تأملات حول اشتهاء المكانة

2023 يونيو 9

كان هذا في 2019، عندما اُخترت قائدًا للكنيسة. في ذلك الوقت، كنت أساسًا أشرف على إنتاج الفيديو. وتعلمت من قائدَيْ فريق، وأتقنت بالتدريج بعض مبادئ الإنتاج واكتسبت منظوري الخاص. وخلال المناقشات، كانت بعض النقاط التي أطرحها تحظى بموافقة الجميع. وعندما تحسنت المقاطع التي ننتجها شيئًا فشيئًا، أتى الإخوة والأخوات من الكنائس الأخرى ليتعلموا منا. أحسستُ بشعور عظيم من الإنجاز، وقلت لنفسي: "إنني لا أستطيع التعامل مع عمل الكنيسة فحسب، بل أستطيع أيضًا تحديد المشكلات في إنتاج الفيديو. وإن كان هناك شيء يحير الناس في الكنيسة، فإنهم غالبًا ما ينشدون نصيحتي. عمومًا، أعتقد أنني قائد مؤهل".

لاحقًا، لم يستطع الأخ الذي شاركته تولي العمل وكُلف بواجب آخر، وأصبحت الأخت ليزا شريكتي الجديدة. بدأت أجري حساباتي: قدمت ليزا شركة هادفة أفضل مني، لكنني توليت مسؤولية عمل الفيديو لمدة أطول وأفوقها خبرة. إنها لم تستطع مضاهاة مهاراتي وكانت متراخية قليلًا في أقوالها وأفعالها. عمومًا، ما زلت أتمتع بالأفضلية، سأقوم أساسًا بإدارة دفة الأمور في عملنا. لكن ازدادت معرفة ليزا تدريجيًّا بعمل الكنيسة، وأصبحت أكثر كفاءة في شركتها وفي حل المشكلات. وبدأ الإخوة والأخوات يلجأون إليها بأسئلتهم، ولم أعد الشخص البارز الوحيد في الكنيسة. وعندما أدركت أن ليزا كانت مجتهدة ومسؤولة في عملها وقدمت شركة أكثر عملية مني حول كلمات الله، بدأت لاشعوريًّا أشعر بالتهديد. وخاصة عندما لاحظت أن قادة الفريق كثيرًا ما وافقوا على أفكارها، واشتدت غيرتي. ولو استمرت الأمور هكذا، لسرقت الأضواء مني عاجلًا أم آجلًا، ولتضاءلت أهميتي أكثر فأكثر. اعتقدت أنه ينبغي ألا يحدث هذا. كان يجب أن أجد طريقة لأتفوق عليها.

