النهوض في مواجهة الفشل
قبل أن أؤمن بالله، تعلمت على يد الحزب الشيوعي الصيني. ولم أفكر في شيء سوى كيف أصنع من نفسي شيئًا وأن أشرّف عائلتي. بعد ذلك، تقدمت لاختبارات الدراسات العليا، ثم أصبحت محامية. شعرت دائمًا أنني في موضع أعلى من الآخرين. لذا، أينما ذهبت، كنت أحاول دائمًا التباهي، وأتوقع من الآخرين أن يروا كل شيء بطريقتي أنا وأن يفعلوا الأشياء مثلما أقول. لم أكن أدرك آنذاك أن هذا كان نوعًا من الشخصية المتغطرسة، بل كنت أشعر بأنني شخصية رائعة حقًا. بعد أن بدأت أؤمن بالله، من خلال قراءة كلام الله القدير، أدركت أخيرًا شخصيتي المتغطرسة ورأيت أنه لم يكن لدي طموحات ورغبات فحسب، بل كنت أعاني كذلك من الإحساس بأهميتي وبري الذاتي. في بعض الأحيان، عندما كنت أتحدث أو أفعل بعض الأشياء، لم أكن أناقشها مع أي شخص آخر، وكنت أصر على عمل ما يحلو لي. ومع أنني اكتسبت بعض الفهم عن نفسي، شعرت أن هذه لم تكن مشاكل كبيرة. أذكر مرة أنني قرأت في كلام الله: "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله"، و"أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله". فكرت في عبارة: "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله". لذا، ماذا عن الناس الذين يتمتعون بالإنسانية؟ أو عن الناس المطيعين لله؟ هل لا تزال شخصياتهم بحاجة إلى التغيير؟ ماذا يعني تحديدًا التغيير في الشخصية؟ كنت أظن أننا نؤمن بالمسيح، وأن المسيح إله عمليّ، لذلك ألا ينبغي أن يكون الإيمان بالمسيح معناه طاعة المسيح؟ لذا، فإن طاعة المسيح تعني أن تكون متوافقًا مع المسيح. خاصة عندما فكرت في كيف أنني تخليت عن حياتي المهنية وتركت أسرتي، عندما اخترت أن أبذل نفسي من أجل الله، فكرت، ألم تكن هذه علامة على إيماني بالمسيح والتوافق مع المسيح؟ ولكن في ذلك الوقت، لم أكن أعرف، ولم أفهم أنه كان عليّ إحداث تغيير في شخصيتي الحياتية لأكون متوافقة مع المسيح، لذلك كنت أقوم بواجباتي فقط بدافع الحماس. لم أكن أعرف أيضًا ماهية الدخول في الحياة، ولم أكن أعرف ما هو التغيير في الشخصية. يمكنك القول إنه لم يكن لدي خبرة في الحياة على الإطلاق. متى حصلتُ أخيرًا على بعض الفهم الحقيقي؟ كان ذلك بعد أن تعرضت لتهذيب وتعامل شديدي القسوة إذ بدأت أتأمل في نفسي ورأيت أن طبيعتي الخاصة كانت متغطرسة للغاية. لم أكن أعرف كيفية طلب الحق أو التركيز على ممارسة كلام الله عندما حدثت لي بعض الأمور، ولم يكن لدي طاعة لله على الإطلاق. يمكنكم القول إنني بالأساس، لم أكن شخصًا متوافقًا مع المسيح. بعد اختبار هذا التهذيب والتعامل، أخيرًا اكتسبت تقديرًا حقيقيًا لما قصده الله عندما قال: "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله".
