لم أعد طائشة رغم شبابي
تقول كلمات الله، "إن كان أحدهم يريد أن يتحوّل إلى شخص بشبه إنسان في اختبار عمل الله، فيجب أن يخضع لإعلان كلام الله وتوبيخه ودينونته، وفي النهاية، سيتمكّن من التحول. هذا هو الطريق. لو أنّ العمل ليس هكذا، لما وجد الناس طريقةً للتغيير. يجب أن يتمّ هكذا، شيئًا فشيئًا. يجب أن يختبر الناس الدينونة والتوبيخ، والتهذيب والتعامل المستمرَين. يجب الإعلان عن الأشياء المكشوفة في طبائع الناس. سيتمكّن الناس من السير على الطريق الصحيح بعد أن يُعلَن عن هذه الأشياء ويفهمها الناس بوضوح. فقط بعد فترة من الاختبار وفهم بعض الحق سيطمئنون كي يقفوا" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). سأعقد الآن شركة بناءً على اختباري وفهمي.
بدأت بدراسة آلة الغوزهينغ عندما كنتُ في الخامسة، وتخصَّصت في دراسة الغوزهينغ في أكاديميةٍ للموسيقى. بعد أن بدأتُ الإيمان بالله، عندما رأيت أن بيت الله لديه بعض الفيديوهات التي تحتاج تسجيل موسيقي غوزهينغ، كنتُ متحمسة جدًا. فكرت: "إذا تمكنتُ يومًا ما من القيام بهذا الواجب، فسأكون قادرة على استخدام مواهبي عمليًا كما يجب وخلق موسيقى جميلة لتسبيح الله".
في مايو 2019، حصلت أخيرًا على هذا الواجب. عندما انضممت إلى المجموعة لأول مرة، قابلت أختين، وفكرتُ: "هاتان هما اللتان اُختيرتا لموهبتيهما، لكنني على يقين من أن مهاراتي تتفوق على مهاراتهما عند المقارنة". لاحقًا، بعد أن عرفتهما، اكتشفت أن أيًا منهما لم تدرس النظرية الموسيقية المهنية، وقالت كلاهما إنها تريد تعلّم المزيد مني. عندما سمعت ذلك، خالجني شعورٌ رائع. فكرت: "اُختِرتُ لهذه المجموعة من بين الكثير من الإخوة والأخوات، وأنا أعرف أكثر من الأخوات اللواتي أشاركهن، لذلك لابدّ أن مهاراتي رفيعة المستوى!" بعد ذلك قالت لي إحدى الأخوات: "ستنضم أخت أخرى إلى المجموعة، في غضون أيام قليلة، ولقد سمعت أنها عازفة غوزهينغ في المستوى العاشر، فما هو مستواك؟" لم أنبهر، وفكرت: "لا يهم على الإطلاق بأي مستوى أنتِ. لقد كان تخصصي وهو جزء من كينونتي. فماذا يعني إذًا إن كنتِ في المستوى العاشر؟ لا تمثل المستويات أي شيء للمحترف". لذا، أعلنت لها بفخر: "أنا محترفة". وصلت الأخت مينغ، بعد بضعة أيام. قالت إنه بعد اجتيازها اختبار المستوى العاشر، لم تلمس غوزهينغ لأكثر من عقد من الزمان. جعلني هذا أفكر: "يبدو أنني المحترفة الوحيدة في المجموعة. سأريكن جميعًا، في المستقبل، مدى براعتي". بعد ذلك، أمكنني الانتهاء من تلحين أغنية في يومين أو ثلاثة، لكنني لاحظت أن أخواتي ما زلن يتعلّمن النظرية الموسيقية الأساسية. في بعض الأحيان أصبحن مرتبكات تمامًا، وشعرت أنني أفوقهن. شعرت أن دراستي المهنية تميزني حقًا. خاصة عندما رأيت عجزهن عن تلحين الأغاني ووقوعهن في الأخطاء، شعرت أنه من الطبيعي بالنسبة لي أن أبدأ في التصرُّف كمُعلّمة بينما أساعدهن على التعلُّم.