بعدئذ، عندما كنا نناقش العمل مع قادة الفريق، كنت أحرص على أن أكون أول مَن يشارك الأفكار. ذات مرة، عندما كنا نناقش مشكلة بمقطع فيديو، قدمت نصيحتي، لكن لم يعتقد الآخرون أنها مشكلة في المبادئ ولذلك رفضوا فكرتي وغيَّروا الموضوع. فشعرت ببعض الإهانة. كان لديَّ فكرة جيدة، فلماذا إذن لم أستطع نقل وجهة نظري؟ لقد أخفقت في أهم لحظة. وأظهرت أنني لم أكن في مستوى ليزا عندما هزمت نفسي. وعندما قدمت ليزا شركتها، شعرت بأني فقدت كرامتي تمامًا، وازدادت غيرتي. وذات مرة، بعد مناقشة، أتاني أحد قادة الفرق وقال لي على انفراد: "يبدو أنك مضطرب قليلًا هذه الأيام. فأنت تسارع لتكون صاحب الكلمة الأولى قبل أن تفهم ما يُناقش، وهذا يعرقل عملية تفكيرنا. وعندئذ نضطر لشرح كل شيء لك مرة أخرى، وهذا يؤخر تقدم عملنا. يجب أن تتأمل هذا". شعرت بإحباط شديد عندما سمعت هذا. في الماضي، كانت أغلب أفكاري تحظى بموافقة قادة الفريق خلال المناقشات. لكن منذ أن وصلت ليزا، تضاءلت مكانتي تدريجيًّا بين الآخرين، ولم يعد أحد يهتم بما لديَّ لأقوله وأصبحت أعرقل عمل الكنيسة أيضًا. كيف أستطيع أن أظهر في أي مكان؟ ولم أتجنب التأمل فحسب، بل ألقيت باللوم كله على ليزا. لعدة أيام، ساءني الأمر وتعاظم شعوري بالإحباط، وقلَّت كفاءتي في العمل شيئًا فشيئًا. ذات مرة، أتى قائد أعلى ليخبرني بأن جزءًا من العمل الذي اعتدت الإشراف عليه ستُكلف به ليزا. لم يسعدني هذا، لكني لم أقل شيئًا. قلت لنفسي: "بعد هذا التكليف، من الواضح أن ليزا ستشرف على معظم عمل الكنيسة وسأصبح مساعدًا. هل سيعتقد الآخرون أن إعادة التكليف بسبب أنني لم أستطع توليه؟ كنت أترأس العمل وأمثل جزءًا من جميع عمل الكنيسة، لكن الآن سرقت ليزا جميع الأضواء مني. طالما أنها هنا، سأستمر في التعرض للتهميش". كلما فكرت في الأمر، شعرت بمزيد من الأسى، وتركت المكتب وأنا أشعر بالحزن. بعد العودة للمسكن، استلقيت على فراشي ولم أستطع قبول هذا الواقع الجديد. لم تكن مقدرة ليزا وكفاءتها على العمل أفضل مني. كما أنني أشرفت على عمل الفيديو لوقت طويل وامتلكت خبرة كبيرة، إذن لماذا كانت تتفوق عليَّ؟ لا يمكن أن أُقمع هكذا. يجب أن أستعيد سمعتي ومكانتي بالقوة مهما كلفني الأمر. ومنذئذ فصاعدًا، بدأت أنتظر أن تفسد ليزا الأمور لكي أستطيع المعافرة لاسترداد مكانتي. ذات مرة، لم تتصل بي ليزا عندما ذهبت لمناقشة العمل مع قادة الفريق، وبدأ العمل دون علمي. فانتهزت الفرصة لأشن هجومًا عدوانيًّا سلبيًّا على أفعالها التعسفية، وأنفس عن كل إحباطي المكبوت. قلت إنني كنت مجرد شخصية شكلية ولم يعد لي رأي في عمل قادة الفريق. وبينما كنت أتحدث، احمر وجه ليزا بوضوح. ورغم استغلالي هذه الفرصة للتنفيس عن إحباطاتي، ظللت أشعر بالحزن والاكتئاب الشديد بداخلي. وعندئذ تقريبًا أطلق قائدنا مشروعًا، لكن لأسباب عديدة، أحرز المشروع تقدمًا ضئيلًا. في الواقع، كان لديَّ الكثير من الوقت لأساعد في المشروع، لكنني قلت لنفسي: "ليزا هي المشرفة الرئيسية لهذا المشروع، ولذا فحتى لو أنجز بشكل جيد، لن أحظى بأي تقدير عنه. أستطيع ترك ليزا تقوم به. وربما يكون من الأفضل أن تفشل – وهكذا ستفقد احترام الناس لها". خلال ذلك الوقت كنت أنافس باستمرار من أجل السمعة والربح الشخصي. لم أتحمل أي عبء في عمل الكنيسة وأصبحت أتصرف بلا مبالاة فحسب. ولم أستطع حل المشكلات في العمل أيضًا، وازداد ظهور المشكلات في عملي. عندما واجهت هذا، لم أتأمل نفسي وثارت ثائرتي فحسب. وغالبًا ما كنت أركز على أخطاء الآخرين وأنفجر غضبًا في وجوههم، معطلًا العمل. عندما اكتشفت القائدة الأعلى الأمر، أقامت شركة معي وكشفت مشكلتي. لكن داخليًّا، اعترضت: "أنا لست المسؤول عن فشل العمل في تحقيق النتائج المرجوة. فلماذا أُلام؟". لم أمتلك أي وعي بنفسي في ذلك الوقت، وألقيت بكل اللوم على ليزا. ولمت أيضًا قادة الفريق لعدم تصرفهم حسب المبادئ. وبعد أن فشلت في قبول الشركات المتكررة للقائدة ولم أقم بعمل عملي، فأعفتني. بعد الإعفاء، شعرتُ بداخلي بالفراغ والألم والكآبة. لذا صليت لله، طالبًا منه أن يرشدني لأتعلم من هذا الوضع.

