إزالة الضباب لرؤية النور

2019 نوفمبر 23

بقلم شن-شين – الصين

أنا عامل عادي. في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2013، رأى أحد زملاء العمل أنّنا كنّا، أنا وزوجتي، نتجادل دائمًا حول الأمور البسيطة، وأننا كنّا قلقين ومتكدّرين باستمرار، فقام بتبشيرنا بعمل الله القدير للأيام الأخيرة. من كلمة الله القدير، تعلّمنا أن الله هو خالق السماوات والأرض وجميع الأشياء، وأن حياة الإنسان وهِبَت له من الله. تمكنّنا أيضًا من فهم حقائق، مثل سرّ خطة تدبير الله على مدى 6000 سنة، وسرّ التجسد، والمراحل الثلاث لعمل الله لتخليص الجنس البشريّ، وأهميّة عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. شعرنا، أنا وزوجتي، أن حدوث تجسّد الله لتخليص الجنس البشري في أيام حياتنا يمثّل بحد ذاته بركة عظيمة. قَبِلْنا بفرح عمل الله في الأيام الأخيرة، وبدأنا نعيش حياة الكنيسة. تحت إرشاد كلمة الله، سعينا، نحن الاثنين، إلى تقصّي الحقّ، وإلى تغيير أنفسنا، وعندما كان يحدث خَطْبٌ ما ونبدأ في المجادلة، لم يعُد أحدنا يَعيبُ الآخر مثلما كنّا نفعل في السابق، بل بِتْنا نتفكّر في أنفسنا ونحاول أن نعرف أنفسنا. بعد ذلك، كنّا نهمل جسدنا ونتصرّف بحسب متطلّبات الله. تحسّنت علاقاتنا الزوجيّة كثيرًا، وبِتْنا نشعر بالسلام والراحة في قلوبنا. أصبحنا نشعر بأن الإيمان بالله بمثابة أمرٍ عظيمٍ. مع ذلك، وبينما كنّا نتّبع الله بسعادة وفرح ونتمتع بحياة مُفرحة، كنّا نتعرّض لهجوم عنيف من جانب عائلاتنا.... لكن حين كنت على وشك أن أضلّ طريقي، قادتني كلمة الله القدير لرؤية حقيقة مخطط الشيطان الخادع، ولاختراق الضباب والانخراط في الطريق المضيء للحياة الفاضلة.

