اختبار لا يُنسى لمشاركة الإنجيل

2025 يناير 18

حدثت التجربة التي تركت أعمق انطباع لديَّ في أبريل عام 2021. إذ قابلت أخًا كاثوليكيًّا على الإنترنت اسمه نادر. أثناء مشاركة الإنجيل معه، وجدت أن مقدرته لم تكن سيئة وأنه سريع في فهم الحق. بعد قراءة كلام الله القدير، شعر أنه صوت الله. كان مستعدًّا للسعي والتحقيق، وشارك بنشاط في الاجتماعات.

لكن لدهشتي، ذات يوم أرسلت لي إحدى الأخوات رسالة، تقول فيها إن نادر التقى بقسيسهما الكاثوليكي القديم، ولم يعد يحضر الاجتماعات. صُدمت لسماعي ذلك. لا بد أنه تغذى على مفاهيم ومغالطات كثيرة. فاتصلت به فورًا، وعلمت أن ما كنا نقوله سبب له تشوشًا، لكنه لم يقل ما شعر بتشوش بشأنه. لم أدرِ أية شركة ينبغي أن أقدمها له؛ فقد توقف عقلي عن التفكير، ولم أدرِ ماذا أفعل. ظللت أدعو الله، سائلة إياه إرشاده إن كان من خراف الله، وقلت إنني مستعدة لفعل ما بوسعي في تقديم شركة له. لاحقًا، دعوت أنا والأخت "أنيلا" نادر للشركة معًا. فجاء يتفوه بمجموعة كاملة من التعاليم الدينية، وبدا متحمسًا للغاية، متحدثًا عن إخلاصه ليسوع المسيح ومدى رسوخ إيمانه، وحول استحالة أن يتجسد الله على هيئة أنثى. لقد شعر أنه بما أن يسوع المسيح قد تجسد كذكر ودعا الله في السماء "الآب"، ولأن مَن في العالم الديني اعتادوا تسمية الله في السماء "الله الآب"، لا بد أن يعود الرب في صورة رجل، وأن الله القدير الذي يظهر ويعمل في صورة امرأة لم يكن مقبولًا بالنسبة له. عند الاستماع إلى قوة كلماته، احترت من أمري ولم أعرف من أين أبدأ. في تلك اللحظة، تذكرت فجأة فيلمًا من أفلام الإنجيل "سر التقوى – التتمة"، وأن الحق المُشارَك عنه في هذا الفيلم يمكن أن يحل هذه المشكلة. لذا قلت بسرعة: "أخي، أعتقد أن إيمانك بيسوع المسيح قوي حقًا، لكن لنفكر للحظة: غالبًا ما نصلي إلى يسوع المسيح، لكن هل نعرفه حقًا؟ هل نعلم حقًّا أن يسوع المسيح هو تجسد الله نفسه؟ هل نعلم حقًّا أنه هو الحق والطريق والحياة؟ هل نجرؤ على القول إننا نعرف الجوهر الإلهي ليسوع المسيح؟ هل نجرؤ على ضمان أنه عندما يعود يسوع المسيح، يمكننا حقًّا أن نعرف أنه هو؟ لماذا نؤمن به بالضبط؟ أهو بسبب أهله أم مظهره"؟ لم يرد نادر على هذا. ثم قرأت له بضعة مقاطع من كلام الله القدير. "جوهر إيمان الناس بالله هو الإيمان بروح الله، وحتى إيمانهم بالله المتجسِّد يرجع إلى أن هذا الجسد هو تجسيد لروح الله، مما يعني أن هذا الإيمان لا يزال إيمانًا بالروح. هناك اختلافات بين الروح والجسد، ولكن لأن هذا الجسد أتى من الروح، وأن الكلمة يصير جسدًا، لذلك فإن ما يؤمن به الإنسان لا يزال جوهر الله المتأصل" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه). "يعني التجسُّد أن روح الله يصير جسدًا، أي أن الله يصير جسدًا؛ والعمل الذي يقوم به في الجسد هو عمل الروح، الذي يتحقق في الجسد، ويُعبَّر عنه بالجسد. لا أحد غير جسد الله يمكنه أداء خدمة الله المُتجسِّد؛ أي أن جسد الله المُتجسِّد وحده، أي هذه الطبيعة البشرية العادية – وليس سواها – يمكنه التعبير عن العمل الإلهي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر الجسد الذي سكنه الله). بعد قراءة كلام الله له، قدمت شركة قائلة: "نعلم جميعًا أن يسوع المسيح وُلِد لعائلة نجار، وبدا عاديًا، لا يختلف عن الرجل العادي في المظهر الخارجي، لكنه كان الجسد الذي لبسته روح الله، وهو نفسه الله المتجسد. لا نؤمن به لأنه كان يهوديًا، ولا لأنه ولد من مريم، ناهيك عن جنسه أو مظهره. نؤمن به لأنه يمتلك جوهر روح الله، لأنه هو الحق والطريق والحياة. وحده هو مَن يستطيع التعبير عن الحق وأداء العمل الإلهي. وبالمثل، لماذا نؤمن بالله القدير الآن؟ نؤمن لأن الله القدير هو يسوع المسيح العائد، فهو روح يسوع المسيح الذي لبس مرة أخرى جسد شخص عادي، يعيش في وسطنا، ويعبر عن الحقائق، ويقوم بعمل الدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة. ينبع كل من الله القدير ويسوع المسيح من المصدر نفسه، وكلاهما له جوهر روح الله. بصرف النظر عن العائلة التي ولد فيها تجسد الله هذا، وشكله، و جنسه، لا يمكن لأي من هذه الأشياء تغيير جوهره. لقد عبر الله القدير عن حقائق كثيرة وقام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. وهذا يكفي لإثبات أن الله القدير هو تجسد لروح الله وأنه يسوع المسيح العائد".