لاحقًا، قرأت مقطعين من كلمات الله منحاني بعض المعرفة الذاتية. يقول الله القدير، "وماذا تقول علامة أضداد المسيح في أي جماعة؟ إنها تقول: "يجب أن أتنافس! أتنافس! أتنافس!". في الواقع، لا يرغب أمثال هؤلاء الناس بالضرورة في ربح المكانة الأعلى أو أن يملكوا درجة كبيرة من السيطرة على الناس، كل ما هنالك أن في داخلهم توجد شخصية معينة وعقلية معينة تأمرهم بفعل ذلك. ما هذه العقلية؟ إنها عقلية "يجب أن أتنافس! أتنافس! أتنافس!"، فلماذا ترد كلمة "أتنافس" ثلاث مرَّات وليست مرَّة واحدة؟ (لأن المنافسة أصبحت حياتهم، وهي ما يعيشون به). هذه هي شخصيتهم. لقد وُلدوا بشخصية متكبرة إلى حد بعيد ويصعب احتوائها. إنهم يرون أنفسهم فوق الجميع، وهم مغرورون للغاية. لا أحد يستطيع تقييد شخصيتهم المتكبرة فوق الوصف؛ وهم أنفسهم لا يستطيعون السيطرة عليها. ولذلك، فإن حياتهم تدور حول القتال والمنافسة. ما الذي يتقاتلون ويتنافسون من أجله؟ إنهم بطبيعة الحال يتنافسون على الهيبة والمكانة والاحترام ومصالحهم الخاصة. ومهما كانت الطُرق التي يتعين عليهم استخدامها، فإنهم يكونون قد حققوا هدفهم طالما أن الجميع يخضع لهم، وطالما حصلوا على المزايا والمكانة لأنفسهم. فرغبتهم في المنافسة ليست تسلية مؤقتة، بل نوعًا من الشخصية ينبع من طبيعة شيطانية. إنه أشبه بشخصية التنين العظيم الأحمر الذي يتقاتل مع السماء والأرض والناس. والآن، عندما يتقاتل أضداد المسيح ويتنافسون مع الآخرين في الكنيسة، ماذا يريدون؟ إنهم يتنافسون بلا شك على الهيبة والمكانة. ولكن إن ربحوا المكانة، فما الفائدة التي تعود عليهم؟ ما الفائدة أن يطيعهم الآخرون ويُعجبون بهم ويبجلونهم؟ لا يستطيع أضداد المسيح أنفسهم حتى تفسير ذلك. إنهم في الواقع يحبون أن يتمتعوا بالهيبة والمكانة، وأن يبتسم الجميع لهم، وأن يلاقوا الترحيب بإطراء وتملق. ولذلك، في كل مرَّة يذهب أحد أضداد المسيح إلى الكنيسة، فإنه يفعل شيئًا واحدًا: يتقاتل ويتنافس مع الآخرين. وحتى إن فاز بالسلطة والمكانة، فإنه لا يكتفي بذلك. إنه يواصل مقاتلة الآخرين والتنافس معهم لحماية مكانته وتأمين سلطته. وسوف يفعل هذا حتى يموت. ولذلك، فإن فلسفة أضداد المسيح هي: "لا تتوقف عن القتال ما دمت على قيد الحياة". إن كان يوجد شخص شرير كهذا داخل الكنيسة، هل سيزعج الإخوة والأخوات؟ مثال ذلك، إن كان الجميع يأكلون كلام الله ويشربونه بهدوء ويقدمون شركة الحق، سوف يكون الجو هادئًا والمزاج لطيفًا. في هذا الوقت، سوف يثور ضد المسيح غضبًا. سوف يشعر بالغيرة من أولئك الذين يقدمون شركة الحق ويكرههم. سوف يبدأ في الهجوم عليهم وإدانتهم. ألن يزعج هذا جو السلام؟ إنه شخص شرير جاء لإزعاج الآخرين وتنفيرهم. ذلك هو حال أضداد المسيح. أحيانًا، لا يسعى أضداد المسيح إلى محو أو هزيمة أولئك الذين يتنافسون معهم وقمعهم. فطالما أنهم ينالون الهيبة والمكانة والفخر والاحترام ويجعلون الناس يُعجبون بهم، فإنهم يكونون قد حققوا هدفهم" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. "فكلّما أمعنتَ في الكفاح، سيحيط بك المزيد من الظلام، وستشعر بالمزيد من الغيرة والكراهية، وستزداد رغبتك في كسب الأشياء. كلّما زادت رغبتك في كسب الأشياء، قلّت قدرتك على كسبها، وحينما لا يمكنك كسبها، ستزداد كراهيتك، وحين تزداد كراهيتك، ستصبح مظلمًا أكثر في داخلك، وكلّما زادت ظلمتك الداخلية، انحدر مستوى أدائك لواجبك؛ وكلما زاد أدائك لواجبك سوءًا، قلت فائدتك لبيت الله. وهذه حلقة مترابطة ومفرغة. إن لم تتمكن من أداء واجباتك جيدًا، فستُستبعد تدريجيًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). بتأمل كلمات الله، أدركت أن تنافسي على السمعة والربح كان يشبه شخصية ضد المسيح التي كشفها الله. منذ أن رأيت أن ليزا تحقق نتائج أفضل مني وربحت احترام الإخوة والأخوات، نشأ بداخلي دافع صامت لإثبات أنها ليست أفضل مني، وأنها لن تتفوق عليَّ. كان كل ما استطعت التفكير فيه هو كيفية قلب الطاولة عليها. عند مناقشة العمل، كنت أتدخل للتعبير عن آرائي، وأردت فقط إبراز نفسي والتفوق على ليزا، دون أدنى تفكير مني فيما إذا كان هذا سيؤثر على عملنا أم لا. وعندما كلفت القائدة الأعلى ليزا ببعض أعمالي، اشتدت غيرتي، معتقدًا أنها سرقت الأضواء مني. وعندئذ، بدأت مقاصدي الخبيثة تظهر على السطح – بدأت أبحث عن فرص لأستغل انحرافات ليزا وهفواتها وأنفس عن إحباطاتي وأحقق أهدافي، بصرف النظر عن مدى الأذى الذي أسببه لها. وعندما لم يحقق مشروع معين التقدم، ورغم أنني كنت أرى بوضوح أين تكمن المشكلات وأمتلك الوقت للمساعدة، فإنني لم أهتم بها، لأنني أعرف أن ليزا كانت تشرف عليه. بل تمنيت أن تفشل وتفقد ماء وجهها. أدركت أنه كان لديَّ رغبة عارمة في السمعة والمكانة، وكنت قاسيًا، ولم أكن أحمي عمل الكنيسة مطلقًا. كنت أنافس على السمعة والربح، وأحاول دائمًا التفوق على الآخرين، ولا أفكر في واجبي. وتعطل بالفعل العمل الذي أشرفت عليه، وسقطت في الظلمة. لقد أوقعني هذا "التنافس" في حلقة مفرغة. ومثلما يقول الله: "إن لم تتمكن من أداء واجباتك جيدًا، فستُستبعد تدريجيًا". لقد أغرقت عمل الكنيسة في الفوضى ولم أهتم حتى بالتأمل في نفسي. لو استمررت هكذا، من يدري ماهية السلوك التخريبي الذي ربما أتسبب فيه. في أسوأ الأحوال، ربما أُستبعد. لحسن الحظ، أُعفيت قبل أن أهوى لارتكاب الشر. كان الله يمنحني فرصة لأتأمل ذاتي وأعرف نفسي، وأتعامل مع رغبتي في السمعة والمكانة. أدركت أن هذا كان خلاص الله وطريقته في حمايتي. فشكرت الله وتحسنت حالتي كثيرًا. واتخذت قرارًا شخصيًّا بأن أؤدي واجبي بطريقة عملية وأتوقف عن التنافس على السمعة والأرباح.

