توحَّدتُ مع الربمن جديد
يقول الله القدير، "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. ... إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكنًا، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ – وأنت على هذه الحال – يمكن اعتبارك شخصاً يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهًا متجدّدًا لا يشيخ مطلقًا؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبّع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدّم لك سوى عزاءٍ مؤقتٍ، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب المقدسة التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات الحكمة القادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سببًا للتأمّل؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذاً أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل خلاص الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، فلن تصل مطلقًا إلى الحق ولن تنال الحياة" ("الكلمة يظهر في الجسد"). هذا المقطع من كلمات الله القدير جعلني أعيد التفكير في إيماني السابق. حيث كنتُ متشبثة بالمفاهيم الدينية وكلام الكتاب المقدس، فقد أغلقتُ الباب تقريبًا أمام خلاص الله في الأيام الأخيرة. استخدم الله طرقًا عجيبة حتى أكون محظوظة بما يكفي لأن أسمع صوته وأُرحِّب بعودة الرب.
في صباح يوم منذ بضعة أعوام، استيقظت مبكرًا جدًا وفتحت الكتاب المقدس المجاور لوسادتي. قرأت عن انتهار الرب يسوع للفريسيين: "وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ ٱللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ وَقَالَ لَهُمْ: "مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ ٱلصَّلَاةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!" (متى 21: 12-13). كنت حزينة بعض الشيء في ذلك الوقت. شعرت أن حالة الكنيسة الحالية لا تختلف عن حالة المعبد في نهاية عصر الناموس. فقساوسة الكنيسة وشيوخها كانوا يقولون دائمًا إنه ينبغي على المؤمنين أن يحب بعضهم بعضًا، لكنهم كانوا دائمًا ما يدخلون هم أنفسهم في نزاعات مدفوعة بالغيرة، ويتجادلون حول القرابين. بل ويدعون المؤمنين يرْشونهم ليُصَلّوا من أجلهم، وفي بعض الأحيان يحددون مدة صلاتهم وفقًا لمقدار ما أخذوه. كان أغلب أعضاء الكنائس سلبيين وضعاف، وتناقص عدد الأشخاص الذين يحضرون الاجتماعات يومًا بعد يوم. لم يعد القساوسة والشيوخ يعظون من قلوبهم ولم يبحثوا عن كيفية رعاية قطيع الرب رعاية جيدة، ومع هذا لم يتعبوا قط من عقد مراسم زواج المؤمنين. كان قس كنيستي القديمة كذلك مثلهم. ينبغي أن تكون الكنيسة مكانًا للعبادة، لكنه صار مكانًا للزواج. لم يسعني إلا أن أفكر، "لقد ضل القساوسة والشيوخ عن طريق الرب. لقد غمر الكنيسة طابعٌ علمانيٌ تمامًا. بدا الأمر تمامًا كنهاية عصر الناموس، حين كان المعبد مهجورًا وصار مغارة لصوص. فهل يظهر الرب لكنيسة كهذه عندما يعود؟"
انطلق منبه هاتفي فجأة بينما كنت أفكر في هذا، وعندما أسكتَّه، لاحظت توصية بفيديو على YouTube من كنيسة الله القدير. تحيرت جدًا. لم أشترك من قبل في قناة الكنيسة هذه، فلماذا يصلني هذا الإشعار؟ ثم تذكرت أن صديقة قد اصطحبتني لسماع عظة هناك منذ شهر، وما سمعته كان جديدًا ومُنوِّرًا حقًا. لقد اكتسبتُ شيئًا منها حقًا. رغبت في مواصلة البحث في الأمر، لكنهم شهدوا بأن الرب يسوع قد عاد بالفعل، وأنه يقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة ويُعبِّر عن الكثير من الحقائق، وأن كتاب الكلمة يظهر في الجسد مملوءٌ بكلمات عبّر الله القدير عنها. قالوا إن جميعهم يقرأون ويشاركون حول كلمات الله القدير في الاجتماعات. لم أفهم هذا الأمر على الإطلاق. طالما أخبرنا القساوسة والشيوخ إن كل كلام الله وعمله في الكتاب المقدس، وإن كلامه وعمله لا وجود لهم خارجه. كيف لهم أن يشهدوا بأن الرب قال كلمات جديدة؟ على كل حال، بنت أجيال من المؤمنين إيمانها على الكتاب المقدس، لذا كان الإيمان بالرب إيمانًا بالكتاب المقدس. كيف يكون أي شيء آخر إيمانًا بالرب؟ كنت أرفض في كل مرة تطلب فيها صديقتي منّي الذهاب لسماع المزيد من العظات في تلك الكنيسة. لذا، عندما رأيت ذلك الرابط من كنيسة الله القدير على هاتفي، لم أنقره.
