نتائج التملق
في عام 2019، كنت أتدرب في منصب قيادي، وكنت أعمل إلى جانب وانغ. على مدار تفاعلاتنا، علمت أنه خدم في القيادة لعدة سنوات في الصين، وتولى الكثير من المشاريع المختلفة. بعد القدوم إلى الخارج، ترقى إلى القيادة فورًا وأصبح مسؤولًا عن عدة كنائس. شعرت أنه يجب أن يتمتع بمستوى جيد جدًا ولديه فهم جيد للمبادئ، ولا بد أنه يفهم الحق. وإلا فكيف يمكنه تولي مثل هذه الواجبات المهمة؟ لم يسعني إلا الإعجاب به قليلًا. كنت أقول لنفسي إنني كنت أتعلم فحسب ولم أكن على دراية بالكثير من المبادئ. لم يكن لدي نظرة ثاقبة، وكان من المحتمل أن تربكني القضايا المعقدة. ولأني زاملت شخصًا يعرف المبادئ، كنت بحاجة للتعلم منه، وربح فهمٍ للمبادئ في أسرع وقت، لأقوم بعمل الكنيسة جيدًا.
مع مرور الوقت، في اللقاءات مع وانغ، سمعته يتحدث عن واجب كان يؤديه في الصين. بعض الكنائس لم تكن تعمل جيدًا، لذلك كُلف بتولي مسؤوليتها. في البداية، شعر أن المهمة ستكون صعبة، لذلك لم يرغب الذهاب، ولكن بعد أن أكل كلام الله وشربه، وصلى قبل الواجب. بعد قبول الواجب، كانت هناك بعض الصعوبات الحقيقية، ولكن خلال فترة من العمل الشاق، بدأ عمل الكنائس في الانتعاش. سماع وصفه لهذا، أشعرني كأنه يتمتع بمقدرة جيدة وقد تحمل عبئًا حقًا وقدّر مشيئة الله، بإحياء المشاريع التي ماتت عمليًا. كان عليه أن ينال عمل الروح القدس وإرشاد الله وبركاته. لم يسعني إلا الإعجاب به أكثر. مع استمرار تعاوننا، حرصت على الاستماع إلى شركته. تحدث عن ترك عائلته، وتنحية المشاعر الشخصية لأداء واجبه، وكيف حاولت عائلته اعتراض طريقه، وكيف غلب حيل الشيطان وشهد، وكيف ميَّز أضداد المسيح، خطوة بخطوة، ثم كيف أخرجهم من الكنيسة ليحمي إخوته وأخواته. كما تحدث عن كيفية دعمه للقادة الذين يعانون في عملهم، آخذًا بيدهم لمساعدتهم على تعلم المبادئ. بالاستماع إلى كل قصصه، شعرت أنه مع أننا شركاء، كان على مستوى أعلى من العامة، وكانت رؤيته أوسع للأمور، ولم نكن نضاهيه. بمرور الوقت، لاحظت بعناية كيف أدى واجبه. في الاجتماعات كان يبدأ بشركة حول كلام الله عن محبة الله للإنسان ومراعاة مشيئته، وكيف يعمل الله فينا ويخلصنا، ومقدار النعمة التي يمنحها، وكيف نرد محبته. ثم كان لديه شركة حول كيفية القيام بعمل عملي، وكيف كان في الصين يرهق نفسه في كل موضع ليحصل على عمل حقيقي ونتائج. بعد كل هذا، إذا لاحظ مشكلات في منطقة معينة، كان يتعامل مع هؤلاء القادة ويشرِّحهم لعدم قيامهم بعمل عملي، قائلًا إنهم يفتقرون إلى الإنسانية والضمير، وإنهم غير مسؤولين، وغير مراعين لمشيئة الله، ولهذا لم ينالوا إرشاد الله ولم يتمكنوا من تحقيق النتائج. ثم يتحدث عن عمله في الصين، وكيف اتكل على الله لينال عمل الروح القدس وحل كافة المشكلات والصعوبات. ثم طلب من هؤلاء القادة العودة والاتكال على الله لإصلاح الأمور. بعد فترة، بدأ في الاجتماعات يطرح عليهم أسئلة مفصلة حقًا، وفي بعض الأماكن، كانوا يرون المزيد من النجاح في عملهم في الإنجيل. كان أسلوب العمل هذا جديدًا لي تمامًا. كل مرحلة مرتبطة بالتالية، وكانت منهجية حقًا. الطريقة التي تحدث وعمل بها كانت حاسمة وواثقة، وقد أعجب به الكثير من الإخوة والأخوات. اعتقدت أنه خدم كقائد لفترة طويلة وتراكمت لديه الكثير من الخبرة، فكان أفضل مني في التعامل مع المشكلات واتخاذ الإجراءات العلاجية. بدا أسلوب عمله ساميًا جدًا وتساءلت متى يمكنني أن أكون مثله. أدركت أنني إذا بدأت عمل الأشياء تمامًا كما فعل، قد أحقق نتائج جيدة أيضًا، وقد يتطلع الآخرون إليّ.