كنت قد تقاعدت لتوّي في شهر فبراير 2014، عندما طلبت كنّتي من كِلينا، نحن المُسّنين، السفر إلى سيتشوان لرعاية حفيدنا. شعرت بأنّه قد تمّ وضعُنا في موقف حرج للغاية، لذا صلّيت إلى الله: "يا الله القدير! لقد طلبت منّي كنّتي رعاية حفيدي، لكنني سأواجه مشكلة في التكيّف مع الحياة في ذلك المكان، وسيكون من الصعب الإيمان بك وقراءة كلماتك هناك. أرجو منك أن تفتح لنا مَخْرَجًا...". بعد ذلك بفترة وجيزة، اتّصلت بي كنّتي مرة أخرى قائلة إنها ستُحضِر حفيدنا إلينا. سَعِدتُ كثيرًا بسماع هذا الخبر، وشعرت بمدى قدرة الله. لقد سمع الله صلاتي وفتح لي مخرجًا. بعد بضعة أيام، جاءت كنّتي ووالداها برفقة حفيدي. وحدث أنني كنت ذاهبًا في اليوم التالي للمشاركة في اجتماع الكنيسة، فأخبرتهم أنني أؤمن بالله القدير. قالت كنّتي بتعاسة: "أبي، كيف يسعُك أن تؤمن بالله القدير؟ أنت تعلم دون شكّ أن الحكومة لا تسمح للناس بأن يؤمنوا بالله القدير، وفي السنوات الأخيرة الماضية شنّوا حملة اعتقالات مستمرّة للمؤمنين بالله القدير. لا يمكنك أن تستمرّ في الإيمان به". فأجبت باحتداد: "عندما نؤمن بالله، لا نشارك في السياسة. نحن نحضر الاجتماعات فحسب، ونقرأ كلمة الله، ونتقصّى الحقّ، ونتّبع المسار الصحيح. فكيف يسَعُهم ألا يَدَعونا نؤمن؟" قالت كنّتي: "بصرف النظر عمّا تقوله، وحتى إن كان الإيمان بالله يمثّل الطريق الصحيح، فما دامت الحكومة تعارضه، لا يمكنك أن تؤمن بالله القدير". فكّرت في داخلي: "بصرف النظر عمّا تقولينه، إنه الإله الحقيقي الذي أؤمن به. وحتى إن كانت حكومة الحزب الشيوعي الصيني لا تسمح بذلك، فسأظل أؤمن". لاحقًا، اجتمعت كنّتي بزوجتي وحضّتنا على العزوف عن الإيمان بالله، ثمّ اتّصل بي ابني من أقاصي سيتشوان، قائلاً: "أبي، لقد سمعت أنك تؤمن بالله القدير. هذا أمرٌ تعارضه حكومة الحزب الشيوعي الصيني، لذا يجب أن تعزف عن الإيمان به". عندما سمعت ابني يقول ذلك، شعرت بالارتباك، وفكّرت:"إنّ الإيمان بالله هو قانون ثابت في السماء وعلى الأرض، فلماذا تحاولون جميعًا، المرّة تلو الأخرى، ثَنْيي عن الإيمان بالله؟ كم هو شاقٌّ الإيمان بالله وتقصّي الطريق الحقّ!" بعدئذ، صلّيت إلى الله بصمت لحمايتي من محاولات ابني وزوجته لثَنْيي عن الإيمان. بعد الصلاة، هَدَأ قلبي بشكل تدريجيّ. ورغم أن ابني وكَنَّتي لم يتفهّما، فإنني كنت أدرك تمامًا أنّه من الصواب الإيمان بالله واتّباع الطريق الحقّ، وكنت أعلم أنّه يجب عليّ ألاّ أدَعَ نفسي تتأثّر بهما. بعد ثلاثة أيام، أتت كنّتي إلى المنزل على عجلة، وهي تحمل بيديها رِزْمتين من المواد المطبوعة. حثّتني على الاطّلاع عليها بسرعة، وبعدما فعلت وجدت أنها تشتمل على شائعات وأكاذيب لفّقتها حكومة الحزب الشيوعي الصيني لتشويه سمعة كنيسة الله القدير وإدانتها والافتراء عليها. شعرت لوهلة بشيءٍ من الارتباك، وفكّرت: "يستحيل ذلك، لقد واظبت على حضور الاجتماعات لعدة أشهر، ولم أرَ أبدًا أيّ إخوة أو أخوات بُتِرت ذراعهم أو رِجلهم! لماذا تريد حكومة الحزب الشيوعي الصيني بثّ الشائعات وتشويه سمعة كنيسة الله القدير؟ ما الذي يجري حقًّا ههنا؟" في تلك الليلة، عَجِزت عن النوم لأنني كنت أفكّر كثيرًا في ذلك. "آه، إن حكومة الحزب الشيوعي الصيني تضطهد المؤمنين بالله بشكل مجنون، فيما يحاول ابني وكنّتي الضغط عليّ بشدة لثَنْيي عن الإيمان بالله. ما الذي ينبغي أن أفعله؟"

