فتحت باب قلبي ورحَّبْتُ بعودةِ الرَّبِ

2019 ديسمبر 16

بقلم يونغيوان – الولايات المتحدة

في نوفمبر 1982، هاجَرت عائلتنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولأننا جميعنا نؤمن بالرب منذ جيل جدّي الأكبر، لذا سرعان ما وجدنا كنيسة صينية في تشاينا تاون في نيويورك، بعد وصولنا للولايات المتحدة، حتى نتمكّن من حضور القدّاس. إلم نفوَّت أي قداس أبدًا، وكانت والدتي وشقيقتي على الأخص تجيدان قراءة الأسفار المقدسة، كلما سنح لهما الوقت للسعي لبَرَكة الله وحمايته. كان القس كثيرًا ما يقول: "عندما يأتي الرب سيُدِين الناس علانية ويقسّمهم إلى فئات: أولئك الذين يتوبون ويعترفون ويمارسون إيمانهم بالحق، سيكون بمقدورهم الذهاب إلى السماء، وأولئك الذين يرتكبون خطايا صغيرة لكن ليست خطيرة، سيعانون العذاب في المَطْهَرِ، ولكنهم سيتمكنون من نوال الخلاص والصعود إلى السماء، وأولئك الذين لا يؤمنون بالله أو يرتكبون خطايا خطيرة للغاية سيعانون العقاب في الجحيم". تركت هذه الكلمات انطباعًا عميقًا في قلبي، تمامًا كما لو كانت منقوشة داخله. لقد حثّتني على الإيمان بالله بحماس، ومهما كان انشغالي، لم أفوّت القدّاس أبدًا.

سرعان ما جاء عام 2014. وذات يوم، قال أحد رعايا الكنيسة فجأة: " شقيقتك تؤمن الآن بالله القدير..." وإلى جانب ذلك، قال العديد من الأمور التي تفتري على الله القدير وكنيسة الله القدير وتدينهما. عندما سمعت هذه الأنباء غير المتوقعة شعرت بالتوتر الشديد، وأصبحت قلقة جدًا أن شقيقتي قد ضلَّت. انتشر خبر قبول شقيقتي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة سريعًا في الكنيسة كلها. وحثني القس على الابتعاد عنها، وكان هناك عدة أعضاء آخرين من الكنيسة، قالوا في وجهي أيضًا عددًا من الأشياء يفترون بها على الله القدير ويدينونه بها. بعد أن "ساعدني" الأب ورعايا الكنيسة الآخرون عدة مرات، بدأت أصدِّق كلامهم وقررت أن شقيقتي قد ضلَّت. أخبرت الأب والرعايا أنني لن أستمع إلى شقيقتي بعد الآن، وأنه إذا أتيحت لي الفرصة، فسأحاول إعادتها إلى الحظيرة حتى تتوب إلى الرب. اتصلت بأشقائي بعد وصولي إلى المنزل ووقفوا بجانبي. لقد حاولنا جميعًا معًا إقناع شقيقتي، ولكنها كانت حازمة في إيمانها بالله القدير، والأكثر من ذلك أنها شهدت لنا أن الله القدير هو الرب العائد؛ وحاولت إقناعنا بقبول عمل الله في الأيام الأخيرة، حتى لا نفوّت فرصتنا في تحقيق خلاص الله. لكن قلبي كان مليئًا بالأفكار السلبية التي غرسها فيه الأب والرعايا. ومهما كانت شركة أختي معي أو كيف شهدت، فلم أكن لأستمع.

