الشهادة لله هي حقًا القيام بواجب

2022 سبتمبر 8

لقد شاهدت مؤخرًا بعض مقاطع الفيديو لشهادات اختبارات المؤمنين الجدد، وقد تأثرت كثيرًا. على الرغم من إيمانهم منذ سنتين أو ثلاث سنوات، كان بوسعهم مشاركة اختباراتهم وشهاداتهم. شعرت بالخجل الشديد، وبدأت أفكر في سبب إيماني لسنوات عديدة، وبرغم ذلك عدم استطاعتي الشهادة لله. وذات يوم، صادفت مقطعًا من كلام الله: "ما اختبرتموه ورأيتموه يتجاوز ما اختبره الأنبياء والقديسون من جميع العصور ورأوه، ولكن هل أنتم قادرون على تقديم شهادةٍ أعظم من كلمات أولئك الأنبياء والقديسين الأسبقين؟ ما أُنعِم به عليكم الآن يتجاوز ما أنعمت به على موسى ويفوق ما ناله داود، ولذلك بالمثل أطلب أن تتجاوز شهادتكم شهادة موسى وأن تكون كلماتكم أعظم من كلمات داود. أعطيتكم مئة ضعف، لذلك أطلب منكم أن تردّوا لي بالمثل. يحب أن تعرفوا أنني مَنْ أنعم على البشرية بالحياة، وأنتم مَن تنالون الحياة مني ويجب أن تشهدوا لي. هذا واجبكم، الذي أوكلت به لكم، وهذا ما يجب أن تفعلوه من أجلي. لقد منحتكم كل مجدي، وأنعمت عليكم بالحياة التي لم ينلها أبدًا الشعب المختار، أي بنو إسرائيل. بالحق، يجب أن تحملوا شهادةً لي، وتكرّسوا ليّ شبابكم وتتخلّوا عن حياتكم. كل مَن أُنعِم عليه بمجدي ينبغي أن يشهد لي ويقدِّم حياته من أجلي، فهذا قد تعيَّن مسبقًا منذ زمن طويل من قبلي. من حسن الحظ أنني أُنعِم عليكم بمجدي، وواجبكم هو الشهادة عن مجدي. إن كنتم لا تؤمنون بي إلا لكي يحالفكم الحظ، لما كان لعملي سوى أهمية قليلة، ولما كنتم ستتممون واجبكم. ... ما نلتموه ليس مجرَّد حقي وطريقي وحياتي، بل رؤية وإعلان أعظم من رؤية يوحنا وإعلانه. لقد فهمتم الكثير من الأسرار ورأيتم أيضًا وجهي الحقيقي؛ لقد قبلتم المزيد من دينونتي وعرفتم المزيد عن شخصيتي البارَّة. لذلك، فمع أنكم وُلِدتُم في الأيام الأخيرة، لا يزال فهمكم هو نفس فَهْم الأولين في الماضي؛ لقد اختبرتم أيضًا ما هو للحاضر، وكل هذا حققتهأنا. ما أطلبه منكم ليس غير معقول، لأني أعطيتكم الكثير وقد رأيتم مني الكثير. لذلك أسألكم أن تشهدوا لي أمام القديسين من كل العصور، وهذه هي شهوة قلبي الوحيدة" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ماذا تعرف عن الإيمان؟). بعد قراءة كلمة الله، كنت متحمسة للغاية، لكنني شعرت أيضًا بالذنب. كنت متحمسة لكوني محظوظة بما يكفي لاختبار عمل الله والتمتع بتزويد كلام الله، لكنني شعرت بالذنب لأنني كنت أؤمن بالله منذ سنوات عديدة وأتمتع بالكثير من نعمة الله، ولكن لم أشهد لله. اعتقدت أنه في الأيام الأخيرة، منحنا الله العديد من الحقائق مجانًا، ولكن لأننا لا نسعى وراء الحق، وقدرتنا على الفهم ضعيفة، يقيم الله شركة معنا في كل جوانب الحق بالتفصيل، ويعطينا أمثلة وقياسات، ويشرحها لنا من الألف إلى الياء للتأكد من أننا نفهمها. يستهدف الله شخصياتنا الفاسدة ويعبر عن أقوال لإدانتنا وكشفنا، كما يذكرنا ويحثنا ويشجعنا ويريحنا. لقد بذل الله الكثير من الجهد ودفع مقابلنا هذا الثمن، وهو يفعل ذلك لأنه يريدنا أن نفهم الحق ونعرفه، ونتخلص من شخصيتنا الفاسدة ونتوب بصدق ونتغير. هذه هي الشهادة التي يريدها الله. لقد مر 30 عامًا منذ أن بدأ عمله. لقد قام بالكثير من العمل وعبر عن الكثير من الحق، ويريد أن يرى الشهادة فينا. حتى لو كانت ضحلة، فإنه يقبلها ما إذا كانت حقيقية. يأمل الله أن نتمكن من مشاركة اختبارنا ومعرفتنا بعمله وكتابة مقالات الشهادة لأن هذه هي ثمرة عمل الله وتجسيد لجهوده. يقدر الله هذه الشهادة بشكل خاص. هذه الشهادة هي أكثر ما يرضي الله ويعزيه. ثم فكرت في نفسي. على الرغم من أنني تلقيت الكثير من الله، لم أجرؤ على التفكير في جوانب الحق التي فهمتها وأي واقع حق الذي دخلته، لأنني فقط فهمت الكثير من كلمة الله من جهة التعليم، لكن لم أفكر في ذلك أو أختبره بجدية. لذلك، عندما يتعلق الأمر بالشهادة لله وكتابة مقالات الشهادة، شعرت بالخوف والخجل، ولم أبذل سوى القليل من الجهد في هذا الصدد. أفكر في الطريقة التي كنت أؤمن بها لسنوات، ولكن لم أستطع الكتابة عن اختباري، ولم يكن لديّ شهادة، مما جعلني حزينة جدًا.

