الحق حتمي في واجب المرء
في مايو 2021، توليت دورًا قياديًا، مسؤولة عن عمل عدد غير قليل من الكنائس. كنت أفكر في أنه كان عليَّ حقًا أن أدفع الثمن وأقوم بواجبي جيدًا، وإلا فلن يقبلني الله. لذا انشغلت بأعمال الكنيسة يوميًا، وقضيت الكثير من الوقت والطاقة في الشركة مع قادة الكنائس، لمناقشة كيفية تطوير عملهم في الإنجيل وسقاية الوافدين الجدد، وفي أوقات فراغي ذهبت لمتابعة المؤمنين الجدد. لقد بذلت الكثير من الجهد في كل هذا. كان جدولي مكتظًا كل يوم، لدرجة أنني أحيانًا لم يتح لي وقت لتناول الطعام، وأصبح الأمر سيئًا للغاية، ولم أستطع حتى الالتزام بالعبادة. اعتقدت أنني كنت بحاجة فقط إلى بذل الجهد في واجبي ودفع الثمن للحصول على النتائج، لأربح قبول رضا الله وبركاته، وتكون لدي غاية جيدة.
في واجبي، أهملت الجسد وبذلت كل ما بوسعي، وقضيت حتى فترات استراحة الغداء في التواصل مع المؤمنين الجدد أو التخطيط للاجتماعات، ولم أهتم أبدًا بمقدار تعبي. لاحقًا، كانت الكنيسة على وشك تشكيل فريق إنجيل، لذلك بحثت فورًا عن مرشحين جيدين، وعمن يجب تدريبهم. عندما رأيت الوافدين الجدد يفتقرون إلى الحماس، كنت أسارع للعثور على كلمات الله لمشاركتها معهم، ليجدوا معنى في واجبهم. بعد فترة من العمل الشاق، شُكّل فريق الإنجيل. لكني لم أكن راضية. شعرت أنه كان عليّ دفع المزيد من الثمن، وإنجاز المزيد من العمل الواقعي، وقيادة الإخوة والأخوات لربح المزيد من الأعضاء الجدد، فأساهم أكثر ليقبلني الله، وتكون لدي غاية جيدة. لكن كلما واجهت صعوبات في واجبي، شعرت بالسلبية والضعف. فمثلًا، عندما رأيت قادة الكنيسة مرتبكين في عملهم أو الوافدين الجدد غير متحمسين في واجباتهم، أو عندما لا تكون الأمور مخططة جيدًا، شعرت أنني غير مؤهلة لهذا الواجب. فكيف سأنال غاية جيدة إذا لم أحقق شيئًا؟ دائمًا ما أجهدني هذا الفكر حقًا، وأشعرني بالتعب والاكتئاب والقلق حقًا. لم أكن على دراية بمشكلتي، ولم أكن أقرأ كلام الله إلا عندما أكون في حالة سيئة. معظم الوقت كنت مشغولة بواجبي. شعرت أن أكل كلام الله وشربه والتأمل فيها يستغرق طويلًا، ولن يكون لدي الوقت الكافي لأداء واجبي، لذلك كنت أؤجله. كنت أنتظر أحيانًا حتى المساء، ولكن بعدها أصبح منهكة من يوم العمل وأنام. فلم أفعل ذلك. لم أكن أعمل على دخولي الحياة، لكنني بذلت جهودًا سطحية، وأشعرني أداء واجبي في تلك الحالة بالإرهاق. ذات يوم تساءلت إذا كان أداء واجبي هكذا يتوافق مع مشيئة الله، وإذا كان يقبله. شعرت أن هناك شيئًا ما معطلًا، وأدركت أن ثمة مشكلة في موقفي. كنت مشغولة بالعمل وأتجاهل دخولي الحياة. لم أفكر أبدًا في كيف يريدني الله أن أقوم بواجبي. وقفت أمام الله وصليت: "يا الله، أخشى أن أفشل في واجبي وألا تقبلني، وأن يتأثر مستقبلي. يا الله، إذا كنت على الطريق الخطأ، فأرجوك أنرني، وأرِني أين أخطئ. أريدك أن ترضى يا الله، لكني لا أعرف ماذا أفعل. أحتاج إرشادك".
