احترسوا! أضداد المسيح في وسطكم!
في مارس 2021، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. قرأت الكثير من كلام الله القدير، والتقيت غالبًا بالإخوة والأخوات، ولم يطل الوقت حتى أصبحت قائدة مجموعة. في الكنيسة، التقيت بكلوديا. أخبرتني أنها آمنت بالله القدير منذ عام ونصف، وأنها أصبحت شماسة السقاية التي تتولى إدارة عدة مجموعات، وأنها أجادت سقاية الإخوة والأخوات وقدمت لهم الدعم. كانت أيضًا ودودة جدًا تجاهي. كانت تحييني كل يوم وتشاركني كلام الله القدير، لذا كنت سعيدة جدًّا، وشعرت أنها تهتم بي. أخبرتني أيضًا أنني لا يمكنني أن أتولّى مهام قائدة مجموعة بمفردي، لأنني آمنت بالله منذ فترة قصيرة فحسب، وأنني إن لم أفهم كلمة الله، سأرتكب أخطاء على الأرجح، وبالتالي طلبت مني أن أبلغها بكل تجمّع. شعرت بالقلق الشديد عند سماعها تقول ذلك. كنت أخشى من أنني قد أرتكب أخطاء، لذا كنت أُبلغها كلما كنت أستضيف اجتماعًا. اعتقدت أنها كانت تجيد الدخول في شركة وأنني كنت بحاجة إلى مساعدتها، لأنني لم أكن أستطيع القيام بذلك لوحدي. ذات مرة، كنت أنوي دعم أخت لا تحضر بانتظام، فقالت لي كلوديا: "بدأت لتوّك في الإيمان ولا تتمتعين بخبرة كافية. لا يمكنك دعم المؤمنة الجديدة لوحدك. سأكون دائمًا إلى جانبك لأدعمك وأرشدك". قالت أيضًا إنها تريد أن تعلّمني المزيد. اعتقدت أنها كانت أختًا ممتازة لأنها كانت دائمًا تأتي لمساعدتي عند الحاجة.
لاحقًا، كانت الكنيسة تحتاج إلى انتخاب قادة وشمامسة جدد. قبل الانتخابات، قالت لي كلوديا: "لا تجيد القائدة الأعلى مرتبة الدخول في شركة أثناء الاجتماعات. علينا أن نقف لنعارضها ونقاومها. لا يمكننا أن ندعها تستمر في العمل كقائدة. إذا وجدت أنها لا تجيد القيام بأمر ما، فهذا يعني أنها كاذبة. إذا اكتشفت مثل هذه الأمور، ينبغي عليك أن تخبريني. إن لم تخبريني، فأنت تخونين الله". قلت: "أعتقد أن القائدة لم ترتكب أي خطأ. لا أستطيع القيام بما تطلبينه. لا أستطيع قول أمر أجهله". وأضافت: "أعمل في الكنيسة منذ عام ونصف، وأعرف كيفية القيادة، لكن القائدة الأعلى مرتبة لم تخترني أبدًا كقائدة. ينبغي عليك أن تعارضي انتخابهم. بهذه الطريقة فقط يمكنك أن تُنتخبي كقائدة". شعرت أنها كانت مخطئة. لا يمكن للناس أن يصبحوا قادة لمجرّد أنهم يريدون ذلك. بل ينتخبهم الإخوة والأخوات على أساس المبادئ، وسواء تم اختيارنا للقيادة أم لا، ينبغي علينا جميعًا إطاعة ترتيبات الله. لم يمضِ وقت طويل حتى انتخبت كشمّاسة. احتدم غيظ كلوديا عندما عرفت ذلك، وبدأت تقول إن القادة ارتكبوا خطأ. أضافت: "أنت مؤمنة جديدة، وليست لديك أي خبرة. كيف يمكنهم أن يدَعوك تصبحين شماسة؟" عند سماعها تقول ذلك، شعرت أنني لا أعرف ما ينبغي فعله. لم أكن أريد رفض الواجب، لكنني كنت قلقة من أنني لن أجيد القيام به. كنت مرتبكة جدًّا.
