ما يكمن وراء الخوف من فتح قلبي
في مارس 2020 قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وسرعان ما بدأت أودي واجبًا. بعد فترة وجيزة، انتُخبت شماسة للإنجيل. لقد كنت متحمسة للغاية، وفكرت: "لقد اُخترت دونًا عن الإخوة والأخوات الذين أدوا واجباتهم لفترة أطول مني. يبدو أنني لإخوتي وأخواتي شخص له بمقدرة جيدة وأسعى وراء الحق. يجب أن أؤدي واجبي بشكل جيد، حتى يروا أنهم لم يختاروا الشخص الخطأ". بعد ذلك، بدأت في متابعة العمل بنشاط. عندما كنت أراهم في حالة سيئة، كنت أطلب على الفور كلام الله لمنحهم شركة، وعندما حصلت على خبرة جيدة في الإنجيل، شاركتها معهم بسرعة. بعد فترة وجيزة، أصبح بعض الإخوة والأخوات الذين كانوا سلبيين في واجباتهم أكثر نشاطًا، وفكرت قائلة: "يبدو أن لديّ بالفعل بعض القدرة في هذا العمل. إذا اكتشف قادتي، سيعتقدون بالتأكيد أنني أجيد هذا الأمر وينمون مهاراتي". عند وضع هذا في الاعتبار، أصبحت أكثر حماسة وتحفيزًا في واجبي. في وقت لاحق، عندما أثبت عمل الإنجيل فعاليته، أرسلت الخبر السار إلى المجموعة، آملة أن يرى جميع إخوتي وأخواتي النتائج الجيدة لواجبي. كنت أتباهى أيضًا من وقت لآخر بين إخوتي وأخواتي. عند التعرف على عملهم، سألتهم أولاً إذا ما كانوا يواجهون أي مشكلات أو صعوبات، ثم قلت عمدًا، "بالإضافة إلى حل مشكلاتكم وصعوباتكم، لا بد لي من متابعة الكثير من الأعمال الأخرى. الأيام كلها مشغولة، وأنا أنام متأخرًا جدًا". بعد سماع الإخوة والأخوات لي أقول هذا، قال بعضهم: "لم نواجه أي صعوبات في الآونة الأخيرة. أختي، أنت تعملين بجد". سعدت بسماعهم يقولون هذا. شعرت أنهم يجب أن يفكروا في أنني تحملت عبئًا في واجبي، وأنني على استعداد لدفع الثمن، وانني كنت شخصًا مسؤولًا.
في أحد الأيام، جاءني أخ ليفتح لي قلبه ويقيم شركة حول حالته. قال لي: "أحاول دائمًا أن أجعل الناس يتطلعون إليّ بإجلال في واجبي. عندما أتابع العمل، أتحدث دائمًا من موقع قائد المجموعة وأستعرض دائمًا عندما أتحدث..." تأثرت عندما سمعت ذلك. ألم أكن أنا أيضًا مثله؟ عندما كنت أتابع العمل، لطالما أردت أن أجعل الجميع يعرفون أنني لم أعد مؤمنة عادية، بل شماسة. في بعض الأحيان، أذكر عمداً أنني كنت مسؤولة عن الكثير من العمل وأنني كنت مشغولة لدرجة أنني أنام في وقت متأخر. أردت أن يرى الآخرون أنني أتحمل عبئًا ولديّ شعور بالمسؤولية في واجبي. في هذا، كنت أتباهى لجعل الآخرين يتطلعون إليّ بإجلال. أردت الانفتاح وعمل شركة مع الأخ للبحث عن حلول لهذه الحالة معًا، ولكن بعد ذلك فكرت، "أنا الآن شماسة الإنجيل. إذا كشفت عن فسادي، هل سيشعر هذا الأخ بأنني فاسدة للغاية وأنني أعطي الأولوية للمكانة؟ هل سيكون رأيه فيّ سيئًا؟ عندها ستختفي الصورة الجيدة التي رسمتها لنفسي". مع وضع هذا في الاعتبار، قررت عدم الانفتاح، لذلك أرحته بقول: "لا بأس، لديّ فساد أنا أيضًا". ثم شاركت معه بضع كلمات، وكان هذا كل شيء.
