لست أهلًا لأن أرى المسيح

2019 مايو 1

بقلم هوانباو – مدينة داليان – إقليم لياونينج

منذ أن بدأت لأول مرة أؤمن بالله القدير، كنت دائمًا مُعجبًا بأولئك الإخوة والأخوات الذين باستطاعتهم أن يقبلوا خدمة المسيح الشخصية، الذين يمكنهم سماع عظاته بآذانهم. لقد فكّرت في قلبي كم سيكون رائعًا أن أتمكَّن من سماع عظات المسيح يومًا ما في المستقبل، أمّا أن أراه فبالطبع سوف يكون الأمر أكثر روعة. ولكن مؤخرًا، ومن خلال إلانصات إلي شركته، شعرت في أعماق قلبي بأنني لست أهلًا لأن أرى المسيح.

في وقت إصدار المجلدات الثلاثة الأولى من "الشركة والوعظ حول الدخول إلى الحياة" عندما استمعت إلى المجلد الأول أحسست بأن الرجل الذي استخدمه الروح القدس قد تحدَّث بشكل جيد جدًا؛ وعندما استمعت في المجلد الثاني لشركة المسيح (قبل أن يخبرني أي أحد بأنها كانت شركة المسيح) تصوّرت أن هذا المتحدث كان ببساطة قائدًا تحت رئاسة ذاك الرجل الذي استخدمه الروح القدس، وبخاصةً عندما تحدَّث المسيح في شركةٍ عن إشكالية كيفية رؤية المعرفة، لم أسمع رد الفعل الحماسي من جانب إخوتي وأخواتي، لذلك أيقنت من صحة حَدْسي، وشعرت بأن كلام هذا المتحدث لم يكن جيدًا بقدر ذلك الرجل، الذي استخدمه الروح القدس، لذلك لم أكن أُصغي باهتمام. بعد الاستماع إلى المجلد الثالث، بعد شركة ذلك الرجل، الذي استخدمه الروح القدس، سمعت المسيح يقول: "بخصوص شركة الأخ التي شاركنا إياها لتوه..." وكنت أكثر يقينًا حتى من أن هذا المتحدث كان قائداً تحت رئاسة ذلك الرجل الذي استخدمه الروح القدس؛ ذلك لأن القادة في عالمنا دائمًا يتحدثون أولًا، وبعد ذلك يتحدَّث مرؤوسوهم. لذلك قمت بإغلاق السمَّاعة، حيث فكّرت مُحدّثًا نفسي: "سوف استمع لهذا لاحقًا عندما يتوفر لديَّ الوقت". وقد صُدِمتُ في اليوم الذي علمت فيه أنها كانت شركة المسيح حقاً، وقد انصتُّ أخيرًا بجدية لكل كلمة من العظة.