في اليوم التالي، خرجت أتجوّل في الحيّ، فرأيت لوحة إعلانات عليها أخبار افتراء وإدانة لله القدير. فكّرت: "إنّ ما أؤمن به هو الإله الحقّ، فلِم تعارض حكومة الحزب الشيوعي الصيني إيماني بهذا الشكل؟ يبدو أنه ليس من السّهل إطلاقًا الإيمان بالله في هذه الدولة التي تحكمها حكومة الحزب الشيوعي الصيني الملحدة!" عندما فكرت بذلك، بدأت أشعر بِوَهْنٍ روحيّ، وعدت أدراجي إلى المنزل كئيبًا ومحبطًا. وحالما دخلت إلى البيت، قالت لي كنّتي من جديد: "أبي، أتوسّل إليك أن تتخلّى عن إيمانك. إذا اكتشفت الحكومة أنّك تؤمن بالله، فلن أتمكّن من الاحتفاظ بوظيفتي. كذلك فإن ابنك سيحصل قريبًا على درجة الدكتوراه، بَيْد أنني أخشى من أنه سيكون غير قادرٍ حتّى على إيجاد وظيفة بسبب إيمانك بالله القدير. وحتى حفيدك الصغير قد يتأثّر بذلك، ومن الممكن أنه لن يكون قادرًا على دخول المدرسة في المستقبل". لقد بدا كل ذلك فظيعًا جدًّا – يُمكن للإيمان بالله حتّى أن يضع مستقبل أولاد المرء على المحكّ! تفاقم خوفي؛ لأنني كنت أعلم أن الطرق التي تستخدمها حكومة الحزب الشيوعي الصيني في معاقبة الناس قاسية جدًا، لدرجة أنهم قد يُقدِمون على قتل الأشخاص دون أن يرفّ لهم جفن. فكّرت أيضًا في مدى الصعوبات التي واجهتها في دعم ابني طوال فترة دراسته حتّى تخرّج حاملاً درجة الدكتوراه، فما الذي سأفعله الآن إذا تأثّر ابني بإيماني بالله؟ كان الثمن الذي يتعيّن عليّ دفعه مقابل الإيمان بالله واتّباع الطريق الصحيح مرتفعًا جدًّا، لذلك فكّرت أنه من الأفضل لو أنني نسيت أمره فحسب. في ذلك الوقت بالذات، عمَدت كنّتي إلى تهديدي بقولها: "يقول والدي إنك إذا استمررت في الإيمان بالله، فسيبلّغ الشرطة عنك. أنت تعلم أن والدي يتولّى منصب أمين سرّ الحزب، وأنه أمضى أكثر من ثلاثين عامًا في خدمة الحزب الشيوعي. لذا فهو يسمع ويطيع كل ما يقوله الحزب الشيوعي الصيني، وهو يفي بوعده، لذا فهذه ليست محاولة لتخويفك فحسب". عندها، انهارت وسقطت تمامًا كل الوسائل الدفاعية في قلبي، وشعرت أنه من الصعب جدًّا الإيمان بالله، وأن الضغط كان كبيرًا جدًا. بعد أن هاجمني ابني وكنّتي بهذه الطريقة كلٌّ بدوره، فكّرت في أنهم لو قاموا حقًّا بالتبليغ عني إلى شرطة الحزب الشيوعي الصيني، وتعرّضت للتوقيف والسّجن، فإن رجلًا مُسنًّا مثلي قد لا يمكنه تحمّل ذلك. ففكّرت: "انسَ الموضوع. من الأفضل بالنسبة لي أن أتخلّى عن إيماني فحسب". بعد ذلك، عَزَفت عن حضور الاجتماعات، وجاءت الأخوات عدّة مرّات إلى منزلي يسألن عنّي، إلا أنني كنت دائمًا أحتجِب وأتجنّبهنّ.