وفي مرة أخرى، انتخبت مجموعة كنت مسؤولة عنها قائدة مجموعة، وفكرت: "نظرًا لوجود قائدة مجموعة مسؤولة عن العمل، فأنا لست بحاجة إلى متابعته". لاحقًا، عندما كانت تلك المجموعة تناقش العمل، لم أستمع جيدًا. حتى في اجتماعاتهم، كنت أؤدي بلا حماس حقيقي. وسرعان ما مر شهر في ضبابية، وانخفضت فعالية عمل تلك المجموعة بشكل ملحوظ. في أحد الاجتماعات، تأمل الإخوة والأخوات جميعًا في موقفهم تجاه واجبهم بناءً على كلام الله، وكذلك فتحوا قلوبهم للكشف عن فسادهم. كنت أعلم أنني كنت غير مسؤولة وكنت أؤدي بلا حماسة حقيقية عندما كنت أشرف على عملهم، مما جعل عملهم أقل فعالية، لكن لم يكن لدي الشجاعة لقول ذلك لأن صورتي في قلوبهم كانت كشخص مجتهد ومسؤول في واجبه، وكان رأي الجميع فيّ جيدًا. كنت أخشى أنه إذا فتحت قلبي، فسيكوّن إخوتي وأخواتي آراء عني. كانوا سيعتقدون أنني كنت أؤدي بلا روح وكنت غير مسؤولة في واجبي. وعندما يكتشف قادتي، سيكون لديهم تقييم سيئ لي، وقد يفصلونني. سيكون ذلك محرجًا للغاية. في هذا الوقت، سألني القائد إذا كنت أرغب في عمل شركة، وشعرت بصراع شديد. كنت أرغب في عمل شركة، لكنني كنت أخشى أن يتضرر وضعي وصورتي إذا تحدثت، ومع ذلك، إذا لم أتحدث، فسيكون ذلك إخفاءً لنفسي وخداعًا. ماذا سأفعل عندئذ؟ كنت قلقة للغاية. أخيرًا، فكرت في هذا: "انسي الأمر، لن أقيم شركة هذه المرة. سأتجاوز هذه اللحظة على الأقل". بعد الاجتماع شعرت بالحزن الشديد والذنب الشديد، كما لو كان هناك حمل كبير يجثم عليّ. لذلك صليت إلى الله لأطلب. لماذا كنت خائفة من التصريح بفسادي؟ لماذا كنت أخفي نفسي دائمًا وأضع مكانتي وصورتي أولاً؟
لاحقًا، قرأت مقطعين من كلام الله واكتسبت بعض الفهم لنفسي. تقول كلمات الله، "أي شخصية تلك عندما يضع الناس قناعًا، ويبيضون وجوههم دائمًا، ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: بغض النظر عن مقدار الصراع أو العداء أو القتل وراء الكواليس، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عن ذلك أو فضحه. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومجيدون ويسلكون باستقامة. هذه هي طبيعة الشيطان. السمة البارزة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. قد يفتقر الأشخاص العاديون إلى مثل هذا النفوذ والمكانة، لكنهم يرغبون أيضًا في أن يكون رأي الآخرين فيهم جيد، وأن يُحسنوا تقديرهم، ويمنحوهم مكانة عالية في قلوبهم. هذه هي الشخصية الفاسدة" ("الفصل المائة والثامن والثلاثون المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "لكي تكون شخصًا أمينًا، عليك أولًا أن تعرّي قلبك بحيث يطّلع الجميع عليه، ويرون كل ما تفكر فيه، ويبصرون وجهك الحقيقي. يجب ألا تحاول أن تموّه نفسك أو تجمّلها لتبدو صالحًا. حينئذٍ فقط سيثق الناس بك وسيعتبرونك أمينًا. هذه هي أكثر ممارسة تتسم بأنها جوهرية وهي الشرط الأساسي لكونك شخصًا أمينًا. أنت تتظاهر دائمًا، وتدّعي القداسة والفضيلة والعظمة، وتتظاهر بالتحلي بالكثير من المثل العليا، ولا تدع الناس يرون فسادك وإخفاقاتك. أنت تعطي الناس صورة زائفة، حتى يصدقوا أنك شريف وعظيم وتضحي بنفسك وغير متحيّز وغير أناني. أليس هذا خداعًا وكذبًا؟ لا تتنكّر ولا تجمّل نفسك، بل بدلًا من ذلك، اكشف حقيقة نفسك وقلبك ليراهما الآخرون. إن استطعت أن تكشف قلبك بحيث يراه الآخرون، وكشفت كل أفكارك وخططك، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، ألا تكون بهذا أمينًا؟ إن استطعت كشف نفسك ليراك الآخرون، فسيراك الله أيضًا ويقول: "لقد كشفتَ نفسك ليراك الآخرون، لذا فأنت أمين أمامي بكل تأكيد". إن كنت لا تكشف نفسك لله إلا بعيدًا عن أعين الناس الآخرين، وتتظاهر دائمًا بالعظمة وبالفضيلة، أو بالعدالة وإنكار الذات عندما تكون بصحبتهم، فماذا سيعتقد الله ويقول؟ سيقول الله: "أنت مخادع حقًا، أنت منافق محض وتافه و لست شخصًا أمينًا". وبهذا سيدينك الله" ("أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد قراءة كلام الله، شعرت بالاكتئاب. كشف كلام الله حالتي بدقة. منذ انتُخبت شماسة للإنجيل، شعرت أنني أتمتع بإمكانات ومكانة أعلى من الإخوة والأخوات العاديين، لذلك أردت دائمًا أن يرى الجميع جانبي الجيد. لقد تسترت على فسادى وعيوبى لمنع الآخرين من كشفها. عندما كنت فعالة في واجبي، أردت التباهي. لم أطق صبرًا لتعريف المجموعة بالخبر السار لأنني أردت من الإخوة والأخوات والقادة وزملاء العمل الآخرين رؤيته. كما أنني أخبرت الآخرين عن عمد أنني كنت أتابع الكثير من العمل وكنت مشغولة للغاية حتى يتمكنوا من رؤية أنني أتحمل المسؤولية في واجبي. كنت أجمّل صورتي وأخفي نفسي لرسم صورة لنفسي كشخصية إيجابية ومسؤولة وباحثة عن الحق. كان هدفي هو جعل إخوتي وأخواتي يتطلعون إليّ بإجلال. لكن في الواقع، لم أكن بهذه الصورة على الإطلاق. كنت أيضًا فاسدة تمامًا، مثلما تباهيت في واجبي، وكنت أؤدي بلا روح، ولم أقم بعمل عملي. لكنني لم أتحدث عن فسادي وأوجه قصوري أبدًا ولم أقم شركة عنها، لأنني كنت أخشى أن يعرف إخوتي وأخواتي أنني أشتهي المكانة وأنني كنت غير مسؤولة، ثم أفقد صورتي الجيدة في قلوبهم. عندما فكرت في هذا، شعرت بالاشمئزاز. لقد توافقت مع الآخرين تحت ذرائع كاذبة وأخفيت نفسي لأجعلهم ينظرون إليّ بإجلال. كانت هذه شخصية متعجرفة ومخادعة وشيطانية يكرهها الله. فكرت كيف أنه قبل أن أعمل شماسة للإنجيل، كثيرا ما كنت أسمع خلال الاجتماعات إخوة وأخوات يقولون: "كل إنسان لديه شخصيات شيطانية فاسدة، والجميع يعتز بالمكانة. يمكننا جميعًا أن نفعل أشياء لاكتساب مكانتنا والحفاظ عليها". في ذلك الوقت فكرت: "إذا كانت لديّ مكانة، فلن أفعل بالتأكيد أشياء للحفاظ عليها". لكن الحقائق وكلام الله كشفاني. رأيت أنه للحفاظ على صورتي ومكانتي، أخفيت نفسي وبيّضت صورتي، وكنت متغطرسة ومخادعة بشكل خاص. عندها فقط رأيت أن اعتقادي بأنني لن أسعى للحصول على مكانة كان موجودًا فقط لأنني لم أكن قد كُشفت. كنت أيضًا شخصًا أفسده الشيطان، وكنت مليئًة بشخصيات شيطانية. ثم تذكرت أن الله يحب الشرفاء، الذين يمكنهم ممارسة الحق وكشف أنفسهم. عندما أدركت أنني كنت أخفي نفسي ولا أمارس الحق، لم يسعني إلا أن أشعر بعدم الارتياح. وفكرت: "أنا بحاجة إلى أن أكون شخصًا أمينًا وأن أفتح قلبي وأتحدث عن فسادي أمام الجميع".