ذات يوم أخبرتني أخت أنها لم تكن تعرف كيف تطلب الحق عندما كانت لديها مشكلات ولم تكن متأكدة من كيفية أداء واجبها بشكل جيد. لم تفهم حالتها، فأرادت مني أن أخبرها كيف تربح فهمًا أفضل، وماذا تفعل عندما تُظهر فسادًا. أخبرتها أنه لفهم حالتنا، علينا التأمل في تفكيرنا، وما إذا كانت أفكارنا ووجهات نظرنا وأهدافنا وسلوكياتنا توافق مشيئة الله. بعد ذلك، سألتني كيف فهمت تفكيري لأتأمل فيه وأعرف نفسي؟ كنت في حيرة. شعرت أن سؤالها صفعة على وجهي. لم أمارس ذلك، فكيف يمكنني مساعدتها؟ أنجزت الكثير من العمل، لكني لم أكن أطلب الحق في واجبي. واجهت الكثير من المشكلات وكشفت الكثير من الفساد، مثل قلة الصبر والمحبة، أثناء محاولة دعم المؤمنين الجدد، وانتقاد أداء عمل القادة عندما راجعت عملهم. شعرت كما لو أنني لم أنجح، لكني لم أفكر أو أتعلم عن نفسي. ظننت أنه كان عليَّ فقط أداء واجبي، ولو فعلت أكثر لقبلني الله وكان ذلك كافيًا. لذلك نحيت دخولي الحياة جانبًا تمامًا ولم أقض الوقت مع كلام الله أيضًا. شعرت أن أكل كلام الله وشربه يضيع الوقت الذي يمكنني أن أقضيه في واجبي. كنت مشغولة دائمًا بشكل سطحي، لكنني لم أكن أعمل لأجل الله بصدق. كنت أعمل فحسب، وأُكمل المهام. لم أكن أتأمل في نفسي أو أطلب الحق عندما كنت في حالة سيئة. كنت أهمل دخولي الحياة ولم تكن لدي علاقة مناسبة مع الله. كنت أقوم بواجبي بطريقتي الخاصة، كما أردت. في تلك المرحلة شعرت بالقلق على حالتي. تساءلت كيف رآني الله وإنْ قبل سعيي.
عند رؤية مشكلتي، أخبرت تلك الأخت: "لدي نفس المشكلة. أنا فقط أشغل نفسي بالمهام، لكن لا أفهم حالتي. كثيرًا ما كنت أجد نفسي في حالة خاطئة، لكنني تجاهلت ذلك فحسب. لا أتأمل في نفسي أو أحصل على دخول الحياة". ثم قرأنا معًا مقطعًا من كلام الله. "إذا كنتم ترغبون في جعل قلبكم في سلام حقيقي أمام الله، فيجب عليكم القيام بعمل التعاون الواعي. وهذا يعني أنَّه يجب على كل واحد منكم أن يخصِّص وقتًا لعباداته، وقتًا تنحّون فيه جانبًا الناس والحوادث والأشياء، أقِرّوا قلوبكم وهدّئوا أنفسكم أمام الله. يجب أن يحتفظ كلٌّ منكم بملاحظات تعبُّدية فرديَّة؛ حيث تقومون بتسجيل معرفتكم بكلمة الله، وكيف تتأثَّر روحكم، بغض النظر عمّا إذا كان ما دونتموه عميقًا أو سطحيًا. يجب أن يهدّئ كل شخص قلبه أمام الله عن وعيٍ. إذا كنت تستطيع تخصيص ساعة أو ساعتين لحياة روحية حقيقية كلَّ يوم، فستشعر بازدهار في حياتك في ذلك اليوم وسيكون قلبك مشرقًا وصافيًا. إن كنت تعيش هذا النوع من الحياة الروحية يوميًا، فسوف يكون قلبك قادرًا على العودة إلى حوزة الله، وستزداد روحك قوةً، وتتحسَّن حالتك باستمرار، وتصبح أكثر قدرةً على السير في الطريق الذي يقوده الروح القدس، وسيُنعِمُ الله عليك بالمزيد من البركات. إن الغرض من حياتكم الروحية هو كسب حضور الروح القدس عن وعي، وليس هو التقيُّد بالقواعد أو إجراء الطقوس الدينية، بل التصرُّف حقًا بتعاون مع الله وإخضاع جسدكم بحقٍ. هذا ما يجب على الإنسان فعله، لذلك يجب عليكم أن تفعلوا هذا بأقصى جهدٍ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حياة روحية طبيعية تقود الناس إلى المسار الصحيح). ساعدني على رؤية أنني بحاجة إلى حياة روحية ملائمة ووقت مناسب لكلام الله مهما كنت مشغولة، والتأمل