لِمَ أخشى التفوّق؟

2022 ديسمبر 16

في يونيو 2019، قبلت عمل الله الجديد، ثم شرعتُ في سقاية الوافدين الجُدُد. كان بعض الوافدين الجُدُد في غاية الامتنان بعدما ساعدتهم، لذلك ملأني الفخر الشديد، وشعرتُ بأنني جديرة للغاية بهذا الواجب. لاحقًا، أخذت وافدة جديدة، وفي البداية، كنتُ أسقيها بجِدٍّ، لكن لاحقًا، تبيّنتُ أنها مُلِمّة بالأمور إلمامًا جيدًا وتتقدم بسرعة كبيرة، وفي كل مرةٍ في الاجتماعات، شعرت أن الفهم الذي تشاركه نافعًا. راودني شعور أنها سرعان ما ستتفوق عليَّ، وحينما يحدث ذلك، ستطلب منها القائدة سقاية الجميع، ولا أحد سيحتاجني بعد اليوم. وإذ أضع هذا الأمر نُصْب عينيّ، لم تكن بي رغبة في سقايتها كما يجب، لذا لم أتناقش معها إلا في بعض الأمور السطحيّة. ذات مرةٍ، سألتني القائدة عن هذه الوافدة الجديدة، قائلة: "نحتاج إلى عاملي سقاية في الوقت الراهن. أهي مناسبة للتنمية؟" لم أرغب في تنميتها إطلاقًا، لأنها أبلت بلاء حسنًا في إحاطتها بالأمور، وخشيت أنها ستصير قائدة في المستقبل وتتفوّق عليَّ. لذلك أخبرتُ القائدة: "إني أفتقر إلى التمييز. ربما يمكنكِ الاستقصاء أكثر في مكان آخر". عندما نَمَا إلى علمي أن القائدة ذهبت لتتحدث معها، تملّكتني غَيْرة شديدة، وخِفتُ، كما فكّرتُ أكثر من مرّة: "لعلّها ستُنمّى وتترقَّى، أو حتى ستحلّ محلِّي". لاحقًا، قُسِّمَت الكنيسة، وذهبتْ إلى الكنيسة الأخرى. بعد بضعة أشهر، عَلِمتُ أنها أصبحت قائدة كنيسة. فصُدِمتُ من سرعة تقدّمها! وهنَّأتها وقلتُ لها إنني سعيدة من أجلها، لكن في قرارة نفسي، كنتُ أغار منها. لماذا صارت قائدة بهذه السرعة، وكنتُ لا أزال عاملة سقاية؟ كنتُ غير راضية تمامًا، لذا شرعتُ في العمل بجدّ لسقاية الوافدين الجُدُد، لأنني أردتُ أن أثبت للقائدة أنني جديرة لأصبح قائدة كنيسة أيضًا.