لاحقًا، أنشأت كلوديا مجموعة تضم شمامسة الكنيسة وقادة المجموعات وأنا. كانت المجموعة تضم حوالي اثني عشر شخصًا، وطلبت منا عدم إطلاع القادة أبدًا بذلك. سألتها عن السبب، فأجابت: "أنشأت هذه المجموعة لتعليمكم. يمكنني إرشادكم جميعًا إلى فهم المزيد من الحق ومساعدتكم على أداء واجباتكم بشكل أفضل. لا علاقة لهذه المجموعة بالقادة، بل أقوم بذلك من أجل صالحكم". آنئذ اعتقدت أن كلوديا كانت لطيفة جدًّا، وأنها كانت تتوق دائمًا إلى تقديم المساعدة لنا. فكّرت: "حسنًا، بما أن ذلك من أجل صالحنا فحسب، لا بأس في عدم إخبار القادة". لاحقًا، بدأت كلوديا تقول في هذه المجموعة إن القادة كانوا سيئين، وإنهم لم يكونوا يعرفون كيفية القيام بعملهم، وإنهم كانوا جميعًا كذبة، وإنه ينبغي علينا أن نتمتع بالتمييز، وما إلى ذلك. اعتقدت أنها لم تكن على حق. كان قادتنا محبين، وساعدونا على فهم كلام الله والقيام بواجباتنا. إن ما قالته عن قادتنا كان غير صحيح. آنئذ، دحضها أحد الإخوة قائلًا: "إن ما تفوّهت به غير صحيح، ومن الخطأ قول ذلك". لكن كلوديا غضبت جدًّا عند سماع ذلك، وتحاججت مع هذا الأخ. إثر ذلك، انسحب من المجموعة مع أخت أخرى. لاحقًا، قصدت كلوديا، وقلت لها: "لقد ارتكبت خطأ في انتقادك القادة خلسة. لِم غضبت عندما دلّ الأخ على ذلك؟ ولِم تشاجرت معه؟" لم ترفض كلوديا ذلك فحسب، بل استشاطت غضبًا. لاحقًا، انفصلت عن المجموعة بدوري.
لم أكن أتوقع أبدًا أن تستخدم كل اجتماع لزملائها في العمل للسخرية من مشاكل القادة. خلال أحد اجتماعات زملاء العمل، أقنعَت شمّاسًا بنشر رسالة في المجموعة مفادُها أن قائدة الكنيسة نويليا لم تكن تقوم بعملها جيدًا، وأنها لم تستطع حل مشاكل الإخوة والأخوات أو غرس قادة المجموعات، وأن عليها بالتالي أن تستقيل وتتيح لشخص آخر أن يتولى المنصب. قالت القائدة الأعلى مرتبة: "لم تستطع نويليا القيام ببعض الأعمال لأنها كانت مريضة منذ فترة، لكنها تؤدي عادة واجبها بمسؤولية". وحتى بعد أن سمعت كلوديا ذلك، لم تغيّر موقفها، بل قالت: "إنها القائدة، ولذا عليها أن تعمل بجد أكثر منا". نشرت بعدئذ رسالة تقول فيها "أنا أدافع عن عمل الكنيسة. في الماضي، تعاملت القائدة معي بسبب تخبطي وعدم قيامي بعمل عملي. هذا يجرحني، لكن الله يعلم قلبي، وكل شيء سيظهر إلى العلن". لاحقًا، كانت كلوديا تردد دائمًا أن كنيستنا غير صالحة وأن قادتنا كذبة، وأنها كانت تريد القيام بواجبها في كنيسة أخرى. في الاجتماعات، كنت أراها دائمًا تسم الأمور بغير المناسبة، ما جعل من المستحيل على الجميع أن يُهدّئوا أنفسهم ويتأملوا في كلام الله. شعرت أن ذلك كان سيئًا جدًا، ولم يعجبني الجوّ. يُفترَض بالكنيسة أن تكون مكانًا لعبادة الله، حيث يجتمع الإخوة والأخوات لأكل وشرب كلام الله، ولكن في ظل تلك الظروف، أُفسدت تمامًا. أردت إبلاغ ذلك إلى القادة، لكنني كنت قلقة من أن كلوديا إذا علمت بذلك، ستظن بي سوءًا وتعتقد أنني كنت أبث الشائعات عنها. لم أكن أريد الإساءة إلى أحد، لذا لم أقل أي شيء. لاحقًا، قصدتني كلوديا مجددًا، وقالت إن قادة الكنيسة كانوا كذبة وإنه ينبغي علينا أن نقف ضدهم. آنئذ، كنت أفتقر إلى التمييز، ولم أكن أعرف ما الذي ينبغي فعله، ولذا شعرت بعذاب شديد. صلّيت إلى الله بشأن هذه الأمور، وطلبت منه أن يرشدني. لاحقًا، قرأت كلمات الله القدير. "ابذل كل جهودك في أن تضع قلبك أمامي، وسوف أريحك وأمنحك سلامًا وسعادة. لا تكافح من أجل أن تظهر أمام الآخرين بطريقة معينة. أليست مرضاتي أهم وأثمن؟ ألستَ في مرضاتي ستمتلئ سلامًا وسعادة أبديين يدومان معك طوال حياتك؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). بعد قراءة كلمات الله، فهمت. رأيت أن كلوديا تعيق حياة الكنيسة، ولكنني لم أكن أجرؤ على الإبلاغ عن ذلك، لأنني كنت أهتم كثيرًا لصورتي ومكانتي وأخشى أن أسيء إلى الآخرين. ومع ذلك، لم يخطر في بالي أبدًا أنني إذا لم أحمِ حياة الكنيسة، سأكون كمن يقف إلى جانب الشيطان، ما يكرهه الله. لم يكن لدي آنئذ سلام وفرح في قلبي، بل ألم ومعاناة، لأنني لم أمارس الحق فحسب. لم يكن ينبغي علي بعدئذ السعي إلى حماية علاقاتي مع الآخرين، بل الممارسة وفقًا لكلمات الله وحماية حياة الكنيسة. ذات يوم، سألتني القائدة الأعلى مرتبة عن رأيي في سلوك كلوديا خلال الاجتماعات. قلت: "إن ما قامت به ليس مناسبًا. ولا ينبغي أن يحدث مثل ذلك في الكنيسة". أخبرت القائدة أيضًا عن بعض السلوكيات الأخرى لكلوديا.