في 2014، تعرضت لاضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني لأنني آمنت بالله، وأُجبرت على الفرار إلى الخارج. بعد أن وصلت إلى الخارج، رأى إخوتي وأخواتي أنني كنت أبذل نفسي بحماس وكنت أتمتع بإمكانات جيدة، لذلك اختاروني كقائدة للكنيسة، وكثيرًا ما أوصوا بمشاركتي في فعاليات معينة وإجراء مقابلات إعلامية. لكن هذه الأشياء أصبحت رأس مالي. كنت متغطرسة بالفعل، ومع رأس المال هذا، أصبحت متعجرفة بشكل لا يُطاق. شعرت أن الكنيسة لا تستطيع العمل بدوني، وأنني كنت أقوم بعمل مهم. عندما كان إخوتي وأخواتي يريدون مناقشة بعض الأمور التي أراها تافهة للغاية معي، لم أكن أرغب في شغل نفسي بهذه الأمور واعتقدت أنهم يثيرون ضجة حول لا شيء. وإذا استمروا في طلب ذلك مني، كنت أشعر بالانزعاج. "لماذا يسألونني عن مثل هذه الأشياء التافهة؟ هل هذا يستحق وقتي؟ تعاملوا مع الأمر بأنفسكم فحسب". وإذا أفرطوا في الطلب، سرعان ما تصبح لهجتي استجوابية وانتقادية، حتى إنني كنت ألقي عليهم محاضرات كما لو كنت أعلى منهم. في الواقع، عندما كنت أعامل إخوتي وأخواتي على هذا النحو، كنت أشعر أنا نفسي بأن هذا غير لائق. كنت أشعر أنه يؤذيهم بطريقة أو بأخرى. ولكن عليكم أن تدركوا أن حياتي بهذه الشخصية المتغطرسة أفقدتني كل الإنسانية، حتى اختفت مني كل قدرة على اللوم الذاتي. هكذا كنت أتصرف في العمل وفي الحياة. في كل ما كنت أفعله خلال واجباتي، أردت أن يكون لي القول الفصل. عندما كنت أناقش الأمور مع إخوتي وأخواتي وأسمع آراء أو اقتراحات لا تعجبني، كنت أوبخهم على الفور دون تفكير وأقلل من آرائهم كما لو كانت لا قيمة لها. أردت أن يسير كل شيء تمامًا كما أردت. ونادرًا ما كنت أطرح المشاكل في العمل للمناقشة والبحث مع زملائي لأنني اعتقدت أنه بعد أداء واجباتي لفترة من الوقت، أنني اكتسبت خبرة كافية تمكنني من حل الأمور من خلال تحليلها ودراستها، وأن زملائي لم يكونوا على دراية بالعمل، لذلك لا يفهمونها تمامًا. فكرت، إذا تحدثت إليهم، لن يكونوا قادرين على إضافة أي شيء، ولن يفهموا الأشياء أفضل مني. فكرت أن خوض عملية المناقشة كان مجرد مضيعة للوقت، وأنها مجرد مسألة شكلية. لذلك توقفت تدريجيًا عن رغبتي في العمل معهم. عندما كان رؤسائي يأتون لمعرفة أحوال عملي، كنت أنزعج أيضًا بشدة، ولم أرغب في قبول إشراف الآخرين أو توجيههم. في ذلك الوقت، شعرت بالفعل أن حالتي لم تكن صحيحة. كما حذرني إخوتي وأخواتي قائلين: "أنت متغطرسة ولديك بر ذاتي للغاية، ولا تريدين العمل مع أي شخص. أنتِ ترفضين قبول إشراف الآخرين وتوجيههم في واجباتك وعملك، ولا تريدين أن يتدخل أي شخص في عملك". كانت هذه التحذيرات وهذه المساعدة من زملائي في العمل نوعًا من التهذيب والتعامل، لكنني تجاهلتها. ما شعرت به، هو أنه على الرغم من أنني كنت متعجرفة، لم أحقق الكثير من دخول الحياة، ولم أحقق أي تغيير، كنت لا أزال أقوم بواجبي، لذلك لم تكن هذه مشكلة كبيرة. لم آخذ مساعدة وتحذيرات إخوتي وأخواتي بجدية. لم أفكر كثيرًا في ذلك. اعتقدت أن شخصيتي المتغطرسة، أو طبيعتي الشيطانية، لم يكونا شيئًا يمكنني تغييره بين عشية وضحاها. لذا، تصورت أن هذه عملية طويلة الأمد، وأنه في الوقت الحالي يجب أن أتعامل مع عملي وأؤدي واجباتي بشكل جيد.
