التعاون المنسجم ضروري في الواجب

2022 سبتمبر 8

في صيف عام 2020، كنت أنا والأخت وانغ نصنع الفيديوهات في الكنيسة. كنت أنا قائدة الفريق، وكنت أوزع المهام فكلفت الأخت وانغ بمهام بسيطة، فيما كنت أنا مسؤولة عن الأمور المهمة. ظننت أنني قادرة على القيام بها بمفردي لأنني كنت دائما أنجز المهام الكبيرة بمفردي في الماضي. كانت خبرتي تفوق خبرة الأخت وانغ، لذا شعرت بعدم لزوم مشاركتها في هذه المهام. وعلاوة على ذلك، إن أنجزت كل العمل وحدي، فسيعود المديح إلي، وهذا سيسلط الضوء بشكلٍ أفضل على قدراتي ويجعل جميع الأخوة والأخوات يتطلعون إلي. لاحقًا زاد ضغط العمل بشكل كبير، لذا اضطررت إلى العمل ساعات إضافية كل يوم. أحيانًا كنت أرى الأخت وانغ تنام باكرًا بينما سهرت أنا الليالي، وكنت أستيقظ أبكر من الأخت وانغ صباحًا وشعرت بتعب شديد. لكنني لم أرد أن تشاركني الأخت وانغ العبء. كنت دائمًا اؤدي مهامي بمفردي، لذا إن ساعدتني في عملي فسيظن الأخوة والأخوات أن قدراتي على العمل ضعيفة وذلك سيكون محرجًا. فكرت أحيانًا إذا سمحت للأخت وانغ بمساعدتي، فسوف تسير الأمور أسرع، ولن أكون مشغولة جدًا وسوف تكون النتائج أفضل مما هي عليه إن عملت وحدي. لكن حينما فكرت بمشاركة التقدير معها، شعرت بعدم الرضى. وهكذا، وببساطة، لم أسمح للأخت وانغ أن تشارك في مهامي. في ذلك الوقت، لم أراجع نفسي حتى جاء أحد الأيام حينما أخبرتني إحدى الأخوات أن الأخت وانغ لم تتحمل عبئًا في أداء واجبها وطلبت مني أن أقدم لها شركة. فكرت فجأة "هل عدم حمل الأخت وانغ أي عبءٍ له علاقة بي؟ أنا مشغولة جدًا كل يوم، وأنا أعرف أنها تملك الوقت، لكنني لم أكلفها بمهام جديدة، وهذا لا يدع لديها ما تفعله". أدركت قليلًا أن فعل ذلك ليس صحيحًا وأنني إذا أديت المهمة وحدي، فسوف أؤخر عمل الكنيسة في النهاية. لكن بعد ذلك فكرت أنه يمكنني تولي الأمر بمزيد من العمل الإضافي، فتركت الأمور على حالها. على الرغم من أني أدركت أن نيتي كانت خاطئة، لكنني لم أستطع نسيان الأمر، وكان ذلك مؤلمًا للغاية بالنسبة لي. لذا صليت إلى الله، طالبة منه أن يرشدني إلى ترك نواياي الخاطئة

في أحد الأيام، أثناء صلواتي، شاهدت فيديو قراءة لكلمة الله "على الرغم من أن القادة والعاملين لديهم شركاء، ولدى كلّ من يؤدّي أيّ واجب شريك، فإن أضداد المسيح يعتقدون أّنهم يتمتّعون بقدرات عالية وأنّهم أفضل من عامّة الناس، وبالتالي لا يستحق هؤلاء أن يكونوا شركاء لهم، وهم جميعًا أدنى منزلة منهم. ولهذا السبب يحبّ أضداد المسيح اتّخاذ القرارات المهمة ولا يحبّذون مناقشة الأمور مع الآخرين، ظنًا منهم أنّ قيامهم بذلك يجعلهم يبدون أغبياء وغير أكْفاء. أيّ نوع من وجهات النظر هذه يا ترى؟ وأي نوع من الشخصيات هذه؟ هل هذه شخصية متعجرفة؟ إنّهم يظنّون أنّ التعاون مع الآخرين، ومناقشة الأمور معهم، وطرح أسئلة عليهم والتماس أجوبة منهم، وطرح أسئلة عليهم، أمرٌ مخجل ومهين، أمر يمسّ كبريائهم. وهكذا، وبُغية صون عزّة نفسهم، لا يتركون للشفافية مكانًا في كافّة أفعالهم ولا يُطلعون الآخرين عليها، فضلًا عن مناقشتها معهم، إذ يرون في مناقشة المسائل مع الآخرين إظهارًا لعدم كفاءتهم، وفي استجداء آراء الآخرين دومًا دليلاً على غبائهم وعلى عجزهم عن التفكير من تلقاء أنفسهم، وفي العمل مع الآخرين لإنجاز مهمّة أو تسوية مشكلة ما إظهارًا لعدم فائدتهم. ألا ينمّ ذلك عن عقليّتهم المتغطرسة والسخيفة؟ ألا ينمّ ذلك عن فساد شخصيتهم؟ إنّ غطرستهم وإيمانهم ببرّهم في عين أنفسهم واضحان كلّ الوضوح،؛ إذ فقدوا كلّ منطق بشري طبيعي، ويعانون من خلل في دماغهم، ويخالون دومًا أنّهم يتمتعون بقدرات، وأنّ بوسعهم إنهاء الأمور بأنفسهم، وأنهم لا يحتاجون إلى التنسيق مع الآخرين. وإنهم إذ يملكون هذه الشخصيات الفاسدة، يعجزون عن تحقيق تعاون منسّق مع الآخرين. فهم يعتقدون أنّ العمل مع الآخرين هو إضعاف وتفتيت لسلطتهم، وأنّ مشاطرته إيّاهم يؤدّي إلى اضمحلال هذه السلطة وإلى عجزهم عن تقرير كلّ المسائل من تلقاء أنفسهم، ما يعني افتقارهم إلى السلطة الحقيقية، وهذه خسارة فادحة بالنسبة إليهم. وهكذا، وبصرف النظر عمّا يحدث لهم، إن رأوا أنّهم يفهمون ويعرفون كيفية التعامل معه فلن يعمدوا إلى مناقشته مع أي شخص آخر، وسيرغبون في إبقائه تحت سيطرتهم. كما يفضّلون ارتكاب الأخطاء على إطلاع الآخرين على ما يفعلونه، والوقوع في الخطأ على تقاسم السلطة مع أشخاص آخرين، وكذلك الطرد على السماح للآخرين بالتدخّل في عملهم. هذه هي صفات أضداد المسيح الذين يفضّلون الإضرار بمصالح بيت الله ويفضّلون الرهان على مصالح هذا البيت على تقاسم سلطتهم مع أي شخص آخر. إنّهم يظنّون أنّهم عندما يقومون بعمل ما أو يعالجون إحدى المسائل، ما داموا يفهمون بعض التعاليم، ويستطيعون القيام بهذه الأعمال من تلقاء أنفسهم، لا يحتاجون إلى التعاون مع أي شخص آخر، إذ يرون أنّ عليهم تنفيذ هذه الأعمال وإنجازها بمفردهم وأن ذلك وحده يجعلهم أكْفاء. فهل هذا الرأي صحيح؟ إنّهم لا يعرفون أنّهم في حال إخلالهم بالمبادئ، لا يؤدّون واجباتهم، وهكذا يعجزون عن تنفيذ تفويض الله، وبالكاد يؤدون خدمة. فعوضًا عن بحثهم عن مبادئ الحقيقة لدى تأديتهم واجباتهم، يمارسون سلطتهم تبعًا لأفكارهم ونواياهم، ويتباهون متفاخرين بأنفسهم. وبصرف النظر عن هويّة شريكهم أو طبيعة عملهم، فإنهم لا يرغبون أبدًا في مناقشة المسائل، إنّما يبغون دومًا التصرّف من تلقاء أنفسهم، وأن تكون لهم دومًا الكلمة الأخيرة. من الواضح أنّهم يتلاعبون بالسلطة، ويستخدمونها لإنجاز الأمور؛ إذ يحب جميع أضداد المسيح السلطة وعندما يشغلون مركزًا مرموقًا، يريدون المزيد من السلطة. وعندما يمتلكونها، يميلون إلى التباهي والتفاخر بأنفسهم والتميّز عن الآخرين. وبالتالي، يركّز أعداء المسيح انتباههم على السلطة