في الاجتماعات مع الإخوة والأخوات بعد ذلك، بدأت بمقاطع عن اعتبار مشيئة الله، وشاركت في كيفية عمل الله فينا وتخليصنا، وكيف نكافئ محبة الله، وكيف نضع قلوبنا في واجبنا ونقوم بعمل عملي. عندما لم يحقق فريق الإنجيل نتائج جيدة، قلدت أسلوب وانغ في التحدث والتهذيب والتعامل معهم، قائلة إنهم افتقروا للنتائج لعدم تحملهم عبئًا في واجبهم، وأناس من هذا القبيل ليس لديهم أي ضمير أو إنسانية، أنهم مجرد عاملي خدمة. في كل اجتماع، سألت أسئلة مفصلة حول نتائجهم من عملهم الإنجيل. عندما لم تكن الأمور على ما يرام، كنت أزدريهم، معتقدة أنه حتى بعد الكثير من الشركة لم يتمكنوا من الحصول على نتائج جيدة، لأنهم لم يبذلوا جهدًا. ثم شاركت عن كيفية القيام بعمل عملي في واجبهم، وكيف يضعون قلوبهم فيه ولا يكونون مهملين. لقد هذبتهم وتعاملت معهم في شركة. لكن حتى بعد ذلك، لم يتحسن أداؤهم. كنت في حيرة من أمري. لقد اتبعت طريقة عمل وانغ، فلماذا لا أرى النتائج؟ لم أتأمل في نفسي إلا لاحقًا، بعد أن قالت لي أخت شيئًا ما. كنا نتحدث عن شعورنا تجاه واجباتنا والتحديات التي واجهتنا، وصارحتني، قائلة إنها شعرت بضغوط شديدة ومقيدة في عملها معي، وأنني في كل اجتماع، كنت أتعالى وأوبخها، وبعد ذلك، كانت ترهق نفسها لتتحقق من الأشياء في القائمة. كانت تخشى التعامل معها إذا لم تفعل ذلك جيدًا، وتعرّضتْ لضغوط شديدة لدرجة أنها لم تعد تريد حضور اجتماعات معي بعد الآن. قالت أيضًا إنني لم أشارك الكثير عن فسادي وأخطائي، ولكن تحدثت فقط عن مشكلات الآخرين، فلم يستطع الناس رؤية ما في قلبي، وشعروا بأنهم بعيدون عني. كانت تبكي وهي تخبرني بذلك. كان سماع ذلك مزعجًا، وشعرت أنني قد ظلمتها حقًا. لم أكن أعرف أن القيام بواجبي هكذا سيؤذي الآخرين كثيرًا. أردت فقط القيام بواجبي جيدًا وتحسين نتائج عملنا. لكنني لم أكن أقوم بواجبي جيدًا فحسب، بل كنت أجعل الإخوة والأخوات يشعرون بأنهم مقيدون. أين أخطأت؟ وقفت أمام الله أصلي وأسعى، وأطلب منه إرشادي لفهم مشكلتي.
في عبادتي، رأيت هذا المقطع من كلام الله: "إذا كنت، بصفتك قائدًا أو عاملًا في الكنيسة، تريد أن تقود مختاري الله إلى الدخول في واقع الحق وتقديم الشهادة الصحيحة لله، فمن الأهمية بمكان توجيه الناس لقضاء المزيد من الوقت في قراءة كلام الله والشركة عن الحق، حتى يمكن لمختاري الله أن يكون لديهم معرفة أعمق بأهداف الله في خلاص الإنسان والغرض من عمل الله، ويمكنهم فهم مشيئة الله ومتطلباته المختلفة من الإنسان، ومن ثمَّ السماح لهم بفهم الحق. ... هل يمكنك جعل الناس يفهمون الحق ويدخلون إلى واقعه إذا كنت تتعامل معهم وتحاضرهم فحسب؟ إذا لم تكن الشركة عن الحق حقيقية، وإذا لم تكن سوى تعاليم مجردة، فمهما كان مقدار تعاملك معهم وإلقاء المحاضرات عليهم، لن يكون ذلك مجديًا. هل تعتقد أن خوف الناس منك، وعملهم ما تخبرهم به، وعدم جرأتهم على الاعتراض، يتساوى مع فهمهم للحق وطاعتهم؟ هذا خطأ فادح. الدخول إلى الحياة ليس بهذه البساطة. بعض القادة يشبهون المدير الجديد الذي يحاول ترك انطباعًا قويًا، فهم يحاولون فرض سلطتهم الجديدة على مختاري الله حتى يخضع الجميع لهم، معتقدين أن هذا سيجعل عملهم أسهل. إذا كنت تفتقر إلى واقع الحق، فسرعان ما سيُكشف وجهك الحقيقي، وستنكشف قامتك الحقيقية، ويمكن أن تُقصى. في بعض الأعمال الإدارية، القليل من التعامل والتهذيب والتأديب أمر مقبول. لكن إذا كنت غير قادر على تقديم الحق، إذا اقتصرت قدرتك على إلقاء المحاضرات على الناس، وكل ما تفعله هو أن تستشيط غضبًا، فهذه هي شخصيتك الفاسدة التي تكشف نفسها، وقد أظهرت الوجه القبيح لفسادك. مع مرور الوقت، لن يتمكن مختارو الله من تلقي قوت الحياة منك، ولن يربحوا أي شيء حقيقي، ومن ثمَّ سترفضهم وتشمئز منهم، وهم سيتجنبونك. ... يعجز بعض القادة والعاملين عن إيصال الحق لحل المشاكل. وبدلًا من هذا، يتعاملون مع الآخرين بشكل أعمى فقط ويتباهون بقوّتهم كي يخشاهم الآخرون ويطيعوهم – هذه هي أساليب وعادات القادة الكذبة وأضداد المسيح. تثبت الوقائع أن أولئك الذين لم تتغيّر شخصيتهم لا يصلحون أن يكونوا قادة ولا عاملين، ولا حتى مؤهلين لخدمة الله والشهادة له" ("فقط من يملكون حقيقة الحق يمكنهم القيادة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كل ما وصفه الله ينطبق عليَّ تمامًا بالتفصيل. في الاجتماعات مع الإخوة والأخوات عندما لاحظت أنهم لم يأتوا بنتائج، لم أحاول فهم معاناتهم الفعلية أو أسباب عدم قيامهم بنشر الإنجيل جيدًا، ولم أبذل أي جهد للشركة عن الحق لمساعدتهم في مشكلاتهم. لقد هذبتهم وتعاملت معهم، وبختهم بغطرسة، وانتقدتهم على عدم تحملهم عبئًا، وافتقارهم الإنسانية. ثم شعر الإخوة والأخوات بالقيود والخوف مني، ونأوا بأنفسهم. لقد وبختهم بغطرسة، وشددت وقسوت عليهم، بدلًا من شركة الحقائق مع الآخرين لمساعدتهم. إذا استمر ذلك، فقد أصبح قائدة مزيفة أو ضدًا للمسيح. عندما رأيت مدى خطورة المشكلة، أتيت أمام الله وصليت: "يا الله، لقد كنت أسيء استخدام قوتي وأتعامل مع الناس بشكل أعمى. لم أكن أقوم بواجبي جيدًا وقد أذيت إخوتي وأخواتي. أريد التوبة إليك. فأرشدني". لقد وجدت طريقًا للممارسة في بعض كلام الله بعد ذلك. في الاجتماعات منذ ذلك الحين، طلبت من الإخوة والأخوات التحدث عن معاناتهم أولًا، ثم أخبرتهم كيف رأيت المشكلات، وشاركت الشركة بناءً على كلام الله. بهذه الطريقة، لم يشعر الآخرون بالقيود ونالوا بعض المساعدة. شعرت بتحسن كبير بعد القيام بالأشياء بهذه الطريقة لفترة من الوقت.
اعتقدت أنني تعلمت هذا الدرس بالفعل جيدًا بما يكفي، حتى قرأت مقطعًا من كلام الله ساعدني في فهم سبب تقليدي لممارسات عمل وانغ، والسبيل الذي كنت أسلكه في إيماني بالله. تقول كلمات الله، "مهما يكن مستوى القادة والعاملين ضمن كنيسة ما، إن كنتم تعبدونهم دائمًا، وإن كانت عيونكم متطلعة نحوهم دائمًا، وتكرمونهم، وتتكلون عليهم في كل شيء، وترجون أن يسمح لكم ذلك بتحقيق الخلاص، فسوف يضيع كل هذا هباءً، لأن هذا الباعث خاطئ في حد ذاته. عندما يؤمن الناس بالله، يمكنهم تبجيله واتباعه وحده. وبغضّ النظر عن رتبتهم ضمن القيادة، يبقى القادة أشخاصًا عاديين، وإن كنت تعتبرهم كرؤسائك المباشرين، وتشعر بأنّهم أسمى منك، وأنّهم أسمى وأكثر كفاءةً منك، وأنّهم يجب أن يقودوك، وأنّهم يفوقون الجميع في كل شيء، فذلك إذًا خاطئ – هذا وهمٌ منك. وما هي العواقب التي يؤدّي إليها هذا التوهّم؟ سيقودك هذا التوهّم، هذا الفهم المعيب، بشكل غير واعٍ إلى مقارنة قادتك بناء على متطلبات لا تتوافق مع الواقع. وفي الوقت عينه، ومن دون أن تعرف، ستُجذب بعمق أيضًا إلى أسلوبهم ووزناتهم ومواهبهم، وهكذا، سرعان ما ستعبدهم وسيصبحون آلهتك قبل أن تشعر بذلك. هذا الطريق، من اللحظة التي يصبحون فيها مَثَلك الأعلى وهدف عبادتك، إلى اللحظة التي تصبح أنت فيها أحد أتباعهم، هو طريق سيبعدك عن الله دون أن تدري. وحتى بينما تبتعد عن الله تدريجيًا، ستستمرّ بالإيمان بأنّك تتبع الله وبأنّك في بيت الله، وبأنّك في حضرة الله. لكن ستكون قد جُذبت بالفعل على يد شخص من الشيطان، أو ضد المسيح، ولن تشعر حتى بذلك، وهو وضعٌ مهم خطير جدًا. بالتالي، من أجل حل هذه المشكلة، فهم شخصيات أضداد المسيح المختلفة وطرق عملهم وتمييزها بدقة، وكذلك طبيعة أفعالهم والوسائل والحِيَل التي يحبّون استعمالها، ويجب أن تبدأوا أيضًا بالعمل على أنفسكم. ليس الطريق الصحيح أن تؤمن بالله ولكنك تعبد الإنسان. قد يقول البعض: "حسنًا، لديّ بالفعل أسباب لعبادة القادة الذين أعبدهم – الذين أعبدهم منسجمون مع مفاهيمي". لماذا تصرّ على عبادة الإنسان مع أنّك تؤمن بالله؟ إذا وضعنا كل الأمور في الحسبان، من سيخلّصك؟ من يحبّك ويحميك حقًا – ألا يمكنك حقًا أن ترى؟ أنت تتبع الله وتصغي إلى كلمته، وإن كان أحدهم يتكلّم أو يتصرّف بشكل صحيح، بما ينسجم مع مبادئ الحق، أفلا تكفي إطاعة الحق؟ لماذا أنت وضيع إلى هذا الحد، ولماذا تُصرّ على إيجاد شخص تعبده كي تتبعه – لماذا تحبّ أن تكون عبد الشيطان؟ لِمَ لا تكون بدل هذا خادمًا للحق؟ يُظهر هذا ما إذا كان الشخص يتمتّع بعقل وكرامة. يجب أن تبدأ بالعمل على نفسك، وتجهيز نفسك بالحقائق التي تفرّق بين الأشخاص المختلفين والأحداث المختلفة، وتنمية قدرة التمييز بين كل الأمور والأشياء المختلفة التي تتجلى في الأناس المختلفين، ومعرفة جوهرهم وما الشخصيات التي يكشفونها. ويجب أن تفهم أيضًا أي نوع من الأشخاص أنت، وأي نوع من الأشخاص هم المحيطون بك، وأي نوع من الأشخاص يقودونك. يجب أن تتمكّن من النظر إليهم بدقة. ... إذا كنت لا تسعى للحق، وتعيش دائمًا وسط نوع معين من التصورات، وتتكل دائمًا اتكالًا أعمى على الآخرين وتبجِّلهم وتتملَّقهم، وإذا كنت لا تسلك طريق السعي للحق، فماذا ستكون العاقبة النهائية إذًا؟ الجميع قادر على خداعك. أنت غير قادر على رؤية أي شخص على أساس حقيقته، ولا حتى أضداد المسيح الأشد فظاظة، الذين يربكونك بتلاعبهم. ومع ذلك، ما زلت معجبًا بهم لقدراتهم، وتتبع خطواتهم كل يوم. هل هذا شخص يتبع الله ويطيعه؟" ("يتعاملون بطريقةٍ غادرة ويتصرَّفون بطريقةٍ فرديَّة وديكتاتوريَّة ولا يتشاركون أبدًا مع الناس ويجبرون الناس على الطاعة" في "كشف أضداد المسيح"). بعد قراءة كلام الله، رأيت أنه رغم إيماني، كنت على طريق عبادة الناس واتباعهم. علمت من خلال تفاعلاتي مع وانغ أنه كان قائدًا لسنوات، فاعتقدت أنه سعى للحق، وتملقته حقًا. بمعرفة أنه كان مسؤولًا عن عمل كنائس متعددة، وأنه قد أحيا الأشياء عندما كانت تسير بشكل سيئء، فقد أعجبت به أكثر. شعرت أنه نال إرشاد الروح القدس وبركات الله لإنجاز كل هذا العمل، ولا