التخلي عن المكانة لم يكن سهلًا

2024 نوفمبر 17

ولدت في عائلة تعمل بالزراعة. عندما كنت صغيرًا، فقدتُ والديَّ، لذلك كان عليَّ وأخي الأكبر الاعتماد على بعضنا بعضًا. كنا فقراء للغاية وكان الناس ينظرون إلينا بازدراء. كنت أفكِّر: "سأذهب إلى المدرسة، وذات يوم ستعلو هامتي الآخرين". لسوء الحظ، اضطررت إلى ترك المدرسة خلال عامي الثاني في المدرسة الثانوية، حيث لم يكن لدينا مال. تحطَّم حلمي في أن تعلو هامتي الجميع، وشعرت أنني محطَّم تمامًا.

في عام 1990، وجدت إيماني بالرب يسوع. قال الواعظ إننا من خلال الإيمان بالرب، لن نجد السلام في هذه الحياة فحسب، بل سنعيش الحياة الأبدية في كما قال إننا كلما حوَّلنا أناسًا أكثر من خلال نشر الإنجيل، صرنا مبارَكين، وننال مكافأتنا وإكليلنا، ونملك مع الله كملوك. في ذلك الوقت قرأت هذا في الكتاب المقدس: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). لذلك قررت أن أتخلى عن عائلتي وأذهب لنشر الإنجيل لله. كنت مملوءًا بالطاقة في ذلك الوقت، وفي أقل من عام تمكنت من تحويل عدة مئات من الناس. مع زيادة عدد العابرين، بحلول عام 1997 أنشأنا مئات الكنائس بأكثر من 30 ألف شخص. كان لي القول الفصل في كل ما يتعلق بالكنائس، ومهما كانت الكنيسة التي أذهب إليها للعمل، كان الإخوة والأخوات يحيونني دائمًا باحترام ويوصلونني أينما أردت بسياراتهم. كانوا يقدِّمون طعامًا لذيذًا لتناوله ومكانًا لطيفًا للإقامة، كما كانوا يدفعون مصروفات سفري أيضًا. وأصبحت أستمتع بهذه الأشياء.

في أحد الأيام، طلبت منا قائدة رفيع المستوى حضور اجتماع، وقالت إن هناك الآن طائفة تدعى البرق الشرقي، تعظ بأن الرب يسوع قد عاد وهو الله قدير، وأخبرتنا أن عظاتهم كانت سامية جدًا. قالت إنهم سرقوا العديد من أعضاء الكنائس الصالحين، وحتى اثنين من زملاء العمل في كنيستنا، الأخ وانغ والأخ وو، قد قبلا البرق الشرقي. طلبت منا القائدة أن نرفض تمامًا هذين الأخوين، وقالت إننا إذا وجدنا أي شخص آخر يستمع إلى عظات البرق الشرقي، فسنطرده على الفور. لقد اندهشت من كل هذا. كنت أعرف هذين الأخوين جيدًا؛ كانا على دراية كبيرة بالكتاب المقدس وآمنا بإخلاص بالرب. لم أستطع فهم كيف كان بإمكانهما قبول البرق الشرقي. مع اقتراب نهاية العام، قام هذان الشقيقان بزيارة مفاجئة إلى منزلي. لقد تردَّدت لفترة طويلة قبل أن أقرر فتح الباب لهما خوفًا من أن يخدعاني. ولكن بعد ذلك فكرت: "مهما كان الأمر، فأنا أؤمن بالرب، ولا يمكنني إبعاد هذين الأخوين عن باب منزلي". لذا رحبَّت بدخولهما. قالا إنني لأرحب بالرب، كان عليَّ التركيز على سماع صوت الله، وإنني لا يجب أن أرفض السعي للطريق الحق أو التحقيق فيه، خوفًا من التضليل. ثم قدما شركة مفصَّلة عن كيف نكون عذارى حكيمات، ونسمع صوت الله، وكيف نفرِّق بين الطريق الحق والطرق المُضِلة. اعتقدت أن ما قالاه في ذلك اليوم كان جديدًا ومنيرًا. وكنت مقتنعًا تمامًا. عندما غادرا، سلماني كتابًا، قالا إنه يحتوي أقوال الله القدير، وحثاني على قراءته، وألا أفوِّت فرصتي للترحيب بالرب. بدأت أشعر بالقلق، بعد ذهابهما، من أن أُضَل، وإذا علم قائد المستوى الأعلى أنني رحبَّت بهذين الأخين في منزلي، فسأطرَد من الكنيسة. لكن بعد ذلك فكرت: "إذا كان الله القدير حقًا هو الرب يسوع العائد، ولم أنظر في الأمر خوفًا من الطرد، ألا يجعلني ذلك رافضًا لله ومقاومًا له؟" عند هذه الفكرة، قرَّرت أن أنظر في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة.