لاحقًا، تجادلت أنا ووالدتي مع شقيقتي عدة مرات بسبب إيمانها بالله القدير، ولكن مهما قالت استمررت في تصديق الأب والشائعات التي قرأتها على الإنترنت، ولم أجرؤ أبدًا على السعي أو التحقيق في عمل الله القدير. لم يكن هناك أبدًا أي حل لجدالاتنا، لكنني أدركت أن والدتي بدأت تدريجيًا في الاتفاق مع شركة شقيقتي وشهادتها، وفي الواقع شكَّلت "جبهة موحَدة" مع شقيقتي، وفي النهاية قبلتْ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما رأيت هذا بدأت في القلق؛ ماذا لو كانت الأمور مثلما زعم الأب والرعايا، وحدث مكروه لعائلتي؟ ذهبت يائسة لأبحث عن الأخت جيانهي التي كانت على علاقة جيدة بشقيقتي وبي، وطلبت منها أن تحاول إقناع والدتي وشقيقتي. لكنها لم تفشل في إقناعهما فحسب، لكن هي نفسها صارت تؤمن بالله القدير. كان هذا مُربكًا لي للغاية: كانت هذه الأخت مستقيمة وكانت تسعى بحماس، فكيف إذًا لم يمكنها أن تقنعهما، بل كيف آمنت هي نفسها بالله القدير؟ هل لكلمة الله القدير بالفعل قوة كبيرة للغاية؟ هل يمكن لكلمة الله القدير حقًا توفير القوت للحياة البشرية؟ لكن بمجرد أن فكرت في كلمات الأب والرعايا التي تهاجم الله القدير، وكذلك ما رأيته على الإنترنت يُعارِض ويدين كنيسة الله القدير، شعرت مرة أخرى بالخوف في قلبي، ولم أتواصل معهم بعد ذلك. بعدها، نادرًا ما كنت أذهب لرؤية والدتي. كنت أذهب أحيانًا لمجرد الزيارة ثم أغادر على عجل، ورفضت الاستماع إلى شركة والدتي وشقيقتي. استمرت هذه "الحرب الباردة" مع والدتي وشقيتي هكذا لمدة عام ونصف.

ذات يوم في مارس 2016، سمعت أن بعض الأعضاء البارزين في الكنيسة ذهبوا أيضًا لإقناع شقيقتي، لذا أردت أن أذهب لأرى ما إذا كانت غيّرت من قلبها. سألتها عندما رأيتها عما فكَّرت به، فقالت لي: "أنا اتبعت آثار أقدام الخروف وتأكدت من أن طريق الله القدير هو الطريق الحقيقي. الله القدير هو الرب العائد، وأنا لن أحيد عنه بالتأكيد". نظرة شقيقتي الثابتة وإجابتها المدوّية والقوية زعزعت قلبي إلى حدٍ ما، وأثارت الفضول بداخلي. فكرتُ: "مِن بين جميع المؤمنين في عائلتي، كانت شقيقتي الأكثر بحثًا بحماس، وكانت الأخت جيانهي في الكنيسة تتمتع بالتمييز وكانت تبحث أيضًا. وكذلك كانت والدتي تتمتع دائمًا بإيمان صَلب بالرب. الآن صرن جميعًا مؤمنات بالله القدير، ونما إيمانهن جميعًا أكثر بعد اتباعه. صِرن يتحدثن ببصيرة أكثر، ولم يُمكن لأحد أن يزعزع أو يدحض كلامهن. أي قوة تلك التي سمحت لهن بالحفاظ على مثل هذا الإيمان العظيم في مواجهة مُعارضة الكثيرين جدًا؟ أيمكن حقًا أن يكون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة هو الطريق الحقيقي؟ أيمكن حقًا أن يكون الله القدير هو المجيء الثاني للرب؟ لقد مرَّ قرابة عامين منذ أن قَبِلتْ شقيقتي والأخت جيانهي ووالدتي عمل الله القدير، ولكن عندما رأيت أن كل شيء كان يمضي على خير معهن، أمكنني فهم أن تكتيكات التهويل والذعر التي اتبعها الأب، وما قرأته على الإنترنت لم يتحقق في حالتهن... عندما أدركت هذا، هدأ قلبي قليلًا وأردت أن أتحرى عن كلمة الله القدير وعمله. شاركت أفكاري مع شقيقتي، واتفقت معي بسعادة، ودعتني إلى منزل والدتي، حتى يتسنى لأخت من كنيسة الله القدير أن تقدّم لي شركة، وتشهد لعمل الله القدير في الأيام الأخيرة.

