهو ليس الله". هل هذا نوع من الشخصية؟ (نعم). فالشيطان لديه هذا النوع من الشخصية، والشيطان ينكر الله بهذه الطريقة. هذا النوع من الشخصية هي شخصية النفور من الحق وكراهية الحق. عندما ينفر الناس من الحق إلى هذا الحد، إلى أين يقودهم ذلك؟ إنه يجعلهم يقاومون الله ويعارضونه بعناد حتى النهاية؛ وهذا يعني أن كل شيء قد انتهى بالنسبة لهم.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية
الحالة الأكثر وضوحًا من حالات الناس الذين ينفرون من الحق هي أنهم غير مهتمين بالحق والأمور الإيجابية، بل هم حتى مشمئزين منها ويزدرونها، ويحبون اتباع التوجهات بشكل خاص. هم لا يقبلون في قلوبهم الأشياء التي يحبها الله وما يطلب الله من الناس فعله. عوضًا عن ذلك، هم رافضون لها وغير مكترثين بها، بل إن بعض الناس كثيرًا ما يزدرون المعايير والمبادئ التي يطلبها الله من الإنسان. هم مشمئزين من الأمور الإيجابية، ودائمًا ما يشعرون بأنهم – في قلوبهم – يقاومونها ويعارضونها وأنهم ممتلئون بالاحتقار تجاهها. هذا هو المظهر الرئيسي لكون المرء نافرًا من الحق. في حياة الكنيسة، قراءة كلمة الله والصلاة وعقد شركة عن الحق، وأداء الواجبات، وعلاج المشاكل بالحق، كلها أمور إيجابية. إنها ترضي الله، لكن بعض الناس مصدودين عن هذه الأمور الإيجابية، ولا يكترثون بها، ولا يبالون بها. والجزء الأبغض هو أنهم يتبنون موقفًا محتقرًا تجاه الأشخاص الإيجابيين، مثل الأشخاص الصادقين، أولئك الذين يسعون إلى الحق، وأولئك الذين يؤدون واجباتهم بإخلاص، وأولئك الذين يحافظون على عمل بيت الله. هم يحاولون دومًا مهاجمة هؤلاء الناس واستبعادهم. إذا وجدوا أن لديهم نقائص أو كشوفات عن الفساد، فهم يستغلون هذا، ويثيرون جلبةً كبيرةً بشأنه، ويقللون من شأنهم باستمرار بسببه. ما نوع هذه الشخصية؟ لماذا يحملون عدوانيةً شديدةً تجاه الأشخاص الإيجابيين؟ لماذا هم مولعون بالأشخاص الأشرار وعديمي الإيمان وأضداد المسيح ويحابونهم، ولماذا يتسكعون كثيرًا مع هؤلاء الأشخاص؟ عندما يتعلق الأمر بالأشياء السلبية والشريرة، فهم يشعرون بالإثارة والابتهاج، لكن عندما يتعلق الأمر بالأمور الإيجابية، تبدأ المقاومة بالظهور في موقفهم؛ ولاسيما عندما يسمعون الناس يقدّمون شركة عن الحق أو يحلون المشاكل باستخدام الحق، فإنهم يشعرون في قلوبهم بالنفور وعدم الرضا، ويبثون تظلماتهم. أليست هذه شخصية كون المرء نافرًا من الحق؟ أليس هذا كشف لشخصية فاسدة؟ يوجد الكثير من الأشخاص الذين يؤمنون بالله ويحبون العمل من أجله وفعل الكثير بحماس من أجله، وعندما يتعلق الأمر باستخدام مواهبهم وقدراتهم، والانغماس في تفضيلاتهم والتباهي بأنفسهم، تكون لديهم طاقة لا حدود لها. لكن إذا طلبت منهم تطبيق الحق والتصرف وفق مبادئ الحق، فإنَّ ذلك يُفقدهم طاقتهم وحماستهم. إذا لم يُسمح لهم بالتباهي، فإنهم يغدون فاترين وقانطين. لماذا يكون لديهم طاقة للتباهي؟ ولماذا لا يكون لديهم طاقة لممارسة الحق؟ ما المشكلة هنا؟ الناس جميعًا يحبون تمييز أنفسهم؛ كلهم يتوقون إلى المجد الفارغ. جميع الأشخاص لديهم طاقة لا تنفد عندما يتعلق الأمر بالإيمان بالله من أجل ربح البركات والمكافآت، فلماذا يصيبهم الفتور، ولماذا يصبحون قانطين عندما يتعلق الأمر بممارسة الحق والتمرد على الجسد؟ لماذا يحدث هذا؟ هذا يُثبت أن قلوب الناس مغشوشة. هم يؤمنون بالله بالكامل من أجل نيل البركات؛ هم – بصراحة تامة – يفعلون ذلك من أجل دخول ملكوت السماوات. دون بركات أو منافع يسعون إليها، يصاب الناس بالفتور والقنوط، ولا يكون لديهم حماس. هذا كله ناتج عن شخصية فاسدة تنفر من الحق. عندما تسيطر هذه الشخصية على الناس، لا يرغبون في اختيار طريق السعي إلى الحق؛ يسلكون طريقهم الخاص، ويختارون الطريق غير الصحيح، يعلمون جيدًا أنه من الخطأ السعي إلى الشهرة والربح والمكانة ومع ذلك يظلّون غير قادرين على تحمّل الاستغناء عن هذه الأشياء أو تنحيتها جانبًا، وهم يظلون يسعون إليها، سائرين في طريق الشيطان. في هذه الحالة، هم لا يتبعون الله، بل يتبعون الشيطان. كل ما يفعلونه هو في خدمة الشيطان، وهم خدم للشيطان.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
كيف يتجلى في الأساس هذا النوع من الشخصية التي تنفر من الحق؟ في رفض أن يتم تهذيبها. إن رفض التهذيب هو نوع من الحالات التي تُظهرها هذه الشخصية. في أعماق هؤلاء الناس مقاومة شديدة عندما يتم تهذيبهم. ويقولون داخلهم: "لا أريد سماع ذلك! لا أريد سماع ذلك!" أو "لماذا لا تُهذب الآخرين؟ لماذا تنتقدني؟" ما معنى أن تنفر من الحق؟ النفور من الحق هو أن يكون المرء غير مهتم على الإطلاق بأي شيء يتعلق بالأمور الإيجابية أو بالحق أو بمطالب الله أو بمقاصد الله. أحيانًا يشعر بنفور من هذه الأشياء، وأحيانًا يتجاهلها تمامًا، وأحيانًا يتخذ تجاهها موقفًا من الاستخفاف واللامبالاة، ولا يأخذها بجدية، وبتعامل معها بسطحية واستهتار، أو يتخذ تجاهها موقفًا غير مسؤول. فالمظهر الرئيسي لعدم تقبل الحق ليس فقط في شعور الناس بالنفور عند الاستماع إلى الحق، بل ينطوي أيضًا على عدم الرغبة في ممارسة الحق، والتراجع عندما يحين وقت ممارسة الحق كما لو أن الحق لا علاقة لهم به. بعض الناس عند عقد شركة في الاجتماعات، يبدون متحمسين للغاية، ويحبون تكرار الكلمات والتعاليم، وإطلاق عبارات رنانة، لتضليل الآخرين وكسب تأييدهم. يَبدون مفعمون بالطاقة وفي حالة معنوية مرتفعة أثناء قيامهم بذلك، ويستمرون دون توقف. في المقابل، يقضي آخرون اليوم بأكمله من الصباح حتى المساء منشغلين بأمور الإيمان، يقرأون كلام الله ويُصلّون ويستمعون إلى الترانيم، ويدوِّنون الملاحظات وكأنهم لا يستطيعون الإبتعاد عن الله ولو للحظة. إنهم يشغلون أنفسهم من الصباح حتى المساء بأداء واجبهم. فهل هؤلاء الناس يحبون الحق فعلًا؟ أليس لديهم شخصية النفور من الحق؟ متى يمكن رؤية حالتهم الحقيقية؟ (عندما يحين وقت ممارسة الحق يهربون، ولا يقبلون التهذيب). هل يمكن أن يكون هذا بسبب أنهم لا يفهمون ما يسمعونه أو لأنهم لا يفهمون الحق ولا يرغبون في قبوله؟ الجواب ليس أيًا من ذلك. فهم محكومون بطبيعتهم. هذه مشكلة تتعلق بالشخصية. يعلم هؤلاء الأشخاص جيدًا في قرارة أنفسهم أن كلام الله هو الحق وأنه إيجابي، وأن ممارسة الحق يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في شخصيات الناس وتجعلهم قادرين على إرضاء مقاصد الله؛ لكنهم لا يقبلوه ولا يطبقوه. وهذا هو النفور من الحق. من الذين رأيتم فيهم شخصية النفور من الحق؟ (غير المؤمنين). إن غير المؤمنين ينفرون من الحق، وهذا واضح جدًا. ومن المستحيل أن يُخلِّص الله أمثال هؤلاء الناس. إذًا من بين الأشخاص الذين يؤمنون بالله، ما الأمور التي رأيتموهم ينفرون من الحق فيها؟ ربما عندما عقدت شركة عن الحق معهم، لم ينهضوا ويغادروا، وعندما تطرقت الشركة لصعوباتهم ومشكلاتهم، واجهوها على النحو الصحيح، ومع ذلك لا تزال شخصيتهم تنفر من الحق. أين يمكن أن نرى ذلك؟ (إنهم غالبًا ما يسمعون العظات، لكنهم لا يطبقون الحق). إن الأشخاص الذين لا يمارسون الحق لديهم بلا شك شخصية تنفر من الحق. بعض الناس يتمكنون أحيانًا من ممارسة قدر ضئيل من الحق، فهل هم بذلك لديهم شخصية تنفر من الحق؟ هذه الشخصية توجد أيضًا لدى أولئك الذين يمارسون الحق، ولكن بدرجات متفاوتة. إن قدرتك على ممارسة الحق لا تعني أنه ليس لديك شخصية تنفر من الحق. وممارسة الحق لا تعني أن شخصيتك الحياتية قد تغيرت في الحال، فهذا ليس صحيحًا. يجب أن تعالج مشكلة شخصيتك الفاسدة، فهذه الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير في شخصيتك الحياتية. إن ممارسة الحق في إحدى المواقف لا تعني أنه لم تعد لديك شخصية فاسدة. يمكنك ممارسة الحق في أحد الجوانب، ولكنك لست بالضرورة قادرًا على ممارسة الحق في جوانب أخرى. فالسياقات والأسباب التي تنطوي عليها مختلفة، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو وجود الشخصية الفاسدة، وهذا أصل المشكلة. لذلك، بمجرد أن تتغير شخصية المرء، فإن جميع الصعوبات والذرائع والأعذار التي تنطوي عليها ممارسة الحق يتم علاجها؛ كل هذه المشكلات يتم حلها، وكذلك كل تمرده و عيوبه و أخطائه. إذا لم تتغير شخصيات الناس، فسيجدون دائمًا صعوبة في ممارسة الحق، وستوجد دائمًا ذرائع وأعذار. إذا كنت تريد أن تمارس الحق وتخضع لله في كل شيء، فيجب أولًا أن تتغير شخصيتك. حينها فقط ستتمكن من حل المشكلات من جذورها.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية
في الاجتماعات، يمكن أن يعقد بعض الناس شركة موجزة عن الحالات المرتبطة بها، ولكن عندما يتعلق الأمر بجوهر المشكلات، وبدوافعهم وأفكارهم الشخصية، يصبحون مراوغين. عندما يكشف الناس دوافعهم وأهدافهم، يهزون رؤوسهم ويعترفون بذلك. ولكن عندما يحاول الناس كشف أو تحليل أمر أعمق، فلا يمكنهم التحمل وينهضون ويغادرون. لماذا ينسحبون في هذه اللحظة الحاسمة؟ (إنهم لا يقبلون الحق ويرفضون مواجهة مشكلاتهم). هذه مشكلة تتعلق بالشخصية. عندما يرفضون قبول الحق لحل مشكلاتهم، ألا يعني هذا أنهم ينفرون من الحق؟ ما هي أنواع العظات التي لا يرغب بعض القادة والعمال الاستماع إليها؟ (عظات عن كيفية تمييز أضداد المسيح والقادة الكذبة). صحيح. إنهم يقولون لأنفسهم: "كل هذا الحديث عن تحديد هوية أضداد المسيح والقادة الكذبة، وعن الفريسيين؛ لماذا تتحدثون كثيرًا عن ذلك؟ أنت تسبب لي التوتر". عندما يسمعون أن هناك حديثًا عن تعريف القادة والعمال الكذبة، فإنهم يجدون أي مبرر للمغادرة. ما المقصود بـ "المغادرة" هنا؟ إنها تعني الإنسحاب والاختباء. لماذا يحاولون الاختباء؟ عندما يتحدث الآخرون بالحقائق، يجب أن تسمع: فالاستماع مفيد لك. دوِّن الأشياء القاسية أو التي يصعب عليك قبولها؛ بعد ذلك عليك أن تفكر في هذه الأشياء كثيرًا، وتستوعبها، وتغيُّرها بالتدريج. فلماذا الإختباء إذًا؟ يشعر هؤلاء الأشخاص أن كلمات الدينونة هذه قاسية جدًا وليس من السهل الاستماع إليها، ولذلك تنشأ المقاومة والنفور بداخلهم. يقولون لأنفسهم: "أنا لست من أضداد المسيح أو قائدًا كاذبًا، فلماذا تستمر في الحديث عني؟ لماذا لا تتحدث عن الآخرين؟ قل شيئًا عن تعريف الأشرار، لا تتحدث عني!" إنهم يصبحون مراوغين ومعارضين. ما هذه الشخصية؟ إذا كانوا يرفضون قبول الحق، وكانوا دائمًا يختلقون الحجج ويجادلون دفاعًا عن أنفسهم، ألا توجد هنا مشكلة الشخصية الفاسدة؟ هذه هي الشخصية التي تنفر من الحق. القادة والعاملون لديهم هذه الحالة، فماذا عن الإخوة والأخوات العاديين؟ (هم أيضًا كذلك). عندما يلتقي الجميع للمرَّة الأولى، يكونون جميعًا متحابين وسعداء للغاية بترديد الكلمات و التعاليم. ويبدو عليهم جميعًا حب الحق. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمشكلات الشخصية والصعوبات الحقيقية، يُصاب الكثير منهم بالخرس. على سبيل المثال، هناك بعض الناس يقيدهم الزواج باستمرار. يصبحون غير راغبين في أداء الواجب أو السعي إلى الحق، ويصبح الزواج هو العقبة الأكبر والأثقل على كاهلهم. وفي الاجتماعات، عندما يعقد الجميع شركة عن هذه الحالة، فإنهم يُضاهون كلمات الآخرين في الشركة بحالتهم. ويشعرون أن الآخرين يتحدثون عنهم. يقولون: "لا أمانع أن تعقدوا شركة عن الحق، ولكن لماذا تتحدثون عني؟ أليست لديكم مشكلات أخرى؟ لماذا تتحدثون عني فقط؟" ما هذه الشخصية؟ عندما تجتمعون في شركة عن الحق، عليكم أن تدرسوا المشكلات الفعلية وتسمحوا للجميع بالتحدث عن فهمهم لهذه المشكلات؛ حينها فقط يمكنكم أن تعرفوا أنفسكم وتحلوا مشكلاتكم. لماذا لا يستطيع الناس قبول ذلك؟ ما هي الشخصية التي لدى الناس الذين لا يمكنهم قبول التهذيب وقبول الحق؟ ألا ينبغي أن تميز هذا بوضوح؟ هذه كلها مظاهر النفور من الحق، وهذا هو جوهر المشكلة. عندما ينفر الناس من الحق، يكون من الصعب عليهم للغاية قبول الحق. وإذا لم يستطيعوا قبول الحق، فهل يمكن إصلاح مشكلة شخصيتهم الفاسدة؟ (لا). إذًا هل يمكن لشخص مثل هذا لا يمكنه قبول الحق أن يربح الحق؟ هل يمكن أن يُخلِّصه الله؟ بالتأكيد لا.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية
لحماية غرورهم وكبريائهم، وللحفاظ على سمعتهم ومكانتهم، يسعد بعض الأشخاص بمساعدة الآخرين والتضحية من أجل أصدقائهم بغض النظر عن الثمن، لكن عندما يتعين عليهم حماية مصالح بيت الله، والحق، والعدالة، فإن مقاصدهم الصالحة تختفي، تكون قد تلاشت تمامًا. عندما يتوجب عليهم ممارسة الحق، لا يمارسونه على الإطلاق. ما الذي يجري؟ لحماية كرامتهم وكبريائهم، سيدفعون أي ثمن ويتحمّلون أي معاناة. غير أنهم عندما يحتاجون إلى القيام بعمل حقيقي والتعامل مع الشؤون العملية، ولحماية عمل الكنيسة والأمور الإيجابية، ولحماية شعب الله المختار والنهوض بأعبائه، لماذا لا تعود لديهم القوة لدفع أي ثمن وتحمّل أي معاناة؟ هذا لا يمكن تصوره. الواقع أنَّ لديهم نوع من الشخصيات التي تنفر من الحق. لماذا أقول إن شخصيتهم تنفر من الحق؟ لأنه كلما تعلق الأمر بتقديم الشهادة لله، وممارسة الحق، وحماية شعب الله المختار، ومحاربة مخططات الشيطان، أو حماية عمل الكنيسة، فإنهم يفرّون ويختفون، ولا يهتمون بأي أمور جادة. أين بطولتهم وروح تحمّل المعاناة لديهم. أين يطبّقون هذه الأمور؟ من السهل رؤية هذا. حتى لو وبّخهم شخص ما، قائلاً إنه يجب ألا يكونوا أنانيين ودنيئين يحمون أنفسهم، وأنه يجب عليهم حماية عمل الكنيسة، فإنهم لا يهتمون حقًا. إنهم يقولون لأنفسهم: "أنا لا أفعل تلك الأشياء، وليس لها أي علاقة بي. ما فائدة التصرف على هذا النحو لسعيي نحو الشهرة والربح والمكانة؟" إنهم ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق. هم فقط يحبون طلب الشهرة والربح والمكانة، ولا يؤدون العمل الذي ائتمنهم الله عليه على الإطلاق. لذا، عندما تكون ثمة حاجة إليهم للقيام بعمل الكنيسة، فإنهم ببساطة يختارون الفرار. هذا يعني أنهم – في قلوبهم – لا يحبون الأمور الإيجابية، وليسوا مهتمين بالحق. هذا مظهر واضح لكون المرء نافرًا من الحق. فقط أولئك الذين يحبون الحق ويمتلكون واقع الحق بإمكانهم التقدم للأمام عندما يتطلبهم عمل بيت الله وشعب الله المختار، فقط هم من يمكنهم الوقوف بشجاعة ملتزمين بالواجب، لتقديم الشهادة لله وعقد شركة عن الحق، وقيادة شعب الله المختار على الطريق الصحيح، مما يُمكّنهم من تحقيق الخضوع لعمل الله. وحده هذا الموقف هو موقف مسؤولية ومظهر لإظهار مراعاة مقاصد الله. إذا لم يكن لديكم هذا الموقف، ولستم سوى مهملين في تعاملكم مع الأمور، وكنتم تفكرون: "سأقوم بالأمور التي تقع ضمن نطاق واجبي، لكنني لا أهتم بأي شيء آخر. إذا سألتني عن شيء، فسأجيبك لو كنت في مزاج جيد؛ وإلا، فلن أجيبك. هذا موقفي"، فإن هذه شخصية فاسدة، أليست كذلك؟ حماية المرء لمكانته وسمعته وكبريائه فحسب، وحماية الأمور التي تتعلق بمصالحه الخاصة فحسب، هل هذه حماية لقضية عادلة؟ هل هي حماية لمصالح بيت الله؟ خلف تلك الدوافع الحقيرة الأنانية، تكمن الشخصية النافرة من الحق. الغالبية منكم كثيرًا ما يُظهرون مثل تلك الشخصيات، وفي اللحظة التي تواجه فيها شيئًا يتعلق بمصالح بيت الله، فإنك تتحايل بالقول: "لم أرَ"، أو "لا أعرف"، أو "لم أسمع". بغض النظر عما إذا كنت حقًا غير مدرك أو فقط تتظاهر بذلك، إذا أظهرت هذا النوع من الشخصية الفاسدة في اللحظات الحاسمة، فإنه من الصعب القول ما إذا كنت شخصًا يؤمن بالله حقًا أم لا؛ بالنسبة لي، أنت إما شخص مُضلّل في إيمانه، أو عديم الإيمان. من المؤكد أنك لست شخصًا يحب الحق.
ربما تفهمون معنى أن تكونوا نافرين من الحق، لكن لماذا أقول إن النفور من الحق شخصية؟ الشخصية لا علاقة لها بالمظاهر العرضية والمؤقتة، والمظاهر العرضية والمؤقتة لا تُعدّ مشكلة تتعلق بالشخصية. بغض النظر عن نوع الشخصية الفاسدة التي لدى الشخص، فإنها سوف تظهر فيه أحيانًا كثيرةً أو حتى دائمًا؛ ستظهر متى ما كان ذلك الشخص في السياق المناسب. لذلك، لا يمكنك توصيف مشكلة تتعلق بالشخصية اعتباطًا بناءً على مظهر عرضي مؤقت. إذن، ما هي الشخصية؟ ترتبط الشخصيات بالنوايا والدوافع، وترتبط بتفكير الشخص ووجهة نظره. أنت تبدو قادرًا على إدراك أنها تسيطر عليك وتؤثر فيك، لكن الشخصيات قد تكون مخفيةً أيضًا ومستترةً، وتعتم عليها الظواهر السطحية. باختصار، ما دامت هناك شخصية داخلك، فإنها ستتدخل فيك، وتقيّدك وتسيطر عليك، وتولّد فيك العديد من التصرفات والمظاهر، هذه هي الشخصية. ما التصرفات والأفكار ووجهات النظر والمواقف التي غالبًا ما تؤدي إليها شخصية النفور من الحق؟ إحدى الخصائص الرئيسية التي يُظهرها الأشخاص النافرون من الحق هي عدم الاهتمام بالأمور الإيجابية والحق، إضافةً إلى عدم الاكتراث، وفتور القلب، وغياب الرغبة في بلوغ الحق، والاعتقاد بأن هذا كله جيّد بما يكفي فيما يتعلق بأي شيء يتضمن ممارسة الحق. سأقدّم مثالاً بسيطًا. من جوانب الحسّ السليم التي كثيرًا ما يتحدث الناس عنها فيما يتعلق بالصحة الجيدة تناول فواكه وخضروات أكثر، وتناول أطعمة خفيفة أكثر، والإقلال من اللحوم، خاصةً الإقلال من الأطعمة المقلية؛ هذا إرشاد إيجابي لصحة الناس ورفاههم. بوسع كل شخص أن يفهم ويقبل ما يجب الإكثار من تناوله وما يجب الإقلال من تناوله، فهل هذا القبول مبنيّ على نظرية أم ممارسة؟ (على نظرية). كيف يظهر القبول النظري؟ في نوع من الإدراك الأساسي. إنه الاعتقاد بأن هذا التصريح صحيح وأنه جيد جدًا من خلال التمييز الذي يستند إلى حكمك. لكن هل لديك أي برهان يُثبِت هذا التصريح؟ هل لديك أي أسباب لتصديقه؟ دون أن تختبر هذا التصريح بنفسك، ودون أي أسباب أو أساس لتأكيد ما إذا كان التصريح صحيحًا أم خاطئًا، وبالتأكيد دون استخلاص دروس من الأخطاء السابقة، ودون أي أمثلة من العالم الحقيقي؛ فإنك قد قبلتَ هذا الرأي فحسب، وهذا قبول نظري. بغض النظر عما إذا كنت تقبله نظريًا أو عمليًا، عليك أولاً التأكد من أن تصريح "تناول خضروات أكثر ولحوم أقل" صحيح وأنه أمر إيجابي. إذن، كيف يمكن رؤية شخصيتك في كونك نافرًا من الحق؟ بناءً على كيفية تعاملك وتطبيقك لهذا التصريح في حياتك؛ فإنَّ هذا يُظْهِر موقفك تجاه ذلك التصريح، سواءً كنت قد قبلته نظريًا ومن حيث التعليم، أو كنت قد طبّقته في الحياة الفعلية وجعلته واقعك. إذا كنت قد قبلت هذا التصريح فقط من حيث التعليم، لكن ما تفعله في العالم الحقيقي يتناقض تمامًا معه، أو كنت لا تُظهِر أي تطبيق عملي على الإطلاق لهذا التصريح، فهل أنت تحب هذا التصريح، أم أنك تنفر منه؟ على سبيل المثال، عندما تأكل بعض الخضروات الخضراء وتراها، وتفكر: "الخضروات الخضراء مفيدة لصحة المرء، لكن طعمها ليس لذيذًا، وطعم اللحوم أفضل، لذا سآكل بعض اللحم أولاً"، ثم تأكل اللحوم فقط ولا تأكل الخضروات الخضراء؛ ما نوع الشخصية التي يُظهِرها هذا؟ شخصية عدم قبول التصريحات الصحيحة، والنفور من الأمور الإيجابية، والرغبة في الأكل وفقًا للتفضيلات الجسدية فحسب. هذا النوع من الأشخاص الذي هو نهِم للمتع وشره لها قد أصبح بالفعل نافرًا جدًا من الأمور الإيجابية ومقاومًا لها ومصدودًا عنها، وهذا أحد أنواع الشخصيات. قد يعترف شخص ما بأن هذا التصريح صحيح تمامًا، لكنه هو نفسه لا يستطيع القيام به، وعلى الرغم من أنه لا يستطيع، لا يزال ينصح الآخرين بأن يفعلوا ذلك؛ بعد تكرار قوله كثيرًا، يصبح هذا التصريح بمثابة نظرية له، وليس له تأثير فيه. ذلك الشخص يعرف جيدًا في قلبه أن تناول خضروات أكثر أمر صائب وأن تناول لحوم أكثر ليس جيدًا، ولكنه يفكر: "بغض النظر عن أي شيء، أنا لم أخسر، تناول اللحوم استفادة، وأنا لا أشعر أنه أمر غير صحي". جعله طمعه ورغباته يختار أسلوب حياة غير صحيح، يعارض الحسّ السليم الصحيح باستمرار وأسلوب الحياة الصائب. إن لديه نوع الشخصية الفاسدة التي تشتهي المزايا والمتعة الجسدية، فهل سيكون من السهل عليه قبول التصريحات الصحيحة والأمور الإيجابية؟ لن يكون سهلاً على الإطلاق. أليس أسلوب حياته إذن محكوم بشخصيته الفاسدة؟ إنه كشف عن شخصيته الفاسدة، وهو مظهر لشخصيته الفاسدة. ما يظهر خارجيًا هي تلك السلوكيات وموقف، لكن في الحقيقة، إنها شخصية تحكمه. ما هذه الشخصية؟ إنها النفور من الحق. شخصية النفور من الحق هذه يصعُب اكتشافها؛ لا أحد يشعر أنه نافر من الحق، لكن حقيقة أنه قد آمن بالله لعدة سنوات ولا يزال لا يعرف كيف يُمارس الحق كافية لإثبات أنه نافر من الحق. يستمع الناس إلى الكثير من العظات ويقرؤون الكثير من كلام الله، ومقصد الله هو أن يقبلوا كلامه في قلوبهم وأن يجلبوا تلك الكلمات إلى حياتهم الواقعية لممارستها واستخدامها، حتى يفهموا الحق ويجعلوا الحق حياتهم. هذا المطلب يصعب على معظم الناس تحقيقه، ولهذا يُقال إن معظم الناس لديهم شخصية النفور من الحق.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
الناس جميعًا يمتلكون شخصيات تتسم بالغطرسة والبر الذاتي، وهم دائمًا مغرورون. وبغض النظر عمَّا يظنونه، أو ما يقولونه، أو الكيفية التي يرون بها الأمور، فإنهم يعتقدون دائمًا أن وجهات نظرهم وتوجُّهاتهم الشخصية صحيحة، وأن ما يقوله الآخرون ليس جيدًا أو صحيحًا مثل ما يقولونه هم. دائمًا ما يتشبثون بآرائهم الشخصية، ومهما كان مَن يتحدث لن يستمعوا إليه. حتى إن كان ما يقوله شخص آخر صحيحًا، أو يتوافق مع الحق، لا يقبلونه؛ يبدو عليهم وكأنهم يستمعون فقط، لكنهم لا يتبنَّون الفكرة بحق، وعندما يحين وقت التصرف، يستمرون في فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة، معتقدين دائمًا أن ما يقولونه صحيح ومعقول. ... ماذا سيقول الله عندما يرى سلوكك هذا؟ سيقول الله: "أنت عنيد! من المفهوم أنك قد تتشبث بأفكارك عندما لا تعرف أنك مخطئ، ولكن عندما تكون على علم بوضوح أنك مخطئ وتظل تتمسك بأفكارك، وتفضل الموت على أن تتوب، فأنت مجرد أحمق عنيد واقع في ورطة. إذا كنت، بغض النظر عمَّن يقدم اقتراحًا، تتبنى دائمًا موقفًا سلبيًا ومقاومًا تجاهه، ولا تقبل حتى القليل من الحق، وإذا كان قلبك مقاومًا ومنغلقًا ورافضًا تمامًا، فأنت سخيف للغاية؛ أنت شخص أحمق! ويصعب جدًا التعامل معك!" بأي كيفية يصعب التعامل معك؟ من الصعب التعامل معك لأن ما تُظهره ليس نهجًا خاطئًا، أو سلوكًا خاطئًا، ولكنه استعلان لشخصيتك. ما الشخصية التي تستعلنها؟ إنها شخصية تنفر من الحق وتكرهه. بمجرد أن تُعرَّف على أنك شخص يكره الحق، تكون في نظر الله في ورطة، وسوف يزدريك ويتجاهلك. إن أكثر ما يقوله الناس من وجهة نظرهم هو: "شخصية هذا الشخص سيئة، إنه عاصٍ وعنيد ومتغطرس للغاية! يصعب التوافق مع هذا الشخص وهو لا يحب الحق، ولا يحبه. لم يقبل الحق قط ولا يمارسه". على الأكثر، سوف يمنحك الجميع هذا التقييم، ولكن هل يمكن لهذا التقييم أن يقرِّر مصيرك؟ لا يمكن للتقييم الذي يقيِّمك به الناس أن يقرِّر مصيرك، ولكن ثمة شيء واحد يجب ألا تنساه: الله يفحص قلوب الناس، وفي الوقت نفسه يراقب كل ما يقولونه ويفعلونه. إذا عرّفك الله بهذه الطريقة، وقال إنك تكره الحق، وإذا لم يقل ببساطة إن لديك شخصية فاسدة قليلًا، أو إنك غير مطيع قليلًا، ألا تكون هذه مشكلة خطيرة جدًا؟ (إنها مشكلة خطيرة). هذا يعني المتاعب، وهذه المتاعب لا تكمن في الطريقة التي يراك الناس بها، أو الكيفية التي يقيّمونك بها، بل تكمن في الكيفية التي ينظر الله بها إلى شخصيتك الفاسدة التي تكره الحق. إذًا، كيف يرى الله الأمر؟ هل قرَّر الله ببساطة أنك تكره الحق ولا تحبه، وهذا كل شيء؟ هل الأمر بهذه البساطة؟ من أين يأتي الحق؟ مَن الذي يمثله الحق؟ (إنه يمثل الله). تأمل في هذا: إذا كان الشخص يكره الحق، فكيف سينظر الله إليه من منظوره؟ (سينظر إليه على أنه عدوه). أليست هذه مشكلة خطيرة؟ عندما يكره الإنسان الحق، فإنه يكره الله! لماذا أقول إنه يكره الله؟ هل لعن الله؟ هل قاوم الله في وجهه؟ هل حكم عليه أو أدانه من وراء ظهره؟ ليس بالضرورة. فلماذا أقول إن كون الشخص يستعلن شخصية تكره الحق هو كراهية لله؟ هذا ليس تضخيمًا للأمر، بل إنه حقيقة الوضع. إنه مثل الفريسيين المنافقين الذين سمّروا الرب يسوع على الصليب لأنهم كرهوا الحق، وكانت العواقب التي تلت ذلك مروِّعة. ما يعنيه هذا هو أنه إذا كان لدى الشخص شخصية تنفر من الحق وتكرهه، فقد يستعلنه في أي زمان وفي أي مكان، وإذا عاش وفقًا لها، أفلن يعارض الله؟ عندما يواجه شيئًا يتضمن الحق أو اتخاذ خيارًا، إذا لم يتمكَّن من قبول الحق، وعاش بشخصيته الفاسدة، فسيعارض الله كسلوك طبيعي، ويخونه، لأن شخصيته الفاسدة هي شخصية تكره الله وتكره الحق. إذا كنت تتسم بهذه الشخصية، فعندئذٍ حتى عندما يتعلَّق الأمر بالكلام الذي قاله الله، سوف تشكك فيه وترغب في تحليله وتشريحه. عندئذٍ ستراودك الشكوك من جهة كلام الله، وتقول: "أهذا حقًا كلام الله؟ إنه لا يبدو لي مثل الحق، لا يبدو جميعه بالضرورة أنه صحيح لي!" وبهذه الطريقة، ألم تستعلن شخصيتك الكارهة للحق نفسها؟ عندما تفكر بهذه الطريقة، هل يمكنك الخضوع لله؟ لا يمكنك الخضوع بالتأكيد. وإذا كنت لا تستطيع الخضوع لله، فهل لا يزال هو إلهك؟ إنه ليس إلهك. إذًا، ماذا سيكون الله لك؟ ستعامله كموضوع بحث، شخص موضع شك، وشخص تدينه؛ ستعامله كشخص بسيط وعادي، وتدينه على هذا النحو. عندما تفعل ذلك، ستصبح شخصًا يقاوم الله ويجدِّف عليه. ما نوع الشخصية التي تسبِّب هذا؟ إنه ناتج عن شخصية متغطرسة صارت منتفخة بدرجة ما؛ لن تستعلن منك شخصيتك الشيطانية فحسب، بل سيصبح وجهك الشيطاني مكشوفًا تمامًا. ماذا يحدث للعلاقة بين الله والشخص الذي وصل إلى مرحلة مقاومة الله، والذي قد وصل تمرده على الله إلى درجة معينة؟ تصبح علاقة عدائية حيث يضع الإنسان الله في مواجهته. إذا كنت في إيمانك بالله لا تستطيع قبول الحق والخضوع له، فإن الله ليس إلهك. إذا أحجمت عن الحق ورفضته، فستصبح بالفعل شخصًا يقاوم الله. هل يظل بمقدور الله أن يخلِّصك إذًا؟ بالتأكيد لا يكون بمقدوره. يمنحك الله الفرصة لتلقي خلاصه ولا يراك كعدو، لكنك لا تستطيع قبول الحق وتعارض الله؛ عدم قدرتك على قبول الله كحق لك وكطريق لك يجعلك شخصًا يقاوم الله. كيف يجب حل هذه المشكلة؟ يجب أن تتوب بسرعة وتغيِّر المسار. على سبيل المثال، عندما تواجه مشكلة أو صعوبة أثناء أداء واجبك ولا تعرف كيفية حلها، يجب ألا تفكر فيها بطريقة عمياء، بل يجب عليك أولًا أن تهدأ أمام الله، وتصلِّي وتطلب منه، وتنظر ما يقوله كلام الله عنها. ثمَّ إن بقيت لا تفهم بعد قراءة كلام الله، ولا تعرف الحقائق التي تتعلَّق بهذه المسألة، فيجب عليك التمسك بمبدأ واحد – وهو أن تخضع أولًا، ولا تتمسك بأفكار أو خواطر شخصية، وتنتظر بقلب هادئ، وترى ما قصد الله وماذا يريد من تصرفه. يجب أن تسعى إلى الحق عندما لا تفهم، ويجب أن تنتظر الله بدلًا من التصرف بإهمال وبطريقة عمياء. إذا قدَّم لك شخص اقتراحًا عندما لا تفهم الحق، وأخبرك بكيفية التصرف وفقًا للحق، فيجب عليك أولًا قبوله والسماح للجميع بعقد شركة عنه، وترى إذا ما كان هذا المسار صحيحًا أم لا، وإن كان يتوافق مع مبادئ الحق أم لا. إذا تأكدت من أنه يتوافق مع الحق، فمارس بتلك الطريقة؛ أما إن قررت أنه لا يتفق مع الحق، فلا تتبع تلك الطريقة في الممارسة. إن الأمر في غاية البساطة. عندما تطلب الحق، يجب أن تطلبه من الكثير من الناس. إذا كان لدى أي شخص ما يقوله، فعليك الاستماع إليه والتعامل مع كل كلماته بجدِّية. لا تتجاهلها أو تعرض عنها، لأن هذا يتعلَّق بمسائل تدخل في نطاق واجبك ويجب عليك التعامل معها بجدِّية. هذا هو التوجُّه الصحيح والحالة الصحيحة. عندما تكون في الحالة الصحيحة، ولا تُظهر شخصية تنفر من الحق وتكرهه، فإن الممارسة بهذه الطريقة ستحل محل شخصيتك الفاسدة. هذه هي ممارسة الحق. إذا مارست الحق بهذه الطريقة، فما الثمار التي ستأتي بها هذه الممارسة؟ (سوف يرشدنا الروح القدس). إن الحصول على إرشاد الروح القدس هو جانب من الجوانب. في بعض الأحيان سيكون الأمر بسيطًا جدًا ويمكن تحقيقه باستخدام عقلك وحده؛ فبعد أن ينتهي الآخرون من تقديم اقتراحاتهم لك وتفهمهما، ستتمكن من تصحيح الأمور والعمل وفقًا للمبادئ. قد يظن الناس أن هذه مسألة صغيرة، لكنها مسألة عظيمة في نظر الله. لماذا أقول هذا؟ لأنه عندما تمارس بهذه الطريقة، فأنت في نظر الله شخص يمكنه ممارسة الحق، وشخص يحب الحق، وشخص لا ينفر من الحق – وعندما يفحص الله قلبك، فإنه يرى أيضًا شخصيتك، وهذه مسألة عظيمة. بعبارة أخرى، عندما تؤدي واجبك وتتصرف في محضر الله، فإن ما تحياه ويصدر عنك هو كل وقائع الحق التي يجب أن يمتلكها الناس. إن التوجُّهات والأفكار والحالات التي تمتلكها في كل ما تفعله هي أهم الأشياء في نظر الله، وهي ما يفحصه الله.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته كثيرًا