ولكن، عندما نعيش بشخصية متغطرسة، فهذا لا يعني أننا لا نشعر بأي شيء. شعر قلبي بفراغ كبير في ذلك الوقت. في بعض الأحيان، بعد انتهائي من مهمة، كنت أفكر واسأل نفسي: "بينما أقوم بتلك المهمة أو بعد انتهائها، ما الحقائق التي اكتسبتها؟ ما هي المبادئ التي نلت الدخول إليها؟ هل تغيرت شخصيتي الحياتية بطريقة ما؟" لكني لم أنجز أي شيء. ما السبب في ذلك؟ لأنني كنت كل يوم أندفع وأرهق نفسي لإنهاء عملي، وكلما كان لدي الكثير لأفعله، امتلأت بالإحباط والغضب. كان الأمر كما لو أن شيئًا واحدًا قد يثيرني لدرجة أنني أفقد تمامًا القدرة على التحكم في نفسي. عندما كنت أصلي إلى الله، كنت ببساطة أصلي صلاة شكلية. لم يكن لدي ما أقوله لله من القلب. كما أنني لم أحصل على أي إضاءة أو استنارة نتيجة أكل وشرب كلام الله. في ذلك الوقت شعرت بالفراغ والقلق الشديد. شعرت أنه كلما قمت بواجباتي أكثر، كنت أبعد عن الله، ولم أستطع أن أشعر بالله في قلبي. كنت أخشى أن ينبذني الله. لذلك، ذهبت مسرعة للوقوف أمام الله وصليت: "يا الله، أنا غير قادرة على خلاص نفسي، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، لذلك أطلب منك أن تخلِّصني". بعد فترة وجيزة، تعرضت لتهذيب وتعامل مفاجئين.
ذات مرة، عندما سألني الأخ الأعلى منصبًا عن عملي، اكتشف مشكلة في كيفية تعاملي مع إنفاق أموال الكنيسة، إذ وجد أنه عندما قررت كيفية إنفاق هذا المال، لم أناقش الأمر مع زملائي أو مع مجموعة اتخاذ القرار. فقال لي: "يتعلق الأمر بنفقات الكنيسة، لماذا لم تناقشيه مع زملائك في العمل أو مع مجموعة اتخاذ القرار؟ هل هذا قرار يمكنك اتخاذه بنفسك؟" شعرت أنه لم يكن هناك أي شيء يمكنني قوله ردًا على سؤاله. في ذلك الوقت، لم أكن أعرف كيف أجيب على الأخ. لماذا؟ لم أكن أعرف السبب على الإطلاق، لأنني لم أفكر في ذلك قط. بعد ذلك، بدأت في التفكير مرة أخرى. خلال تلك الفترة، لأنني كنت أعيش بطبيعتي المتغطرسة، لم يكن لدي أي تفكير عادي على الإطلاق، لم أكن أعلم أن واجباتي هي تكليف الله لي، وأنه كان يجب عليّ أن أؤديها وفقًا للمبادئ وأن أبحث عن الحقيقة. لم أكن أعلم أنه كان ينبغي عليّ مناقشة الأمور واتخاذ قرار بشأنها مع زملائي في العمل ومجموعة اتخاذ القرار. لقد افتقرت إلى هذا التفكير لأنني كنت أعيش بشخصيتي المتغطرسة. ولم أكن على علم بذلك على الإطلاق. بل فكرت أن هذا أمر أفهمه جيدًا، ولم أكن بحاجة إلى البحث عنه أو النظر فيه. تعامل معي الأخ بقوله: "أنتِ متعجرفة ولديك إحساس بالبر الذاتي، وتفتقرين إلى أي تفكير. هذه العطايا يقدمها لله شعبه المختار، وكان ينبغي أن تُنفق بشكل معقول وفقًا لمبدأ. الآن تبددت العطايا، لذلك يجب علينا تحديد المسؤولية وفقًا للمبدأ". لم أرد عليه بأي شيء، ولكن في داخلي، بقي لديّ الشعور بأنني على حق. لم أسرق العطايا، لقد أنفقتها أثناء أداء عمل الكنيسة، فلماذا أتحمل أي مسؤولية؟
بعد ذلك، جاء قادتنا الأعلى إلى الكنيسة للقائنا، وقدموا شركة حول مشكلتي وحلّلوها باستخدام كلام الله. في ذلك الوقت، استخدمت أيضًا كلام الله لشرح فهمي لنفسي، لكن في قلبي، كنت أعلم أنني أستخدم هذه الشركة عن كلام الله لمجرد التعبير عن التحدي وعدم الرضا وقلة الفهم التي تراكمت في قلبي. شعرت أنني عملت بجد على الرغم من عدم تلقي أي تقدير. رأى قادتي أنه لم يكن لدي فهم حقيقي لطبيعتي، ولذلك بعد طلب الحصول على موافقة إخوتي وأخواتي، طردوني على الفور من منصبي كقائدة للكنسة. لم أشعر بالكثير من الندم في تلك اللحظة. ولكن بعد ذلك، بدأ القادة في مراجعة تفاصيل كل نفقة من النفقات، وخلال هذه العملية، أدركت أخيرًا أن هناك بعض المشاكل حقًا. مع تراكم الخسائر وتزايد المبلغ، تجاوز ما يمكنني دفعه، وبدأت أشعر بالخوف. بدأت أتذكر قراراتي الخاصة بإنفاق هذا المال وموقفي الرافض والمتجاهل، وبدأت حقًا أشعر بالندم وأكره نفسي. لم أتخيل قط أن الاعتماد على طبيعتي الشيطانية في واجباتي يمكن أن يتسبب في مثل هذه الخسائر للكنيسة. في مواجهة تلك الحقائق، لم أملك سوى أن أخفض رأسي الذي كنت أرفعه بزهو، ولم أرغب في شيء أكثر من أن أصفع وجهي بنفسي. لم أصدق أن هذه كانت بالفعل أشياء فعلتها.
