قلبٌ تائهٌ يَعود

2019 ديسمبر 20

بقلم نوفو – الفلبّين

اسمي نوفو، وأنا من الفلبّين. اتَّبعتُ أمّي في إيمانها بالله منذُ أن كنتُ صغيرًا، وكنتُ أستمِعُ للصّلوات في الكنيسة مع إخوتي. وعلى الرّغم من أنّني كنت أؤمن بالرّب لسنوات عديدة، فقد شعرتُ بأنّي لم أشهد أيّ تغيير وبأنّي مثل أيّ فردٍ غير مؤمن. في أعماق قلبي، كنتُ أفكّر باستمرار في كيفيّة كسب المزيد من المال، وحول كيفيّة قضاء أيّامي برفاهيّة والتّمتع بحياة جيّدة. علاوة على ذلك، كنتُ أخرج أيضًا لأتناول المشروب مع أصدقائي طوال الوقت، وبمجرّد أن يكون لديّ أيّ نقود إضافية، كنتُ أذهبُ للمقامرة. كنتُ أعلم أن القيام بهذه الأمور يتعارض مع إرادة الرّب. غالباً ما صلّيتُ للرّب واعترفتُ بخطاياي، وأقررتُ له بحزم أن أتخلّى عن هذه العادات السّيئة وألّا أخطئ مرّة أخرى من ذلك اليوم فصاعدًا. لكن مع تحايل وإغراءات أصدقائي، لم أستطع ببساطة التّحكم في نفسي. وهكذا أصبحتُ منحرفًا أكثر فأكثر، وازدادَ قلبي بُعدًا عن الله، ولم يعد هناك أيّ إخلاص في صلواتي. كلّ أسبوع، كنت أتلو فقط بعض الصّلوات البسيطة للانتهاء من الأمر. شعرتُ في بعض الأحيان باليأس الحقيقيّ لأنّني عرفتُ أنّه عندما يعود الرّب سوف يدين كل شخص بناءً على تصرفاته وسلوكيّاته، ثمّ ما إذا كانوا سيصعدون إلى السّماء أو سيذهبون إلى الجحيم. شعرتُ أنّني منحرفٌ جدًا لدرجة أنّ الله لن يغفر لي مرّة أخرى. تزوّجتُ فيما بعد، وأصبح لديّ أطفال، وكل ما فكّرت به هو زوجتي وأطفالي. كان إيماني آخر اهتماماتي لفترة طويلة. من أجل توفير مستقبل أفضل لأطفالي، وتحقيق رغبتي في أن أصبح غنيًّا، قرّرت أن أذهب للعمل في الخارج، وهو ما جلبني إلى تايوان. بعد العثور على وظيفة، ما زلت لم أقم بأيّ تغييرات على نمط حياتي. في وقت فراغي، كنتُ أذهبُ مع زملائي في العمل للشّرب وغناء الكاريوكي، وأعيش حياة مليئة بالمرح. مرّت فترة طويلة منذُ أن جعلتُ إيماني بالله آخر اهتماماتي.

