لماذا عجزتُ عن التصرُّف بصدقٍ
حينما بدأت في الإشراف على عمل سقاية الوافدين الجُدُد، كثيرا ما تحدّثت شريكتي الأخت تشانغ عن التعاليم، وعَظّمَتْ من شأنها، وتَبَاهَتْ في الاجتماعات، ولم تُحَلّ الكثير من المشكلات في العمل في حينها. أبلغتُ القادة عن سلوك الأخت تشانغ، وبعد استقصاء الحالة، قرر القادة أنها غير مناسبة لتكون مشرفة وأقالوها. بعدئذ، نقلتُ أيضًا بعض الأشخاص غير المناسبين في المجموعة، وقدمتُ شركة مع الإخوة والأخوات لحل المشكلات في واجباتهم. وبعد شهرين، تَحسَّن العمل، وكان الجميع استباقيين في واجباتهم. ذات مرةٍ، ذَكَرَتْ رسالة من القادة أن سقايتنا للوافدين الجُدُد قد تحسّنت. قالت الأخوات شريكاتي أيضًا إنني كنتُ بارعة في العمل، واستطعتُ حل مشكلات الإخوة والأخوات الفعلية. عندما واجهتهم مشاكل، كثيرًا ما أتوا ليسألوني. عندما رأيتُ تأكيد القادة لعملي والتقدير الكبير لشريكاتي وإعجابهنّ بي، كنتُ في أَوْج سعادتي. فكّرتُ: "يبدو أن لديّ بعض حقائق الحقّ وبوسعي القيام بعمل فعليّ". وَرُوَيْدًا رُوَيْدًا، بدأت أعْتَدُّ بنفسي. فكّرتُ، بما أنني كنتُ المشرفة وقائدة المجموعة من بين شريكاتي، عليَّ أن أكون أفضل من الأخريات في حلّ المشاكل.
حينذاك، كنتُ مسؤولة بشكل أساسيّ عن عمل مجموعة واحدة. كثيرًا ما التقيتُ وقدمت شركة مع الأعضاء لحل المشاكل والانحرافات في العمل، ولم يستغرق العمل وقتًا طويلاً ليتحسّن بشكل ملموسٍ. لكن المجموعات التي أشرفتْ عليها شريكاتي لم تتحسّن كثيرًا على الإطلاق، ولا سيَّما المجموعة التي أشرفتْ عليها الأخت لي، حيثما لم يتمكّن الأعضاء من التعاون كما ينبغي وظلّت المشاكل دون حلّ. ساور الأخت لي قلق بالغ، وسألتني: "كيف قدمتِ شركة معهم؟ كيف حققتِ نتائج مثمرة كهذه؟" أجبتُ بوصفٍ حيّ للغاية لأساليبي. وعندما انتهيتُ، تذكرتُ أخًا ذو شخصية متغطرسة لم يستطع التعاون مع الآخرين. لم أحلّ هذه المشكلة تمامًا، وكنتُ بحاجةٍ إلى السعي والشركة مع الجميع حيال ذلك. لكن بعدها فكّرتُ: "إني قائدة المجموعة، ونموذج يُحْتَذى للجميع، لذلك إذا قلتُ إنّ هناك بعض المشاكل أعجز عن حلّها، فماذا ستظن أخواتي بي؟ لقد تحدثتُ بكثير من الاستمتاع لتوِّي. كيف أدع مشاكل لا يمكنني حلُّها؟ ألن ينظرن لي نظرة احتقار بخلاف ذلك؟" في النهاية، لم أتحلَّ بالشجاعة الكافية لإثارة القضية. وبعد ذلك ببضع مراتٍ، عندما ناقشنا العمل معًا، كنتُ دائمًا أتحدث عن كيفية حلِّي للمشاكل والنتائج التي حققتها، لكنني لم أنْبُسْ بكلمة عن المشاكل التي لم يُبَتّ فيها بعد. ومِن ثَمَّ، قدّرتني شريكاتيَّ وظنّا أنه بوسعي حلّ المشاكل على أكمل وجهٍ. حتى أنهما قالا: "تفهمين الحقّ وتمتلكين حقائقه". كان لديّ القليل من الوعيّ آنذاك، لذا قلتُ ببساطةٍ إنّه كانت هناك أيضًا مشكلات عجزتُ عن حلِّها، وتركتُ الأمر يمرُّ.