بعد ذلك، أصبحت أكثر هدوءًا في واجبي. حتى عندما كنت أُكلف بعمل عام وأؤدي بعض المهام الصغيرة وغير الملحوظة كنت أرغب في الخضوع، وأنا أعرف أن الله منحني هذه الفرصة لأتوب، لذا يجب أن أؤدي واجبي بطريقة عملية. بعد فترة وجيزة، أُطلق مشروع فيديو جديد وفوجئت عندما اختارني الجميع لأنتجه. ففرحت بهذه الفرصة وبحثت بجدية وسعيت للمبادئ ذات الصلة. بعد فترة، بدأ تجميع الفيديو، وعندما رأيت ما وصل إليه، شعرت بالرضا التام عن نفسي. واشتعلت رغبتي في الاسم والمكانة مرة أخرى. وقلت لنفسي: "ربما أُعفيت بصفتي قائدًا، لكن دائمًا ما يحين وقت الشخص الموهوب. يجب أن أغتنم هذه الفرصة لأظهر مواطن قوتي وأثبت موهبتي". وفكرت: "ربما تكون ليزا أفضل مني في شركة الحق وحل المشكلات، لكني أتمتع بالأفضلية عندما يتعلق الأمر بالمهارات المهنية. وطالما أكرس الوقت اللازم وأنتج هذا الفيديو بشكل جيد، سوف يرى الجميع تحسني وقد أُختار قائدًا مرة أخرى وأتفوق على ليزا".

ذات يوم، سمعت أن تقدم العمل كان يسير ببطء، وأن القائد هذب أناسًا بسبب فيديوهات تنتهك المبادئ. بسماع هذا، شعرت بشيء من الشماتة. "كما ترى، لم يتحسن عمل إنتاج الفيديو منذ أن أُعفيت. وأصبح الأمر أسوأ من ذي قبل. في السابق، كنت أستطيع اكتشاف المشكلات وتقديم الأفكار، لذلك من الأفضل ألا يحرزوا أي تقدم. يستطيعون أن يروا أنني لم أكن الوحيد الذي لم يؤدِ وظيفته جيدًا، بل ليزا أيضًا". لاحقًا، سمعت أن ليزا كانت بحالة سيئة مؤخرًا – وأن شركتها في الاجتماعات افتقرت لأي نور، وأن الآخرين داهمتهم المشكلات وأصبحوا سلبيين. قلت لنفسي: "لو استمر هذا، فربما تظهر مشكلة خطيرة في عمل الفيديو وتُعفى ليزا. وربما عندئذ يتم اختياري بصفتي قائدًا وأستطيع الاستمرار في الإشراف على هذا العمل". لذلك استمررت في العمل على الفيديو، بينما أتابع موقف ليزا عن كثب. وعندما سمعت أن ليزا تعلمت من التعامل معها وتهذيبها، وأن حالتها بدأت تتحسن، وأن الإخوة والأخوات فهموا مبادئ معينة عن طريق الإخفاق والنكسات وحققوا نتائج أفضل، شعرت ببعض الإحباط والاكتئاب. في أحد الاجتماعات تحديدًا، أقامت ليزا شركة عما ربحته واختبرته من كل هذا، ونالت استحسان الجميع، أصبحت أكثر استياء. واعترتني أفكار الغيرة والكراهية. شعرت بأنه لم يعد هناك أمل لعودتي. بعد ذلك، لم أستطع الشعور بالحماس وأصبحت شارد الذهن أثناء إنتاج الفيديو. وبعدها ببضعة أيام، أُنجز الفيديو. وفوجئت عندما لاحظت قائدتي مشكلة كبيرة فيه خلال مراجعتها، وكلفت شخصًا بتعديله ولم تكلفني بأي واجبات أخرى. لقد أُخذت على حين غرة. بدون إنتاج الفيديو، أُخذ مني الشيء الوحيد الذي كان يمكنني التباهي به. وبينما كان جميع الإخوة والأخوات منشغلين بواجباتهم، لم يعد لديَّ شيء لأفعله، واختلفت عمن حولي وبدوت غريبًا. كان هذا فظيعًا حقًّا – شعرت بالوحدة والكآبة والألم، ودمرتني المعاناة. صليت لله وأنا أبكي: "إلهي العزيز، أعلم أنه عن طريق برِّك واجهت هذا الوضع. وبعد إعفائي، لم أتأمل حقًّا في الذات ولم أعرف نفسي، بل بحثت عن طرق للعودة وإبراز نفسي. لقد كنت خبيثًا ومتعجرفًا وأثرت مقتك. والآن لا أستطيع تأدية أي واجب وأصبحت عالة في الكنيسة. إلهي، لم أعد أريد التنافس على السمعة والربح. أرجوك امنحني الاستنارة واسمح لي بربح معرفة حقيقية عن نفسي لكي أستطيع احتقار نفسي وإهمالها والتوقف عن العودة لطرقي القديمة".