قدت سيارتي إلى منزل والدتي في عطلة نهاية ذلك اﻷسبوع. كان هناك شقيقتي والأخت جيانهي والأخت تشانغ شياو من كنيسة الله القدير. كانت الأخت جيانهي على وجه الخصوص سعيدة عندما علمت أنني أريد السعي والتحقيق. وبدأت معي شركة: "السبب الرئيسي لقدوم الله في الأيام الأخيرة هو ليعبِّر عن الكلمة ويؤدي عمل دينونة البشر وتطهيرهم، ليخلّصنا من عبودية الخطية. في الوقت الحاضر، أولئك الذين في عصر النعمة يعيشون في دائرة من ارتكاب الخطية ثم الاعتراف بها. وحتى لو كنّا نواظب على حضور القداس والقراءة في الأسفار المقدسة وكذلك الاعتراف للكاهن، لكن مازلنا نواصل الكذب والخداع، ونعيش من خلال شخصياتنا الفاسدة، مثل الغطرسة والطمع والأنانية. إننا نرتكب الخطايا ونقاوم الله رُغمًا عنّا، ولا يمكن لأحد أن يتحرر من إسار هذه الطبيعة الخاطئة ولا أن ينال التطهُّر ولا القداسة بالاتكال على الاعتراف والتوبة. لهذا ما زلنا بحاجة لقبول العمل الذي جاء الله ليؤديه في الأيام الأخيرة وهو دينونة البشر وتطهيرهم. فقط من خلال عمل ذلك يمكننا التحرُّر تمامًا من رباطات الخطية، والتطهُّر والتحوُّل ونوال الخلاص من الله" عندما سمعت ذلك سألت في حيرة: "كان الأب كثيرًا ما يقول: «إن ارتكب الناس خطايا صغيرة، فسوف يتمكنون من الصعود إلى السماء، عندما يكملون معاناتهم في المَطهَر، وذلك حين يعود الرب ليدين الناس علانية، أما هؤلاء الذين يرتكبون خطايا كبيرة فسوف يذهبون مباشرة إلى الجحيم ليُعاقبوا» فكيف يمكنك أن تقولي إن عمل الدينونة الذي سيؤديه الله عند عودته هو تطهير وخلاص البشر؟". قالت الأخت جيانهي: "أنا أيضًا اعتدت أن أصدّق كلمات الأب. كانت لديّ نفس مفاهيمك عن كيفية عودة الرب ليؤدي عمل الدينونة، لكن بالتفكير في الأمر الآن؛ هل يتوافق ما يقوله الأب بالفعل مع الكتاب المقدَّس؟ أهو مبني على كلمة الله؟ هل قال الرب يسوع إن هناك مَطْهَرًا؟ هل قال أي شيء عن إمكانية صعود مَن يرتكبون خطايا صغيرة إلى السماء، بعد إتمام معاناتهم في المَطْهَر، وأن وحدهم الذين يرتكبون خطايا كبيرة سيذهبون إلى الجحيم؟ بالطبع لا! من أين إذًا أتت هذه الكلمات؟ من الواضح أنها خرجت من مفاهيم الناس وتصوراتهم، وهي مجرد تكهنات وتخمينات. إنها لا تتوافق مطلقًا مع كلمات الله، ولا تتوافق مع حقيقة عمل الله. ما فائدة ذلك لنا لنتمسك به؟" عندما استمعت إلى شركتها، أومأتُ في صمتٍ. وتابعتْ هي: "كلنا ممتلئون بالخطية، في الوقت الحاضر، وليس هناك من هو طاهر. بناءً على ما قاله الأب، عندما يعود الرب للحكم علانية ليدين جميع الشعوب، فإن الذين يرتكبون خطايا صغيرة سيذهبون إلى المَطْهَر، بينما يذهب أولئك الذين يرتكبون الخطايا الكبرى إلى الجحيم. في هذه الحالة، ألا نُدان جميعًا ونعاني من عقوبة الذهاب إلى الجحيم؟ ألن يكون عمل الله في خلاص البشرية قد ذهب سُدى؟ هل سيكون هناك أي معنى لمجيء الرب؟". ما قالته الأخت في الشركة لمس قلبي. هذا صحيح؛ حتى لو كنا نؤمن بالله، لو كان كل ما نفعله هو ارتكاب الخطايا باستمرار ومن ثم الاعتراف بها، فلن يتم تطهير أحد. في الواقع، لن يكون أي شخص لائقًا لرؤية الله، وإذا كان الله قد جاء ليدين الناس ويشجب خطاياهم ويعاقبهم علانية، فسيتعين على الجميع الذهاب إلى الجحيم، ولن يمكن لأحد أن ينال الخلاص... عندها فقط أدركت مدى عدم واقعية الكلمات بأنه "عندما يأتي الرب مرة أخرى ليدين جميع الشعوب علانية، فإن أولئك الذين يرتكبون الخطايا الكبرى سيذهبون مباشرة إلى الجحيم، في حين أن أولئك الذين يرتكبون خطايا صغيرة سيذهبون إلى العذاب، وبعد إكمال معاناتهم هناك سيصعدون إلى السماء". هذا لا يتماشى مطلقًا مع مشيئة الله في خلاص البشرية. ثم قالت الأخت جيانهي: "فيما يتعلق بعمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، دعونا نلقي نظرة على كيفية وصفها في كلمة الله القدير! يقول الله القدير: "لم يأتِ الله ليقتل ويدمر، بل ليدين ويلعن ويوبِّخ ويخلِّص. قبل اختتام خطة تدبيره التي استمرت لستة آلاف عام، وقبل أن يوضح نهاية كل فئة من فئات البشر، فإن عمل الله على الأرض هو من أجل الخلاص، كل عمله هو من أجل تكميل الذين يحبونه تكميلاً تامًا وجعلهم يخضعون لسيادته. لا يهم كيف يخلِّص الله الناس، هذا كله يتم من خلال جعلهم يتحرَّرون من طبيعتهم الشيطانية القديمة؛ أي أنه يخلِّصهم من خلال جعلهم يسعون إلى الحياة. إن كانوا لا يسعون إلى الحياة، لما كانت لديهم طريقة لقبول خلاص الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عليك أن تتخلَّى عن بركات المكانة وتفهم مشيئة الله لجلب الخلاص للإنسان). "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق).