لاحقًا، دخلت القائدة الأعلى مرتبة في شركة معنا حول كيفية تمييز كلوديا وقرأنا مقطعًا من كلام الله. "الخداع والاستدراج متشابهان في المعنى، غير أن هناك اختلافًا في الجوهر والأساليب. فالخداع هو استعمال قصص خيالية لتضليل الناس وجعلهم يتقبلونها على أنها الحقيقة، أمّا الاستدراج فهو الاستخدام المقصود لبعض الأساليب وجعل الناس يفعلون ما يقوله المرء ويتبعون طريقه، وهذا الدافع واضح تمامًا. إن الخداع والاستدراج يعنيان استخدام الكلام الصحيح بهدف تضليل الناس. ويعني ذلك قول الأشياء التي يشعر الناس أنها صحيحة تمامًا ويسهل عليهم قبولها، وجعلهم – دون أن يشعروا – يؤمنون بالمتحدث ويتبعونه ويتوافقون معه؛ بحيث يصبحون زمرة من الرفاق المقربين إليه. كما يعني ذلك اجتذاب الناس من مجموعة سوية إلى معسكر ذلك الشخص. باختصار، إن قبل الناس مثل هذا النهج من أحد أضداد المسيح فسوف يصل بهم الأمر بعد ذلك إلى أن يؤمنوا به ويتبعوه، كما سيتقبلون ما يقوله ويطيعونه. وبدون أن يدروا، سيصل بهم الأمر إلى اتباع ضد المسيح. ألَم يُخدَعوا؟ غالبًا ما يستخدم بعض أضداد المسيح بعض الأساليب المعينة في التواصل مع الناس وفي كلامهم من أجل تحقيق هدفهم في خداع الناس واستدراجهم. ويؤدي هذا إلى تكوين مجموعات وفصائل وقبائل في الكنيسة. ... وبهذه الطريقة يخدع ضِدُّ المسيح الناس ويستدرجهم بدون أدنى تردد؛ مكونًا بذلك أحزاب وفصائل. إنهم يستخدمون هذه الأساليب في تقسيم الكنيسة والتحكم فيها. ما هدفه من فعل ذلك؟ (تكوين مملكة مستقلة). ما جوهر تكوين مملكة مستقلة؟ إنه اتخاذ موقف العداوة من المسيح، والتسلط بالقوة على شعب الله المختار، ومساواة النفس بالله. أليس هذا محاولة لمنافسة الله؟ (هي كذلك). أجل هي كذلك" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس: يخدعون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم). استخدمت القائدة كلمات الله للدخول في شركة معنا حول سلوكيات كلوديا، وقالت إنها كانت تشهد غالبًا لنفسها أمام الآخرين على أنها تفهم الكثير من الحق وأنها قادرة على القيام بعمل القادة والشمامسة، ما أدّى إلى انخداع العديد من المؤمنين الجدد بها، وعبادتها، والمحاججة بأنه كان من الظلم عدم جعلها قائدة. في الواقع، كانت دائمًا تتخبط خلال فترة عملها كشماسة، ولم تكن تقوم بأي عمل عملي، كما أن العديد من المؤمنين الجدد الذين سَقَتهم كانوا يحضرون الاجتماعات بصورة غير منتظمة. بعد أن تشاركت معها القائدة الأعلى مرتبة حول مشاكلها، لم تكتفِ بعدم التفكّر في نفسها، بل ادّعت أنها عوملت بإجحاف وقالت إن الله يعرف قلبها. كذلك كانت تتنافس غالبًا للحصول على الشهرة والمكاسب في الكنيسة. وعندما لم تخترها الكنيسة كقائدة، بدأت تشيع بأن القادة المُنتخَبين كانوا عديمي الخبرة وغير قادرين على إنجاز العمل. دخلت القائدة الأعلى مرتبة في شركة معها حول مبادئ انتخاب القادة، وقالت إن الأشخاص الذين يتم اختيارهم ينبغي أن يكونوا من ذوي الطبيعة البشرية الصالحة الذين يسعون وراء الحق، وليس فقط من ذوي الخبرة الطويلة في العمل، لكنها لم تقبل ذلك على الإطلاق، بل أنشأت مجموعة في السرّ، جمعت فيها كل أولئك الذين كانوا مقرّبين منها، وادّعت فيها خلسة أن القائدة الأعلى مرتبة كانت غير قادرة على ترتيب العمل وأنها أثارت الصراع بين القائدة من جهة والإخوة والأخوات من جهة أخرى، حتّى أنها استطاعت إقناع بعض الشمامسة بمهاجمة القادة الجدد والقول إنه ينبغي عليهم أن يتنحوا. كذلك أثارت الفوضى في الكنيسة، حيث تعذّر إنجاز عمل الكنيسة بشكل طبيعي. كانت كلوديا ضدًّا للمسيح عطل عمدًا حياة الكنيسة وقسّمها. لبرهة، وجدت من الصعب قبول ما قالته القائدة. لم أكن أستطيع أن أصدق ذلك، إذ كيف يمكن أن تكون كلوديا ضدًّا للمسيح؟ كان تبدو غالبًا لطيفة، وتحرص دائمًاعلى مساعدة الآخرين. ورغم أنها أخطأت في بعض الأمور، إلا أن ذلك لا يجعلها ضدًّا للمسيح، أليس كذلك؟ ألا ينبغي أن تمنح فرصة أخرى للتوبة؟ بعد التفكير بهذه الطريقة، صليت إلى الله، وطلبت منه أن يرشدني لفهم مشيئته ويساعدني على تمييز كلوديا.