بعد ذلك، قرات كلام الله القدير كل يوم. وأثناء ذلك، أعطاني الأخان شركة حول مراحل عمل الله الثلاث لخلاص البشرية، وسرَّ تجسُّد الله، وكيف يقوم الله بعمل دينونته في الأيام الأخيرة لتطهير الإنسان وتخليصه، وكيف ينهي الله العصور، وكيف يتحقق ملكوت المسيح على الأرض، وأكثر من ذلك. لم أسمع شيئًا كهذا طوال سنوات إيماني بالرب، وكلما سمعت، بدا لي كلام الله القدير الأكثر موثوقية وقوة. شعرت أكثر فأكثر أن الله القدير يمكن أن يكون بالفعل الرب يسوع العائد، وأن عليَّ التحقيق في الأمر. لكنني شعرت دائمًا بالتضارب داخلي. كان القساوسة والشيوخ يدينون البرق الشرقي لسنوات، وأنا أيضًا كنت أسايرهم في تضييق الخناق على الكنيسة الإمكان، وعدم السماح لأي شخص بالتواصل مع البرق الشرقي، وطرد أي شخص يقبل طريقهم. إذا قبِلت البرق الشرقي، فماذا سيفكِّر أولئك الذين يزيدون عن 30 ألف مؤمن تحت قيادتي في الكنيسة؟ إذا تبعوني جميعًا وقبلوا البرق الشرقي أيضًا، فسيكون ذلك رائعًا، لكن إذا لم يفعلوا ذلك، فمن المؤكد أنهم سيرفضونني. فكَّرت في كيف كنت أخرج في كل أحوال الطقس، للوعظ والعمل نهارًا وليلًا، والمخاطرة بالتعرض لمطاردة الحزب الشيوعي الصيني، أقيمت كل هذه الكنائس بدمي وعرقي ودموعي. لقد استغرق الأمر الكثير للوصول إلى ما كنت عليه، ولأحظى بتقدير كبير من كثير من الناس، فكيف يمكنني ترك كل هذا، بهذه السهولة؟ بالإضافة إلى ذلك، حتى لو قبِل كل من في الكنيسة تحت قيادتي الله القدير، هل سأظل قادرًا على أن أكون قائدهم؟ لكن بعد ذلك فكرت: "إذا كان الله القدير هو حقًا الرب يسوع العائد، ولم أقبله، أفلا أفوِّت فرصة الترحيب بالرب؟" فكرت في الأمر مرارًا، غير قادر على تحديد ما أفعله. بعد ذلك، فاجأتني زوجتي، بالاندفاع بحماس بعد الاستماع إلى كلام الله القدير، وقالت: "لقد استمعت إلى كلام الله القدير وأعتقد أنه صوت الله. إذا كان الله القدير هو حقًا الرب يسوع العائد، فعلينا أن نبحث ونقبله بأسرع ما يمكن!" أجبتها بانفعال: "أعرف ذلك، لكنه ليس بهذه البساطة. ضيَّق القادة وزملاء العمل في كنيستنا الخناق في الكنيسة، بحيث لا يُسمح لأحد بالتحقيق في البرق الشرقي. إذا قبلت طريقهم، فسيرفضونني بالتأكيد". لكن هذا فقط جعل زوجتي تنفعل وقالت: "لماذا كنا نؤمن بالرب كل هذه السنوات؟ ألم نتطلع إلى مجيء الرب حتى نُختَطف إلى ملكوت السموات؟ الآن قد عاد الرب، حتى لو لم تكن قائدًا، فلا يزال عليك قبول عمل الله والترحيب بالرب!" قلت إنني أتفق معها، لكنني كنت أفكر في داخلي: "عقلك مجرد عقل بسيط لامرأة. لديَّ أكثر من 30 ألف شخص لأفكِّر فيهم. عليَّ أن أخطو بحذر. أحتاج إلى التفكير في الأمر أكثر". مرت عدة أشهر دون أن أقبل البرق الشرقي. خلال هذا الوقت، كثيرًا ما كان الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير يأتون لرؤيتي. كانوا يشاركون معي بصبر، وأنا في الواقع شعرت بوضوح في قلبي أن هذا عمل الله حقًا، لكن لأنني لم أستطع التنازل عن منصبي، ظللت ممسكًا عن قبوله. بعد فترة، أدرك الإخوة والأخوات الحالة التي كنت فيها. ذات مرة، عندما كنت اجتمعت مع الأخ باي والأخ سونغ، شارك الأخ سونغ اختباراته معي. قال إنه كان قائد كنيسة من قبل أيضًا، مسؤول عن بضع عشرات من الكنائس. بعد أن بشَّره أحدٌ بالإنجيل، تأكد أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، من خلال قراءة كلام الله القدير. ولكن عندما حان الوقت لقبول ذلك على أرض الواقع، بدأ في التفكير: "إذا قبلت الله القدير، فهل يظل بإمكاني أن أكون قائدًا؟ هل يظل بإمكاني قيادة كثير من الأشخاص؟" ثم تذكَّر مَثل الرب يسوع عن الكرَّامين الأشرار، في متى الأصحاح 21، الآيات من 33 إلى 41: "اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ ٱلْأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى ٱلْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ ٱلْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ٱبْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ٱبْنِي! وَأَمَّا ٱلْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا ٱلِٱبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ ٱلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ ٱلْكَرَّامِينَ؟". قَالُوا لَهُ: "أُولَئِكَ ٱلْأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلَاكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ ٱلْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ ٱلْأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا". قال الأخ سونغ إنه شعر بإحساس حاد من لوم الذات. كان الرب ائتمنه على قطيعه، والآن قد عاد الرب، بدلًا من قيادة الإخوة والأخوات للترحيب بالرب، كان يحاول اغتصاب قطيع الرب ورفض الرب. قال إنه تصرف تمامًا مثل هؤلاء الكرَّامين الأشرار، وإنه كان عبدًا شريرًا يقاوم الرب. وسأل نفسه: "هل أؤمن بالله لأكون قائدًا؟ هل أفعل ذلك لمكانتي ومعيشتي؟" هل أنا حقًا مؤمن بالله؟" شعر بمثل هذا الندم عندما فكَّر في هذه الأشياء، فاعترف إلى الله وتاب ثم قبل الله القدير. ثم نشر الإنجيل لجميع الإخوة والأخوات الذين يعملون تحت قيادته. عندما سمعته يقدم هذه الشركة، شعرت بالخزي والانزعاج الشديدين. لحماية مكانتي الخاصة، تراخيت في قبول عمل الله القدير رغم أنني كنت أعرف أنه حقًا عمل الله. ولم أسمح للإخوة والأخوات بالنظر في الأمر أيضًا؛ كنت أرفض تسليم خراف الله إليه. كنت خادمًا شريرًا، وأستحق أن أُلعَن وأعاقَب! لكن عندما فكرت في مدى تضييق الخناق في الكنيسة، وكيف لم يقبل شخص واحد في كنيستي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فكرت: "إذا قبِلته، ألن أكون كمن يطلق النار على قدميه؟ أين سأتمكَّن من إظهار وجهي؟ إذا اكتشف الناس في كنيستي أنني قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، سيكرهونني ويرفضونني بالتأكيد، وبعد ذلك سأفقد كل شيء". لذلك، قررت أنه من الأفضل عدم قبوله.

بعد أيام قليلة، في لقاء آخر مع الأخين، أخبرتهما عن مخاوفي. لقد كنت مخادعًا جدًا في ذلك الوقت، وسألتهما مراوغًا: "إذا بدأ الأشخاص الذين أقودهم يؤمنون بالله القدير، فمن سيقودهم؟ هل سيكون نفس القادة وزملاء العمل الموجودون الآن؟" ما قصدته حقًا هو: "لا يزال يتعيَّن عليَّ قيادتهم وإدارتهم". لكن فاجأني الأخ باي بقوله: "بعد أن قبلنا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فالله هو الذي يقودنا ويروينا ويرعانا. المسيح والحق هما المهيمنان في كنيستنا. وقادة الكنيسة يُنتخبَون، فمن يفهم الحق ويمتلك الواقع، ومن يستطيع سقاية الإخوة والأخوات ومعالجة مشكلاتهم العملية، يُنتخَب". ومضى يقول: "إذا سعيت للحق، فيمكن أن تُختار أيضًا لتكون قائدًا. هناك أنواع مختلفة من الواجبات في الكنيسة: القادة، ووعاظ الإنجيل؛ لكل فرد وظيفته. لا توجد فروق مثل "مهم" أو "غير مهم" أو "سامٍ" أو "متدنٍ" عندما يتعلق الأمر بالواجبات. ذلك لأن الجميع متساوون أمام الله، وهذا يختلف تمامًا عن كيف تدور الأمور في الطوائف الدينية". كلما استمعت أكثر إلى الأخ باي، شعرت بالضيق الشديد، حتى ظهر عليَّ الكمد. وفكرت: "لا أظن أنني سأكون قادرًا على أن قيادة الكثير من الناس مرة أخرى بعد ذلك".

