قبل السقوط تشامخ الروح
يقول الله القدير، "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله. مع أنّ بعض الناس قد يبدون ظاهريًا أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، لكنّهم لا يعاملونه كالله على الإطلاق. يشعرون دائمًا بأنّهم يملكون الحق ويُبالغون بالإعجاب بأنفسهم. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له" (من "مشاركات الله" بتصرف). ذكرتني كلمات الله هذه بشيء اختبرته منذ وقت مضى. في تلك الفترة، كنتُ حقًا متغطرسة وأشعر ببرٍّ ذاتي. لقد كنتُ قائدة كنيسة للعديد من السنوات، وقمت ببعض العمل وعانيت قليلًا، وتمكنتُ من معالجة بعض المشكلات العملية في واجبي. لذلك استخدمت كل هذا لصالحي، ولم أهتم بأي شخص آخر. بعد ذلك، تم التعامل معي وتأديبي، ومن خلال الدينونة وإعلانات كلام الله، ربحت أخيرًا بعض الفهم لطبيعتي المتغطرسة. شعرت بالندم وكرهت نفسي. بدأت في التركيز على ممارسة الحق، وخضعت لبعض التغيير.
توليت منصبًا قياديًا في الكنيسة عام 2015. وعملت معي الأخت لي، التي كانت بدأت للتو العمل كقائدة. كان شمامسة الكنيسة وقادة المجموعة منضمين حديثًا للإيمان، لذا كانت شركتهم حول الحق ضحلة بعض الشيء. لذلك فكرت: "لقد صرتُ مؤمنة منذ فترة أطول من أي واحد منكم، وكنت قائدة لفترة من الوقت. سيكون عليَّ أن أمارس دورًا رئيسيًا هنا وأجعل الجميع يرون الفرق الذي تُحدِثه الخبرة". لذلك، سأتولى القيادة في أي مسألة وكلما كان أخًا أو أختًا ضعيفًا أو واجه صعوبات في واجبه، وكلما كان هناك تعطيل في عمل الكنيسة، بسبب أي مشاكل شائكة، أو أمور لم تتمكن شريكتي أو زملائي من معالجتها، كنت أتقدَّم للتعامل مع كل ذلك. بدأ عمل الكنيسة في النمو بعد فترة قصيرة وتبدلت أحوال الإخوة والأخوات. وأمكنهم جميعًا القيام بواجباتهم بشكل صحيح. كانوا أيضًا يسعون للشركة معي حول مشاكلهم، ويطلبون رأيي. كنت سعيدة حقًا بنفسي، ولم يكن بوسعي سوى أن أستعرض كل العمل الذي أنجزته، وأفكر: "بدوني على رأس القيادة، لا يمكن لعمل الكنيسة أن يتقدَّم بشكل جيد. لولا شركتي، لما تحسَّنت حالات الآخرين كثيرًا. يبدو أنني أتمتع بواقع الحق فعلًا، ويمكنني القيام بعمل عملي". اضطرت الأخت لي في وقت لاحق إلى العودة إلى المنزل للاهتمام ببعض الأمور، لذلك كان عليَّ أن أتولى عمل الكنيسة بنفسي. في البداية، شعرت ببعض الضغط، وأبقيت الله في قلبي في جميع الأوقات. كنت أستعرض كيف سارت الأمور، بعد كل اجتماع، وأسارع لتقديم الدعم لأي شخص يشعر بالضعف أو السلبية. بعد مرور بعض الوقت، رأيت أن الجميع يجتمعون ويقومون بواجبهم كما ينبغي، وكان كل عمل الكنيسة يمضي بسلاسة. تنفست الصعداء ولم يسعني إلا الشعور برضا بالغ عن نفسي. شعرت أنني أثبت جدارتي طوال هذه السنوات من العمل كقائدة، وأنني رأيت الكثير وعالجتُ الكثير من المشاكل. كانت لدي مجموعة متنوعة من خبرات العمل ويمكنني الاهتمام بالأمور بمفردي. وجدتُ أنني كنت بالفعل ركنًا من أركان الكنيسة. خاصة في تلك الفترة، عندما كنت أستيقظ مبكرًا وأعمل حتى الليل، دون أن أشكو تعبًا أو صعوبة. شعرت حقًا بأنني أستحق بعض التقدير. وبسرعة، صرتُ أعيش في حالة رضا شديد عن الذات وكلما قرأت كلام الله الذي يدين البشرية ويكشفها، لم أكن أطبقه على نفسي. عندما كان الإخوة والأخوات في حالة سيئة، لم أقم بشركة معهم عن الحق، ولكن بدلًا من ذلك كنتُ أرذلهم وكثيرًا ما وبّختهم قائلة: "لقد آمنت لسنين هذا عددها، لكنك ما زلت لا تسعى للحق. كيف يمكنك ألا تتغير قيد أنملة؟" أحيانًا كان يقول الإخوة والأخوات، بعد الشركة عن شيء ما، إنهم ما زالوا لا يعرفون ماذا يفعلون. دون أن أسأل عن السبب، كنت أؤنبهم قائلة، "ليس الأمر أنكم لا تعرفون، لكن أنكم لا تريدون الممارسة!" لقد شعروا جميعًا أنني أقيدهم، ولم يجرؤوا على التحدث إليَّ عن مشاكلهم بعد ذلك.