بعدئذ، صادفت مقطعًا آخر من كلمات الله: "يَعتبر أضداد المسيح أن مكانتهم وسمعتهم أهم من كل ما عداها. هؤلاء الناس ليسوا فقط مراوغين ومتواطئين وأشرارًا، بل هم أيضًا خبثاء بشدة. ماذا يفعلون عندما يكتشفون أن مكانتهم في خطر، أو أنهم قد فقدوا مكانتهم في قلوب الناس، وعندما يفقدون تأييد هؤلاء الناس ومحبتهم، وعندما لا يعود الناس يبجلونهم ويتطلعون إليهم بإجلال، وعندما يقعون في الخزي؟ فجأة يتغيرون. بمجرد أن يفقدوا مكانتهم، يصبحون غير راغبين في القيام بواجبهم، ويكون كل ما يفعلونه رديئًا، ولا يكون لديهم اهتمام بعمل أي شيء. لكن هذا ليس أسوأ مظهر. ما هو أسوأ مظهر؟ حالما يفقد هؤلاء الناس مكانتهم، ولا يعود أحد ينظر إليهم بإجلال، ولا ينجذب أحد إليهم، تخرج الكراهية والغيرة والانتقام. إنهم ليسوا فقط لا يتقون الله، بل يفتقرون أيضًا إلى أي ذرة من الطاعة. إضافة إلى ذلك، قد يكرهون في قلوبهم بيت الله، والكنيسة، والقادة والعاملين؛ ويتوقون إلى أن يواجه عمل الكنيسة مشاكل أو يتوقف؛ يريدون السخرية من الكنيسة ومن الإخوة والأخوات. كما أنهم يكرهون كل من يسعى وراء الحق ويتقي الله. إنهم يهاجمون أي شخص أمين في واجبه ومستعد لدفع الثمن ويسخرون منه. هذه هي شخصية أضداد المسيح – أليست شخصية خبيثة؟ هؤلاء أناسٌ من الواضح أنهم أشرار؛ فأضداد المسيح في جوهرهم أناسٌ أشرار. حتى عند عقد التجمعات عبر الإنترنت، فإنهم إن رأوا أن الإشارة جيدة، فإنهم يصبون اللعنات بهدوء ويقولون لأنفسهم: "أتمنى أن تسوء الإشارة! آمل أن تسوء الإشارة! من الأفضل ألا يسمع أحد العظات!". مَن هم هؤلاء الناس؟ (الشياطين). إنهم شياطين! إنهم بالتأكيد ليسوا أهل بيت الله" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثاني)]. يكشف الله كيف تكون طبيعة ضد المسيح شريرة. فعندما يفقد مكانته ودعم الآخرين، لا يبدأ العمل بلا مبالاة فحسب في واجباته، بل يضمر أيضًا الكراهية والغيرة وحب الانتقام، ويتوق لظهور المشكلات في عمل الكنيسة لكي يستطيع الضحك بحقد على بيت الله والآخرين. أدركت أن سلوكياتي كانت مثلما كشفه الله تمامًا. بعد أن أُعفيت وفقدت مكانتي، أصبحت غيورًا ومحبًّا للانتقام. وعندما سمعت بظهور المشكلات في العمل الذي كانت تشرف عليه ليزا والتعامل معها، ابتهجت سرًّا، ولم أطق صبرًا لظهور مشكلة خطيرة لتُعفى ليزا لكي أستطيع أخذ مكانها. وعندما سمعت أن حالة ليزا تحسنت، وأن الآخرين تعلموا شيئًا، وأن عمل الكنيسة اتخذ تحولًا مُرضيًّا، أصبحت محبطًا. كنت أتصرف كضد المسيح تمامًا. فقط أضداد المسيح والشيطان إبليس يكرهون الله والحق، ويأملون أن يتعطل عمل الكنيسة، ويصبح كل شخص سلبيًّا ويفقد خلاص الله، وفي النهاية يهوون في الجحيم معهم. ورغم أنني عضو في الكنيسة ونلت الكثير من قوت كلمات الله، فإنني سعيت للسمعة والمكانة بدلًا من الحق، وعطلت عمل الكنيسة وأخفقت في التوبة. وبسبب عدم إشباع شهوتي للمكانة، تمنيت ظهور مشكلات في عمل الكنيسة لكيلا تبدو ليزا أفضل مني. كانت هذه أفكار سامة وحقيرة. يجب أن يكون الناس في بيت الله على قلب واحد مع الله. وعندما يرون المزيد من الناس يسعون للحق، ويؤدون واجباتهم جيدًا ويراعون مشيئة الله، يشعرون بالسعادة. وعندما يتعطل عمل الكنيسة، يتخذون موقفًا للحفاظ على العمل. لكن بالنسبة لي، رأيت المشكلات تظهر في إنتاج الفيديو والآخرين يصبحون سلبيين، لكني لم أساعدهم على حل مشكلاتهم وضحكت عليهم بحقد. وعندما تحسنت حالتهم وبدأ عمل إنتاج الفيديو يتحسن، شعرت باستياء فعلًا. كانت أفكاري سامة حقًّا. لم أحمِ عمل الكنيسة مطلقًا ولم أكن أهلًا لأستحق مكانًا في بيت الله. يا لوقاحتي عندما كنت أفكر بأنني يجب أن أكون قائدًا؟