لاحظ الأخ سونغ ما كنت أشعر به، وأعطاني شركة عن تجربة ملك نينوى. فقال: "كان ملك نينوى يحكم على أمَّة. فلما سمع يونان يعظ بكلام الله ويقول إن نينوى ستهلك، نزل عن عرشه وقاد المدينة بأكملها إلى وضع المسوح والرماد، والجثو على ركبهم، ليعترفوا ويتوبوا إلى الله. فرحمهم الله ونجت المدينة". ومضى يقول: "كقائد كنيسة، ألا يجب أن تحاول الاقتداء بملك نينوى الآن، بعد أن واجهت حدثًا عظيمًا مثل مجيء الرب، وتقود الإخوة والأخوات إلى الاعتراف والتوبة إلى الله؟" ما قاله أثَّر فيّ حقًا. لقد كان محقًا. كان ملك نينوى حاكم أمَّة. عندما يمكن لشخص في مثل هذا المنصب الرفيع أن يتواضع ويعترف ويتوب إلى الله، فلماذا لا يمكنني التنازل عن مكانتي وقبول عمل الله في الأيام الأخيرة؟ ثم تابع الأخ سونغ قائلًا: "عندما أدَّى الرب يسوع عمله، أراد الفرِّيسيون حماية مواقعهم ومصادر رزقهم، وهكذا فعلوا كل ما في وسعهم لمقاومة الرب يسوع وإدانته، وأبقوا المؤمنين تحت سيطرتهم. فانتهرهم الرب يسوع قائلًا: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ: فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متَّى 23: 13). ثم قال لي: "تعبير الله عن الحق وأداء عمل الدينونة في الأيام الأخيرة هو إنجيل مجيء ملكوت السموات. في البداية صدَّقتَ الأكاذيب التي قيلت لك ومضيت مع رجال الدين في التضييق على الكنيسة، ومنع الإخوة والأخوات من قبول عمل الله في الأيام الأخيرة. لقد تحديتَ الله بفعلك هذا. والآن، لقد قرأت كلام الله القدير، وخلُصت إلى أنه الرب يسوع العائد. إذا استمررت في رفض قبول عمل الله بعناد، أو رفض إخبار الإخوة والأخوات بخبر عودة الرب، وإبقائهم خارج ملكوت السموات، فسترتكب إذًا خطًا عن قصد وترتكب خطًا آخر". قال: "هذا شر عظيم ضد الله! إذا فقد الإخوة والأخوات فرصتهم في الخلاص لأننا منعناهم، فإن هذا سيكون دَين دمٍ! لن نكون قادرين على سداد هذا الدَين، حتى لو متنا مرارًا. ومع ذلك، إذا كنت تقود الإخوة والأخوات إلى الله، فعندئذ لن يكرهونك، وحتى سيشكرونك أيضًا، لمشاركتهم إنجيل الملكوت السماوي وطريق الحياة الأبدية".

ثم قرأ لنا الأخ باي مقطعين من كلمات الله القدير. "حين يصير الله جسدًا ويأتي للعمل بين البشر، يرى الجميع الله ويسمعون كلماته، ويرون أعمال الله التي يعملها في جسده المادي. آنذاك تتلاشى كافة تصوّرات الإنسان فلا تكون سوى فقاعات هواء! أمَّا بالنسبة إلى هؤلاء الذين رأوا الله يظهر في الجسد، فلن يُدانوا إن كانوا يطيعونه عن طيب خاطر، بينما أولئك الذين يقفون ضدَّه عن عمدٍ يُعدّون أعداءً لله. هؤلاء الناس هم أضداد المسيح، وهم أعداء يقفون عن قصدٍ ضد الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لوائه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، لكنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، رؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). بعد أن قرأ هذين المقطعين، شعرت بضيق شديد. شعرت وكأنني تلقيت صفعة على وجهي، واحمرَّت بشرتي خجلًا. وددت لو تنشق الأرض وتبتلعني. كنت أعرف جيدًا أن الرب يسوع قد عاد، وأنه كان يعبِّر عن حقائق كثيرة، ويؤدي عمل دينونة الإنسان وتطهيره. ولكن من أجل الحفاظ على مكانتي ومعيشتي، فقد رفضت قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، وضيقت الخناق على الكنيسة حتى لا تسمع خراف الله صوته وتلتفت إليه. كيف كنت مختلفًا عن الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع كل تلك السنوات الماضية؟ الرب راعينا. والآن عاد ليدعو خرافه إليه. كان عليَّ أن أعيد خراف الله إليه. كيف لا يزال بإمكاني محاولة حماية موقفي الآن؟ هل كنت أنتظر حتى تأتي عليَّ عقوبة الله؟ قررت أنني لا أستطيع أن أتحدى الله بعد الآن. حتى لو لم أعد قائدًا ورفضني الجميع، فما زلت مضطرًا لقبول عمل الله في الأيام الأخيرة، وقيادة الإخوة والأخوات أمام الله، وردَّ قطيع الله إليه. بينما فكرت في هذا، اتخذت قراري بقبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، والبدء في الكرازة بالإنجيل لأولئك الذين قدتهم.

في وقت لاحق، بإرشاد من الروح القدس، قبل أكثر من عشرة آلاف شخص في كنيستي عمل الله في الأيام الأخيرة. الشكر لله، لقد قدت أخيرًا قطيع الله أمامه، وشعرت بالهدوء والراحة.