ذات مرة، سألتني أخت ما إذا كنت أرغب في ممارسة كتابة شهادات الاختبارات. وافقت في ذلك الوقت، لكنني لم أكتب أي شيء. كنت أحيانًا أكتب قليلاً وأضعه جانبًا، ومن ثم لم أنته من كتابة أي مقال. في الواقع، لم أتحمل مسؤولية الكثير من العمل، لكنني شعرت دائمًا أنني مشغولة جدًا لدرجة أنه لم يكن لديّ وقت للكتابة. وهكذا كنت أؤجل كتابة المقالات يومًا بعد يوم. لاحقًا، أعددت جدولًا للكتابة، لكن عندما حان الوقت، كنت لا أزال مشغولة بأشياء أخرى، لذلك لم أستطع تهدئة نفسي للكتابة. وجدت أسبابًا وأعذارًا مختلفة. كنت أقول أحيانًا إن تعليمي متواضع، أو أنني من ذوي المهارات المتدنية، لذا لا يمكنني الكتابة بشكل جيد. في أوقات أخرى قلت إنني مشغولة وليس لدي وقت، لذلك كنت سأفعل ذلك لاحقًا. في بعض الأحيان، شعرت أن كتابة المقالات لم تكن مهمة بشكل خاص، والأهم هو التعامل مع عملي اليومي، لأنني إذا أخرته، سأخضع للتهذيب والتعامل معي، أو إبعادي إن كان الأمر خطيرًا. لم ينتقدني أحد لعدم الكتابة. عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، أخذت كتابة المقالات بجدية أقل، ولم أعتبر كتابة مقالات الشهادة جزءًا مهمًا من واجبي. عندما تعلق الأمر بكتابة الشهادات، حوصرت في هذه الحالة العنيدة والمتمردة.