والمكانة ولن يتخلّوا عنهما أبدًا" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). في كلمة الله، رأيت أن أضداد المسيح لديهم شخصية مغرورة جدًا ولا يتعاونون مع أحد. يظنون أنهم إذا شاركوا العمل مع الآخرين، فسيبدون عديمي الكفاءة، و سيتوزع النفوذ، ولن يعجب بهم الآخرون. فسيفضلون ترك عمل الكنيسة يتضرر على أن يشاركوا العمل مع الآخرين. راجعت نفسي وأدركت أنني أفعل الشيء نفسه. لم أرد أن تشارك الأخت وانغ في عملي. لأنني خفت أن تجعلني مشاركتها أبدو عديمة الكفاءة وتتأذى صورتي. فعملت وحدي. نتيجة لذلك، كنت منهكة، وتأخر العمل. كنت فعلًا مغرورة للغاية وغير عقلانية. مهما وُجِد من عملٍ في بيت الله، لا أحد يمكنه أن يؤديه بمفرده. الجميع يحتاج إلى شركاء ومساعدة، والأخوة والأخوات يحتاجون إلى العمل معًا بقلبٍ واحد لإكمال العمل، لأنه ما من أحدٍ كامل. مهما كانت مقدراتهم، أو مهما كانت عطاياهم ومواهبهم، الجميع لديه عيوب ونواقص، ونحتاج إلى أن نتعلم أن نتخلى عن ذواتنا ونتعاون مع شركائنا لأداء واجباتنا بشكل جيد وإكمال إرسالية الله. لكني كنت مغرورة ومتغطرسة. كنت طموحة بشدة في واجبي، وأردت كل التقدير، وأردت أن يعجب بي الآخرون. فلم أتشارك مع أحد. فضلت أن أؤخر عمل الكنيسة على السماح للناس بالمشاركة أو التدخل في عملي. بأداء واجبي بهذه الطريقة، لم أكن أزيد الأعمال الصالحة، بل كنت أفعل الشر. عندما أدركت هذا، شعرت بحزن شديد، فتوجهت لله وصلّيت: "يا إلهي، أرى أني مغرورة بشدة، وأني أفتقد كل إنسانية وعقل. أرجو أن أتوب. أرجوك أرشدني لمعرفة ذاتي".

في أحد الأيام كنت أبحث عن مقاطع من كلام الله مرتبطة بحالتي، ووجدت هذا المقطع، "ماذا على المرء أن يفعل ليؤدي واجبه على نحو جيد؟ على المرء أن يؤديه من صميم قلبه عن طيب خاطر وبكامل طاقته. إن أداءه من صميم قلبه وبكامل طاقته يعني تركيز كل أفكاره على أداء واجبه، وعدم ترك أمور أخرى تشغله، ثم ممارسة الطاقة التي يتمتع بها، وبذل كامل قوته، وجعل قدراته ومواهبه ومواطن قوته والأشياء التي فهمها تؤثر في المهمة. إذا كنت متفهمًا ومتقبلًا ولديك فكرة جيدة، فعليك أن تتواصل مع الآخرين بشأنها. هذا هو معنى التعاون بانسجام. هذه الكيفية التي ستؤدي بها واجبك بشكل جيد، وتحقق أداءً مُرضيًا لواجبك. وإذا كنت ترغب دومًا في حمل العبء بكامله والاضطلاع بكل شيء بنفسك، بحيث تُبرز نفسك على حساب الآخرين، فهل تكون مؤديًا لواجبك؟ ما تفعله يسمى استبدادًا، وهو من قبيل التظاهر. إنه تصرف شيطاني، وليس أداءً لواجب. لا أحد، مهما تكن مواطن قوته أو مواهبه أومَلَكاته الخاصة، يستطيع أن يستأثر بالعمل وحده، بل لا بد أن يتعلم التعاون في تناغم إن كان له أن يتقن عمل الكنيسة. ولهذا يعدّ التعاون المنسّق مبدأً لممارسة أداء واجب المرء. ما دمت تستخدم كل قلبك وطاقتك وإخلاصك، وتقدم كل ما يمكنك فعله، فأنت تؤدي واجبك جيدًا. إن