فيما بعد، انتُخِبَت الأخت ليو قائدة للعمل معي. فكرتُ أنها ليست في الإيمان منذ مدة طويلة، وقد لا تفهم بعض الأمور حتى بعد المناقشات، لذلك يجب أن يكون لي القول الفصل في معظم شؤون الكنيسة، الكبيرة والصغيرة. كنت أحيانًا ما أتخذ قرارًا ثم أرسل الأخت ليو لتنفيذه. ذات مرة، تلقينا رسالة من قائد يطلب منا ترشيح شخص ما للقيام بواجب معين. كنتُ أعرف أن هذا يتعلق بعمل بيت الله، لهذا فهو يستدعي المناقشة مع شريكتي وزملاء العمل، ولكن بعد ذلك فكرت: "كنت أقوم بواجبي في الكنيسة لفترة طويلة. أنا أعرف كل شيء عن الإخوة والأخوات، لذا لا يضر أن أتخذ أنا القرار". لذلك، اتخذت القرار دون مناقشة الأمر مع الأخت ليو ثم طلبت منها إعداد الأمور. على الرغم من أننا خدمنا كقائدتين سويًا، لكنني كنت أعاملها كتابعة. عندما كانت لا تعتني بأمرٍ ما كما ينبغي، كنت أستاء منها. كانت تعيش في سلبية، وشعرتُ أنها لا تستطيع فهم أي شيء أو القيام بواجبها بشكل جيد. لقد وصلت إلى مرحلة أنني كنت أضيِّق الخناق عليها، لكنني لم أراجع نفسي. بدلًا من ذلك، شعرت أكثر بأنني أمتلك واقع الحق وكنت قادرة في عملي، لذلك، كان عليَّ إدارة عمل الكنيسة. أصبحت أكثر استبدادًا وغطرسة. عندما طرح زملاء العمل اقتراحات مختلفة خلال مناقشات العمل، كنت في كثير من الأحيان لا أسعى على الإطلاق، ولكن أطيح بأفكارهم سريعًا. فكرت: "ماذا تعرفون على أي حال؟ ألا أعرف أفضل منكم بعد سنوات كقائدة؟" انتهى بي المطاف بأن يكون لي القول الفصل في كل شيء في عمل الكنيسة. سمح الله في وقت لاحق أن تنشأ بعض المواقف للتعامل معي. ظللتُ أتخبُّط في واجبي. كنت أفوّت المواعيد مع الناس، وأعيّن أشخاصًا لا يتوافقون مع المبادئ. وأشار القائد إلى الأخطاء في عملي وتعامل معي وهذبني. حتى في مواجهة ذلك، ظللت لا أراجع نفسي. اعتقدت أنني بحاجة فقط إلى المزيد من الانتباه. حذرتني زميلة عمل، قائلة: "ألا يجب أن تفكري في سبب وقوع هذه المشاكل؟" فقلت باستخفاف: "لا أحد مثالي، والجميع يرتكبون الأخطاء. ليست هناك حاجة للتفكير في كل شيء". سألني بعض الإخوة والأخوات إذا كنت بخير، وقلت إنني بخير، لكن كنت أفكر في داخلي: "لماذا قد لا أكون بخير؟ حتى لو كنت في حالة سيئة، يمكنني التعامل معها بنفسي. لا داعي للقلق. لقد كنت قائدة لهذه المدة، ألا أفهم الحقَّ إذن أفضل منك؟" مهما حذروني، لن أصغي. كنت أعيش بالكامل في شخصيتي الفاسدة، وكانت روحي تزداد قتامة. بدأت أغفو عندما أقرأ كلام الله، ولم يكن لدي ما أقوله في الصلاة. وبدأت المزيد والمزيد من المشاكل تنشأ في الكنيسة. كنت عمياءً