ذات يوم، قرأت مقطعًا من كلام الله، وتغيرت وجهة نظري قليلاً. تقول كلمات الله، "هل تعرف الآن حقًّا لماذا تؤمن بي؟ هل تعرف حقًّا هدف عملي وأهميته؟ هل تعرف حقًّا واجبك؟ هل تعرف حقًّا شهادتي؟ إن كنت تؤمن بي فحسب، ولكن لا يمكن أن تُرى فيك شهادتي ولا مجدي، فإني قد نبذتك منذ زمن طويل. وبالنسبة لمَن يعرفون كل شيء، هم مثل أشواك في عينيّ، وفي بيتي هم مجرّد حجارة عثرة. هم زوان يغربله عملي بالتمام، دون أدنى وظيفة ودون أي ثِقَل؛ لقد مقتّهم منذ أمد بعيد. وأما أولئك الذين بلا شهادة، فإن غضبي يحل عليهم، وعصاي لا تُخطئهم أبدًا. لقد سلَّمتهم منذ أمد بعيد في أيدي الشرير، ولن يحصلوا على أي من بركاتي. في ذلك اليوم، سيكون توبيخهم موجعًا أكثر من وجع النساء الجاهلات. إنني الآن لا أقوم إلا بالعمل الذي من واجبي أن أقوم به؛ سأجمع كل الحنطة في حُزَم جنبًا إلى جنبٍ مع أولئك الزوان. هذا هو عملي الآن. كل ذلك الزوان سيُطرح خارجًا في وقت غربلتي، وأما حبات الحنطة فتُجمع إلى المخزن، ويُطرح أولئك الزوان المُغربل في النار ليحترق ويصير رمادًا. عملي الآن هو مجرّد ربط كل البشر في حزم، أي، أن أُخضِعهم إخضاعًا كاملاً. ثم أبدأ في الغربلة لأكشف نهاية جميع البشر. ولذلك ينبغي عليك أن تعرف كيف تُرضيني الآن، وكيف عليك أن تتبع مسار الإيمان الصحيح في إيمانك بيّ. ما أطلبه هو ولاؤك وطاعتك الآن، ومحبتك وشهادتك الآن. حتى لو لم تكن تعرف في هذه اللحظة ما هي الشهادة أو ما هي المحبة، عليك أن تُسلِّمني نفسك بجملتك وتقدم لي الكنزين الوحيدين اللذين تمتلكهما: ولاؤك وطاعتك. ينبغي عليك أن تعرف أن شهادة غلبتي على تكمن في ولاء الإنسان وطاعته، ونفس الشيء ينطبق على شهادة إخضاعي الكامل للإنسان. إن واجب إيمانك بيّ هو أن تقدّم شهادةً عني، وأن تكون مخلصًا لي، ولا شيء آخر، وأن تكون مطيعًا حتى النهاية" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ماذا تعرف عن الإيمان؟). ذكر المقطع بوضوح أن المؤمنين بالله يجب أن يشهدوا لله وأن هذا واجب الشخص. عندما لا يستطيع المؤمنون بالله أن يشهدوا، يصبحون هدفاً لكراهية الله. هذا السطر من كلام الله على وجه الخصوص، "إن كنت تؤمن بي فحسب، ولكن لا يمكن أن تُرى فيك شهادتي ولا مجدي، فإني قد نبذتك منذ زمن طويل". "وبالنسبة لمَن يعرفون كل شيء، هم مثل أشواك في عينيّ، وفي بيتي هم مجرّد حجارة عثرة. هم زوان يغربله عملي بالتمام". "وأما أولئك الذين بلا شهادة، فإن غضبي يحل عليهم، وعصاي لا تُخطئهم أبدًا. لقد سلَّمتهم منذ أمد بعيد في أيدي الشرير، ولن يحصلوا على أي من بركاتي. في ذلك اليوم، سيكون توبيخهم موجعًا أكثر من وجع النساء الجاهلات". لقد شعرت بالغضب في كلام الله. بعد الإيمان بالله لسنوات عديدة واتباع الله حتى الوقت الحاضر، وبعد قراءة الكثير من كلام الله، والاستماع إلى عدد لا يحصى من العظات والشركة، والتعرض للتهذيب والتعامل والنكسات والفشل، واختبار استنارة الروح القدس وإرشاده وتأديبه، ما زلت لا أستطيع أن أشهد لله. كان لدي بعض الخبرة والمعرفة، لكنني لم أرغب في العمل على الكتابة. أمضيت اليوم كله في التعامل مع الأشياء الخارجية، ولكن لم أركز على السعي إلى الحق لعلاج شخصياتي الفاسدة، ولم أسع لإحراز تقدم في الحق. اكتسبت القليل من المعرفة والإنارة من تجربتي المعتادة لكنها غالبًا ما كانت أحادية الجانب ومتباينة وغير محددة. لم أتأمل أو أستوضح الأمر بحيث أتمكن من ربح فهم حقيقي، وبمرور الوقت، فقدت ما ربحته، ما أدى كذلك إلى كبت استنارة الروح القدس. تذكرت عندما كنت أمارس سقاية المؤمنين الجدد. لم أستطع حتى أن أقدم شركة جيدة عن الحق الخاص بالشهادة لعمل الله. كانت الأشياء التي شاركتها سطحية نسبيًا، ولم أستطع استيعاب النقاط الرئيسية. عندما بشرت بالإنجيل فيما بعد، لم أستطع كذلك فهم النقاط الرئيسية لتحليل المفاهيم الدينية أو مغالطات أضداد المسيح بشكل واضح أو مقنع. في كل جانب من جوانب الحق، كنت أفهم جزئيًا، ولم أستطع تقديم شركة واضحة. أثناء الشركة حول مشاكل دخول الحياة في الاجتماعات، في معظم الأوقات كنت أقنع الناس فقط باستخدام القوالب المحفوظة السطحية، أو قدمت بعض النظريات الفارغة أو الفهم السطحي. لم أستطع حل المشكلات من الجذور، وكانت شهادتي عن الله غير فعالة. كان فهمي لأي جانب من جوانب الحق أجوفًا بشكل أساسي. كانت معظم شركتي مجرد حروف وتعاليم، وليست وقائع الحق. رأيت أنني أؤمن بالله ولكني لم أستطع أن أشهد لله. لم أبذل سوى القليل من الجهد والعمل، لكني لم أقبل دينونة وتوبيخ كلام الله، ولم يكن لدي أي شهادة لفهم الحق وتغيير شخصيتي الحياتية. فكرت كيف قال الله إن مثل هؤلاء الناس أشواك في عينه، وأحجار عثرة وزوان سينخله. لا يتلاشي غضب الله على هؤلاء الناس أبدًا. تركتني هذه الأفكار أشعر بالتعاسة. آمنت بالله منذ سنوات ولكنني لم أتعلم شيئًا. شعرت وكأنني عديمة الفائدة، ومدعاة تامة للإحراج، وأنني لا أستحق أن أقف في محضر الله. يكره الله هؤلاء الناس بشكل خاص، ولا يتسامح معهم، ويغضب منهم. على الرغم من تأدية هؤلاء الأشخاص لواجباتهم، وذلك لأنهم لا يسعون إلى الحق، ولا يمكنهم قبول عمل الروح القدس، وفي النهاية، لا يمكن أن يخلّصهم الله. دُحضت مفاهيمي تمامًا عندما نظرت إلى موقف الله تجاه هؤلاء الناس. كنت أعتقد أنني إذا قمت بالعمل الموكول إلي، ولم أرتكب شرًا، ولم أرتكب أخطاءً جسيمة في واجبي، ولم أرتكب تجاوزات كبيرة، وإذا لم أُطرد، فأصبحت آمنًا، وكان لدي أمل في الخلاص. الآن رأيت أن هذا لا يتوافق مع متطلبات الله. كانت مجرد مفاهيمي الخاصة وأمنياتي. الإيمان بالله ليس مجرد أداء واجبك بجد، والتقيد ببعض القواعد وعدم ارتكاب أي شر واضح. إذا آمنت بالله لسنوات عديدة وكنت لا تزال دون شهادة، ففي النهاية ستُقصى. فكرت في كلام الله، "إذا كنتَ غير قادر في يوم من الأيام على الشهادة لجميع ما رأيته اليوم، فستكون قد خسرت وظيفة الكائنات المخلوقة، ولن يكون هناك معنى أيًا كان لوجودك. لن تكون جديرًا بأن تكون إنسانًا. بل يمكن حتى القول إنك لن تكون إنسانًا! لقد أديتُ ما لا حصر له من العمل فيكم. لكن بما أنك في الوقت الحاضر لا تتعلم ولا تعرف شيئًا، وتعمل عبثًا، فعندما يحين الوقت لتوسيع عملي، فسوف تحدّق في ذهول، وينعقد لسانك، وتصير عديم الفائدة تمامًا. ألن يجعلك ذلك خاطئًا على الدوام؟ وعندما يحين ذلك الوقت، ألن تشعر بأشد الندم؟" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ما مدى فهمك لله؟). جعلني كلام الله أشعر بالخجل وفي الوقت ذاته بالقلق الشديد. شعرت أنني لا أستطيع الاستمرار على هذا المنوال. لاحقًا، بدأت في التركيز على كتابة مقالات الشهادة.