أتذكر مرَّة، عندما كنت ألحّن أغنية، سمعت فجأة شخصًا يعزف الغوزهينغ في الغرفة المجاورة. عرفت أنها كانت الأخت مينغ تتدرَّب، لم يكن بوسعي إلا الشعور بالازدراء في داخلي. فكرتُ: "لقد مرَّ وقت طويل منذ أن عزفت الأخت مينغ. إن عزفها سيء للغاية..." حاولت تحمّل الصوت، ولكن بعد فترة لم يعد بإمكاني حقًا، لذا ذهبت إليها وقلت: "أنت تعزفين كل النغمات خطأ! كيف اجتزتِ اختبار المستوى العاشر؟" تخضَّب وجهها بالحُمرة على الفور حَرَجًا، ثم قالت لي بعصبية: "لقد مر وقت طويل منذ أن عزفتُ، أنا لا أمارِس. أيمكنك تعليمي كيف أعزف هذه المقطوعة؟" نظرت إليها شذرًا وقلت: "لابد أنه قد مر وقت طويل حقًا منذ أن عزفت!" خَفَضت رأسها ولم تقل شيئًا، وشَعرتُ بالذنب قليلًا. اعتقدت أنه ربما لا ينبغي أن أتعامل مع أختي على هذا النحو. لكنني فكرت أيضًا في أنني عندما كنت لا أزال في المدرسة، تحدّثت بقسوة أكبر مع زملائي الأصغر، لذا لم تكن نبرتي تجاهها بهذا السوء. لذلك، جلستُ وعزفتُ أمامها، ثم قلت: "اعزفيها كما أريتك، وسوف تجيدينها". بعد ذلك، عندما جَلَستْ لتعزف، رأيت أن يديها وأصابعها كانت متصلّبة، وبدت متوترة. لقد عَزَفتْ بضع نوتات فحسب، ثم أخطأت، لذلك شرحت لها بضع مرات أخرى. ولكن عندما استمرَّت في ارتكاب الأخطاء، بدأت أمقتها. "تذكرتُ المدرسة، عندما كنت أواجه مشاكل وأطلب من زميلاتي المساعدة، لم يكن يستغرق الأمر مني سوى بضع محاولات لإصلاح الأمر. لقد أريتك ذلك عدة مرات، فلماذا لا تجيدينه؟ أنتِ غبية جدًا". هكذا فكرتُ. فقلت لها: "إن كنتِ لا تزالين غير قادرة على القيام بذلك بعد أن كررتُ عليكِ شرحه كل هذه المرات، فأنا بصراحة لا أريد أن أعلّمك". رفعت ناظريها إليَّ، وكان كل ما استطعت رؤيته في عينيها هو خيبة الأمل. لقد مزقتني تلك النظرة في عينيها. أدركتُ أنها شعرت بأنني أعجِّزها. كيف أمكنني أن أتصرّف بهذه الطريقة؟ لماذا لا أتحلى بمزيدٍ من الصبر؟ ولكن بعد ذلك فكرت: "كل ما أفعله هو تصحيح أخطائها. ربما تعاني في الوقت الحالي، ولكن هذا سيحفّزها على التحسُّن أسرع، لذلك ما زلت أساعدها في النهاية". بمجرد أن أدركت ذلك، لم أفكر كثيرًا في الأمر. ولكن بعد ذلك، اكتشفت أن حماس الأخت مينغ للعزف كان يخفت رويدًا رويدًا، وتوقَّفتْ عن طرح الأسئلة عليّ. عندما سألتها عن السبب، قالت لي: "أخشى أن تنتقدينني إذا سألتك، لذلك لا أجرؤ أن أسألك عمّا لا أعرفه. أفضِّل الانتظار حتى تتدربي، استمع من الغرفة المجاورة، وأتعلَّم كيف تعزفين وهكذا أطوّر مهاراتي". عندما سمعت ذلك شعرت بغُصَّة في قلبي. لم أفكِّر أبدًا في أنني سأجعلها تشعر بالضيق لدرجة أنها صارت تخشى أن تسألني، أو أنني قد أؤذيها بشدّة. استأتُ من نفسي، وفكرت: "كل ما أردت فعله هو مساعدتها على التعلُّم أسرع. كيف آلت الأمور إلى ذلك؟" لذلك، صليتُ إلى الله، وطلبتُ منه مساعدتي على فهم مشاكلي.