لكن لدهشتي، ولعدة أيام بعد هذا، استمر ظهور توصيات من YouTube بأفلام وترانيم من قناة الكنيسة. فكرتُ، "لم أشترك في قناتهم، لكن هذه الإشعارات تظهر لديّ باستمرار. هل عساه الرب يرشدني؟ هل مشيئة الله أن أنظر إلى قناة كنيسة الله القدير؟" عند هذه الفكرة صليت إلى الرب: "يا رب! لماذا يستمر ظهور هذه الفيديوهات على هاتفي؟ إنهم يشهدون بأنك قد عُدت بالفعل. هل هذا صحيح حقًا؟ هل أشاهد هذه الفيديوهات؟ يا رب، أرشِدني من فضلك". تذكرتُ بعد صلاتي تلك الكلمات من الرب يسوع: "طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِٱلرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 5: 3). حقًا. مجيء الرب أمر عظيم، لذا فكرت، عندما أسمع عنه، ينبغي عليَّ أن أبحث بتواضع، وأن أُدقِّق فيه، وأن أفكر فيه مليًا لأرى ما إذا كان الله القدير هو حقًا الرب يسوع العائد. إذا لم أبحث أو أُدقِّق في الأمر، وكان الرب قد عاد حقًا، أفلن أُفوِّت فرصتي في الترحيب بمجيئه؟ عند هذه الفكرة، قررت أنه ينبغي علىَّ مشاهدة بعض فيديوهات الكنيسة. عندما تفقدتُ موقعها الإلكتروني، رأيت أن هناك تنوع كبير في المحتوى، يشمل أفلامًا وفيديوهات ترانيم وعروضًا خاصة للكورال ومقالات عن الاختبارات والشهادات. أحد فيديوهات الترانيم، "محبوبي أرجوك انتظرن،" أبهرتني تلك الترنيمة جدًا. أثَّرت فيَّ كلماتها بشدة. جعلتني أفكر في كل الوقت الذي قضيته في كنيسة مهجورة، أبحث في كل مكان عن كنيسة لديها عمل الروح القدس. وكلما تصفحت الموقع أكثر، تغذيت منه أكثر. رغبت في أن أفهم الكنيسة وأن أتفحصها، لذا وجدتُ المزيد من الأفلام لأشاهدها على موقعها الإلكتروني.
