وجدتُ السبيل إلى ملكوت السموات

2020 سبتمبر 4

يقول الله القدير، "حين أتى يسوع إلى عالم البشر، جاء بعصر النعمة واختتم عصر الناموس. أثناء الأيام الأخيرة، صار الله جسدًا مرةً أخرى، وحين أصبح جسدًا هذه المرة، أنهى عصر النعمة وجاء بعصر الملكوت. جميع مَنْ يقبلون التَجسُّد الثاني لله سينقادون إلى عصر الملكوت، وسيكونون قادرين على قبول إرشاد الله قبولاً شخصيًا. مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" ("الكلمة يظهر في الجسد"). كلام الله واضح جدًا. قام الرب يسوع بعمل الفداء، الذي يتمثل في مغفرة خطايا البشر فحسب ولكنه لم يخلصنا من طبيعتنا الخاطئة. وما زلنا بحاجة إلى عودة الرب في الأيام الأخيرة للقيام بعمل الدينونة والتطهير، لمنحنا المزيد من الحقائق ومعالجة طبيعتنا الخاطئة فنتمكن من التخلص بالكامل من أغلال الخطيئة. وعندها لن نعود خاطئين أو مقاومين لله، وسنصبح أناسًا يطيعون الله ويهابونه. إنه السبيل الأوحد لنكون أهلاً لدخول ملكوت الله. لم أكن أفهم عمل الله قبلاً. ظننت أن الرب قد غفر خطايانا، لذا نتبرر بالإيمان ويمكننا أن ندخل السماء. ولكن بعد أكثر من 10 سنين من الإيمان ظللتُ أرتكب الخطايا طوال الوقت ولم أتمكن من تطبيق كلام الرب. الرب قدّوس ولا يمكن لأحد غير قدوس أن يرى الله، فهل يمكن لشخص يعيش في الخطيئة مثلي أن يختطف إلى ملكوت الله عند مجيء الرب؟ كنت في حيرة. لم أستطع فهم الأمر. ولم أفهم إلا بعد أن قرأت كلام الله القدير أنني افتقرت إلى الخبرة في الخطوة الأهم من عمل الله – أي عمل الدينونة في الأيام الأخيرة الذي يبدأ من بيت الله. في إيماننا، علينا اجتياز دينونة الله في الأيام الأخيرة بحيث يمكن لشخصياتنا الفاسدة أن تتطهر. إنه السبيل الوحيد إلى الخلاص والدخول إلى الملكوت. أود أن أخبر الجميع عن اختباري في هذا المجال.

خلال نشأتي، ارتدتُ الكنيسة برفقة والديّ. أحببت الاستماع إلى شركة الإخوة والأخوات حول كلام الرب. وبعد أن تزوجت، منحنا أنا وزوجي عمل الكنيسة الأولوية. التزمنا بنشاط في خدمات الكنيسة سواء أكانت كبيرة أم صغيرة. ولكن مع الوقت، أدركت أن عظات القس جافة حقًا وأن كلامه تافه، وأنه كان يشجعنا دائمًا على تقديم التقدمات. كان يهتم بالمال أكثر مما يهتم بحياتنا. كان القساوسة والشيوخ يتجادلون حول المنبر ومراكزهم ويدسون الدسائس لبعضهم بعضًا. فتناقص عدد الإخوة والأخوات الذين كانوا يحضرون الخدمات، وحتى إن حضروا فقد كانوا يدردشون فيما بينهم أو يتحدثون عن الملذات الجسدية، ويغفون أثناء العظات. أنا نفسي لم أشعر بإرشاد الرب، وكانت مشاركتي في خدمات الكنيسة تتعبني فعلا. لم أتمكن من تطبيق كلام الرب، وكنت أحيا في حالة من الإثم ثم الاعتراف. وحين كنت أرى زوجي يعود إلى البيت من عمله، لينهمك بعد ذلك في اللعب على الإنترنت من دون أن يفعل شيئًا آخر، كنت أتذمر وأوبخه، وأطلب أن يفعل هذا وذاك بنبرة آمرة. لم يكن ليصغي إلي وكنت أزداد غضبًا. لم أطق حتى رؤيته يقوم بالأشياء ببطء، وكنت أنتقده لعدم كفاءته في القيام بالأمور. وكان ينتقدني دائمًا أيضًا ويقول "لم تتغيّري البتة كل هذه السنين كامرأة مؤمنة". شعرت بالذنب فعلاً وفكرت في كلام الرب يسوع: "وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلَا تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لِأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا ٱلْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟" (متى 7: 3-4). علّمنا الرب أننا يجب ألا ننظر دائمًا إلى نواقص الآخرين، بل نتمعن أكثر في عيوبنا. ولكن حين كان زوجي يقول أو يفعل أمورًا لا تعجبني، لم أكن أتحمله. كنت أفقد أعصابي دائمًا وأتشاجر معه. راحت علاقتا تتدهور ورحت أتعذب حقًا. قال الله: "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 44). إن الله قدوس، وأي شخص غير قدوس لا يرى الرب. ولكنني لم أتمكن من اتباع تعاليم الرب أو تطبيق كلامه. عشت في خطيئة دائمة، غير قادرة على الإفلات من أغلال الخطيئة. كيف لشخص مثلي أن يدخل ملكوت السموات؟ تلك الفكرة جعلتني أشعر باضطراب.