بعد ذلك استمعت إلى الأخ يعطي شركة. سأقرأ عليكم الملاحظات التي سجلتها في ذلك الوقت. "اليوم، هناك بعض القادة والعمال الذين يؤمنون بالله منذ 10 أو 20 سنة، ولكن لماذا لا يمارسون حتى القليل من الحق، بل يفعلون الأشياء حسب مشيئتهم؟ ألا يدركوا أن تصوراتهم وخيالاتهم ليست هي الحق؟ لماذا لا يمكنهم طلب الحق؟ يبذلون أنفسهم بلا كلل، ويؤدون واجباتهم من الفجر حتى الغسق دون خوف من العمل الشاق أو الإرهاق، ولكن لماذا لا يزالون يفتقرون إلى المبادئ بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله؟ إنهم يؤدون واجباتهم وفقًا لأفكارهم، ويفعلون ما يريدون. أشعر بالصدمة أحيانًا عندما أرى ما يفعلونه. عادة ما يبدون صالحين للغاية. إنهم ليسوا أشرارًا، ويتحدثون بشكل جيد. من الصعب تخيل أنهم قادرون على مثل هذه الأشياء السخيفة. في مثل هذه الأمور المهمة، لماذا لا يسعون إلى النصيحة أو يطلبونها؟ لماذا يصرون على فرض طريقتهم الخاصة وأن يكون لهم القول الفصل في الأمور؟ ما هذا إن لم يكن شخصية شيطانية؟ عندما أتعامل مع أشياء مهمة، غالبًا ما أتحدث مع الله، وأطلب منه المساعدة. في بعض الأحيان يقول الله أشياء تتعارض مع تخيلاتي، لكن عليّ أن أطيع وأعمل الأشياء على طريقة الله. في الأمور الهامة، لا أجرؤ على التصرف بناءً على أفكاري الخاصة. ماذا سيحدث إذا ارتكبت خطأ؟ الأفضل أن أدع الله يحدد الأشياء. هذا المستوى الأساسي من مخافة الله هو شيء يجب أن يمتلكه كل القادة والعمال. لكنني اكتشفت أن بعض القادة والعمال وقحون للغاية. يطالبون بأن يفعلوا كل شيء على طريقتهم. ما هي المشكلة هنا؟ إنه أمر خطير حقًا عندما لا تتغير شخصياتنا. ... لماذا يؤسس بيت الله مجموعات لاتخاذ القرار؟ مجموعة اتخاذ القرار هي ببساطة العديد من الأشخاص الذين يناقشون ويفحصون ويقررون المسألة معًا لتجنب أي أخطاء أو خسائر كبيرة. لكن بعض الناس يتحايلون على مجموعات اتخاذ القرار ويفعلون الأشياء على طريقتهم الخاصة. أليسوا إبليس الشيطان؟ أي شخص يتجاوز مجموعات اتخاذ القرار ويفعل الأمور بطريقته الخاصة هو إبليس الشيطان. أيًا كان منصبهم القيادي، إذا تجاوزوا مجموعات اتخاذ القرار، ولم يقدموا الخطط للموافقة عليها، وتصرفوا بمفردهم، فهم إذًا إبليس الشيطان، ويجب استبعادهم وطردهم" (من "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة"). اخترقت كل كلمة من كلام شركة الأخ قلبي. ربما لا يعرف بعض الإخوة والأخوات خلفية هذه المشاكل، لكنني كنت أعلم أن كل كلمة قالها كنت أنا المقصودة بها، وأنه عرّى حالتي تمامًا. عندما سمعت الاخ يقول إن مثل هؤلاء الناس هم إبليس الشيطان ويجب استبعادهم وطردهم، شعرت بالذهول فجأة. شعرت كما لو كنت قد حُكم عليّ للتو بالموت. فكرت: "لقد انتهى أمري. الآن لن أنال الخلاص الكامل أبدًا، هذه هي نهاية حياتي في