بد أن الله يجبه. وسماعه يتحدث عن مدى مراعاته لمشيئة الله، بالإضافة إلى أساليب عمله ونتائجه، أشعرني وكأنه من بين كل هؤلاء القادة والعاملين، كان وانغ يتمتع بأفضل الكفاءات والقدرات، وكان يتمتع بقامة أكبر. سرعان ما تكونت له صورة كبيرة في ذهني. بدأت أُجِلّه. اعتقدت أنه إذا أردت أن أكون قائدة مؤهلة، يجب أن أتعلم من أسلوب عمله. في الاجتماعات، لم أكن أستمع حقًا لما قاله الآخرون. شعرت أن شركتهم لا قيمة لها، لكن عندما بدأ وانغ في التحدث، منحته تركيزي. أحيانًا كنت أدوّن ملاحظات حول النقاط الرئيسية التي ذكرها، خشية فقدان شيء مهم. حينها، لم أكن آتي أمام الله للصلاة والسعي إطلاقًا، ولم أكن أطلب مبادئ من كلام الله حول كيف ينبغي أن يعمل القادة. كنت فقط أمارس كلمات وانغ وأسلوب عمله كما لو كان الحق. حتى إنني كنت أقلد كل إيماءاته، وطرق وعظه وتصرفه. لقد احتل سامية في قلبي. كان يؤثر على طريقة أدائي للأشياء وأدائي لواجبي. لقد أصبح مثلي الأعلى. نظريًا، كنت أؤمن بالله واتبعته، لكن في الواقع، كنت أتبع وانغ، وقد فقد الله مكانه في قلبي. كنت أتملق شخصًا ما وأتبعه، الذي كان في الأساس يتبع الشيطان، وأُبِعد نفسي عن الله وأخونه. قال الرب يسوع ذات مرة: "لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ" (متى 4: 10). الله إله غيور، وهو لن يسمح لمؤمنيه بعبادة أي أوثان. يقول الله القدير، "بما أنك عزمت على خدمتي، فلن أتركك ترحل. أنا إله غيور، وأنا إله أغار على البشرية. بما أنك قد وضعت كلماتك على المذبح بالفعل، فلن أتسامح مع هروبك أمام عيني، ولن أتسامح مع كونك تخدم سيدين" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. شخصياتكم جميعًا وضيعة للغاية!). رأيت أن شخصية الله لا تتسامح مع أي إهانة. إنه لا يحب الذين يؤمنون بالاسم فقط، ولكن الله ليس في قلوبهم، الذين يؤمنون بالله لكنهم يخونونه، ويتبعون الإنسان. إنهم يثيرون اشمئزاز الله. إنه يكرههم. بالنظر إلى أنني كنت أتبع شخصًا وأسير بالفعل في الطريق الخطأ، أصبت بالرعب. كنت أيضًا ممتنة لإرشاد الله، حيث أظهر لي مثل هذه المشكلة الخطيرة داخلي. أردت حقًا أن أتوقف عن تملق وانغ.
كان هناك مقطع آخر قرأته: "إن ما يعجبك ليس هو اتّضاع المسيح، بل أولئك الرعاة الكاذبون ذوو المراكز البارزة. إنَّك لا تحب جمال المسيح أو حكمته، لكن تحب هؤلاء المستهترين الذين يرتبطون بالعالم الفاسد. إنَّك تستهزئ بألم المسيح الذي ليس له أين يسند رأسه، بل تُعجب بتلك الجثث التي تخطف التقدمات وتعيش في الفجور. إنَّك لست راغبًا في أن تعاني مع المسيح، لكنك بسعادة ترتمي في أحضان أضداد المسيح غير المبالين مع أنَّهم لا يمدّونك سوى بالجسد وبالكلام وبالسيطرة. حتى الآن لا يزال قلبك يميل إليهم، وإلى شهرتهم، وإلى مكانتهم، وإلى تأثيرهم، وما زلت مستمرًا في تمسُّكك بموقف تجد فيه أن عمل المسيح يصعب ابتلاعه وأنك غير راغب في قبوله. هذا هو السبب في قولي إنَّه ينقصك الإيمان للاعتراف بالمسيح. إن السبب في اتِّباعك له إلى هذا اليوم يرجع كليةً إلى إنَّك لا تملك خيارًا آخر. فهناك سلسلة من الصور النبيلة تطفو إلى الأبد في قلبك؛ ولا يمكنك أن تنسى كل كلمة قالوها وكل فعل أدّوه، ولا حتى كلماتهم وأياديهم المؤثرة. إنَّكم تقدِّرونهم في قلوبكم كمتفوقين دائمًا، وكأبطال دائمًا. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لمسيح اليوم. فهو غير هام في قلبك دائمًا وغير مستحق للمخافة دائمًا، لأنه شخص عادي جدًا، وليس له سوى قدر قليل للغاية من التأثير، ولا يحظى بمقام رفيع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟). ساعدتني كلمات الله على فهم سبب اتباعي لشخص ما. عشقت المكانة والقوة، وكانت تلك الأشياء التي أحببتها بطبيعتي. بمجرد علمي أن وانغ كان في مناصب قيادية طوال الوقت، وأنه تولى الكثير من المشاريع، بدأت أُجلُّه. عندما سمعته يصف العمل الذي قام به والأشياء التي أنجزها، بدأت بتملقه، راغبة أن أكون مثله ذات يوم. الطريقة التي تحدث بها والعمل الذي قام به ترك انطباعًا قويًا لدي. لقد أعجبت بشركته الأبيَّة وقدرته على العمل. شعرت أن هذا ما يجب أن يكون عليه القائد. لكنني لم أكن أعشق تواضع المسيح واختفاءه، وحلاوته وعظمته. فكرت في صنع الله الملابس لآدم وحواء. إنه الخالق وله مثل هذه الكرامة العظيمة، لكنه لم يقدم نفسه هكذا. صنع الملابس بنفسه للجاهلين اللذين أفسدهما الشيطان. عندما كان الرب يسوع يعمل ويسير بين البشر، لم يعلن هويته أبدًا، بل غسل أقدام تلاميذه. والآن، تجسَّد الله وأتى إلى الأرض ليخلِّص الإنسان، لابسًا جسدًا عاديًا، ليعبّر عن الحقائق بهدوء ويعول الإنسان، وغير متباهٍ أبدًا. إن تواضع الله واحتجابه يستحقان محبتنا. لكني لم أر أن هذا يحتوي على قداسة الله وعظمته وكرامته. لقد تطلعت وعشقت وحتى اتبعت كل من رأيته له مكانة ويتباهى. كنت عمياء وجاهلة جدًا. ثم أقسمت أنني سأصبح من أتباع الله الحقيقيين، وأن أقوم بواجبي بحسب كلام الله وأحظى بتمييز لما لخصه الآخرون. إذا كان نهجهم يتماشى مع مبادئ الحق، يمكنني اتباعه، لأن هذا اتباع للحق. ولكن إذا خالف كلام الله والحق، أو كانت مجرد نزوة أو اختبار شخصي، وإذا كان كل هذا العمل يربح إعجاب الآخرين، أو حث الناس على اتباع القواعد والشعور بالضيق، لم أستطع قبول ذلك بشكل أعمى.
بعد فهم المشكلة بشكل أفضل قليلًا، فكرت في كيفية تأنيبي للآخرين وجعلهم يشعرون بالقيود. هكذا عمل وانغ. ربما شعر بعض الإخوة والأخوات بأنهم مقيدون منه أيضًا. وفكّر البعض الآخر أن وانغ كان يميز بين الناس باستمرار في الاجتماعات وكان ذلك غير مريح، لذلك أخبرته أنه كان يستخدم منصبه لتوبيخ الناس وكان مقيِّدًا للآخرين. لكن رده كان: "أعلم أنني أستغل منصبي، لكن هكذا أحصل على النتائج. إذا لم أشرحهم وأتعامل معهم، سيتأثر أداؤهم". لقد صُدمت جدًا لسماع ذلك. كان يعلم أن نهجه كان إشكاليًا، لكنه استمر في فعل الأشياء بالطريقة الخاطئة. لم يكن يقبل الحق أو يمارسه. لقد استغل منصبه لتوبيخ الناس حتى يحصل على نتائج أفضل في العمل، لذلك كانت دوافعه خاطئة. كان يفعل ذلك من أجل الاسم والمكانة. لذا، ألم تكن كل شركته تدور حول مراعاة مشيئة الله فارغة، مجرد عقيدة تُنفث؟ عند هذه الفكرة، تطورت لدي شكوك حول نوع الشخص الذي كان عليه وانغ حقًا، وبدأت في إيلاء المزيد من الاهتمام لكيفية قيامه بواجبه. أردت معرفة ما كان يستند إليه حقًا في أفعاله.
