الله بجانبي

2019 ديسمبر 1

بقلم جوـ زي – الولايات المتحدة

ولدتُ لأسرة مسيحية، وعندما كان عمري عامًا واحدًا قبلت أمي العمل الجديد للرب يسوع العائد (الله القدير)، على الرغم من أن جدتي كان تُعارِض ذلك بقوة. أتذكر عندما كنت صغيرة كانت جدتي كثيرًا جدًا ما تقول لي: "إن لم تشعري أنكِ بخير، أو لا يمكنك إنهاء فروضك، فقط صلي للرب يسوع، وسيمنحك الذكاء والحكمة ويحفظك سالمة". ولكن أمي كانت كثيرًا ما تقول لي: "إن الله خلق هذا العالم وخلق الجنس البشري. وهو دائمًا معنا. تذكري أن تصلّي لله القدير عندما تواجهين أي مشكلة وهو سوف يرعاكِ ويحميكِ". هذان الصوتان المختلفان كانا يترددان باستمرار في أذنيَّ. ومرة سألت أمي في شك: "تريدني جدتي أن أصلي للرب يسوع، وأنتِ تريدين مني أن أصلي لله القدير. من التي يجب أن أستمع إليها؟" قالت أمي: "في الواقع، الرَّب يسوع والله القدير هما إله واحد. كل المسألة أن الأزمنة مختلفة، والأسماء التي يتبناها الله مختلفة، والعمل الذي يؤديه مختلف أيضًا. أدى الرَّب يسوع عمل عصر النعمة، والله القدير يؤدي عمل عصر الملكوت. الله يغير الطريقة التي يعمل بها في كل عصر، ويغير اسمه أيضًا. ولكن جوهره لا يتغير مهما تغير عمله وتغير اسمه. أنتِ مثلًا ترتدين الأحمر لتذهبي للمَدرسة وغدًا سترتدين الأزرق لتذهبي لمطعم. على الرغم من ارتدائك لألوان مختلفة وقيامك بأمور مختلفة في أماكن مختلفة، فأنتِ مازلت أنتِ. لكن عندما يصل عصر الله الجديد، علينا أن نواكب عمله الجديد. لهذا ينبغي علينا أن نصلي لله القدير الآن". على الرغم من استماعي لأمي فإنني ظللت أشعر بالحيرة، وظل يراودني، بشكل ما، موقف مُشكِّك تجاه العمل الجديد لله القدير.

في أغسطس 2014، أتيت إلى الولايات المتحدة للدراسة بالخارج. وأتت والدتي أيضًا بعد بضعة شهور وتواصلتْ مع كنيسة الله القدير في الولايات المتحدة. منذ ذلك الوقت فصاعدًا بدأت أستوعب شيئًا فشيئًا وجود الله القدير. فور وصولي للولايات المتحدة للدراسة، وجدت التكيف مع الحياة هنا أمرًا صعبًا للغاية، وخاصة الحياة لوحدي في منزل شخص آخر. أنا جبانة حقًا ولذلك كنت خائفة للغاية من أن أنام بمفردي. أخبرتني أمي: "علينا أن نؤمن أن سلطان الله فريد. الشيطان والأرواح الشريرة تحت سلطانه أيضًا، لذا عندما تفزعين في الليل، صلي فحسب لله. مادام الله في قلبك، فلن يستطع الشيطان الاقتراب منك". في كل مرة كنت أستمع إلى أمي تقدم لي شركة، كنت أشعر بالكثير من السلام والراحة".

في ديسمبر 2015، بدأت حضور اجتماعات في كنيسة الله القدير، لكن لأنني ظللت لا أفهم الكثير من الأمور المتعلقة بالإيمان، كنت كثيرًا ما أضطر لإرغام نفسي على الحضور. ولم أتوصل إلى تقدير الوجود الحق لله إلا لاحقًا بعد التعرض لحادثين، وبعد ذلك كنت قادرة على الإقرار– من أعماق قلبي– بأن الله القدير هو الإله الوحيد الحقيقي، وأنه إلى جانبي دائمًا...