ثم قرأتُ هذا المقطع من كلمات الله: "كيف يتشكّل الطبع المتعجرف؟ هل يسبّبه شخص يستشيرك؟ (لا، يأتي من طبيعتي.) إذًا، كيف يمكن لطبيعتك أن تقودك إلى هذا النوع من رد الفعل والتعبير؟ كيف تنكشف؟ ما إن يستشيرك أحد بشأن شيء ما، حتى تصبح غير عقلاني فورًا، وتفقد طبيعتك الإنسانية العادية، ولا تعود قادرًا على اتخاذ أحكام دقيقة. فتُفكّر: "أنت تسألني عن هذا وأنا أفهمه وأعرفه وأستوعبه! كثيرًا ما أواجه هذه المسألة وأنا آلفها جيدًا، فليست بالشأن المهم بنظري". عندما تفكّر هكذا، هل عقلانيتك عادية أم غير عادية؟ وعندما يُكشف عن أي طبع فاسد، تصبح عقلانية الشخص غير طبيعية. وبالتالي، مهما كانت المسألة التي تواجهها، حتى عندما يستشيرك شخص ما، فيجب الآ تتّخذ موقفًا متعاليًا، بل يجب أن تبقى عقلانيتك طبيعية" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). "لا تكن بارًا في عين نفسك؛ خذ نقاط القوة لدى الآخرين لتعويض أوجه القصور لديك، وراقب كيف يحيا الآخرون حسب كلام الله، واعرف ما إذا كانت حياتهم وأفعالهم وحديثهم جديرة بالاقتداء بها. إذا نظرت إلى الآخرين على أنهم أقل منك، فأنت بارٌ في عين نفسك، مغرورٌ، ولست نافعًا لأحدٍ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني والعشرون). أشعرتني قراءة كلمات الله بالبشاعة والبؤس. كشَفتْ كلمات الله كل واحدٍ من أفعالي وأفكاري، وعندها فقط أدركت أن مثل هذا السلوك كان بمثابة كشفٍ عن شخصيتي المتغطرسة. ظننت أنني كنت استثنائية، لأنني حصلت على تعليم موسيقي، ولدي بعض المعرفة المهنية. ظننت أنني كنتُ ذات موهبة مهنية. عندما سألتني أخواتي عن شيء لم يفهمنه، ظننتُ حتى أكثر أنني من ناحية المهارات والمعرفة المهنية، أتميز عن الجميع. شعرت أنني متفوقة، لذا وضعت نفسي في موضع المُعلّمة وانتهجتُ سلوكًا ونبرة فوقيين كمُعلمة، عندما علَّمت أخواتي. عندما سمعت أن عزف الأخت مينغ لم يكن جيدًا، لم أزدرِها فحسب، بل وبختها في الحال. لم أفكر في مشاعرها على الإطلاق. أريتها عدة مرات كيف تعزف، ولكن عندما سمعتها ترتكب أخطاء رغم ذلك، تحدّثت إليها بحدّة لدرجة أنها شعرت أنها عاجزة عن التدرُّب بعدها. كانت خائفة لدرجة أنها أضحت تفضِّل الدراسة سرًا على أن تطرح عليّ أسئلة. كيف أصبحتُ متغطرسة وغير عقلانية هكذا؟ لقد كنت متغطرسة حقًا وفقدت كل الإنسانية الطبيعية. وبالنظر إلى أنها لم تعزف منذ أكثر من 10 سنوات، كان من الطبيعي أن تكون خرقاء قليلًا وتتعلَّم ببطء عندما تبدأ مرة أخرى. لكن استعدادها للتعلُّم مرة أخرى والقيام بعمل التدريب الشاق لأداء هذا الواجب، كان شيئًا مثيرًا للإعجاب من جانبها. بدلًا من أن أرى ذلك فيها، احتقرتها وقلّلت من شأنها بسبب نقائصها، وأحبطتُ رغبتها في المحاولة. كم كنتُ متغطرسة ومنعدمة الإنسانية؟ كلما فكرتُ في الأمر، أدركتُ خطورة فساد شخصيتي. كان علي أن أتوب إلى الله. لم أستطع الاستمرار هكذا. لذلك صليَّتُ إلى الله، "يا إلهي، أعيش مُحاصرة في شخصيتي المتغطرسة، وبازدرائي لأختي وتعجيزها، سببتُ لها الكثير من الأذى. أدرك الآن ما فعلته، وأود أن أتوب إليك. أتوسل إليك أيضًا أن ترشدني للتخلُّص من شخصيتي المتغطرسة والمغرورة، لأدخل إلى الحق، وأحيا بحسب الإنسانية الطبيعية".