أصبح تدريجيًّا راغبًا في السعي، وقال إنه يتفق مع كل ما قلته، لكنه لا يزال غير قادر على فهم سبب اختيار الله للتجسد في صورة امرأة هذه المرة. عندما رأيت أنه استرخى قليلاً، سألته: "هل الشكل أو الجنس الذي يختاره الله للعمل في الجسد أمور يمكننا أن نقررها؟ عندما تلدنا أمنا، لا نستطيع اختيار مظهرها، ومهما كان شكلها، علينا قبوله فحسب. هذا هو المنطق الذي يجب أن يفكر به الأطفال. ألا توافقني؟" أومأ نادر وقال: "بالطبع، ليس لدينا الحق في الاختيار". واصلت: "وبالمثل، هل نوع هذا الجسد الذي اختاره الله الآن للتجسد فيه، كرجل أو امرأة، أمر يمكننا أن نقرره؟ إذا قلنا إن أتى الله كرجل فسأقبله، لكن إن جاء كامرأة فلن أفعل، أليس هذا غير منطقي؟ إن جنس تجسد الله أمر يخص الله نفسه وهو اختيار الله. نحن كبشر لسنا مؤهلين للتعليق، أليس كذلك؟ فالله رب الخليقة. وحكمة الله أسمى من السموات وأفكاره أسمى من أفكار الإنسان. نحن مجرد بشر تافهين. كيف نستطيع فهم حكمة الله في عمله؟ فيما يتعلق بمظهر الله وعمله، ليس لنا الحق في الاختيار مطلقًا. لقد صار الله جسدًا، وما دام يعبر عن الحقائق ويعمل عمل الله، مهما كان جنسه، فهو الله نفسه، وعلينا أن نقبل ونطيع. هذا وحده هو المنطق، وهذا وحده هو الذكاء". بعد شركتي، استمع نادر بجدية ولم يدحض كلامي.

ثم قرأت له بعض مقاطع الكتاب المقدس: "فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ" (يوحنا 1: 1). "وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ ٱللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ" (التكوين 1: 2). "فَخَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ ٱللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (التكوين 1: 27). "فَٱحْتَفِظُوا جِدًّا لِأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ ٱلرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ. لِئَلَّا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَالٍ مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَّا مِمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، شِبْهَ طَيْرٍ مَّا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي ٱلسَّمَاءِ" (التثنية 4: 15-17). وقدمت شركة: "من هذه المقاطع من الكتاب المقدس، يمكننا أن نرى أن الله روح في جوهره، وليس له شكل ثابت، وأنه لا يسمح للبشر بنحته في أية صورة ليعبدوها. ورد في سفر التكوين أنه في البداية، خلق الله الرجل أولاً، ثم المرأة على صورته. فهل تقول إن الله ذكر أم أنثى؟ إن قلت إن الله ذكر، لكنه أيضًا خلق المرأة على صورته، أو قلت إن الله أنثى، لكنه خلق الرجل على صورته، فماذا يحدث؟ الله إله بار، وقد خلق الرجل والمرأة على صورته. أول مرة تجسد فيها كانت كرجل، وفي الأيام الأخيرة تجسد كامرأة، مما يعني أنه يعامل كلا الجنسين بإنصاف. إذا تجسد الله كرجل في المرتين، فهذا غير عادل للمرأة. إن القول إن الله إما ذكر أو أنثى هو تحديد لله، وهو أكثر ما يكرهه. في كل مرة يتجسد فيها الله فهذا لخلاص البشرية، ويعني التجسد اتخاذ صورة إنسان، ذكرًا كان أم أنثى. ومع ذلك، مهما كان الجنس الذي يجسده الله، فإن جوهره لا يتغير إلى الأبد". بسماع هذا، تنبه نادر بعض الشيء وقال: "إن تجسد الله كامرأة في الأيام الأخيرة له معنى حقًّا!"