وذات مرة بعد الخدمة، سألت القس عن ورطتي. فقال لي: "لا تقلقي. مع أننا نرتكب الخطايا بكثرة، فقد غفر الرب يسوع خطايانا كلها. طالما نواظب على الصلاة والاعتراف للرب، حين يأتي سيرفعنا إلى ملكوت السموات". ما قاله لم يخلصني من حيرتي. يقول الكتاب المقدس: "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (عبرانيين 12: 14). "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا" (عبرانيين 10: 26). مكتوب بوضوح أننا إذا لم نطبق كلام الرب وإذا أخطأنا باختيارنا فلن يكون هناك بعد ذبيحة عن الخطايا. إذًا هل يمكن للذين يخطئون باستمرار أن يخطفوا فعلاً إلى السماء؟ لم أعرف كيف أكف عن الخطيئة، فعملت جاهدة على ممارسة التسامح والمغفرة الذين علّمنا إياهما الرب، ولكنني عجزت عن ممارسة ذلك. وسط ألمي، التمست رأي القس ثانيةً فهز رأسه عاجزًا وقال: "ليس لدي حل لمشكلة الإثم ثم الاعتراف. حتى بولس قال: "لِأَنَّ ٱلْإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لِأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ ٱلشَّرَّ ٱلَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ" (روما 7: 18-19). لا يمكننا تجنب الوقوع في الخطيئة، لذا توبي واعترفي للرب أكثر، وسأصلي أكثر لأجلك أيضًا". حين سمعت هذا من القس شعرت بإحباط حقيقي. وفي ألمي، صليت للرب: "رباه! لا أريد أن أرتكب الخطيئة ولكنني عاجزة عن منع نفسي. العيش في الخطيئة يؤلمني حقًا ولكنني لا أعلم كيف أفلت منه. أخشى أن تتخلى عني إن استمر ذلك. يا رب، أرجوك خلصني".

