لماذا أتصرف دائمًا بدافع العاطفة؟
منذ فترة، كلفت مشرفتي الأخت شيانغ تشن بصناعة مقاطع فيديو معنا. شيانغ تشن اجتماعية إلى حد كبير وشعرت بنوع من الألفة معها منذ أول مرة التقينا فيها. إنها أكبر مني بقليل وكانت تهتم بي كثيرًا، كأخت كبرى تمامًا. وعندما كنت أظهر الفساد، كانت توضحه لتساعدني. حينئذ، كنت أواجه بعض المشكلات مع شريكتي، الأخت دينغ يي. شعرت بأن دينغ يي متعجرفة قليلًا وتتحدث بفظاظة شديدة. وأحيانًا كانت كلماتها تجرح كبريائي. عندما شاركتها، شعرت بأني غير موجودة، وكأني لا أحظى بأي تقدير. كنت أكثر استمتاعًا بمشاركة شيانغ تشن. فلم تكن تقول أشياء جارحة وحتى لو أوضحت مشكلاتي، كانت تقولها بطريقة أستطيع تقبلها. أيضًا، عندما واجهت شيانغ تشن مشكلات، كانت تأتيني فورًا، وهي مستعدة لمشاركتي أي حالة تكون فيها. وجعلني هذا أشعر بالتقدير والاهتمام. ذات مرة، لاحظت شيانغ تشن أن دينغ يي أساءت فهمي وساعدت على توضيح الأمور. بعد ذلك، شعرتُ بأنها أكثر فهمًا وعقلانية. وأصبحتُ مستعدة لمشاركة المزيد معها وزادت الألفة بيننا. لكن بعد أن قامت شيانغ تشن بواجبها هنا لأكثر من شهر، لم يتحسن عملها كثيرًا. ونصحها القادة الآخرون بأن تبذل المزيد من الجهد في عملها وقمت أنا ودينغ يي أيضًا بفحص الفيديو الذي كانت تصنعه ولم نقدمه إلا بعد التعديل. استغرق منا الأمر يومًا كاملًا في تعديل الفيديو الخاص بها. ونظرًا لأننا أجرينا الكثير من التغييرات على الفيديو، تساءلت: "إن رأى القادة المشكلات الكثيرة الموجودة، فهل سيعتقدون أن شيانغ تشن ليست مناسبة للتنمية ويكلفونها بواجب آخر؟ منذ أن أتت شيانغ تشن، كانت سعيدة جدًّا بمساعدتي، سواءً كان ذلك مع أمور الدخول إلى الحياة أو الحياة عمومًا. وأنا أستمتع بوقتي معها حقًّا. وإن غادرتْ، فسيقل عدد مَن أستطيع الوثوق بهم شخصًا. علاوة على ذلك، ألن تتضايق إن كلفتْ بواجب آخر بعد أداء واجبها هنا لمدة تقل عن شهرين؟ من الأفضل ألا أقدم نسختها للقادة". لاحقًا، اكتشفت دينغ يي الأمر وذكرتني قائلة: "يجب أن نقدم نسخة شيانغ تشن للقادة. بهذه الطريقة سيفهمون جيدًا طريقة عملها". شعرت ببعض الذنب عندما قالت ذلك، وقلت لنفسي: "لو كان شخص آخر، لأرسلت النسخة غير المعدلة للقادة دون تردد. لكني عاملت شيانغ تشن بشكل مختلف. ألم أكن أحميها وأحابيها؟ هذا لا يتفق مع مشيئة الله". تأملت كلمات الله التي تقول: "في كل ما تفعل وكل ما تقول، كن قادرًا على وضع قلبك في الموضع الصحيح، وكن مستقيمًا في أفعالك، ولا تكن منقادًا بمشاعرك، أو تتصرّف وفقًا لإرادتك الشخصية. هذه هي المبادئ التي يجب على المؤمنين بالله أن يتصرَّفوا بموجبها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف هي علاقتك مع الله؟). يطلب الله أن نضع النيات الحسنة في أقوالنا وأفعالنا جانبًا، ولا نتستر ونحمي الآخرين بدافع العاطفة. هذا أقل ما يجب أن يفعله أي مؤمن. لو لم أكن صادقة مع قادتي، وبدأت التستر وحماية الناس في الكنيسة، لكانت هذه مشكلة خطيرة جدًّا. بإدراك هذا، شعرت ببعض الخوف. لا يمكنني التصرف بدافع العاطفة، ويجب ألا أتستر وأحمي مَن أنسجم معهم جيدًا. كان يجب أن أفعل ما ينبغي فعله. لذلك، قدمت نسخة فيديو شيانغ تشن للقادة. لكن بعد ذلك، لم أتأمل ولم أعرف نفسي، ولأنني لم أدرك السبب الحقيقي لمشكلاتي، ارتكبت نفس الأخطاء مجددًا.