الإيمان بالله – لقد انتهى إيماني بالله". كنت خائفة آنذاك للغاية. لطالما شعرت أن الله يعتني بي تمام الاعتناء. لقد حصلت على تعليم جيد وعمل جيد، كانت الواجبات التي قمت بها في بيت الله مهمة للغاية، وكان إخوتي وأخواتي يتطلعون إليّ باحترام، لذلك كنت دائمًا أعتبر نفسي شخصًا ذا مكانة خاصة جدًا لدى الله. ظننت أنني الشخص الرئيسي الذي يجب أن يتدرب في بيت الله. لم أتخيل قط أن الله سيكرهني ويقصيني لأنني أسأت إلى شخصية الله. منذ تلك اللحظة، بدأت أشعر أن شخصية الله بارة ولا تقبل إي إساءة، وأن بيت الله يحكمه الحق والبر، وأنه لا يسمح أبدًا لأي شخص أن يسيء السلوك. يجب علينا في الكنيسة أداء واجباتنا وفقًا للمبدأ والسعي إلى الحق، وألا نعمل ما يحلو لنا أو نتصرف كيفما شئنا. اعتقدت أنه نظرًا لأنني تسببت في كارثة وأنفقت باستهتار عطايا الكنيسة، أنني قد أسأت إلى شخصية الله، ولا يمكن لأحد أن يخلّصني. كان عليّ فقط أن أنتظر إقصائي من بيت الله.
في الأيام التي تلت ذلك، كنت أشعر عندما أفتح عينيّ كل صباح بلحظة من الرعب، وأصبت بالإحباط لدرجة أنني لم أكن أملك القوة على النهوض من السرير. شعرت أنني لم أكن أعرف ما المكان التالي الذي سأكون به، وأن الخطأ الذي ارتكبته كان كبيرًا للغاية، وأنه لا يمكن لأحد أن يخلّصني. لم أملك سوى أن أقف أمام الله، وأصلّي له، وأخبره بما كان في قلبي. قلت لله: "يا إلهي، لقد كنت مخطئة. لم أتصور قط أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة. في الماضي لم أكن أعرفك، ولم أتقيك في قلبي. كنت متغطرسة في حضرتك ولديّ بر ذاتي، وأسأت السلوك، وتصرفت بلا أي تفكير، ولذا فإنني اليوم أخضع لهذا التهذيب والتعامل والتوبيخ والدينونة. أرى شخصيتك البارة. أرغب في الطاعة وتعلم الدروس من هذا الموقف. أتوسل إليك يا رب ألا تتركني، لأنني لا أستطيع أن أعيش بدونك". في الأيام التالية، واصلت الصلاة هكذا. ذات صباح سمعت ترنيمة من كلام الله. "يجب أن تتحلّى بهذا النوع من الفهم كلما يحصل شيء: "مهما يحصل، فكل هذا جزء من إنجاز هدفي، وهو فعلُ الله. ثمة ضعف فيّ، لكنّني لن أكون سلبيًا. أشكر الله على المحبة التي يهبها لي وعلى ترتيبه بيئة كهذه لي. يجب ألاّ أتخلّى عن رغبتي وعزمي؛ فالاستسلام يساوي عقد تسوية مع الشيطان، ويساوي الدمار الذاتي، ويساوي خيانة الله." هذا نوع العقلية التي يجب أن تتمتّع بها. مهما يَقُل الآخرون أو كيفما يتصرّفون، وكيفما عاملك الله، لا يجب أن يتزعزع عزمك" (من "العزم الضروري للسعي إلى الحق" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). عندما سمعت هذه الترنيمة من كلام الله، شعرت أنني وجدت أملًا في خلاص نفسي. رنمتها مرارًا وتكرارًا، وكلما رنمتها أكثر، شعرت بقوة أكبر في قلبي. أدركت أن الله كشفني وهذبني وتعامل معي بهذه الطريقة لأن الله أرادني