بعد أيام قليلة، في اجتماع الزملاء، كنت أرغب في الانفتاح وعمل شركة مع الآخرين حول كيفية أخفائي لنفسي وخداعي وعدم قيامي بعمل عملي، وأن أكون شخصًا صريحًا وواسع الأفق. لكن عندما كنت على وشك عمل شركة، ترددت مرة أخرى. "إذا حللت نفسي وكشفتها، فماذا سيفكر إخوتي وأخواتي بي؟ ألن تضيع الصورة الجيدة التي كنت أعمل جاهدة لبنائها؟ إذا نظر إخوتي وأخواتي إليّ باحتقار بسبب هذا، فسيكون ذلك محرجًا للغاية. من الأفضل أن أنتظر فترة أطول قليلاً وأدع الإخوة والأخوات الآخرين يقدمون شركة أولاً". لكن عندما فكرت هكذا، لم أشعر بالراحة. لم أرغب في الحديث عن فسادي، ألم يكن هذا إمعانًا في التظاهر والرغبة في الحفاظ على مكانتي؟ احتدمت معركة في قلبي. إذا تكلمت، قد ينظر الآخرون إليّ بإزدراء. وإذا لم أفعل، سأشعر بالذنب. صليت إلى الله، سائلة إياه أن يقودني إلى ممارسة الحق. في هذه اللحظة، رأيت مقطعًا من كلام الله. "هل تعرف من هم الفريسيون بالفعل؟ هل من حولك فريسيون؟ لماذا يُسمى هؤلاء الناس بـ"الفريسيين"؟ كيف يوصف الفريسيون؟ إنهم أناس مراؤون ومزيَّفون تمامًا ويتظاهرون في كل ما يفعلونه. بأي شيء يتظاهرون؟ إنهم يتظاهرون بأنهم طيبون ولطيفون وإيجابيون. هل هذا ما هم عليه في الواقع؟ بالطبع لا. باعتبارهم مرائين، فكُلّ ما يظهر وينكشف فيهم زيفٌ وادّعاء وليس وجههم الحقيقيّ. أين يخفون وجههم الحقيقي؟ إنه مخفي في أعماق قلوبهم، ولن يراه الآخرون أبدًا. كل شيء في الظاهر ادعاء، كله زيف، لكن لا يمكنهم إلا خداع الناس، ولا يقدرون أن يخدعوا الله. إذا كان الناس لا يسعون وراء الحق، وإذا لم يمارسوا كلام الله ويختبروه، فلن يتمكنوا من فهم الحق حقًا، ومهما بدت كلماتهم رائعة، فإن هذه الكلمات ليست واقع الحق، بل هي كلمات تعاليم. لا يركز بعض الناس إلا على ترديد كلام التعاليم كالببغاوات، فهم يقلدون بحماقة من يعظ أسمى العظات، ونتيجة لذلك، في غضون سنوات قليلة فقط، تنمو تلاوتهم للتعاليم أكثر من أي وقت مضى، ويحظون بإعجاب العديد من الناس وتكريمهم، وبعد ذلك يبدأون في تمويه أنفسهم، ويولون اهتمامًا كبيرًا لما يقولون ويفعلون، ويُظهرون أنفسهم على أنهم متدينون وروحانيون بشكل خاص. إنهم يستخدمون هذه النظريات الروحية المزعومة لتمويه أنفسهم. هذا كل ما يتحدثون عنه أينما ذهبوا، أشياء خاصة تتناسب مع مفاهيم الناس، لكنها تفتقر إلى أي من واقع الحق. ومن خلال الوعظ بهذه الأشياء ‒ الأشياء التي تتماشى مع مفاهيم الناس وأذواقهم ‒ يخدعون الكثير من الناس. بالنسبة للآخرين، يبدو مثل هؤلاء الأشخاص متدينين ومتواضعين للغاية، لكن هذا في واقع الأمر مزيَّف، إذ يبدون متسامحين وصبورين ومُحبين، لكن هذا في الواقع تظاهر؛ يقولون إنهم يحبون الله، لكنه في الواقع ادعاء. يعتقد الآخرون أن مثل هؤلاء الأشخاص قديسين، لكن هذا في الواقع مزيَّف. أين يمكن العثور على شخص قدِّيس حقًا؟ القداسة البشرية مزيفة تمامًا. إنها تظاهر، ادعاء. من الخارج، يبدون مخلصين لله، لكنهم في الواقع لا يؤدون إلا ليراهم الآخرون. عندما لا يراهم أحد، لا يكون لديهم أدنى ولاء، وكل ما يفعلونه هو الأمور الروتينية. ظاهريًا، يبذلون أنفسهم في سبيل الله وقد تخلوا عن عائلاتهم ومهنهم. لكن ماذا يفعلون في الخفاء؟ إنهم يديرون مشروعهم الخاص ويديرون عملياتهم الخاصة في الكنيسة، ويستفيدون من الكنيسة ويسرقون التقدمات سرًا تحت ستار العمل من أجل الله... هؤلاء الناس هم الفريسيون المراؤون المعاصرون. من أين أتى هؤلاء الفريسيون؟ هل يخرجون من بين غير المؤمنين؟ لا، كلهم يخرجون من بين المؤمنين. لماذا يصبح هؤلاء الناس فريسيين؟ هل جعلهم أحد هكذا؟ من الواضح أن الأمر ليس كذلك. ما السبب؟ إنه لأن هذا هو جوهرهم وطبيعتهم، وهذا بسبب المسار الذي سلكوه. إنهم لا يستخدمون كلام الله إلا كأداة للتبشير والتربح من الكنيسة. إنهم يسلِّحون عقولهم وأفواههم بكلام الله، ويكرزون بنظريات روحية مزيفة، ويغلفون أنفسهم بمظهر القداسة، ثم يستخدمون هذا كرأس مال لتحقيق غرض التربح من الكنيسة. إنهم لا يعظون إلا بالتعاليم، لكنهم لم يمارسوا الحق أبدًا. أي نوع من الناس يستمرون في الوعظ بالكلمات والتعاليم، رغم أنهم لم يتبعوا طريق الله على الإطلاق؟ هؤلاء فريسيون منافقون. ما يُفترض أنه سلوك جيد وتصرف حميد، والقليل الذي تخلوا عنه والقليل الذي بذلوه، هم مُجبرون عليه تمامًا، إنها مجرد أفعال يتظاهرون بها. إنهم مزيفون تمامًا، وكل هذه الأفعال ما هي إلا تظاهر. لا يكمن في قلوب هؤلاء الناس أدنى توقيرٍ لله، وليس لديهم أي إيمان حقيقي بالله. وأكثر من ذلك فهم غير مؤمنين. إذا لم يسع الناس وراء الحق، فسيسلكون هذا النوع من الطريق، وسيصبحون فريسيين. أليس هذا مخيفًا؟ يتحوَّل المكان الروحي الذي يجتمع فيه الفريسيون إلى سوق. هذا في نظر الله دِين؛ إنه ليس كنيسة الله، ولا مكان يُعبد فيه. وبالتالي، إذا كان الناس لا يسعون وراء الحق، فلن يكون هناك أي فائدة للكلمات الحرفية والتعاليم السطحية التي تخص أقوال الله التي يسلحون أنفسهم بها مهما كان عددها" ("ستَّة مُؤشِّرات للتقدُّم في الحياة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد قراءة كلام الله، شعرت بالخوف الشديد، وكنت أرتعد من الداخل. لجعل الآخرين يجلونني، أخفيت نفسي في كل شيء، حتى يرى الجميع جانبي الجيد. لم أذكر قط عيوبي أو أتحدث عنها. لطالما أعطيت الناس انطباعات خاطئة وأربكت إخوتي وأخواتي. ألم أكن مثل الفريسيين؟ كان الفريسيون يفسرون الكتب المقدسة للناس في المجمع كل يوم ويقفون عند مفترق الطرق ويصلون. اعتقد الجميع أنهم يحبون الله وأنهم كانوا أتقياء، وكانوا يتطلعون إليه ويعبدونه. لكنهم لم يتقوا الله على الإطلاق، ولم يضعوا الله فوق الجميع، ولم يطيعوا وصايا الله. خاصة عندما ظهر الرب يسوع وعمل، كانوا يعرفون أن كلمات الرب يسوع لها سلطان وقوة، ولكن للحفاظ على وضعهم ودخلهم، جدفوا بشكل محموم وقاوموا عمل الله وأدانوه. كانت أعمالهم الصالحة في الظاهر مزيفة، استخدموها فحسب لإخفاء ومداراة أنفسهم، وعلى الرغم من أنهم أتقياء ظاهريًا، إلا أنهم كانوا ماكرون في الجوهر ويكرهون الحق. تذكرت كيف لعن الرب يسوع الفريسيين: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا" (متى 23: 27-28). ثم فكرت في نفسي. ألم أكن الشيء نفسه؟ منذ أن أصبحت شماسة للإنجيل، ظاهريًا، كنت أستيقظ مبكرًا، وأسهر لوقت متأخر، وكنت استباقية في واجبي، لكن كل هذه كانت مجرد أوهام، عرض ليراه الآخرون. لقد قمت بواجبي بشكل استباقي ليعرف الآخرون أنهم لم يختاروا الشخص الخطأ. عندما كنت فاعلة وعالجت حالات إخوتي وأخواتي، كنت أرسل على الفور رسالة إلى المجموعة أو أخبر إخوتي وأخواتي، لأنني أردت أن يعرف قادتي والآخرين أنني كنت مؤهلة ومسؤولة في واجبي. رأيت أنني أديت واجبي بدوافعي وأهدافي الخاصة. أردت فقط أن يجلني الآخرون. كنت أعلم بوضوح أنني لم أقم بأي عمل عملي، وكنت كثيرًا ما أستعرض وأسعى للمكانة، لكنني لم أذكر فسادي أو أتحدث عنه على الإطلاق. لقد منحني الله الكثير من الفرص لأفتح قلبي وأتكلم، لكنني مرارًا وتكرارًا لم أمارس الحق، واخترت استخدام الخداع والتمويه والتستر لشق طريقي بالخداع، مما تسبب في جعل إخوتي وأخواتي يعجبون بي بالخطأ كشخص يسعى وراء الحق ويؤدي واجبه بمسؤولية. رأيت ذلك تمامًا مثل الفريسيين المنافقين، كنت أجعل الناس يبجلونني. كان في هذا خداع وكسب لهم في صفي، وكنت أسير في طريق مقاومة الله. لقد لعن الله الفريسيين. إذا لم أتب، فسأكون أيضًا مكروهة ومنبوذة من الله.
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله، "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلاً. علام يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور. إن تعلُّم كيف تفتح قلبك عندما تعطي شركة هو الخطوة الأولى للدخول في الحياة. بعد ذلك، يجب أن تتعلّم كيفية تحليل أفكارك وأعمالك لترى ما الأمور الخاطئة التي تقوم بها وما التصرفات التي لا يحبّها الله، وسيكون عليك أن تعكسها وتصححها على الفور. ما الغرض من تصحيحها؟ إنّه قبول الحق واعتناقه، ورفض الأشياء التي فيك والتي تنتمي إلى الشيطان واستبدالها بالحق. قبلًا، كنت تفعل كل شيء بحسب شخصيتك الماكرة، التي هي كاذبة ومخادعة، وشعرت أن بوسعك الحصول على شيء دون كذب. والآن، وقد صرت تفهم الحق وتحتقر سُبل الشيطان في القيام بالأمور، لم تعد تتصرف على هذا النحو. تتصرف بعقلية صادقة وطاهرة ومطيعة. إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو واجهة، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" ("وحدهم الذين يمارسون الحق يخافون الله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). فهمت من كلام الله أن عدم أخفائي لنفسي أو إعطاء انطباعات خاطئة، وقدرتي على الكشف عن فسادي وعيوبي، وإظهار أكثر صورة من نفسي صدقًا، والسماح لإخوتي وأخواتي برؤية قلبي الداخلي هو ما يتطلبه أن أكون شخصًا أمينًا. فكرت في الكيفية التي كنت أتنكر بها دائمًا وأخفي نفسي لجعل الآخرين ينظرون إليّ بإجلال، وكيف لم أجرؤ خلال الاجتماعات على الحديث عن فسادي. كنت