يومًا ما، شاهدت فيلمًا عن الإنجيل كان يدور في أغلبه عن العلاقة بين الله والكتاب المقدس. كان هناك مقطع من كلمات الله لن أنساه أبدًا: "منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم. ... الغالبية لا يفهمون لماذا يجب أن يؤمنوا بالله ولا كيفية الإيمان به، ولا يفعلون أكثر من مجرد البحث عشوائيًا عن مفاتيح لفك ألغاز إصحاحات الكتاب المقدس. لكن لم يسع الناس مطلقًا في طريق عمل الروح القدس، ولم يفعلوا شيئًا إلا دراسة الكتاب المقدس وتحليله بصورة بائسة، ولم يعثر أحد على أي عمل جديد للروح القدس خارج الكتاب المقدس، بل إنَّ أحدًا لم يبرح دفتي الكتاب المقدس، بل لم يجرؤ أحد على ذلك" ("الكلمة يظهر في الجسد"). بعد مشاهدة هذا الجزء فكرت، "إن هذا تحديدًا موقفي تجاه الكتاب المقدس. أشعر أنه يمثل الرب، وأن الإيمان به إيمانٌ بالكتاب المقدس، وأن الإثنين متلازمان. لكن ما لا أفهمه هو: الكتاب المقدس شهادة الرب وأساس إيماننا. كمسيحيين، أسسنا إيماننا على الكتاب المقدس لمدة ألفي عام، فهل يمكن حقًا ألا يكون هذا متماشيًا مع مشيئة الرب؟ ما الذي يحدث هنا حقًا؟"
واصلت مشاهدة الفيلم، متشوقة إلى الحصول على إجابات لهذه الأسئلة. قرأ الشخص الذي يشارك الإنجيل مقطعًا آخر من كلمات الله: "يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل أناسًا تشبَّثوا بالكلمات بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل أناسًا يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس" ("الكلمة يظهر في الجسد"). بعد قراءة كلمات الله القديرهذه، استمَروا في الشركة. قالوا إن المؤمنين يعتقدون جميعًا أن الإيمان بالرب إيمانٌ بالكتاب المقدس، وإلا لا يكون إيمانًا بالرب، لكن هذه الرؤية خاطئة. قالوا أيضًا، "حين كان الرب يسوع يعظ ويعمل، انصرف تابعوه عن الكتب المقدسة ليقبلوا عمله وكلامه، هل يجوز لنا إذًا أن نقول إنهم لم يكونوا مؤمنين بالرب حقًا؟ تشبث كل فريسي اليهودية بالكتب المقدسة، لكنهم صلبوا الرب يسوع، الذي عبَّر عن الحق وقام بعمل الفداء. ماذا كانت المشكلة في ذلك؟ هل يعني التشبث بالكتب المقدسة أن الشخص يعرف الرب؟ هل يعني هذا أنه يتقيد بطريق الرب، وأنه يتقيه ويخضع له؟ الله هو رب الخليقة، مصدر الحياة لكل الأشياء، بينما الكتاب المقدس مجرد سجل لعمل الله وكلامه السابق. كيف يوضع على قدم المساواة مع الله؟ يؤمن المؤمنون بالرب بالكتاب المقدس إيمانًا أعمى ويعبدونه ويعاملونه كما لو كان مساويًا لله، حتى أنهم يستبدلون الكتاب المقدس بالرب وعمله. أليس هذا حطًا من مكانة الرب وتجديفًا عليه؟ هل الشخص الذي يتمسك بالكتاب المقدس دون البحث عن ظهور الرب وعمله مؤمن أو تابع للرب حقًا؟ هذا هو ما قاله الرب يسوع للفريسيين: "فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 5: 39-40). قال أيضًا: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي" (يوحنا 14: 6). كان الرب يسوع واضحًا للغاية فيما يخص العلاقة بين الله والكتب المقدسة. الكتب المقدسة تشهد لله فحسب، فهي لا تمثل الرب، ولا يمكنها أن تحل محل عمله الخلاصي لا يمكن للتمسك بالكتاب المقدس وحده أن يجلب لنا الحياة الأبدية. المسيح وحده هو الطريق والحق والحياة. علينا أن نسعى إلى الرب لنربح الحياة!"