كانت ظهيرة يوم جمعة، ولم يكن قد بقي على نهاية اليوم الدراسي سوى حصة واحدة وبعدها أذهب للمنزل. قالت لي زميلة في الصف فجأة: "دعينا نفوّت الحصة الأخيرة ونذهب لوسط المدينة لنحظى ببعض الطعام ونشاهد المعروضات في المتاجر. سمعت أن هناك مطعم مأكولات بحرية جيدًا حقًا". أغراني أن أسمع هذا؛ إذْ لم يكن لديّ أي شيء لآكله للغداء، وكنت جائعة حقًا. كانت معدتي تقرقر كما لو كانت تحثني على الإسراع لمطعم المأكولات البحرية. لكنني كنت لا أزال مترددة، وفكرت: "أنا لم أفوّت درسًا أبدًا. ماذا لو ضُبطتُ؟" لكن عندها فكرت: "شياولي من فصلنا تفوّت حتى معظم الدروس المهمة، وفعلت ذلك مرات عديدة دون أن تُكتَشَف، لذا، فأنا لن أُضبطَ أيضًا". لذلك وافقت على الذهاب مع زميلتي وطلبت من مُعلِّمي أن يعذرني لغيابي، وقلت إن عليَّ زيارة الطبيب هذه الظهيرة وأحتاج للمغادرة باكرًا. ثم أخذت سيارة أجرة مع زميلتي إلى وسط المدينة، لنشاهد المعروضات في المتاجر ونأكل، ولم أعد للمنزل قبل الثامنة أو التاسعة مساءً. بعد عودتي وصلتني رسالة بريد إلكتروني من مُعلِّم مسؤول عن الطلاب الدوليين، يطلب مني أن أُحضِر مستندًا من زيارتي للطبيب، في المرة المقبلة التي أذهب فيها للمدرسة. فزعت عندما رأيت ذلك، وهرعت لبحث ذلك مع زميلاتي في الفصل. قالت إحداهن: "ليس عليكِ إعطاء المُعلِّم أي مستند. هذا أمر خاص". شعرت أن ما قالته كان صحيحًا، ولكن بما أنني كنت مخطئة في هذه المسألة شعرت بالإحراج من أن أجادل بسخط من جانبي. لذلك طلبت من مالكة المنزل مساعدتي في التفكير بطريقة للخروج من هذا الموقف، فطلبت مني أن أذهب إلى المسؤول وأعترف بخطئي. بعد أن استمعت لما قالته شعرت أنني في مأزق، لم أعرف ما إذا كان ينبغي أن أعترف بخطئي أم أستمر في خداعي. ظللت أتقلب من جنب إلى جنب في تلك الليلة، عاجزة عن النوم. أردت أن أعترف بخطئي، لكنني كنت أخشى مما قد تظنه مُعلِّمي وزميلاتي حولي، وأن الصورة الإيجابية التي حافظت عليها عادة قد تُدمَّر في غمضة عين. في خضّم ألمي وقفت أمام الله لأصلي وأطلب، ثم قرأت هذا المقطع من كلام الله: "لكنّ الناس المخادعين لا يتصرّفون بهذه الطريقة. يعيشون بالاستناد إلى فلسفة