عندما بدأت الكتابة بالفعل، كان عقلي لا يزال متوقفًا. في البداية، لم أستطع تقويم خبرتي، ولم أكن أعرف من أين أبدأ، بالإضافة إلى أنه كان هناك عمل آخر كان أكثر إلحاحًا، لذلك عملت في أعمال أخرى. بعد ذلك، استخدمت المقدرة الضعيفة كذريعة. فكرت أنه يمكن للآخرين كتابة مقال شهادة كامل في نصف يوم، لكنني لا أستطيع ذلك دون بيئة هادئة ووقت كافٍ، لذلك توقفت مرة أخرى عن الكتابة. بدأت أتساءل عن هذا بعد ذلك. لماذا كنت سلبية للغاية بخصوص كتابة مقالات الشهادة؟ وافقت على الكتابة، لكنني لم أفعل شيئًا. ذات يوم، رأيت مقطعًا من كلام الله وربحت بعض الفهم لنفسي. يقول الله، "كيف يمكنك معرفة الشخصيَّة الشيطانيَّة وتمييزها؟ يجب على المرء أن يحكم من الأشياء التي يحبّ الشيطان عملها، وكذلك الأساليب والحيَل التي يستخدمها في عمل الأشياء. إنه لا يحبّ الأشياء الإيجابيَّة أبدًا، بل يحبّ الشرّ ويعتقد دائمًا أنه مُؤهَّلٌ وقادرٌ على التحكُّم في كلّ شيءٍ. هذه هي طبيعة الشيطان المُتكبِّرة. ولهذا السبب، فإن الشيطان ينكر الله ويقاومه ويعارضه بطريقةٍ مُتهوِّرة. إنه نموذج ومصدر جميع الأشياء السلبيَّة وجميع الأشياء الشرِّيرة. تتطلَّب القدرة على رؤية هذا الأمر بوضوحٍ أن يكون لديك تمييزٌ للشخصيات الشيطانيَّة. ليس من السهل على الناس قبول الحقّ وممارسته، لأن لديهم جميعًا شخصيَّات شيطانيَّة، ويعانون جميعًا من قيد شخصيَّاتهم الشيطانيَّة وعبوديَّتها. مثال ذلك، يدرك بعض الناس أنه من الجيِّد أن يكونوا صادقين ويشعرون بالحسد عندما يرون الآخرين قادرين على أن يكونوا صادقين ويقولون الحقّ ويتحدَّثون بأسلوبٍ منفتح، ومع ذلك إذا طلبت منهم أن يكونوا أناسًا صادقين فإنهم يجدون الأمر صعبًا. أليست هذه شخصيَّة شيطانيَّة؟ يقولون أشياء تبدو لطيفة، لكنهم لا يمارسون الحقّ. وهذا يُسمَّى سأم الحقّ. وأولئك الذين يشعرون بسأم الحقّ يجدون صعوبةً في قبول الحقّ وليست لديهم طريقة للدخول في وقائع الحقّ. الحالة الأكثر وضوحًا للناس الذين يشعرون بسأم الحقّ هي أنهم لا يهتمّون بالأشياء الإيجابيَّة، ويحبّون بشكلٍ خاص اتّباع الاتّجاهات الدنيويَّة. لا تقبل قلوبهم الأشياء التي يحبّها الله وما يطلبه الله من الناس. وبدلًا من ذلك، يكونون رافضين وغير مبالين، بل إن بعض الناس غالبًا ما يحتقرون المعايير والمبادئ التي يطلبها الله من الناس. ينفرون من الأشياء الإيجابيَّة، ودائمًا ما يرادوهم الشعور بالمقاومة والمواجهة والازدراء تجاهها. هذا هو المظهر الأساسيّ لسأم الحقّ. وفي حياة الكنيسة، فإن قراءة كلمة الله، والصلاة، وشركة الحقّ، وأداء الواجبات، وحلّ المشكلات بالحقّ جميعها أمورٌ إيجابيَّة. هذا أمرٌ واضح، لكن بعض الناس يشعرون بالاشمئزاز من هذه الأشياء الإيجابيَّة، ولا يهتمّون بها، ولا يبالون بها. والأمر الأكثر بغضةً هو أنهم يتَّخذون موقف الاحتقار تجاه الناس الإيجابيّين، مثل الناس الصادقين، وأولئك الذين يطلبون الحقّ، وأولئك الذين يُؤدِّون واجباتهم بأمانةٍ، وأولئك الذين يحافظون على عمل بيت الله. يحاولون دائمًا مهاجمة هؤلاء الناس واستبعادهم. وإذا اكتشفوا أن لديهم عيوبًا أو كشفوا عن الفساد، فإنهم لا يفعلون شيئًا سوى إحداث ضجَّةٍ كبيرة والتقليل من شأنهم. أيّ نوعٍ من الشخصيَّة هذه؟ لماذا يكرهون الناس الإيجابيّين كثيرًا؟ ولماذا يُغرَمون جدًّا بالناس الأشرار وغير المؤمنين وأضداد المسيح ويُؤيِّدونهم، ولماذا يتآمرون غالبًا مع مثل هؤلاء الناس؟ عندما يرتبط الأمر بالأشياء السلبيَّة والشرِّيرة يشعرون بالإثارة والبهجة، ولكن عندما يرتبط الأمر بالأشياء الإيجابيَّة، أي عندما يسمعون شركةً عن الحقّ أو يرون الحقّ مُستخدمًا لحلّ المشكلات، فإنهم يقاومون ويصبحون مستائين ويُعبِّرون عن شكاواهم. أليست هذه الشخصيَّة هي شخصيَّة سأم الحق؟ ألا يكشف هذا عن شخصيَّةٍ فاسدة؟ يوجد كثيرٌ من الناس ممَّن يؤمنون بالله ويحبّون العمل من أجل الله والنشاط بحماسةٍ ولديهم طاقةٌ متواصلة للخطب والأفعال غير المبالية وللتباهي بأنفسهم. ومع ذلك، عندما يُطلب منهم التصرف وفقًا لمبادئ الحقّ، فإنهم يفتقرون إلى الطاقة. وإذا طُلب منهم عدم التباهي، فإنهم يشعرون أنهم بلا مكانة، وأنه لا يوجد مجال لاستعراض طاقتهم المحمومة. جميع الناس يسعون لمصالحهم الخاصَّة. عندما يؤمنون بالله للمرَّة الأولى، يريدون جميعًا الأكاليل والمكافآت، ويكونون جميعًا على استعدادٍ لتحمُّل أيّ شيءٍ. لماذا يفعلون هذا؟ هذا كلّه من أجل البركات، وبمنتهى الصراحة، من أجل دخول ملكوت السماوات. فدُون منفعةٍ يمكن ربحها، يفقد الناس الدافع ويصابون بالاكتئاب ويفتقرون إلى الحماسة. وهذه الأشياء جميعها ناتجة عن شخصيَّةٍ فاسدة تشعر بالسأم من الحقّ. عندما تتحكَّم هذه الشخصيَّة في الناس، غالبًا ما لا يكون لديهم اتّجاه ولا يعرفون أيّ طريقٍ يختارونه. وغالبًا ما يفقدون طريقهم ودائمًا ما يسلكون المسار الخطأ. عندما لا يدرك الناس شخصيَّتهم فيما يخصّ سأم الحقّ، فإنهم لا يمكنهم قبول الحقّ وبالتالي لا يمكنهم بلوغ التغيير. لا يزالون يتبعون الجسد وشخصيَّتهم الشيطانيَّة الفاسدة. وهذا مضمونه أنهم ما زالوا يتبعون الشيطان، وأن كلّ ما يفعلونه هو في خدمة الشيطان، وأنهم عبيد الشيطان" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، الجزء الثالث). في السابق، لم أعمل بجد على كتابة المقالات، وشعرت بقليل من الذنب المؤقت بسبب ذلك. لم أر فيها مشكلة كبيرة. فقط من خلال إعلان كلمة الله رأيت أن هذا كان كرهًا للحق، نوعًا من الشخصية الشيطانية. تتطلب كتابة المقالات خبرة ومعرفة، ويستغرق التفكير فيها وقتًا. يجب علينا تهدئة أنفسنا، والتأمل في كلمة الله، والسعي إلى الحق، والتفكير في ذواتنا. لكن التعامل مع الأمور الخارجية، الأشياء التي نتمتع بالمهارة فيها، أمر سهل. لهذا السبب، عندما طُلب مني طلب الحق، والتأمل في كلمة الله، وكتابة مقالات، رفضت وقاومت في قلبي. علمت أن الله قد شارك كثيرًا حول كيفية الشهادة له، وكل إخوتي وأخواتي يمارسون كتابة شهادات الاختبارات، لكنني كنت غير مبالية، وحتى أنني قدمت الأعذار لتجنب ذلك. رأيت أنني كنت عنيدة بشكل خاص. قاومت واستاءت من الأشياء التي تنطوي على الحق، ولم أكن راغبة في العمل بجد. في الأشياء الخارجية، في العمل الذي لا يتعلق بجوهر الحق، كنت متحمسة وراغبة بشكل خاص. كانت هذه حقًا الشخصية الشيطانية للضجر من الحق. في الواقع، عملية كتابة مقال هي عملية بحث عن الحق. يمكن للبحث عن الحق لحل المشكلات أن يكشف بشكل أفضل موقف الناس تجاه الحق. على الرغم من أنني كنت أؤمن بالله منذ سنوات، وكان باستطاعتي أن أتخلى وأبذل قصارى جهدي لأداء واجبي، ويمكنني أن أتحدث بالكثير من الحروف والتعاليم، لم أكن مهتمة بالحق ولم أشتق له أو أعتز به، ولم يكن لدي طاعة حقيقية لله. ما زلت أعيش بشخصيتي الشيطانية وكنت لا أزال معادية لله. بمجرد التفكير في هذا الأمر، أدركت أن مشكلتي كانت خطيرة، بعد سنوات من الإيمان بالله، لم تتغير شخصيتي الحياتية على الإطلاق. لم يكن هناك تغيير حقيقي في موقفي تجاه الله والحق. ما زلت أنتمي إلى الشيطان، وأكره الحق وأقاوم الله. إذا استمر هذا، بغض النظر عن مدة إيماني أو مقدار الجهد الذي بذلته، لن أفهم الحق أبدًا أو أعالج شخصياتي الفاسدة. حتى لو آمنت حتى النهاية، فلن أخلص أبدًا بالكامل. في هذه اللحظة، شعرت بالخوف قليلاً، فصليت إلى الله حتى أتوب. "يا إلهي، أنا لا أحب الحق، بل أضجر منه. لقد استمتعت فقط ببذل الجهد والعمل في واجبي. الآن أرى كم أنا مثيرة للشفقة في إيماني. لا أريد الاستمرار بهذه الطريقة. أود أن أعود إليك، وأعمل بجد للسعي إلى الحق".