ثم أرسلت له بعض مقاطع من كلام الله القدير. "كل مرحلة من العمل الذي يقوم به الله لها أهميتها العملية. قديمًا عندما جاء يسوع، جاء على هيئة ذكر، لكن عندما يأتي الله هذه المرة يكون أنثى. من خلال هذا يمكنك أن ترى أن خلق الله للرجل والمرأة يمكن أن يكون مفيدًا في عمله، وهو لا يفرق بين الجنسين. عندما يأتي روحه، يمكنه أن يلبس أي نوع جسد حسب مشيئته وذلك الجسد سيمثله. سواء كان رجلاً أم امرأة، يمكن للجسد أن يمثل الله طالما أنه هو جسمه المتجسد. لو ظهر يسوع في صورة أنثى عندما أتى، أو بمعنى آخر، لو كان طفلة وليس طفلاً، هي التي حُبِلَ بها من الروح القدس، لكانت مرحلة العمل اكتملت بنفس الطريقة ذاتها. لو كان الحال كذلك، فإذًا مرحلة العمل الحالية كان يجب أن يكملها رجل، ولكن العمل كان سيكتمل كله بالمثل. العمل الذي يتم في كل مرحلة له أهميته؛ ولا يتم تكرار أية مرحلة من العمل ولا تتعارض مرحلة مع أخرى" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. التجسُّدان يُكمِّلان معنى التجسد). "لو جاء الله في الجسد فقط كذكر، سيعرِّفه الناس على أنه ذكر، وكإله الرجال، ولن يؤمنوا به أبدًا على أنه إله النساء. سيفهم الرجال إذًا بعد هذا أن الله من نفس جنس الذكور، وأن الله هو رئيس الرجال، ولكن ماذا بشأن النساء؟ هذا غير عادل؛ أليست هذه معاملة تمييزية؟ إن كانت القضية هكذا، فكل من خلّصهم الله سيكونون رجالاً مثله، ولن تَخلُص أيٌّ من النساء. عندما خلق الله البشر، خلق آدم وخلق حواء. لم يخلق آدم فقط، لكنه خلق الرجل والمرأة على صورته. الله ليس إله الرجال فحسب، هو أيضًا إله النساء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (3)). "الله ليس فقط الروح القدس، أو الروح، أو السبعة أرواح المكثفة، أو الروح الشامل، لكنه أيضًا إنسان، إنسان عادي، إنسان عادي بصورة استثنائية. إنه ليس ذكرًا فحسب، بل أنثى أيضًا. إنهما متشابهان في أن كليهما مولود من بشر، ومختلفان في أن أحدهما جاء نتيجة الحمل من الروح القدس والآخر مولود من إنسان، علمًا أنه مستمد من الروح مباشرة. إنهما متشابهان في أن كليهما جسدان متجسدان لله ينفذان عمل الله الآب، ومختلفان في أن أحدهما قام بعمل الفداء والآخر يقوم بعمل الإخضاع. كلاهما يمثلان الله الآب، لكن أحدهما هو الفادي وهو ممتلئٌ مودّةً ورحمة، والآخر إله البر وهو ممتلئ غضبًا ودينونة. أحدهما هو القائد الأعلى الذي أطلق عمل الفداء، أما الآخر فهو الإله البار الذي ينجز عمل الإخضاع. أحدهما هو الأول، والثاني هو الآخِر. أحدهما جسد بلا خطيَّة، والآخَر جسد يكمِّل الفداء ويتابع العمل ولا يرتكب الخطيَّة أبدًا. كلاهما هو الروح نفسه، لكنهما يحلّان في أجساد مختلفة، وكل منهما يولد في أماكن مختلفة، وتفصل بينهما عدة آلاف من السنين. لكنهما يكمل بعضهما بعضًا في العمل ولا يتعارضان أبدًا، ويمكن التحدث عنهما في نَفَس واحد. كلاهما بشر، لكن أحدهما كان طفلًا صغيرًا والأخرى طفلة رضيعة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ما مدى فهمك لله؟). بعد قراءة كلام الله، شاركت الأخت "أنيلا": "عمل الله جديد دائمًا وليس قديمًا أبدًا، ولا يكرر عمله أبدًا. إن عمل الله دائمًا ما يتجدد، ويتغير، ويرتقي باستمرار. إذا كرر الله عملًا، فمن المرجح أن يحدده البشر ولن تكون لدينا معرفة حقيقية به. في المرة الأولى التي تجسد فيها الله كان رجلاً، فماذا ستكون عواقب عودة الرب في الجسد كإنسان مرة أخرى؟ سيحدد البشر الله كذكر، ويعتقدون أن الله يعترف بالرجال فقط، ويفضلهم، وأنه لا يحب النساء ويتجنبهن، وعليه، سيتم التمييز ضد النساء إلى الأبد. هل هذا فهم صحيح؟ هل هذا عادل للمرأة؟ هل هذا يتوافق مع مشيئة الله؟ أليست هذه الأشياء مجرد مفاهيم وتصورات بشرية؟ إن الله بار، ويعدل في معاملته للرجال والنساء. لقد تجسد الله مرة كرجل ومرة كامرأة. هذا ذو مغزى كبي! لقد قلب الله المتجسد كامرأة في الأيام الأخيرة مفاهيم الجميع، وعكس فهم الإنسان الخاطئ لله، وكسر تحديد الإنسان لله، وأظهر للناس أن الله ليس إله الرجال فحسب، بل إله النساء أيضًا. الله هو إله البشرية جمعاء. لا أحد يستطيع استخدام مفاهيمه لتحديد الله كذكر أو أنثى".

واصلتُ لأضيف: "في الواقع، مهما كان الشكل الذي يتخذه الله في تجسده، فإن جوهره لا يتغير. إنهما روح الله الذي صار جسدًا، ويمثلان الله نفسه، وقادران على أداء العمل الإلهي. في عصر النعمة، صار الله جسدًا وصُلب كذبيحة خطيئة للبشرية. كان يسوع المسيح رجلاً وكان قادرًا على أن يُصلب ليفدي البشرية. إن كان الله قد تجسد كامرأة في المرة الأولى، لتمكن من إكمال عمل الفداء والتعبير عن الحق ليمنح الإنسان طريق التوبة. لذلك، لا يهم جنس تجسد الله ومظهره، ولا يهم ما إذا كان له مظهر العظمة. ما يهم أن له جوهر الله، وأنه يتكلم بالحقائق، ويقوم بعمل خلاص البشرية. هذا هو ما يجب أن نوليه اهتمامًا عن كثب في التحري عن الطريق الحق". ثم قرأت له مقطعًا آخر من كلام الله. "ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجانب أخرى كثيرة)، بدلاً من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). واصلت بتقديم شركة: "كلمة الله واضحة جدًّا. للتأكد مما إذا كان هو تجسد الله، فإن الشيء الرئيسي الذي يجب البحث عنه هو ما إذا كان بإمكانه إصدار الحقائق والقيام بعمل الله. إن لم تركز على الاستماع لصوت الله في التحقق من الطريق الحق، وبدلاً من ذلك حكمت على أساس مظهر التجسد وجنسه، ألا ترتكب نفس خطأ الفريسيين الذين قاوموا يسوع؟ لقد رأى الفريسيون أن خلفية أسرة يسوع المسيح ومظهرها لم يتماشيا إطلاقًا مع مفاهيمهم وأوهامهم عن المسيح، لذلك حكموا وأدانوا يسوع المسيح عرضًا دون السعي إلى كلماته أو عمله أو التحقق منها على الإطلاق. في النهاية صلبوا يسوع، ما أهان شخصية الله، ولذا لُعنوا. إذا لم يقرأ الناس كلام الله القدير أو لم يركزوا على الاستماع لصوت الله، وأنكروا الله القدير وقاوموه لأن تجسد الله الأنثوي لا يتماشى مع مفاهيمهم، أفلا يصلب هذا الله من جديد"؟