لاحقًا، انْتُخِبْتُ أيضًا كقائدة كنيسة، لكن مازلت تأكلني الغَيْرة عندما أرى أحدهم أفضل مني. ذات مرةٍ، تناقشت مع القادة والشمامسة في كيفية دعم ومساعدة الوافدين الجُدُد، وشاركتنا شماسة الإنجيل بأفكارها. قالت القائدة العليا إن اقتراحاتها كانت جيدة، وأيّدها أيضًا قادة المجموعات. لقد حاولنا دعم وسقاية الوافدين الجُدُد بحسب اقتراحات شماسة الإنجيل. في حقيقة الأمر، كانت الاقتراحات في غاية الفعالية. أتى الوافدون الجُدُد إلى الاجتماعات وباشروا واجباتهم. كما وَعَظَتْ شماسة الإنجيل بالإنجيل بفعالية. وهذا ما أشعرني بالغيْرة بعض الشيء. قلتُ لنفسي مفكرة: "إنّ شماسة الإنجيل تَعِظ أفضل مني. عليَّ أن أطوّر من نفسي وأتعلّم المزيد". لاحقًا، سألت شماسة الإنجيل عن عدد السنوات التي أمضتها في تأدية واجبها، وأخبرتني: "ستة أشهر". اندهشتُ بشدة: ستة أشهر فحسب؟ شعرتُ بالخِزيّ، لأني قبلتُ عمل الله القدير منذ عامين، وهي أطول مدة من أي أحد في المجموعة، لكني كنتُ أشبه بمبتدئة تفتقر إلى الأفكار. عقب ذلك، كنتُ دومًا أقارن نفسي بها. عندما تبيّنتُ أنها عاملة مُحَنّكة ولديها دائمًا أساليب وطرق بارعة في متابعة سير العمل، وازداد حتى حَسَدي لها. قلتُ لنفسي مفكرةً: "إنْ كان بجُعْبتها دائمًا أفكار رائعة أثناء مناقشة العمل، فسترى القائدة العليا أنها تمتلك مقدرة جيدة، ثم ستُدرِّبها لتصبح قائدة. ألن يعني هذا أنها ستحلّ محلّي؟" ذات مرةٍ، غابت شماسة الإنجيل عن حضور اجتماع؛ لانشغالها بعمل آخر. بعدئذ، سألتني عمّا تعلّمناه في الاجتماع. لم أرغب حقًا في إخبارها، لذا قلتُ لها إني نسيتُ. لاحقًا، رأيتُ أن القائدة العليا كثيرًا ما كانت تقدّم شركة معها، لكن نادرًا ما كانت تفعل ذلك معي، وهذا ما جعلني أسْتَشيط غضبًا. قلتُ لنفسي مفكرةً: "إذا لم تتحدثين معي، فلن أؤدي واجبي". وقتذاك، كل ما أردته هو تغيير واجبي بحيث يتطلّع الآخرون إليَّ. ظننتُ أنه إذا تمكّنت من الوعظ بالإنجيل بفعالية، فقد أحظى باحترام إخوتي وأخواتي، لذا شرعتُ في الوعظ بالإنجيل ونَحَّيْتُ جانبًا عمل سقاية الوافدين الجُدُد. أرسلت لي القائدة العليا تذكيرًا لأفهم وأحلّ صعوبات الوافدين الجُدُد على وجه السرعة، وأجبتُ: "بالتأكيد، سأذهب لرؤيتهم قريبًا". لكني لم أعر اهتمامًا إلا بالوعظ بالإنجيل، ولم أذهب لرؤيتهم إطلاقًا. إبَّان تلك الفترة، لم تُحلّ مشاكل الوافدين الجُدُد في حينها، ولم تنتظم الاجتماعات. وسرعان ما أرسلت لي القائدة العليا رسالة تسألني عن سبب عدم مجيء الوافدين الجُدُد وإذا ما كنتُ أواجه أي صعوبات، وأخبرت القائدة عن حالتي. قدّمت القائدة شركة معي: "أنتِ القائدة، وأنتِ المَنوطة بكل أعمال الكنيسة، ولا سيَّما سقاية الوافدين الجُدُد، وهو أمر في غاية الأهمية. لا يمكنكِ أن تكوني روتينية أو تتخبطين في الأمور". أجْهَشْتُ بالبكاء بعد سماع ما قالته القائدة. أحسستُ أن كلماتها قاسية للغاية. إنها لم تلاحظ جهودي في الوعظ بالإنجيل إطلاقًا.