في وقت لاحق، ردًا على شكاوي من ضعف مستواى التعليمي وضعف مقدرتي، أرسلت لي أخت مقطعًا من كلام الله وجدته مفيدًا جدًا. يقول الله، "يجلب اختبار دينونة الله وتوبيخه مكاسب جديدة وخبرات حقيقية – ولذلك يجب أن تشهد لله. عند الشهادة لله، ينبغي أن تتكلموا أكثر بالأساس عن الكيفية التي يدين الله بها الناس ويوبخهم، وأي تجارب يستخدمها لتنقية الناس وتغيير شخصياتهم. وينبغي أن تتكلموا أيضًا عن حجم الفساد الذي كُشف في تجاربكم، وكم فعلتم لمقاومة الله، وكيف أخضعكم الله في نهاية الأمر، وأن تتحدثوا حول كم تملكون من معرفة حقيقية بعمل الله وكيف ينبغي لكم أن تشهدوا لله وأن تبادلوه محبته. ينبغي أن تضعوا معنى جوهريًا في هذا النوع من اللغة، وأنتم تصيغونها بشكل مبسّط. لا تتحدثوا عن نظريات فارغة. تكلموا بشكل أكثر واقعية، وتكلموا من القلب؛ هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تختبروا فيها. لا تسلحوا أنفسكم بالنظريات الفارغة التي تبدو عميقة لتتفاخروا بأنفسكم؛ فهذا يبديكم متكبرين وبلا عقل تمامًا. يجب أن تتكلموا أكثر عن أشياء حقيقية من تجربتكم الفعلية وتتكلموا أكثر من القلب، فهذا أكثر ما يفيد الآخرين وهو أكثر ما يناسبهم رؤيته. كنتم أكثر من يعارض الله، وأقل من يميل إلى الخضوع له، ولكن تم إخضاعكم اليوم، فلا تنسوا ذلك مطلقًا. يجب أن تمارسوا المزيد من التأمل والتفكير في هذه الأمور. وبمجرد أن يفهمها الناس بوضوح، سيعرفون كيف يقدمون الشهادة، وإلا فسيكونون عرضة لاقتراف أعمال مخزية وحمقاء، وهذا معناه عدم الشهادة لله بل التسبب بالخزي لله. لا يمكن الشهادة لله دون اختبارات وفهم واقعيين للحق؛ فالناس الذين يكون إيمانهم بالله مشوَّشًا ومرتبكًا لن يتمكنوا أبدًا من الشهادة لله" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). بعد قراءة كلام الله، فهمت. الشهادة الحقيقية عن الله هي الشهادة لكلام الله وعمله، ومشاركة اختبارك الخاص بدينونة كلمة الله وتوبيخها وتجربتها وتنقيتها، والشركة حول الفساد الذي تعرضه، ومشاركة المعرفة التي ربحتها عن نفسك من خلال ما تكشفه كلمة الله، وكيف وجدت الدخول، حتى يرى الآخرون شخصية الله البارة ويعرفوا عمل الله ومحبته. عند الشهادة لله، لا يهم مدى قدرة المرء على التحدث عن النظريات المتقدمة. كل ما يهم هو أن تتحدث بصدق وإخلاص. بمجرد أن أدركت ذلك، شعرت بقلبي أكثر إشراقًا. وينطبق الشيء نفسه على كتابة الشهادات. لا يهم مستواك التعليمي أو أسلوبك في الكتابة. المهم هو ما إذا كان بإمكانك بذل الجهد للسعي إلى الحق، سواء كنت تبحث عن الحق لعلاج فسادك ومشكلاتك، سواء كنت تختبر دينونة الله، وتحلل نفسك وتعرفها بناءً على كلمة الله، وترى بوضوح جوهر المشكلات، وتتب وتتغير بصدق. عندما تكون مسلحًا بهذه الأشياء، ستكون المقالات التي تكتبها جيدة. هذا لا علاقة له بمستوى تعليمك. كل ما عليك فعله هو كتابة هذه الأشياء العملية بلغة الحياة اليومية. تحتاج ببساطة إلى كتابة ما تعتقده وتفهمه. إذا كتبت فهمك ومشاعرك الحقيقيين بتعبيراتك الخاصة، وكل ما يمكن أن يفيد الآخرين، سيكون لديك شهادة. في الماضي، كنت أعتقد دائمًا أنني أتلقى تعليمًا منخفضًا ومقدرتي قليلة، واستخدمت هذا كعذر لعدم كتابة مقالات الشهادة، كما لو أن كتابتها تتطلب مستوى عالٍ من المعرفة، لكني الآن أرى أن وجهة النظر هذه كانت خاطئة. ما كان يجب أن أعيش في هذه الحالة. كان يجب أن أركز على السعي إلى الحق وممارسة كلام الله واختباره وكتابة مقالات عما اختبرته وربحته لأشهد لله. كان هذا واجبي.