في عام 2011، عملتُ كعامل لِحام في مصنع في تايوان. في أحد الأيام عام 2012، علِمَت إحدى الزميلات في تايوان أنّني كاثوليكيّ، لذا دعتني إلى القدّاس في كنيستها. في صباح يوم أحد، جاءت لتأخذني من المصنع وأخذتني إلى منزل صديقها. هناك قابلت الأخ جوزيف. سألني: "أخي، هل تؤمن بالقدوم الثاني للرّب يسوع؟" قلت إنّني أؤمن بذلك. ثم سألني: "هل تعرف ما هو العمل الذي سوف يقوم به الرّب يسوع عندما يعود؟" أجبته: "أؤمن أنّه عندما يعود الرّب يسوع، سوف يجلسُ على عرش عظيم أبيض ويدين البشريّة. سوف يكون الجميع مسؤولين عن خطاياهم راكعين أمام كرسي الدّينونة، وبعد ذلك يقرّر الرّب ما إذا كانوا سيصعدون إلى السّماء أم سيذهبون إلى الجحيم بناءً على تصرّفاتهم وأفعالهم". تابع الأخ جوزيف بسؤالي: " إذا أخبرناك أنّ الرّب يسوع قد جاء بالفعل ويقوم حاليًا بعمل الدّينونة في الأيّام الأخيرة، وبالتالي يحقّق النبوءة القائلة بأنّ: "ٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ"، هل تصدق هذا؟". لقد فوجئت جدًا عندما سمعت قوله هذا. فكرت: "هل عاد الرّب يسوع بالفعل؟ كيف يُعقَل هذا؟ لم أرَ العرش العظيم الأبيض يظهر في السّماء، ولم أرَ الرّب ينزل على سحابة بيضاء. ومع ذلك يقول أنّ الرّب قد عاد للقيام بعمل الدينونة، وبالتالي يحقّق النبوءة القائلة: "ٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". إنّ ذلك منطقيّ. حكمة الله مبهمة للإنسان، لذلك من الأفضل أن أواصل البحث". ثمّ أجبت قائلاً: "أخي، لن أجرؤ على قول ما إذا كان الرّب يسوع قد عاد أم لم يعد، لذا يرجى مشاركة هذا الأمر معي". ثم عثروا على عدد من المقاطع في الكتاب المقدّس تتعلق بنبوءات عودة الرّب والقيام بعمله في الدّينونة، وقرأوها لي. على سبيل المثال، كان هناك الإصحاح 4، الآية 17 في رسالة بطرس الأولى القائلة: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". وكذلك الإصحاح 16، الآيات 12-13 في إنجيل يوحنا القائلة: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ". قال الأخ جوزيف إنّ "روح الحقّ" هذه تشير الى عودة الرّب وتعبيره عن الحقيقة والقيام بعمل الدينونة. عاد إله الأيام الأخيرة في الجسد كإبن الإنسان. على أساس عمله في الفداء في عصر النّعمة، يعبّر عن الحقيقة ويقوم بمرحلة عمله من الدّينونة بدءًا من بيت الله. في الواقع، عمل الدّينونة هذا هو العمل لتطهير وخلاص الإنسان بشكلٍ كامل. يحقّق هذا بالتحديد نبوءات الرّب يسوع: "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لَا أَدِينُهُ، لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 47-48). "لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلِٱبْنِ ... وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لِأَنَّهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (يوحنا 5: 22–27). لقد استمعتُ باهتمام إلى مشاركة الأخ، وآمنتُ بأنّ كلّ هذه الرّسائل التي كان يشاركها معي كانت صحيحة؛ لأنّني أؤمن أنّ كل نبوءات الرّب يجب استيفاؤها، ويجب أن تتحقّق.

بعد ذلك، قرأ لي الأخ جوزيف مقطعين من كلمات الله القدير في "المسيح يعمل عمل الدّينونة بالحقّ": "إن الدينونة هي عمل الله، لذلك من الطبيعي أن يقوم بها الله بنفسه، إذ لا يمكن لإنسان أن ينوب عنه في هذا العمل. وحيث أن الدينونة هي إخضاع الجنس البشري بواسطة الحق، فلا شك أن الله لا يزال يظهر في الصورة المُتجسِّدة ليتمم هذا العمل بين البشر. أي إنه في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيحُ الحقَّ ليُعلّم البشر الموجودين على الأرض ويجعلهم يدركون كافة الحقائق. وهذا هو عمل دينونة الله". "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("الكلمة يظهر في الجسد").