بعد هذه الشركة، قال نادر إنه سيواصل السعي، وعندما دعوناه إلى عقد شركة في المساء التالي، وافق على الفور. لكن لدهشتي، لم يأت المساء التالي للشركة، ولم يرد عندما اتصلت. قلقت بشدة. لذلك، كنت أرسل له كل صباح بعض كلام الله بمجرد أن أنهض، على أمل أن يرد عليه يومًا ما. لكنه لم يقرأ رسائلي قط وفقدت الأمل حقًّا. لاحقًا، جعلت إخوة آخرين يتصلون به، لكن لم يتم الوصول إليه. فيئست مرة أخرى، واعتقدت أن هذا ما يجب أن يحدث. عندماوشكت أن أيأس منه تمامًا، وجدت مقالًا عن تجربة أخت في الوعظ بالإنجيل لإيطالي. وتصادف أني أعرف الأخ الذي وعظته وكان شريكي في نشر الإنجيل. كان لهذا الأخ طبيعة بشرية طيبة وفهم واضح للحق، لكنني لم أتوقع أن يتبنى مفاهيم كثيرة عندما كانت تلك الأخت تعظه، أو أننا سنعجز عن الاتصال به لمدة شهرين. ومع ذلك، لم تستسلم الأخت. ظلت تنتظر وتجد فرصًا للشركة معه عن كلمة الله، حتى قضى كلام الله القدير في النهاية على مفاهيمه واحدًا تلو الآخر، وقبل عمل الله في الأيام الأخيرة. كانت تجربة الأخت مؤثرة حقًّا وجعلتني أشعر بالخجل. فكرت كيف دفع الله من أجل كل شخص يحضر أمامه ثمناً باهظاً. إن فهمتُ نوايا الله الصادقة لإنقاذ الإنسان، يجب أن أصغي لمشيئته. لكن أمام أبسط مشكلة، كنت على استعداد للتراجع والاستسلام. كنت أفتقر تمامًا إلى المثابرة. أين ولائي وشهادتي؟ ثم قرأتُ كلام الله. "في نشر الإنجيل، يجب أن ترقى أولاً إلى مستوى مسؤوليتك. يجب أن تتبع ضميرك وعقلك في القيام بكل ما تستطيع وكل ما عليك فعله. يجب أن تقدم بمحبة حلولًا لأي مفاهيم قد تكون لدى الشخص الذي يفكر في الطريق الحق أو أي أسئلة يطرحها. إذا لم تتمكن حقًا من تقديم حل، فيمكنك العثور على بعض المقاطع ذات الصلة من كلام الله لقراءته له، أو مقاطع ذات صلة حول الشهادة التجريبية، أو بعض مقاطع الفيديو المناسبة لعرضها له. من الممكن تمامًا أن يكون هذا فعالًا؛ على الأقل ستفي بمسؤولياتك، ولن تشعر بأنك متهم أمام ضميرك. ولكن إذا كنت روتينيًا ومتباطئًا، فربما تتسبب في تعطيل الأمور، ولن يكون من السهل كسب هذا الشخص. يجب على المرء أن يرتقي إلى مستوى مسؤوليته في نشره الإنجيل للآخرين. كيف نفهم كلمة "مسؤولية"؟ كيف، على وجه التحديد، ينبغي ممارستها وتطبيقها؟ حسنًا، يجب أن تفهم أنه بعد أن رحبت بالرب واختبرت عمل الله، عليك الالتزام بأن تشهد لعمله لأولئك الذين يتعطشون لظهوره. إذن، كيف يمكنك مشاركة ذلك معهم؟ سواء أكان ذلك عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية، يجب عليك مشاركته بأي طريقة تكسب بها الأشخاص وتكون فعالة. إن نشر الإنجيل ليس شيئًا تفعله عندما تشعر أنك ترغب في ذلك، أو شيئًا تفعله عندما تكون في مزاج جيد ولا تفعله عندما لا تكون كذلك، كما أنه ليس شيئًا يُنفذ وفقًا لتفضيلاتك، بحيث تنتقي وتختار كما تراه مناسبًا، وتنشر الإنجيل لمن تحب ولا تنشره لمن لا تحبهم. يجب نشر الإنجيل حسب طلبات الله وحسب مبادئ بيته. يجب أن تفي بمسؤوليات مخلوق الله وواجباته، وأن تفعل كل ما تستطيع لتشهد به للحقائق التي تفهمها، ولكلام الله، ولعمل الله لأولئك الذين يفكرون في الطريق الحق. هذا هو ما يعنيه الوفاء بمسؤولية خليقة الله وواجبه. ماذا ينبغي أن يفعل الشخص عندما ينشر الإنجيل؟ ينبغي أن يُتمِّم مسؤوليته ويفعل كل ما يستطيع ويكون مستعدًا لدفع أي ثمن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. نشر الإنجيل هو الواجب الذي يلتزم به جميع المؤمنين). "كيف يجب التعامل إذًا مع شخص يتقصَّى الطريق الحق؟ ما دام يتوافق مع المبادئ التي وضعها بيت الله لنشر الإنجيل، فنحن مُلزَمون بنشره له؛ وحتى إن كان موقفه الحالي سيئًا وغير مُتقبِّل، يجب أن نتحلى بالصبر. إلى متى وإلى أي مدى يجب أن نتحلى بالصبر؟ إلى أن يرفضك ولا يسمح لك بالدخول إلى منزله، وإلى أن يكون من غير المُجدي النقاش معه أو الاتصال به أو أن تطلب من شخص آخر الاتصال به، فلا يعترف بك. وبالتالي لا توجد طريقة إذًا لنشر الإنجيل له. عندها تكون قد تمَّمت مسؤوليتك. فذلك هو أداء الواجب. فلطالما يوجد القليل من الرجاء، ينبغي أن تفكر في كل طريقة ممكنة وتبذل قصارى جهدك لقراءة كلام الله والشهادة عن عمل الله. لنفترض مثلًا أنك كنت على اتصال بشخص لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، وأنك حاولت نشر الإنجيل والشهادة لله مرَّات عديدة، ومع ذلك ليست لديه نية للقبول رغم أنه قادر تمامًا على الفهم وهو بالفعل متلقٍ محتمل للإنجيل. ماذا ينبغي أن تفعل؟ أولًا، يجب ألّا تيأس منه، بل حافظ على التعامل الطبيعي معه وواصل قراءة كلام الله والشهادة عن عمل الله. لا تيأس منه، بل تحلَّ بالصبر إلى النهاية. ففي يوم غير معروف، سوف يستيقظ ويشعر أن الوقت قد حان لتقصي الطريق الحق. ولهذا السبب، فإن ممارسة الصبر والمثابرة بلا نهاية أمر مهم في نشر الإنجيل. ولماذا تفعل هذا؟ لأنه واجب الكائن المخلوق. نظرًا لأنك على اتصال به، عليك التزام ومسؤولية لوعظه بإنجيل الله. فمنذ المرَّة الأولى التي يسمع فيها كلام الله والإنجيل وحتى الوقت الذي يُغيِّر فيه نفسه رأسًا على عقب، سوف تتدخل أمور عدَّة، وهذا يستغرق وقتًا. تستدعي هذه الفترة الصبر والانتظار لحين ذلك اليوم الذي يُغيِّر فيه نفسه وتُحضره أمام الله عائدًا إلى عائلته. هذا هو التزامك. ما هو الالتزام؟ إنه مسؤولية لا يمكن التنصل منها، وهو واجب مُلزِم على المرء. إنه مثل معاملة الأم لطفلها. فمهما كان الطفل رافضًا أو مزعجًا، أو كان مريضًا ولا يأكل، ماذا يكون واجب أمه؟ لأنك طفلها، فإنها تولع بك وتحبك وترعاك. سواء كنت تعترف بها على أنها أمك أم لا، وبصرف النظر عن طريقة معاملتك لها، فإنها تبقى إلى جانبك دون أن تغادر للحظة إلى أن تُصدِّق أنها أمك وتعود إلى أحضانها. وبهذه الطريقة، تحرسك وترعاك باستمرار. وهذا ما تعنيه المسؤولية وما يعنيه الالتزام بالواجب. إذا مارَس أولئك المشاركون في نشر الإنجيل بهذه الطريقة وبهذا النوع من المحبة للناس، فسوف يتمسكون عندئذٍ بمبادئ نشر الإنجيل ويتمكنون تمامًا من تحقيق النتائج" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. نشر الإنجيل هو الواجب الذي يلتزم به جميع المؤمنين). بعد قراءة كلام الله القدير، شعرت بالخجل وانكسار القلب. لقد أوضح الله المسؤوليات التي يجب أن يؤديها عمال الإنجيل. يختلف وضع كل متلقٍ محتمل للإنجيل ويحتاج إلى معاملة مختلفة. لا يمكنك الاعتماد على مفاهيمك أو تصوراتك أو تحيزاتك لتتجنبه وتحدده، ناهيك عن التخلي عنه باندفاع. إذا قررت أن المتلقي مناسب للإنجيل، فعليك أن تبذل قصارى جهدك وتستخدم أية وسيلة لتشهد له بعمل الله في الأيام الأخيرة وتقوده أمام الله. هذه هي المبادئ التي يجب أن يتبناها المرء في نشر الإنجيل. ولكن، بعد فترة قصيرة من عجزي عن الاتصال بالأخ نادر، نفد صبري وعطفي. كنت أمر بوقت عصيب ولم أرغب في الاستمرار في الشركة معه، ومع تجاهله إيانا، وعدم رده على الهاتف، وعدم قراءته لرسائلنا، شعرت أنه لم يتبقَ شيء لأفعله. كنت قد قدمت شركة عما كان من المفترض أن أفعله، لكن نادر لم يقبل الطريق الحق، ولم أستطع بذل المزيد من الجهد، لذلك نحيته جانبًا في الوقت الحالي. لكنني شعرت بعدم الارتياح. ظللت أفكر في أن هذا الأخ لديه إيمان حقيقي، ومقدرة جيدة وقدرة على الفهم، لكن المفاهيم الدينية سيطرت عليه بسبب إزعاج القس وتضليله. كان عليَّ مساعدته في هذه اللحظة الحرجة، ولم أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي. وإلا، فلن أؤدي مسؤوليات عامل الإنجيل. لذلك أرسلت له مقال شهادة على أمل مساعدته. بصرف النظر عما إذا كان سيقرؤها أم لا، كان عليَّ أن أفعل ما بوسعي.