فيما إذا كانت أفكاري وأفعالي توافق مشيئة الله. لكنني لم أركز على قراءة كلام الله أو التفكير فيه. حتى إنني شعرت أن عباداتي كانت تضيّع الوقت الذي يمكنني استخدامه في العمل. لم أكن أطلب الحق في واجبي أو التفكير فيما إذا كنت أفعل ما يطلبه الله. لم أطلب الحق عندما واجهت مشكلات، لكني ركزت فقط على العمل، محاولة إنجاز الأشياء بذكائي وخبرتي. أحيانًا عندما كنت بالفعل في حالة سيئة ولم أشعر بعمل الروح، ظللت أجبر نفسي على الاستمرار في السير. بدوت مشغولة جدًا، لكن قلبي كان فارغًا ومظلمًا، ولم أتعلم أي شيء. بعد قراءة كلام الله، استطعت أن أرى مدى أهمية أكل كلامه وشربه والعبادات والتأمل الذاتي. إذا لم نقرأ كلام الله، لن نتمكن من تحليل أفكارنا وسلوكياتنا به، ولن نعرف نوع الفساد الذي نظهره. عندئذٍ لن تتغير شخصياتنا الفاسدة أبدًا ولن نربح قبول الله أبدًا. أيقظني إدراك كل هذا نوعًا ما. رؤية الحالات التي كنت فيها أخافني ولم أرغب في الاستمرار هكذا، لكني أردت التركيز على حياتي الروحية أثناء القيام بواجبي، لأمارس كلام الله وأدخل فيه.
وقرأنا بعض كلام الله عن ذلك. يقول الله القدير، "إذا رغبت في أن يمدحك الله، فينبغي عليك أولاً أن تهرب من تأثير الشيطان المظلم، وأن تفتح قلبك لله، وأن تحوله تمامًا إليه. هل يمدح الله الأمور التي تفعلها الآن؟ هل حوَّلتَ قلبك إلى الله؟ هل كانت الأمور التي قمت بها هي ما يطلبه الله منك؟ وهل تتفق هذه الأمور مع الحق؟ افحص ذاتك دائمًا، وركِّز على أكل وشرب كلام الله، وضع قلبك أمامه وكن مخلصًا في حبه، وابذل نفسك بتفانٍ من أجل الله؛ الناس الذين يفعلون هذا سينالون حتمًا المدح من الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله). "إذا عاش الناس في كلام الله، فإن الروح القدس سوف يكون معهم ويباشر عمله فيهم. أما إن لم يعش الناس في كلام الله، فإنهم بذلك يعيشون في قيود الشيطان. إن عاش الناس بشخصيات فاسدة، فهم لا يتمتعون بحضور الروح القدس أو عمله. إذا كنتَ تعيش في حدود كلام الله، وإذا كنتَ تعيش في الحالة التي يطلبها الله، فأنت إذًا شخص ينتمي إليه، وسوف ينفذ عمله فيك. أما إذا كنت لا تعيش في حدود متطلبات الله، بل تعيش تحت مُلك الشيطان، فأنت حتمًا تعيش في فساد الشيطان. لن يتأتى لك أن تفي بمتطلبات الله إلا بأن تعيش في كلامه وأن تسلم قلبك له؛ فلا بد أن تفعل ما يقوله الله، جاعلًا من أقواله أساسًا لوجودك ولواقعية حياتك، وحينئذٍ فقط تنتمي إلى الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله). تأملت في نفسي في ضوء كلام الله. كنت متحمسة في واجبي، لكنني كنت أفعل كل شيء وفقًا لأفكاري الخاصة. ابتعدت عن كلام الله، ولم أطلب الحق، وركزت فقط على عملي. لم تكن هذه مشيئة الله. كنت أعتقد أنني طالما بذلت كل ما لدي في واجبي ودفعت ثمنًا أكبر، سيقبل الله ذلك، لكن الأمر لم يكن هكذا. لا ينظر الله فقط إلى المساهمات السطحية، بل إلى قلوبنا، آملًا أن نطيع كلماته، ونطلب الحق في واجبنا، ونمارس كلامه، ونهرب من قيود فساد الشيطان. لكني أردت فقط إنجاز الأمور. لم أطلب الحق، ولم أفكر في الفساد الذي أظهرته، أو ممارسة كلام الله. هذا عندما رأيت أنني أسير في الطريق الخطأ، والاستمرار في هذا الطريق سيكون أمرًا خطيرًا، لن يقبله الله أبدًا.