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمات الله ساعدني على فهم شخصيتي الشيطانية. يقول الله القدير، "لا يفكّرَنَّ أي شخص أنّه مثالي، أو موقّر ونبيل، أو متميّز عن الآخرين. ينبع كل هذا من الشخصية المتغطرسة للإنسان وجهله. أن يعتقد المرء دائمًا أنّه متميّز، هذا تسببه شخصية متغطرسة. ألّا يقدر المرء أبدًا على تقبل عيوبه ومواجهة أخطائه وفشله، هذا يعود إلى شخصية متغطرسة. ألّا يسمح المرء أبدًا للآخرين بأن يكونوا أعلى شأنًا منه أو أفضل منه، هذا يعود إلى شخصية متغطرسة. ألّا يسمح المرء أبدًا للآخرين أن يكونوا متفوقين عنه أو أقوى منه، فهذا تسببه شخصية متغطرسة لا تسمح للآخرين بامتلاك أفكار واقتراحات وآراء أفضل منه، وعند حصول هذا، أن يتصرّف المرء بسلبية وألّا يرغب في الكلام وأن يشعر بالأسى والاكتئاب والاستياء، كل هذا يعود إلى شخصية متغطرسة. بوسع الشخصية المتغطرسة أن تجعلك تحاول حماية سمعتك، وغير قادر على تقبّل إرشاد الآخرين، وغير قادر على مواجهة عيوبك، وغير قادر على تقبل فشلك وأخطائك. علاوةً على ذلك، عندما يكون أحد أفضل منك، قد يسبّب هذا ظهور الكراهية والغيرة في قلبك، وقد تشعر بأنّك مقيّد لدرجة أنّك لا ترغب في القيام بواجبك وتصبح مهملًا في أدائه. قد تُسبّب الشخصية المتغطرسة ظهور هذا السلوك وهذه الممارسات فيك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). تأملت نفسي في ضوء كلمات الله: كان السبب وراء محاولتي الدائمة التنافس مع ليزا هو أنني لم أمتلك فهمًا حقيقيًّا لشخصيتي المتعجرفة، ولم أعرف ممَّا صُنعت حقًّا. طوال الوقت، اعتقدت أنني كنت أتمتع بالكفاءة وأمتلك خبرة وفيرة. كنت أفتخر بهذا وشعرت أنني أقوى من ليزا في هذه المجالات. اعتقدت أن هذه المؤهلات ستكفي لتأدية العمل جيدًا، لذلك عندما حققت ليزا نتائج أفضل مني في واجبها، وكلفتها القائدة الأعلى ببعض أعمالي، انزعجتُ، معتقدًا أنها لم تكن أفضل مني. بل إني أردت العودة بعد إعفائي. بالتفكير في الأمر، أدركت أنني كنت أكثر دراية وخبرة في العمل، واستطعت إسداء النصائح حول إنتاج الفيديو، لكني هذا لم يعنِ أنني مناسب كقائد. المهمة الأساسية للقائد هي إرشاد الآخرين لأكل وشرب كلمات الله والدخول إلى الحق، وحل جميع المشكلات التي تظهر في الكنيسة لضمان التدفق الطبيعي لعمل الكنيسة. لكن، بصفتي قائدًا، لم أحل مشكلات عملية. وعندما كان قادة الفريق يختلفون، كانوا غالبًا يتجادلون ولا يتراجع أحد عن رأيه، لم أكن أعرف كيفية شركة الحق لحل المشكلة واستعادة الانسجام. أيضًا، عندما أصبح بعض الإخوة والأخوات سلبيين واحتاجوا لشركة حول كلمات الله وللدعم، كانت خبرتي قاصرة، وافتقرت شركتي للعمق، ولم أحل مشكلاتهم. لم أكن كفؤًا في جميع جوانب عمل الكنيسة. ربما يكون لدى ليزا بعض العيوب في مهاراتها العملية، لكنها استطاعت حل جميع أنواع الصعوبات التي ظهرت في عمل الكنيسة. ولقد كلفتها القائدة الأعلى ببعض الأعمال بما يصب في مصلحة الكنيسة، لكني كنت متعجرفًا جدًّا ولم أمتلك وعيًا جيدًا بقدراتي. كان من الواضح أنني لست ندًّا لليزا، لكني ظللت أعتقد أنني كذلك ولم أتراجع عن رأيي، وأتنافس دائمًا. كنت متعجرفًا بطريقة غير منطقية! بعدئذ، رأيت هذا المقطع من كلمات الله: "الله لا يكره شيئًا أكثر من سعي الناس وراء المكانة، لأن السعي وراء المكانة هو شخصية شيطانية، وهو مسار خاطئ، شخصية مولودة من فساد الشيطان، وهي الشيء الذي يدينه الله، والشيء عينه الذي يحكم عليه الله ويطهِّره. لا يحتقر الله شيئًا أكثر من سعي الناس وراء المكانة، ومع ذلك فأنت ما زلت تتنافس بعناد شديد على المكانة، وتعتز بها وتحميها بلا كلل، وتحاول دائمًا أن تأخذها لنفسك. ألا يتعارض كل هذا في طبيعته مع الله؟ لم يأمر الله بالمكانة للناس. يمنح الله الناس الحق والطريق والحياة، وفي النهاية يجعلهم يصبحون مخلوقات مقبولة لله، مخلوقات صغيرة وغير مهمة – وليست شخصيات لها مكانة وهيبة ويوقرها الآلاف من الناس. وهكذا، بغض النظر عن المنظور الذي من خلاله يُنظر إلي السعي وراء المكانة، فإنه طريق مسدود. مهما كانت معقولية عذرك للسعي وراء المكانة، فإن هذا المسار لا يزال هو الطريق الخطأ، ولا يمتدحه الله. مهما كانت صعوبة المحاولة أو مقدار الثمن الذي تدفعه، إذا كنت ترغب في المكانة، فلن يمنحها الله لك؛ وإذا لم يمنحك الله إياها، فستفشل في القتال من أجل الحصول عليها، وإذا واصلت القتال، فلن تكون هناك سوى عاقبة واحدة: ستُكشف وستُستبعَد، وهو طريق مسدود" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. بعد قراءة هذا، ارتعبت من تصرفاتي، خاصة بعد قراءة الجزء الذي يقول: "إذا كنت ترغب في المكانة، فلن يمنحها الله لك؛ وإذا لم يمنحك الله إياها، فستفشل في القتال من أجل الحصول عليها، وإذا واصلت القتال، فلن تكون هناك سوى عاقبة واحدة: ستُكشف وستُستبعَد، وهو طريق مسدود". من كلمات الله، أدركت أن شخصية الله البارة منزهة عن الإهانة. لقد منحتني الكنيسة الفرصة لأقوم بهذا الواجب، لكي أتعلم السعي للحق في واجبي وأصبح في النهاية كائنًا مخلوقًا مؤهلًا. لكن بدلًا من ذلك، واصلت التنافس على المكانة. ألم أكن أعارض متعمدًا مطالب الله؟ لا يمقت الله شيئًا أكثر من هذا. ورغم قيامي بهذا الواجب في الكنيسة لوقت طويل، عندما طُلب مني صناعة فيديو، لم أستطع صناعته جيدًا. عندما حققنا نتائج جيدة في فيديوهاتنا عندما كنت قائدًا، كان هذا يرجع لإرشاد الروح القدس وجهود فريقنا، وليس لإسهاماتي. لكني وضعت هذه الإنجازات كإكليل على رأسي ولم أسمح للآخرين بسرقة مجدي، وتنافست بلا هوادة على السمعة وأغرقت عمل الكنيسة في الفوضى. كان كل شيء فعلته شريرًا وضد الله ويثير مقته. عندئذ فقط، تذكرت أختًا شاركتها منذ سنة. كان لديها رغبة قوية في المكانة والسمعة، وتتشبث بسلطتها. كانت تقمع وتهاجم كل مَن يهدد منصبها، وتخرب أيضًا عمل الكنيسة دون أن يطرف لها جفن لكي تحمي مكانتها. في المقابل، كُشفت كضد المسيح وطُردت بسبب كل أفعالها الشريرة. وبالنسبة لي، كان من الواضح أنني لم أؤدِ عملًا حقيقيًّا، لكني ظللت أرغب في التنافس، ما تسبب في تعطيل عمل الكنيسة وعرقلته. ولو استمررت على هذا النحو ولم أتب، لاستبعدني الله على الأرجح. بإدراك هذا، صليت إلى الله: "إلهي، لقد منحتني الكنيسة فرصة لأتدرب بصفتي قائدًا، لكني لم أهتم بواجباتي ولم أسلك المسار الصحيح، بل تنافست على الاسم والربح. وكانت أفكاري وأفعالي كلها شريرة، وإن عوقبت، فأنا أستحق ذلك تمامًا. إلهي العزيز، لم أعد أريد العيش بهذه الطريقة الحقيرة. أنا مستعد للتوبة والبدء من جديد!".