بعد ستة أشهر، انضم المزيد والمزيد من الناس على نطاق واسع إلى الكنيسة، لذلك كان لا بد من تقسيم الكنائس حسب المنطقة وانتخاب القادة والعمال. رغم ذلك كنت متغطرسًا جدًا، وأفكر: "كيفما تُقسِّمون الكنائس، سأظل قائدًا، نظرًا لقدراتي وخبرتي العملية. يمكنني إدارة العديد من الكنائس، لا مشكلة". ومع ذلك، بعد أيام قليلة، كنت في اجتماع مع أخين عندما جاء قائد الكنيسة وقال: "حان الوقت الآن لنشر إنجيل الملكوت. نحن بحاجة إلى بعض الإخوة والأخوات ذوي القدرات الجيدة، الذين يعرفون الكتاب المقدس جيدًا، للذهاب لنشر الإنجيل في مناطق أخرى. هذه مَهمة مُهمِّة بشكل خاص. هل ستكونون أنتم الثلاثة على استعداد للذهاب؟" قال الأخان بسرور إنهما سيفعلان، لكنني لم أكن سعيدًا جدًا بذلك، مفكرًا في نفسي: "لقد قدت الكنائس في طائفتى القديمة لسنوات، وأدرت عدة آلاف من الناس. الآن عدت إلى الوعظ بالإنجيل مرة أخرى، بينما أصبح بعض زملائي في العمل قادة. كيف سأتمكَّن من إظهار وجهي؟ إنه أمر مذل!" فكرت في كل السنوات التي خدمتها قائدًا، وكنت فيها مقدَّرًا ومبجَّلًا أينما ذهبت، وتلقيت كل ما رغبت به. الآن لم يكن لديَّ أي شيء، وكان علي أن أتألم لأعظ بالإنجيل ثانية. لم أستطع قبول الأمر فحسب. لكن كان من المحرِج للغاية أن أرفُض أمام الآخرين، لذلك وافقت على مضض. قلت لنفسي: "عليّ أن أعظ بالإنجيل جيدًا. ما دام يمكنني تحويل الكثير من الناس، فسيظل الإخوة والأخوات يقدرونني". وعندما وصلت، تمكَّنت من القيام بعمل جيد في الوعظ بالإنجيل. سرعان ما قَبِل أكثر من 400 شخص عمل الله الجديد. شعرت في ذلك الوقت أن الإخوة والأخوات كانوا يستقبلونني بحماس ويقدرونني، مهما كان المكان الذي ذهبت إليه. كنت أعيش مرة أخرى في هذا الاستمتاع الذي جلبه المنصب الذي شغلته، وزاد حماسي لنشر الإنجيل.

في أغسطس عام 2000، سافرت خارج المدينة مع الأخ ليو لنشر الإنجيل. لقد كان الأخ ليو مؤمنًا بالله القدير لفترة أطول مني، وكان يشارك بوضوح عن الحق. كنت سعيدًا أيضًا، مفكرًا في مدى روعة أنني استطعت الاعتماد على نقاط قوته للتعويض عن أوجه قصوري. ذات مرة، ذهبت معه للوعظ بالإنجيل لمجموعة من الناس ينتمون إلى طائفة دينية. لقد طرحوا بعض المفاهيم الدينية، وأردت أن أمنحهم شركة. ولكن بسبب نقص فهمي للحق، لم أتمكن من المساعدة رغم حرصي على ذلك. في النهاية، كان الأخ ليو يشارك معهم بهدوء لدحض مفاهيمهم، ويتحدث بشكل واقعي ومعقول. هؤلاء الأشخاص الذين كنا نشارك معهم، لم يقبلوا ذلك في البداية، ولكن عندما استمعوا، بدأوا يتأكدون من أن ما قاله الأخ ليو كان صحيحًا، حتى أومأوا أخيرًا بالموافقة. عندما رأيت هذا المشهد يحدث، شعرت بالغيرة والإعجاب على حد سواء من الأخ ليو. وفكرت: "شركات الأخ ليو واضحة للغاية. إذا استمر هذا، فسيكون دوري الوحيد هو جعله يبدو جيدًا، وسيقول الآخرون إنه أفضل مني. هذا لن يفيد! يجب أن أُعد نفسي للحق وأحاول التفوق على الأخ ليو". بعد أن عدت إلى المنزل، بدأت أقرأ كلام الله من الفجر حتى الغسق، مسلحًا نفسي بحقائق نشر الإنجيل. حتى أثناء وجبات الطعام، كنت أفكر في كيفية تقديم الأخ ليو الشركة، حتى أتمكَّن من معرفة كيفية الشركة بأهداف الإنجيل في المرة التالية، حتى أبدو جيدًا على الأقل مثل الأخ ليو.

لكن لدهشتي، في المرة التالية ذهبنا لنعظ بالإنجيل لهؤلاء الناس، فتوصلوا إلى بعض الأسئلة الجديدة، ومرة أخرى لم أتمكَّن من تقديم شركة واضحة. رؤيتهم لا يفهمون حقًا ما كنت أقوله، جعلني أشعر بالحرج الشديد. في تلك اللحظة، تولى الأخ ليو زمام الأمور سريعًا. كانوا يستمعون إليه بانتباه، ويومئون برأسهم بين الحين والآخر، وفي النهاية فهموا كل شيء جيدًا. ومع ذلك، فلم أنجح إلا في إحراج نفسي، وودت لو تنشق الأرض وتبتلعني بالكامل. وفكرت: "جئت مع الأخ ليو، لكنني لم أستطع الشركة بوضوح، ولم يكن لدي أي فائدة على الإطلاق. ما زالوا بحاجة إليه للتدخل والمساعدة في معالجة قضاياهم. يا لها من مهانة!" لاستعادة بعض الكرامة، أتذكر استغلال توقف في شركة الأخ ليو، لقول بضع كلمات. بعد يوم واحد، قبلوا جميعًا الإنجيل. جعلني هذا سعيدًا حقًا، لكن في الداخل شعرت بالقليل من الانهيار. شعرت أن قبولهم للإنجيل لم يكن بسببي، ولم أقم بعرض مهاراتي جيدًا. بعد أن تناولنا وجبة معًا، طلب منا هؤلاء العابرون الجدد التحدث عن اختباراتنا. فكرت: "عادة ما يبرُز الأخ ليو، لكن هذه المرة يجب أن أغتنم الفرصة للحديث عن اختباراتي الخاصة، حتى لا يظنون أنني شخص بلا قيمة". لذلك بدأت أتحدث مرارًا عن العمل الذي قمت به، والمعاناة التي تحملتها، وكيف أعدت أكثر من عشرة آلاف شخص إلى الله. لقد تباهيت حقًا بنفسي. بعض هؤلاء الإخوة والأخوات اندهشوا ونظروا إليَّ بإعجاب، بينما استمع آخرون باهتمام. كنت سعيدًا. اعتدلت في جلستي وتحدثت بثقة.