لاحقًا، كانت هناك مجموعة عَمِلت بشكل غير فعّال، وعاني الإخوة والأخوات من بعض الصعوبات في واجباتهم. لذا قالت لي الأخت لي: "التقيتُ بهم عدة مرات لتقديم شركة، لكن مازال ليس بوسعي حلّ مشاكلهم. الآن أشعر بسلبية شديدة". وعندما سمعتُ هذا، أطرْقتُ برأسي، وشعرتُ بعدم الارتياح أيضًا، لأنني ذهبت أيضًا عدة مرات، لكنني لم أحلّ المشاكل. شعرتُ بالعجز الشديد، حينذاك، وكأنني بذلت جهدًا مُضْنيًا، ولم أفهم لماذا لا يمكن حلّها. أردتُ التحدث بصراحةٍ عن حالتي، لكن حينما رأيت سلبية الأخت لي، فكّرتُ أنه إذا تحدثتُ بصراحةٍ عن صعوباتي وقتئذ، ربما أنشر السلبية. وفوق ذلك، كنتُ قائدة المجموعة. عندما واجهتنا مشاكل، كان عليَّ أن أتحمَّل، وأصمد، وألا أصبح سلبية. كان هذا عندما سألتني الأخت لي: "في مواجهة هذه الصعوبات، كيف عساي أن أختبرها؟" لم أدرِ كيف أجيب. لم يكن لدي طريق ولا أدنى فكرة عن كيفية تقديم شركة. لكن للحفاظ على صورتي الطيبة في أعينهم، تحمّلتُ الوضع العصيب وقلتُ: "في صعوبات كهذه، علينا الاتِّكال على الله. كان من الصعب على نوح بناء الفُلْك، لكنه فعلها باتِّكاله على الله. علينا الاقتداء بنوح ومواجهة مشاكلنا وجهًا لوجه". ثم تحدثتُ عن الأوقات التي واجهت فيها صعوبات في واجبي في الماضي، وكيف قُدتُ الجميع في التغلب على الصعوبات وإحراز نتائج مثمرة. أشادت بي بعض الأخوات على اختباري دون تمييز، لكنني لم أكن سعيدة إطلاقًا. مازلنا لم نتوصل لحلّ الصعوبات في عملنا الأخير، لذا ألم أكن أخدع الناس بما قلتُه؟ لكنني واسيتُ نفسي، مُفكِّرة: "ماذا بوسعي أن أفعل سوى قول هذا؟ كقائدة مجموعة، ماذا عساي أن أفعل غير ذلك؟ أيًّا كان الأمر، عليَّ أن أصمد!" ومع أنه لم تكن بي رغبة، قلتُ: "دعوني أتوّلى هذه المشكلة". لم يكن لديّ أدنى فكرة عن كيفية التعامل معها إطلاقًا. شعرتُ وكأنني تحت وزن ساحق لجبلٍ، دون مفرٍّ، لكنني لم أجرؤ على الانفتاح والشركة مع أخواتي. هذا عندما قالت الأخت لي: "لم تُحَلّ المشاكل في عملنا مؤخرًا. ألا يجب أن نتفكّر في هذا؟" قالت لي الأخت شين: "طيلة هذا الوقت، كنا نتطلّع إليكِ. لقد شعرنا أنكِ تفهمين الحقّ وبإمكانكِ حل المشكلات، لذا نعتمد عليكِ في كل شيء. إنّ حالتنا هذه ليست صائبة". ثم قالت الأخت لي: "إنه حقيقيّ. أثناء الوقت الذي عملنا فيه معكِ، نادرًا ما كنتِ تتحدثين عن فسادكِ. تتحدثين عن دخولكِ الإيجابي فحسب. ولكن في وقت كهذا، عندما نواجه الكثير من المشاكل والصعوبات في عملنا، يعاني كلانا من حالة سلبية، لكنكِ لم تُبْدِ ضعفًا. أتُخفين نفسكِ؟" عندما سمعتها تقول هذا، بدأ قلبي بالخفقان بشدّة. أكان كل هذا مُحصِّلة إخفائي لنفسي؟ لكنني مازلتُ أشعر بالحَيْرة الشديدة، وفكّرتُ: "إني قائدة المجموعة. إذا انفتحتُ وقلتُ إنني أشعر بالضعف، أليس هذا نشرًا للسلبية؟ أُسْوَة بالحرب، إنْ سقط الجنرالات، ألن يُعجِّل هذا بهزيمة الجنود؟" لكن حينها فكّرتُ أن شريكاتي تطلّعن إليَّ، وإذا استمر ذلك، سأقدِّمُهنّ على نفسي. كنتُ أسير في الطريق الخاطئ. علمتُ أنه كان عليَّ التفكّر في نفسي. في تلك اللحظة، علمتُ أيضًا أن هناك آخرون كُثُر تملّكتهم حالة سلبية وأرادوا الاستسلام، مما كان يؤثر تأثيرًا خطيرًا على العمل. في مواجهة هذه المشاكل، شعرتُ بالسلبية الشديدة. عجزتُ عن حلّ أي مشاكل فعلية حينذاك. لم أتمكّن من تحمُّل إرسالية مهمة كهذه إطلاقًا. إذا واصلتُ هكذا، فسأعيق عمل الكنيسة فحسب. في نهاية المطاف، لم أستطع الصمود أكثر من ذلك، لذا قدّمتُ استقالتي إلى قادتي.