بعد قراءة كلمة الله، قدَّمت الأخت تشانغ شياو شركة قالت فيها: "توضِح كلمة الله القدير بشدّة مغزى عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، وطبيعة الدينونة بالضبط، وعواقب عمل الدينونة بين البشر. ليس عمل الله في الدينونة أن يقتل البشر أو يعاقبهم مثلما في مفاهيمنا وتصوراتنا. لكن بدلًا من ذلك فعمله يستخدم الكلمة ليكشف أفكار الناس وكلامهم وأفعالهم، ليستأصل طبيعتنا الشيطانية المتأصلة فينا بعمق، والشخصيات الشيطانية التي تقاوم الله. إنها تسمح لنا بالتعرُّف على حقيقة كيف أن الشيطان أفسدنا، بينما تسمح لنا أيضًا بمعرفة شخص الله البار والقدُّوس. عندما نحظى بفهم لهذه الأمور، نبدأ في كراهية أنفسنا، ونقدم توبة حقيقية، وقلبًا حقيقيًا يخاف الله. وعبْر دينونة كلمة الله يمكننا فهم الحق والوصول له بصورة أفضل، وأن نعيش حياة طبيعية متكلين على الحق. بهذه الطريقة سيمكننا أن نتخلَّص تدريجيًا من أي أمور شيطانية فينا، وسيكون بمقدورنا أن نبقى في انسجام مع الله. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا لن نتمرد على الله، لكن سنكون قادرين على أن نطيعه حقًا، وبهذا فقط ننال الخلاص. بعد أن أفسدنا الشيطان لم نعد نتمتع بالشبه الإنساني، وفقدنا العقل والضمير اللذين يجب أن يتمتع بهما الشخص الصالح. بدلًا من ذلك امتلأنا بالعجرفة والاعتداد بالذات والأنانية، وغيرها من جوانب الشخصية الشيطانية. ولم تعد مواقفنا ولا مفاهيمنا عن الأمور تتوافق مع الله. على سبيل المثال: عندما نواجه عمل الله في الدينونة في الأيام الأخيرة، فإننا نختلف جميعًا حول الأمور التي نقبلها، ونتشبث جميعًا بمفاهيمنا بغض النظر عن وجود أساس لها في كلمة الله. إننا لا نسعى إلى مشيئة الله، ولكن نؤمن بلا تفكير أن طريقتنا الشخصية في التفكير صحيحة. عندما لا يتوافق عمل الله مع مفاهيمنا وتصوراتنا، فإننا نُصدِر أحكامنا الخاصة عن الله، وننكره ونهاجمه وندينه. هذه هي نتيجة شخصيتنا المتعجرفة. بمثل هذه الشخصية الشيطانية فإننا نميل بشدة إلى مقاومة الله، ولهذا فنحن في حاجة ماسّة إلى مجيء الله لينفذ مرحلة عمل الدينونة وأن يطهّر ويحوّل شخصيتنا الشيطانية. بدون ذلك، لن يكون بمقدور أحد أن يتحرّر من الفساد وينال الخلاص".