عندما وصلت إلى المنزل في ذلك اليوم، فكرت: "أفتقر إلى الكثير من الحقائق عندما يتعلق الأمر بنشر الإنجيل. هل يجب أن أسعى مع الأخ ليو في هذا؟" لكن بعد ذلك فكرت: "إذا سعيت لهذا الأمر مع الأخ ليو، ألا يُظهر ذلك أنه أفضل مني؟ انس الأمر، سأستمر في تسليح نفسي بالحقائق في الخفاء. لن أسأله". في وقت لاحق، عندما ذهب كلانا للوعظ بالإنجيل مرة أخرى، استقبل الأخوة والأخوات الأخ ليو بحرارة. فتجمعوا حوله وسألوه عن هذا وذاك. أزعجني هذا حقًا، وأصابني اليأس وانتحيت جانبًا أفكر: "ما الفائدة من وجودي هنا، بينما يقدِّم الأخ ليو هذه الشركة الجيدة؟ ألست مجرد احتياطيٍّ في عيون الآخرين؟ إنه الشخص الذي يبرز دائمًا، وإذا استمر ذلك، فلن يتطلَّع إليَّ أحد على الإطلاق". خطرت لي فجأة فكرة متمردة، أنني لا أرغب حقًا في القيام بواجبي مع الأخ ليو بعد الآن. بعد أن واتتني هذه الفكرة، فأينما كنت أنا والأخ ليو على وشك أن نعظ بالإنجيل، بدأت في اختلاق أعذار، وأقول إنني لست على ما يرام وأريد التخلف. أحيانًا، حتى عندما كنت أذهب معه، لم أقدم شركة، وفقط إذا سألني أحدهم سؤالًا، كنت أشارك ببعض الكلمات على مضض. لم أكن أعمل معه في الأساس. انتهى بنا المطاف بالعمل معًا لأكثر من شهرين، وكنت أتنافس باستمرار من أجل الشهرة وأكافح من أجل مصالحي الشخصية. صارت حالتي أكثر ظلمة وأكثر سوءًا، ومع ذلك، لم أفكر في التوبة قَط. في هذا الوقت وبخني الله وأدبني.

قيل لي ذات يوم، أن أذهب إلى شمال شرق الصين لنشر الإنجيل هناك. عندما سمعت هذا، شعرت بسعادة غامرة، مفكرًا: "أخيرًا، لست بحاجة للعمل مع الأخ ليو بعد الآن. حان وقت تألقي، وعندما أحوِّل الناس عن طريق وعظهم بالإنجيل، فسيحسب كل هذا لي وحدي. من المؤكد أن الإخوة والأخوات سيتطلعون إليَّ". ما لم أكن أعرفه هو أنني، في طريقي إلى هناك، رأت الشرطة أن بطاقة هويتي ليست بحوزتي، فاعتقلتني، معتقدة أنني قاتل هارب من نوع ما. ولم يستمعوا إليَّ فحسب، مهما كانت الطريقة التي حاولت أن أشرح بها، وعذبوني لثلاثة أيام وليالٍ. لم يُسمح لي فيها بتناول أي شي، أو النوم، أو حتى شرب القليل من الماء. ضربوني حتى نزفت من فمي وأنفي وانتفخت عيناي، لدرجة أنني لم أتمكن من فتحهما. لقد ضُربت مثل قطعة عجين. أتذكر أنني فقدت الوعي عدة مرات. وتخيلت الموت كراحةٍ مُبارَكة. شعرت بهذا الضيق في قلبي، وكرهت هؤلاء الشياطين لكونهم أشرار جدًا. لم يُجروا تحقيقًا شاملًا ولم يكن لديهم أي دليل على الإطلاق، ومع ذلك استجوبت بوحشية. في ذلك الوقت، ظللت أصلي إلى الله، أطلب منه أن يحميني ويرشدني. أدركت أن الله سمح لي بكل هذا، وأنه كان عليَّ أن أسعى للحق، وأتعلَّم مما كان يحدث. ثم بدأت أفكر في نفسي: "لماذا يحدث هذا لي؟" عندها فقط، خطر ببالي مقطع من كلمات الله: "كلما سعيت بهذه الطريقة، بالشّح جنيت. وكلما عظمت رغبة الشخص في الوصول لأعلى مكانة، كان التعامل معه أكثر جديّة ووجبَ خضوعه لمزيد من التنقية. ذلك النوع من الأشخاص لا قيمة له كثيرًا! يجب التعامل معهم ودينونتهم بطريقة مناسبة ليتخلّوا عن رغبتهم تمامًا. إنْ استمرّيتم بالسّعي هكذا حتى النهاية فلن تجنوا شيئًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟). عندما كنت أفكر في كلام الله، أدركت رغبتي الكبيرة في المكانة. فكرت في الوقت الذي قضيته في الوعظ بالإنجيل مع الأخ ليو. عندما رأيته يقدم شركة جيدة، والجميع يتطلعون إليه بإعجاب، شعرت بالغيرة وأردت التنافس معه لمعرفة مَن هو الأفضل. لقد تحدَّثت عن اختباراتي الخاصة أمام الوافدين الجدد لتمجيد نفسي والتباهي، حتى ينظروا إليَّ ويبجلونني. عندما لم أنل أي إعجاب من الإخوة والأخوات، أصبحت سلبيًا ومقاوِمًا، ولم أعد أرغب في العمل مع الأخ ليو، وكنت أؤدي واجبي شكليًا فحسب. رأيت أنني لم أؤدِ واجبي في الشهادة لله، ولكنني استخدمته لأنال الشهرة والمكانة في المقابل. كنت حقيرًا جدًا! لم أفعل شيئًا سوى السعي وراء الشهرة ومصالحي الشخصية، ولم تخطر ببالي التوبة أبدًا، رغم أنني سقطت بعمق في الظلمة. كنت شديد التمرُّد! كلما فكرت في الأمر، زادت كراهيتي لنفسي. لذا صلَّيت إلى الله. قلت: "إلهي الحبيب، اعتدت دائمًا السعي لمكانتي في واجبي، والتنافس على الشهرة والربح. وهو ما لابد أن تكرهه! أنت الآن توبخني وتؤدبني، وأريد أن أتفكَّر في نفسي بجدية، وأطيع ترتيباتك وتنظيماتك. إذا نجوت من هذا، أود التخلي عن مكانتي والسعي للحق بجدية". لدهشتي، عندما خضعت وتعلَّمت بعض الدروس، أراني الله رحمته. تمكنت الشرطة من العثور على هويتي في نظامها، وبعد أن أدركت أنني لست قاتلًا، سمحت لي بالرحيل.