وبعد الاستقالة، بدأتُ أتفكّر في نفسي: "لماذا أعجز عن الانفتاح وتقديم شركة عن مشاكلي وصعوباتي؟ لماذا أخفي نفسي دائمًا؟ لماذا لا أكون صادقة؟" لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله، وربحتُ بعض الفهم عن نفسي. يقول الله، "هل تعرف من هم الفريسيون بالفعل؟ هل من حولك فريسيون؟ لماذا يُسمى هؤلاء الناس بـ"الفريسيين"؟ كيف يوصف الفريسيون؟ إنهم أناس مراؤون ومزيَّفون تمامًا ويتظاهرون في كل ما يفعلونه. بأي شيء يتظاهرون؟ إنهم يتظاهرون بأنهم طيبون ولطيفون وإيجابيون. هل هذا ما هم عليه في الواقع؟ بالطبع لا. باعتبارهم مرائين، فكُلّ ما يظهر وينكشف فيهم زيفٌ وادّعاء وليس وجههم الحقيقيّ. أين يخفون وجههم الحقيقي؟ إنه مخفي في أعماق قلوبهم، ولن يراه الآخرون أبدًا. كل شيء في الظاهر ادعاء، كله زيف، لكن لا يمكنهم إلا خداع الناس، ولا يقدرون أن يخدعوا الله. إذا كان الناس لا يسعون وراء الحق، وإذا لم يمارسوا كلام الله ويختبروه، فلن يتمكنوا من فهم الحق حقًا، ومهما بدت كلماتهم رائعة، فإن هذه الكلمات ليست واقع الحق، بل هي كلمات تعاليم. لا يركز بعض الناس إلا على ترديد كلام التعاليم كالببغاوات، فهم يقلدون بحماقة من يعظ أسمى العظات، ونتيجة لذلك، في غضون سنوات قليلة فقط، تنمو تلاوتهم للتعاليم أكثر من أي وقت مضى، ويحظون بإعجاب العديد من الناس وتكريمهم، وبعد ذلك يبدأون في تمويه أنفسهم، ويولون اهتمامًا كبيرًا لما يقولون ويفعلون، ويُظهرون أنفسهم على أنهم متدينون وروحانيون بشكل خاص. إنهم يستخدمون هذه النظريات الروحية المزعومة لتمويه أنفسهم. هذا كل ما يتحدثون عنه أينما ذهبوا، أشياء خاصة تتناسب مع مفاهيم الناس، لكنها تفتقر إلى أي من واقع الحق. ومن خلال الوعظ بهذه الأشياء ‒ الأشياء التي تتماشى مع مفاهيم الناس وأذواقهم ‒ يخدعون الكثير من الناس. بالنسبة للآخرين، يبدو مثل هؤلاء الأشخاص متدينين ومتواضعين للغاية، لكن هذا في واقع الأمر مزيَّف، إذ يبدون متسامحين وصبورين ومُحبين، لكن هذا في الواقع تظاهر؛ يقولون إنهم يحبون الله، لكنه في الواقع ادعاء. يعتقد الآخرون أن مثل هؤلاء الأشخاص قديسون، لكن هذا في الواقع مزيَّف. أين يمكن العثور على شخص قدِّيس حقًا؟ القداسة البشرية مزيفة تمامًا. إنها تظاهر، ادعاء. من الخارج، يبدون مخلصين لله، لكنهم في الواقع لا يؤدون إلا ليراهم الآخرون. عندما لا يراهم أحد، لا يكون لديهم أدنى ولاء، وكل ما يفعلونه هو الأمور الروتينية. ظاهريًا، يبذلون أنفسهم في سبيل الله وقد تخلوا عن عائلاتهم ومهنهم. لكن ماذا يفعلون في الخفاء؟ إنهم يديرون مشروعهم الخاص ويديرون عملياتهم الخاصة في الكنيسة، ويستفيدون من الكنيسة ويسرقون التقدمات سرًا تحت ستار العمل من أجل الله...هؤلاء الناس هم الفريسيون المراؤون المعاصرون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ستَّة مُؤشِّرات لنمو الحياة). يكشف كلام الله عن جوهر الفريسيين بوضوح شديد. لقد تخفّى الفريسيين وخدعوا الآخرين في كل ما فعلوه. استغلُّوا الأعمال الصالحة الظاهرية لتضليل الناس وكسب احترامهم الكبير. لقد تفكّرت أنني كنتُ أتصرف تمامًا كالفريسيين. من اللحظة التي بدأت فيها الإشراف على عمل السقاية، حينما رأيتُ أن عمل المجموعة كان يمضي قُدُمًا بسلاسةٍ وكان أكثر فعالية، وأن القادة وشريكاتي أعجبوا بي، شعرتُ أنني فهمتُ حقائق الحقّ أفضل من الآخرين، ودون وعيّ، بدأت أعْتَدُّ بنفسي. ظننتُ أنه بصفتي المشرفة، تعيَّن عليَّ أن أكون أقوى من الآخرين وألا أكون سلبية. وتحتَّم عليَّ أن