أن أعرف نفسي حتى أتوب وأتغير، وليس لأن الله أراد أن يطردني ويقصيني. لكني لم أكن أعرف الله، لقد أسأت فهم الله، وتوخيت الحذر من الله، وهكذا عشت في حالة سلبية من اليأس التام لأنني اعتقدت أن الله لا يريدني. ولكن في ذلك اليوم رأيت كلام الله وأدركت أن مشيئة الله لم تكن كما تصورتها على الإطلاق. كان الله يعرف أن قامتي الروحية غير ناضجة على الإطلاق، وكان يعلم أنني سأصبح سلبية وضعيفة في هذه الظروف، وحتى إنني سأتخلى عن إصراري على البحث عن الحق. وهكذا استخدم الله كلامه ليواسيني ويشجعني وجعلني أدرك أن الناس يحتاجون دائمًا إلى السعي إلى الحق، بغض النظر عن الظروف. عندما يفشل الناس ويسقطون، أو عندما نخضع للتهذيب والتعامل معنا، فهذه كلها خطوات ضرورية في عملية الخلاص الكامل. طالما يمكننا أن نتأمل ونتعرف على أنفسنا، ويمكننا التوبة والتغيير، إذن بعد تجربة هذه الخطوات، سنشهد نموًا في الحياة. بمجرد أن فهمت هذا، شعرت بأنني لم أعد أسيء فهم الله بنفس القدر، وأنني لم أكن بنفس الحذر تجاه الله. شعرت أنه بغض النظر عما يخططه الله ويرتبه، فهو مفيد لي بالتأكيد، وأن الله كان يتحمل المسؤولية عن حياتي. لذا، استجمعت شجاعتي واستعددت لمواجهة ما سيحدث بعد ذلك.
بالطبع، هدأت نفسي وتأملت مرة أخرى. لماذا فشلتُ وسقطتُ بشدة؟ ما هو أصل فشلي؟ لم أفهم إلا بعد أن قرأت كلام الله أخيرًا. يقول كلام الله: "إذا كنت تمتلك الحق بداخلك، فإن المسار الذي تسير فيه سيكون بطبيعة الحال المسار الصحيح. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف داخلك، فسيكون من المستحيل عدم تحدّي الله، لا بل ستُرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار، وفي النهاية، سيجعلانك تجلس مكان الله وتشهد لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك ومفاهيمك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة! إنّ أراد أحدٌ أن يحلّ مشكلة اقترافه للشر، فَعَليْهِ أولاً أن يحلّ مشكلة طبيعته؛ فبدون إحداث تغيير في الشخصيَّة، لا يُمكِن حلّ هذه المشكلة حلًا جذريًا" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). في الماضي، اعترفت بغطرستي نظريًا، ولكن لم يكن لدي فهم حقيقي لطبيعتي، لذلك ما زال لديّ إعجاب بنفسي، وأعيش وسط مفاهيمي وخيالاتي. شعرت بأنني كنت مغرورة لأنني كنت أملك ما يؤهلني لذلك، لهذا السبب، عندما حاول إخوتي وأخواتي تهذيبي والتعامل معي ومساعدتي، تجاهلت ذلك. لقد تجاهلت ذلك تمامًا. ولكن عندما قرأت كلام الله، فهمت أخيرًا أن طبيعتي المتغطرسة والمغرورة كانت أساس تمردي ومقاومتي لله. كانت مثالًا للشخصية الشيطانية. عندما يعيش الناس في إطار هذه الطبيعة المتغطرسة والمغرورة، يصبح فعل الشر ومقاومة الله لا إراديًا. تذكرت كيف كنت أفكر دائمًا في نفسي منذ أن بدأت في أداء واجبي