حيث ينتهي الإنسان، يبدأ الله. التقيت الأخت سوزان على الإنترنت ذات يوم في مايو 2018. كنا نتشارك كثيرًا حول الكتاب المقدس. كانت لها نظرة متعمقة فريدة في الكتاب المقدس وكانت شركتها قادرة على تنوير العقول، فأطلعتها على مخاوفي وورطتي في سعيي. فقلت: "آمنت بالرب لسنوات ولكنني لا أستطيع حتى أن أطبق التسامح والغفران، فأنا أرتكب الخطايا طيلة الوقت. وأخشى ألا أدخل ملكوت السموات. يقول قسّنا إن الرب يسوع قد غفر جميع خطايانا، وطالما أننا نصلي ونعترف للرب كثيرًا سيرفعنا إلى السماء لدى مجيئه. ولكن قلبي ما زال في حيرة. ما رأيك في هذا؟" فقالت الأخت سوزان: "صحيح أن الرب يسوع قد غفر خطايانا، ولكن هذا لا يعني أننا قد تطهّرنا أو تحررنا من الخطيئة. قال الرب يسوع، "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، أَمَّا ٱلِٱبْنُ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 8: 34-35). "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 7: 21). لم يقل الرب يسوع قط إننا سندخل السماء لمجرد أن خطايانا قد غفرت لنا، بل أخبرنا بوضوح تام أنه لا يمكن لأحد أن يدخل ملكوت السموات إلا الذين يفعلون الآب. يمكن أن نرى أن دخول ملكوت الله بفضل مغفرة خطايانا هو مجرد مفاهيم وتخيًلات بشرية. لا أساس لها في كلام الله. رأينا أمرًا واحدًا أكيدًا خلال سنوات إيماننا: وهو أن الناس بعد اكتسابهم الإيمان ونيل غفران خطاياهم يواصلون العيش في حالة من الإثم ثم الاعتراف، والاعتراف ثم الإثم ويدل هذا على أن الإيمان بالرب ونيل مغفرة الخطايا لا يعنيان التخلص من أغلال الخطيئة وقيودها. ولا يعني ذلك حتمًا أننا قد تطهرنا. فالله قدوس. ولن يسمح أبدًا لشخص، لا زال عُرضة لارتكاب الإثم ولأن يقاومه، بدخول ملكوته. لا يمكن أن يدخل ملكوت السموات سوى أولئك الذين يمكنهم إطاعة الله والعمل بمشيئته". حين سمعت شركتها، فكّرت: "فهمت الآن! إن سمح الله بدخولنا نحن الذين نمارس الخطيئة دائمًا، إلى ملكوت السموات فكيف يعبّر عن قداسته؟"

وتابعت شركتها قائلة. "بالرغم من أننا نصلي للرب ونعترف له ونحاول جاهدين أن نطبق تعاليمه، سنبقى مقيّدين بأغلال الخطيئة، مهما حاولنا. ما السبب الحقيقي خلف ذلك؟" ثم قرأت فقرات من كلام الله. "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة". "لأن الإنسان قد افتُدي وغُفِرَت له خطاياه، فكأنما الله لا يذكر تعدياته ولا يعامله بحسب تعدياته. لكن عندما يعيش الإنسان بحسب الجسد، ولا يكون قد تحرر من خطاياه، فإنه لا محال يواصل ارتكاب الخطية، مُظهرًا فساد الطبيعة الشيطانية بلا توقف. هذه هي الحياة التي يحياها الإنسان، دورة لا تنتهي من الخطية والغفران. غالبية الناس تخطئ نهارًا، وتعترف بخطئها مساءً. وبذلك، حتى إن كانت ذبيحة الخطية ذات مفعول أبدي للإنسان، فإنها لن تستطيع أن تخلِّص الإنسان من الخطية. لم يكتمل إلا نصف عمل الخلاص، لأن شخصية الإنسان ما زالت فاسدة. ... ليس من السهل على الإنسان أن يفطن إلى خطاياه؛ فهو لا يستطيع أن يدرك طبيعته المتأصلة في داخله. لا يتحقق مثل هذا التأثير إلا من خلال الدينونة بالكلمة. وبهذا وحده يستطيع الإنسان أن يتغير تدريجيًا من تلك النقطة فصاعدًا". "من خلال عمل الدينونة والتوبيخ هذا، سيعرف الإنسان الجوهر الفاسد والدنس الموجود بداخله معرفًة كاملة، وسيكون قادرًا على التغير تمامًا والتطهُّر. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يستحق العودة أمام عرش الله. الهدف من كل العمل الذي يتم في الوقت الحاضر هو أن يصير الإنسان نقيًّا ويتغير؛ من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة، وأيضًا التنقية، يمكن للإنسان أن يتخلَّص من فساده ويصير طاهرًا. بدلًا من اعتبار هذه المرحلة من العمل مرحلةَ خلاص، سيكون من الملائم أن نقول إنها عمل تطهير" ("الكلمة يظهر في الجسد").