بعد أن استخدمت قائدتي كلمة الله للدخول في شركة حول نوايا أضداد المسيح وأهدافهم وكلماتهم وأفعالهم، اكتسبت في نهاية المطاف بعض التمييز لكلوديا. تقول كلمات الله، "إن جوهر سلوك أضداد المسيح هو استخدام وسائل وطرق مختلفة باستمرار لتحقيق هدفهم المتمثل في الحصول على مكانة، وكسب الناس إلى صفهم وجعلهم يتبعونهم ويبجلونهم. ربما لا يتنافسون في أعماق قلوبهم عمدًا مع الله على البشرية، ولكن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا: حتى عندما لا يتنافسون مع الله من أجل البشر، فإنهم لا يزالون يرغبون في أن يكون لهم مكانة وقوة وسطهم. وحتى إن جاء اليوم الذي يدركون فيه أنهم يتنافسون مع الله على المكانة، وكبحوا أنفسهم قليلًا، فإنهم ما زالوا يستخدمون طرقًا مختلفة للسعي وراء المكانة والجاه، ومن الواضح لهم في قلوبهم أنهم سيضمنون مكانة شرعية من خلال الفوز باستحسان الآخرين وإعجابهم. باختصار، مع أن كل شيء يفعله أضداد المسيح يبدو أنه يشتمل على أداء واجباتهم، فإن عاقبته تتمثل في خداع الناس، وجعلهم يعبدونهم ويتبعونهم؛ وفي هذه الحال، يكون أداؤهم لواجبهم تمجيدًا لأنفسهم وشهادةً لها. ولن يتغير مطلقًأ طموحهم للسيطرة على الناس – واكتساب المكانة والقوة في الكنيسة. هذا هو ضِدُّ المسيح بكل جلاء. بغض النظر عمَّا يقوله الله أو يفعله، وبغض النظر عمَّا يطلبه من الناس، فإن أضداد المسيح لا يفعلون ما ينبغي عليهم القيام به أو يقومون بواجباتهم بطريقة تناسب كلامه ومتطلباته، ولا يتخلون عن سعيهم وراء القوة والمكانة نتيجة فهم أقواله وقليل من معنى الحق. ولا يزال طموحهم ورغباتهم باقية، وما زالت تشغل قلوبهم وتسيطر على كيانهم تمامًا، وتوجه سلوكهم وأفكارهم، وتحدِّد المسار الذي يسلكونه. هذا هو ضد المسيح الحقيقي" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس: يخدعون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم). قالت القائدة في الشركة: "من كلمات الله التي تكشف أضداد المسيح، يمكننا أن نرى أنهم يؤمنون بالله من أجل المكانة وإشباع رغبتهم في الإمساك بزمام السلطة. وفي سبيل الحصول على المكانة، يمجدون أنفسهم غالبًا ويشهدون لها ليبجّلهم الآخرون ويعجَبون بهم، أو يُنشئون أحيانًا زُمرًا لإثارة الفتن في الكنيسة. ولذا يمكننا استخدام سلوكيات أضداد المسيح لتمييز كلوديا. فمنذ أن أصبحت شماسة سقاية، أرادت دائمًا أن تصبح قائدة. ولتحصل على تأييد الإخوة والأخوات ليختاروها كقائدة، لطالما كانت تعظّم نفسها وتشهد بأنها آمنت بالله منذ فترة طويلة، وبأنها قادت عدة مجموعات، وتتمتع بخبرة في العمل، وتفهم الكثير من الحق. كذلك هاجمت المؤمنين الجدد، وقالت إنهم لم يكونوا يفقهون شيئًا، كما زعمت أنهم بحاجة إلى مساعدتها ودعمها لأداء واجباتهم بشكل جيد، ما جعل بعض الأشخاص يعبدونها ويطيعونها. وعندما رأت أن الكنيسة تختار كقادة وشمامسة الأشخاص الذين آمنوا بالله لفترات أقصر منها، أصبحت تشعر بالاستياء. كذلك نشرت اتهامات في الكنيسة مفادُها أن أولئك كانوا قادة كاذبين، وطلبت من الجميع أن يرفضوا القادة، وأن يدعموها ويستمعوا إليها، بحيث يمكن أن يتم اختيارها كقائدة. كذلك استمالت بعض الأشخاص لمهاجمة القادة المنتخبين حديثًا وإدانتهم، ما جعل أولئك القادة يشعرون بأنهم مستاؤون وسلبيون. ينبغي أن تكون الكنيسة مكانًا لأكل وشرب كلمة الله ولعبادة الله، لكن كلوديا بثّت الشقاق وأعاقت