أكون مِثالاً يُحْتَذى لإخوتي وأخواتي، لذا تخفّيتُ وواريتُ نفسي في كل ما فعلته. وعندما واجهتْ الأخت لي صعوبات وطلبت مني حلولاً، تظاهرتُ بالفهم عندما لم أفهم وأجبرت نفسي على الإجابة بكلمات التعاليم لأجعل بضع أخوات يعتقدن خطأً أنني فهمتُ الحقّ وامتلكتُ حقائقه. عندما عانيت من صعوبات وعجزتُ عن حلها، انتابني شعور بالاكتئاب الشديد، لكنني خشيتُ أن يرى إخوتي وأخواتي نقطة ضعفي، لذا تظاهرتُ بأنني قوية، مما أدّى إلى أن تتطلّع إليّ شريكاتي، وجعلهم يشعرون أن لديّ قامة أعظم وبوسعي حل أي مشكلة. ولأكوِّن صورة طيبة ومكانة عالية أمام إخوتي وأخواتي، لم أذكر فسادي قطّ، وتحمّلتُ كل شيء، أيًّا كان مدى صعوبته. جاهدتُ في التخفّي ومواراة نفسي واسْتَغْلَلْتُ التعاليم الصحيحة الرنَّانة لإرباك وخداع الآخرين. في هذا، لم أفشل في حل مشاكلي وصعوباتي فحسب، بل الأهم من ذلك، أعقتُ عمل الكنيسة. كنتُ أؤذي الآخرين ونفسي! وكنتُ أسلكُ طريق الفريسيين المنافقين. حينها فقط فهمتُ ما قاله الله: "أن تكون شخصًا عاديًّا أمرٌ له مغزاه؛ إذ يمكنك أن تعيش مُتحرِّرًا من القلق وأن تنعم بالفرح وراحة البال. وهذا هو الطريق الصحيح في الحياة. إذا كنت تريد دائمًا أن تكون شخصًا مُتميِّزًا وأن تكون أفضل من البقيَّة، فأنت تجعل نفسك عُرضةً للنقد وتضعها في موقفٍ ضار وتجعل حياتك صعبة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون التراجع عند غياب المكانة أو الرجاء في نيل البركات). إنّ كلام الله حقيقيّ للغاية. لطالما أردتُ أن يتطلّع إليّ الآخرون وأكون متفوقة ولا يؤدي ذلك إلا أن يتلاعب بك الشيطان وتعيش في ألمٍ. بوسعك فقط التخلّي عن الشهرة والمكانة، والسعي لأن تكون شخصًا صادقًا، وأن تكون شخصًا عاديًّا، وواقعيًّا يُمكّننا من التصرّف بحريةٍ وتحرر، ويمكننا الشعور بالسلام والأمن.
من خلال التفكّر، أدركتُ أيضًا أن وجهة نظري كانت خاطئة. ظننتُ أن الانفتاح على نقاط ضعفي وصعوباتي كانت تنشر السلبية، لذا لم أجرؤ على الانفتاح. في واقع الأمر، لم أفهم ما يعنيه الانفتاح وما يعنيه نشر السلبية. لقد اختلطت لديّ المفاهيم. لاحقًا، بحثتُ عن الأجزاء ذات الصِّلة بكلمة الله لآكلها وأشربها. تقول كلمات الله، "دعونا أوَّلًا نلقي نظرة على الكيفيَّة التي ينبغي بها فهم نشر السلبيَّة وتحديده، وكيفيَّة تمييز سلبيَّة الناس، والملاحظات والمظاهر التي تكون لدى الناس وتنشر السلبيَّة. بادئ الأمر، السلبيَّة التي ينشرها الناس ليست إيجابيَّة؛ فهي شيءٌ سلبيّ يتعارض مع الحقّ، وهي شيءٌ ناتج عن شخصيَّتهم الفاسدة. فامتلاك شخصيَّةٍ فاسدة يُؤدِّي إلى صعوباتٍ في ممارسة الحقّ وطاعة الله – وبسبب هذه الصعوبات تنكشف الأفكار السلبيَّة وغيرها من الأشياء السلبيَّة في الناس. تنتج هذه الأشياء فيما يحاولون ممارسة الحقّ؛ وهذه أفكارٌ ووجهات نظرٍ تُؤثِّر على الناس وتعيقهم عندما يحاولون ممارسة الحقّ، وهي أشياء سلبيَّة تمامًا. بصرف النظر عن مدى توافق هذه الأفكار السلبيَّة مع مفاهيم الإنسان ومدى معقوليَّتها، فإنها لا تأتي من فهم كلام الله، كما أنها ليست اختبار كلام الله ومعرفته، بل هي نتاج العقل البشريّ، ولا تتوافق مع الحقّ على الإطلاق – وبالتالي فإنها أشياء سلبيَّة، أي أشياء معاكسة. يريد الناس الذي ينشرون السلبيَّة إيجاد العديد من الأسباب الموضوعيَّة لفشلهم في ممارسة الحقّ، وذلك لكسب تعاطف الآخرين وتفهُّمهم. وبدرجاتٍ متفاوتة، يُؤثِّر هذا السلوك في مبادرة الناس في ممارسة الحقّ ويهاجمها، بل ويمكنه أن يمنع كثيرين من