فكرت لاحقًا في مقطع من كلمات الله يكشف بولس، ساعدني على فهم المشكلات في مسعاي. يقول الله القدير، "في هذه الأيَّام، يكون وضع معظم الناس على هذه الحالة: "لكي أنال البركات ينبغي أن أبذل نفسي لله وأدفع ثمنًا له. لكي أنال البركات، ينبغي أن أتخلى عن كلّ شيءٍ من أجل الله وينبغي أن أكمل ما أوكلني به وأؤدِّي واجبي جيِّدًا". تهيمن على هذا نيَّة نيل البركات، وهذا مثالٌ على بذل الذات بالكامل بهدف الحصول على مكافآت من الله والحصول على إكليلٍ. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم الحقّ في قلوبهم، وبالتأكيد فإن فهمهم لا يتكوَّن سوى من بضع كلماتٍ من التعاليم التي يتباهون بها أينما ذهبوا. فطريقهم هو طريق بولس. إن إيمان أمثال هؤلاء الناس أشبه بالكدح المُستمرّ، إذ يشعرون في أعماقهم بأنه كلَّما ازداد عملهم أثبتوا إخلاصهم لله، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد بالتأكيد رضاه عنهم، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد استحقاق حصولهم على إكليلٍ أمام الله ولحصلوا بالتأكيد على أعظم البركات في بيته. يعتقدون أنه إذا استطاعوا تحمُّل المعاناة والوعظ والموت من أجل المسيح، وإذا استطاعوا التضحية بحياتهم، وإذا استطاعوا إكمال جميع الواجبات التي أوكلها الله لهم، فسوف يكونون من بين أكثر المباركين من الله – أي أولئك الذين ينالون أعظم البركات – ومن المُؤكَّد أنهم سيحصلون على أكاليل. هذا بالضبط ما تصوَّره بولس وما سعى إليه، فقد كان هذا هو الطريق الذي سلكه بالضبط، وكان يعمل لخدمة الله في ظلّ توجيه مثل هذه الأفكار. ألا تنبع تلك الأفكار والمقاصد من طبيعةٍ شيطانيَّة؟ إنها تمامًا مثل البشر الدنيويّين الذين يؤمنون أنه بينما يعيشون على الأرض ينبغي عليهم طلب المعرفة وأنه بمُجرَّد الحصول عليها يمكن أن يتميَّزوا عن الآخرين ويصبحوا مسؤولين ويتمتَّعوا بمكانةٍ. إنهم يعتقدون أنه بمُجرَّد حصولهم على المكانة يمكنهم تحقيق طموحاتهم ورفع بيوتهم وشركاتهم إلى مستوياتٍ مُعيَّنة. ألا يسلك جميع غير المؤمنين هذا الطريق؟ أولئك الذين تهيمن عليهم هذه الطبيعة الشيطانيَّة لا يمكنهم سوى أن يكونوا مثل بولس في إيمانهم: إنهم يعتقدون: "ينبغي أن أطرح كلّ شيءٍ لأبذل نفسي لله. ينبغي أن أكون أمينًا أمامه، وفي النهاية سأنال قطعًا أروع إكليلٍ وأعظم البركات". هذا نفس موقف الناس الدنيويّين الذين يطلبون الأشياء الدنيويَّة. إنهم لا يختلفون على الإطلاق ويخضعون للطبيعة نفسها. عندما يكون لدى الناس هذا النوع من الطبيعة الشيطانيَّة في العالم، سوف يسعون للحصول على المعرفة والمكانة والتعلُّم والتميُّز عن الآخرين. إن كانوا يؤمنون بالله، سوف يسعون لينالوا أكاليل وبركات عظيمة. إذا لم يسع الناس للحق عندما يؤمنون بالله، فمن المؤكد أنهم سيتبعون هذا المسار عينه. هذه حقيقة لا تتغير، وقانون طبيعي" ("كيف تسلك طريق بطرس؟" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كنت أعتقد أن هدفي في واجبي كان إرضاء الله، ولكن بعد قراءة كلام الله رأيت أنني كنت مخطئة بالفعل. بدوت متحمسًا لواجبي، لكنني لم أحاول ربح الحق أو إرضاء الله. أردت أن أكون مباركة من الله وأن يكون لي غاية جيدة. اعتقدت أنني ما دمت أمارس وظيفتي وأدفع الثمن، وأعمل بجد وأعاني أكثر، سيقبلني الله، وسيكون لي غاية جيدة. يمكنني تأجيل وجباتي والنوم أقل، من أجل بركات الله، وأقلص حتى العبادات وقراءة كلام الله لتوفير الوقت. كنت أرغب مبادلة مجهود عملي بغاية جميلة في المستقبل، كموظفة تعمل لدى رئيسها. كان الأمر أشبه بالعمل للحصول على راتب من رب العمل. كنت أقايض الله في واجبي وأخدعه. يريدنا الله أن نكون مخلصين في واجبنا، لا مقايضين أو متطلبين، لكني كنت أحاول عقد صفقات مع الله، لأقايض جهدي بتذكرة إلى السماء. كان هذا هو سعي بولس أيضًا. كان يركز فقط على العمل، يريد أن يكلّل ويُكافأ، لكنه لم يسع للحق أو يأخذ كلام الله على محمل الجد إطلاقًا، ناهيك عن محاولة تغيير نفسه. كان في طريقه ضد الله. كنت على نفس المنوال؛ بذلت الكثير من العمل، آملة أيضًا الحصول على المزيد من بركات الله لأنال غاية أفضل. رأيت أنني لا أسعى للحق، أو أحب الله حقًا، فكيف أنال قبول الله؟ دون قراءة كلام الله، لم أكن لأعرف فساد نفسي، أو أنني أدرت ظهري إلى طريق الله. لاحقًا، فكرت في عواقب سلوك القادة في المسار الخطأ ووجدت هذا المقطع من كلام الله. يقول الله القدير، "ما سبب ظهور فئة الناس القادة والعاملين وكيف ظهروا؟ على مقياس كبير، يتطلّبهم عمل الله؛ على مقياس أصغر، يتطلّبهم عمل الكنيسة ويتطلّبهم شعب الله المختار. ... الفرق بين القادة والعاملين وبين بقية مختاري الله هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوراهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأعضاء؟ (يأخذ زمام المبادرة). يقود كل المختارين في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فسيتبع مختارو الله في الكنيسة القائد في اتخاذ المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر عليهم جميعًا. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذلك فعندما يضل القادة، فإنهم لا يتأثرون وحدهم، بل يتأثر بذلك أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين يقودونهم" ("يحاولون ربح الناس" في "كشف أضداد المسيح"). استرعى كلام الله انتباهي إلى أن المسار الذي سلكته كقائدة كان مهمًا حقًا. موقفي تجاه الحق، والطريق الذي سلكته، وكيف قمت بواجبي كان له تأثير مباشر على دخول الآخرين. إذا سلكت الطريق الخطأ، كنت أوجّه الآخرين معي. كقائدة، كنت مسؤولة عن توجيه الإخوة والأخوات في سعيهم للحق، لكنني كنت أركز على العمل بدلًا من السعي للحق. أضع قراءة كلام الله والبحث عن الحق جانبًا، وأبعد نفسي عن الله. لم أكن أركز على دخولي الحياة، فكيف لي أن أقود الإخوة والأخوات إلى السعي للحق؟ كنت أرشدهم فقط إلى نفس مسار بولس، وإذا انتهى بهم الأمر بالإقصاء لأنهم لم يسعوا للحق، سيكون ذلك شرًا مني، وسأدمر فرصتهم في الخلاص. هذا النوع من العمل لن يكون خيرًا، بل عمل شر، وعملًا ضد الله! أدركت أيضًا مدى خطورة قيادة الآخرين لنقوم بعمل سطحي، لكن ننأى بأنفسنا عن الله والحق. كشف كلام الله فسادي وأظهر لي الطريق الصحيح للسعي ومسؤولية القائد. كنت أعلم أنني يجب أن أركز على قراءة كلام الله أكثر، وأطلب الحق وأعالج فسادي. ثم لن أسلك طريقًا خاطئًا.