بعد فترة قصيرة، طلب منا قادتنا كتابة تقييم عن أداء شيانغ تشن. كانوا يريدون معرفة ما إن كانت مناسبة لإنتاج الفيديو وما إن كانت مرشحة جيدة للتنمية أم لا. شعرت ببعض التضارب: فلم تحرز شيانغ تشن الكثير من التقدم، لكني لو قدمت تقييمًا صادقًا، فربما تُكلف بواجب آخر. وسوف يضايقها هذا بشدة. ولو لم أساعدها في هذه اللحظة الحاسمة، فلن نتمكن من المشاركة بعد ذلك. وعندما اعتقدت أن كل هذا قد انتهى، قالت لي دينغ يي: "لا تمتلك شيانغ تشن مقدرة جيدة حقًّا وليست فيديوهاتها جيدة بما يكفي. لو كانت تمتلك مقدرة أفضل، لأحرزت بعض التقدم خلال الشهر أو الشهرين الماضيين..." كلما سمعت هذا، ازددت غضبًا: "لماذا تستمرين في التحدث عن عيوب شيانغ تشن؟ هل هذا لأنك تعتقدين أن تدريبها سيتطلب عملًا كثيرًا ولذلك تفضلين أن تُكلف بواجب آخر؟" لذلك أجبتها بضيق: "لا خطأ فيما قلته، لكنك لم تذكري أيًّا من مواطن قوتها. يجب أن نقيمها بموضوعية وعدالة. لا يمكن أن نذكر مواطن ضعفها فقط. ربما لا تمتلك شيانغ تشن مقدرة جيدة، لكنها لم تتراجع مثلما قلتِ. وإن أوضحت بعض المشكلات الصغيرة لديها، فلا يزال من الممكن تحسينها". عندما أدركت دينغ يي أنني معارضة قليلًا، لم تقل شيئًا آخر. كان هناك نوع من الأجواء الغريبة. بإدراك أنني تحدثت بغضب، شعرتُ ببعض الذنب: "ما خطبي؟ لماذا أصبحت معارضة جدًّا حالما تحدثت دينغ يي عن مشكلات شيانغ تشن؟ كانت المشكلات التي تحدثت عنها دينغ يي حقيقية – لم تكن تشوه الحقائق. إذن لماذا تضايقت؟ هل أتصرف بدافع العاطفة؟" لذلك، هدأت نفسي وتركت دينغ يي تستمر في التحدث. وبعد المناقشة قليلًا، استنتجنا أن شيانغ تشن كانت لا تزال لا تعرف بعض المبادئ وأوصينا أن يتاح لها الاستمرار في التدريب لفترة. وبعد أن انتهينا من التناقش حول شيانغ تشن، كنت لا أزال أفكر في اللحظة التي تحدثت فيها بغضب مع دينغ يي. قلت لنفسي: "لقد تضايقت حالما قالت شيئًا سيئًا عن شيانغ تشن. هل أتستر عليها وأحميها؟ في المرة السابقة، تركت عواطفي تملي عليَّ أفعالي، ولم أرغب في تقديم الفيديو الخاص بها للقادة. والآن أتصرف بتلك الطريقة مجددًا. يجب أن أسعى للحق لأحل هذه المشكلة".