كقائدة للكنيسة. ظننت أنني أستطيع فعل أي شيء، وأنني أفضل من الجميع، وأردت أن أفعل ما يحلو لي في كل شيء. ليس هذا فقط، بل إنني أردت تولي عمل مجموعتي بأكملها وقيادتها وأن أجعل إخوتي واخواتي يفعلون ما أريد. لم أفكر إطلاقًا فيما إذا كانت أفكاري وقراراتي صحيحة، أو ما إذا كانت متحيزة، أو ما إذا كانت تتسبب في خسارة لعمل الكنيسة حتى سمعت ذلك الأخ يقول إنه عندما كان يواجه الأمور، كان يسأل الله، لأنه كان يخشى أن يفعل الشيء الخطأ، وإنه لم يكن يتصرف إلا بعد تلقي إجابة واضحة من الله. الأخ من القيادة العليا هو مَن يملك الحق، ومن لديه قلب يتقي الله ويتصرف وفقًا لمبدأ. ومع ذلك فهو لا يجرؤ على الثقة بنفسه ثقة كاملة. عندما يواجه بعض الأمور، يسأل الله ويسمح لله أن يقرر. يحتاج قائد الكنيسة، أكثر من أي شخص آخر، إلى طلب الحق في كل شيء. لكنني لم أطلب الله ولم يكن لي قلب يتقي الله على الإطلاق. كلما واجهت بعض الأمور، كنت أعتمد على مفاهيمي وخيالاتي لتوجيهي وعاملت أفكاري الخاصة على أنها الحقيقة. اعتبرت نفسي عالية ومهمة. أليس هذا مثال الشخصية الشيطانية؟ كنت مثل رئيس الملائكة الذي أراد الجلوس على قدم المساواة مع الله. وهذا أمر أساء بشدة إلى شخصية الله! بمجرد أن فهمت هذه الأشياء أخيرًا، شعرت أن طبيعتي المتغطرسة والمغرورة كانت مرعبة، فقد جعلتني أعيش بلا عقل، ودفعتني إلى فعل أشياء كثيرة أضرت بالناس وأساءت إلى الله، وجعلتني أعيش مثل وحش. لكن الله بار. كيف سمح الله لشخص مثلي، تملؤه الشخصية الشيطانية، أن يعيث في الأرض فسادًا ويعطّل عمل بيت الله؟ لذا، كنت استحق الإقصاء عن واجبي القيادي، لقد فعلت هذا بنفسي. أدركت أنه في خلال كل السنوات التي آمنت فيها بالله، كنت أعتمد على مواهبي، وعلى مفاهيمي وتخيلاتي لأداء عملي، ونادرًا ما كنت أطلب الحق. لذا بعد كل هذا الوقت، لم يكن لدي الآن واقع الحق، وفي الواقع كنت فقيرة روحيًا وأستحق الشفقة. فكرت، لماذا لا يمكنني طلب الحق؟ لماذا أعتقد دائمًا أن أفكاري وأحكامي الخاصة صحيحة؟ أثبت هذا في الواقع أنه لم يكن لدي مكان في قلبي لله على الإطلاق، كما لم يكن لديّ قلب يخاف الله. كشْف الله لي في واجبي اليوم كان في الواقع تذكير من الله وتحذير لي، وإذا لم أرجع عن طرقي، ستكون نهايتي نبذي وإرسالي إلى الجحيم. بمجرد أن فهمت هذه الأشياء، شعرت أن دينونة الله وتوبيخه وتهذيبه وتعامله هو في الواقع محبة الله للناس وحمايته لهم وأن وراء كل ذلك مقاصد الله الصالحة. الله يدين الناس ويوبخهم ليس لأنه يكرههم، ولكن لتخليصهم من تأثير الشيطان ومن شخصياتهم الشيطانية. بمجرد أن فهمت هذا، شعرت بأن سوء فهمي لله قد قل وقل حذري منه. شعرت أيضًا أنه بغض النظر عن الظروف التي رتبها الله لي في الأيام القادمة، فستكون سيادة الله وترتيباته وراء كل شيء، وأتمنى أن أطيعهما.