تمامًا، وافتقرت إلى الرؤية في الكثير من المشاكل، ولم أكن أعرف كيفية التعامل معها. بعد فترة قصيرة، أُجري استطلاع عام للرأي في الكنيسة، وقال جميع الإخوة والأخوات إنني كنت متغطرسة حقًا ولا أقبل الحقَّ. قالوا إنني كنت مستبدّة، وإنني كنت أوبخ الناس وأحدُّ من دورهم. انتهى بي الأمر إلى إعفائي من منصبي. في ذلك اليوم، شارك القائد تقييمات الجميع معي. شعرت أن الله ينفث غضبه عليّ من خلال الإخوة والأخوات الذين يكشفونني ويتعاملون معي. شعرت وكأنني فأر شارع يثير اشمئزاز الجميع، بل ويرذله الله. لم أستطع أن أفهم كيف تدهورت لهذا المستوى المتدني للغاية. وقفت أمام الله في ألمي، ساعية: "يا الله، لطالما فكرت في نفسي كمسؤولة في عمل كنيستي، كأنني أملك بعض الحق. لم أظن أبدًا أنني سأواجه هذا الكم من المشاكل التي أواجهها الآن. أنا شخصية متغطرسة في نظر الآخرين، ولا أقبل الحق. يا الله، لا أعرف كيف أصبحت على هذه الشاكلة. أرجوك امنحني الاستنارة وارشدني لأعرف نفسي وأفهم مشيئتك".
ثم قرأت كلمات الله هذه: "وسيكون من الأفضل لكم تكريس جهدٍ أكبر لحق معرفة الذات. لماذا لم تجدوا نعمة لدى الله؟ لماذا شخصيتكم مقيتة له؟ ولماذا يثير كلامكم اشمئزازه؟ حالما تُظهرون قليلاً من الولاء، تسبّحون، وتطلبون أجرة مقابل خدمة صغيرة، وتزدرون الآخرين عندما تظهرون نزرًا يسيرًا من الطاعة، وتصيرون مستهينين بالله عند إنجازكم مهمة تافهة. ... أولئك الذين يؤدون واجبهم وأولئك الذين لا يؤدونه؛ أولئك الذين يقودون وأولئك الذين يتبعون؛ أولئك الذين يقبلون الله وأولئك الذين لا يقبلونه؛ أولئك الذين يتبرعون وأولئك الذين لا يتبرعون؛ أولئك الذين يعظون وأولئك الذين يتلقّون الكلمة، وهكذا: كل هؤلاء الناس يمدحون أنفسهم. ألا تجدون هذا مثيرًا للضحك؟ ومع العلم تمامًا أنكم تؤمنون بالله، فإنكم لا تستطيعون التوافق مع الله. ومع العلم تمامًا بعدم جدارتكم مطلقًا، تصرون على التفاخر بكل شيء. ألا تشعرون أن عقلكم قد فسد إلى درجة أنه لم يعد لديكم ضبط لأنفسكم؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله). "لا تظن أنك تفهم كل شيء. أقول لك إن كل ما قد رأيته واختبرته غير كافٍ لتفهم ولو حتى جزءًا من ألف من خطة تدبيري. فلماذا إذًا تتصرف بكبرياء؟ قلة موهبتك ومعرفتك الضئيلة غير كافية ليستخدمها يسوع في حتى ثانية واحدة من عمله! ما هو كم الخبرة الذي لديك فعليًّا؟ كل ما رأيته وكل ما سمعته في حياتك وكل ما تخيلته أقل من العمل الذي أقوم به في لحظة! من الأفضل ألا تتصيد الأخطاء وتجدها! لا يهم كم قد تكون مغرورًا، أنت مجرد مخلوق أقل من نملة! كل ما تحمله داخل بطنك أقل مما تحمله النملة بداخل بطنها! لا تظن أنه لمجرد أنك حصلت على بعض المعرفة والأقدمية فإن هذا يعطيك الحق في الإيماء بشراسة والتكلم بغطرسة. أليست خبرتك وأقدميتك هي نتاج الكلمات التي قد نطقتها أنا؟ هل تؤمن أنها مقابل عملك وتعبك؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. التجسُّدان يُكمِّلان معنى التجسد). ما كشفته كلمات الله كان حالتي بالضبط. لقد تمَّزقت، وعندها فقط بدأت أراجع نفسي. بعد أداء واجبي كقائدة لبضع سنوات، اعتقدت أنه بما أنني كنت في هذا المنصب لفترة من الوقت، فإنني فهمت المزيد من الحق وكنت أكثر قدرة من الآخرين، وأنني كنت من أعمدة الكنيسة، ولم تستطع الكنيسة التصرف بدوني. عندما أنجزت قليلًا في واجبي، ظننت أنني أفهم كل شيء، وأن لدي واقع الحق، وأنني أفضل من الجميع. اعتقدت أن الإيمان لفترة من الزمن، والتمتع ببعض الخبرة يعطيني الحق في الغطرسة. وأنني كنت في مرتبة أسمى من الآخرين. لم أهتم إطلاقًا لاقتراحات الإخوة والأخوات، ناهيك عن بحثها أو قبولها. حتى عندما كانوا يهتمون بي ويسألون عن حالتي، كنت أشعر بأن قامتي أعظم منهم، وأنني لهذا أستطيع العناية بحالتي، ولا أحتاج إلى مساعدتهم. عندما اكتشفت عيوبهم وصعوباتهم، لم أقم بشركة عن الحق لمساعدتهم، لكنني ازدريتهم. أيًا كان ما فعلوه لم يكن صحيحًا في عينيَّ، وكنت أوبخهم بتعالٍ. ونتيجة لذلك، تقيَّد الإخوة والأخوات بسببي، وعاشوا في سلبية. كيف كان ذلك واجبي؟ كان من الواضح أن ذلك فعل شرٍ. لم أكشف شيئًا سوى شخصية شيطانية متغطرسة ومغرورة. عندما صار الله جسدًا في الأيام الأخيرة، معبرًا عن الحق وعمل لخلاص الإنسان، لقد قام بعمل عظيم، لكنه لم يتباهى، ولم يقدِّم نفسه كإله. بدلا من ذلك، كان متواضعًا ومختبئًا، يقوم بعمل الخلاص بهدوء. رأيت أن الله متواضع وجميل، لكنني أُفسدت بشدة من الشيطان، ومليئة بالشخصيات الشيطانية، فكرت كثيرًا في نفسي وقدراتي، فقط لأنني آمنت منذ فترة من الوقت، وفهمت تعاليم أكثر، ولدي بعض خبرة العمل. جلست في برجي العاجي ولم أنزل. كنت أفتقر تمامًا إلى معرفة الذات، ولم أكن أعرف شيئًا عن نفسي، وكنت متغطرسة وبعيدة عن أي تعقل. كنت كريهة. بعد أن كشفني الله، رأيت قامتي الحقيقية أخيرًا. لقد تمكنت من معالجة بعض المشكلات في واجبي، فقط بسبب عمل الروح القدس. بدون عمله وتوجيهه، كنت عمياءً تمامًا ولم أفهم شيئًا. لم أستطع الاهتمام بمشاكلي، ناهيك عن الآخرين. ومع ذلك، أصبحت متسلطة تمامًا. كنت متغطرسة حقًا. عند تلك المرحلة، شعرت بالخزي من سلوكي.