بعد عدة أيام، أرسلت لي قائدتي رسالة، تقول إنها كلفتني بأن أمارس دورًا في أحد فيديوهات الترانيم وطلبت مني أن أتعلم الترنيمة أولًا. تحمست بشدة عندما رأيت الرسالة. وشكرت الله من أعماق قلبي لمنحي فرصة أخرى. كانت الترنيمة التي يجب أن أتعلمها بعنوان "رأفة الله في البشرية". قرأت كلمات الله هذه: "مع أن مدينة نينوى كانت تعج بأُناس فاسدين وأشرار وعنيفين مثل أهل سدوم، جعلت توبتهم الله يُغير قلبه ويُقرر عدم إهلاكهم. وبسبب أن الطريقة التي تعاملوا بها مع كلمات الله وتعليماته أظهرت موقفًا مباينًا بشكلٍ صارخ لموقف أهل سدوم، وبسبب خضوعهم الصادق لله وتوبتهم الصادقة عن خطاياهم، فضلًا عن سلوكهم الحقيقي والمخلص من كل ناحية، عبر الله مرةً أخرى عن شفقته الصادقة ومنحهم إياها. إنَّ ما يمنحه الله للبشرية وشفقته عليها من المستحيل لأي شخص أنْ يستنسخها، ويستحيل على أي أحد أن يملك رحمة الله أو تسامحه أو مشاعره الصادقة نحو الإنسانية" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)]. من كلمات الله، رأيت أن مقصده هو خلاص البشرية. لقد غضب الله وكان سيدمر أهل نينوى بسبب فسادهم وشرورهم، لكن عندما تابوا توبة صادقة لله، هدأ غضبه ولم يدمرهم. من هذا، أدركت أن الله يقدر التوبة الصادقة للناس. ورغم أنني عطلت عمل الكنيسة وارتكبت تعديات، فإن الله لم يستبعدني. بل استخدم إعفائي والتعامل معي وتهذيبي ليجبرني على التأمل. كان كل هذا خلاص الله. لم أستطع الاستمرار في العيش بندم وسلبية. كان يجب أن أتوب لله، وأسعى للحق وأتخلص من شخصيتي الفاسدة لكي أتجنب ارتكاب المزيد من الشر ومعارضة الله.