لكن خلال الفترة التي عزَفت فيها عن حضور الاجتماعات، لم يكن بوسعي أن أمنع نفسي عن التفكير في محبّة الله الهائلة التي خلّصتني من معاناتي، وفي حلاوة وفرح التواجد مع الإخوة والأخوات، حيث كنّا نغنّي التراتيل ونسبّح الله معًا، وشعرت بأنني سأفتقد حياة الكنيسة وأشتاق إليها كثيرًا. لكنني كنت أخشى مع ذلك أن تقوم كنّتي بالتبليغ عنّي إلى الشرطة، فشعرت بألم وعذاب رهيبَين في قلبي. ولم أكن أعرف كيف ستستقيم الأمور. في ذلك الوقت، أتى زميل في العمل (وهو أخ آمن أيضًا بالله) يزورني لمعرفة سبب عدم حضوري الاجتماعات مؤخرًا. شرحت له عن التحرّشات التي تعرّضت لها من جانب كنّتي بسبب إيماني بالله. بعد سماعه ذلك، تشارك معي قائلاً: "عندما تحاصرنا أمور كهذه، تكون رَحى المعركة في الحقيقة دائِرةً في الميدان الروحي. ويشبه الأمر تمامًا الكارثة التي واجهها أيوب، في أنه، ظاهريًّا، يبدو أنها ناجمة عن تعرّضه للنّهب من اللصوص، بينما يكمن وراءها، في الحقيقة، الشيطان الذي يعذّب الناس ويحارب الله على الجنس البشري. كان أيوب شخصًا يخاف الله، وتمكّن من الإعراض عن الشر، واستطاع في النهاية أن يتمسّك بالشهادة لله، فأُذِلَّ الشيطان مُنهزِمًا. لذلك عندما تحاصرنا هذه الأمور، فإن الله يهدف من خلالها إلى جعلنا نميّز الجوهر الشرير للشيطان. عندما نؤمن بالله، علينا أن نتّكل على الله تمامًا في كل شيء وأن نسعى وراء الحقّ. عندئذ فقط يمكننا أن نرى حقيقة مخطط الشيطان، ونتمسّك بالشهادة، وعندئذ فقط سنتمكّن من تجنّب الوقوع في قبضة الشيطان. وإذا لم نفعل ذلك، فسنخسر فرصتنا في تحقيق الخلاص التامّ!"

بعد ذلك، قرأ لي زميلي من كلمة الله القدير: "يعمل الله، ويهتم بالشخص، ويراعي الشخص، ولكن الشيطان يتعقبه في كل خطوة. مَنْ يسانده الله، يراقبه الشيطان أيضًا، لاهثًا وراءه؛ فإذا أراد الله هذا الشخص، فسيفعل الشيطان كل ما في وسعه لعرقلة الله، مستخدمًا طرق شريرة مختلفة لإغواء العمل الذي يقوم به الله وعرقلته وتحطيمه، وذلك من أجل تحقيق هدفه الخفي. وما هدفه؟ إنه لا يريد أن يقتني اللهُ أحدًا، ويريد كل أولئك الذين يريدهم الله، يريد أن يمتلكهم، ويسيطر عليهم، ويتولى أمرهم حتى يعبدوه، وبذلك يرتكبون الأفعال الشريرة إلى جانبه. أليس هذا هو الدافع الشرير للشيطان؟ من الطبيعيّ أن تقولوا إن الشيطان شرّيرٌ جدًّا وسيءٌ جدًّا، ولكن هل رأيتموه؟ يمكنك فقط أن ترى مدى سوء الإنسان بينما لم ترَ في الواقع مدى سوء الشيطان. ولكن هل رأيت ذلك في هذا الموضوع الذي يخصّ أيُّوب؟ (نعم). لقد أوضح هذا الموضوع وجه الشيطان البغيض وجوهره تمام الوضوح. الشيطان في حالة حربٍ مع الله، ويتعقّب أثره. هدفه هو أن يقوِّض كلّ العمل الذي يريد الله القيام به، وأن يحتلّ جميع مَن يريدهم الله، وأن يسيطر عليهم بهدف القضاء التامّ على أولئك الذين يريدهم الله. وفي حال عدم التخلّص منهم، فإنهم يكونون في حوزة الشيطان كي يستخدمهم – وهذا هدفه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)). "يجب أن تكونوا ساهرين ومنتظرين في كل لحظة، ويجب أن تُكثِروا من الصلاة أمامي. يجب أن تفطنوا إلى حيل الشيطان المختلفة ومكائده الماكرة، وأن تعرفوا الروح، وأن تعرفوا الناس، وأن تكونوا قادرين على تمييز كل نوعيات الناس والأمور والأشياء. ينبغي أن تأكلوا وتشربوا المزيد من كلامي، والأهم من ذلك أن تكونوا قادرين على أكله وشربه بأنفسكم. سلّحوا ذواتكم بكل الحق وتعالوا أمامي لعلي أفتح أعينكم الروحية وأدعكم ترون كل الأسرار الكامنة داخل الروح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السابع عشر).