بدأت أفكر بعد ذلك: لماذا كنت أتوق إلى سماع شركة المسيح بنفسي، ولكن عندما تحدَّث إلينا أخيرًا، لم أستطع أن أُميِّزها؟ بدأت أتناول كلمات الله، التي ترتبط بوضعي، وأرتوي منها، ورأيت أن الله قال: "يتمنى جميع الناس رؤية الوجه الحق ليسوع وجميعهم يرغبون في أن يكونوا معه. وأعتقد أنه لن يقول أحد الإخوة أو إحدى الأخوات إنه كاره أو إنها كارهة لرؤية يسوع أو أن يكون أو أن تكون معه. وقبل رؤيتكم ليسوع، أي قبل رؤيتكم لله المتجسّد، ربما تفكرون في جميع أنواع الأفكار، على سبيل المثال، عن حضرة يسوع وطريقته في الكلام وطريقته في الحياة وما شابه. لكن حالما ترونه حقًا، فسوف تتغير أفكاركم بسرعة. لمَ هذا؟ وهل تتمنون معرفة هذا؟ صَحيح أنه لا يمكن التغاضي عن تفكير الإنسان، إلا أن الأمر الذي لا يُحتمَل هو أن يغير الإنسان جوهر المسيح. تعتقدون أن المسيح خالد أو حكيم، لكن لا أحد يعتبره إنسانًا عاديّا يتمتع بجوهر إلهي. لذلك، فإن كثيرين من أولئك الذين يتوقون ليلاً ونهارًا لرؤية الله هم في الواقع أعداء الله ويخالفونه. أليس هذا خطأً من جانب الإنسان؟ وحتى الآن، ما زلتم تعتقدون أن تصديقكم وولاءكم كافيان لجعلكم جديرين برؤية وجه المسيح، لكنني أحثّكم على تجهيز أنفسكم بمزيد من الأشياء العملية! وهذا لأنه في الماضي والحاضر والمستقبل كثيرون من أولئك الذين يتصلون بالمسيح فشلوا أو سيفشلون، فكلهم يلعبون دور الفريسيين. فما هو سبب فشلكم؟ السبب على وجه التحديد هو أنه يوجد في تصوراتكم إله عَليّ وأهل للإعجاب. لكن الحق ليس كما يتمنى الإنسان. فليس المسيح متواضعًا فحسب، بل هو صغير جدًا، وليس إنسانًا فحسب، بل هو إنسان عادي... وهكذا، يعامله الناس كما يعاملون إنسانًا عاديًا، ويتعاملون معه بطريقة غير رسمية عندما يكونون معه، ويتحدثون إليه بطيش، وفي الوقت نفسه ما زالوا ينتظرون مجيء المسيح الحقّ. أنتم تعاملون المسيح الذي جاء بالفعل على أنه إنسانٌ عاديٌّ وكلمته كلمة إنسان عادي. ولهذا السبب، لم تنالوا أي شيء من المسيح، وبدلاً من ذلك كشفتم تمامًا قبحكم للنور" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله). وبالمقارنة مع كلمات الله، ثم تأملت كيف ظهرت شخصيتي الفاسدة عندما سمعت أخيرًا شركة المسيح. لقد اشتهيت أن أستمع لعظات المسيح وشركته بأُذناي، ولكن حينما سمعت أخيرًا شركة المسيح لم أهتم. لقد اعتبرت المسيح مُجرَّد إنسان عادي يفنى. هذا لأنني لم أفهم جوهر المسيح، ولم أفهم لماذا كان متواضعًا ومتواريًا، ولأنه كان لديّ أفكار وتصوارت كثيرة للغاية عن المسيح. تخيلت أن شركة المسيح لا بد أنها مُقتصرة على أولئك الإخوة والأخوات الذين يتواصلون معه مباشرةً، بينما لا يُسمح للآخرين أن يسمعوا شركته بآذانهم. تخيلت أن شركة المسيح لا بد أن يصحبها إعلان عام يكشف فيه المسيح عن هويته، وتخيلت أن شركة المسيح يجب أن ينطق بها رجلٍ خارق بصوت مميز عن صوت الآخرين وبعبارات رائعة تنساب بلباقة شديدة، وتخيلت أن شركة المسيح ستصاحبها هتافات حماسية مُفعَمة بالمشاعر من قِبَل إخوتي وأخواتي، وأنه إن كان الرجل الذي استخدمه الروح القدس والمسيح يتحدثان تباعًا، فلا بد أن المسيح كان سيتكلم أولًا، ثم يتكلم الرجل الذي استخدمه الروح القدس أخيرًا....لقد حصرت عمل المسيح وكلماته في حدود مخيلتي، ذلك لأنني تخيَّلت المسيح بطريقة معيَّنة. وحينما تعارضت الحقائق مع مفاهيمي وتخيّلاتي، لم أعامل المسيح داخل قلبي كإله، بل عاملته على أنَّه شخص عادي، وتعاملت مع كلمات المسيح على أنَّها كلمات شخص عادي، وبينما اكتسب الآخرون كثيرًا من شركة المسيح، لم أكتسب أنا شيئًا، بل بالأحرى كشفت عن طبيعتي الشيطانية المتعجرفة، المغرورة، المُستهينة بالحق، وجعلت من نفسي شخصًا يرفض المسيح ويقاومه.