كانت لديك أي خاطرة أو فكرة، فأخبر عنها غيرك، لا تحتفظ بها لنفسك أو تُخفِها، ولكن أيضًا لا تتقاعس عن الإصغاء لآراء الآخرين. من كانت فكرته صائبة فينبغي قبولها وإطاعتها أيًّا كان صاحبها. افعل هذا، وستكون قد حققت التعاون بانسجام. هذا هو معنى أداء واجب المرء بأمانة. لا ينبغي في أدائك واجبك أن تضطلع بكل شيء بنفسك، كما لا ينبغي أن تستنزف طاقتك، أو أن تكون بمثابة "الزهرة الوحيدة التي تتفتح" أو مثل سياسي متفرد، بل يتعين عليك أن تتعلم كيف تتعاون في انسجام، وأن تفعل كل ما في وسعك، لأداء مسؤولياتك وبذل قصارى جهدك. ذلك هو معنى أداء واجبك. أداء واجبك يعني التلويح باستخدام كل القوة والضوء اللذين تتمتع بهما من أجل تحقيق نتيجة ما. يعدّ ذلك كافيًا. لا تحاول دائمًا التباهي و التصريح بالعبارات الطنانة، ولا تكن على النقيض من الآخرين. لِيَزدَدْ تركيزك على الاستماع إلى مقترحات الآخرين واكتشاف مواطن القوة فيها. وبهذه الطريقة، يغدو التعاون في انسجام أمرًا سهلًا. إنْ حاولت دومًا التباهي، وأن يكون لك القول الفصل، فأنت لا تتعاون في انسجام. ما ذا تفعل يا تُرَى؟ أنت تُحدِث اضطرابًا وتُضِرّ بالآخرين، إنّ إحداث الاضطراب والإضرار بالغير هو بمثابة لعب دور الشيطان، وليس أداءً للواجب. إن كنت دائمًا تفعل أشياءَ تسبب الاضطراب وتقلل من شأن الآخرين، فلن يتذكرك الله إذًا، مهما يكن مقدار الجهد الذي تبذله أو العناية التي تبديها" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). عندما تأملت في كلمة الله، شعرت بالخجل. كشفت كلمة الله حالتي. لكي أستعرض وأثبت نفسي، ويتطلع إلي الآخرون، أردت أن أتولى أعمال الفيديو بمفردي، دون السماح للأخت وانغ بالمشاركة. شعرت أن تدخل الأخت وانغ سيسحب مني التقدير. بهذه الطريقة، لا أحد سيعجب بي، ولن يكون لدي ما يكفي لأستعرض نفسي. فكرت أنني قد أخسر بهذا الشكل. على الرغم من معرفتي بأن كم العمل كبير، وأنني سأتسبب بالتأخيرات إذا عملت لوحدي، وأنه إذا تدخلت الأخت وانغ، سيتم العمل أسرع والنتائج ستكون أفضل، وعلى الرغم أني أعرف أن معظم العمل في الفريق كان بين يدي، كانت أختي معظم الوقت متفرغة وليس لديها عمل، وتأثر وضعها. مع ذلك لم أرد السماح لها بمشاركة العبء معي. أردت القيام بالعمل بنفسي ليس فقط لأجعل مساهمتي مهمة، بل لأثبت أن لدي مهارات تقنية ومهنية جيدة. رأيت أن ما كنت أفكر به طول الوقت كان صورتي ومكانتي. لم آخد بعين الاعتبار أبدًا عمل الكنيسة، ولم أهتم بمشاعر أختي. لم يكن لدي ضمير أو إنسانية فعلًا! في الظاهر، استيقظت باكرًا وعملت بجد كل يوم، كما لو أنني قادرة على حمل العبء، والمعاناة، ودفع الثمن، لكن في الحقيقة، كنت ألتفت إلى مساعٍ شخصية وإلى إرضاء طموحي ورغباتي. لم أكن أتمم واجباتي كمخلوق أبدًا. كنت أعطّل عمل الكنيسة تحت غطاء أداء واجبي، وكنت أرتكب الشر. وكنت أسير في درب أضداد المسيح.