بعد قراءة هذه الكلمات، شاركني الأخ جوزيف بعض الحقائق المتعلّقة بعمل الله في الأيّام الأخيرة. لقد فهمتُ أنّ عمل الله عمليّ للغاية وأنّه ليس خارقاً على الإطلاق؛ عمل الله في الدينونة في الأيّام الأخيرة ليس كما تصوّرت على الإطلاق. لقد تخيّلت الله يضع طاولة عملاقة وسط السّماء، حيث يجلس الله على عرش عظيم أبيض وجميع البشر راكعون أمامه. ثمّ يذكر الله خطايانا واحدة تلو الأخرى لتحديد ما إذا كنّا صالحين أو أشراراً، ويقرّر ما إذا كنّا سنصعد إلى السّماء أم سنهوي في الجّحيم. وبدلاً من ذلك، أصبح الله جسداً، وجاء إلى العالم للتعبير عن الحقيقة بطريقة عمليّة، ليدين خطايا الإنسان، ويكشف حقيقة فساد الإنسان فضلاً عن طبيعته وجوهره. تابع الأخ جوزيف في الشركة ليخبرنا أن تصرّفاتنا الشيطانيّة، مثل غطرستنا وتكبّرنا، واحتيالنا ومكرنا، وأنانيّتنا ودناءتنا، يجب أن تخضع جميعها لدينونة الله قبل أن نتطّهر. إن النتيجة النهائيّة لعمل الله في الدّينونة هي أن نرى قذارتنا وفسادنا، وقبحنا وشرّنا، ولنرى جوهرنا الذي يتحدّى الله ويخونه، حتّى نعلم أنّنا قد أُفسِدنا للغاية من قبل الشيطان، وأنّنا ممتلئون بالطباع الشيطانيّة، وأنّنا تجسيد للشيطان، ويجب أن نهلك. وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نكره ونلعن أنفسنا، ونتخلّى عن الشّيطان بشكل نهائيّ. علاوة على ذلك، حتى يتسنّى لنا، ضمن دينونة وتوبيخ كلام الله، أن نتعرّف على شخصية الله البارّة والمقدّسة وغير القابلة للإساءة. يمكننا حينئذٍ أن نحظى بقلبٍ يخاف الله، ولا نتجرّأ مرة أخرى على عصيان الله وتحديه بطيشٍ، وأن نكون قادرين على التخلّي عن جسدنا، وممارسة الحقيقة. بمجرّد أن يحدث تغيير في طبيعة حياتنا، سوف نكون قادرين على طاعة الله وعبادته حقًّا. وبمجرّد أن اكتسبنا جوانب مختلفة من الحقيقة التي عبّر عنها الله في الأيّام الأخيرة، سوف نكون قد تطهّرنا وخُلِّصنا تمامًا من قبل الله، وأصبحنا مؤهلين لأن يُدخلنا الله في ملكوته. أما أولئك الذين يرفضون قبول عمل الله للدّينونة في الأيّام الأخيرة فهم غير قادرين على الحصول على تطهير الله، وفي النهاية لا يمكن القضاء عليهم إلا من خلال عمل الله، وسوف يكونون قد فقدوا فرصة الخلاص والدخول في ملكوت السّماوات. عند سماع مشاركة الأخ جوزيف، شعرت أنّ عمل الله لخلاص الإنسان حقيقيّ وعمليّ جداً!