بعد ذلك، بادرتُ في اجتماع بمصارحة الجميع حول الفساد الذي كنت أظهره، واعتذرتُ للأخت مينغ. قلت: "لقد افترضت أنني أفضل منكن جميعًا، لأنني درست الموسيقى احترافيًا، لذلك عندما علَّمتك العزف، اتخذت في سلوكي تجاهك نبرة ساخرة ومقلّلة من شأنك وموبِّخة. أعتذر لك عن الأذى الذي سبَّبته لك. من اليوم، أريد أن أدخل إلى حق الحياة بحسب الإنسانية الطبيعية. لا أريدك أن تشعري بالعجز بسببي بعد الآن، وإذا رأيتني أظهِر فسادًا، فأريدك أن تساعدينني بالإشارة إليه". بعد قول ذلك، فوجئت أن الأخت مينغ لم تحمل ضغينة ضدي، بل قالت إنها تأمل أن أساعدها أكثر في مهاراتها. عندما رأيت أنه رغم تكرر إيذائي لأختي وتعجيزها، أنها لم تحمل ضغينة ضدي، زاد شعوري بالخجل. فكرتُ: "أريد في المستقبل أن أكون شريكة جيدة لها، وأن نَفِي بهذا الواجب سويًا". بعد ذلك، عندما كنت أرى الأخت مينغ ترتكب أخطاء في موسيقاها، كنت لا أزال أزدريها أحيانًا، لكنني كنت قادرة على أن أدرك على الفور أنني كنت أظهِر شخصيتي المتغطرسة. أصبحت بعدها قادرة على الصلاة لله، وتعديل سلوكي، والتوقف عن التصرُّف كمعلّمة، ومساعدتها على التعلُّم بطريقة هادئة ووديّة. مرَّ بعض الوقت، وأدركتُ أن علاقتي بها أصبحت طبيعية أكثر، وصارت تفهم كل ما أعلمها بسرعة كبيرة جدًا. كانت هناك أغانٍ استغرقتُ شهورًا لأتعلَّمها في المدرسة، لكنّها تعلّمتها خلال شهر. كنا جميعًا متحمسين وشكرنا لله على إرشاده.
ولكن على الرغم من هذا الاختبار، ورغم تحسن حالتي، وأنني لم أظهر متغطرسة كما كنت من قبل، ظللتُ لا أملك الكثير من الفهم أو الكراهية للشخصيات الشيطانية المتغطرسة والمغرورة. وهكذا، عندما أتيحت الظروف المواتية، عادت نفس المشكلة القديمة تطل برأسها من جديد. بعد ذلك، بدأت مجموعتنا في دراسة كيفية حساب الفواصل الزمنية. ذات ليلة، رأيت أن حساب الفاصل الزمني للأخت مينغ كان بطيئًا جدًا، لذلك أردت أن أعلّمها طريقة أبسط للقيام بذلك. جاءت الأخت هان والأخت شياويوإي للاستماع إلينا، وبسرعة، تمكنت الأخت شياويوإي والأخت مينغ من حساب الفواصل الزمنية باستخدام الطريقة التي علّمتهما إياها. لم يسعني إلّا أن أسرَّ بنفسي عندما رأيت أن بإمكانهما فعل ذلك. فكرت: "أنا حقًا متفرّدة لأنني محترفة". شعرت أنني لا أريد شيئًا أكثر من الاستمرار في الحديث وتعليمهما، لكنني لاحظت أن الأخت هان لم تكن تُجري حساباتها بطريقتي، وكانت تحسب ببطء. فكرتُ: "إذا فعلتِ ذلك بنفسك، فكم عدد الفواصل الزمنية التي ستتمكنين من حسابها في ساعة؟ أنتِ فقط تضيعين الوقت. الاثنتان الأخريان تفعلان ما علَّمتهما، وهما أسرع بكثير". فقلت للأخت هان: "حاولي فعل ذلك بالطريقة التي علمتك إياها". ظهر تعبير غريب على وجهها، وقالت إنها تعرف كيف تحسب الفواصل قبل أن تسمع الطريقة التي علَّمتها لأنها تعلَّمت بالفعل طريقة أخرى. ولكن بعد سماع ما علَّمته، لم تعد قادرة على فعل ذلك، والآن شعَرت بالارتباك التام. لم يسعني إلا أن أشعر بازدراء تجاهها. فكرت: "طريقتي بسيطة للغاية، كيف لا تفهمينها؟ سأعلّمك هذه الطريقة اليوم. لن أصدق أنك لا تستطيعين أن تفعلي ذلك!" لذا، سحبتُ مقعدًا وجلستُ بجانبها، وبدأت أستخدم يديَّ لشرح كيفية القيام بذلك. كرَّرتُ ذلك عدة مرات، ولكنني لم أر على وجهها إلا الارتباك، فقمعتُ غضبي وحاولتُ الشرح لمدة نصف ساعة أخرى. ولكن بعد ذلك، رأيت مدى إحراجها، وشعرت بأني تائهة. فكرتُ: "ربما تأخر الوقت، وهي متعَبة للغاية الآن"، وعندها تركتها ترتاح.
في منتصف الليل، استيقظتُ ورأيت الأخت هان لا تزال تحسب فواصل زمنية. ذُهلت. سألتها لماذا كانت لا تزال ساهرة للقيام بذلك، فقالت بصوتٍ مُحبَط: "في الواقع، ما زلت لا أفهم الطريقة التي علّمتني إياها. يمكنني حساب الفواصل الزمنية باستخدام طريقتي الخاصة، إنها فقط بطيئة بعض الشيء. أعتقد أنه ربما عليّ استخدام طريقتي الخاصة في الوقت الحالي". عندما رأيت أختي لا تزال تعمل بجد في منتصف الليل، وتعبيرها الحَذِر عندما تحدَّثت معي، شعرت بالذنب قليلًا، لأنني أدركتُ حينئذٍ: "إنني عجَّزتُ أختي مرة أخرى، أليس كذلك؟"
لذا في اجتماعنا في اليوم التالي، طلبت من الجميع التحدث علانية عن عيوبي. قالت هؤلاء الأخوات إنني أحب دائمًا التحدث من موضع السُلطة، وإنني كنتُ متغطرسة للغاية، ودائمًا ما جعلتهن يشعرن بالعجز، وأصرّرت على أن يفعلن الأشياء بطريقتي دائمًا. قالت إحدى الأخوات إنني أتحدث دائمًا بقسوة شديدة، وأُشعرِ الأخريات بعدم الارتياح. عندما سمعت أخواتي يقُلن هذه الأشياء، شعرت على الفور بسحابة على ذهني، وشعرت بحرارة في وجهي. كان من الصعب جدًا قبول ذلك. لم أستطع منع نفسي من الشعور بالغُبن. فكرتُ: "ربما أنا متغطرسة قليلًا، لكنني أعمل على ذلك أيضًا. لا يمكن أن يكون الأمر بالسوء الذي تصفنه". لكنني فكرتُ في الأمر أكثر، ثم أدركتُ أن هذا كان يحدث لأن الله سمح به، وليس لديّ الحق في اختلاق الأعذار أو المجادلة. إذا فعلت ذلك، فسيكون رفضًا لقبول الحق. بالإضافة إلى ذلك، كنتُ أنا من طلبت من أخواتي الإشارة إلى عيوبي. لقد أشرن إليها بصدق، وإذا رفضت قبولها، ألن يكون ذلك مجرد عبث؟ بمجرد أن فهمت كل هذا، صليت لله في صمت، طالبة منه أن يسمح لي بقبول ما أثارته أخواتي وإطاعته. شعرتُ بهدوء أكبر، بعد أن صليت، وقلت لأخواتي إنني سأفكّر في مشاكلي.