لاحقًا، في أحد الاجتماعات، رأيت مقطعًا من كلام الله، مما ساعدني على تحمل العبء في السعي إلى الحق وكتابة مقالات الشهادة. تقول كلمات الله، "ما سبب ظهور فئة الناس القادة والعاملين وكيف ظهروا؟ على مقياس كبير، يتطلّبهم عمل الله؛ على مقياس أصغر، يتطلّبهم عمل الكنيسة ويتطلّبهم شعب الله المختار. ... الفرق بين القادة والعاملين وبين بقية مختاري الله هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوراهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأعضاء؟ يقود كل المختارين في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فسيتبع مختارو الله في الكنيسة القائد في اتخاذ المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر عليهم جميعًا. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذلك فعندما يضل القادة، فإنهم لا يتأثرون وحدهم، بل يتأثر بذلك أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين يقودونهم. إن كان قائد شخصًا مناسبًا يسلك الطريق الصحيح ويسعى إلى الحق ويمارسه، فسيأكل الأشخاص الذين يقودهم ويشربون كلام الله بشكل ملائم ويسعون وراء الحق بشكل ملائم، وفي الوقت عينه، سيكون اختبار القائد الشخصي وتقدّمه ظاهرًا باستمرار للآخرين. إذًا ما هو الطريق الصحيح الذي على قائد أن يسلكه؟ إنّه القدرة على قيادة الآخرين إلى فهم للحق ودخول إلى الحق، وقيادتهم إلى أمام الله. ما هو الطريق الخاطئ؟ أن يسعى المرء للمكانة والشهرة والربح، ويُعلي نفسه ويشهد لنفسه مرارًا، وألّا يشهد لله أبدًا. ما تأثير هذا على مختاري الله؟ سينحرفون بعيدًا عن الله ويقعون تحت سيطرة هذا القائد. إن قدت الناس كي يمثلوا أمامك، فأنت تقودهم كي يمثلوا أمام البشرية الفاسدة وأمام الشيطان، وليس الله. وحدها قيادة الناس كي يمثلوا أمام الحق هي قيادتهم كي يمثلوا أمام الله. القادة والعمال، بغض النظر عما إذا كانوا يسلكون المسار الصحيح أو الخطأ، لهم تأثير مباشر في شعب الله المختار" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الأول: يحاولون ربح الناس). بعد قراءة كلام الله، عرفت مسؤولياتي وواجباتي بشكل أوضح. في الوقت نفسه، شعرت بعبء مسؤولية كبيرة. يخبرنا الله أن الطريق الذي يسلكه القادة والعمال وما يسعون إليه لا يؤثر عليهم فقط، بل يؤثر أيضًا على الإخوة والأخوات الذين يقودونهم. عندما يسعى القادة والعمال إلى الحق ويكونون الأشخاص المناسبين فسيحرزون تقدمًا مستمرًا في الحق، في الحياة اليومية سيفكرون في الآراء الخاطئة لديهم أو الشخصيات الفاسدة التي يعيشون بها، ويفهمون جوهر المشكلات بناءً على كلام الله، ثم يكتشفون أي المبادئ يدخلون فيها. عندما يسلك القادة والعمال الطريق الصحيح، سيتحملون عبئًا لدخول إخوتهم وأخواتهم الحياة والتركيز على طلب الحق لحل المشكلات، حتى يدخل الأشخاص الذين يقودونهم أيضًا في هذا الاتجاه. إذا كان القادة والعمال مهملين، ولا يسعون إلى الحق، ويقضون كل وقتهم في العمل لربح الشهرة والمكانة، ولا يهتمون بالسعي وراء الحق، ولا يمكنهم تقديم شركة حول الحق لحل المشكلات، فإن واجبهم هو مجرد مسألة خارجية، أو الكلام بالحروف والتعاليم لتمجيد أنفسهم وتمييزها، التي لا يمكن أن تأتي بنتائج الشهادة لله. حينئذ يسلكون طريق مقاومة الله، كما أنهم يقودون الناس في الاتجاه الخاطئ. مثل هؤلاء الناس يذهبون دون وعي في طريقهم الخاص ويقودون الآخرين إلى طريق الخدمة، وهو طريق بولس في مقاومة الله. هذا يتعارض مع نية الله في العمل وخلاص الناس. عندما أدركت هذا، شعرت أن الكنيسة منحتني الفرصة لأكون قائدة ليس حتى أتمكن من القيام بعمل خارجي، ولا حتى أتمكن من أداء الخدمة والعمل، وليس حتى أتمكن من السعي إلى السمعة والمكانة. كان ينبغي لي أن ألعب دور القائدة شخص يستطيع أن يقود الآخرين في أكل كلام الله وشربه، وطلب الحق لحل المشكلات في واجبي، وفهم الحق تدريجيًا والدخول إلى حقائق كلام الله. لقد كان هذا واجبي. لذلك، شعرت أنه من الضروري طلب الحق والتركيز على علاج شخصياتي الفاسدة. في هذه المرحلة، كان لدي فهم ضحل للغاية للحق، ولم أمتلك وقائع الحق، لذلك لم أتمكن من التعلم إلا كلما اختبرت ذلك. طالما أن قلبك وطريقك صحيحان، فستنال إرشاد الله وبركاته.