الشيطان وطبيعتهم وجوهرهم المخادعَين. يجب أن يكونوا حذرين في كل ما يفعلونه لئلا يفضح الآخرون ما يعرفونه عنهم؛ في كل ما يفعلونه، يجب أن يستخدموا وسائلهم الخاصة وتلاعبهم المخادع والمعوجّ كي يخفوا وجههم الحقيقي، خشية أن يكشفوا عن أنفسهم عاجلًا أم آجلًا – وعندما يُظهرون حقيقتهم، يحاولون تبديل الظروف. عندما يحاولون تبديل الظروف، أحيانًا لا يسهل الأمر جدًا، وعندما يعجزون عن تبديل الظروف، يبدأون بالشعور بالقلق. يخافون أن يراهم الآخرون على حقيقتهم؛ عندما يحصل ذلك، يشعرون بأنّهم أخجلوا أنفسهم، وآنذاك يضطرّون إلى التفكير في طرق لقول أشياء تصحّح الوضع... في عقولهم، يفكّرون دائمًا في كيفية منعك من أن تسيء فهمهم، وفي كيفية جعلك تصغي إلى ما يقولونه وتنظر إلى ما يفعلونه بطريقة تحقّق أهداف تحفيزاتهم. فيفكّرون في المسألة مرارًا وتكرارًا. عندما يعجزون عن النوم ليلًا، فهم يفكّرون في الأمر؛ خلال النهار، إن كانوا يعجزون عن الأكل، فهم يفكّرون في الأمر؛ خلال نقاشات مع آخرين، يتداولون في الأمر. يُبدون دائمًا مظهرًا مخادعًا لئلا تعتقد أنّهم هذا النوع من الناس، وكي تظنّ أنّهم صالحون، أو كي لا تظنّ أنّ هذا ما عنوه" ("أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). واحدة تلو الأخرى، كشفت كل كلمة من كلمات الله أفكاري الداخلية، كما لو أن نورًا أشرق فجأة في الجانب المظلم من قلبي، مُعرضًا إياه للنور، وتركني أشعر بالخزي الشديد، بلا مكان لأختبئ فيه. فكرت قائلة لنفسي: "هذا صحيح! لقد فوَّتُ درسًا وكذبت، وبعد ذلك لم أكتف بألا أبادر وأعترف بخطئي، بل قدحت زناد فكري لأفكِّر في طريقة لأغطي بها على كذبتي، ولأخفي بها الحقيقة. ولم أشعر بأدنى حد من الإحساس بالذنب أو وخز الضمير. حتى إنني شعرت أن المُعلِّم المسؤول عن الطلاب الدوليين عليه أن يهتم بشؤونه فحسب. آه! هذا النوع من السلوك هو تمرُّد ضد الله ويثير اشمئزازه! ليس أيٌّ من أفعالي أو أفكاري بحسب متطلبات الله مطلقًا. ليس هكذا يتصرف المؤمن بالله! لا، يجب ألا أحل مشكلاتي بطريقة غير المؤمنين. عليَّ أن أتوب إلى الله وأتصرَّف بحسب متطلباته. ينبغي أن أتحدَّث بنزاهة وأكون إنسانة صادقة".