الناس من ممارسة الحقّ. وهذه العواقب والآثار السلبيَّة تجعل هذه الأشياء السلبيَّة أكثر استحقاقًا لوصفها بأنها ضارَّة ومقاومة لله ومعادية تمامًا للحقّ. لا يدرك بعض الناس جوهر السلبيَّة، ويعتقدون أن السلبيَّة المُتكرِّرة أمرٌ طبيعيّ، وأنه ليس لها تأثيرٌ كبير في طلبهم الحقّ. وهذا خطأ؛ فتأثيرها كبيرٌ جدًّا في الواقع، وإذا زادت السلبيَّة عن حدّ تحمُّلها، فمن الممكن أن تصبح خيانةً بكلّ سهولةٍ. وهذه العاقبة المريعة لا تُسبِّبها سوى السلبيَّة. كيف يجب إذًا تحديد وفهم إطلاق السلبيَّة؟ ببساطةٍ، نشر السلبيَّة هو خداع الناس ومنعهم من ممارسة الحقّ؛ إنه استخدام تكتيكات ناعمة تنطوي على أساليب تبدو طبيعيَّة لخداع الناس والإيقاع بهم. هل هذا يضرَّهم؟ إنه في الواقع يضرَّهم بشدَّةٍ. وهكذا، فإن نشر السلبيَّة شيءٌ معاكس يدينه الله؛ وهذا أبسط تفسيرٍ لنشر السلبيَّة. ... ألا تنطوي السلبيَّة على جموح الناس واستيائهم وشكاواهم وسخطهم؟ توجد أيضًا أشياء خطيرة جدًّا مثل المعارضة والمقاومة بل والردّ الغاضب. يمكن تعريف الملاحظات التي تحتوي على هذه العناصر بأنها نشر السلبيَّة" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "مشاركة الاختبارات والتواصل بخصوصها" يعنيان مشاركة اختباراتك ومعرفتك بكلام الله، والتعبير عن كلّ فكرةٍ في قلبك، وحالة وجودك، والشخصيَّة الفاسدة التي تنكشف فيك، والسماح للآخرين بتمييزها، وبالتالي حلّ المشكلة من خلال شركة الحقّ. لا يستفيد الجميع ولا يربحون الكثير إلّا عند مشاركة الاختبارات بهذه الطريقة، فهذه وحدها هي الحياة الكنسيَّة الحقيقيَّة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين). بعد قراءتي لكلام الله، فهمتُ، إنّ نشر السلبية يعني التعبير بدوافعك وشخصياتك الفاسدة، وعدم الرضا بعمل الكنيسة وسوء الفهم والشكاوى من الله، حتى يطوّر الآخرون مفاهيم عن الله، أو حتى لا يرغبون في اتباع الله وأداء واجباتهم. على سبيل المثال، إذا هُذِّبَ شخص وتم التعامل معه، فقد يجادل ويشكو، حتى يُطوِّر الآخرون مفاهيم وسوء فهم عن الله. وهذا ينشر السلبية. لكن الانفتاح هو أن تكون شخصًا صادقًا. ولا يتعلق الأمر ببساطة بتقديم شركة على اختبارك في ممارسة الحقّ. لابد أن تنفتح أيضًا على فسادك، وصعوباتك، وأوجه القصور لديك، والغشّ والمقاصد السيئة في واجبك ليراها الجميع، ليتمكّن الجميع من تمييزها وتحليلها. إنّ الغرض من الانفتاح هو تقصّي الحقّ لتبديد مشاكلك وصعوباتك، والتخلص من شخصياتك الفاسدة. هذا نوع من الممارسة الإيجابية. بمجرد أن فهمتُ هذا الجانب من الحقّ، انفتحتُ على فسادي وأوجه القصور في واجبي، والتمستُ الحقّ مع إخوتي وأخواتي لحلّها. ورُوَيْدًا رُوَيْدًا، بدأت حالتي في التغيّر، وكنتُ أكثر فعالية في واجبي. لاحقًا، رأى قادتي أنني أظهرتُ بعض التوبة ومعرفة الذات، لذا فقد سألوا عمّا إذا أشعر بإمكانية مواصلة عملي كمشرفة سقاية للوافدين الجُدُد. وتأثَّرتُ بشدّة. لم أظن أنني سأحظى بفرصة المواصلة في هذا الواجب. وقدَّرت نعمة الله عليَّ، وكنتُ على استعداد للاضطلاع بمسؤولياتي. بعدئذ، صِرتُ أكثر ثقة في أن أكون إنسانة صادقة، ولم أشعر أن الأمر بهذه الصعوبة للانفتاح. بعد فترةٍ، قالت لي الأخت شين: "أشعر أنكِ قد تغيَّرتِ قليلاً الآن. من الرائع أنكِ تمارسين الحقّ دائمًا بالانفتاح هكذا". كنتُ في أَوْج سعادتي، عندما سمعتها تقول ذلك، وشعرتُ وكأني تمكّنتُ من التغيير أخيرًا. لكن الأوقات الطيبة لا تدوم أبدًا. سرعان ما عادت مشكلتي تَزْأر مجددًا.