لاحقًا، بدأت بالتفكير في سلوكي تجاه واجبي. لفترةٍ طويلة، اعتراني القلق أن الوافدين الجُدُد سيكونون أفضل مني، ولم أرد أن أتركهم يتفوقون عليَّ. وللإبقاء على منصبي ونَيْل احترام إخوتي وأخواتي، لم أسقِهم كما ينبغي، ولا سيًّما الوافدين الجُدُد من ذوي المقدرة الجيدة، كما لم أشجّعهم على تأدية واجبهم. لم أكن أفي بمسؤوليتي إطلاقًا. فكَّرتُ في كلام الله: "هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "الآن، أنتم جميعًا مؤدون بدوام كامل لواجباتكم. لستم مقيدين أو مرتبطين بالعائلة أو الزواج أو الثروة. لقد تحررتم بالفعل من ذلك. رغم ذلك، تبقى المفاهيم والتصورات والمعرفة والنية والرغبات الشخصية التي تملأ عقولكم دون تغيير عن شكلها الأصلي. لذلك، في أي شيء ينطوي على سمعة أو مكانة أو ما يمكن أن يمنحهم الظهور – عندما يسمع الناس أن بيت الله يخطط لرعاية أنواع مختلفة من المواهب، على سبيل المثال – يقفز قلب كل شخص تطلُعًا، ويرغب كل واحد منكم دائمًا أن يصنع اسمًا لنفسه ويتعرف عليه الآخرون. يريد الجميع الكفاح من أجل المكانة والسمعة؛ وهم يخجلون من هذا، لكنهم يشعرون بالسوء إذا لم يفعلوا ذلك. إنهم يشعرون بالغيرة والكراهية عندما يرون شخصًا بارزًا، ويصبحون مستائين، ويشعرون أن هذا غير عادل، ويفكرون، "لماذا لا يمكنني التميز؟ لماذا يحصل الآخرون دائمًا على المجد؟ لماذا لم يحن دوري بعد؟" وبعد ذلك، يشعرون بالاستياء، ويحاولون قمعه، لكنهم لا يستطيعون ذلك. فيصلون إلى الله ويشعرون بتحسن لفترة من الوقت، لكن عندما يواجهون هذا النوع من المواقف مرة أخرى، يظلون غير قادرين على التغلب عليه. ألا يكشف هذا عن قامة غير ناضجة؟ عندما ينغمر الناس في مثل هذه الحالات، أفلم يقعوا في فخ الشيطان؟ هذه هي قيود طبيعة الشيطان الفاسدة التي تأسر البشر" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). لقد كشفت كلمة الله حالتي بدقةٍ. كرهتُ حينما كان الآخرون أفضل مني أو تفوقوا عليَّ. عندما قابلت وافدين جُددًا ممن يمتلكون فهمًا جيدًا للأمور وذوي مقدرة جيدة، كنتُ أخشى أن يتفوقوا عليَّ ويحِلّوا مَحلِّي، لذا لم أكن أرغب في سقايتهم كما ينبغي، ولم أرِدْ أن تُنمّيهم القائدة. ولا سيَّما عندما كنتُ أعمل مع شماسة الإنجيل، حينما رأيت أن وعظها كان فعالاً، وأن بإمكانها دائمًا تقديم اقتراحات جيدة، وأن القائدة العليا كانت تذهب دومًا إليها لمناقشة العمل، فحسدتُها، وقارنت نفسي بها، وأردتُ أن أجعل القائدة العليا تلاحظني من خلال الوعظ بالإنجيل. كل ما كنتُ أفكر فيه هما حالتي وتقدير الآخرين. لم أكن أفي بمسؤوليتي كقائدة إطلاقًا. شعرتُ بالخِزي الشديد. كان مَقصِد الله لي أن أسقي هؤلاء الوافدين الجُدُد حتى يتمكّنوا من إرساء أساس في الطريق القويم، ورغم ذلك، لم أكن مراعية لمشيئة الله. لم أفكر إلا في سُمْعتي ومكانتي، ولم أسقِ وأدعم الوافدين الجُدُد بجدٍّ، مما جعلهم لا ينتظمون في حضور الاجتماعات. كنتُ أفعل الشرّ! بدأت أتأمل أهدافي في واجبي. أكنتُ أفعل ذلك حُبًّا لله أم لمصالحي الخاصة؟ إنْ كنتُ أحاول إرضاء الله ومراعاة مصالح الكنيسة، سأودّ تدريب المزيد من الناس لتأدية واجباتهم. لكنني لم أفعل ذلك. بدلاً من ذلك، حسدتُ المواهب وقمعتُها، على أمل ألا تنتبه القائدة لهؤلاء الناس. أدركتُ أنني أديت واجبي قلبًا وقالبًا من أجل منصبي ومصالحي. كنتُ في غاية الأنانية!