كنت متأثرة للغاية بعد انتهاء الفيلم. شعرت بأن كل ما قاله كان صحيحًا ومتفقًا مع كلام الرب يسوع. أدركتُ أن الكتاب المقدس لا يمثل الرب حقًا. فهو الذي يزودنا بالحياة، وليس الكتاب المقدس. الإيمان به ليس مثل الإيمان بالرب واتّباعه. لكني كنت أظن دائمًا أن الكتاب المقدس يمثله. ألم أعتبر الكتاب المقدس أعلى من الرب؟ كلما أمعنت التفكير في الأمر، ازداد شعوري بأن هناك حق في كلمات الله القدير، وأنها قادرة على حل ارتباكي. عرفت أن عليَّ أن أبحث وأُدقِّق بجدية حتى لا أفوت فرصتي في الترحيب بالرب. ثم قررت أن أعود إلى كنيسة الله القدير مع صديقتي. استقبلنا الإخوة والأخوات كلهم بحرارة عند وصولنا إلى الكنيسة. وشاركوا معنا بصبر عظيم. شرحت ارتباكي لهم قائلة، "يخبرنا القساوسة والشيوخ دائمًا في الاجتماعات بأن كل عمل الله وكلامه موجود في الكتاب المقدس، ولهذا لا يمكن لشيء خارج هذا أن يحتوي عمله أو كلامه. لكنكم تشهدون بأن الرب يسوع قد عاد بصفته الله القدير وأنه يقوم بعمل جديد في الأيام الأخيرة، ويعبّر عن كلمات جديدة. ما الذي يحدث حقًا؟"
قرأتْ الأخت تشو بضعة مقاطع من كلمات الله القدير ردًا على هذا. "يعتقد العديد من الناس أن فهم الكتاب المقدس والقدرة على تفسيره تماثل إيجاد الطريق الحق، ولكن هل الأمور بهذه البساطة حقًّا في الواقع؟ لا أحد يعرف حقيقة الكتاب المقدس أنه ليس إلّا سجل تاريخيّ لعمل الله، وشهادة عن المرحلتين السابقتين من عمل الله، ولا يقدم لك فهمًا عن أهداف عمل الله. كل من قرأ الكتاب المقدس يعرف أنه يوثق مرحلتي عمل الله أثناء عصر الناموس وعصر النعمة. يؤرخ العهد القديم تاريخ إسرائيل وعمل يهوه من وقت الخليقة حتى نهاية عصر الناموس. ويسجل العهد الجديد عمل يسوع على الأرض، وهو مذكور في الأناجيل الأربعة وأيضًا عمل بولس؛ أليست هذه سجلات تاريخية؟" "كل ما هو مُسجل في الكتاب المقدس محدود وغير قادر على تمثيل عمل الله كله. الأناجيل الأربعة بها أقل من مئة إصحاح تحتوي معًا على عدد محدود من الأحداث، مثل لعن يسوع لشجرة التين، وإنكار بطرس للرب ثلاث مرات، ويسوع الذي ظهر للتلاميذ بعد صلبه وقيامته، وتعليم عن الصوم، وتعليم عن الصلاة، وتعليم عن الطلاق، وميلاد وسلسلة أنساب يسوع، واختيار يسوع للتلاميذ وما إلى ذلك. ومع ذلك يقدّرها الناس على أنها كنوز، حتى إنهم يتحققون من صحة عمل اليوم في ضوئها. إنهم حتى يؤمنون أن يسوع لم يفعل الكثير في فترة ما بعد ميلاده. الأمر يبدو كما لو أنهم يؤمنون بأن الله يستطيع فقط أن يفعل هذا القدر، وليس هناك المزيد من العمل الإضافي. أليس هذا سخيفًا؟" "آنذاك، قال يسوع فقط لتلاميذه سلسلة من العظات في عصر النعمة، مثل كيفية السلوك، وكيفية الاجتماع وكيفية الطلبات في الصلاة، وكيفية التعامل مع آخرين، وخلافه. العمل الذي قام بتنفيذه كان عمل عصر النعمة، وشرح فقط كيف يجب أن يطبقه التلاميذ ومن تبعوه. قام فقط بعمل عصر النعمة ولم يقم بأي عمل من أعمال الأيام الأخيرة. ... إن عمل الله في كل عصر له حدود واضحة؛ إنه يقوم فقط بعمل