قرأت لاحقًا مقطعين آخرين. يقول الله القدير، "إن مصيرَيْ بولس وبطرس قد قيسا وفقًا لما إذا كان بوسعهما أن يقوما بواجبهما كخليقة الله أم لا، وليس وفقًا لحجم مساهمتهما. لقد تحدد مصيرهما وفقًا لما سعيا إليه من البداية، وليس وفقًا لمقدار العمل الذي بذلاه أو وفقًا لتقدير الناس الآخرين لهما. لذلك، فإن سعي المرء إلى القيام بواجبه بهمة كخليقة الله هو الطريق إلى النجاح، والسعي نحو طريق الحب الحقيقي لله هو أصح الطرق، والسعي نحو تغيير شخصية المرء القديمة ونحو الحق النقي لله هو طريق النجاح. إن طريقًا كهذا إلى النجاح هو طريق استعادة المهمة الأصلية والمظهر الأصلي للمرء بوصفه خليقة الله. إنه طريق الاستعادة، وهو أيضًا الهدف لكل عمل الله من البداية إلى النهاية. أما إذا شاب سعي الإنسان الكثير من المطالب الشخصية والأشواق غير الرشيدة، فإن ما يتحقق من تأثير لن يكون تغييرات في شخصية الإنسان؛ فهذا يتعارض مع عمل الاستعادة، وهو – من دون شك – ليس عملاً قام به الروح القدس؛ لذلك فإنه يثبت أن سعيًا من هذا النوع لا يُزكَّى من الله. فما أهمية سعي لا يزكيه الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون، وهذه حقيقة ثابتة. لذا، فإن كل أولئك الذين يُعاقبون إنما يُعاقبون لبر الله وعقابًا لهم على أعمالهم الشريرة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). ساعدني هذا على فهم أن الله لا يحدد عواقبنا بناءً على حجم مساهماتنا، أو عملنا أو معاناتنا. لم يقل أبدًا إنه يباركنا بناءً على مقدار عملنا أو أن كدّنا يمكن أن يجلب لنا غاية جيدة. لكني كنت أفكر أنني طالما عملت بجد وأديت واجبي وساهمت أكثر، سأربح قبول الله وغايةً جيدة. لذلك كنت متحمسة حقًا لعمل الكنيسة وحل مشكلات الآخرين، وكنت على استعداد تام للمعاناة في واجبي. لكن قراءة كلام الله جعلني أرى خطأ وجهة نظري، وأن الله يقرر عواقبنا بناءً على ما إذا كنا نسعى للحق، ونحقق تغييرًا شخصيًا. تمامًا مثل بولس، بذل الكثير من الجهد، وعمل وعانى كثيرًا، وأسس كنائس كثيرة. يعتقد الناس أنه قدم مساهمات كبيرة، ولكن كان دافعه أن يكافأ ويكلَّل، لذلك كل هذا الجهد الذي بذله لم ينل رضا الله. أقصاه الله لأنه لم يغيّر شخصيته أبدًا. ولكن مع أن بطرس لم يقم بعمل كبير، ركز على طلب الحق والتأمل الذاتي بناءً على كلام الله. لقد مارس كلام الله وانتهى به الأمر بتحقيق تغيير في الشخصية. كان سعيه يوافق مشيئة الله. لم أكن معتادة على فهم معيار الله في تحديد عواقب الناس، ولكن كان لدي مفاهيم خاصة في الإيمان. اعتقدت أن العمل الجاد سيأخذني إلى ملكوت الله، وتمنيت أن أقايض جهدي التافه بغاية جميلة. هذا السعي لا علاقة له بالله. لم أكن أسعى للحق بقلب نقي لإرضاء الله، وأصبح إيماني بلا معنى مع هذا النوع من السعي. مهما بدوت مشغولة، لم أقم بتغيير شخصيتي الفاسدة. كنت لا أزال مملوءة بالغطرسة والجشع والكبرياء والحسد والمكر. كيف يمكن لإنسانة مثلي، مملوءة بالفساد الشيطاني، أن يكون لديها غاية جيدة؟ وفي واجبي، لم أكن أركز على التأمل الذاتي أو طلب مشيئة الله. لم أكن أفعل ما يطلبه الله، فكيف يمكن أن يتوافق عملي مع مشيئة الله؟ دينونة كلام الله وتوبيخه منحاني بعض الفهم لأسلوبي الخاطئ للسعي. دون ذلك، كنت سأظل أكدّ بشكل أعمى، مملوءة بالخداع وعقلية المقايضة، وهذا السعي لن يقودني إلا إلى مقاومة الله وينتهي بي الأمر بالعقاب. بعد رؤية أهمية السعي للحق، بدأت في تغيير سعيي غير اللائق، غير راغبة في العيش في حالة من مجرد أداء العمل بعد الآن.
بعد ذلك، مهما كنت مشغولة، كنت آخذ وقتًا لآكل كلام الله وأشربه كل يوم، وحاولت اختبار كلمة الله في واجبي. عندما واجهت مشكلات كنت أطلب مبادئ الحق، وشاركت عن لمساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم. من خلال ممارسة كلام الله، أصبحت ارتباكي أقل وكان لدي المزيد من التوجيه في واجبي. وقبل ذلك عندما كانت الأمور مزدحمة، كنت قلقة من أنني لا أعمل بسرعة، ومن أن ذلك سيؤثر على غايتي إذا لم أُبلِ حسنًا، لكنني الآن لست قلقة للغاية عندما يكون لدي الكثير من العمل. أولًا، أطلب مبادئ الحق لأرى ما يطلبه الله، وعندما أتعاون مع الله بهذه الطريقة أستطيع رؤية إرشاده، وكنت أنال نتائج أفضل وأفضل. وفي مرحلة ما، لاحظت أن الإخوة والأخوات كانوا سلبيين نوعًا ما في أداء واجبهم، وشعرت بالإحباط والغضب حقًا. لقد أمضيت الكثير من الوقت في الشركة معهم، لكن لم يأتِ شيء من ذلك. كان بعضهم لا يزال سلبيًا حقًا، وكان يعوق تقدمنا. لذلك وقفت أمام الله في الصلاة حول سبب غضبي، وما الذي كنت مدفوعة به بالفعل. بقراءة كلام الله رأيتُ أنني كنت أشعر هكذا لأنني اعتقدت أن عدم الحصول على نتائج جيدة سيجعلني أبدو سيئة وقد أفقد منصبي. هذا عندما أدركت أن هذا كان فسادًا. كان عليّ أن أهمل الجسد من أجل الحق. سمعتي ومكانتي كانتا لا شيء. مهما كان ما يعتقده الآخرون عني أو ما إذا كان لدي دور قيادي، كان عليّ القيام بواجبي. هذا كل ما يهم. لذلك ذهبت للنظر في السبب وراء كونهم سلبيين، ورؤية موقفهم تجاه واجبهم. وقراءة كلام الله معهم، ومن خلال الشركة، أخذت حالة الجميع تدريجيًا منعطفًا نحو الأفضل، وكانوا يحققون المزيد. أظهر لي هذ الاختبار أن السعي للحق هو الطريق الوحيد للإيمان الحقيقي، ولاتباع الله. لا يمكنني أن أكون راضية فقط لإنجاز المهام، لكني بحاجة إلى قراءة كلام الله، واختبار عمله، والسعي لتغيير شخصيتي. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.