لاحقًا، بعد أن عَلِمَتْ أخت بحالتي، أرسلت لي مقطعًا من كلمة الله: "يؤمن بعض الناس بالله لكنهم لا يطلبون الحقّ. فهم يعيشون دائمًا بالجسد، ويتشبَّثون دائمًا بالملذَّات الجسديَّة، ويُشبعون دائمًا رغباتهم الأنانيَّة. بصرف النظر عن عدد الأعوام التي آمن بها مثل هؤلاء الناس بالله، لن يدخلوا أبدًا إلى واقع الحقّ. وهذه علامةٌ على جلب الخزي لله. أنت تقول: "لم أفعل أيّ شيءٍ لمقاومة الله؛ فكيف سبَّبت الخزي لله؟ أفكارك وخواطرك كلها شريرة". في خواطرك وأفكارك، وفي النوايا والأهداف والدوافع وراء أفعالك، وفي عواقب ما تفعله – أي في كُلّ طريقةٍ ترضي بها الشيطان، تكون أضحوكته وتسمح له بأن يملك فيك شيئًا. أنت لم تحمل أيًّا من الشهادة التي يجب أن يحملها المسيحي. أنت تنتمي إلى الشيطان. أنت تُشوِّه اسم الله في كُلّ شيءٍ ولا تملك شهادةً حقيقيَّة. هل سيتذكَّر الله الأشياء التي عملتها؟ وفي النهاية، ما الاستنتاج الذي سوف يستخلصه الله بشأن أفعالك والواجب الذي أدَّيته؟ ألا ينبغي أن يُستخلص شيءٌ ما من ذلك، أي بيانٌ ما؟ يقول الرَّبّ يسوع في الكتاب المُقدَّس: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 22-23). لماذا قال الرَّب يسوع هذا؟ لماذا أصبح كثيرون جدًّا ممَّن وعظوا وأخرجوا الشياطين وصنعوا معجزات كثيرة باسم الرَّب أشرارًا؟ كان ذلك لأنهم لم يقبلوا الحقّ الذي عبَّر عنه الرَّب يسوع، ولم يحفظوا وصايا الرَّب يسوع، ولم يحبّوا الحقّ في قلوبهم. لم يريدوا سوى مبادلة عملهم ومعاناتهم وتضحياتهم من أجل الرَّب مقابل بركات ملكوت السماوات. هذا هو التعامل مع الله، وهو استغلال الله وخداعه؛ ولذلك مقتهم الرَّب يسوع وأبغضهم وأدانهم كأشرارٍ. واليوم، يقبل الناس دينونة كلام الله وتوبيخه، لكن البعض ما زالوا يسعون وراء السمعة والمكانة، ويريدون دائمًا التميُّز، ويريدون دائمًا أن يكونوا قادةً وعاملين ويكتسبوا السمعة والمكانة. وعلى الرغم من أنهم جميعًا يقولون إنهم يؤمنون بالله ويتبعون الله، ويتخلَّون عمَّا لديهم ويبذلون أنفسهم لله، فإنهم يؤدُّون واجباتهم لكسب الشهرة والمصالح والمكانة، ولديهم دائمًا مُخطَّطات شخصيَّة. إنهم ليسوا مطيعين أو مخلصين لله، بل يتصرَّفون بشكلٍ تعسفيّ دون التأمُّل في أنفسهم على الإطلاق، وبالتالي فقد أصبحوا أشرارًا. والله يمقت مثل هؤلاء الأشرار، والله لا يُخلِّصهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). أُثير قلبي بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله. أولئك الذين يفعلون الشر والذي يتحدث الله عنهم هم ليسوا غير مؤمنين، وإنّما أناس يؤمنون بالله. إنهم يتّبعون الله، ويضحّون من أجل الله، ويمضون للوعظ بالإنجيل ويعملون في أماكن شتّى، ويعانون من الصعاب، لكنهم يؤدون واجبهم من أجل هيبتهم ومكانتهم، لكي يتطلّع إليهم الآخرون، أو يظفرون بمكافآت وتيجانٍ. لا يمكنهم أن يكونوا صادقين مع الله، ولا يمكنهم ممارسة الحقّ وطاعة الله، كما قال الرب يسوع: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 23). لقد آمنتُ بالله لقرابة عامين، وتخلّيت عن دراساتي لأداء واجبي في الكنيسة، وعانيت ودفعت الثمن، لكن مَقصِدي لم يكن خالصًا لإرضاء الله. أردتُ أن أكون الفُضْلى في الكنيسة، حتى يُقدِّرني إخوتي وأخواتي والقائدة، ولهذا السبب حاولتُ جاهدة توجيه أنظارهم إليَّ. كل ما فعلته كان لإرضاء رغبتي وكنتُ أعيش بشخصيتي الشيطانية الفاسدة. لم تكن أعمالي أعمالاً صالحة، بل كانت سيئات. لقد أديت واجبي بهذا المقصد السيئ، والذي لا يمكن إلا أن يحتقره الله، وإنْ واصلتُ هكذا، لا يمكنني إلا أن أُعاقَب، لأن الله لا يرضى عن مثل هذا الإيمان. سيقول الله: "انصرف عنِّي، إني لا أعرفك!" عندما أدركتُ هذا، شعرتُ بالخوف. أردت أن أتوب وألا أغار من إخوتي وأخواتي بعد اليوم، فصلّيتُ إلى الله طالبة إرشاده.