لذا، ذهبت في اليوم الدراسي التالي إلى المُعلِّم واعترفت بخطئي في تفويت الدرس. صُدمتُ عندما لم ينتقدني المُعلِّم المسؤول على الإطلاق، ولكن بدلًا من ذلك قال إنني كنت أمينة، وأنه كان من الجيد أن أقدر على الاعتراف بالخطأ! لكن كان يتعين وجود عقاب لتفويت الدرس، لذا سيكون هناك فترة عقاب لمدة حصة واحدة بعد انتهاء الدوام، حتى أتمكن من التفكير فيما فعلته. على الرغم من أنني تلقيت عقوبة صغيرة جدًا لتفويت الحصة والكذب، شعرت أن ذلك كان حماية الله لي. لاحقًا شاركت بشركة مع أخت من الكنيسة بشأن هذا الحدث في اجتماع. بعد الاستماع لروايتي، قرأتْ هذا المقطع من كلمات الله لي: "إذا آمنت بحُكمِ الله، فعليك أن تصدِّق أن الأمور التي تحدث كل يوم، سواء كانت طيبة أم سيئة، لا تحدث عشوائيًا. فليس الأمر إن شخصًا ما يعاملك بقسوةٍ أو يستهدفك؛ إنما في الواقع الأمر كله يرتِّبه الله وينظِّمه. ما الذي لأجله يرتِّب الله هذه الأمور؟ ليس الهدف من هذا الأمر هو أن يكشف عيوبك أو لكي يفضحك؛ فليس فضحك هو الهدف النهائي، بل الهدف النهائي هو أن يُكمِّلك ويُخلّصك. كيف يفعل الله ذلك؟ أولًا، يجعلك واعيًا بشخصيتك الفاسدة وطبيعتك وجوهرك وعيوبك وما تفتقر إليه. فقط من خلال إدراك هذه الأمور في قلبك يمكنك السعي إلى الحق والتخلص تدريجيًا من شخصيتك الفاسدة. هذه هي الفرصة التي يوفِّرها لك الله" ("عليك أن تتعلم من الناس والأمور والأشياء التي حولك لكي تبلغ الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). من خلال الشركة عن كلام الله، فهمت لماذا لم يحدث شيء رغم أن زملائي فوّتوا الصف لمرات عديدة، بينما اكتشفني المُعلِّم في المرة الأولى؛ كان ذلك بالفعل هو سيادة الله. أعدَّ الله بيئة بطريقة عملية لكشفي وتوبيخي وتأديبي، وكان ذلك لعلي أفهم طبيعتي الشيطانية وأعرف شخصيتي الفاسدة في الكذب والغش، ومن ثمَّ أسعى للحق ولأكون إنسانة أمينة، وأعيش الشَبَه الإنساني. كانت هذه محبة الله وخلاصه لي! في الماضي، كان الجميع يمدحونني لكوني فتاة صالحة، ودائمًا ما ظننت أن المسألة كانت هكذا أيضًا. لكن من خلال إعلان الحقائق وإدانة كلمات الله وكشفها لي، أدركت أخيرًا دناءة وخداع طبيعتي. كنت قادرة على الكذب والغش بوقاحة، وكانت قامتي صغيرة حقًا؛ إذ كنت – طوال الوقت وفي جميع الأماكن – قادرة على مجاراة غير المؤمنين والحياة ضمن طبائعي الفاسدة، مما يخزي اسم الله. أعطاني المُعلِّم الاحتجازعقابًا، وعلى الرغم من أنني عانيت في الجسد قليلًا فقد جعلني ذلك أتذكر هذا الدرس، ولن أكذب أو أغش ثانية في المستقبل. لو أنني أفلتُّ بمسألة تفويت حصة الدرس هذه المرة، لكنت فكرت فيها مجددًا عندما أواجه اختبارات وإغواءات مستقبلًا. بعد ذلك، كنت سأكذب وأكذب فحسب، ولأصبحت أكثر مراوَغة وأِشدَّ خداعًا، وفي النهاية كان الشيطان سيجرفني في تياره تمامًا. بحلول ذلك الوقت لن يعود الله حتى يعترف بي؛ لأنه يحب الأناس الصادقين ويخلّصهم، ويكره المخادعين ويمحوهم. في تلك اللحظة رأيت أخيرًا بوضوح الضرر الشديد الذي يوقعه الكذب، ورأيت أيضًا كم هو حاسم وهام أن يكون المرء صادقًا!