بعد أيام قليلة، أرسل لي رسالة تقول: "كنت أصلي طوال هذا الوقت. على الرغم من أنني لم أقل شيئًا، فأنا أعلم أن الله يطلب قلوبنا. كان قلبي يدعو الله القدير لكي ينورني ويرشدني لئلا أخطئ وأسيء إلى الله". تأثرت كثيراً، وفي رده رأيته يقول: "هذا العالم فاسد وشرير للغاية. ومن الصعب جدًّا على الناس أن يقتربوا من الله. السلاح الوحيد ضد الشر هو كلام الله القدير والكتاب المقدس". لقد اعترف بكلمة الله القدير، وهذا يثبت أنه يستطيع أن يفهم صوت الله وأن هناك رجاء في استعادته. لكنني علمت أنه كان يخوض معركة داخلية شرسة، وكنت أخشى أنه قد يتوقف عن قراءة رسائلي في أي وقت. كنت قلقة جدًّا، فهدأت من روعي وصليت لله. في الصلاة، تذكرت عبارة من كلام الله، "لم يكن الله بأي حال من الأحول ليتخلى عن البشر بسهولة، أو حتى آخر لحظة ممكنة". أسرعت للعثور على هذا المقطع من كلام الله لقراءته. "سُجلت الفقرة التالية في سفر يونان الإصحاح الرابع الآية 10-11: "فَقَالَ يَهْوَه: "أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى ٱلْيَقْطِينَةِ ٱلَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلَا رَبَّيْتَهَا، ٱلَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلَا أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟". هذه هي الكلمات الفعلية ليهوه، مسجلة من محادثة بين الله ويونان. ومع أن هذا الحوار موجز، إلَّا إنه يفيض برعاية الخالق للبشرية وإحجامه عن التخلي عنها" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ب)). "مع أنَّ يونان قد أُوكل إليه إعلان كلمات يهوه الله إلى أهل نينوى، فإنه لم يفهم مقاصد يهوه الله، ولا فَهِمَ همومه وتوقعاته من أجل شعب تلك المدينة؛ وقد قصد الله من هذا التأنيب أنْ يُخبره أن الإنسانية كانت هي نتاج عمل يدي الله، وأنَّه بذل جهدًا مضنيًا من أجل كل شخص، وأن كل شخص أخذ على عاتقه توقعات الله، وتمتع كل شخص بإمداد الحياة له من الله؛ فقد دفع الله لكل شخص تكلفةً الجهد المضني. أخبر هذا التأنيب يونان أيضًا أنَّ الله يعتني بالبشرية، التي هي نتاج عمل يديه، مثلما اعتنى يونان نفسه باليقطينة. لم يكن الله بأي حال من الأحول ليتخلى عن البشر بسهولة، أو حتى آخر لحظة ممكنة" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ب)). بعد قراءة كلام الله تأثرت، لذلك قلت لنادر: "أخي، أنت شخص حكيم وتستطيع أن تفهم صوت الله. لقد تجسد الله في الأيام الأخيرة وتفوه بملايين من كلمات الحق ليعيننا، ويخلصنا من عبودية الخطيئة، ويسلمنا إلى ملكوته. آمل أن تتمكن من تأمل هذا الأمر المتعلق بمصيرنا وآخرتنا بإمعان. سأصلي من أجلك. أرجو أن يفتح الله قلبك ويسمح لك بالعودة إلى بيته قريبًا". ثم أرسلت له قراءات من ثلاثة مقاطع من كلام الله وانتظرت رده. من بين هذه المقاطع، كان هناك مقطع من كلام الله جعله يفكر وأخذه إلى نقطة تحول.