ثم قرأت كلمات الله هذه: "إذا كنت تمتلك الحق بداخلك، فإن المسار الذي تسير فيه سيكون بطبيعة الحال المسار الصحيح. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف داخلك، فسيكون من المستحيل عدم تحدّي الله، لا بل ستُرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار، وفي النهاية، سيجعلانك تجلس مكان الله وتشهد لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك ومفاهيمك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة! إنّ أراد أحدٌ أن يحلّ مشكلة اقترافه للشر، فَعَليْهِ أولاً أن يحلّ مشكلة طبيعته؛ فبدون إحداث تغيير في الشخصيَّة، لا يُمكِن حلّ هذه المشكلة حلًا جذريًا" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). بعد قراءة كلمات الله، أدركت أن طبيعتي المتغطرسة كانت السبب في أنني أعمل الشر وأقاوم الله. مدفوعة بطبيعتي المتغطرسة، نسبت الفضل لنفسي في نتائج عمل الروح القدس، عندما كان لديَّ القليل من النجاح في واجبي، متباهية بنفسي وكأني نجمة الكنيسة. لقد صدَّقتُ نفسي بلا خجل أنني نلتُ خلاص الله، ومع ذلك لم تكن لدي أي معرفة بالنفس. وفي واجبي، كنت أتباهى باستمرار بأقدميتي، وأعتبر نفسي أفضل وأعلى من أي شخص آخر، وأتسلط دائمًا على الآخرين. حتى إنني استخدمت كلمات الله لتحذير الإخوة والأخوات، وعند ترتيب العمل، لم أكن أناقش الأمور مع الأخت التي تعمل معي. بدلًا من ذلك، تصرفت بشكل استبدادي وكانت كلمتي هي الفاصلة. حتى إنني اتخذت قرارات أحادية بشأن أمور مهمة لعمل بيت الله. لم أجعل من تلك الأخت إلا قائدة صورية، وأنشأت إمبراطوريتي الخاصة في الكنيسة. تجاهلت كل شخص آخر، بسبب طبيعتي المتغطرسة، ولم أحفظ الله في قلبي. لم أسعَ لمبادئ الحقِّ عندما واجهت مشكلة، بل وتعاملت مع أفكاري الخاصة على أنها هي الحق، وجعلت الجميع يستمعون لي ويطيعونني. ذكَّرني ذلك بأن الله أعطى رئيس الملائكة بعض القوة ليدِّبر شؤون الملائكة الآخرين في السماء، لكنه فقد كل عقل في غطرسته، وشعر بأنه كان مميزًا وأراد أن يكون على قدم المساواة مع الله. ونتيجة لذلك، أغضب شخصية الله، فلعنه الله وطرحه من السماء. والآن، رفعني الله لأعمل كقائدة، حتى أمجِّده وأشهد له في كل شيء، حتى أتمكَّن من الشركة حول الحقِّ لمعالجة المشكلات العملية، ومساعدة الآخرين على فهم الحق والخضوع لله. لكنني لم أسع للحق أو أقوم بواجبي، بحسب متطلبات الله. بدلًا من ذلك، استوليت على السُلطة، ووضعت نفسي في المركز، وجعلت الجميع يستمعون لي ويطيعونني. إذن ما الفرق بيني وبين رئيس الملائكة؟ رتب الله مواقف لتعترض طريقي، ثم حذرني من خلال الإخوة والأخوات، لكنني لم أقبل ذلك، أو أراجع نفسي على الإطلاق. لقد كنت متصلّبة ومتمردة! كنت أقوم بواجبي بشخصيتي المتغطرسة، وأضيِّق الخناق على الإخوة والأخوات، مما أدى بهم إلى العيش بسلبية، غير قادرين على معالجة صعوباتهم. لم يكن هناك أي تقدُّم في عمل الكنيسة أيضًا. كان كل الشرِّ الذي فعلته نابعًا من سيطرة غطرستي عليَّ! لدي طبيعة عنيدة ومتغطرسة. إن لم يكشفني الله ويتعامل معي بقسوة من خلال الإخوة والأخوات، ويعفيني من واجبي، ما كنت لأراجع نفسي أبدًا. إذا كان ذلك قد استمر، لفعلت المزيد من الشر. ولأسأتُ إلى شخصية الله، ومن ثمَّ كان لعنني الله وعاقبني، تمامًا مثل رئيس الملائكة. عندئذٍ اكتسبتُ فهمًا لنوايا الله الرؤوفة. كان يفعل ذلك ليوقفني عن مساراتي الشريرة ويمنحني فرصة للتوبة. هذا كان الله يحميني ويخلِّصني. شكرت الله من قلبي.