بعد فترة ليست طويلة، كان لدينا اختبار رياضيات، وبينما كنت أراجع ليلة الاختبار اكتشفت أنه مازال هناك العديد من الموضوعات التي لم أتقنها. أصبحت قلقة جدًا نظرًا لأن الاختبار كان في اليوم التالي. ولأن درجات هذا الفصل الدراسي كانت الأكثر أهمية للالتحاق بالجامعة، فإنهم ينظرون إلى درجاتي في ذلك العام، ولو رسبت في الرياضيات، لراح اجتهادي في الماضي هباءً. كلما فكرت في الأمر أكثر شعرت بمزيد من التوتر. في اليوم التالي، وفعليًّا قبل الاختبار بدقائق تذكرت أنني نسيت إحضار المُفكّرة التي كتبت فيها كل المعادلات، وأصبحت في حيرة تامة. كنت كتبت سرًا الكثير من نماذج الأسئلة في المُفكّرة، ولكن بما أنها الآن مفقودة، فقد كنت واثقة أنني سأرسب في الاختبار. نظرت في كل مكان متمسكة بذرّة من الأمل، لعلي أكون أسقطتها في مكان ما على الأرض بالخطأ. بينما كنت أنظر للأعلى والأسفل تلصصت على الإجابات في ورقة اختبار طالب يجلس إلى جواري. ابتهجت لضربة الحظ هذه، وشعرت كأنني رأيت فجأة شعاعًا من الأمل. ألقيت نظرة خاطفة على المعلِّم ورأيت أنه كان منخرطًا في العمل أمام الحاسوب. عندئذٍ مررت بسرعة على كل أسئلة الاختبار ثم لمست كتف الطالب الجالس بجواري وأشرت إليه لنقارن إجاباتنا. رغم أنني قلت إنني أريد مقارنة إجاباتنا، فإنني في الواقع أردت أن أنسخ إجاباته لورقة اختباري. وخضت اختبار الرياضيات بأكمله خلسة بهذه الطريقة.