عندما عدت إلى المنزل، ذهبت إلى المستشفى لإجراء فحص طبي. كُسرت ساقي اليمنى وأحد أضلعي. خلال الأشهر القليلة التالية، أكلت وشربت كلام الله، وتفكرت في نفسي وأنا أتعافى في المنزل. ذات يوم، قرأت مقطعين من كلمات الله. يقول الله القدير، "لديكم في سعيكم الكثير من المفاهيم الفردية والآمال والخطط المستقبلية. أما العمل الحالي فهو من أجل التعامل مع رغبتكم في المكانة المرموقة وكذلك رغباتكم الجامحة. كلُّ المفاهيم والآمال والرغبة في المكانة الرفيعة هي صورٌ معروفة لشخصية الشيطان. وسببُ وجود هذه الأشياء في قلوب الناس هو تمامًا لأن سم الشيطان ينخر أفكارهم دائمًا وهم دائمًا عاجزون عن التخلص من إغراءاته. يعيش الناس وسط الخطية ولا يعتقدون أنها كذلك، ولا يزالون يعتقدون قائلين: "إننا نؤمن بالله، فعليه أن يغدق علينا البركات وأن يرتّب أمورنا بما يليق. نحن نؤمن بالله، ولذلك يجب أن نكون أسمى مقامًا من الآخرين، ويجب أن يكون لنا منصب ومستقبل أفضل من أي شخص آخر. ولأننا نؤمن بالله عليه أن يهبنا بركات غير محدودة، وإلا فلا يمكننا أن ندعو هذا الأمر إيمانًا بالله". لسنوات عديدة، كانت أفكار الناس التي اعتمدوا عليها لبقائهم على قيد الحياة تتلف قلوبهم لدرجة أنهم أصبحوا خونة وجبناء ووضعاء. لا يفتقرون لقوة الإرادة والعزم فحسب، إنما أصبحوا أيضًا جشعين ومتغطرسين وعنيدين. هم يفتقرون تمامًا لأي عزمٍ يتجاوز الذات، بل وليست لديهم أيَّ شجاعة للتخلّص من قيود هذه التأثيرات المظلمة. أفكار الناس وحياتهم فاسدة، ووجهات نظرهم فيما يخصّ الإيمان بالله لا تزال قبيحة بقدر لا يطاق، وحتى عندما يتحدثون عن وجهات نظرهم فيما يخص الإيمان بالله لا يمكن بكل بساطة احتمال الاستماع إليها . الناس جميعًا جبناء وغير أكْفَاء ووضعاء وكذلك ضعفاء. لا يشعرون بالاشمئزاز من قوى الظلام، ولا يشعرون بالحب للنور والحق؛ إنما بدلاً من ذلك يبذلون قصارى جهدهم للابتعاد عنهما. أليست أفكاركم الحالية ووجهات نظركم على هذا المنوال؟ ولسان حالكم يقول: "بما أنني مؤمنةٌ بالله فعلى الله أن يُغدِقَ عَليَّ البركات وأن يَضمَنَ ألا تنحدر مكانتي وأن تبقى أسمى من مكانة غير المؤمنين". لم تحتفظوا بمنظورٍ كهذا لسنة أو سنتين، إنما آمنتم به لسنين عديدة. إن طريقة تفكيركم في التعامل متطورة للغاية. ومع أنكم قد وصلتم إلى هذه المرحلة اليوم فإنكم لم تتركوا بعدُ أمرَ المكانة، إنما تكافحون باستمرار للاستفسار عنها، وترصُّدها بصورة يومية، مسكونين بخوفٍ عميقٍ من أنكم ستخسرون مكانتكم يومًا ما وسيُبادُ اسمُكم. لم يتخلَّ الناس أبدًا عن رغبتهم في حياة أسهل... من الصعب عليكم أن تضعوا تطلعاتكم وغاياتكم جانبًا". أنتم الآن أتباع، وتتحلّون ببعض الفهم لهذه المرحلة من العمل. ولكنكم لم تتخلوا بعد عن رغبتكم في المكانة. تسعون جيدًا إذا كانت مكانتكم رفيعة، ولكن إن كانت وضيعة، فلا تسعون أبدًا. تفتكرون دائمًا في بركات اعتلاء المكانة الرفيعة. لماذا لا يستطيع أغلبية الناس الخروج من الشعور بالسلبية؟ أليست تطلعاتكم المظلمة هي السبب في ذلك؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟).

"يعيش الإنسان في الجسد، مما يعني أنه يعيش في جحيم بشري، وبدون دينونة الله وتوبيخه، فإن الإنسان دنس كما الشيطان. كيف يمكن أن يكون الإنسان مقدسًا؟ لقد آمن بطرس أن توبيخ الله ودينونته هما أفضل حماية للإنسان، وإنهما أعظم نعمة. لا يمكن للإنسان أن يستيقظ، ويكره الجسد، ويكره الشيطان إلا من خلال توبيخ الله ودينونته. إن نظام الله الصارم يُحرر الإنسان من تأثير الشيطان، ويحرره من عالمه الصغير، ويسمح له بالعيش في نور محضر الله. لا يوجد خلاص أفضل من التوبيخ والدينونة! "(من "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). بكيت كثيرًا وأنا أقرأ هذين المقطعين. أدركت أخيرًا أن الله يدين ويوبخ ليس لأنه يكره الإنسان، ولكن لأنه يريد أن يخلِّصه. أراد أن يصحِّح وجهة نظري الخاطئة في السعي وراء الشهرة والمكانة. منذ أن كنت صغيرًا، كنت أعيش وسط السموم الشيطانية "يميِّز المرء نفسه ويجلب الشرف لأجداده"، و"الإنسان يُكافح للصعود؛ والماء يتدفَّق للنزول". أردت أن أتفوَّق على الباقين في كل فرصة أتيحت لي، حتى إنني حلمت بذلك. بعد أن بدأت أؤمن بالرب، قدَّمت تضحيات وبذلت نفسي لمجرد الحصول على مكانة عالية، حتى يتطلع إليَّ الإخوة والأخوات ويعبدونني. حتى إنني أردت أن أحكم كملك إلى جانب المسيح. لم يكن هناك حد لطموحاتي! عندما سمعت إنجيل الله القدير، علمت حينها أن الرب قد جاء، ولكن لأنني لم أستطع التخلي عن منصبي كقائد، لم أرغب في قبول ذلك، وكدت أن أصبح عبدًا شريرًا يمنع المؤمنين من دخول ملكوت الله. على مدار العامين الماضيين، منذ أن قبلت عمل الله القدير، ظهرت من الخارج وكأنني تخليت عن منصبي القيادي، لكن قلبي كان لا يزال تحت سيطرة الشهرة والمكانة. عندما أُعجب بي الإخوة والأخوات وبجَّلوني، شعرت بالسعادة والنشاط في واجبي. لكن عندما كانوا غير مبالين لي، شعرتُ بالاكتئاب والانزعاج، ولم أعد أرغب القيام بواجبي. رأيت أنني لا أقوم بواجبي من أجل السعي للحق، أو لتغيير شخصيتي، أو ليُثني عليَّ الله، بل لأكون فوق البقية، حتى يتطلع الآخرون إليَّ ويلبُّون طموحاتي ورغباتي. ألم أستغل الله بوقاحة وأحاول غشه؟ كنت أتحدى الله! كنت أعيش بهذه السموم الشيطانية، تزداد غطرستي أكثر فأكثر، دون ذرة من الإنسانية أو العقل. لولا دينونة كلام الله وإعلاناته وتوبيخه وتأديبه، لم أكن لأدرك أبدًا مدى عمق إفساد الشيطان لي، أو مدى تعاظم رغبتي في الحصول على مكانة. لم أكن لأرغب إلا بركات المكانة أكثر فأكثر وأصبح أكثر فسادًا، حتى أخيرًا لعنني الله وعاقبني. وانتهيت أخيرًا لتقدير أن كل ما يفعله الله سواء كان دينونة أو توبيخًا أو تأديبًا، هو خلاص ومحبة للبشرية.