في وقت لاحق، قرأت هذا المقطع من كلمات الله خلال خلواتي التعبدية: "إذا كنت تمتلك الحق بداخلك، فإن المسار الذي تسير فيه سيكون بطبيعة الحال المسار الصحيح. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف، ستجد أنه من المستحيل الابتعاد عن تحدّي الله، ستشعر بأنك مرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتراه بدون أهمية، وسيجعلانك تمجّد نفسك باستمرار وتُظهر نفسك، وفي النهاية، تجلس مكان الله وتقدم شهادة لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" ("السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). عندما رأيت ما أُعلن في كلمات الله، فهمت أخيرًا أن السبب الجذري للغطرسة والغرور الذي أظهرته، والطريقة التي عجَّزتُ بها أخواتي هو أنني ما زلت أملك طبيعة شيطانية متغطرسة بداخلي. كنت أعيش بهذه الطبيعة المتغطرسة، وأظن دائمًا أنني أفضل من الآخرين، لذا أردت أن يكون لي القول الفصل في كل شيء. خاصة عندما رأيت أن مهاراتي المهنية كانت أفضل من الآخرين، تعاليتُ على الجميع وتصرَّفت كمعلّمة، وطالبتُ الجميع بالاستماع لي وطاعتي. في الظروف الصحيحة، كنت أتباهى تلقائيًا بمعرفتي ومهاراتي، وأستخدم وجهات نظري الخاصة كمعايير يجب اتباعها، بل وأعتبرها الحق، وأطلب الطاعة المُطلقة من الآخرين. عندما رأيت أن الأخت هان لم تكن تستخدم طريقتي لحساب الفواصل الزمنية، غضبتُ على الفور وضغطتُ عليها. أصررتُ على تغيير طرقها والاستماع إليَّ. لم أحترم مشاعرها على الإطلاق، ولم أضع في اعتباري صعوباتها الفعلية. لم أترك حتى أي مجال للأختين للشركة أو لمناقشة الأمور. كنت متعجرفة لدرجة أنني فقدت كل تعقل. في النهاية، لم أساعد أخواتي في المجموعة إطلاقًا. كل ما فعلته كان يؤذيهن ويعجزهن، ويؤثر على أدائهن لواجباتهن، ويعيق عمل الجميع. كان ذلك عندما أدركت أن العيش بشخصية متغطرسة لا يمنعني من الحياة بحسب الشَبَه الإنساني فحسب، بل كان يعرقل كذلك واجبات الآخرين ويعيق عمل الكنيسة. كيف يمكنني القول إنني كنت أفي بواجباتي؟ ألم يكن من الواضح أنني أفعل الشر وأقاوم الله؟ إذا لم أتُب، فعاجلًا أم آجلًا سيرفضني الله ويقصيني! كان الله يحميني حقًا بجعل أخواتي تساعدني بالإشارة إلى هذه الأمور. من دونهن، كنت سأستمر في الحياة بحسب شخصيتي المتغطرسة، ولا أعرف كم الأشياء الشريرة التي قد أفعلها.