بعد أن فَرَغ زميلي من قراءة كلمة الله، تشارك معي حول هذا الأمر، قائلاً: "تكون المعركة الروحية محتدمة عندما تحاصرنا هذه الأمور. حاليًّا، يرزح العالم كلّه تحت ملك الشيطان، الشرير، ويستمرّ الشيطان في إفساد الجنس البشري، والسعي إلى عرقلة عمل الله وتعطيله، يَحدوه أمل عقيم بأن باستطاعته أن يستحوذ تمامًا على الجنس البشري الذي خلقه الله، وأن يلتهمه – وهذا هو الهدف الشرير للشيطان. إن خطة تدبير الله التي تمتدّ لستة آلاف سنة تهدف إلى تخليص البشر من التأثير المُظْلِم للشيطان، بحيث يصبح بالإمكان أن يُربحوا من الله. في الأيّام الأخيرة خصوصًا، وبينما يعبّر الله عن كلمته ويؤدّي المرحلة الأخيرة من العمل التي تقوم على تطهير وتخليص البشرية، يخشى الشيطان من قبولنا عمل الله، وفهمنا الحقّ، وتحقيقنا الخلاص الكامل. إنه يخشى من أن نتمكّن من تمييز جوهره الشرير والرجعي، فَنَهْجُرَه ونبتعد عنه. ولهذا السبب، ينخرِط في نضاله اليائس الأخير – إذ يحارب الله على شعبه المختار ويستخدم كلّ استراتيجية حقيرة ممكنة لمنعنا من المجيء إلى أمام حضرة الله. إنّ الشيطان يقوم بتنفيذ المخططات الخادعة، بما فيها مختلف أنواع الإشاعات والأكاذيب التي تنشرها حكومة الحزب الشيوعي الصيني، وقمعها للمؤمنين والقبض عليهم بشكل مجنون، والمضايقات والاضطهادات التي يتعرّض لها المؤمنون من قبل أفراد أسرهم، فضلاً عن الإدانات والافتراءات التي يمارسها العالم الديني، بغية منعنا من التوجّه إلى الله. ولكنّ حكمة الله تُمارَس بناءً على المخططات الخادعة للشيطان؛ فالله يستخدم عراقيل الشيطان تحديدًا لخدمة عمله، وبالتالي لتكميل إيماننا وولائنا. في الظاهر، نجد أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتنا هما اللتان تستخدمان جميع أنواع الحيل والوسائل لاضطهادنا ومنعنا من الإيمان بالله، ولكنّ كل ذلك ناجم في الحقيقة عن مخططات الشيطان الخادعة التي تُحاك خلف الكواليس. ما دمنا نبذل المزيد من الجهد لطلب الحقّ وفهم مشيئة الله، ولدينا بعض المعرفة بعمل الله، وما دمنا قادرين على تمييز كل حيل الشيطان وخدعه، وعلى التمسّك بالشهادة لله، فسيُذلُّ الشيطان مهزومًا. ما لم نسعَ إلى فهم الحقّ، فسنكون عاجزين عن فهم المعركة التي تدور رحاها في الميدان الروحي، وعندما يضع الشيطان أمامنا العراقيل، فسنكون عرضة لأن نضلّ الطريق ولأن تُساوِرنا الشكوك حول الله، حتّى إلى حدّ إنكار الله، وخيانة الله، والتخلّي عن إيماننا بالله. هكذا تحديدًا يقع المرء ضحيّة لحيل الشيطان، ويخسر فرصة الحصول على خلاص الله؛ وهكذا يُلتَهم المرء في النهاية من جانب الشيطان. لذلك يجب علينا أن نصلي أكثر ونقترب من الله أكثر، ونقرأ كلمة الله، ونتسلّح بالحقّ بمزيد من الإلحاح. فقط بهذه الطريقة يمكننا أن نفهم مشيئة الله، وأن نرى حقيقة حيل الشيطان، وأن نتمسّك بالشهادة لله".