في نهاية الاجتماع، سألتُ الجميع عمّا إذا كان لديهم أيّ أسئلة. قالت لي أخت إنها واجهت مشكلة في واجبها ولم تعرف ماذا تفعل، لذا أرادت مساعدتي. آنذاك، لم أستطع التفكير في طريقة جيدة، لذا سألتُ الجميع عمّا يَجيش في خاطرهم. توصّل أخ إلى حلّ، أومأ الجميع بالموافقة، وفهمتُ ذلك أيضًا. قالت الأخت بسعادةٍ: "إنّ حَلَّكِ رائع. لماذا لم أفكّر به؟" أردتُ أن أجيب: "لم أفكّر في هذا الحلّ أيضًا". لكن بعدها فكّرتُ: "إني المشرفة. إذا قلتُ ذلك، فماذا سيظن الناس بي؟ هل سيقولون إنني لستُ جيدة مثل إخوتي وأخواتي في التعامل مع المشكلات؟" لذا، نَسَبْتُ الفضل في الحلّ الذي قدّمه أخي وأضفتُ بعضًا من مشورتي التفصيلية. بعد شركتي، قال الأخت: "الآن لديّ طريق". وبعد سماعها تقول هذا، تملّكني شعور بالذنب قليلاً، وفكّرتُ: "ألستُ أخدع الناس؟ لِمَ أخفي نفسي مجددًا؟" لاحقًا، بدأت أتفكّر في نفسي، وأكلت وشربتُ بعض كلام الله المُتعلّق بحالتي. تقول كلمات الله، "أي شخصية تلك عندما يضع الناس قناعًا، ويبيضون وجوههم دائمًا، ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: بغض النظر عن مقدار الصراع أو العداء أو القتل وراء الكواليس، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عن ذلك أو فضحه. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومجيدون ويسلكون باستقامة. هذه هي طبيعة الشيطان. السمة البارزة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. ... يستخدم الشيطان طُرقًا من جميع الأنواع لخداع الناس، والاحتيال عليهم، واستغلالهم لتحقيق مآربه، وتقديم صورة زائفة عنه، بل ويستخدم الترهيب والتهديد لجعل الناس يشعرون بالتبجيل والخوف، وهدفه النهائيّ هو إخضاعهم للشيطان وعبادته. فهذا هو ما يُرضي الشيطان، وهذا أيضًا هدفه في التنافس مع الله لكسب الناس. ولذلك، عندما تقاتلون من أجل المكانة والسمعة بين الآخرين، ما الذي تقاتلون من أجله؟ هل تقاتل حقًّا للشهرة؟ لا. إنك تقاتل في الواقع من أجل المزايا التي تجلبها لك الشهرة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). "أولئك الذين لا يتصارحون أبدًا، والذين يُخفون الأشياء دائمًا، والذين يتظاهرون دائمًا بأنهم مستقيمون، والذين يحاولون دائمًا جعل الآخرين يقدِّرونهم، والذين لا يسمحون للآخرين بفهمهم جيدًا، ويجعلون الآخرين يُعجبون بهم، أليس هؤلاء أغبياء؟ هؤلاء الناس أغبياء للغاية! ذلك لأن الحق بشأن الشخص سيخرج للنور عاجلًا أو آجلًا. أي مسار يسلكون في تصرفهم؟ إنه مسار الفرِّيسيين. هل المراؤون في خطر أم لا؟ إنهم أكثر من يكرههم الله، فهل تتخيلون أنهم ليسوا في خطر؟ كل الفرِّيسيين يسلكون سبيل الهلاك!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). بعد التأمل في كلمة الله، فهمتُ، أن السبب الجِذريّ هو إثبات نفسك وجعل الناس يتطلّعون إليك، والسيطرة على الناس، والتحكّم بهم، وترسيخ منصبك. ويخضع هذا الأمر للشخصيات المتغطرسة والشريرة، وهو سَيْر في طريق مقاومة الله. أما بالنسبة إلى مشكلة أختي، لم اعرف كيفية حلّها بوضوح، لكنني خشيتُ أن يحتقرني إخوتي وأخواتي إنْ علموا بذلك، لذا أخفيت نفسي، وأضفت أفكاري إلى معرفة شخص آخر وعبَّأتها على أنها أفكاري، وكنتُ آمل أن أُظْهر للجميع أنني نافذة البصيرة، وفهمت الحقّ، وامتلكتُ حقائقه. لقد استخدمتُ الخداع لأحظى بتقدير الجميع على أمل مُضَلّل أن يُعجبوا بي ويعتمدوا عليَّ. كنتُ أسلكُ طريق الفريسيين. كان الفريسيّون مخادعين منافقين، ولقد أدانهم ولعنهم الله. ليس بالإمكان الإساءة إلى شخصية الله البارّة، لذا إذا لم أتُبْ، كنتُ أعلم أنّ الله سيلعنني ويعاقبني أيضًا. عندما رأيت جَسَامة المشكلة، ارتعبتُ قليلاً، لذا صلّيت إلى الله على الفور لأقول إنني أردتُ التوبة.