لاحقًا، رأيت مقطعين إضافيين من كلام الله. "عندما يطلب الله أن يتقن الناس أداء واجبهم، فإنه لا يطلب منهم تنفيذ عدد معين من المهام، أو إنجاز أي مساعٍ عظيمة، ولا أداء أي التزامات كبرى. ما يريده الله هو أن يتمكَّن الناس من فعل كلّ ما بإمكانهم بطريقة واقعية والعيش بحسب كلامه. لا يحتاج الله منك أن تكون عظيمًا أو نبيلًا، ولا يريدك أن تصنع أيَّة معجزاتٍ، ولا يريد أن يرى أيَّة مفاجآتٍ سارَّة فيك. إنه ليس بحاجةٍ إلى مثل هذه الأشياء. كل ما يحتاج إليه الله هو أن تمارس بثبات وفقًا لكلامه. عندما تستمع إلى كلام الله، افعل ما فهمته، ونفِّذ ما استوعبته، وتذكَّر ما سمعته، وبعد ذلك، عندما يحين الوقت المناسب للممارسة، مارس بحسب كلام الله، حتى يصبح كلام الله حياتك ووقائعك وما تعيشه. وهكذا، يكون الله راضيًا. إنك دائمًا ما تسعى إلى العظمة والنُبل والمكانة ودائمًا ما تبحث عن التمجيد. فكيف يشعر الله عندما يرى ذلك؟ إنه يمقته وسيكون بمنأى عنك. كلَّما سعيت وراء أشياء مثل العظمة والنُبل والتفوُّق على الآخرين والتميُّز والبروز والجدارة بالاهتمام، وجدك الله أكثر مدعاةً للنفور. إذا لم تتأمل في نفسك وتتوب، فسيحتقرك الله وينبذك. احرص على ألا تكون شخصًا يعده الله مقززًا؛ بل كن شخصًا يحبه الله. فكيف إذًا يمكن للمرء أن ينال محبة الله؟ من خلال قبول الحق بطاعة، والوقوف في موضع المخلوق، مثبتًا قدميه على الأرض، مؤديً عمله كما يجب، محاولاً أن يكون شخصًا أمينًا، ومن خلال العيش على شبه إنسان حقيقي. هذا كافٍ. سيكون الله راضيًا. يجب على الناس التأكد من عدم التمسك بالطموح أو أن تراودهم أحلام تافهة، ولا السعي إلى الشهرة والمكاسب والمكانة أو التميز عن الآخرين. إضافة إلى ذلك، يجب ألا يحاولوا أن يصيروا عظماء أو بشر خارقين ، يتعالون على الناس ويجعلوا الآخرين يعبدونهم. تلك هي رغبة البشرية الفاسدة، وهي طريق الشيطان. الله لا يخلّص مثل هؤلاء الناس. إذا استمر الناس في السعي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة دون توانٍ ورفضوا التوبة، فلا علاج لهم، ولا يوجد سوى نتيجة واحدة لهم: أن يُطرَحوا خارجًا" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). "ما المعيار الذي يُحْكَمُ به على أفعال الشخص على أنها أفعالٌ خيِّرةٌ أو شرِّيرة؟ يعتمد ذلك على ما إذا كانوا في أفكارهم وتعبيراتهم وأفعالهم يملكون شهادة وضع الحقّ موضع التنفيذ وعيشِ واقعِ الحقّ. إذا لم يكن لديك هذا الواقع أو لم تَعِشْهُ، فأنت إذًا شرِّيرٌ بلا شكٍّ. كيف ينظر الله إلى الأشرار؟ إن أفكارك وأفعالك الظاهرية لا تحمل شهادة لله، كما أنها لا تخزي الشيطان أو تهزمه، وبدلًا من ذلك فإنها تُخجِل الله، وهي مملوءة بالعلامات التي تُخزي الله. أنت لا تشهد لله ولا تبذل نفسك من أجله، ولا تفي بمسؤولياتك وواجباتك تجاه الله، وبدلًا من ذلك، تتصرف من أجل مصلحتك. ماذا تعني جملة "من أجل مصلحتك"؟ لأكون دقيقًا، إنها تعني من أجل الشيطان. لذلك، سيقول الله في النهاية: "ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" أنت في عينَي الله لم تعمل أعمالًا حسنة، وإنما تحوَّل سلوكك إلى الشر. ولن يفشل ذلك في نيل استحسان الله فحسب، بل سيُدان. ماذا يسعى من له مثل هذا الإيمان بالله لربحه؟ ألن يكون هذا الإيمان في النهاية هباءً؟" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). من كلمات الله، فهمت مشيئته. في الحقيقة، متطلبات الله من الإنسان بسيطة. الله لا يريد من الناس فعل أشياء عظيمة أو الكثير من الأعمال الخارقة. والله لا يسألنا أن نكون استثنائيين أو عظيمين. الله يريد منا فقط أن نتصرف كمخلوق، ونسعى إلى الحق بطريقة بسيطة، ونؤدي واجباتنا بأفضل ما يمكننا، ونحيا بكلمة الله. أدركت أيضًا أن الله يقيّم إذا كنا مؤهلين لتأدية واجباتنا ليس اعتمادًا على قدر ما أنجزناه أو حجم مساهمتنا، بل إذا ما كان دافعنا ومنطلقنا لفعل الأشياء مراعيًا لمشيئة الله، وإذا ما كنا نبذل قصارى جهدنا. فقط حين تكون دوافعنا صحيحة ونسير في الطريق الحق، يكون في واجبنا شهادة. عندما يؤدي الناس واجبهم فقط لتلبية طموحاتهم ورغباتهم الخاصة، مهما كان الجهد الذي يبذلونه وكم يساهمون، في النهاية، سيكونون مبغوضين ومنبوذين من الله. أدركت أني أردت دائمًا الاحتفاظ بكل التقدير عند القيام بواجبي. جعلتني شخصيتي المغرورة أرغب أن أقوم بكل العمل ولا أتعاون مع شريكتي. عملت بجدٍّ وأرهقت نفسي لأجعل الآخرين يقدرونني. لم يكن جهد من جهودي لإرضاء الله، كان كله لإرضاء رغباتي وطموحاتي الشخصية. على الرغم أني كنت مشغولة، وعانيت كثيرًا، وأنجزت بعض الأشياء، وكسبت إعجاب واستحسان الآخرين، ماذا كان الهدف؟ لم يعنِ أي من هذا أنني أديت واجبي بطريقة مؤهلة، ولم يعنِ هذا أنني نلت رضى الله. في النهاية، لأنني اخترت الطريق الخطأ، وتصرفت وفق شخصيتي الشيطانية، وعطّلت عمل الكنيسة، كان الله سيرفضني وينبذني. فكرت أيضًا أن التعاون مع الأخت وانغ سيعوض تقصيري في واجبي. ركزت هي على التعلم، وكانت راغبة في الدراسة، وتطورت مهاراتها بسرعة، أما أنا فلم أفعل ذلك، واعتمدت في الغالب على خبرتي. على الرغم أني كنت أقوم بهذا الواجب منذ فترة طويلة، لم تتحسن مهاراتي كثيرًا. علاوة على ذلك، أفكار المرء تبقى محدودة دائمًا، وليست مثالية. الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي يستطيعون التخلي عن ذواتهم في واجبهم، ولديهم الرغبة بالتعاون مع الآخرين لأداء واجباتهم بشكل جيد. هذا هو العقل الذي يجب أن نتحلى به، وهكذا يجب أن نمارس. لكني كنت مغرورة، ومتعالية، ورغبت بمكانة عليا. لم أرد أن أتخلى عن نواياي وأتعاون مع أختي. هذه الأشياء أثرت في سير العمل ونتائجه. لو تعاونت معها من قبل، وساعدنا بعضنا بعضًا، لأصبحت نتائج العمل وسيره أفضل بكثير مما هي عليه. كلما راجعت نفسي، رأيت أكثر أنني مغرورة للغاية وفاقدة للإنسانية، وكرهت نفسي أكثر وشعرت بالندم على أفعالي. لم أرد أن أؤدي واجبي بهذه النوايا. توجّهت إلى الله وصلّيت، "ربي، إني أؤدي واجبي دائمًا بطموح، وأفعل الأشياء لشهرة شخصية ونيل مكانة. لا أريد السعي وراء هذه الأشياء بعد الآن. أريد أن أتوب، وأترك نواياي الخاطئة، وأعمل بتناغم مع أختي لأداء واجبي بشكل جيد".