بعد ذلك، صادفت مقطعًا آخر من كلمات الله في خلواتي التعبدية: "خلق الله الإنسان ونفخ فيه حياةً، وأعطاه أيضًا بعضًا من ذكائه وقدراته، وبعضًا من كُنهه وما لديه. بعدما أعطى الله الإنسان كل هذه الأشياء، صار الإنسان قادرًا على القيام ببعض الأشياء باستقلالية وصار يمكنه التفكير معتمدًا على نفسه. إن كان ما يأتي به الإنسان ويفعله حسنًا في عينيّ الله، فإن الله يقبله ولا يتدخل فيه. وإن كان ما يفعله الإنسان صائبًا، سيدعه الله على حاله من أجل أنه خير. إيلام تشير إذًا عبارة: "كُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ ٱسْمُهَا"؟ تشير إلى أن الله لم يقم بأية تعديلات على أسماء المخلوقات المتنوعة. أيًّا كان الاسم الذي أطلقه آدم، كان الله يقول: "نعم" ويسجل الاسم كما هو. هل عبر الله عن أيّة آراء؟ كلا بالتأكيد. ماذا ترون هنا إذًا؟ لقد أعطى الله للإنسان ذكاءً، واستخدم الإنسان ذكاءه المُعطى من الله للقيام بأشياء. إن كان ما يفعله الإنسان إيجابي في عينيّ الله، فإن الله يؤكده ويقر به ويقبله بلا أي تقييم أو نقد. هذا شيء لا يمكن لأي شخص أو روح شرير أو شيطان أن يفعله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (1)). فهمتُ أنه لم يكن هناك أدنى غطرسة أو اعتداد بالذات أو غرور في جوهر الله. بعد أن أعطى آدم أسماء لجميع الحيوانات، وافق الله عليها واستخدمها دون أي خلاف. الله هو الخالق، وحكمته لا تُقارَن بحكمة الإنسان، ومع ذلك، لا يتباهى الله أبدًا أو يجبِر الآخرين على الاستماع إليه. بدلًا من ذلك، يمنح الناس مساحة ويسمح لنا بالحرية، وطالما نفعل أشياء إيجابية، فهو لا يتدخل. عندما فكرتُ في ذلك، شعرت بالخزي. أنا أقل من ذرة غبار في عيني الله، ولكن ما زلت أحاول الاستفادة من معرفتي المهنية والمواهب التي منحها لي الله، وتعاليتُ على الجميع وتباهيت، واحتقرتُ الآخرين. كما أصررتُ على أن يستمع لي الآخرون، لدرجة أن حتى نبرة صوتي تغيّرت. لقد كنت متغطرسة حقًا. كان بإمكان أختي أن تؤدي واجبها كما يجب باستخدام الطريقة تعرفها، لكنني أجبرتها على استخدام طريقتي، ولم أعطِها أي مساحة للتفكير بشكل مستقل. كنت لحوحة ومستبدّة. كيف كنتُ غير عقلانية هكذا؟ كل ما عشت بحسبه كان شخصيات شيطانية، وكان قبيحًا حقًا. أدركتُ أنه مهما كنتَ موهوبة أو بارعة، إذا لم أمارس الحق أو أغيّر شخصياتي الشيطانية، فسوف يرفضني الله ويقصيني، عاجلًا أم آجلًا. عندما فكرتُ في ذلك، خفتُ قليلًا، وكرهتُ نفسي وأبغضتها. صليتُ إلى الله قائلة إنني سأتوب وأمارس الحق، وإنني لن أحيا بعد الآن بحسب شخصيتي المتغطرسة.
بعد ذلك، قرأت مقطعين من كلمات الله مما منحني سبيلًا لكيفية إخلاء ذاتي والتخلُّص من شخصيتي المتغطرسة. "لا تتصرف بغرور. هل تستطيع أن تضطلع بالعمل بمفردك حتى لو كنت صاحب المهارة الاحترافية الأكبر أو شعرت بأنّ جودتك هي الأفضل بين الجميع هنا؟ هل تستطيع أن تضطلع بالعمل بمفردك حتى لو كانت مكانتك هي الأسمى؟ لا تستطيع، ليس من دون تلقي مساعدة الجميع. بالتالي، ينبغي ألا يتكبر أحد أو يرغب في العمل انفراديًا. على المرء أن يبتلع كبرياءه، ويتخلّى عن أفكاره وآرائه، ويعمل بانسجام مع كل زملائه. هؤلاء هم الذين يمارسون الحق ويتمتّعون بالإنسانية. يحبّ الله هؤلاء الناس، وهم وحدهم يستطيعون أن يكونوا مخلصين في أدائهم لواجبهم. هذا وحده مظهر للإخلاص" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). "يهب الله الإنسان مهارات ويمنحه مهارات مميزةً، بالإضافة إلى ذكاء وحكمة. كيف على الإنسان أن يستخدم هذه الأشياء؟ يجب أن تكرّس مهاراتك المميزة ومواهبك وذكاءك وحكمتك لواجبك. ويجب أن تستخدم قلبك وتُجْهِدَ عقلك في تطبيق كل ما تعرفه، وكل ما تفهمه، وكل ما بوسعك تحقيقه، وكل ما تفكر فيه على واجبك، فستبارَك عبر فعل هذا" ("لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). جعلني التأمل في كلمات الله أفهم أن الله منحني الموهبة وقدَّرني لدراسة المعرفة المهنية للموسيقى، لذلك ينبغي لي استخدام هذه الأشياء لأداء واجباتي، وليس كذريعة للغطرسة والكبرياء. أدركتُ أن لكل شخص نقاط قوته وعيوبه، ومهما كنتُ بارعة في الموسيقى، لن أكون أبدًا الأفضل في كل شيء، ولا يعني هذا أن لديّ واقع الحق. أدركت أنني يجب أن أعمل مع إخوتي وأخواتي حتى نتمكّن من تعويض عيوب بعضنا بعضًا، والعمل متحدين لإبداع أعمال تشهد لله. هذا وحده يتوافق مع مشيئة الله.