من خلال الاستماع إلى كلمة الله وشركة زميلي، أدركت فجأة أنّ: "هذه المعركة تدور رَحاها في الحقيقة ضمن الميدان الروحي. إنّ الله يعبّر عن الحقّ في الأيّام الأخيرة بغية تخليصنا، لكن الشيطان يفكّر في كل الطرق الممكنة لاستخدام الظلم والاضطهاد الذي تمارسه حكومة الحزب الشيوعي الصيني بِهدف منعي من الإيمان بالله واتباعه. إنها تخشى من أن أقبل عمل الله في الأيام الأخيرة ومن أن أفهم الحقّ، فيصبح بإمكاني تمييز جوهرها الشيطاني الإبليسي الشرير، والقبيح، ومن أن أرفضه وأهجره، ومن أن أبْلُغَ خلاص الله. اليوم، تمكّنت أخيرًا من رؤية مكر الشيطان الخسيس، وأصبحت أفهم الآن العناية والاهتمام الشديدَين اللذين يبذلهما الله من أجل تخليص الجنس البشري". في تلك اللحظة بالذات، أُطلِقت أخيرًا المشاعر المكبوتة بداخلي منذ فترة طويلة، وشعرت بسعادة غامرة، كما لو أنني كنت أرى النور من جديد. قلت لنفسي: "شكرًا لله! من الآن فصاعدًا، سأقرأ المزيد من كلمة الله، وأجهّز نفسي بالحقّ، كي لا أنخدع أبدًا بالشيطان من جديد".