وقد رأيت فيما بعد في كلمة الله ما يلي: "تتمنون دائمًا رؤية المسيح، لكني أحثكم ألا تضعوا أنفسكم في هذه المكانة المرتفعة. قد يرى الجميع المسيح، لكنني أقول إنه لا أحد يصلح لرؤية المسيح. ولأن طبيعة الإنسان مليئة بالشر والغطرسة والعصيان، ففي اللحظة التي ترى فيها المسيح، ستهلكك طبيعتك وتدينك بالموت" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله). "أنتم لستم وَرِعِينَ مُخلصين في مواجهة الحق وما زاد أنكم لا تشتاقون إليه! أنتم تدرسون مجرد دراسة عمياء وتنتظرون بلا مبالاة. ماذا يمكنكم أن تَجْنوا من دراسة كهذه وانتظار مثل هذا؟ هل يمكنكم نيل الإرشاد الشخصي من الله؟ إن كنتَ لا تستطيع تمييز أقوال الله، كيف ستصبح مؤهلاً أن تشهد ظهوره؟ ... فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق يمكنهم سماع صوت الله، وهم فقط المؤهلون لرؤية ظهور الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا). لقد جعلتني كلمات الله أفهم أنني لم استطع تمييز صوته لأنني كنت متعجرفًا، ومتمردًا، ومتكبرًا للغاية، أميل بسهولة بالغة إلى الاستماع بتمَعّن وأومئ برأسي إيماءة الموافقة على أقوال الذين يتمتعون بمنصب ومكانة، بينما أزدري بأولئك الذين ليس لديهم وضع ومكانة، وهكذا حتى لو كانوا يتحدثون بالحق لم أكن أسمعهم. وعندما كنت أستمع إلى شركةٍ، لم أكن أركّز على الحق ولم أكن أرغب في اكتساب الحق، بل بالأحرى كرَّست ذهني لوضع التكهنات والاستقصاء. ولم أُظهر شيئًا سوى الغطرسة والتمرد، ومفاهيم وتَخيُّلات. شخص متكبرٌ، متمردٌ، وغير قابل للحق مثلي، شخص بلا تقوى أو شوق لمعرفة الحق مثلي، كيف يمكنني أن أسمع وأعرف صوت الله؟ كيف كنت جديرًا بأن أرى المسيح؟

من خلال هذا الإعلان أدركت أخيرًا أنه على الرغم من أنني أردت أن أرى المسيح، إلا أنني كنت غير مؤهل لذلك لأن فساد الشيطان فيّ عميق للغاية، فأنا متغطرسٌ ومتمرّدٌ بطبيعتي، ولا أقتني الحق ولا أحب الحق. إنني لا أفهم جوهر المسيح، وأحكم بتحيّز لا شعوري، ولدي مفاهيم وأفكار كثيرة للغاية، والإله الذي أؤمن به ما يزال إلهًا غامضًا، صورة لشخصية قوية وبليغة..وعندما أرى المسيح حقًا، فإن مفاهيمي قد تترسَّخ، وغروري قد يظهر سريعًا في أي لحظةٍ، وبذلك تُدَمِّرني طبيعتي المتمرِّدة. الآن يجب أن أسلّح نفسي بمعرفة الحق، وأن أسعى إلى فهم طبيعتي الفاسدة وجوهر المسيح في كلمات الله، وأن أصبح شخصًا يفهم المسيح ويعبده.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

مُكبّلة

في عام 2004 قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وسرعان ما أُبلغ عني لتبشيري بالإنجيل. في ذلك اليوم كنت أعمل في المستشفى، وأخبرني زميلي...

قبل السقوط تشامخ الروح

يقول الله القدير، "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه...

اترك رد