بعد الاستماع إلى كلمة الله القدير وشركة هذه الأخت، صار قلبي فجأة صافيًا ومنفتحًا، وشعرت أن ما قيل كان بليغًا. وعلى الرغم من أنني لم أفهم بعض الأمور جيدًا، ظلت الشركة تشعرني بالحكمة في عمل الله، وكذلك مدى محبة الله للإنسان. كنت أظن في الماضي– عندما يتعلق الأمر بمجيء الله ليدين البشرية– أن الناس سيذهبون إلى الجحيم أو سيعانون عذاب المَطْهَر. في الواقع، إن عمل الله في الدينونة ليس ما تصورناه مطلقًا، بل يتعلق بمجيء الله في الجسد للتعبير عمليًا عن الحق، وأداء عمل الدينونة. وهكذا يطهّر ويخلِّص الناس. إن عمل الله في الدينونة غني بالمعنى، وهذا هو بالضبط ما تحتاجه البشرية الفاسدة!

بينما كنت أستمع إلى كل هذا باهتمام شديد، اتصل زوجي فجأة ليقول إنه يريد استخدام السيارة. بينما كنت على وشك المغادرة، أعطتني الأخت كتابًا يُدعى "الحمل فتح السِفر"، وذلك عندما رأت أنني كنت قادرة على الاستماع إلى كل هذا في هذه المرة، وقالت إن الكلمات التي يحويها الكتاب هي صوت الله نفسه. ونصحتني كذلك بشدّة أن أقرأ كلمة الله القدير. بعد أن عدت إلى المنزل، كنت أقرأ في ذلك الكتاب كلما توفر لي وقت. وعبْر قراءة كلمة الله القدير فهمت العديد من الحقائق وربحت الكثير جدًا من المعرفة. في نفس الوقت، اختبرت كذلك بحق تمحيص الله لأعماق النفس البشرية. اخترقت كل كلمة من كلمات الله قلبي مباشرة، كاشفة طبيعتي الداخلية الفاسدة.أحيانًا عندما كنت أرى كيف أن كلمة الله تكشف فسادنا، شعرت كيف أن الله يبغضها على وجه الخصوص. بدا أن الله يعبِّر عن غضبه علينا، وأن قلبي الخَدِر وعديم الشعور قد تحرَّك على الفور. نَمَتْ رهبة الله في قلبي ولم أعد كما كنت من قبل، عندما كنت أرتكب الخطايا بلا خوف. عبْر العديد من الخبرات واستنارة كلام الله وإرشاده، رأيت أن عمل الله القدير في الدينونة يمكنه بالفعل أن يخلِّص البشرية، ويسمح لهم بالتحرر من الخطية. إن عمل الله وكلامه عمليّان جدًا! شعرت بالندم الشديد عندما تذكرت كيف كنت أقاوم عمل الله في الأيام الأخيرة، خلال السنتين الماضيتين. كرهت نفسي لأنني كنت حمقاء وجاهلة للغاية، لا أبحث ولا أفهم ولا أحقق في مسألة بأهمية المجيء الثاني للرب. لكن لا، لقد استمعت بلا تفكير إلى هذه الشائعات، وأبقيت الله خارجًا، وأدنت الله وقاومته. وكدت أن أفقد خلاص الرب في الأيام الأخيرة. كنت عمياءً