ظننت أنني أنهيت أخيرًا أمر المادة التي لم أتفوق فيها، وكنت أخطط لقضاء وقت رائع بمجرد أن تبدأ الإجازة. ولكن لدهشتي الكبيرة، عقدت المدرسة بعد أيام قليلة اجتماعًا لأولياء الأمور وأولياء الأمور، وذهبت مالكة المنزل بدلاً مني لاستلام بطاقة تقريري. قالت إنني حصلت على درجات جيدة في كل شيء، لكن درجتي في الرياضيات لم تدخل مع البقية؛ لأن المَدرسة شكت أن هناك مشكلة تتعلق بالنزاهة الأكاديمية. عندما سمعت ذلك أسقط في يدي، وشعرت بالقلق والارتباك، ولم أعرف ماذا أفعل. فكرت في نفسي مرارًا: "مشكلة تتعلق بالنزاهة الأكاديمية؟ أيمكن أنهم اكتشفوا أمر نسخي لإجابات زميلي؟ لو كانت هذه هي المسألة، فماذا ينبغي أن أفعل؟ السرقة الأدبية هي مشكلة كبيرة حقًا ويمكن أن تؤثر حتى على فرصي في دخول الجامعة. لكن الآن حالًا، المدرسة تشك في الأمر فحسب، لذا، فمازال لديَّ أمل. سأكون على ما يرام مادام بإمكاني تقديم تفسير واضح. لكن كيف ينبغي لي أن أفسر الأمر؟ لقد ارتكبت سرقة أدبية بالفعل. ربما ينبغي فقط أن أذهب وأعترف بها؟". فكرت في الأمر كثيرًا، واقترح زملائي ألا أعترف بذلك مطلقًا تحت أي ظرف، وأن عليَّ أن أخرج بأي عذر وأتحايل على الأمر. ولكن عندئذٍ فكرت: "هذا ليس شيئًا ينبغي لمؤمنة بالله أن تفعله. ماذا سأفعل بحق السماء؟" وصادف أن كان هناك اجتماع بالكنيسة ذلك المساء، لذا صارحت أخواتي في شركة عن الموقف الذي كنت فيه وجعلتني إحدى أخواتي أقرأ مقطعًا من كلمات الله: "حتى الآن، استمع الناس إلى الكثير من العظات عن الحق، واختبروا الكثير من عمل الله. لكن في ظل حدوث تدخلات وعراقيل بسبب العديد من العوامل والظروف المختلفة، لا يمكن لمعظم الناس الوصول إلى ممارسة الحق، ولا يمكنهم الوصول إلى إرضاء الله. يزداد الناس في تراخيهم، ويزداد افتقارهم إلى الثقة... لا يرغب الله إلا في أن يقدّم هذه الحقائق للإنسان، ويزرع طريقه داخل الإنسان، ثم بعد ذلك يرتب ظروفًا معينة لكي يختبر الإنسان بطرق مختلفة. هدفه هو أخذ هذه الكلمات وهذه الحقائق وعملَه وأن يُحدث عاقبةً حيث يتقي الإنسان الله ويحيد عن الشر. يأخذ معظم الناس الذين رأيتهم كلمة الله فقط ويعتبرونها تعاليم، يعتبرونها حروفًا، ويعتبرونها لوائح يجب الالتزام بها. عندما يخوضون في شيء ويتكلمون، أو يواجهون تجارب، لا ينظرون إلى طريق الله على أنه الطريق الذي ينبغي لهم الالتزام به. يكون هذا الأمر صحيحًا على نحو خاص عندما يواجه الناس تجارب كبيرة. لم أرَ شخصًا يمارس ساعيًا نحو مخافة الله والحيدان عن الشر" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). شعرت بالتأنيب في قلبي بعد قراءة هذه الكلمات. وعلى الرغم من أنني كنت أفهم القليل عن حقيقة أن أكون إنسانة أمينة، ولم أكن قد مررت منذ فترة طويلة بتوبيخ الله وتأديبه في هذا الصدد، فما إن واجهت تجربة أخرى حتى ظللت مع ذلك عاجزة عن وضع الحق موضع الممارسة. كنت أعرف تمام المعرفة أن السرقة الأدبية خطأ، لكنني– من أجل درجاتي الخاصة– نسيت تمامًا الحق في طلب الله أن نكون أمناء. لم أخفق في تقديم شهادتي فحسب بل أخزيت الله أيضًا. لم أتمكّن من النوم تلك الليلة، وأنا أفكر في الأمر مرارًا. أخيرًا تعهدت أن أكون إنسانة أمينة وألا أخزي اسم الله بعد الآن، من أجل الحفاظ على مصالحي الشخصية. بمجرد أن توصلت إلى ذلك القرار قفزت من السرير، وشغَّلت الحاسوب، وكتبت نقدًا ذاتيًا، أعترف فيه بعملي غير المشروع. ذهبت إلى المدرسة في الصباح التالي مبكرةً جدًا، وسلَّمت نقدي الذاتي لمعلمي واعتذرت له عن سلوكي، وتعهدت ألا أنخرط مستقبلًا في أي غش مطلقًا. لقد هيأت نفسي لتلقي درجة صفر في الرياضيات، وكنت مستعدة لقبول العقاب الذي تقرره لي المدرسة. لم أكن لأتخيل أبدًا أن معلمي سيقرر بالفعل أن يدعني أخوض الاختبار مرة أخرى. في تلك اللحظة، لم يسعني إلا أن أقدم الشكر والتسبيح لله من أعماق قلبي: شكرًا لله على إظهار الرحمة لي! هذا بيّن لي أن الله يفحص أعماق قلب الإنسان، وعندما نحيّت مصالحي الشخصية جانبًا، ومارست حقيقة كوني شخصًا أمينًا، فتح الله لي مخرجًا، وجعل المعلم يسمح لي بإعادة الاختبار. شعرت بصدق أن الله كان بجانبي، يلاحظ كل حركة أقوم بها، ويرتب كل الناس والأحداث والأشياء والبيئات المحيطة بي، حتى أتمكّن من اختبار وجوده الحقيقي شخصيًا. محبة الله لي حقيقية جدًا!