واصلت الأخت سوزان شركتها بعد قراءة ذلك قائلة: "مع أننا نلنا فداء الرب يسوع، وغُفرت لنا خطايانا، فإن طبيعتنا الشيطانية التي تدفعنا إلى الخطيئة لم تعالج. لذا لا يمكننا تجنب الوقوع في الخطيئة ومقاومة الله طيلة الوقت، ونعجز عن تطبيق كلام الرب. في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء فحسب ليفدينا من خطايانا فنتمكن من الخلاص من إدانة الناموس وقيوده، ونكون مؤهلين للمثول أمام الله والتمتع بالنعمة والفرح الذين يمنحنا إياهما. ومع أن الرب يسوع غفر لنا خطايانا، فإن شخصياتنا وطبيعتنا الشيطانية لم تعالج. فما زلنا مغرورين ومعتزين بأنفسنا ومحتالين وأنانيين وكريهين فعلاً. نهتم بأنفسنا جدًا ونسعى دائمًا إلى قول الكلمة الفصل وجعل الآخرين يتصرفون بطريقتنا. وحين يفعل أحدهم ما لا يعجبنا نؤنبه ونسكته. ونمارس كذلك الكذب والخداع دومًا، وصلاتنا لله مجرد كلمات فارغة ووعود واهية. نتحدث عن إطاعة الله ومحبته ولكننا في الحقيقة نفعل كل شيء لمصلحتنا الخاصة. نبذل أنفسنا ونضحي لله كي ننال البركة وندخل ملكوته. نسعد حين ينعم الرب علينا، ولكننا حين نواجه المشقات أو التجارب، نصبح سلبيين ومتذمرين وقد ننكر الله حتى أو نخونه. تلك الشخصيات الشيطانية أسوأ من الخطيئة وأرسخ منها. وإذا لم تعالج فعلى الأرجح سنصنع الشر ونقاوم الله في أي لحظة. ما زلنا على شاكلة الشيطان. فكيف يعقل أن نكون مستحقين لملكوت الله؟ ولهذا وعد الرب يسوع بأنه سيعود. إن الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة هو الرب يسوع العائد. وقد عبّر عن الحقائق كله ليطهّر البشرية ويخلصها بالكامل. وهو يقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله. والهدف الرئيسي من ذلك هو معالجة الشخصيات والطبائع الشيطانية الفاسدة للبشر، من أجل استئصال مشكلتنا المتمثلة في الإثم ومقاومة الله باستمرار، وتطهيرنا بالكامل وتخليصنا ورفعنا إلى ملكوت السموات. يحقق عمل الله القدير وكلامه نبوءات الرب يسوع هذه: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). "لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 47-48). وفي رسالة بطرس الأولى يقول: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). بقبول دينونة كلام الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة، يمكننا ربح الحق. يمكن لشخصياتنا الشيطانية أن تتطهر، وعندها فقط سنتمكن من دخول ملكوت الله".

رأيت أن شركة الأخت سوزان مليئة بالنور ومتسقة تمامًا مع الكتاب المقدس. فاقتنعت تمامًا. وأدركت أنّ الرب يسوع لم يقم في عصر النعمة إلا بعمل الفداء، لكن هذا لم يكن عمل معالجة الطبيعة الآثمة للبشر. إن إيماننا بالرب لا يأتينا إلا بمغفرة خطايانا وعلينا اجتياز عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة لمعالجة جذور إثمنا والهرب من الخطيئة والتطهر. تفتحت عيناي. ورأيت أن ثمة مرحلة من عمل الله لم أختبرها بعد في إيماني. سمعت هذه الأخت تشارك أن الرب يسوع قد عاد بالفعل وعبّر عن حقائق كثيرة ليؤدي عمل الدينونة بدءًا من بيت الله ليطهّر البشرية ويخلصها ويرفعنا في النهاية إلى ملكوت الله. تحمست جدًا وبادرت فورًا إلى سؤال الأخت سوزان ساعيةً: "كيف يؤدي الله القدير عمل دينونته لتطهيرنا؟"