فكّرت في كيف أنّني كنت أؤمن بالرّب لسنوات عديدة، وعلى الرّغم من أنّني كنت أعترف في كثير من الأحيان بخطاياي إلى الرّب وأتوب، فإنني كنت أستمرّ بعد ذلك في ارتكاب الخطيئة، والكذب، والغش، والفساد والمكر، وكنت أكشف غالبًا عن شخصيتي الشيطانيّة المتكبّرة والمتغطرسة والمغرورة. كنت أعيش باستمرار في حلقة من ارتكاب الخطيئة والاعتراف، والاعتراف وارتكاب الخطيئة، كنت أعيش في مثل هذا الألم. لقد جاء الله الآن للقيام بعمل الدّينونة والتطهير في الأيّام الأخيرة، وهذا ما تحتاج إليه البشريّة الفاسدة بشدة. إنّ أولئك الذين يؤمنون بالرّب وقد تمّ العفو عن خطاياهم، ما زالوا بحاجة إلى التطهير من خلال عمل الله في الدّينونة في الأيّام الأخيرة. يقول الكتاب المقدّس: "ٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (العبرانيين 12: 14). إنّ الرّب قدّوس. إذا تمّ فقط العفو عن خطايانا، لكن لم يتم تطهير طبيعتنا الخاطئة وشخصياتنا الشيطانيّة، إذن في أي لحظة ما زلنا قادرين على ارتكاب الخطيئة وتحدّي الله، أو الشّكوى المتكرّرة أو حتّى خيانة الله. كيف يمكننا، ونحن مملوؤون بهذا التدنيس والفساد، أن نكون مؤهلين للنظر في وجه الرّب؟ عندها فقط شعرتُ في قلبي بمدى أهمية عمل الله في الدّينونة في الأيّام الأخيرة! سيكون من غير الواقعيّ والعمليّ للغاية أن يأتي الرّب ويأخذ الجميع إلى السّماء لمقابلته وفقًا لمفاهيم النّاس وتصوّراتهم! ثم شارك الأخ جوزيف معي خبراته وشهادته عن كيفيّة تقبّله لدينونة الله وتوبيخه. شعرتُ حقًّا أنّ مشاركته تحتوي على استنارة وإضاءة الرّوح القدس. لقد كان الاستماع إليها شيّقًا للغاية، وآمنتُ بأنّ الرّب يسوع لا بد أن يكون قد عاد حقًّا. لذلك قرّرتُ البحث عن عمل الله في الأيّام الأخيرة والتّحقيق فيه حتّى لا تفوتني فرصة التّرحيب بمجيء الرّب.

بعد ذلك، أعطاني الأخ جوزيف نسخة من "الكلمة تظهر في الجسد"، وقد سُررت كثيرًا. عندما عدتُ إلى السّكن في ذلك المساء، بدأت بقراءة كلمات الله وقرأتها طوال الليل. قرأتُ كلمات الله القدير: "إن أفواهكم مليئة بكلمات الغش والدنس والخيانة والغطرسة. لم تنطقوا أبدًا بكلمات الإخلاص تجاهي، ولا بكلمات مُقدَّسةٍ، ولا بكلمات الخضوع ليّ عند اختبار كلمتي. في نهاية الأمر، ماذا يُشبه إيمانكم؟ إن قلوبكم مليئة بالرغبات والثروة، وعقولكم بأمور ماديَّة. يوميًا، تحسبون كيف تحصلون على شيء مني، وكم تبلغ الثروة والأمور الماديَّة التي ربحتموها مني. يوميًا، تنتظرون بركات أكثر لتهبط عليكم حتى تستمتعوا بها، بل تريدون المزيد من الأمور التي تستمتعون بها، بل والأفضل منها. هذا الذي في أفكاركم في كل لحظة ليس أنا، وليس الحق الذي يأتي مني، بل بالأحرى تفكِّرون في أزواجكم (زوجاتكم)، أو أبنائكم، أو بناتكم، أو فيما تأكلون وتلبسون، وكيف يمكن لمتعتكم أن تزداد وتصير أفضل. وحتى عندما يملأ الطعام بطونكم ويصل إلى أفواهكم، هل تزيدون عن كونكم جثامين؟ حتى عندما تزهون بشكلكم الخارجي مفتخرين، ألا تعلمون أنكم لازلتم تسيرون كجثامين بلا حياة؟ أنتم تتعبون لأجل بطونكم حتى يتلوَّن شعركم بلون الشيب، لكن لا أحد منكم يضحِّي بشعرَة واحدة لأجل عملي. أنتم دائمًا مشغولون، تُعذِّبون أجسادكم وترهقون عقولكم لأجل أجسادكم، ولأجل أبنائكم وبناتكم، ولا أحد منكم يبدي أي اهتمام أو اكتراث لإرادتي. ما هو الذي ما زلتم تأملون أن تربحوه مني؟" ("كثيرون مدعوون، لكن قليلين مختارون" من الكلمة تظهر في الجسد).