لاحقًا، استجمعت شجاعتي للانفتاح على فسادي مع القائدة العليا. وبدلاً من اتهامي، شاركتني القائدة اختبارها لتساعدني. آنذاك، أرسلت لي أيضًا مقطعًا من كلام الله: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. ... إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد. يمكن لأولئك القادرين على ممارسة الحقّ أن يقبلوا تمحيص الله عند قيامهم بأعمال. عندما تقبل تمحيص الله، يكون قلبك منضبطًا على الوضع الصحيح. إذا كنت دائمًا تفعل الأشياء كي يراها الآخرون وحسب، وتريد دومًا أن تكسب ثناء الآخرين وإعجابهم، بَيْدَ أنك لا تقبل تمحيص الله، فهل لا يزال الله يسكن في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس لا يوقّرون الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في تقديرك لذاتك أو سُمعتك أو وضعك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل الكنيسة. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. إذا كانت مقدرتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو إن لم تكن تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. في كل ما تفعله، أنت لا تشبع رغباتك الأنانية أو تفضيلاتك الخاصة. وبدلاً من ذلك، تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل الكنيسة ومصالح بيت الله. وعلى الرغم من أنك قد لا تؤدي واجبك بمهارة، فقد تم إصلاح قلبك؛ إذا كنت ـ بالإضافة إلى ذلك ـ تستطيع البحث عن الحق لحل المشاكل في واجبك، فستؤدي واجبك بالمستوى المنشود وستكون قادرًا على الدخول في واقع الحق. ويُعد هذا أداءً للشهادة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). تذكر كلمة الله بوضوح مبادئ الممارسة. ما يهمّ أكثر هو مراعاة مصالح الكنيسة أولاً وإعطاء الأولوية لعمل الكنيسة. حينما تمتلك السلوك الصحيح، فمن الأسهل أن تؤدي واجبك على أكمل وجه. كما أدركتُ أننا نؤمن بالله ونتّبعه، ولا نتبع أي إنسان. لذلك لابد أن نراعي مشيئة الله في كل شيء، وليس ما يعتقده الآخرون. إذا أردتُ إرضاء الله والسعي لأكون قائدة مؤهَّلة، كان عليَّ أن أتخلّى عن المكانة والمصالح وأن أعثر على وافدين جُدُد موهوبين يستحقون التنمية، حتى يتمكّنوا من البدء في واجباتهم وزيادة أعمالهم الصالحة. لم أفِ بواجبي إلا بهذه الطريقة. إنّ الله عادل مع كلٍّ منا. إنّ الله لا ينظر إلى مقدرتنا أو مكانتنا، بل ينظر فيما إذا بإمكاننا ممارسة الحق. إنْ أديتُ واجبي بحسب متطلبات الله ومبادئ الحقّ، وراعيت دومًا كيفية أداء عملي حتى يفيد عمل الكنيسة، حتى ولو كان لدي مقدرة متواضعة؛ فسينورّني الله ويرشدني لأداء واجبي على أكمل وجه. بعد أن فهمت مشيئة الله، صلّيت إلى الله لأتوب وقلتُ إنني كنتُ على استعداد للتخلّي عن ملذات الجسد وأداء واجبي لإرضاء الله.