العصر الحالي ولا ينفذ أبدًا المرحلة القادمة من العمل مسبقًا. فقط بهذه الطريقة يمكن أن يأتي عمله التمثيلي لكل عصر في الطليعة. تكلم يسوع فقط عن علامات الأيام الأخيرة، وكيف تتحلَّى بالصبر وكيف تخلُص وكيف تتوب وتعترف، وأيضًا كيف تحمل الصليب وتتحمل المعاناة؛ لكنه لم يتكلم أبدًا عن كيفية دخول الإنسان في الأيام الأخيرة أو كيفية سعيه إلى تحقيق مشيئة الله. وعليه، أليس من المغالطة أن تبحث داخل الكتاب المقدس عن عمل الله في الأيام الأخيرة؟ ما الذي يمكنك تمييزه من مجرد مسك الكتاب المقدس بيديك؟ سواء أكان مفسرًا للكتاب المقدس أم كارزًا، مَنْ يمكنه معرفة عمل اليوم مسبقًا؟" "إذا كنت ترغب في أن ترى عمل عصر الناموس وأن ترى كيف اتبع بنو إسرائيل طريق يهوه، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد القديم. أما إذا أردت أن تفهم عمل عصر النعمة، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد الجديد. لكن كيف ترى عمل الأيام الأخيرة؟ لا بد أن تقبل قيادة إله اليوم وأن تدرك عمل اليوم لأن هذا هو العمل الجديد الذي لم يسبق أن سجله أحدٌ من قبل في الكتاب المقدس. ... إن عمل اليوم هو طريق لم يسلكه الإنسان من قبل ولم يره أحدٌ من قبل. إنه عمل لم يُعمَل من قبل؛ فهو أحدث أعمال الله على الأرض... مَنْ عساه استطاع أن يسجل كل صغيرة من عمل اليوم دونما حذفٍ قبل أن يحدث؟ مَنْ بوسعه أن يسجل هذا العمل الأكثر عظمة وحكمة الذي يتحدى التقليد في الكتاب القديم البالي؟ إن عمل اليوم ليس تاريخًا، ولهذا، إذا أردتَ أن تسلك طريق اليوم الجديد، فلا بد أن تهجر الكتاب المقدس وأن تتجاوز كتب النبوة أو التاريخ في الكتاب المقدس. حينئذٍ فقط سوف تتمكن من السير في الطريق الجديد بصورة سليمة، وستتمكن من دخول الحالة الجديدة وإدراك العمل الجديد" ("الكلمة يظهر في الجسد").
بعد قراءة كلمات الله القدير، واصلت الأخت تشو شركتها. قالت، "كل من يعرف الكتاب المقدس يعلم أن العهدين القديم والجديد ليسا إلا سِجِلًا لمرحلتي عمل الله في عصر الناموس وعصر النعمة. هما شهادة لعمل الله. كل مرة أكمل الله فيها مرحلة من العمل، سجل الأشخاص الذين اختبروها عمله وكلامه، ومن ثم جُمِّعَت هذه السجلات لاحقًا في الكتاب المقدس. لكن عمل الله وكلامه في هذين العصرين لم يُسجلا بالكامل في الكتاب المقدس. كلام الرب يسوع في الكتاب المقدس مجرد غيض من فيض. تمامًا كما يقول في إنجيل يوحنا: "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ" (يوحنا 21: 25). لم تُسجَّل بعض نبوات الأنبياء في عصر الناموس في الكتب المقدسة بصورة كاملة. هذا أمر معروف. لذا عندما يقول القساوسة والشيوخ إن كل كلام الله موجود في الكتاب المقدس، وإنه لا وجود لعمله وكلامه خارجه، ألا يناقضون الحقائق؟ ألا يكذبون ويخدعون؟ الله هو رب الخليقة. هو عظيم وسخي جدًا، كيف يمكن لكتاب واحد، الكتاب المقدس، أن يحتوي عمله وكلامه بصورة كاملة؟" ثم قرَأَتْ من سفر الرؤيا: "وَرَأَيْتُ عَلَى يَمِينِ ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ سِفْرًا مَكْتُوبًا مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ وَرَاءٍ، مَخْتُومًا بِسَبْعَةِ خُتُومٍ" (رؤيا 5: 1). "فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّيُوخِ: "لَا تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ ٱلْأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ ٱلسِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ ٱلسَّبْعَةَ" (رؤيا 5: 5). شاركَت، "يقول هنا أن هناك كتابات داخل هذا الكتاب وخارجه، إلا أنه مختوم بسبعة أختام، ولا يمكن لأحد أن يفتح الكتاب أو يفك الأختام إلا رب الأيام الأخيرة العائد. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها أن نرى المكتوب داخل الكتاب. وأيضًا تنبأ سفر الرؤيا بهذا عدة مرات: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا أصحاح 2-3). تثبت هذه النبوات الكتابية أن الرب سيقول المزيد من الكلمات عند عودته. فهل يمكن حقًا أن يُسجَّل عمل الرب العائد وكلماته مقدمًا في الكتاب المقدس؟ هل يحل كلام الله في الكتاب المقدس محل ما يقوله الروح القدس للكنائس في الأيام الأخيرة؟ هل يحل محل الكتاب الذي فتحه الحمل؟ هل يحل محل عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة؟" عند سماع هذا، فكرتُ في نفسي، "قرأتُ هذه الآيات كثيرًا. لماذا لم تتبادر هذه الأسئلة إلى ذهني أبدًا؟" ثم واصلت الأخت الشركة: "الكتاب المقدس سِجِلٌ لعمل الله السابق. بعد سنوات كثيرة من كتابة العهد القديم، جاء الرب يسوع وقام بعمل الفداء من أجل عصر النعمة. فهل أُدرِج عمله وكلامه تلقائيًا في الكتب المقدسة؟ كان ينبغي تجميع عمل الله وكلامه وتحويلهم إلى الكتاب المقدس. جاء الله القدير في الأيام الأخيرة وقد عبَّر عن كل الحقائق لكي يُطهّر ويُخلّص البشرية. هل تُدرَجُ تلك الحقائق تلقائيًا في الكتاب المقدس؟ إذًا فإن ادعاء أن كل عمل الله وكلامه مُسجَّلٌ في الكتاب المقدس، وأنه لا يمكن أن يكون هناك شيء خارجه، هو رأي خاطئ وسخيف، وهو برمته ناتج عن مفاهيم وتخيلات بشرية".
كان سماع شركة الأخت تشو منوِّرٌ لي حقًا. شعرت بأن كل ما شاركَتْه يتماشى مع الحقائق. الكتاب المقدس مجرد سِجِل لمرحلتين من مراحل عمل الله: عصر الناموس وعصر النعمة. إنه شهادة لعمله، لكنه لا يمكن أن يمثل الرب أو عمله وكلماته في الأيام الأخيرة. حتى عمل الرب يسوع وكلامه لم يُسجَّلوا في الكتاب المقدس بصورة كاملة، لذا كيف يمكن تسجيل عمل الله وكلماته في الأيام الأخيرة في الكتاب المقدس مقدمًا؟ اتبعتُ كلام القساوسة والشيوخ، قاصرة عمل الله وكلامه على الموجود في الكتاب المقدس، ومؤمنة بأنه لا شيء خارج ذلك جاء من الله. ألم أتكلم بكلام بلا معنى بكل وقاحة؟ أليس هذا تحديدًا للرب وتجديفًا عليه؟ امتلأت بالندم عند هذه الفكرة. لماذا لم أقرأ كلمات الله القدير قبل ذلك؟ كان ينبغي عليَّ حقًا ألا أتبع القساوسة والشيوخ اتّباعًا أعمى، مُحدِّدة عمل الله بناءً على مفاهيم وتخيلات. هذه الآراء مؤذية للغاية!