أثناء تعبدي في الصباح التالي، قرأت كلمات الله هذه: "يمكن لأولئك القادرين على وضع الحقّ موضع التنفيذ أن يقبلوا تمحيص الله عند قيامهم بأعمال. عندما تقبل تمحيص الله، يكون قلبك منضبطًا على الوضع الصحيح. إذا كنت دائمًا تفعل الأشياء كي يراها الآخرون وحسب، وتريد دومًا أن تكسب ثناء الآخرين وإعجابهم، بَيْدَ أنك لا تقبل تمحيص الله، فهل لا يزال الله يسكن في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس لا يوقّرون الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في تقديرك لذاتك أو سُمعتك أو وضعك. ولا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل الكنيسة. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. إذا كانت مقدرتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو إن لم تكن تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. في كل ما تفعله، أنت لا تشبع رغباتك الأنانية أو تفضيلاتك الخاصة. وبدلاً من ذلك، تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل الكنيسة ومصالح بيت الله. وعلى الرغم من أنك قد لا تؤدي واجبك بمهارة، فقد تم إصلاح قلبك؛ إذا كنت ـ بالإضافة إلى ذلك ـ تستطيع البحث عن الحق لحل المشاكل في واجبك، فستؤدي واجبك بالمستوى المنشود وستكون قادرًا على الدخول في واقع الحق. ويُعد هذا أداءً للشهادة" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). بعد التأمل في كلمات الله، وجدت طريقًا للممارسة. لأداء واجبٍ ما، يجب عليك أن تتخلى عن مصالحك وتأخذ بعين الاعتبار مصالح الكنيسة. بغض النظر عما إذا تضررت صورتك أو مكانتك، ما يهم هو حماية عمل الكنيسة وإتمام واجبك. بعد أن فهمت مشيئة الله، أصبح لديّ حافز لممارسة الحق. ولم أعد أكترث بما سيفكر الآخرون به تجاهي. فكرت فقط بكيفية إتمام واجبي بشكل جيد وإرضاء الله. لذا تقاسمت بعض مهامي مع الأخت وانغ ووافقت بسرعة. وسرعان ما انعكس وضع الأخت وانغ، لم تعد متفرغة كما من قبل، ونجحنا في إتمام كل العمل المتراكم. بعد ذلك شعرت براحة كبيرة. وأدركت حقًا كم هو جيد أن أمارس الحق وأتعاون بتناغم في واجبي.

وبعد فترة، كُلفنا بمهمة جديدة. في ذلك الوقت، فكرت بشكل لا إرادي، "إذا قمت بها وحدي، لن أحتاج إلى مشاركة التقدير. بفضل قدراتي، أستطيع العمل وحدي. لا أحتاج إلى إشراك الأخت وانغ. سأبدو عديمة الكفاءة إذا شاركت في هذه المهمة كذلك. سيضحك عليّ جميع إخوتي وأخواتي". وعندما فكرت في ذلك، أردت أن أتولاها بمفردي. في تلك اللحظة، أدركت أن نواياي خاطئة. كنت لا أزال أتصرف لخدمة مصالحي الشخصية. تذكرت كلمات الله، "إن كنت ما زلت تركز في قلبك على المكانة والجاه، وما زلت منشغلًا بالتباهي وكسب إعجاب الآخرين، فأنت إذًا امرؤٌ لا يسعى إلى الحق، بل إنك تسلك الطريق الخطأ. ما تسعى إليه ليس هو الحق، ولا هو الحياة، بل هو الأمور التي تهواها، وهي المكانة والجاه؛ وفي هذه الحالة، لن يمتّ أي شيء تفعله إلى الحق، بل سيُعتبر عملًا شريرًا وقيامًا بالخدمة" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، لا يدل السلوك الحسن على تغير الشخصية). كلمة الله أيقظتني. أقوم دائمًا بأشياء أنانية بشكل لا إرادي. أنا فعلًا شخص حقير وأناني. كرهت نفسي لأنني فاسدة جدًا، وتمنيت أن أتخلى عن نواياي الخاطئة وأمارس الحق. فطلبت من الأخت وانغ أن تشارك معي في المهمة الجديدة. منذ ذلك الحين، عندما يأتي وقت توزيع المهمات، أستشير الأخت وانغ دائمًا وأطلب رأيها، وعندما أريد أخذ كل العمل للحصول على كل التقدير، أتخلى عن ذاتي بوعي، وبناءً على متطلبات الواجب، أكلف الأخت وانغ بالمهمات. التصرف بهذا الشكل أشعرني بالسلام والراحة.

جعلتني هذه التجربة أدرك طموحي المغرور وشخصيتي الشيطانية. وجعلتني أدرك أيضًا أن التعاون المتناغم هو مفتاح إتمام العمل بشكل جيد. من المستحيل ببساطة أن تؤدي الواجب وحيدًا بشكل جيد. فقط بالتعاون المتناغم يمكننا الحصول على بركات الله وإرشاد الروح القدس.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تأملات بعد مرضي خلال الجائحة

بعد قبولي إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة بفترة وجيزة، تعلمت من كلام الله أنه حين ينتهي الله من عمله في الأيام الأخيرة، ستحل علينا...

اترك رد