في الفترة التالية، بدأت أفكر في حالتي، وفي المشكلات التي حللتها من خلال طلب الحق حقًا خلال سنوات إيماني بالله والشخصيات الفاسدة التي قمت بحلها. عندما بدأت في التفكير والتأمل في هذا، وجدت أنني كنت مرتبكة ولا أفهم أسئلة كثيرة سوى جزئيًا. لم أفهم الحق بصدق ولم أر جوهر المشكلات، أو أجد مبادئ الممارسة، ولم أحل المشكلات بشكل فعال. بعد ذلك، حاولت الكتابة عن الاختبارات التي كان لديّ نسبيًا فهمًا جيدًا لها، وفيما كنت أكتب، كنت أتأمل. كنت أفكر كلما كان لديّ الوقت. عندما انتهيت أخيرًا من كتابة المقال، شعرت بالرضا التام والأمان والراحة، لأنه في عملية الكتابة، من خلال طلب الحق، بطبيعة الحال بدأت أرى حالتي وجوهر مشكلاتي بشكل أوضح، وأصبحت معرفتي بالحق أكثر عملية وملموسة، وأصبح طريقي في الممارسة أوضح. أدركت أن كتابة مقالات الشهادة أمر حيوي لفهم حالتي وطلب الحق لحل المشكلات. كان هذا طريقًا لدخول الحياة، وكذلك أفضل طريقة لطلب الحق وفهمه.