في سعيي، صادفت هذه المقاطع. "ما معنى العواطف في جوهرها؟ إنها نوعٌ من الشخصيَّة الفاسدة. ويمكن وصف مظاهر العواطف باستخدام عدَّة كلماتٍ: المحاباة، والإفراط في الحماية، والحفاظ على العلاقات الجسديَّة، والتحيُّز. هذه هي العواطف" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو واقع الحق؟). "هل أنت عاطفي تجاه أولئك المقربين منك، أو الذين يشاركونك الاهتمامات نفسها؟ هل سيكون تقييمك وتعريفك واستجابتك لأفعالهم وسلوكهم محايدًا وموضوعيًّا؟ وكيف سيكون رد فعلك إذا كان المبدأ يملي على الكنيسة أن تتخذ إجراءات ضد شخص تربطك به علاقة عاطفية، وكانت هذه الإجراءات تتعارض مع مفاهيمك الخاصة؟ هل تطيع؟ هل ستستمر في الاتصال به سرًّا، وهل ستظل مُضللًا منه، وهل سيطلب منك حتى تقديم الأعذار له، لتبريره والدفاع عنه؟ هل قد تضحي بحياتك من أجل الذين أحسنوا إليك وهل تَهبُّ إلى مساعدتهم، متجاهلاً مبادئ الحق وغافلًا عن مصالح بيت الله؟ ينطوي كل هذا على مشاكل مختلفة تتعلق بالعواطف، أليس كذلك؟" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "إن افتقر الناس إلى تقوى الله، وإن لم يكن من مكان لله في قلوبهم، فلن يتمكَّنوا أبدًا من التصرف من حيث المبدأ مهما كانت الواجبات التي يتمُّونها أو المشاكل التي يتعاملون معها. الأشخاص الذين يعيشون لتحقيق نواياهم ورغباتهم الأنانية غير قادرين على دخول واقع الحق، لهذا السبب يواجهون مشكلةً ولا ينظرون إلى نواياهم بعين الناقد ولا يستطيعون التعرف إلى مواقع الخطأ في نواياهم، ولكنهم بدل هذا، يستعملون كل أنواع التبريرات لاختلاق أكاذيب وحجج لأنفسهم، فماذا يحدث في النهاية؟ يبرعون جيدًا في حماية مصالحهم وسمعتهم وعلاقاتهم الشخصية، لكنَّهم في الواقع فقدوا علاقتهم الطبيعية بالله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السلوك الواجب على الإنسان تجاه الله). من قراءة كلمات الله، أدركت أن المحاباة والحفاظ على العلاقات ترجع جميعًا للعواطف وتمثل شخصيات فاسدة. وبالنسبة لسلوكي، فقد حابيت شيانغ تشن لأنها اهتمت بي وراعتني، وكلما كان لديها سؤال، كانت تأتيني، وهو ما أرضى غروري. لذلك عندما لاحظت أن هناك مشكلات كثيرة في الفيديو الخاص بها، لم أرد إبلاغ قادتنا. أيضًا، عندما أبرزت دينغ يي عيوب شيانغ تشن، لم أستطع قبولها ودافعت عن شيانغ تشن بغضب وحاولت التستر على نقائصها. ألم أدع عواطفي تملي عليَّ أفعالي؟ أعلم أن شيانغ تشن لم تحرز أي تقدم، لكني لم أسمح لدينغ يي بقول الحقيقة، وحاولت أن أجادلها، وتحججت بأنها لم تتراجع مطلقًا. في الواقع، يركز مبدأ الكنيسة لتنمية الناس على تقييم ما إن كانوا يمتلكون المقدرة أو الموهبة أو الإمكانيات وما إن كانوا على مستوى المهمة الحالية أم لا. لذا كان القول بأن شيانغ تشن أحرزت تقدمًا قليلًا لم يعنِ أي شيء حقًّا. لقد قلت هذا فحسب لأغطي على عيوبها وأشوش على الحكم عليها. بتذكر الأشياء المتعلقة بشيانغ تشن مؤخرًا، أدركت أن هناك دافعًا وراء ما فعلته وقلته – أردت لشيانغ تشن أن تبقى، لتستطيع الاعتناء بي، ولأرضي غروري وإحساسي بالمكانة. لم يكن دفاعي عنها قائمًا على السعي للمبادئ أو ممارسة كلمات الله. لم أراعِ المسار الأفضل لعمل الكنيسة، بل تركت دوافعي الأنانية الحقيرة تملي عليَّ أقوالي وأفعالي. ولو استعانت الكنيسة بالشخص الخطأ بسبب خداعي، ألم يكن هذا ليعطل عمل الكنيسة؟ أعطيت الأولوية لعواطفي الشخصية على حساب مبادئ الحق وعمل الكنيسة. بدا أنه ليس لله مكان في قلبي.