ثم قرأت هذا في كلمات الله: "رؤية الله هي طلب استعادة الإنسان لمهمته ومكانته الأصليتين. الإنسان خليقة الله، لذلك يجب ألا يتجاوز الإنسان حدوده بأن يطلب أي طلبات من الله، وعليه ألا يفعل شيئًا أكثر من أن يقوم بواجبه كخليقة الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "وهكذا، ينبغي على الإنسان أيضًا – بوصفه خليقة الله – أن يقوم بواجب الإنسان. إن الإنسان، وبغض النظر عن كونه سيد كل الأشياء أو المطلع عليها، ومهما علت مكانته بين الأشياء كافة، يظل مجرد كائن بشري صغير خاضع لسيادة الله، وليس إلا كائناً بشرياً ضئيلاً، مجرد مخلوق من مخلوقات الله، ولن يعلو مطلقًا فوق الله. على الإنسان – كأحد مخلوقات الله – أن ينشد القيام بواجبه كخليقة الله، وأن يسعى نحو محبة الله دون أن يتخذ أي خيارات أخرى، فالله يستحق محبة الإنسان. ينبغي على الساعين نحو محبة الله ألا ينشدوا أي منافع شخصية أو أي منافع يشتاقون إليها بصفة شخصية؛ فهذا أصح وسائل السعي. إذا كان ما تنشده هو الحق، وما تمارسه هو الحق، وما تحرزه هو تغيير في شخصيتك، فإن الطريق الذي تسلكه هو الطريق الصحيح. أما إذا كان ما تنشده هو بركات الجسد، وما تمارسه هو الحق وفقًا لتصوراتك، وإن لم يطرأ أي تغيير على شخصيتك، وكنتَ غير مطيعٍ لله في الجسد مطلقًا، وكنت لا تزال تعيش في حالة من الغموض، فإن ما تنشده سوف يأخذك لا محال إلى الجحيم، لأن الطريق الذي تسلكه هو طريق الفشل. ما إذا كنتَ ستُكمَّل أم ستهلك، فإن الأمر يتوقَّف على سعيك، وهذا أيضًا يعني أن النجاح أو الفشل يتوقف على الطريق الذي يسلكه الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). بعد قراءة كلمات الله، فهمت أنني مخلوق يجب أن آخذ مكاني المناسب، وأسعى إلى محبة الله وطاعته، وأتخلَّص من شخصيتي الفاسدة، وأقوم بواجبي جيدًا بصفتي مخلوقًا. هذا هو السعي الصحيح الوحيد. أدركت أيضًا أن ما إذا كان لشخص ما مكانة أم لا، فهذا لا علاقة له بما إذا كان قادرًا على تحقيق الخلاص والكمال أم لا. مهما كان الواجب الذي يقوم به الإنسان، فإن ما ينظر إليه الله هو صدقه وطاعته، ومعرفة ما إذا كان يسعى للحق وما إذا كانت شخصيته الحياتية قد تغيرت. عندما أدركت ذلك، صلَّيت إلى الله: "مهما كان الواجب الذي أقوم به في المستقبل، سواء أكان لي أي مكانة أم لا، أرغب في السعي للحق بجدية، والقيام بواجبي جيدًا بصفتي مخلوقًا". بعد أكثر من شهرين بدأت إصاباتي تتحسن وتمكنت من الخروج للوعظ بالإنجيل مرة أخرى. ما تغيَّر هو أنني لم أعد أشعر وكأنني بلا مكانة، وعندما أعمل مع الآخرين، لم أعد أتنافس لأكون الأفضل. شعرت أن مجرَّد القيام بواجبي أظهر أن الله نشأني.

مرَّت السنوات، وظننت أنني خالٍ من قيود وأغلال المكانة. ولكن عندما رتَّب الله لي وضعًا جديدًا، عادت رغبتي في المكانة لتطل بوجهها القبيح مجددًا. كان ذلك في شتاء عام 2012. كانت الشرطة تعتقل المسيحيين بشكل محموم، وكان ذلك وقتًا سيئًا للغاية. ذات يوم، عقد القادة والشمامسة اجتماعًا في قريتنا. رأى أحد القادة أن لديَّ بعض وقت الفراغ، لذلك طلب مني أن أقف على زاوية الشارع وأقوم بدور المُراقِب. شعرت بعدم الرضا عن هذا، ولكن لاعتبار سلامة الإخوة والأخوات وافقت. بعد أن غادر القائد، قلت لنفسي: "لقد كنت قائدًا لسنوات، وكنت دائمًا ما أعظ بالإنجيل. من الأفضل أن تجد اثنين من المؤمنين العاديين، للقيام بهذه المهمة المهينة المتمثلة في كونك مراقِبًا. لماذا عليَّ أن أفعل ذلك؟ أنتم جميعًا تعقدون اجتماعًا بينما أكون بالخارج في البرد، محاطًا بالخطر. أليس هذا لأنني بلا مكانة؟ إذا كنت قائدًا، فلن أكون في مهمة حراسة كهذه". أدركت فجأة أن رغبتي في المكانة تعود إلى حِيلها القديمة مجددًا، فأسرعت إلى الله بالصلاة قائلًا: "إلهي الحبيب، عليَّ الآن أن أقوم بهذا الواجب المُهين، وقد عادت رغبتي في المكانة تطل برأسها مجددًا. لا أريد أن أكون مقيدًا من جديد، يا رب. من فضلك أرشدني حتى أتمكَّن من التخلص من قيود المكانة". ثم قرأت هذا في كلمات الله: "بعض الناس يؤلِّهون بولس على وجه الخصوص. إنهم يحبّون الخروج وإلقاء الخُطَب والقيام بالعمل، ويُحبّون حضور الاجتماعات والوعظ؛ ويُحبّون أن يستمع الناس إليهم، وأن يتعبّدوا لهم ويحيطوا بهم. إنَّهم يُحِبّون أن يحتلّوا مكانة في أذهان الآخرين، ويستحسنون تفخيم الآخرين للصورة التي يمثلونها. فلنحلل طبيعتهم من خلال هذه التصرفات: ما هي طبيعتهم؟ إذا تصرَّفوا حقًا على هذا النحو، فهذا يكفي لإظهار أنهم متكبّرون ومغرورون. إنهم لا يعبدون الله على الإطلاق؛ بل يسعون للحصول على مكانة أعلى، ويرغبون في أن يتسلَّطوا على الآخرين، وأن يمتلكونهم، وأن يحتلّوا مكانة في أذهانهم. هذه صورة كلاسيكية للشيطان. مظاهرطبيعتهم هي التكبر والغرور وعدم الرغبة في عبادة الله والرغبة في عبادة الآخرين لهم. يمكن لهذه السلوكيات أن تعطيك صورة واضحة للغاية عن طبيعتهم" (من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد قراءة كلمات الله، أدركت أنني كنت دائمًا أسعى وراء المناصب العليا، وأريد دائمًا أن يتطلع الآخرون إليّ ويبجلونني. أردت موضعًا في قلوب الآخرين، وهذا يعني في جوهره أنني أردت أن أشغل قلوب الآخرين. كنت أتنافس مع الله من أجل الناس! كانت طبيعتي متغطرسة للغاية! فكرت كيف كان بولس دائمًا ما يمجِّد نفسه ويشهد لنفسه، دافعًا الآخرين للإعجاب به وتبجيله، ولهذا قال: "لِأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 1:21). جعل هذا معظم الناس يعجبون به ويبجلونه، لدرجة أن مكانته في قلوب الناس فاقت مكانة الرب يسوع. ألم يكن ما كنت أفكر فيه وأسعى له في ذلك الوقت يجعلني مثل بولس؟ كنت بالفعل على طريق أضداد المسيح في مقاوَمة الله. لقد اشمئز الله والناس مني حقًا، وكنت أستحق العقوبة. يعبِّر الله عن الحق في الأيام الأخيرة، ليطهِّر الناس ويخلِّصهم، ومع ذلك، بعد كل تلك السنوات من الإيمان، لم أبذل أي جهد سعيًا وراء الحق، ولم أفكر في السعي لتغيير نفسي إلى شخص يطيع الله ويعبده. بدلًا من ذلك، استخدمت كل أفكاري وطاقتي في السعي للمكانة. إذا واصلت هذا الطريق، فسيلعنني الله ويعاقبني. لقد كنت أحمق!