الجميع، ما حرم الإخوة والأخوات من الحياة الطبيعية في الكنيسة. لقد لجأت إلى مختلف الوسائل لكسب المكانة. إن طبيعتها وجوهرها خبيثان وشريران للغاية، وهي ضد للمسيح يكره الحق ويعادي الله". بعد قراءة كلام الله والاستماع إلى شركة القائدة، اكتسبت أخيرًا بعض التمييز لكلوديا. كنت أعتقد أنها كانت لطيفة، وأنها كانت متحمسة للقيام بواجبها ومساعدة الآخرين. اعتقدت أنها كانت تفعل ذلك من أجل خير الكنيسة. ورغم أنها كانت دائمًا تنتقد القادة خلسة، وتتشاجر غالبًا مع إخوتنا وأخواتنا، لم أكن قادرة على تمييز الأهداف والنوايا الكامنة وراء كلماتها وأفعالها. بتّ أدرك أن كلوديا كانت تقوم بكل ذلك لكي تصبح قائدة. كانت تحييني كل يوم وترسل لي كلمات الله القدير. كذلك أخبرتني أنها قامت بواجبها منذ أكثر من عام، وأنها تعرف الكثير من كلمة الله، وتتمتع بعمل الروح القدس. وقالت أيضًا إن القادة المنتخبين حديثًا كانوا جميعًا كذبة، وكذلك القائدة الأعلى مرتبة. كانت جميع أقوالها وأفعالها تهدف إلى تمجيد نفسها والاستخفاف بالقادة لأنها أرادت أن يختارها الآخرون كقائدة. أنشأت مجموعة في السرّ، وهاجمت القادة وأدانتهم، وحرّضت الجميع على رفضهم، وعندما كان الآخرون يلومونها على قول أمور غير صحيحة، لم تكن ترفض القبول أو التوبة فحسب، بل كانت تدخل في جدال مفتوح معهم. أصبحت أرى بوضوح أنها ومن أجل الحصول على المكانة، أنشأت زمرة، وأثارت الصراع مع القادة، وحاولت تقسيم الكنيسة. لقد كانت ضدًّا حقيقيًّا للمسيح.
تابعت القائدة: "ردًّا على تصرفات كلوديا، دخلت القائدة الأعلى مرتبة عدة مرات في شركة حول مبادئ الحق ذات الصلة لمساعدتها، لكنها لم تقبل ذلك إطلاقًا، بل استمرت في إثارة الفتنة في الكنيسة، وإنشاء الزمر، وبث الشقاق، ما أعاق عمل الكنيسة". قرأت لنا القائدة مقطعًا من كلمات الله: "إن الإخوة والأخوات الذين يطلقون العنان لسلبيتهم هم خدام الشيطان، ويشوشون على الكنيسة. هؤلاء الناس يجب طردهم واستبعادهم يومًا ما. ... وأولئك الذين يبثون كلامهم المسموم والخبيث في الكنيسة، وينشرون الشائعات، ويثيرون الخلافات، ويصنعون التحزبات بين الإخوة والأخوات كان يجب طردهم من الكنيسة. ولكن لأن عصرنا الآن هو عصر مختلف من عمل الله، فأولئك الأشخاص مقيدون، لأنهم سيُستبعدون بالتأكيد. كل مَن أفسدهم الشيطان لديهم شخصيات فاسدة. البعض يملكون شخصيات فاسدة فحسب، لكن هناك آخرون ليسوا مثلهم، أي أنهم لا يملكون شخصيات شيطانية فاسدة فحسب، بل إن طبيعتهم أيضًا خبيثة إلى أقصى درجة؛ إذْ لا تكشف كلماتهم وأفعالهم عن شخصياتهم الشيطانية الفاسدة فحسب، بل هم فوق ذلك يمثلون الشيطان إبليس الحقيقي. سلوكهم يُعطل عمل الله ويُعيقه، ويُعيقُ دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، ويُدمِّرُ حياة الكنيسة الطبيعية. عاجلًا أم آجلًا يجب أن تُكشَفَ تلك الذئاب المرتدية ثياب الخراف، ويجب على المرء أن يتبنى موقفًا قاسيًا قائمًا على الرفض تجاه خدام الشيطان هؤلاء. فقط من خلال هذا يمكن للمرء أن يقف في جانب الله، والذين يخفقون في فعل ذلك يتمرغون في الوحل مع الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). بعد قراءة كلام الله، دخلت القائدة في شركة قائلة: "إن كلمة الله تخبرنا بوضوح أن أولئك الذين ينشرون غالبًا روح السلبية، ويزرعون الفتنة، وينشئون الزمر في الكنيسة يتسببون في حدوث اضطرابات، ولا يقومون