تقول كلمات الله، "إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم. أنصحكم أن تسلكوا طريق الإيمان بالله بعناية. لا تقفزوا إلى الاستنتاجات، بل وفوق ذلك، لا تكونوا لامبالين ومستهترين في إيمانكم بالله. عليكم أن تعرفوا، بأقل تقدير، أنَّ مَن يؤمنون بالله يجب أن يكونوا متواضعين ومُتّقين. أما الذين سمعوا الحق ولكنَّهم ازدروه فهم حمقى وجُهَّال، وأولئك الذين سمعوا الحق ومع ذلك يقفزون إلى الاستنتاجات بلا اكتراث أو يُدينون الحق فهم مملوؤون غطرسةً. لا يحق لأي شخص يؤمن بيسوع أن يلعن الآخرين أو يُدينهم عليكم جميعًا أن تكونوا عقلانيين وتقْبلوا الحق. لَعلّك بعد سماعك لطريق الحق وقراءتك لكلمة الحياة، تؤمن أن واحدةً فقط من بين 10000 كلمة من هذه الكلمات متوافقة مع قناعاتك والكتاب المقدس، لذلك عليك أن تستمر في البحث عن تلك الكلمة التي نسبتها واحد من عشرة آلاف من هذه الكلمات. لا أزال أنصحك أن تكون متواضعًا، وألّا تكون مُفرطًا في ثقتك بنفسك، وألّا تبالغ في الاستعلاء. كلّما تمسّك قلبُك بالتقوى لله، ولو بقدر يسير، حصلت على نور أعظم. إن تفحّصتَ هذه الكلمات بدقة وتأملت فيها بصورة متكررة، ستفهم ما إذا كانت هي الحقَّ أم لا، وما إذا كانت هي الحياةَ أم لا. لعلَّ بعضَ الناس، بعد أن يقرؤوا بضعَ جملٍ فقط، سيُدينون هذه الكلمات بشكل أعمى قائلين: "ليس هذا إلا قدرًا يسيرًا من استنارة الروح القدس"، أو "هذا مسيح كاذب جاء ليخدع الناس". مَنْ يقولون هذا قد أعماهم الجهل! أنت تفهم أقلَّ القليل عن عمل الله وحكمته، أنصحك أن تبدأ الأمر برمته من جديد! يجب عليكم ألّا تُدينوا بشكل أعمى الكلماتِ التي قالها الله بسبب ظهور مسحاءَ كذبةٍ في الأيام الأخيرة، ويجب عليكم ألّا تكونوا أشخاصًا يجدّفون على الروح القدس لأنكم تخشون الخداع. أوليس هذا مدعاةَ أسفٍ كبرى؟ إن كنتَ، بعد الكثير من التمحيص، لا تزال تؤمن أن هذه الكلمات ليست الحق وليست الطريق، وليست تعبير الله، فستنال عقابًا في النهاية، ولن تنال البركات. إن كنت لا تستطيع أن تقبل الحق المُعلن بوضوح وصراحة، أفلا تكون إذًا غير مؤهل لخلاص الله؟ ألا تكون شخصًا غيرَ مبارَكٍ بما يكفي ليعود أمام عرش الله؟ فكِّر في الأمر! لا تكن متسرعًا ومندفعًا، ولا تتعامل مع الإيمان بالله كلعبةٍ. فكِّر من أجل مصيرك، ومن أجل آفاقك المستقبلية، ومن أجل حياتك، ولا تعبث بنفسك. هل يمكنك قبول هذه الكلمات؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). قرأ نادر هذا المقطع من كلام الله في ذلك اليوم وأرسل لي رسالة طويلة عن مشاعره وفهمه. كنت أعلم أنه كان متوترًا وقلقًا من أن يسلك الطريق الخطأ، وخشى من أن يعني الإيمان بالله القدير اتباع طائفة أخرى وخيانة يسوع. وجدت مقطعًا من كلام الله لأرسله إليه وقدمت شركة: "إن كنيسة الله القدير لا تنتمي لأية جماعة دينية. لقد نشأت بسبب ظهور يسوع المسيح العائد وعمله، وليس لأن شخصًا أسس طائفة جديدة. يعبر الله القدير عن الحقائق ليقوم بعمل الدينونة مرشدًا إيانا إلى عصر الملكوت ومقربًا عصر النعمة من نهايته. بخلاف الله المتجسد نفسه، لا يوجد قائد أو شخص عظيم أو مشهور في العالم يمكنه إصدار الحقائق، أو قيادة البشرية أو خلاصها. لا أحد! على الرغم من أن عمل الله القدير يختلف عن عمل يسوع أو يهوه، فإنهما نفس الإله من حيث الجوهر. يهوه، ويسوع، والله القدير هي مجرد أسماء مختلفة استخدمها الله في عصور مختلفة. ولكن مهما تغيرت أسماء الله أو عمله، فجوهره لا يتغير. الله هو الله إلى الأبد. يقول الله، "مثّل العمل الذي قام به يسوع اسم يسوع، ومثَّل عصر النعمة؛ أما بالنسبة إلى العمل الذي قام به يهوه، فكان يمثِّل يهوه، كما مثَّل عصر الناموس. كان عملُهما عملَ روح واحد في عصرين مختلفين. ... على الرغم من أنهما تسمَّيا باسمين مختلفين، فإن الروح نفسه هو الذي أنجز مرحلتي العمل، وكان العمل الذي تم تنفيذه مستمرًّا. وبما أن الاسم كان مختلفًا، فإن محتوى العمل كان مختلفًا، وكان العصر مختلفًا. عندما جاء يهوه، كان ذلك هو عصر يهوه، وعندما جاء يسوع، كان ذلك هو عصر يسوع. وهكذا، مع كل عملية قدوم، كان يُطلق على الله اسم واحد، وكان يمثل عصرًا واحدًا، ويفتتح طريقًا جديدًا؛ وفي كل طريق جديد، يتقلد اسمًا جديدًا، وهذا يوضح أن الله دائمًا جديد وليس قديمًا أبدًا، وأن عمله لا يتوقف أبدًا عن التقدم للأمام. يمضي التاريخ دومًا قُدمًا، وكذلك يمضي دائمًا عمل الله قُدمًا. ولكي تصل خطة تدبيره التي دامت لستة آلاف عام إلى نهايتها، فيجب أن تستمر في التقدم للأمام. يجب في كل يوم أن يقوم بعمل جديد، وفي كل عام يجب أن يقوم بعمل جديد؛ يجب أن يفتتح سبلاً جديدة، ويطلق عصورًا جديدة، ويبدأ عملًا جديدًا يكون أعظم من ذي قبل، ومع هذه الأمور كلها، يأتي بأسماء جديدة وبعمل جديد. ... ابتداءً من عمل يهوه إلى عمل يسوع، ومن عمل يسوع إلى عمل هذه المرحلة الحالية، تغطي هذه المراحل الثلاث في نسق مستمر السلسلة الكاملة لتدبير الله، وهي جميعها من عمل روح واحد. منذ أن خلق الله العالم وهو يعمل دائمًا في تدبير البشرية. هو البداية والنهاية، هو الأول والآخر، هو الذي يبدأ عصرًا وهو الذي ينهيه. إن مراحل العمل الثلاث، في مختلف العصور والمواقع، هي بلا شك من عمل روح واحد. كل أولئك الذين يفصلون مراحل العمل الثلاث بعضها عن البعض الآخر يقاومون الله، ولزامًا عليك الآن أن تفهم أن كل العمل من أول مرحلة وحتى اليوم هو عمل إله واحد وروح واحد، ولا شك في هذا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (3)). كلام الله القدير واضح للغاية. ينقسم عمل الله لخلاص البشرية إلى ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي عمل عصر الناموس، حيث أصدر يهوه القوانين وقاد حياة الإنسان على الأرض. المرحلة الثانية هي عمل الفداء في عصر النعمة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تجسد فيها الله ليصبح ذبيحة خطيئة للبشرية. المرحلة الثالثة من العمل هي عمل الدينونة في الأيام الأخيرة كما تنبأ سفر الرؤيا. هذه المراحل الثلاث من العمل هي خطة التدبير الكاملة لخلاص البشرية. يؤدي الله عملًا مختلفًا في كل عصر، لكن عمل المراحل الثلاث يؤديه إله واحد. سأعطي مثالًا بسيطًا. يمكن مقارنة عمل تدبير الله ببناء منزل. يمثل عصر الناموس أساس المنزل، وبدون أساس، لا يمكن بناء المنزل على الإطلاق. يمثل عصر النعمة هيكل المنزل وبدون هيكل، لا يمكن للمنزل أن يتشكل. عصر الملكوت مثل السقف. بدون هذه الخطوة النهائية يظل المنزل غير مكتمل ولا يمكنه منع الرياح أو المطر، لذلك لا غنى عن كل خطوة من هذه الخطوات الثلاث. لا يعني إيماننا بالله القدير أننا تركنا يسوع المسيح، ناهيك عن أننا نؤمن بإله مختلف. نحن فقط نواكب خطى الخروف. هناك العديد من الديانات الرئيسية في العالم، وقد انقسم المؤمنون بالله إلى أكثر من ألفي طائفة. بصرف النظر عن طوائفهم السابقة، فإن المزيد من الإخوة والأخوات ذوي الإيمان الصادق والتعطش لظهور الله قد قبلوا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وقبلوا سقاية كلمته وتغذيتها. هذه الحقيقة واضحة كالشمس. وهذا أيضًا يتمم النبوءة الكتابية: "لِتَدْبِيرِ مِلْءِ ٱلْأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ، مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فِي ذَاكَ" (أفسس 1: 10). "وَيَكُونُ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَه يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ ٱلْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلَالِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ ٱلْأُمَمِ" (إشعياء 2: 2). بعد سماع ما قلته، أرسل رمزًا تعبيريًّا للصلاة وقال: "أنتِ محقة، الله القدير هو الإله الواحد الحقيقي، يجب أن نأتي جميعنا تحت اسم الله القدير. الله القدير يدعوني. إنه يعرف قلبي وهواجسي ومخاوفي". فأرسلت له بعض أفلام الإنجيل وبعض كلام الله. وصليت أيضًا لله، وقلت إنه سواء حضر الاجتماعات في النهاية أم لا، يجب أن أفعل ما بوسعي وأن أتعلم الانتظار والسعي والخضوع.