بعد ذلك، عندما عزفتُ الغوزهينغ وتعلمت مهارات مع أخواتي، إذا وجدت مواضع يحتجن فيها إلى التحسن، كنت أصلي إلى الله بوعي ليمنحني قوة إخلاء ذاتي وتعليمهن بصبر، وليمكنني أيضًا التعلُّم من نقاط القوة التي يمتلكنها. بعد ذلك، لم يعدن يشعرن بأنني أعجِّزهن وكنّ قادرات على استخدام مواهبهن في واجباتهن، ومع مرور الوقت شعرن بحرية أكبر. بإرشاد الروح القدس، أنتجنا الألحان بسرعة أكبر من ذي قبل، واستمرت الجودة في التحسن. في وقت لاحق، انضمت أخت صغيرة لم تدرس النظرية الموسيقية إلى مجموعتنا، لمساعدتها على التعلُّم وإتقان الأمر في أسرع وقت ممكن، صمّمتُ لها دورة تدريبية من الأساسيات إلى الموضوعات المتقدمة. فكرتُ، أنها ما دامتْ تتبع دورتي التدريبية، فستكون قادرة على تعلُّم كل شيء في وقت قصير. ولكن ذات يوم، جاءت لتسألني عن شيء لم تفهمه، وعندما أدركتُ أن سؤالها لم يكن في أي موضع في الدورة التي صمَّمتها، بدأتُ أشعر بعدم الارتياح، وفكرتُ: "لقد صممتُ لك هذه الدورة الجيدة، لكنك لا تتبعينها. بدلًا من ذلك، أنت تدرسين موادَ أخرى. إذا درستِ هكذا، فمتى ستتحسنين؟ ألستِ تشككين في احترافي فحسب؟" عندما وصلتْ أفكاري إلى هذه المرحلة، أدركتُ على الفور أن هذه كانت شخصيتي المتغطرسة تثور مرة أخرى، لذا صليّتُ على الفور إلى الله وأخليت ذاتي. فكرت كيف فعلتُ الأشياء من قبل بالاتكال على شخصيتي المتغطرسة وجعلت الأخوات في مجموعتي يشعرن بالعجز الشديد. هذه المرة، علمت أن عليّ احترام رأيها. قررتُ السماح لها بالدراسة بالسرعة التي تناسبها وبطريقتها الخاصة بدلًا من إجبارها على فعل ما أعتقد أنه الأفضل. بعد ذلك، عندما كان كلانا يعمل على لحن، كلما وجدنا مواضعَ تختلف فيها وجهات نظرنا أو أفكارنا، كنت أخلي ذاتي بوعي، ثم أناقش معها الأمور، في النهاية، بعد أسبوع، اكتمل لحننا وعرفت أن هذا كان حقًا إرشاد الله وبرَكاته. كما تقول كلمات الله: "كلما وضعت الحق موضع الممارسة، امتلكت المزيد من الحق؛ وكلما وضعت الحق موضع الممارسة، امتلكت المزيد من محبة الله؛ وكلما وضعت الحق موضع الممارسة، ازدادت بركة الله عليك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يحبون الله سوف يعيشون إلى الأبد في نوره).
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.