ما كان مفاجأة أكبر لي أنه بعد بضعة أيام، كان هناك مجلس على مستوى المدرسة، لإصدار شهادات التقدير للطلاب المتفوقين في ذلك الفصل الدراسي. عندما أعلن المعلم اسمي ظننت أن ذلك كان خطأ. لم أتحقق من أنني كنت بالفعل أتلقى شهادة تقدير إلا عندما قال بعض زملائي شيئًا لي. لقد فوجئ زملائي في الدراسة حقًا، وتعجبوا كيف أمكنني الحصول على شهادة تقدير بعد أن ارتكبت سرقة أدبية في امتحان الرياضيات، أما أنا فهتفت في قلبي بصمت: "هذه كلها أفعال الله! وأنا أعلم أن هذه الشهادة ليست لدرجاتي، ولكنها جائزة منحها الله لي لممارسة كوني إنسانة أمينة". هذا أكد أكثر لي أن الله بجانبي حقًا في جميع الأوقات، ويحرسني في كل لحظة. كل شيء يرتبه الله لي يحقق الأفضل.

أنا الآن أستمتع بالاجتماعات وقراءة كلام الله أكثر فأكثر. وعلى الرغم من أنني لا أزال أكشف عن طبائعي الفاسدة في الحياة، وبغض النظر عما أواجهه، يمكنني دائمًا أن أحظى بشركة مع أخواتي لأسعى للحق في كلام الله وأعالج مشكلاتي. من خلال العمل سويًا والتعاون بطرق عملية، توصلت لفهم المزيد والمزيد من الحقائق، ووضعها موضع الممارسة بقوة أكبر فأكبر. أشعر أن الله بجانبي وأن بإمكانه كشفي في أي وقت من خلال أشخاص وأحداث وأشياء متنوعين، وأنه يستخدم كلماته كذلك ليقودنا ويرشدنا للدخول في الحق. أشعر الآن أن علاقتي بالله تنمو بشكل أكبر من أي وقت مضى، وأنا على يقين تام من أن الله القدير هو الإله الحقيقي، وأنه في كل الأوقات وكل الأماكن هو الله الذي يرعاني، وهو الذي يعتني بي ويحميني!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ماذا فعل المال والمكانة لي؟

لقد وُلِدتُ في أسرةٍ مُفَكَّكَةٍ. فرَّ أبي مع امرأة أخرى، عندما كانت أمي حُبْلَى بي. وذاقتْ أمي الأمَرَّيْن، في العناية بستة أطفال، وكنتُ...

الحظ والبَليّة

بقلم دوجوان – اليابان ولدتُ لأسرة فقيرة في قرية بمنطقة ريفية في الصين. وبسبب صعوبات أسرتي الاقتصادية كنت أضطر للخروج أحيانًا دون أن أتناول...

اعرفوا سلطان الله لئلا تبقوا عبيدًا للمال

المال في نظر الكثيرين هو المؤشر الذي تُقاس به السعادة، فيصبح كُثُر عبيدًا للمال، مستعدين لبذل كل طاقتهم في سبيل جنيه. لكنّ مَنْ يعرفون سيادة الله يرون المال من منظور مختلف، ومفهومهم عن السعادة مختلف. هذا ينطبق على كاتب هذا المقال. إذًا، كيف اكتشف الكاتب سيادة الله وطرح عنه قيود المال وكسب السعادة؟ هذا ما سيُطلعكم عليه مقال "اعرفوا سلطان الله لئلا تبقوا عبيدًا للمال".

شهادة مسيحية: أمتلك ثروة قيمتها أكبر من قيمة المال

كانت تحلم منذ صباها بأن تكون شخصًا يمتلك المال، ولكن بعد أن كافحت لمرات عديدة، ظلت دون تحقيق أحلامها، وكانت تعيش في عذابٍ. بعد ذلك، قرأت كلمة الله، وفهمت مشيئة الله، وأفلتت أخيرًا من عذابها، وكسبت ثروة قيمتها أكبر من قيمة من المال. ما الذي يتمتع بقيمة أكبر من المال؟ اقرأ اختبارها وشهادتها لتكتشف ذلك...