لاحقًا، قرأتُ مقطعًا من كلمة الله والتي أرتني كيفية التعامل بشكل صحيح مع ترقيتي. تقول كلمات الله، "يحظى بعض الناس بالترقية والرعاية من الكنيسة، وهذا أمر جيد، وفرصة طيبة للتدريب. يمكن القول إن الله قد رفعهم وأنعم عليهم. إذن، فكيف ينبغي لهم أن يؤدوا واجبهم؟ المبدأ الأول الذي يتعين عليهم الامتثال له هو فهم الحق. وعندما لا يفهمون الحق يتعين عليهم السعي إلى الحق، وإذا لم يفهموا رغم السعي، فيمكنهم إيجاد شخص يفهم الحق لإقامة شركة والسعي إلى الحق معه، وهذا يسرّع حل المشكلة ويختصر الوقت. إن ركّزتَ على قضاء مزيد من الوقت في تأمل هذا الكلام للوصول إلى فهم الحق وحل المشكلة، فهذا شديد البطء، وكما يقول المثل "الماء البعيد لن يُروي العطش المُلِحّ". عندما يتعلق الأمر بالحق، وإن كنت ترغب في تحقيق تقدم سريع، فعليك أن تتعلم كيف تعمل بانسجام مع الآخرين، وأن تطرح المزيد من الأسئلة، وتقوم بمزيد من البحث. عندها فقط ستنمو حياتك بسرعة، وستغدو قادرًا على حل المشكلات سريعًا، دونما أي تأخير في أي من ذلك. وبما أنك حصلت للتو على الترقية، وما زلت قيد التجربة، ولا تفهم الحق أو تملك واقع الحق في فعليًا؛ لأنك ما زلت تفتقر إلى هذه القامة، فلا تظن أن ترقيتك تعني أنك تملك واقع الحق؛ فهذه ليست هي الحال. إذ لم يتم اختيارك للترقية والرعاية إلا لأنك تمتلك حسًّا بالعبء تجاه العمل وتتمتع بقدرات قائد. يجب أن يكون لديك هذا الحس. وبعد أن تتم ترقيتك واستخدامك، إن شغلتَ منصب القائد أو العامل، واعتقدت أنك تمتلك واقع الحق، وأنك امرؤٌ يسعى إلى الحق، وبغض النظر عن المشكلات التي يعانيها الإخوة والأخوات، إنْ تظاهرتَ بأنك تفهم، وأنك روحاني، فستكون هذه حالة من الغباء، وهي الطريقة نفسها التي سلكها الفريسيون المنافقون. عليك أن تتحدث وتتصرف بصدق، وعندما لا تفهم، يمكنك أن تسأل الآخرين أو تطلب الإجابات من الأعلى منك أو من خلال الشركة معهم؛ فليس ثمة ما يعيب في أي من ذلك. وحتى إن لم تسأل، فسيظل الأعلى منك يعرفون قامتك الحقيقية، وسيعرفون أن واقع الحق غير موجود لديك. إن السعي وحضور الشركة هما ما ينبغي لك أن تفعله. هذا هو الحس المفترض أن يتوافر في الطبيعة البشرية العادية، وهو المبدأ الذي ينبغي التمسك به من قبل القادة والعاملين، وليس أمرًا تخجل منه. إذا اعتقدت أنه بمُجرَّد أن تصبح قائدًا يكون من المخجل أن تطرح أسئلة دائمًا على الآخرين أو على الأعلى، أو ألّا تفهم المبادئ، وإذا تصنَّعت بعد ذلك عملًا ما نتيجةً لذلك متظاهرًا أنك تفهم وأنك تعرف وأنك قادرٌ على العمل وأنك تستطيع أداء أيّ عملٍ كنسيّ ولا تحتاج إلى من يُذكِّرك أو يتشارك معك أو أيّ شخصٍ يعولك أو يدعمك، فهذا أمرٌ خطير وفي منتهى الكبرياء والاعتداد بالبرّ الذاتي ويفتقر إلى المنطق. فأنت لا تعرف حتَّى قياسك – ألا يجعلك هذا أحمقَ؟ في الواقع، مثل هؤلاء الناس لا يستوفون معايير ترقية بيت الله ورعايته لهم، وسوف يُستبدلون أو يُستبعدون عاجلًا أم آجلًا" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). بعد قراءتي لكلام الله، فهمتُ، أن الله لا يريدني أن أكون سيّدة أو عالمة بكلّ شيء. بل يريد الله مني أن يكون لديّ المَقصِد الحَسَن في واجبي، وأن أؤدي واجبي من صميم قلبي وعقلي، وأيًّا كانت النقائص التي أعاني منها، عليَّ أن أسعى وأقدم المزيد من الشركة مع إخوتي