كيف تظهر شخصية النفور من الحق بشكل رئيسي في الناس؟ عندما يرون شيئًا إيجابيًا لا يقيسونه بالحق – بأي شيء يقيسونه؟ يَستخدمون منطق الشيطان لقياسه ومعرفة ما إذا كان هذا الشيء يتم بأسلوب منمَّق، وما هيئته، ومدى إبهاره. يقيسون كل شيء بالطرق التي يستخدمها الشيطان لتقييم الناس، أي المبادئ والأساليب التي يستخدمها غير المؤمنين لتقييم الناس. إنهم لا يطلبون الحق عند القيام بالأشياء، ونقطة البداية لجميع أفعالهم هي قياسها باستخدام تصوراتهم ووجهات نظرهم، وفلسفات التعاملات الدنيوية والمعرفة التي فهموها، وتنحية الحق جانبًا؛ فهكذا يفعلون كل شيء. إنهم يستخدمون وجهات النظر البشرية ومنطق الشيطان كمقياس لهم، وبعد القياس مرارًا، يجدون أنه في نظرهم لا يوجد أي شخص آخر بكل صلاحهم؛ فهم الأفضل. هل متطلبات الله من البشرية لديهم في قلوبهم؟ هل بهم أي مبادئ للحق؟ لا، ليست بهم. إنهم لا يرون متطلبات الله من البشرية، ولا يرون أن الحق هو واقع كل الأشياء الإيجابية، ولا يرون أن الحق يعلو فوق كل الأشياء، لذلك يزدرون بطبيعة الحال الله المتجسد، ولديهم دائمًا مفاهيم حول طريقة ملبس تجسد الله، وخطابه وسلوكه. وهكذا، بعد تواصل ممتد، يفكرون: "لستَ مبجلًا أو مهيبًا أو عميقًا كما تخيلتُ، بل أنك حتى لستَ بالرقي الذي أتمتع به. أَلَا أتمتع برقي أحد العظماء وأنا أقف هنا؟ على الرغم من أنك تقول الحق، لا أرى فيك أي شيء يشبه الله. أنت تتحدث دائمًا عن الحق، وتتحدث دائمًا عن الدخول في الواقع، فلماذا لا تفصح عن بعض الأسرار؟ لماذا لا تتحدث قليلًا بلغة السماء الثالثة؟" أي نوع من المنطق ووجهات النظر حول الأمور هو هذا؟ (إنها وجهة نظر الشيطان حول الأشياء). ينبع هذا من الشيطان. كيف تعتقدون أنني أتعامل مع هذه الأمور؟ (أنتَ تَمْقُتُ هذا النوعِ من الأشخاصِ، ولا ترغبُ في التفاعلِ مَعَه). أنتم مخطئون. على العكس من ذلك، عندما ألتقي بمثل هذا الشخص، سأقترب منه وأقدم له شركة بصورة طبيعية، وسأقدم له ما أستطيع وسأساعده بقدر ما أستطيع. إذا كان عنيدًا وصلفًا، فبالإضافة إلى استطاعتي الاندماج معه بشكل طبيعي، سأناقش معه الأمور أيضًا قدر الإمكان. سأقول: "هل تعتقد أن القيام بالأشياء بهذه الطريقة أمر ناجح؟ استخدم من هذه الطرق ما تشعر أنه مناسب، وإذا شعرتَ أن أيًا منها غير مناسب، فكِّر في حل هذه المشكلة بطريقتك الخاصة". كلما زاد اعتقاد هذا النوع من الأشخاص بعظمتهم، اندمجت معهم أكثر بهذه الطريقة؛ ولن أتظاهر بأي شيء أمام أحد. إذا كان هناك مقعدان، أحدهما مرتفع والآخر منخفض، فسأدعهم يجلسون على المقعد المرتفع، وسأجلس على المقعد المنخفض. سأتحدث إليهم ورأسي شاخصًا لأعلى، وسأجعلهم في النهاية يشعرون بالخزي، وسأجعلهم يدركون شيئًا فشيئًا أنهم لا يملكون حقائق، وأنهم فقراء ومثيرون للشفقة، وفاقدو الحس وأغبياء. ما رأيك في هذه الطريقة؟ (إنها جيدة). هل سيكون هذا إذن جيدًا لهم إن تجاهلتهم؟ في الواقع، ليس ثمة خطأ في ذلك، لكنه لن يفيدهم. إذا آمنوا بالله بشيء من الإخلاص وامتلكوا بعض الإنسانية وكان خلاصهم ممكنًا، فلا بأس من أن أتفاعل معهم. في نهاية المطاف، إذا فهموا الحق ذات يوم، سيختارون هم أنفسهم الجلوس على المقعد المنخفض، ولن يعودوا متفاخرين. إذا تجاهلتهم فسيظلون بهذا الجهل والحماقة إلى الأبد، وسيقولون ويفعلون أشياء غبية، وسيظلون دائمًا حمقى وفقراء ومثيرين للشفقة، وهذه هي الحالة القبيحة للأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق. يزدري الناس الأشياء الإيجابية ويحتقرونها، وعندما يرون شخصًا صادقًا ومحبًا ويمارِس الحق دائمًا، ولكنه يفتقر أحيانًا إلى الحكمة، فإنهم يحتقرونه من قلوبهم. إنهم يعتقدون أن مثل هذا الشخص عديم الفائدة ولا يصلح لشيء، في حين أنهم أنفسهم محنَّكون، وجيدون في الحساب، وماهرون في التخطيط والتآمر، ولديهم الوسائل والمواهب، ولديهم مقدرة وطلقاء اللسان. إنهم يعتقدون أن هذا يجعلهم هدفًا لخلاص الله، لكن الأمر في الواقع عكس ذلك: هذا هو نوع الأشخاص الذي يمقته الله. هذه شخصية كراهية الحق والنفور منه.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة شخصية المرء هي أساس تغييرها
لا يشمئز الله من مستوى قدرات الناس الضعيف، ولا يشمئز من حماقتهم، ولا يشمئز من امتلاكهم شخصيات فاسدة. ما الذي يمقته الله أشد المقت في الناس؟ ذلك عندما ينفرون من الحق. إذا كنت تنفر من الحق، فلذلك السبب وحده لن يُسَرَّ الله منك أبدًا. هذا أمر لا يتغيّر. إن كنت تنفر من الحق ولا تحبّ الحق، وإن كان موقفك من الحق موقف عدم الاكتراث والاستهانة والغطرسة، وحتى الاشمئزاز والمقاومة والرفض، إن كان ذلك هو سلوكك، فإن الله يحتقرك تمامًا، وستكون فاشلًا، ولن تحظى بالخلاص. إذا كنت تحب الحق في قلبك فعليًّا، ولكن مستوى قدراتك ضعيف إلى حد ما وتفتقر إلى البصيرة، ولديك القليل من الحماقة؛ وإذا كنت ترتكب أخطاء في الكثير من الأحيان، لكنك لا تنوي فعل الشر، وقمت ببساطة ببعض الأشياء الحمقاء، وإذا كنت على استعداد لسماع شركة الله عن الحق، وتشتاق في قلبك إلى الحق، وإذا كان التوجُّه الذي تتخذه في معاملتك للحق وكلام الله هو موقف صدق واشتياق، ويمكنك أن تقدر كلام الله وتعتز به – فهذا يكفي. يحب الله مثل هؤلاء الناس. مع أنك قد تكون أحمق بعض الشيء في بعض الأحيان، إلا أن الله لا يزال يحبك؛ فالله يحب قلبك الذي يشتاق إلى الحق، ويحب توجُّهك الصادق نحو الحق. لذلك، يرحمك الله ويمنحك النعمة دائمًا. إنه لا يضع ضعف مقدرتك أو حماقتك في حسبانه، ولا يلتفت لتجاوزاتك. نظرًا لأن موقفك تجاه الحق مخلص ومتلهف، وقلبك صادق، فنظرًا إلى صدق قلبك وموقفك، فسيكون الله دائمًا رحيمًا معك، والروح القدس سيعمل فيك، ويكون لك رجاء في الخلاص. من ناحية أخرى، إن كنت عنيدًا في قلبك ومنغمسًا في الذات، وإن كنت تنفر من الحق ولا تكترث مطلقًا بكلام الله وبكل ما ينطوي على الحق، وإن كنت مقاومًا ومحتقِرًا من أعماق قلبك، فما هو سلوك الله تجاهك؟ الاشمئزاز والنفور والغضب الدائم. ما الميزتان الواضحتان في شخصية الله البارة؟ الرحمة الوفيرة والغضب العميق. "وفيرة" في عبارة "الرحمة الوفيرة" تعني أنّ رحمة الله متساهلة وصبورة ومسامِحة وأنّها المحبة الأعظم – هذا هو معنى "وفيرة". لأن الناس حمقى وذوو مستوى قدرات ضعيف، هكذا يجب أن يتصرف الله. إذا كنت تحبّ الحق لكنّك أحمق وذو مستوى قدرات ضعيف، فسيكون موقف الله تجاهك هو الرحمة الوفيرة. ماذا تتضمن الرحمة؟ الصبرَ والتساهلَ: الله متساهل وصبور تجاه جهلك، وهو يعطيك إيمانًا وتساهلًا كافيين لدعمك وإعالتك ومساعدتك كي تفهم الحق شيئًا فشيئًا وتنضج تدريجيًا. على أي أساس بُنيَ هذا؟ بنيَ على أساس محبة المرء وتوقه إلى الحق، وموقفه الصادق تجاه الله وكلامه والحق. هذه هي السلوكيات الأساسية التي ينبغي أن تظهر في الناس. أما إذا كان هناك شخص ما ينفر من الحق في قلبه، أو لديه صدٌّ عنه، أو حتى يكره الحق، وإذا كان لا يأخذ الحق على محمل الجد أبدًا، ويتحدث دائمًا عن إنجازاته، وكيف عمل، ومقدار اختباره، وما مر به، وكيف أنَّ الله يقدره وائتمنه على مهام عظيمة – إذا تحدث فقط عن هذه الأشياء، وعن مؤهلاته، وإنجازاته ومواهبه، وكان يتباهى دائمًا، ولا يقوم أبدًا بعقد شركة عن الحق، أو يقدِّم شهادة لله، أو يقدم شركة عن الفهم المكتسب من اختبار عمل الله أو معرفته بالله، ألا يكون نافرًا من الحق؟ هكذا يظهر النفور من الحق وعدم محبة الحق. يقول بعض الناس: "كيف يستمع إلى العظات إذا كان لا يحب الحق؟". هل كل من يستمع إلى العظات يحب الحق؟ بعض الناس يفعلون الأمور بشكل سطحي فحسب. إنهم مجبرون على التظاهر أمام الآخرين، خوفًا من أنهم إذا لم يشاركوا في حياة الكنيسة، فلن يعترف بيت الله بإيمانهم. كيف يُعرِّف الله هذا الموقف تجاه الحق؟ يقول الله إنهم لا يحبون الحق، وإنهم ينفرون من الحق. يوجد في شخصيتهم شيء واحد هو الأكثر فتكًا، وهو حتى أكثر فتكًا من الغطرسة والخداع، وهو النفور من الحق. الله يرى هذا. بالنظر إلى شخصية الله البارة، كيف يعامِل مثل هؤلاء الناس؟ يغضب الله عليهم. إذا غضب الله على شخص ما، فإنه أحيانًا يلومه أو يؤدبه ويعاقبه. وإذا لم يعارض الله عمدًا، فسوف يتسامح وينتظر ويراقب. نظرًا إلى الموقف أو لأسباب موضوعية أخرى، قد يستخدم الله عديم الإيمان هذا لأداء الخدمة له. لكن حالما تسمح البيئة، ويكون الوقت مناسبًا، سيتم طرد هؤلاء الأشخاص من بيت الله، لأنهم غير مناسبين حتى لأداء الخدمة. هكذا هو غضب الله. لماذا يغضب الله بهذه الدرجة من الشدة؟ هذا يعبر عن كراهية الله الشديدة لأولئك الذين ينفرون من الحق. إن غضب الله الشديد يشير إلى أنه قد حدد عاقبة هؤلاء الأشخاص الذين ينفرون من الحق وغايتهم. أين يُصنِّف الله هؤلاء الأشخاص؟ يصنفهم الله في معسكر الشيطان. ولأنه غاضب عليهم ويشمئز منهم، يغلق الله الباب أمامهم، ولا يسمح بأن تطأ أقدامهم بيت الله، ولا يمنحهم فرصة للخلاص. وهذا أحد مظاهر غضب الله. ويضعهم الله أيضًا في مستوى الشيطان نفسه، مثل الأبالسة النجسة والأرواح الشريرة وعديمي الإيمان، وعندما يحين الوقت المناسب، فإنه سوف يستبعدهم. أليست هذه إحدى طرق التعامل معهم؟ (بلى). هكذا هو غضب الله. وماذا ينتظرهم فور استبعادهم؟ أيمكنهم الاستمتاع بنعمة الله وبركاته وخلاص الله مرة أخرى؟ (كلا).
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. فهم الحق بالغ الأهمية لأداء المرء واجبه جيدًا
إذا كنت تنفر من الحق، ودائمًا ما تفتري على الحق وتزدريه، وإذا كان لديك هذا النوع من الطبيعة، فلن تتغير بسهولة. وحتى لو تغيَّرت، يبقى أن نرى ما إذا كان موقف الله قد تغير. إذا كان ما تفعله يمكن أن يغيّر موقف الله، فلا يزال لديك أمل في الخلاص. إذا كنت لا تستطيع تغيير موقف الله، وكان الله في أعماق قلبه ينفر من جوهرك منذ فترة طويلة، فليس لديك أمل في الخلاص. لذلك، يجب عليكم أن تفحصوا أنفسكم. إذا كنت في حالة تنفر فيها من الحق وتقاومه، فهذا أمر خطير جدًا. وإذا كنت غالبًا ما تنتج مثل هذه الحالة، أو غالبًا ما تقع في مثل هذه الحالة، أو إذا كنت من هذا النوع من الأشخاص في الأساس، فهذه مشكلة أكبر. إذا كنت في بعض الأحيان في حالة النفور من الحق، فإن ذلك، أولًا، يرجع إلى قامتك الصغيرة؛ وثانيًا، فإنَّ شخصية الإنسان الفاسدة في حد ذاتها تتضمن هذا النوع من الجوهر، ما يؤدي حتمًا إلى هذه الحالة. رغم ذلك، فإن هذه الحالة لا تمثل جوهرك. في بعض الأحيان، قد يُنتج شعور عابر حالة تتسبب في أن تجعلك تنفر من الحق. هذا أمر مؤقت فحسب. إنه ليس بسبب جوهر شخصيتك الذي ينفر من الحق. إذا كانت حالة مؤقتة فيمكن عكسها، لكن كيف تعكسها؟ عليك أن تأتي فورًا أمام الله لتطلب الحق في هذا الجانب وتصبح قادرًا على الاعتراف بالحق والخضوع له ولله. وعندئذ تُعالَج هذه الحالة. إذا لم تعالجها وتركتها تستمر، فأنت في خطر. على سبيل المثال، يقول بعض الناس: "على أي حال، أنا ذو مستوى قدرات ضعيف، ولا أستطيع أن أفهم الحق، لذلك سأتوقف عن السعي إليه، وليس عليَّ أيضًا الخضوع لله. كيف لله أن يمنحني مستوى القدرات هذا؟ الله ليس بارًا!" أنت تنكر بر الله، أليس هذا نفورًا من الحق؟ إن هذ هو موقف النفور من الحق، ومظهر من مظاهر النفور من الحق. ثمة سياق لحدوث هذا المظهر، لذا من الضروري حل السياق والسبب الجذري لهذه الحالة. فور حل السبب الجذري، سوف تختفي حالتك معه. بعض الحالات تكون بمثابة عَرَض، مثل السعال، الذي قد يكون ناجمًا عن نزلة برد أو التهاب رئوي. إذا عالجت نزلة البرد أو الالتهاب الرئوي، فسوف يتحسن السعال أيضًا. عندما يُعالَج السبب الجذري، تختفي الأعراض. لكن بعض حالات النفور من الحق ليست عرضًا، بل ورم. السبب الجذري للمرض يكمن في الداخل. قد لا تتمكن من العثور على أي أعراض من خلال النظر من الخارج، لكن المرض يكون قاتلًا فور حدوثه. هذه مشكلة في غاية الخطورة. مثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون الحق أو يعترفون به أبدًا، أو هم حتى يفترون على الحق باستمرار مثل غير المؤمنين. حتى لو لم تخرج الكلمات من شفاههم أبدًا، فإنهم يستمرون في الافتراء على الحق ورفضه ودحضه في قلوبهم. مهما كان الحق، سواء كان معرفة المرء بنفسه، أو الاعتراف بشخصيته الفاسدة، أو قبول الحق، أو الخضوع لله، أو عدم القيام بالأمور بطريقة لامبالية، أو أن يكون شخصًا أمينًا، فإنهم لا يقبلون أي جانب من الحق أو يعترفون به أو ينتبهون إليه، بل إنهم حتى يدحضون جميع جوانب الحق ويفترون عليها. هذه هي شخصية النفور من الحق، وهي نوع من الجوهر. ما نوع العاقبة التي يؤدي إليها هذا الجوهر؟ الازدراء والاستبعاد من جانب الله، ثم الهلاك. العواقب وخيمة للغاية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. فهم الحق بالغ الأهمية لأداء المرء واجبه جيدًا
في الأيام الأخيرة، جاء الله المُتجسِّد. ما أكثر ما يجب أن يربحه الإنسان إذا كان يؤمن بالإله العملي؟ إنه الحق والحياة؛ لا شيء غير هذا مهم. عندما جاء المسيح، كان ما جاء به هو الحق والحياة؛ لقد جاء ليمنح الناس الحياة. إذًا، كيف يشرع المرء في الإيمان بالإله العملي؟ ما الذي يجب أن يفعله المرء لاكتساب الحق والحياة؟ لقد عبَّر الله عن الكثير من الحقائق. يجب على كل الذين يجوعون ويعطشون إلى البر أن يأكلوا ويشربوا من كلام الله حتى يشبعوا. كل كلام الله هو الحق، وكلامه غني ووفير؛ هناك أشياء ثمينة في كل مكان وكنوز في كل الأرجاء. يتمتع أولئك الذين يحبون الحق برغد أرض كنعان الجميلة، ويزدهرون بفرح في قلوبهم. يوجد الحق والنور في كل جملة من كلام الله الذي يأكلون منه ويشربون، فكله ثمين. أما الذين لا يحبون الحق فهم يعبسون من البلاء؛ يجلسون في وليمة ويعانون من المجاعة، مظهرين بؤسهم. ستستمر مكاسب أولئك القادرين على طلب الحق في النمو، أما أولئك الذين لا يستطيعون القيام بذلك فسيصلون إلى طريق مسدود. ما يشغل بالنا الآن هو تعلّم طلب الحق في كل شيء، والوصول إلى فهم للحق، وممارسة الحق، والقدرة على الخضوع لله حقًا. هذا معنى الإيمان بالله. أن تؤمن بالإله العملي هو أن تكتسب الحق والحياة. فيمَ يُستخدم الحق؟ هل يُستخدم لإثراء العالم الروحي للناس؟ هل يُستخدم لإعطاء الناس تعليمًا جيدًا؟ (كلا). إذًا، ما مشكلة الإنسان التي يعالجها الحقّ؟ إن الحق موجود لعلاج شخصية الإنسان الفاسدة، وعلاج طبيعة الإنسان الخاطئة، وجعل الناس يعيشون أمام الله، وجعلهم يعيشون إنسانية طبيعية. بعض الناس لا يفهمون ماهية الحق. هم يشعرون دائمًا أن الحق عميق ومُجرَّد، وأن الحق لغز. هم لا يفهمون أن الحق شيء يمارسه الناس، ويطبّقه الناس. لقد آمن بعض الناس بالله لمدة عشر أو عشرين عامًا وما زالوا لا يفهمون ماهية الحق بالضبط. هل اكتسب هذا النوع من الناس الحقّ؟ (كلا). أليس هؤلاء الذين لم يكتسبوا الحقّ مثيرين للشفقة؟ إنهم كذلك إلى حدٍ كبير؛ تمامًا كما يُغنى في تلك الترنيمة، إنهم "يجلسون في وليمة ويعانون من المجاعة". ليس ربح الحق بالأمر الصعب، ولا الدخول في واقع الحق كذلك، ولكن إذا كان الناس ينفرون من الحق دائمًا، فهل سيمكنهم ربحه؟ لن يمكنهم ذلك. لذلك يجب أن تأتي دائمًا أمام الله، وتفحص حالاتك الداخلية لنفورك من الحق، وتتعرف على مظاهر النفور من الحق لديك، وما طرق فعل الأشياء التي تنطوي على نفور من الحق، وفي أي الأمور تسلك سلوك مَن ينفر من الحق؛ يجب أن تفحص هذه الأمور كثيرًا. على سبيل المثال، ينصحك أحدهم بقوله: "لا يمكنك أن تؤدي واجبك بالاعتماد على إرادتك الخاصة فحسب، بل يجب أن تتأمل في نفسك وتعرفها"، فتغضب وترد عليه قائلًا: "كيفية أدائي لواجبي ليست جيدة، ولكن كيفية أدائك لواجبك جيدة؟ ما الخطب بكيفية أدائي لواجبي؟ يعرف الله قلبي!" أي نوع من المواقف هذا؟ هل هو موقف قبول الحق؟ (كلا). يجب على المرء أولًا أن يكون لديه موقف قبول الحق عندما تحدث له أشياء. إن عدم امتلاك هذا النوع من المواقف يشبه ألّا يكون لديك وعاء لتلقي كنز ما، وبالتالي تركك غير قادر على نيل الحق. إذا لم يتمكن الشخص من اكتساب الحق، فإن إيمانه بالله يكون هباءً منثورًا! الغرض من الإيمان بالله هو اكتساب الحق. وإذا لم يستطع المرء اكتساب الحق، فقد فشل إيمانه بالله. ما معنى اكتساب الحق؟ إنه عندما يصبح الحق واقعك، وعندما يصبح حياتك. هذا معنى اكتساب الحق؛ هذا هو معنى الإيمان بالله! لماذا يقول الله كلماته؟ لماذا يعبِّر الله عن تلك الحقائق؟ لكي يقبل الناس الحق، بحيث يصبح الفساد خالصًا؛ ولكي يكتسب الناس الحق، بحيث يصبح الحق حياتهم. لماذا يعبِّر الله عن الكثير من الحقائق بطريقة أخرى؟ هل لكي ينافس الكتاب المقدس؟ هل من أجل تأسيس "جامعة الحق" وتدريب مجموعة من الناس؟ كلا لكليهما. بل من أجل خلاص البشرية بالكامل، ومن أجل أن يفهم الناس الحق ويكتسبوه في النهاية. أنتم تفهمون الآن، أليس كذلك؟ ما الأكثر أهمية في الإيمان بالله؟ (اكتساب الحق والدخول في واقع الحق). من هنا، يتعلق الأمر بكيفية دخُولكم في واقع الحق، وما إذا كنتم تستطيعون ذلك أم لا.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
شهادات اختبارية ذات صلة
اكتشفت أنني سئمت الحق!
ما اكتسبته من كتابة شهادتي