بعد أن اُستبدلتُ، تمكنتْ الأخت ليو من أداء واجباتها بشكل طبيعي، وعرفتُ مما قاله الآخرون، أنه على الرغم من أن القائدة والشمامسة المنتخبين حديثًا لم يكونوا مؤمنين منذ فترة طويلة، لكن لم يكن أحد يتمسَّك بأفكاره الخاصة عند مناقشة العمل، ولكن بدلًا من ذلك كانوا يصلون ويتكلون على الله، طالبين معًا مبادئ الحق. عمل الجميع معًا، وازدهر تدريجيًا عمل الكنيسة مجددًا. شعرت بالخزي حقًا لسماع هذا. كنت أظن دائمًا أن عمل الكنيسة لا يمكن أن يستمر من دوني، ولكن في مواجهة الحقائق، رأيت أن عمل بيت الله كله ينجزه ويدعمه الروح القدس، وهو ليس بالشيء الذي يمكن لأي شخص عمله. يتعاون الناس فحسب، ويؤدون واجباتهم. مهما كانت مدة إيماننا بالله، طالما نتكل على الله في السعي للحق وممارسته في واجبنا، سننال إرشاد الله وبَركاته. كان قيامي بواجبي دون السعي للحق، بل وأداء ما أردتُ بتعالٍ واستبداد، مثار اشمئزار لله. بدون إرشاد الله، فقدت عمل الروح القدس، وأصبحت بلا قيمة. لم أستطع فعل أي شيء. اعتدت أن أكون متغطرسة بشكل أعمى، وجامحة، آمر الناس الذين حولي بعجرفة، وأقيد الإخوة والأخوات وأضر بهم، وقد عرقلت عمل الكنيسة. شعرت بالذنب الشديد، وكان لدي الكثير من تأنيب الذات. فصليِّت لله: "يا الله، لقد كنت عمياء للغاية. لم أعرف نفسي، أفكِّر دائمًا في أنني أفهم أكثر لأنني كنت قائدة منذ فترة أطول، لذلك كنت أفضل من الجميع. قادتني غطرستي في واجبي، وهذا عرقل عمل بيتك. لا أريد أن أعارضك يا الله بعد الآن، وأتمنى التوبة حقًا".
ثم قرأت هذا في كلمات الله: "يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون، وهذه حقيقة ثابتة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). كانت كلمات الله واضحة تمامًا. يحدد الله عواقب الناس ليس وفق مدة إيمانهم، أو مقدار ما يمكنهم الوعظ به، أو مقدار عملهم، ولكن من خلال ما إذا كانوا يسعون للحق، وإن كانوا قد غيروا شخصيتهم الفاسدة، وإن كان بإمكانهم القيام بواجب الكائن المخلوق. هذه هي أهم الأشياء. في السابق، لم أكن أعرف أبدًا شخصية الله البارَّة. لقد آمنت منذ فترة، وكانت لدي خبرة سنوات قليلة كقائدة، وقد حقَّقت بعض النجاح في واجبي. لقد استخدمت كل هذا لصالحي. ظننت أنه إذا واصلت السعي بهذه الطريقة، فسوف يخلِّصني الله، لذلك لم أركز على اختبار الدينونة والتوبيخ، والتعامل، والتهذيب من الله. لقد تجاهلت بشكل خاص السعي للحق في واجبي لحل الشخصيات الفاسدة. ونتيجة لذلك، بالكاد تغيرت شخصيتي الحياتية بعد سنوات من الإيمان بالله، وكنت أعيش بطبيعتي الشيطانية المتغطرسة، وأفعل الشر وأقاوم الله. رأيت أننا لا نستطيع أن نعرف أنفسنا أو نتوب لله إذا لم نسعَ للحق في إيماننا. مهما كان قدر عملنا، أو قدر وعظنا، فمن دون تغيير في شخصياتنا الحياتية، سنظل نُدان ونُقصَى من الله. هذا تحدَّده شخصية الله البارَّة وجوهره المقدَّس. بعد فهم مشيئة الله لم أعد أستغل طول مدة إيماني، أو مقدار العمل الذي قمت به، لكنني بدأت التركيز على بذل الجهد في كلام الله، وفي التأمل ومعرفة نفسي، والسعي للتغيير في شخصياتي الشيطانية.
بعد ذلك، كُلِّفْتُ بواجب آخر في الكنيسة. عندما عملت مع الإخوة والأخوات، كنت أكثر تواضعًا، وعندما أثاروا وجهات نظر مختلفة، كنت أشعر أحيانًا أنني على حق، وأردتُ أن يستمعوا لي، لكنني كنت أدرك بسرعة أني أظهر شخصيتي المتغطرسة مرة أخرى، لذلك كنت أصلي لله وأنحي ذاتي جانبًا لأسعى للحق مع الإخوة والأخوات وأعالج الأمور من خلال المناقشة. قال جميع الإخوة والأخوات إنني لم أعد متغطرسة كما كنت من قبل، وأنني أصبحت أكثر نضجًا. كان سماع هذ التقييم منهم مؤثرًا للغاية بالنسبة لي. كنت أعلم أن ذلك تحقَّق من خلال دينونة كلام الله وتوبيخه. على الرغم من أنني لم أتخلَّص تمامًا من شخصيتي المتغطرسة وما زلت بعيدة تمامًا عن المعايير التي يطلبها الله، لقد عاينت محبة الله وخلاصه. لقد رأيت أن عمل الله وكلامه يمكنهما حقًا أن يغيّرا الناس ويطهراهم.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.