إنّ ما كشَفَتْه هذه الكلمات كان بالضّبط هو الوضع في حياتي، وهي ما شعرت به حقًّا في قلبي. كانت الكلمات مثل سيف ذي حدين اخترق قلبي فاقد الإحساس. كنتُ أعلم أنّ الله وحده هو الذي يستطيع فحص خفايا قلب الإنسان، والله وحده هو الذي يمكن أن يكشف حقيقة فساد الجنس البشريّ، وكذلك ما هو مخفيّ في أعماق الإنسان. شعرتُ أنّ هذه الكلمات هي من أقوال الرّوح القدس، وأنّها صوت الله. من كلام الله، عرفت أنّه على الرّغم من أنّني كنتُ أؤمن بالرّب لسنوات عديدة، وكثيراً ما اعترفت وتُبْتُ إلى الرّب، فإنّ طبيعتي الخاطئة وشخصيتي الشيطانيّة لم يتم تطهيرهما ولم تتغيّرا على الإطلاق. كنتُ أعترف فقط باسم الرّب، لكن لم يكن هناك مكان للرّب في قلبي، ولم أكرّس نفسي أو أعمل من أجل الرّب. لقد انشغلتُ باستمرار بكيفيّة كسب المزيد من المال، وكيفية زيادة ملذّات الجسد، وكيف يمكنني أن أجعل عائلتي تعيش بشكل أكثر ازدهارًا، ولم يَسبق أن أشغلتُ نفسي بإرادة الله. حتّى برغم معرفتي أنّني كذبتُ وأخطأتُ مرارًا، لكن لم أفكّر أبداً في هذا الأمر. لقد كنتُ أؤمن دائمًا بأنّ الله كان محبًّا للأبد، إلهًا رحيمًا إلى الأبد، وحتّى لو أخطأت، فسوف يعفو عن خطاياي، ويكون رحيماً بي ويباركني. فقط بعد أن قرأت هذه الكلمات التي عبّر عنها الله في الأيّام الأخيرة، رأيت شخصيّة الله البارّة والمقدّسة، وكنت أعرف أن شخصيّة الله هي شيء لا يسمح لأحد أن يسيء إليها. لقد أدّت الدّينونة والتوبيخ لكلمات الله إلى إجلاله في داخلي، وتأسّفْتُ على ماضِيَّ. لقد ركعتُ أمام الله وبكيتُ بمرارة: "إلهي، لقد تمرّدتُ عليك، خدعتكَ وتحدّيتكَ في أشياء كثيرة، وأنا لا أستحقّ أن أقف أمامك. كلّ ما قمتُ به يستحقّ العقاب فقط. إلهي، شكراً لإتاحة الفرصة لي للتوبة والخلاص. من الآن فصاعدًا، سأبذل قصارى جهدي من أجل متابعة الحق وأداء واجبي جيدًا وردّ جميل حبّك". بعد أن صلّيت، اتّخذتُ قرارًا حازمًا: يجب أن أقبل دينونة الله وأن أغيّر حياتي من ارتكاب الخطيئة والاعتراف، يجب أن أقرأ كلام الله أكثر، وأن أفكّر فيه أكثر حتى أفهم المزيد من الحق، ولتكون لدي القوّة للتخلّي عن جسدي، وممارسة الحق، وتلبية إرادة الله.