رغم أنني أدركت أن تحرّش أفراد عائلتي غير المؤمنين بي بسبب إيماني بالله لم يكن سوى واحدة من حيل الشيطان، وأنه لا ينبغي لي أن أُخدع من الشيطان، كنت لا أزال أشعر بالقلق من أنه إذا علمت حكومة الحزب الشيوعي الصيني بإيماني، فقد يؤثّر ذلك على عمل ابني وزوجته. وما كان يخيفني أكثر هو التأثير المحتمل لذلك على دخول حفيدي إلى المدرسة. لذلك أخبرت زميلي في العمل عن شواغلي، فقرأ لي فقرة أخرى من كلمات الله القدير: "يوجد سلطان الله بغضّ النظر عن الظروف؛ يأمر الله في جميع الحالات بمصير جميع البشر وجميع الأشياء ويُرتّبه وفقًا لأفكاره ورغباته. لن يتغيّر هذا بسبب تغيّر البشر، وهو مستقلٌ عن إرادة الإنسان ولا يمكن تغييره بأيّة تغييراتٍ في الزمان والمكان والجغرافيا، لأن سلطان الله هو جوهره. ... يمارس الله سلطانه في جميع الأوقات ويُبيّن قوّته ويواصل عمل تدبيره دائمًا. وفي جميع الأوقات يحكم جميع الأشياء ويُدبّر جميع الأشياء ويُنظّم جميع الأشياء، مثلما كان يفعل دائمًا. لا أحد يمكنه تغيير هذا. هذه حقيقةٌ؛ لقد كانت الحقيقة الثابتة منذ الأزل! (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). تابع زميلي مشاركتي أفكاره، قائلاً: "الله هو الخالق، وهو يملك السيادة على السماوات والأرض وجميع الأشياء فيهما. وهو يتحكّم في مصير جميع البشر، كما أن فرص العمل أو الآفاق المستقبلية التي تُفتَح أمام كل واحد منا بمختلف أشكالها وأنواعها مُقدّرةٌ منذ فترة طويلة من الله. هذا شيء لا يمكن لأحد أن يقرّره أو يغيّره بنفسه. إنّ الله يتحكّم تمامًا بالمسار المهني لابنك وكنّتك، وكذلك بآفاقهما المستقبلية. وبصرف النظر عما إذا كانوا يؤمنون بالله أم لا، فإن الله هو الذي يُرتّب مصائرهم ويتحكّم بها. لسنا بحاجة لنقلق بشأن هذا أو تلك. لم يقلق أيوب أبدًا بشأن هذه الأمور؛ لأنه اتّضح له أن كل ما يملكه قد أعطي له من الله، ولأنه كان يعلم أنه مهما أعطي له أو أُخذ منه، فذلك يحصل بأمر من الله. لذا، يجب أن تهتمّ فقط بالصلاة إلى الله، وأن تضع مستقبل ابنك وكنّتك بين يدَي الله، وأن يكون لديك إيمان بأن الله لديه الخطة المناسبة". من خلال تبادل الأفكار بشأن كلمات الله بشأن سلطان الله، وجدت إيماني بالله، وشعرت بالراحة والسلام في قلبي. ولم أعد أشعر بالقلق بشأن الآفاق المستقبلية لابني أو لِكنّتي.