ذات مرة، خلال عباداتي، قرأت مقطعًا من كلمات الله منحني مسارًا للممارسة. يقول الله القدير، "إن التخلي عن الشهرة والمكانة ليس بالأمر الهين؛ فهو يعتمد على الناس الذين يسعون وراء الحقيقة. فمن خلال فهم الحقيقة فقط، يمكن للمرء أن يعرف نفسه، وأن يرى بوضوح ما ينطوي عليه السعي وراء الشهرة والمكانة من خواء، ويدرك حقيقة فساد الجنس البشري. وحينها فقط يمكن للمرء حقًا أن ينصرف عن الشهرة والمكانة. ليس من السهل أن يخلِّص المرء ذاته من شخصية فاسدة. ربما تكون قد أدركت أنك تفتقر إلى الحقيقة، وأنك مُحاط بأوجه القصور، وتكتشف الكثير من الفساد، ومع ذلك فأنت لا تبذل أي جهد في السعي وراء الحقيقة، وتستتر وراء النفاق، مما يوجه الناس إلى الاعتقاد بأنك تستطيع فعل أي شيء. سيعرضك هذا للخطر – الذي سيصيبك إن عاجلًا أم آجلًا. يجب أن تعترف أنك لا تمتلك الحقيقة، وأن تتحلّى بالشجاعة الكافية لمواجهة الواقع. أنت ضعيف، وتوحي بالفساد، وتحيط بك كل أوجه القصور. هذا أمر طبيعي – فأنت شخص عادي، ولست شخصًا خارقًا أو ذا قدرة كلية، ويجب أن تقرَّ بذلك. ... عندما يكون لديك الدافع والرغبة المُستمرّين للتنافس على المكانة، فينبغي عليك إدراك الأشياء الرديئة التي سيُؤدِّي إليها هذا النوع من الحالات إذا تُركت دون حلٍّ. ابحث إذًًا عن الحقّ في أسرع وقت ممكن، وتخلَّص من رغبتك في التنافس على المكانة قبل أن تكبر وتتضخم، واستبدلها بممارسة الحقّ. فعندما تمارس الحقّ سوف تقلّ رغبتك في التنافس على المكانة، ولن تتدخَّل في عمل الكنيسة. وبهذه الطريقة، سوف يذكر الله أفعالك ويمدحها" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. من كلمات الله، أدركت أنه لتنحي الرغبة في السمعة والمكانة جانبًا بحق، لا بد أن تمتلك المعرفة الذاتية أولًا، وتتمكن من الاعتراف بأخطائك وتدع الآخرين يرون وضعك الحقيقي. وعندما تظهر الرغبة في التنافس مرة أخرى، يجب أن تصلي لله بوعي، وتهمل نفسك وتتعاون مع الآخرين. عندئذ فقط تستطيع تأدية واجبك جيدًا. لم أركز على التأمل والمعرفة الذاتية. وأصبحت غيورًا جدًّا، ولم أشارك حالتي بفعالية، ولم أسعَ للحق لحلها. ونتيجة لذلك، عطل صراعي على الاسم والربح عمل الكنيسة. كان يجب أن أتصرف حسب كلمات الله لاحقًا. بعد ذلك، تحدثت بصراحة ووعي عن حالتي في واجبي، وسعيت بنشاط للتعلم ممن أشاركهم. وبعد فترة من الوقت، لاحظت أن الإخوة والأخوات جميعًا لديهم مواطن قوة معينة أفتقر إليها في نفسي. وشعرت بالمزيد من الخزي من عجرفتي وجهلي. وتذكرت كيف كنت تنافسيًّا وأنافس من أجل السمعة، ما أضر بعمل الكنيسة، وشعرت بمزيد من الندم. صليت إلى الله بهدوء: "إلهي، بالكشف والإعفاء، ربحت شيئًا من الوعي. في الماضي، كنت أتنافس على السمعة والربح دون أي مراعاة لمصالح الكنيسة. ولم أتسبب في تعطيل عمل الكنيسة فقط، بل آذيت أخوتي وأخواتي أيضًا. إنني لا أستحق أن أُسمَّى إنسانًا! وفي المستقبل، أنا مستعد للممارسة حسب كلماتك، والتعلم من مواطن قوة الآخرين والمشاركة معهم بانسجام في واجبي".

لاحقًا، ظهرت بعض المشكلات في مشروع فيديو جديد، وكلفتني القائدة الأعلى أنا وليزا بحلها معًا. هذه المرة، لم أتنافس مع ليزا في شراكتنا. بل تناقشت معها بطريقة فعالة وطلبت نصيحتها عندما تظهر المشكلات، ولم أمضِ قدمًا إلا عندما نصل لاتفاق. أحيانًا، عندما كانت أفكار ليزا أكثر وضوحًا ومغزى من أفكاري، أحاول دون قصد إثبات نفسي. لكني أدرك فورًا أنني أتنافس مرة أخرى، فأصلي لله وأهمل نفسي، وأقبل اقتراحات ليزا وأتأملها بكل جدٍّ وأسعى لها. أدركت أن أفكار ليزا أفضل من أفكاري حقًّا واستطعت قبولها بإخلاص. بالممارسة بهذه الطريقة، شعرت بالسلام والراحة. علمتني كلمات الله كيف أشارك جيدًا وأحيا حسب الشبه البشري.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف ساعدني قبول الإشراف

كنت مسؤولة عن عمل الإنجيل في فريقين. ليس من زمنٍ بعيد، فُصِلَ بعض الإخوة والأخوات الآخرين لعدم قيامهم بعمل عملي وتخبّطهم الدائم في أداء...

ما يكمن وراء اللامبالاة في العمل

قبل فترةٍ، أشارت الأخت التي كانت تراجع مقاطع الفيديو إلى أن جودة المقاطع التي أنشأتُها مؤخرًا لم ترق إلى المستوى المطلوب وأنها وجدتْ الكثير...

اترك رد