منذ ذلك الوقت، أخَذْتُ "الكلمة يظهر في الجسد" معي للعمل حتّى أتمكّن من قراءة كلمات الله والتأمل فيها أثناء أوقات الفراغ في عملي. من كلمات الله القدير، رأيت كم كانت سلوكيّاتي وأفكاري فاسدة ومتمرّدة. في وقت لاحق، قرأتُ كلمات الله هذه القائلة: "يجب أن تصلّي، خطوة بخطوة، وفقًا لحالتك الحقيقية وما يجب القيام به بفعل الروح القدس، ويجب أن تتواصل مع الله بما يتفق مع إرادة الله ومتطلباته من الإنسان. عندما تبدأ بممارسة صلاتك، أعطِ قلبك إلى الله أولاً. لا تحاول فهم إرادة الله؛ بل حاول فقط أن تتحدث بالكلمات التي في قلبك إلى الله. عندما تمثل بين يديَّ الله، تكلم هكذا: "يا الله! أدركتُ اليوم فقط أنني اعتدت عصيانك. أنا حقًا فاسد وحقير. قبل ذلك، كنت أضيّع وقتي، وابتداءً من اليوم سأعيش من أجلك، وسأعيش حياةً ذات معنى، وأُرضي مشيئتك. أود أن يعمل روحك دائمًا في داخلي، وأن يضيئني وينيرني دائمًا، حتى أتمكن من أن أقدم شهادة قوية ومدوّية أمامك، فيرى الشيطان مجدك وشهادتك ودليل انتصارك في داخلنا". عندما تصلّي بهذه الطريقة، سوف يتحرّر قلبك تمامًا، وبعد أن تكون قد صلّيت بهذه الطريقة، سيكون قلبك أقرب إلى الله، ومع الصلاة بهذه الطريقة كثيرًا، سيعمل الروح القدس حتمًا في داخلك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حول ممارسة الصلاة). في كلام الله، وجدت طريقًا للتدرّب على حل شخصيّتي الفاسدة، وبدأت أصلّي لله بجدية بقلب صادق، معبّرًا لله عن شخصيّتي الفاسدة، ومخبراً الله بما تمنّيت في قلبي أن أحقّقه. طلبتُ منه أن يرشدني لكي أعيش وفقاً لكلامه. من خلال هذه الأنواع من الصلوات، شعرتُ غالبًا أنّ الله كان يقودني ويعمل على تنويري، وأصبح قلبي ممتلئًا بالإيمان والقوّة. لم أعد أعيش بالطريقة التي عشتها من قبل، ولم أعد أتصرّف وفقًا لتلك الخواطر والأفكار الفاسدة التي كانت لديّ في قلبي. تغيّرت حياتي، فلم تعد الحياة المنحرفة التي عشتها من قبل من ارتكاب الخطيئة والاعتراف، ولكن بدلًا من ذلك، كنت أعيش أمام الله حقًّا، وقد اكتسبت رعاية الله وحمايته.

في يوليو 2014، عدتُ إلى الفلبّين، وعندها فقط أدركتُ أنّ الله قد اختار أيضًا العديد من الإخوة والأخوات في الفلبّين. كنتُ سعيدًا جدًا. والآن، أقوم بمشاركة كلام الله مع إخواني وأخواتي في الكنيسة. نعيش حياة الكنيسة، ويساعد ويؤيّد بعضنا البعض الآخر. نتابع الحق جميعًأ؛ نسعى لتغيير شخصيّاتنا ولأن يُخلّصنا الله. ونشهدُ أيضًا على عمل الله القدير في الأيّام الأخيرة لشعب بلدنا، وكذلك لأولئك من بلدان أخرى حتى يعلموا أنّ الرّب يسوع قد عاد بالفعل، وأنّهم، مثلنا، قد ينالون خلاص الله في الأيّام الأخيرة. الحمد لله القدير، أنا الآن أعيش حياة غنيّة وسعيدة للغاية. لقد تخلّصتُ تمامًا من هذا النوع من الحياة المنحرفة والفاسدة التي كانت لديّ من قبل. الله القدير هو الذي قادني إلى إيجاد هدف ومسار حياتي. أشعر أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لعيش حياة ذات معنى!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف كدت أصبح من العذارى الجاهلات

بقلم لي فانغ – الصين في خريف عام 2002، أحضرت الأخت تشاو التي تنتمي إلى طائفتي، كنيسة الحق، ابنة أختها الأخت وانغ إلى منزلي لتخبرني بالأنباء...

وجدتُ السبيل إلى ملكوت السموات

يقول الله القدير، "حين أتى يسوع إلى عالم البشر، جاء بعصر النعمة واختتم عصر الناموس. أثناء الأيام الأخيرة، صار الله جسدًا مرةً أخرى، وحين...