بعدئذ، ومن خلال قراءة كلمة الله، استطعت أن أحقّق تقدّمًا في تمييز الجوهر الشرير والمعارض لله لحكومة الحزب الشيوعي الصيني. يقول الله القدير: "يحزم الشيطان جسد الإنسان كله بإحكام، إنه يغلق كلتا عينيه، وشفتيه بإحكام. لقد ثار ملك الشياطين لعدة آلاف عام، وحتى يومنا هذا، حيث ما زال يراقب عن كثب مدينة الأشباح، كما لو كانت قصرًا منيعًا للشياطين. في هذه الأثناء تحملق هذه الشرذمة من كلاب الحراسة بعيون متوهجة وتخشى بعمق أن يمسك بها الله على حين غرة ويبيدها جميعًا، ويتركها بلا مكان للسلام والسعادة. كيف يمكن لأناس في مدينة أشباح كهذه أن يروا الله أبدًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). كذلك تقول العظات والشركات عن الدخول إلى الحياة: "في قلبه، يعتقد التنين العظيم الأحمر أن الله قد جاء ليأخذ منه جميع الأشخاص الذين ينتمون إليه، وأن الله يريد أن يجعل منه عدوًا له. إن هذا التنين العظيم الأحمرهو شيء مستبدّ وغير عقلاني! لقد خُلقت البشرية بواسطة الله، والله يملك الحق في تخليص البشرية. في الأصل، كان الجنس البشري ينتمي إلى الله، والتنين العظيم الأحمر هو من قام بالاستيلاء على شعب الله المختار، مُفسِدًا إياهم ودائسًا عليهم عن قصد، لِيَلتهمهم جميعًا في نهاية المطاف. ومع ذلك، عندما يأتي الله لتخليص البشرية، فإنه يقوم بمعارضته. يمكننا أن نرى من ذلك أن طبيعة التنين العظيم الأحمر وجوهره يتعارضان مع السماء، وأنه رجعي وغير عقلاني وسخيف تمامًا. إنه وحش شرس وإبليس" ("الأهمية الحقيقية للابتعاد عن التنين الأحمر العظيم لنيل الخلاص" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (2)"). لقد فهمت الآن أن حكم الحزب الشيوعي الصيني في هذا البلد الملحد هو بمثابة حكم الشيطان. لا تسمح الحكومة الصينية لله بالقدوم إلى هذه الأرض والقيام بعمل تخليص الناس، كما أنها لا تسمح للناس بالتحرر من نفوذها المظلم، وبأن يُربَحوا من الله، وبأن يقودهم الله إلى غاية جميلة. لذلك تبذل كل ما في وسعها لمقاومة عمل الله القدير وإدانته، كما تتحرّش بنا بشكل جنوني وتسعى إلى منعنا من اتباع الله القدير. إذا لم يكن لدينا الحقّ، وإذا كّنا غير قادرين على رؤية حقيقة المخططات الخادعة لحكومة الحزب الشيوعي الصيني، وإذا لم نتمكن من رؤية حقيقة جوهرها الشرير والرجعي، فسننخدع بسهولة بواسطة الأكاذيب المختلفة التي تنشرها، وسنخشى من قمعها واضطهادها إلى حد الخضوع لها. لن نتجرأ على المجيء إلى حضرة الله، ما يعني أنها حققت هدفها الأساسي المتمثل في التهام الناس وتدمير عمل الله الذي يهدف إلى تخليص البشر. لكن لا أحد يستطيع أن يسبر غور حكمة الله. إن الله يستخدم اضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني تحديدًا كوسيلة لتكميل شعبه المختار، وتمكيننا من أن نفهم الحقّ، ونفهم تمامًا أن حكومة الحزب الشيوعي الصيني هي بمثابة إبليس شيطاني ملآن بالعداء للحقّ ومُتّخِذٍ من الله عدوًّا له، لنتمكن من تجنّبه تمامًا والتحول إلى الله بشكل تامّ. أتوجّه بالشكر إلى الله لاستخدامه كلماته لقيادتي وإنارتي، ما سمح لي بالتعرّف على جوهر حكومة الحزب الشيوعي الصيني الشيطاني والمقاوم لله ، وبأن أتحرّر من قيود تهديداتها. كما أنني ممتن لله على ترتيبه أن يأتي زميلي إليّ، فَيُقدّم لي الدعم، ويشاركني الأفكار حول الحقّ في وقت كنت أشعر فيه بالسلبيّة والضعف، عندما سقطت وضللت طريقي. لقد خلّصني الله من غوايات الشيطان، وتمكّنت من اختراق شبكة الشيطان ، والعودة إلى حضرة الله. لديّ الآن فرصة لتحقيق الخلاص التامّ. لقد صممّت على القيام بذلك، ومهما بلغ حجم الصعوبات التي قد تعترض طريقي، فسأتبع الله القدير حتى النهاية!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

قاب قوسين أو أدنى

قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة منذ أكثر من شهر. ولم يكف القس والشيوخ عن مضايقتي وجعل والداي يقفان في طريقي كذلك. أشعر بشيء من الضعف...

كيف تجاوزتُ تدخُّلات أبي

في 18 نوفمبر 2021، تعرّفتُ على إخوة وأخوات من كنيسة الله القدير على الإنترنت. بقراءتي لكلام الله القدير والإصغاء إلى شركتهم، صِرتُ على يقين...

سجينة عائلتي

قبلتُ عمل الله في الأيام الأخيرة في عام 2019. عند قراءة كلام الله، رأيتُ كيف يكشف الله القدير الحق الداخلي لمراحل عمل الله الثلاث لخلاص...

حرب روحية في المنزل

في أغسطس 2018، قال لي صديق إن الرب يسوع قد عاد، وإنه كان يعبر عن الحقائق ليؤدي عمل الدينونة مبتدئًا ببيت الرب. قرأت كلمات الله القدير ورأيت...

اترك رد