شخصًا مخادعًا شخص وجده الله بغيضًا ومثيرًا للاشمئزاز، والعيش بهذه الطريقة كان متعبًا ومؤلمًا. بمجرد أن أدركت ذلك، صليت إلى الله، "يا إلهي، أنا أخفي نفسي في كل شيء لأجعل الناس ينظرون إلي بإجلال ويعجبون بي. أعلم أن هذا يثير اشمئزازك. الآن، أشعر بالاشمئزاز من نفسي. يا الله، أتمنى أن أمارس الحق وأن أكون شخصًا أمينًا. أرجوك أرشدني!". بعد أن صليت، أقمت شركة حول كيفية عدم قيامي بعمل حقيقي وكشفت كيف انخرطت في التنكر والخداع. بعد الشركة، تحررت من الحمل الذي كان يثقل عليّ، وشعرت بارتياح شديد. لم يكن إخوتي وأخواتي ينظرون إليّ باحتقار. وقادتي لم يوبخوني أو يتعاملوا معي. بدلًا من ذلك، قاموا بصبر بعمل شركة معي وإرشادي إلى كيفية القيام بعمل عملي. أدركت أنه من خلال ممارسة الحق وكوني شخصًا نزيهًا، سأشعر بالسلام والأمن. بالرغم من انكشاف مشكلاتي وعيوبي، من خلال الشركة ومساعدة إخوتي وأخواتي، تمكنت من تغيير طرقي في الوقت المناسب وأداء واجبي بشكل أفضل، وهو ما كان مفيدًا لي.
بعد ذلك، فتحت قلبي عن وعي وأقمت شركة مع إخوتي وأخواتي، وكشفت عن شخصياتي الفاسدة وتوقفت عن التنكر. ذات مرة، أرسل لي أخ رسالة يقول فيها: "أنت شماسة إنجيل. لماذا لا تأتي وتقيمي شركة مع المستهدفين بالإنجيل عندما نكرز بالإنجيل؟ يبدو أنه يجب عليك ذلك". عندما رأيت الرسالة، غضبت بشدة. فكرت: "أنت مجرد قائد مجموعة. ما الذي يمنحك الحق في إعطائي الأوامر؟ يبدو الأمر كما لو كنت تستجوبني. أنت لا تسأل حتى عما إذا كنت مشغولة أو ما إذا كان لدي وقت". أجبت: "لا يمكن أن يعتمد عمل الإنجيل عليّ وحدي. يجب أن يتعاون الجميع للقيام بذلك". بعد ذلك، شعرت ببعض الذنب، لأنني شعرت أنني كنت أظهر شخصية متغطرسة. كان أخي يفكر في عملنا، وكان يتحدث عن الحقائق. كان يجب أن أقبلها. أنا لم أرفضه فقط، بل أجبته بغضب. ألم يكن هذا فقط غير منطقي؟ ما فعلته سيجعله يشعر بالأذى والتقييد. كنت أرغب في فتح قلبي له والاعتراف بمشكلاتي، لكنني لم أستطع التخلي عن صورتي. كان لهذا الأخ انطباع جيد عني من قبل. إذا فتحت له قلبي، فهل سينظر إليّ باحتقار؟ عند التفكير في هذا، أدركت أنني أردت أخفاء نفسي مرة أخرى للحفاظ على مكانتي وصورتي. صليت إلى الله، سائلة إياه أن يقودني إلى ممارسة الحق والتخلي عن نفسي. لاحقًا، كشفت عن فسادي لأخي. قال إن لديه شخصية متعجرفة وأنه لم يأخذ في الاعتبار مشاعري عندما تحدث، وأراد التغيير. وبإرشاد كلام الله تأملنا في نفسينا وممارسة كوني شخصًا صادقًا جعلني أشعر بالراحة بشكل خاص.
من خلال هذه التجربة، أدركت أن الكلمات التي عبَّر عنها الله في الأيام الأخيرة يمكنها بالفعل أن تنقي الناس وتخلصهم. بدون دينونة كلام الله، كنت سأخفي نفسي دائمًا، وسيكون من المستحيل أن أفهم حقًا فسادي وأوجه قصوري، ولن أكون قادرة على التغيير. أنا ممتنه لله على هدايته وخلاصه، ولجعلي أدرك السهولة والراحة التي بممارسة الحق وكوني شخصًا أمينًا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.