بالفعل! رأيت بوضوح أن الافتراء والإدانة والتجديف بحق الله القدير وتشويه سمعة كنيسة الله القدير، كانت كلها مجرد أكاذيب من الشيطان. هذه هي الحيل التي يستخدمها الشيطان على وجه الخصوص لإرباك الناس والإيقاع بهم، وإعاقتهم عن قبول عمل الله في الأيام الأخيرة. لن أصدّق أكاذيب الشيطان بعد الآن. مهما كان ما أواجهه أو أسمعه في المستقبل، سأميّز دائمًا الصواب من الخطأ وفقًا لكلمة الله والحق. لن أستمع بعد الآن إلى أكاذيب الشيطان وخداعه. بهذا فقط يمكن للمرء أن يتوافق مع مشيئة الله. مع وضع هذا في الاعتبار، قدمت خالص الشكر إلى الله القدير على رحمته وخلاصه اللذين قدمهما لي. لم ييأس الله من خلاصي بسبب تمردي ومقاومتي، لكنه استمر في ترتيب أشخاص ينشرون الإنجيل لي ويعيدونني إلى بيت الله. كم هي عظيمة محبة الله! في كل مرة أسمع كلمات ترنيمة الفيديو "العلاقة الصادقة بالله"، التي تقول: "ثمة واحد هو الله المتجسد. كل ما يقوله ويفعله هو الحق. أحبّ تمامًا برّه وحكمته. رؤيته وطاعته هما بَرَكة حقيقية" يتأثر قلبي بشكل خاص وأشعر بالإلهام. أشعر كم أنا محظوظة أن أرحِّب بعودة الرب وأواجه كلمة الله مباشرة. يا لها من بَرَكَةٍ عظيمة!

بدأت لاحقًا في المشاركة في الحياة الكنسية لكنيسة الله القدير، حيث يرنِّم الإخوة والأخوات الترانيم ويرقصون ويقدّمون التسبيح سويًا لله. يقرؤون كلمة الله ولو ظهر أي فساد، يفتحون قلوبهم ويعقدون شركة بشأنه. يناقش الجميع معرفتهم وخبرتهم بكلمة الله القدير، ويبحثون عن سبيل الممارسة والدخول. هذا النوع من الحياة في الكنيسة يحرّر على وجه الخصوص، وأنا أربح منه قوتًا كبيرًا. لقد أدركت حقًا أن مثل هذه الكنيسة التي يعمل فيها الروح القدس يمكنها أن تكون بيت الله. هذا حيث أنتمي. قررت الآن تمامًا أن الله القدير هو المجيء الثاني للرب، وأنا عازمة على اتباع الله القدير حتى النهاية!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

أعرف طريق معالجة الشخصية الفاسدة

عائلتي كاثوليكية، وآمنت بالرب معهم منذ طفولتي. عندما كبرت، أدركت أن بعض المؤمنين يذهبون للكنيسة يوم الأحد، لكنهم يعيشون حياة علمانية عادية...

قلبٌ تائهٌ يَعود

بقلم نوفو – الفلبّين اسمي نوفو، وأنا من الفلبّين. اتَّبعتُ أمّي في إيمانها بالله منذُ أن كنتُ صغيرًا، وكنتُ أستمِعُ للصّلوات في الكنيسة مع...

اترك رد