ثم قرأت في كلمات الله: "فيما إذا كانوا أولاد داود أم أحفاد موآب، باختصار، الناس كائنات مخلوقة تفتقد لما تتباهى به. ولأنكم مخلوقات الله عليكم تأدية واجب المخلوق، ولا توجد متطلبات أخرى منكم. وسوف تصلّون قائلين: "يا الله! سواء أكانت لي مكانة أم لا، أنا الآن أفهم نفسي. إذا كانت مكانتي رفيعة فهذا بسبب تزكيتك، وإذا كانت وضيعة فهذا بسبب ترتيبك. فالكلّ في يديك. لا أملك خياراتٍ وليست لدي شكاوى. أنت أمرت بأن أُولدَ في هذا البلد وبين هؤلاء الناس، وكل ما عليَّ فعله هو أن أكون فقط مطيعةً تحت سلطانك بالتمام لأنْ لا شيء يخرج عن أمرك. لا أهتمّ بالمكانة، فأنا لست سوى مخلوق. إذا ما طرحتني في الهاوية السحيقة وبحيرة النار والكبريت، فأنا لست سوى مخلوق. أنا مخلوقٌ إذا ما استخدمتني، ومخلوقٌ إذا ما كمّلتني. وإذا لم تكمّلني سأبقى أحبك لأني لست إلا مخلوقًا. لست إلا مخلوقًا صغيرًا، أحد البشر المخلوقين الذين خلقهم رب الخليقة. أنت من خلقتني، وقد وضعتني مرّة أخرى في يديك لأكون تحت رحمتك. أنا مستعدةٌ أن أكون لك أداتك وشخصية الضد لك، فكل شيء محكومٌ بأمرك ولا أحد يستطيع تغييرَهُ. كل الأشياء والأحداث هي في يديك". عندما يحين ذلك الوقت، لن تهتمّي بأمر المكانة إنما ستنفضينها عنك. عندها فقط ستكون لديك القدرة على السعي بثقة وجرأة، وعندها فقط سيكون قلبك حرًا من أي قيد" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟). بعد قراءة كلام الله، فهمت أن إذا كان شخص ما يتمتع بمكانة عالية، فإن الله قد رفعه، وإذا كان شخص ما ذو مكانة متدنية، فهذا ما قدَّره الله مسبقًا. ومع ذلك فهو يعامل الناس بغض النظر عن المكان الذي يضعهم فيه، يجب أن نخضع دائمًا ونقوم بواجبنا جيدًا ولا نتذمَّر. هذا هو الشيء المعقول الذي يجب القيام به، وهذا ما يفعله الكائن المخلوق. عندما فهمت هذا، أصبحت على استعداد للخضوع للحق وممارسته، ومنذ ذلك الحين، كَّرست نفسي لأكون المُراقِب. كنت أتأكد من أنني متيقظ للحراسة حتى يتمكن القادة والشمامسة من عقد اجتماعهم في سلام. طلب مني القائد أن أقف لحراسة الاجتماعات عدة مرات بعد ذلك، لكنني لم أعد أفكر فيما إذا كان الأمر مكانته سامية أم متدنية؛ فقد شعرت بالتحرُّر والسلام فحسب.

خلال تلك السنوات، رتَّب الله المواقف مرارًا لكشفي، واستخدم كلماته ليدينني ويوبّخني، حتى أتمكن حقًا من رؤية مدى عمق إفساد الشيطان لي، ومدى رغبتي في الحصول على مكانة. أدركت أيضًا بوضوح أن المكانة هي شيء يستخدمه الشيطان لإبقاء الناس مقيَّدين: كلما سعيتَ وراء المكانة، زاد أذى الشيطان وتلاعبه بك، وعصيتَ الله وقاومته. لقد فهمت أيضًا ما يجب على الناس السعي لهم في إيمانهم بالله من أجل الخلاص. بعد هذه الرغبة القوية في المكانة ومثل هذه الطموحات الكبيرة، التي تمكَّنت من تغييرها كما فعلت الآن، لأطيع تنظيمات الله وترتيباته، وأقوم بواجبي بطاعة، كل ذلك يعود إلى دينونة الله وتوبيخه. لقد بذل الله مثل هذه الجهود المضنية نيابة عني، وأشكر الله القدير من أعماق قلبي على خلاصي!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تأملات في طلب الاسم والربح

في مايو 2021، توليت واجبات منصب قائدة فريق السقاية. وكنت مسؤولة عن سقاية مجموعتين من الإخوة والأخوات، وسرعان ما رتبت لي القائدة لسقاية...

شريكة لا خَصْم

لم يَمْض وقت طويل، بعد أن قَبِلْتُ عمل الله في الأيام الأخيرة، وبدأت في ممارسة سِقاية الوافدين الجُدُد. وحققتُ بعض النتائج في واجبي، لأنني...

العيش أمام الله

يقول الله القدير، "للدخول إلى الحقيقة، يجب على المرء توجيه كل شيء نحو الحياة الحقيقية. إذا لم يستطع الناس في إيمانهم بالله أن يعرفوا أنفسهم...