بأي دور إيجابي، ويرفضون التوبة. إنهم جميعًا أشخاص سيطردهم الله، وينبغي أن يخرجوا جميعًا من الكنيسة. هذه هي شخصية الله البارة. تعامل الكنيسة الأشرار بحسب المبادئ. إن لدى بعض الأشخاص شخصيات فاسدة فقط، لكنهم ليسوا أشرارًا في جوهرهم، إذ يمكنهم قبول الحق. وبعد ارتكابهم الشر، يمكنهم أن يتوبوا بعد الشركة. تمنح الكنيسة مثل أولئك الأشخاص فرصة أخرى. ولكن بعض الأشخاص أشرار بطبيعتهم ولا يقبلون الحق إطلاقًا. إنهم يكرهون أي شخص يدخل في شركة معهم حول الحق، ويستمرون في فعل الشر بعدئذ. إن ما يظهرونه ليس تعبيرًا مؤقتًا عن الفساد. إن جوهرهم يشتمل على كراهية الحق ومقاومة الله. وهؤلاء هم أضداد المسيح الحقيقيون، وكلما وُجدوا، تنبغي إزالتهم". من كلام الله وشركة القائدة، فهمت أن كلوديا كانت دائمًا تسعى إلى زرع الفتنة بين الإخوة والأخوات، وكانت تهاجم القادة وتدينهم، وتعطل حياة الكنيسة، وتستميل الإخوة والأخوات لمغادرة الكنيسة واتّباعها، ما جعلها ضدًّا حقيقيًّا للمسيح. كنت أفتقر إلى التمييز في البداية. فكرت: "لم لا تُمنح كلوديا فرصة للتوبة؟" في الواقع، تلقت شركة ومساعدة عدة مرات ومُنحت فرصًا كثيرة، لكنها لم تقبل الحق ورفضت أن تتوب. كانت طبيعتها تقوم على كراهية الحق ومعاداة الله. وبصرف النظر عن عدد الفرص التي أتيحت لها، لم تتب إطلاقًا بشكل حقيقي، ولذا كان لا بد من إزالتها. بمجرد أن أدركت ذلك، لم أستطع سوى أن أتساءل: "كيف أمكنني أن ألتقي بشخص كهذا بعد أن بدأت لتوّي في الإيمان بالله؟ ولم يظهر أضداد المسيح في الكنيسة؟"
بعد أن قرأت لنا القائدة مقطعين من كلمة الله، فهمت أخيرًا مشيئة الله. "عندما يظهر أضداد المسيح ويُعطلون الكنيسة، هل هذا شيء جيد أم رديء؟ (إنه شيء رديء). كيف هي رداءته؟ هل السبب هو أن الله قد أخطأ؟ ألم يكن الله يراقب عن كثب، وسمح لأضداد المسيح بالتسلل إلى بيت الله؟ (لا). ماذا يحدث إذًا؟ (يكشف الله أضداد المسيح حتى تنمو قدرتنا على التمييز، ونعرف كيف نستشف طبيعتهم وجوهرهم، ولا ندع الشيطان أبدًا يخدعنا مرَّة أخرى، ونتمكن من الثبات في شهادتنا لله. هذا هو خلاص الله لنا). نتحدث دائمًا عن مدى شر الشيطان ولؤمه وخبثه، وعن أن الشيطان قد سئم من الحق وأنه يكرهه. هل يمكنك رؤية هذا؟ هل يمكنك رؤية ما يفعله الشيطان في العالم الروحي؟ وفيما يتعلق بكيفية تكلم الشيطان وتصرفه، وموقفه من الحق والله، ومكمن شره، فلا يمكنك أن ترى أيًا من هذه الأشياء. ولذلك، بصرف النظر عن الطريقة التي نقول بها إن الشيطان شرير، وإنه يقاوم الله، وإنه سئم من الحق، فهذا مجرد إعلان في ذهنك، لا توجد صورة حقيقية له. وهذا الإعلان أجوف للغاية وغير عملي، ولا يمكنه أن يكون مرجعًا عمليًا. ولكن عندما يتواصل المرء مع أحد أضداد المسيح، فإنه يرى بمزيد من الوضوح شخصية الشيطان الشريرة الخبيثة وجوهره المتمثل في السأم من الحق، ويكون فهمه للشيطان أشدّ وضوحًا وواقعية. بدون هذه الأمثلة والأحداث الواقعية التي يمكن للناس من خلالها التواصل والنظر، سوف تكون الحقائق التي يفهمها الناس غامضة وجوفاء وغير عملية. ولكن عندما يتواصل الناس تواصلًا فعليًا مع أضداد المسيح والأشرار هؤلاء، يمكنهم أن يروا كيف يفعلون الشر ويقاومون الله، ويمكنهم تحديد طبيعة الشيطان وجوهره. إنهم يرون أن هؤلاء الأشرار وأضداد المسيح هم الشيطان المتجسد – أي أنهم الشيطان الحي، إبليس الحي. يمكن أن يكون للتواصل مع أضداد المسيح والأشرار مثل هذا التأثير" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثامن)). "في الكنيسة، لا يكون ضد المسيح عدو الله فحسب، بل هو أيضًا عدو شعب الله المختار. إذا لم تتمكن من تحديد هوية ضد المسيح، فأنت عرضة للخداع والافتتان، والسير في طريق ضد المسيح، وتلقي لعنة الله وعقابه. إنْ حدث ذلك، فسيكون إيمانك بالله قد فشل تمامًا. ما الذي ينبغي أن يملكه الناس لينالوا الخلاص؟ أولًا، ينبغي أن يفهموا العديد من الحقائق، وأن يتمكنوا من تحديد جوهر ضد المسيح وشخصيته وطريقه. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم عبادة الناس أو اتباعهم مع الإيمان بالله، والطريقة الوحيدة لاتباع الله حتى النهاية. فالأشخاص القادرون على تحديد هوية ضد المسيح يمكنهم وحدهم حقًا الإيمان بالله واتباعه والشهادة له. فتحديد هوية ضد المسيح ليس بالأمر السهل، ويتطلب القدرة على رؤية جوهره بوضوح، وإدراك حقيقة المؤامرات والحيل والأهداف المقصودة وراء كل ما يفعله. فبهذه الطريقة لن يخدعك أو يسيطر عليك، ويمكنك أن تقف بثبات وسلامة وأمان في طلب الحق، وأن تكون ثابتًا في طريق طلب الحق ونيل الخلاص. إذا لم تتمكن من التعرف إلى ضد المسيح، فيمكن القول إنك في خطر محدق، وإنك عرضة للخداع والأسر من ضد المسيح، وسوف تعيش تحت تأثير الشيطان. ... ولذلك، إذا أردت الوصول إلى حيث يمكنك نيل الخلاص، فإن الاختبار الأول الذي ينبغي أن تجتازه هو أن تتمكن من إدراك حقيقة الشيطان، وينبغي أيضًا أن تملك الشجاعة للنهوض وكشف الشيطان ونبذه. أين هو الشيطان إذًا؟ الشيطان إلى جانبك ومن حولك؛ ومن الممكن حتى أن يكون ساكنًا داخل قلبك. إذا كنت تعيش ضمن شخصية الشيطان، فيمكن القول إنك تنتمي إليه. لا يمكنك رؤية أو لمس الشيطان والأرواح الشريرة في العالم الروحي، لكن الشيطان والأبالسة الأحياء الموجودين في الحياة الواقعية موجودون في كل مكان. فأي شخص يسأم من الحق شرير، وأي قائد أو عامل لا يقبل الحق هو أحد أضداد المسيح أو قائد زائف. أليس أمثال هؤلاء الأشخاص شياطين وأبالسة أحياء؟ قد يكون هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين تعبدهم وتتطلع إليهم، ويمكن أن يكونوا هم الناس الذين يقودونك أو الناس الذين لطالما أعجبت بهم ووثقت بهم واعتمدت عليهم ورجوتهم في قلبك. لكنهم في الواقع حواجز تعترض طريقك، وتمنعك من طلب الحق ونيل الخلاص؛ وهم قادة مزيفون وأضداد للمسيح، يمكنهم السيطرة على حياتك والطريق الذي تسلكه، ويمكنهم أن يفسدوا فرصتك في نيل الخلاص. إذا فشلت في التعرف على هويتهم وإدراك حقيقتهم، فقد يخدعونك ويأسرونك ويبعدونك في أي لحظة. وبالتالي، فأنت في خطر محدق. إذا لم تستطع انتشال نفسك من هذا الخطر، فأنت ضحية للشيطان وقربان له. وعلى أي حال، فإن الناس الذين يتعرضون للخداع والسيطرة ويصبحون أتباعًا لأحد أضداد المسيح لا يمكنهم أبدًا ومطلقًا أن ينالوا الخلاص. وبالنظر إلى أنهم لا يحبون الحق ولا يطلبونه، فقد ينخدعون ويتبعون أحد أضداد المسيح. هذه هي النتيجة الحتمية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثالث: يستبعدون أولئك الذين يطلبون الحقَّ ويهاجمونهم). قالت القائدة: "يسمح الله بظهور أضداد المسيح في الكنيسة لنتعلم الدروس ونكتسب التمييز، وأيضًا لكشف مختلف أنواع الأفراد. إذا لم نتمكن من تمييز أضداد المسيح، سنكون عرضة لأن نعبد ونطيع بشكل أعمى عندما يخدعنا