لاحقًا، وإذ قَبِلنا المزيد والمزيد من الوافدين الجُدُد، طلبت مني القائدة تدريب المزيد من عاملي السقاية. شرعتُ في القلق مجددًا في أن يحلّ الوافدين الجُدُد الذين نمّيتهم محلّي، ومن ثمَّ، لن تُنمّيني القائدة بعد اليوم. عندما فكّرت بهذه الطريقة، أدركتُ أنه لا يجب أن أفكر في مظهري ومكانتي بعد اليوم، وأنه كان عليَّ مراعاة مصالح الكنيسة. صليّتُ إلى الله وتذكّرتُ كلام الله: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). باعتباري قائدة كنيسة، فإنّ مسؤوليتي هي تدريب الوافدين الجُدُد لأداء واجباتهم. فَضْلاً عن ذلك، الوفاء بواجبنا هو مسؤولية كل مؤمن بالله. إنْ تعاون القليل من الناس، فالأمر أشبه بسيارة دون إطارات، وسيتأخر عمل الكنيسة. إذا لم أدرّب الناس، ومع قبول الكثيرين لعمل الله الآن، فلا يمكن سقايتهم في حينه، وسيعاني دخولهم إلى الحياة، كما سيتأثر عمل الكنيسة. بعدئذ، اخترتُ أربعة من الوافدين الجُدُد ممن ألَمُّوا بالأمور جيدًا، ودرّبتهم ليصبحوا قادة مجموعات، وتركتهم يتناوبون على استضافة الاجتماعات. كما ذكّرتهم وساعدتهم على سقاية وافدين جُدُد آخرين. من خلال التعاون معهم، كان لديّ مُتّسع من الوقت للتركيز على مُجْمَل العمل، وتحسّنت فعالية عملنا شيئًا فشيئًا. كنتُ في أَوْج سعادتي لرؤية الوافدين الجُدُد وهم يحرزون تقدّمًا ويؤدون واجباتهم. شعرتُ بالطمأنينة، وربحتُ مزيدًا من الفهم لكلام الله. تقول كلمات الله، "إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). كوني أمتلك هذا الفهم، ولدي بعض الدخول إلى واجبي، كان من جرَّاء التأثير الكامل الذي حققته كلمة الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الاتِّكال على الله أعظم حكمة

في خريف 2011، قابلتُ قرويّة مثلي تدعى فانغ مين. كانت تمتلك إنسانية رائعة وكانت في غاية اللُّطف، آمنت بالرب لأكثر من 20 عامًا، وكانت قد...

أنا محظوظ بخدمة لله

يقول الله القدير، "بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال...

تأملات بعد مقاومة الإشراف

في 2021، توليت مسؤولية السقاية في الكنيسة. عندئذ، كان قائدنا يسأل غالبًا عن تقدم عملنا للإشراف عليه ومعرفة المستجدات. وقد يسألني أيضًا عن...

لن أتابع هذه الدراسات

ولدت في عائلة مسيحية. أبي وأمي مزارعان. تتكسب عائلتنا رزقها من خلال زراعة الخضر والأرز. لطالما كنت مجتهدًا في المدرسة، لذلك كان والداي...

اترك رد