بعد أربعة أيام، تلقيت رسالة غير متوقعة منه يسأل عما إذا كان يمكنه الاستمرار في حضور الاجتماعات. وقال أيضًا إن كلمة الله القدير عزيزة جدًا لديه ولا يمكن أن يتخلى عنها. ومن كلام الله، فهم الكثير من حقائق الكتاب المقدس وأسراره. اجتذبته كلمة الله. في تلك اللحظة، تأثرت إلى حد البكاء. أنا حقًّا أشكر الله! قال إنه قرأ كلام الله الذي أرسلته، وأن الأسئلة التي طرحها جعلته يشعر بالتخبط الشديد. كما قال أيضًا: "لا يمكنني أن أهمل في إيماني أو أتعامل معه على أنه عبث، لذلك قررت مواصلة التقصي. عودة الرب مهمة جدًّا بالنسبة لي ولا أريد أن أضيع فرصة استقباله، وفي النهاية أهينه أو أتخلى عنه". كنت متحمسة للغاية وممتنة لله! لقد رأيت أن سلطان كلام الله وقوته عظيمتان حقًّا! فكلام الله هو الذي حوله وجعله يقرر قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة.

هذه التجربة أثرت فيَّ حقًا وجعلتني أدرك أنه مهما كان نوع متلقي الإنجيل المحتمل الذي أتعامل معه، طالما أنه يستطيع فهم صوت الله، لا بد أن أؤدي واجبي والتزامي في قيادته إلى بيت الله. بالقيام بواجبنا بهذه الطريقة وحدها لن نخلف وراءنا ديونًا وندمًا. الشكر لله! كل المجد لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لماذا أقلق من ارتكاب الأخطاء؟

خلال العمل في التصميم الفني للكنيسة، واجهت بعض الصعوبات في البداية، لكن من خلال الاتكال على الله ومشاركة الإخوة والأخوات، تحسن أدائي....

اللاعقلانية في التباهي

في يونيو من عام 2020، قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. ومع توقي إلى المزيد من الحقائق، انغمستُ في بهجة قراءة كلام الله ومشاهدة...