لاحقًا، صادفت كلمات الله هذه: "الله لا يهاود، فهو لا تشوبه الأفكار البشريَّة. إنه يرى الأشياء كما هي؛ فالصواب عنده صوابٌ والخطأ خطأ. ولا يوجد غموضٌ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينعم بإيمان صادق إلا بالطاعة الحَقّة). "ومع أن الله يحب البشر، فإنه لا يشبع رغباتهم، بل يهبهم محبته ورحمته وتسامحه، لكنه لم يدللهم مطلقًا؛ فالله لديه مبادؤه وحدوده" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ز)]. من كلمات الله، أدركت أن شخصية الله مقدسة وبارة. يعامل الله الناس حسب المبادئ وليس عاطفيًّا تجاه أي شخص. على سبيل المثال، ها هو داوود ملك إسرائيل. كان أعظم أمل له في الحياة أن يبني معبدًا يستطيع الناس عبادة الله فيه. كان داوود شخصًا يهتم بمشيئة الله، لكنه عندما ارتكب الزنا لم يحابِه الله أو يتستر عليه. بل أدبه الله وعاقبه، ولم يفارق السيف بيته أبدًا. من هذا، نستطيع أن نرى أن الله يعامل الناس جميعًا بعدالة وإنصاف، بينما أنا أعامل الناس حسب العواطف والتفضيلات. كنت أحابي وأتستر على كل مَن أنسجم معه وخدمت مصالحي الشخصية. كنت مستعدة للتفاعل أكثر بل وأحمي أيضًا مَن أحببتهم دون مبدأ. عندما قيمت دينغ يي شيانغ تشن على أساس المبادئ، استأت، وجعلتها تتردد في إكمال حديثها. يمقت الله مثل هذا السلوك! في العالم العلماني، كل شيء يقوم على العلاقات، لكن بيت الله مختلف – يأمرنا الله أن نعامل الناس بإنصاف على أساس المبادئ، ونسمي الأشياء بأسمائها. يتسم التصرف هكذا بالصراحة والاستقامة ويريح البال.
لاحقًا، عندما تأملت أسباب سماحي للعواطف بأن تملي عليَّ دائمًا ما قلته وفعلته، صادفت هذه المقاطع. "غالبًا ما نؤكد في حياتنا اليومية، على مصلحة الله ومصلحة بيته. ومع ذلك، غالبًا ما يميل بعض الناس إلى عدم مراعاة مصالح بيت الله، بل تتصدر مصالحهم الخاصة أولوية كل شيء ومحوره. هؤلاء الناس أنانيون بشكل خاص. علاوة على ذلك، ففي تعاملهم مع الأمور، كثيرًا ما يحمون مصالحهم الخاصة على حساب مصالح بيت الله، لدرجة أنهم يطلبون طلبات منحرفة من بيت الله لإشباع رغباتهم الخاصة. ما الكلمة الأساسية هنا؟ ما الذي نتحدث عنه بشكل أساسي؟ (المصالح). ما المقصود بـ"المصالح"؟ ما الذي يندرج تحت هذا المصطلح؟ ما مصلحة المرء في اعتقاد الناس؟ ما الذي تشمله مصالح المرء؟ إنها المكانة والسمعة والأشياء التي تتعلق بالمصالح المادية. على سبيل المثال: عندما يضلل شخص ما الآخرين ليعجبوا به ويبجلونه، فإنه يسعى إلى مصالحه النفسية الخاصة؛ وهناك أيضًا مصالح مادية يسعى إليها الناس من خلال استغلال الآخرين، أو جني الفوائد لأنفسهم، أو سرقة ممتلكات بيت الله، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. ودائمًا ما يضع أضداد المسيح منفعتهم الخاصة في المقام الأول. وسواء أكانوا يسعون لمصالح نفسية أو مادية، فإن أضداد المسيح جشعون ولا يشبعون، وسيحاولون الاستيلاء على كل هذه الأشياء لأنفسهم. إنَّ الأمور التي ترتبط بمصالح الشخص تكشفه أكثر من أيِّ شيءٍ آخر. فالمصالح ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة كلِّ شخصٍ، وكلُّ ما يتعامل معه الشخص في كلِّ يومٍ يتضمَّن مصالحه" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)]. "تتمثل المشكلة مع الأشخاص الساعين وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أهداف الشيطان؛ إنها أغراض شريرة وجائرة. عندما يسعى الناس وراء مصالحهم الشخصية، كالوجاهة والمكانة، فإنهم يغدون دون أن يشعروا أداةً للشيطان وقناةً له، وفوق ذلك يصبحون تجسيدًا للشيطان. إنهم يلعبون دورًا سلبيًّا في الكنيسة، بالنسبة لعمل الكنيسة، ولحياة الكنيسة الطبيعية، وللسعي الطبيعي لشعب الله المختار، فتأثيرهم هو الإزعاج والإضعاف؛ إن لهم تأثيرًا سلبيًّا" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)]. بعد إفساد الشيطان، أصبحت طبائعنا أنانية وحقيرة. وهناك دافع أناني وراء كل ما نقوله ونفعله – فكل هذا يحدث لحماية مصالحنا الشخصية. عندما نتحدث ونتصرف بدوافع أنانية، نصبح عن غير قصد أتباع الشيطان، ويتسبب هذا في تعطيل وعرقلة عمل الكنيسة. بتأمل سلوكي، أدركت أن شيانغ تشن كانت غالبًا ما تظهر الاهتمام بي وترعاني، وأنني استمتعت بالإحساس بالراحة وإشباع رغبتي في المكانة. لو غادرت، فسأخسر هذه المزايا، لذا لم أرد أن يكلفها القادة بواجب آخر. لم أعاملها حسب المبادئ، بل، راعيت أولًا مصالحي الشخصية. طلب منا القادة كتابة تقييم عن شيانغ تشن ليقرروا ما إن كان يجب تكليفها بواجب آخر حسب المبادئ، لتحسين كفاءة عمل الكنيسة وتحقيق أقصى استفادة من كل عضو. لكني لم أراعِ عمل الكنيسة، بل فكرت في كيفية إشباع رغبتي في المكانة فقط. لم أكتفِ بعدم حماية عمل الكنيسة فقط، بل كنت مخادعة أيضًا وحاولت منع القادة من معرفة الموقف الحقيقي لشيانغ تشن. في الواقع، لم تكن شيانغ تشن مناسبة لإنتاج الفيديو، لكن إن أصررت على إبقائها، فإنها لم تكن لتفشل في تحقيق نتائج جيدة فقط، بل لاضطررنا أيضًا لقضاء وقت طويل في تعديل فيديوهاتها – ولفاقت الخسائرُ المكاسبَ. أدركت أهمية التصرف حسب المبادئ كما يطلب الله – فكان هذا سيعود بالنفع على أعضاء الكنيسة وعملها. أما السماح للعواطف بأن تملي علينا أفعالنا فسيؤدي لتعطيل عمل الكنيسة وعرقلته فقط وعرفت أنني لم أستطع الاستمرار في التصرف بدافع العواطف.