كانت واجباتي تتطلب بعض أعمال المتابعة التي كنت بحاجة إلى إكمالها، وشعرت أن الله كان يمنحني بهذا فرصة للتوبة، لذلك شعرت أنه يجب عليّ أداء هذه المهمة الأخيرة بشكل جيد. بعد ذلك، في سياق واجباتي، عندما ناقشت عملي مع إخوتي وأخواتي، لم أعد أجرؤ على الاعتماد على شخصيتي المتغطرسة حين كنت أرى نفسي على صواب دائمًا وأجعل الجميع يستمعون إلي. وبدلًا من ذلك، سمحت لإخوتي وأخواتي بالتعبير عن آرائهم وقررت في النهاية ما يجب فعله من خلال تقييم أفكار الجميع. بالطبع، عندما كانت وجهات نظرنا تختلف، كان لا يزال بإمكاني أن أكون متعجرفة ولديّ بر ذاتي، وأن أتشبث برأيي، وأن أكون غير مستعدة لقبول آراء ونصائح الآخرين. لكنني كنت أعود وأتذكر كيف فشلت وسقطت وتعرضت للتهذيب والتعامل معي، وأشعر بالخوف، ثم أذهب أمام الله للصلاة. كنت أتخلى عن نفسي بوعي، وبعد ذلك أطلب الحق والمبادئ بقلب يتقي الله جنبًا إلى جنب مع إخوتي وأخواتي. شعرت بأمان شديد في أداء واجباتي بهذه الطريقة، وأصبح بإمكان قراراتي الصمود أمام التدقيق. وعندما كنت أشترك في العمل مع إخوتي وأخواتي، كنت أدرك أن بعض أفكاري كانت في الواقع أحادية الجانب. كانت الشركة مع إخوتي وأخواتي، ثم التعمق في الأمور، على الأقل لي، في مسائل الحق والمبدأ والبصيرة، مفيدة لي للغاية. خاصة عندما رأيت كيف أنه عند مواجهة إخوتي وأخواتي لبعض الأمور، كانوا يصلون إلى الله، ويطلبون، ويقدمون شركة، ولم يستسهلوا الثقة بأنفسهم، تساءلت لماذا لم أسع وراء الحق ووثقت بنفسي بسهولة. رأيت أن غطرستي وغروري جعلاني قادرة على أي شيء. لقد أفسدني الشيطان بشدة ولم أكن أفضل من إخوتي وأخواتي. بعد ذلك فقط أدركت أنه ربما كان لدي معرفة أكثر بقليل من إخوتي واخواتي، ولكن في أعماقي لم أكن أرتقي لمستواهم. كان لدي قلب أقل منهم اتقاءً لله في هذا، كان إخوتي وأخواتي يسبقونني بكثير. وعندما رأيت ذلك، أدركت أن لكل واحد من إخوتي وأخواتي نقاط قوة خاصة، وكان هذا مختلفًا عن الكيفية التي كنت أرى بها إخوتي وأخواتي في الماضي. شعرت أن إخوتي وأخواتي كانوا في الواقع أفضل مني، ولم يكن لدي شيء يجعلني متغطرسة، لذلك بدأت أتواضع، وتمكنت من التوافق مع إخوتي وأخواتي والعمل معهم بشكل جيد. عندما انتهيت من عمل المتابعة، انتظرت بهدوء قرار الكنيسة بشأن كيفية التعامل معي. لم أتوقع قط أن يقول لي الأخ أنه رأى أنني ما زلت قادرة على الاستمرار في القيام بالأمور وأداء واجباتي بعد تهذيبي والتعامل معي، واكتساب بعض الفهم لنفسي، ولذا قال إنه سيُسمح لي بمواصلة واجباتي. وأشار أيضًا إلى بعض المشكلات في أداء واجباتي. عندما سمعت الأخ يقول إنه سيُسمح لي بمواصلة واجباتي، في تلك اللحظة، لم يكن هناك أي شيء يمكنني قوله سوى التعبير عن الشكر الله. شعرت أنه بعد اختبار ذلك، وبعد اجتياز الكشف، وبعد اختبار مثل هذا التهذيب والتعامل اللذين وصلا إلى قلب المشكلة، ربحت أخيرًا بعض الفهم لطبيعتي الشيطانية. لكن الثمن كان باهظًا جدًا. إذ إنه بسبب اعتمادي على الشخصية الشيطانية الفاسدة في واجباتي، تسببت في خسائر للكنيسة، ووفقًا للمبادئ، كان يجب أن أُعاقب. لكن الله لم يعاملني وفقًا لتجاوزاتي، بل أعطاني الفرصة لمواصلة واجباتي. لقد اختبرت شخصيًا رحمة الله وتسامحه المذهلين!
في كل مرة أتذكر هذا الاختبار، أشعر بالندم على الخسائر التي سببتها للكنيسة بسبب الاعتماد على طبيعتي الشيطانية في أداء واجباتي. كما أتفق تمامًا مع كلام الله القائل: "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله". ولكن، أكثر من ذلك، أشعر أن توبيخ الله ودينونته وتهذيبه وتعامله هي أعظم حماية من الله ومحبة صادقة منه للبشرية الفاسدة!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.