وأخواتي، وأتعاون معهم بانسجامٍ. هذه هي طريقة التصرف بالعقل. لكنني كنتُ متعجرفة وجاهلة، ولطالما شعرتُ أنني كمشرفة، يجب أن أكون فوق إخوتي وأخواتي، وكان لزامًا عليَّ التمكّن من حلّ كل مشكلة. ومِن ثمَّ، أخفيت وواريتُ نفسي في كل مكان وتظاهرتُ بفهم الأمور. وأهلكتُ نفسي إرهاقًا وأعقتُ عمل الكنيسة. كنتُ صَفِيقة الوجه للغاية، وكانت آرائي سخيفة وعبثية! وكانت ترقيتي إلى مشرفة لم تكن إلا فرصة منحني الله إياها للممارسة وللتنمية. لم يحدث ذلك لأنني فهمت الحقّ أكثر من الآخرين، ولم تكن وسيلة لإثبات هُويَّتي ومكانتي اللتان كانتا أعلى من الآخرين. كنتُ مثل إخوتي وأخواتي، وكان هناك الكثير من الحقّ لم أفهمه، وكانت هناك مشكلات عديدة عجزتُ عن رؤيتها بوضوح أو حلّها. كان لديّ بعض نفاذ البصيرة في بعض المسائل، وحتى ذلك كانت استنارة الله؛ فهذا لا يعني أنني امتلكتُ أيّ حقيقة. ولكنني لم أعرف حجمي. ولأحمي سُمْعتي ومكانتي، لم أحرّك ساكنًا بل حاولتُ التخفّي ومواراة نفسي. لم أفشل في فهم الحقّ فحسب والدخول في حقائقه، بل صِرتُ شريرة وماكرة ومتغطرسة بشكل متزايدٍ. كم كنتُ حمقاء! عندما أدركتُ هذا، أقسمتُ بيني وبين نفسي أنني لن أخفي نفسي أو أخدعها بعد اليوم. أريد الممارسة في أن أكون إنسانة صادقة وأفِي بمسؤولياتي وواجبي على أكمل وجه.
وبعد أيام قلائل، بينما كنا نناقش العمل، قالت الأخت شين إنها رأت وافدًا جديدًا كان يُحرز تقدّمًا سريعًا للغاية. وسرعان ما قلتُ: "سأسقي ذلك الوافد الجديد". وعندما انتهيتُ، أدركتُ: "ألستُ أتباهى فحسب؟ إني بحاجة للانفتاح والكشف عن نفسي". لكن حينها فكّرتُ: "سيكون هذا مُحْرجًا للغاية. هل ستظن الأخت شين أنني غير عقلانية، وأنني أتباهى كلما أفعل شيئًا جيدًا مخافة الآخرين، أليس كذلك؟" أدركتُ أنني كنتُ على مشارف إخفاء نفسي مجددًا، لذا سُرعان ما صليت إلى الله، طالبة منه أن يرشدني لأتمكّن من التخلّي عن نفسي. لذا، استجمعتُ شجاعتي للانفتاح وبيان أن الغرض من كلماتي كان أن أسمو وأكشف نفسي. قالت الأخت شين: "كان بوسعنا إخباركِ عندما قُلتِها. إذا تمكّنتِ من الانفتاح عمّا بداخل نفسكِ، فأنتِ تمارسين بوعيٍ كونكِ إنسانة صادقة". شعرتُ بالخِزيّ، عندما سمعتُ ما قالته، لكنني شعرتُ أيضًا أنه إذا لم أتخفّ أو أخدع، وإذا انفتحتُ دائمًا عمّا يجول بخاطري هكذا، سأشعر بإحساس الأمن والتحرر.
بعد اختباري لكل هذا، رأيتُ حقيقة واحدة بوضوحٍ. في الماضي، لم أرغب قطّ في كشف فسادي، ولطالما أردتُ إخفاء نفسي، معتقدة أنه إذا لم يتمكّن الآخرون من رؤيتها، بوسعي الحفاظ على صورتي. لكن في الواقع، كان هذا خداعًا للذات، وكان شيئًا في غاية الحماقة. إنّ الله يرى كل شيء. مهما أتظاهر، يرى الله الأمور بوضوح، وسأُكْشَفُ عاجلاً أم آجِلاً. وكذلك، يفهم الإخوة والأخوات الحقّ تدريجيًّا بعد سماع كلام الله. إنهم أكثر وأكثر قدرة على تمييز شتّى أنواع البشر، وبإمكانهم رؤية مظاهر الشخصيات الشيطانية المختلفة بمزيد من الوضوح، لذا مهما حاولت إخفاء نفسي، أولئك الذين يفهمون الحقّ سيتبيّنونه على الفور. إني مقتنعة الآن أكثر من أي وقت مضى أن أولئك الذين يسعون للحقّ أنقياء وصادقون ومنفتحون بطريقةٍ واقعية هم في الواقع حُكماء يحبهم الله والآخرون، وهذا فقط هو طريق النور الذي أشار إليه الله لنا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.