سمعت لاحقًا أن الكثيرين، بمن فيهم القادة والعمال، لم يركزوا على كتابة المقالات، ولم يبذلوا أي جهد في هذا الجانب. قال البعض دائمًا إنهم مشغولون وليس لديهم وقت. ففكرت: أليست هذه هي حالتي بالضبط؟ كنت أتبنى وجهة النظر الخاطئة هذه أيضًا، واختلقت الأعذار لعدم الكتابة. فكرت: "إذا أخذت عملية كيفية معرفتي بحالتي وكيف غيرت وجهة نظري وكتبت مقالاً عنها، ألن يحل ذلك بعض مشاكل إخوتي وأخواتي؟" عندما أدركت ذلك، شعرت أن لدي الآن عبئًا أتحمله، وبدأت في التحضير للكتابة. على الرغم من أن فهمي كان سطحيًا وجزئيًا، كنت أعلم أن كتابة هذا المقال كان واجبي، لذلك كان علي أن أكتب بقدر ما فهمت. مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، عندما قابلت إخوتي وأخواتي أو قدمت لهم شركة، ناقشنا هذا الموضوع، وفكرت في هذا الموضوع عندما كان لدي وقت فراغ. خلال تعبداتي الصباحية، كنت أحيانًا آكل وأشرب كلمة الله حول هذا الموضوع. بعد فترة، تمكنت من رؤية المشكلة بشكل أوضح، وعندما بدأت الكتابة، كان الأمر أسهل بكثير. بعد أن وضعت المخطط، عبرت عن كل طبقة من المعنى وفقًا لفهمي الخاص، ودونت أفكاري واختباراتي بتعبيراتي الخاصة. لم يعد الأمر يبدو صعبًا، وبينما كنت أفكر في الأشياء أثناء كتابتي، شعرت وكأنني أستطيع رؤية المشكلة فضلًا عن جوانب الحق التي تنطوي عليها بشكل أوضح. شعرت بصدق أنه كلما حاولنا طلب الحق وكلما كتبنا المزيد من المقالات لحل المشكلات، استقبلنا استنارة الله وإرشاده، وباركنا أكثر. فكرت في مقطع من كلام الله، "كلما كنت أكثر اهتمامًا بمشيئة الله، زاد العبء عليك، وكلما زاد العبء عليك، صارت خبرتك أكثر ثراءً. حينما تهتم بمشيئة الله، سيلقي الله عبئًا عليك، ثم سيزودك باستنارةٍ حول المهام التي قد ائتمنك عليها. بعد أن يكون الله قد أعطاك هذا العبء، ستولي انتباهًا لجميع الحقائق ذات الصلة بينما تأكل وتشرب كلام الله. إن كان لديك عبء متعلق بحالة حياة إخوتك وأخواتك، فهذا عبء قد ائتمنك الله عليه، وستحمل دائمًا هذا العبء معك في صلواتك اليومية. وقد أُلقي عبء ما يفعله الله عليك، وأنت ترغب في فعل ما يريدك الله أن تفعله. هذا هو معنى أن تحمل عبء الله وكأنه عبئك. عند هذه النقطة، ستركز في أكلك وشُربك لكلام الله على هذه الأنواع من القضايا، وسوف تتساءل: كيف سأحل هذه المسائل؟ كيف أستطيع أن أمكّن الإخوة والأخوات من تحقيق الانعتاق والمتعة الروحية؟ ستركز أيضًا على حل هذه المسائل أثناء قيامك بالشركة، وستركز على أكل وشرب كلمات متعلقة بهذه المسائل حين تأكل كلام الله وتشربه، وسوف تحمل عبئًا أيضًا بينما تأكل كلام الله وتشربه. بمجرد أن تفهم متطلبات الله، ستصبح لديك رؤية أوضح عن الطريق الذي يجب أن تسلكه. هاتان هما الاستنارة والإضاءة اللتان يجلبهما الروح القدس من خلال عبئك، وهذا أيضًا إرشاد الله الذي مُنح لك. لماذا أقول هذا؟ إن لم يكن لديك عبء، فلن تولي انتباهًا حين تأكل وتشرب من كلام الله. حين تأكل وتشرب من كلام الله بينما تحمل عبئًا، يمكنك فهم جوهر كلام الله، وإيجاد طريقك، وإدراك مشيئة الله. لذلك، يجب أن ترجو من الله في صلواتك أن يضع المزيد من الأعباء عليك ليأتمنك حتى على مهام أعظم، وعسى أن يكون أمامك أكثر من طريق للممارسة، وحتى يكون أكلك وشربك لكلام الله أكثر تأثيرًا، وتصبح قادرًا على فهم جوهر كلامه، وتغدو أكثر قدرة على التأثر بالروح القدس" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال). بعد قراءة كلام الله، أدركت أنه عندما نتحمل أعباء دخولنا الحياة ومشاكلنا في الكنيسة، نقدر على بذل المزيد من الجهد في طلب الحق لحل المشكلات نأكل ونشرب كلمة الله ونمارسها بضمير، ثم نقدم شركة ونكتب عن فهمنا لكلمة الله. عندها فقط يمكننا أن ندخل تدريجيًا إلى واقع الحق. خلال هذه العملية، بينما نحمل الأعباء ونتوق ونسعى، يمكننا الحصول على استنارة الله وإرشاده، ونعمّق فهمنا للحق تدريجيًا، ونرى مسألة معينة بشكل أكثر وضوحًا وشمولية، ونكتسب فهمًا أكثر واقعية وعملية للحق. إذا لم نعمل بجد لمتابعة الحق أو التدرب على كتابة المقالات، حتى لو حصلنا على بعض الإنارة فيما يتعلق بكلام الله، فهو مجرد فهم سطحي وإدراكي سيكون غامضًا دائمًا، كالأشكال في الضباب، وهذا يظهر أنه ليس لدينا معرفة حقيقية على الإطلاق. فقط من خلال تدوين معرفتنا واختباراتنا الفعلية، والتأمل مليًا في الأمور وتفهمها بناءً على كلمة الله، وأخيرًا رفع معرفتنا الحسية إلى معرفة واضحة وعقلانية سيزهر فهمنا في النهاية ويؤتي ثماره. هذا هو حصادنا، بلورة فكرنا. خلال هذه الفترة، شهدت أيضًا كيف أن كتابة المقالات هي عملية اكتساب الوضوح في الأمور، وفهم الحق وحل المشكلات. كلما نكتب، نربح أكثر.

الآن، أنا لا أقاوم كتابة المقالات. إنه شيء أستمتع به، لأنه أثناء عملية الكتابة، أرى شخصياتي الفاسدة بشكل أوضح، كما أن آرائي وأيديولوجيتى تتغير أيضًا عندما أفهم كلام الله. هذه فائدة حقيقية وشيء ذو قيمة ومغزى. في السابق، كنت أعتقد دائمًا أن كتابة المقالات شاقة وصعبة بشكل خاص، وكنت أفضل القيام بعمل خارجي على محاولة الكتابة. كنت متمردة جدًا. حتى أنني شعرت أن كتابة المقالات ستؤخر عملي، لكن هذا الرأي كان في الواقع خاطئًا وسخيفًا تمامًا. فكتابة المقالات لا تؤخر العمل على الإطلاق. بل تدفعك للبحث عن الحق لحل المشكلات وتجعلك أكثر فاعلية في واجبك. الآن، كلما كان لدي وقت، أحاول تهدئة نفسي والتفكير في حالتي. أشعر أنني بحاجة إلى التفكير في المشكلات التي لا يمكنني رؤيتها بوضوح أو حلها. بدأت بالتدريج في تحمل عبء طلب الحق. أشعر أيضًا أن لدي حالات عديدة يجب حلها وفقًا لكلمة الله، وببطء، أصبحت أتشوق إلى كلام الله. كل هذا بفضل نعمة الله وبركاته، وأنا ممتنة لله بشكل خاص.

السابق: وجدت مكاني

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

فهم معنى أن تكون صالحًا

منذ أن طفولتي، علمني والداي أن أكون عادلة ومعقولة ولطيفة مع الآخرين، وأفهم صعوباتهم ولا ألتفت لسفاسف الأمور. قالا إن هذا هو ما يجعل شخصًا...

كلام الله يقود الطريق

تقول كلمات الله: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون" ("لا يمكن إحداث تغيرات في الشخصية إلا من خلال ممارسة...

التظاهر بالفهم أنهكني

اعتدتُ القيام بأعمال التصميم للكنيسة. وبمرور الوقت، عندما أكملتُ كل أنواع التصاميم والصور، تحسنتْ مهاراتي كثيرًا واُخْتِرتُ لأكون قائدة...

اترك رد