فقرأت علي بضعة مقاطع من كلام الله القدير. "حين يصير الله جسدًا هذه المرة، فسيعبّر عمله عن شخصيته من خلال التوبيخ والدينونة في المقام الأول. وباستخدامه هذا الأساس سيأتي بالمزيد من الحق للإنسان ويُظهر له المزيد من طرق الممارسة، وهكذا يحقق هدفه من إخضاع الإنسان وتخليصه من شخصيته الفاسدة. هذا هو ما يكمن وراء عمل الله في عصر الملكوت". "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("الكلمة يظهر في الجسد").

ومن ثمّ تابعت الأخت سوزان شركتها. "في الأيام الأخيرة، يعبّر الله القدير عن الحقيقة ليؤدي عمل الدينونة. وقد عبّر عن الحقائق كلها ليطهّر البشرية ويخلصها بالكامل، وكشف أسرار عمل تدبير الله. وبيّن جوهر فساد البشر على يد الشيطان وحقيقته، وفضح طبيعتنا الشيطانية المقاومة لله وشرّحها، وأخبرنا عن ماهية الشخصيات الشيطانية والسموم الموجودة في طبائعنا، وماهية الحالات والأفكار الفاسدة التي تنبثق عن تلك السموم الشيطانية، وكيفية معالجة تلك الأمور. كما أن كلام الله يوضح كل جوانب الحقيقة بما في ذلك ماهية الرضوخ لله، وماهية المحبة الحقيقية لله وكيف نكون أشخاصًا صادقين. ويبيّن لنا كيف نتخلى عن شخصياتنا الفاسدة ونحقق الخلاص التام. كما يظهر للبشر شخصية الله القدوسة والبارة والتي لا تقبل الإثم. من خلال اجتياز دينونة كلام الله وتوبيخه يمكننا فهم الحقيقة شيئًا فشيئًا، وإدراك جوهر فسادنا على يد الشيطان وحقيقته. فنكره أخيرًا مدى عُمق الفسادالذي ألحقه الشيطان بنا، ونطرح أنفسنا أمام الله ونتوب ونركّز على ممارسة الحق. ويمكن لشخصياتنا الفاسدة أن تتطهر وتتغير ببطء، ويمكننا أن نكتسب بعض الإجلال والطاعة لله. فيقل عندها ارتكابنا للخطيئة ومقاومتنا لله شيئًا فشيئًا". أيضًا، شاركت الأخت سوزان معي تجربتها الشخصية. قالت إنها اعتبرت نفسها دومًا أكثر قدرة من سواها، وإنها كانت أنانية في كل شيء ودفعت الناس إلى قبول آرائها. وكانت تستبعد وتوبخ أي شخص لم يوافقها الرأي. كان الأمر مؤذيًا وخانقًا للآخرين. من خلال الدينونة والاستعلانات في كلام الله، أدركت أنها تعيش بحسب قوانين الشيطان ومنطق "أنا الأفضل في الكون كله" و"العالم يدور من حولي". كانت شديدة الغطرسة ترفض الإذعان لأي أحد، وترغب دائمًا في امتثال الآخرين لأفكارها وإطاعتها كما لو أنها الحق. لم تجلّ الله وكانت غير عقلانية تمامًا. فأثار ذلك اشمئزاز الله ونفور الناس. أرادت دائمًا من الآخرين أن يصغوا إليها فجسدت بذلك شخصية شيطانية نموذجية. الشيطان متكبر ومتعال ويريد دائمًا أن يساوي نفسه بالله. ويريد أن يسيطر على الناس وأن يصغي الناس إليه ويجلوه. ولهذا لعنه الله. شعرت بالخوف حالما أدركت طبيعة المشكلة وتبعاتها، فبدأت تكره نفسها وتركز على تطبيق الحق. فأصبحت أكثر تواضعًا في تفاعلاتها مع الآخرين. ولم تعد تتكبر عليهم وتقيّدهم كما كانت تفعل من قبل. وراحت تتقبل أكثر يكون الآخرون محقين، حين تكون أفكارهم متماشية مع الحق، وأًصبحت تتفق مع الناس بصورة أفضل بكثير. استنار قلبي حين سمعت شركتها عن كلام الله القدير واختبارها. تعلّمت أن الله ينطق بالكلام ليدين شخصياتنا الفاسدة ويطهرها. إن عمل الله بهذه الطريقة ليخلصنا عملي جدًا! آمنت لسنين ولكنني لم أتمكن من الإفلات من قيود الخطيئة. كنت أعيش في ألم رهيب، ولكنني وجدت الطريق أخيرًا!