ثم طرحتْ الأخت تشو نقطة أخرى للمناقشة: لماذا التمسك بالكتاب المقدس فقط دون قبول عمل الله وكلماته في الأيام الأخيرة يعني أن الناس لا يمكنهم دخول ملكوت الله ونيل الحياة الأبدية؟ قالت، "الكتاب المقدس مجرد سِجِل لمرحلتين من مراحل عمل الله. ولا يمكنه أن يحل محل عمل الله في دينونة وتطهير البشرية في الأيام الأخيرة. في عصر الناموس، كان عمل الله الأساسي هو إعلان الناموس والوصايا لإرشاد حياة الناس على الأرض. في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء فقط. صُلب ليفدي البشرية من مُلك الشيطان، عتقنا من خطايانا، وجعلنا مؤهلين للصلاة لله حتى نتمكن من التمتع بنعمة لله كلها. لكن طبيعتنا الخطاءة وأصل خطيتنا لم يُحلّا. لهذا ما زلنا نكذب، ونخطئ، ونعصى الله ونقاومه باستمرار، ولسنا مستحقين أن ندخل ملكوت الله. لهذا تنبأ الرب يسوع بأنه سيعود ويعبِّر عن الحقائق في الأيام الأخيرة ليدين البشر ويخلصهم خلاصًا كاملًا. يقول في إنجيل يوحنا، "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). يقول أيضًا، "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). يأتي الله القدير في الأيام الأخيرة ليعبِّر عن الحق ويؤدي عمل الدينونة محققًا نبوات الرب يسوع بصورة كاملة. عبَّر الله القدير عن ملايين الكلمات، وتغطي هذه الكلمات كل شيء. كُشفتْ أسرار الكتاب المقدس، هناك نبوات عن الملكوت المستقبلي، بعضها يناقش غاية البشرية، والآخر يُشرِّح أصل مقاومة البشرية لله. يُعلن الله أيضًا الحقائق بصورة واضحة للغاية يحتاج الناس أن ينالوا الخلاص الكامل. يشمل هذا القصة الحقيقية لمراحل عمل الله الثلاث لخلاص الإنسان، أسرار عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة وأسرار تَجَسُّدَي الله. يكشف الله كيف يُفسد الشيطان البشرية، وكيف يعمل الله لخلاص الإنسان، جوهر إفساد الشيطان للبشرية وحقيقته، ماهية الإيمان الحقيقي بالله والخضوع له وحبه، كيف تحيا حياة ذات معنى، والمزيد. الحقائق التي عبّر عنها الله القدير هي طريق الحياة الأبدية التي يعطينا إياها في الأيام الأخيرة. إذا تشبثنا بالكتاب المقدس فقط دون قبول دينونة الله وتطهيره في الأيام الأخيرة، فلن ننال الحق، ولن نطرح الخطية ولن نخلص خلاصًا كاملًا ولن ندخل ملكوت السموات".
شركة الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير ساعدتني على أن أرى أن عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة يحقق تمامًا النبوات الكتابية. كلمات الله القدير هي الحق، هي صوت الله، وهي الطريق إلى الحياة الأبدية التي يمنحنا الله إياها في الأيام الأخيرة! ظننت أن عمل الله وكلامه مقصورين على الكتاب المقدس، لأنني استمعت إلى القساوسة والشيوخ، وتمسكت بالمفاهيم الدينية. رفضت قبول عمل الله في الأيام الأخيرة أو السعي إليه. لم أنل مؤازرة كلمات الله الحالية وهوِيتُ في الظلمة. دون رحمة الله وخلاصه بترشيح YouTube فيديوهات كنيسة الله القدير لي، مانحًا إياي الحظ الطيب لسماع صوت الله، لكنت ما زلت أتبع القساوسة والشيوخ، ولما كنت قد بحثتُ أو دقَّقتُ في عمل الله في الأيام الأخيرة. إذا كان الأمر كذلك، لكان من الممكن أن أقرأ الكتاب المقدس لمائة سنة، لكني لم أكن لأرحب بعودة الرب أبدًا. أرى أن قدرتي على نوال خلاص الله في الأيام الأخيرة ترجع بصورة كاملة إلى إرشاده. هذا هو خلاص الله العجيب!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.