بعد وقت قصير، صنعت شيانغ تشن فيديو آخر. وبينما كنت أراجعه، ظللت أتساءل عن سبب وجود الكثير من المشكلات في الفيديو الخاص بها بعد شهرين من التدريب. والآن أصبح القادة يلاحظون شيانغ تشن ليروا ما إن كانت مناسبة للدور أم لا، لو أبلغتُ عن جميع أخطائها، فقد تُكلف بواجب آخر. لذلك فكرت في الإبلاغ عن القليل من أخطائها. لكن عندئذ فكرت في كيفية معاملتي لها بدافع العواطف في السابق، وأنه يجب ألا أسلك ذلك الطريق مجددًا. يجب أن أبلغ عن جميع مشكلاتها على أساس الحقائق الموضوعية، لكي يستطيع القادة تحديد ما إن كانت مناسبة للدور على أساس المبادئ أم لا. عندئذ تمامًا، تذكرت مقطعًا من كلمات الله كنت قد قرأته من قبل: "وما معنى اتّقاء الله والحيدان عن الشر؟ عندما تُجري تقييمك لشخص ما مثلًا، فإن هذا يتعلق باتّقاء الله والحيدان عن الشر. كيف تُقيِّمه؟ (ينبغي أن نكون صادقين وعادلين ومنصفين، وينبغي ألا يكون كلامنا مبنيًا على المشاعر). عندما تقول ما تعتقده بالضبط وما رأيته بالضبط، فأنت صادق. وفوق كل شيء، فإن ممارسة الصدق تعني اتّباع طريق الله. هذا ما يُعلِّمه الله للناس. هذا هو طريق الله. ... إذا لم تقل الحق، فهل سيكون من المفيد لك التأكيد على أنك تتّبع طريق الله وتُرضي الله؟ هل سيبالي الله بصراخك؟ هل سيبالي الله بكيفية صراخك أو مدى صراخك أو مدى عظمة إرادتك؟ هل سيبالي بعدد المرات التي تصرخ فيها؟ إنه لن يبالي. ينظر الله إلى ما إذا كنت تمارس الحق، وما تختاره، وكيف تمارس الحق عندما تحل بك مشكلات. إذا كان اختيارك هو الحفاظ على العلاقات، والحفاظ على اهتماماتك الخاصة وصورتك، وكان يهدف بالجملة إلى الحفاظ على الذات، فسوف يرى الله أن هذه هي وجهة نظرك وموقفك عندما يصيبك شيء ما، وسوف يُجري تقييمًا عنك: سوف يقول إنك لا تتّبع طريقه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). يطلب من الله أن نتقيه ونحيد عن الشر وأن نكون صادقين في كل ما نواجهه، كبيرًا كان أم صغيرًا. ربما لا يبدو تقييم شخص ما أمرًا جللًا، لكنه قد يكشف ما إن كان شخص ما يتقي الله أم لا، ويمكن أن يبين ما إن كان شخص ما صادقًا وجديرًا بالثقة أم لا. ورغم أنني كنت لا أزال لا أتقي الله، كنت مستعدة لممارسة كلماته وأصبح شخصًا يُعتمد عليه وجديرًا بالثقة في القول والفعل. صليت لله قائلة: "إلهي، لا أريد أن أتصرف بدافع العواطف بعد الآن، أريد أن أتصرف وأنا أتقيك في قلبي". لذا أبلغت عن جميع الأخطاء التي وجدتها في فيديو شيانغ تشن. بعدها بأيام قليلة، كُلفت بواجب آخر بالفعل. ورغم أنني تضايقت قليلًا، عندما فكرت في الفائدة التي ستعود على عمل الكنيسة وعليها شخصيًّا، هدأت قليلًا.
في السابق، اعتقدت أن عواطفي كانت مجرد أفكار عابرة أو مشاعر مؤقتة، وطالما لم أنتهك المبادئ بوضوح أو أتسبب في ضرر لعمل الكنيسة، فلم يكن الأمر جللًا ولم أكن بحاجة للسعي للحق لحله. في الواقع، كانت لديَّ فكرة خطأ. رغم أنني ظاهريًّا كنت أمتثل للقواعد ولم أرتكب خطيئة واضحة، فباطنيًّا، لم أستطع قمع أفكاري ومعتقداتي وشخصيتي الشيطانية. لو لم أسع للحق وأحل هذه المشكلة، لتسببت حتمًا في تعطيل عمل الكنيسة. لذا فإن تمييز أفكاري وفسادي، والسعي للحق والتأمل في نفسي كلها أمور مهمة جدًّا. هذا هو الطريق للتحول الشخصي.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.