أضداد المسيح ويعيقوننا، وسيسهل علينا أن ننخدع بهم ونخضع لسيطرتهم. يمكننا أن نصل حتى إلى اتباع أضداد المسيح في ارتكاب الشر ومقاومة الله، فيطردنا الله، أو قد لا نجرؤ على مقاومة أضداد المسيح أو رفضهم عندما يقمعنا هؤلاء ويعاقبوننا، وقد نشعر بالظلمة والألم في قلوبنا، أو الأخطر من ذلك، قد ننفصل عن الله ونخونه ونتخلى عن فرصة الخلاص التي يقدّمها لنا". تابعت القائدة: "من خلال هذه التجربة، نطلب الحق ونتعلم كيفية تمييز مختلف أنواع الأشخاص، ونعرف من هم أضداد المسيح وكيف يتصرفون، ونصبح قادرين على رؤية طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم بوضوح، وعلى تمييز أضداد المسيح والإبلاغ عنهم ورفضهم وفقًا لمبادئ الحق، وعلى رسم خط فاصل بيننا وبين أضداد المسيح. بهذه الطريقة فقط يمكننا الهروب من خداع الشيطان وسيطرته. إذا افتقرنا إلى التمييز ولم نتمكن من رفض أضداد المسيح، يمكن لهؤلاء أن يخدعوننا فنفقد فرصة الخلاص والكمال". بعد شركة قائدتي، فهمت أن الله يسمح لأضداد المسيح بالظهور في الكنيسة لنتمكن من اكتساب الحق والتمييز ولنحرر أنفسنا من خداع الشيطان وسيطرته. بدون الاحتكاك الفعلي بأضداد المسيح، لن نتمكن من تمييز الأشخاص، وسنظل عرضة لأن يخدعنا أضداد المسيح فنتّبعهم. بعد أن اختبرت التعرض للانخداع والإعاقة من ضد المسيح هذه، فهمت أيضًا أنه عندما تحدث مشكلة، ينبغي علينا أن نطلب الحق ونرى الأمور استنادًا إلى مبادئ كلام الله. إذا رأينا أحدهم ينتهك المبادئ، ينبغي علينا أن نمارس الحق ونفضحه، وأن نبلّغ القادة بذلك في الوقت المناسب. كذلك اعتدت أن أكون شخصًا يسعى إلى إرضاء الآخرين، وكنت دائمًا أخشى الإساءة إليهم وأحرص على الحفاظ على علاقاتي معهم. رأيت الآن أن هذه فلسفة شيطانية. عندما نرى أن هناك أمرًا منافيًا للحق، ينبغي علينا أن ندل عليه مباشرة، كما ينبغي علينا أن نحمي عمل الكنيسة، وليس علاقاتنا مع الآخرين، التي يعد السعي إلى حمايتها أمرًا مسيئًا لله وممقوتًا منه.
بعد ذلك، أصبح لدى جميع الإخوة والأخوات تمييز لكلوديا، فأجمعوا على طردها من الكنيسة. بعد أن غادرت المجموعة، اتصلت بي. وقالت وهي تبكي: "يقول الناس في الكنيسة إنني ضدّ للمسيح. لا يمكنهم أن يقولوا عني ذلك! أيتها الأخت، ينبغي عليك مغادرة الكنيسة. إن قادة الكنيسة جميعًا مزيّفون. كلهم كذبة، وأنت تدعمين أكاذيبهم ببقائك". قلت لها: "بوصفنا مؤمنين بالله، ينبغي علينا أن نطيع كلام الله. إن شركة القادة تتوافق مع كلام الله، لذا علينا طبعًا أن نفعل ما يقولونه. لم ترغبي في الاستماع، وهذا شأنك. لكن لا تحاولي أن تستميليني إليك. لقد فقدت فرصتك في الخلاص، لكن لا أريد أن أخسر فرصتي". لم أضف شيئًا على ذلك، ولم تحاول أبدًا التحدث معي مجددًا بعدئذ. بعد أن غادرت كلوديا الكنيسة، بقي هناك شخصان لم يستطيعا أن يميزاها أبدًا وتبعاها بعناد غير آبهين بالشركة التي سمعاها، وفي نهاية المطاف، غادرا الكنيسة بدروهما. من هذه التجربة، رأيت إرشاد الله القدير لي وخلاصه. إن كلمة الله حمَتني، وأرشدتني إلى تعلم تمييز أضداد المسيح، وساعدتني على ملازمة الطريق الصحيح وعدم الانخداع من أضداد المسيح. أعلم أنني ما زلت أشكو من أوجه قصور كثيرة، وأحتاج إلى تزويد نفسي بالكثير من الحق، لكنني سأقرأ المزيد من كلمات الله القدير وأتّكل على الله لاختبار عمله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.