بعد ذلك، بدأت قراءة كلام الله القدير، ومشاهدة أفلام عن الإنجيل وسماع ترانيم من كنيسة الله القدير على تطبيق الهاتف كل يوم. كما انضممت إلى اجتماعات مع إخوة وأخوات للشركة حول كلام الله. شعرت حقًا بعمل الروح القدس وإرشاده وفهمت العديد من الأسرار والحقائق التي لم أعرفها قط طيلة سنوات الإيمان. تمتعت بذلك حقًا. وعلمت في قرارة نفسي أن الله القدير هو الرب يسوع العائد!

فقرأت المزيد من كلام الله القدير بعد ذلك وفهمت شخصيتي المتكبرة بعض الشيء. ورأيت أنني غالبًا ما أعامل الآخرين بتعالٍ وأوبخهم وأنني في ذلك إنما أكشف عن شخصيتي الشيطانية. وهذا أمر يكرهه الله. فصلّيت لله كي أتوب. ولم أعد أريد التصرف بناءً على شخصيتي الشيطانية أو التركيز دائمًا على المشاكل لدى الآخرين. فهذا غير عقلاني. حين كنت أرى زوجي يمارس الألعاب أو يقوم بأشياء أخرى لا تعجبني، كنت أصلي لله كي يهدئ من روعي لأتمكن من مخاطبته بهدوء. وذات يوم قال لي زوجي فجأة، "لقد تغيّرت! أصبحت مختلفة منذ أن بدأت تؤمنين بالله القدير. ما عدت تغضبين أو تؤنبينني كما كنت تفعلين من قبل، وأصبح بمقدورك مناقشة الأمور حين تطرأ مشكلة." شكرت الله مرارًا في قلبي. وعلمت أن كل ذلك تحقق داخلي من خلال كلام الله. وما فاجأني حقًا هو أنه حين رأى زوجي التغييرات التي حدثت فيّ، بدأ هو أيضًا قراءة كلام الله القدير وقبل عمل الله في الأيام الأخيرة. ولاحظ زوجي لاحقًا من خلال كلام الله أن الألعاب على الإنترنت هي أحد طرق الشيطان لتضليل الناس والتحكم بهم وإفسادهم. فبدأ يفهم جوهر ممارسة الألعاب على الإنترنت وخطرها، ولم يعد مسحورًا بها. لم نعد نتجادل. نقرأ كلام الله كثيرًا معًا ونشارك مع بعضنا بعضًا. وحين نواجه عثرة أو مشكلة نسعى إلى الحق من كلام الله لإيجاد سبيل للحل. أشعر حقًا بأن عمل دينونة الله القدير هو ما أحتاج إليه. وأنه لمن الضروري أن يطهرنا وأن يخلصنا بالكامل. لقد وجدت السبيل إلى التطهر ودخول ملكوت السموات أخيرًا. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيا لقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

اختباري خلال تقصي الطريق الحق

اتَّبعت والديَّ في الإيمان بالرب حين كنت طفلة. ولاحقًا، أصبحت مدرسة، أعطي دورات في التربية المسيحية والأخلاقية. وأدرس حاليًّا في مدرسة...

اترك رد