لاحقًا، شاهدته يعقد اجتماعات لبعض قادة الفريق، ولاحظت أنه كان يوبخهم لكونهم روتينيين، وليسوا مسؤولين بما فيه الكفاية. واصل القول: "هل لديكم أي إنسانية، أو أي مسؤولية؟ ما مقدار العمل الفعلي الذي أنجزتموه؟". كان فقط يكشف الناس وينتقدهم، لكنه لم يتحدث أبدًا عن كيفية حل المشكلات العملية في عملهم. في كل مرة كنا نلخص فيها عملنا، كان يطلب من قادة الفريق أو الإخوة والأخوات الأكثر خبرة المشاركة، لكنه نفسه لم يساعد أبدًا في الحلول أو مسارات الممارسة. كما أنه لم يتحدث أبدًا عن الفساد الذي كشفه في واجبه، أو أي أخطاء شخصية. لقد كان يوبخ الناس دائمًا بغطرسة. وبعد ذلك لاحظت أنه لم يتابع أي عمل، بل أصدر الأوامر فقط. لقد وضع تلك المشاريع التي كان مسؤولًا عنها على أكتاف الآخرين وجعلهم يقدمون تقارير له. في المهام التي كانت أكثر أهمية والتي تتطلب المزيد من المسؤولية، كان دائمًا يحمي مصالحه دون التفكير في عمل بيت الله. في ظل كل هذا السلوك، ناقشت وشركائي هذا الأمر وأصبحنا نشعر أنه قائد كاذب، لذلك أخبرنا قائدًا أعلى عن كل ذلك. عندما سمع القائد أنه كان يقول باستمرار: "أنتم أيها الناس كذا وكذا". قال إن وانغ يتصرف كما لو كان ينتمي لفئة مختلفة عن البشر الفاسدين، كما لو كان الله قد كمَّله، وكما لو كان الله استخدمه. لم يكن يريد أن ينحني لأحد، لكنه أراد أن يتساوى مع الله. هذا له جوهر الشيطان، ضد المسيح. عندما سمعت القائد يذكر الشيطان، ضد المسيح، لقد فوجئت حقًا. كل ما كنت أعرفه هو أنه لم يشارك عن الحق لحل المشكلات وأحب لوم الناس، وأنه كان قائدًا كاذبًا، لكني لم أر أنه كان ضد المسيح.
ثم قرأت مقطعين من كلام الله. "مهما كانت الطريقة التي يتحدث بها أضداد المسيح، فمن الضروري دائمًا جعل الناس يُجلُّونهم ويعبدونهم، للوصول إلى مكانة معينة في قلوبهم، وحتى لأخذ موضع الله هناك، هذه كلها أهداف يرغب أضداد المسيح في تحقيقها عندما يشهدون لأنفسهم. الدافع وراء كل ما يقولونه ويعظون به ويشاركونه هو جعل الناس يُجلُّونهم ويكرمونهم. مثل هذا السلوك هو تمجيد وشهادة لأنفسهم حتى يحتلون مكانة في قلوب الآخرين. مع أن الطريقة التي يتحدث بها هؤلاء ليست هي الطريقة نفسها تمامًا، بل تتفاوت بدرجة ما، فإن لها تأثير الشهادة لأنفسهم وجعل الناس يبجلونهم؛ توجد مثل هذه السلوكيات بدرجة أو بأخرى في جميع العاملين تقريبًا. إذا وصلوا إلى نقطة، إلى النقطة التي لا يستطيعون فيها إيقاف أنفسهم، أو أصبح من الصعب كبح جماحهم، ولديهم نية قوية وواضحة على نحو خاص وهدف جعل الناس يعاملونهم كما لو كانوا الله أو نوعًا من المعبودات، وبعد ذلك يمكنهم تحقيق هدف السيطرة على الناس وتقييدهم، والوصول إلى مرحلة حملهم على الخضوع، فإن طبيعة كل هذا تمجيد أنفسهم والشهادة لأنفسهم. هذا كله جزء من طبيعة ضد المسيح. ما الوسائل التي يستخدمها الناس عادة لتمجيد أنفسهم والشهادة لها؟ (يتحدثون عن رأس مالهم). ماذا يشمل الحديث عن رأس مالهم؟ الحديث عن المدة التي آمنوا فيها بالله، وكم عانوا، ومقدار الثمن الذي دفعوه، ومقدار العمل الذي أنجزوه، والمسافة التي سافروها، وعدد الأشخاص الذين ربحوهم من خلال نشر الإنجيل، ومدى الإذلال الذي كان عليهم تحمُّله. كثيرًا ما يتحدث بعض الأشخاص أيضًا عن عدد المرات التي قضوها في السجن وتمسكوا فيها بشهادتهم، ولم يخونوا الكنيسة أو الإخوة والأخوات، وما إلى ذلك. هذه كلها أمثلة للحديث عن مقدار رأس المال الذي يمتلكه المرء. إنهم يديرون عملياتهم الخاصة، ويعززون مناصبهم، ويخلقون انطباعًا جيدًا في قلوب الناس تحت ستار الوفاء بواجبات القادة. في الوقت نفسه، يستخدمون جميع أنواع الأساليب والحيل لكسب الناس، بل ويذهبون إلى حد مهاجمة واستبعاد أي شخص لديه آراء أو وجهات نظر مختلفة عن آرائهم، ولا سيما أولئك الذين يسعون للحق. أما بالنسبة لأولئك الأغبياء والجهلاء والمشوشين في إيمانهم، وكذلك أولئك الذين يؤمنون بالله لفترة قصيرة فقط، أو الذين يتمتعون بقامة صغيرة على نحو خاص، فما هي الأساليب التي يستخدمونها؟ إنهم يخدعونهم ويستدرجونهم بل ويهددونهم، مستخدمين هذه الاستراتيجيات لتحقيق هدفهم المتمثل في تعزيز منصبهم. هذه كلها أساليب أضداد المسيح" ("يحاولون ربح الناس" في "كشف أضداد المسيح"). "لقد وجدت أن الكثير من القادة لا يستطيعون سوى إلقاء المحاضرات على الناس. فهم غير قادرين إلا على وعظ الناس من أعلى، ولا يمكنهم التواصل معهم على المستوى نفسه؛ إنهم غير قادرين على التفاعل مع الناس على نحوٍ طبيعي. عندما يتحدث بعض الناس، يكون الأمر دائمًا كما لو كانوا يلقون خطابًا أو يعدّون تقريرًا؛ كلماتهم موجهة فقط إلى حالات الأشخاص الآخرين، ولا ينفتحون أبدًا عن أنفسهم، ولا يشرِّحون أبدًا شخصياتهم الفاسدة، ولكن يشرِّحون فقط قضايا الآخرين حتى يعرفها الآخرون. ولماذا يفعلون هذا؟ لماذا عليهم أن يعظوا بمثل هذه العظات ليقولوا مثل هذه الأشياء؟ هذا دليل على أنهم ليس لديهم معرفة بأنفسهم، وأنهم يفتقرون إلى العقل، ومتعجرفون ومغرورون. يظنون أن قدرتهم على التعرف على الشخصيات الفاسدة للآخرين تثبت أنهم فوق الآخرين، وأنهم أفضل من الآخرين في تمييز الأشخاص والأشياء، وأنهم أقل فسادًا من الآخرين. القدرة على تشريح الآخرين وإلقاء المحاضرات، وعدم القدرة على الكشف عن الذات، وعدم كشف أو تشريح شخصياتهم الفاسدة، وعدم إظهار وجههم الحقيقي، وعدم قول أي شيء عن دوافعهم الخاصة، وإلقاء المحاضرات فحسب على الآخرين لأنهم يفعلون الشيء الخطأ ما هو إلا تضخيم الذات وتمجيدها. ... عندما يقودون الناس، لا يطلبون منهم ممارسة الحق، لكن أن يستمعوا إلى ما يقولونه ويتبعوا طرقهم الخاصة. أليس بهذا يطلبون من الناس أن يعاملوهم كالله ويطيعوهم كما يطيعون الله؟ هل يمتلكون الحق؟ إنهم خالون من الحق، ومملوؤون بشخصية الشيطان، وهم شيطانيون، فلماذا يطلبون من الناس طاعتهم؟ هل شخص مثل هذا لا يعظِّم نفسه؟ ألا يُعلِّي من ذاته؟ هل يمكن لأفراد مثل هؤلاء أن يأتوا بالناس أمام الله؟ هل يمكنهم جعل الناس يعبدون الله؟ إنهم يريدون أن يطيعهم الناس، وعندما يعملون بهذه الطريقة، هل يقودون الناس حقًا إلى الدخول في واقع الحق؟ هل يقومون حقًا بعمل ائتمنهم الله عليه؟ كلا، إنهم يحاولون إنشاء ملكوتهم الخاص، يريدون أن يكونوا الله، ويريدون من الناس أن يعاملوهم مثل الله، ويطيعوهم مثل الله. أليسوا أضداد المسيح؟ دائمًا ما كانت الطريقة التي يقوم بها أضداد المسيح بالأشياء هي أنه مهما كان مقدار تأخيرهم لعمل بيت الله، ومهما كان الضرر الذي يلحق بمختاري الله، يجب على الناس طاعتهم والاستماع إليهم. أليست هذه طبيعة الشياطين؟ أليست هذه شخصية الشيطان؟ أناس مثل هؤلاء هم شياطين حية في هيئة بشرية؛ قد يكون لديهم وجوه بشرية، لكن كل شيء بداخلهم شيطاني. كل ما يقولونه ويفعلونه شيطاني. لا شيء مما يفعلونه يتفق مع الحق، ولا شيء مما يفعلونه يفعله البشر العاقلون، ولذا فلا شك في أن هذه هي أفعال الأبالسة والشيطان وضد المسيح. يجب أن تدركوا هذا بوضوح" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). منحتني كلمات الله بعض التمييز حول جوهر سلوك وانغ. نادرًا ما تحدث عن فساده أو ضعفه أو عيوبه في الاجتماعات، ونادرًا ما شرح مشكلاته أو أخطائه في العمل. كان يتحدث دائمًا عن الواجبات التي يقوم بها، وكم العمل العملي الذي قام به، وكم عدد الكنائس التي دعمها وعدد القادة الذين دربهم، كم عدد أضداد المسيح الذين اكتشفهم، وكل التضحيات التي قدمها، وكم عانى، والثمن الذي دفعه، والمصاعب التي تغلب عليها، وكيف أنه أرضى مشيئة الله مهما كانت مدى معاناته. كان يتعالى ويشهد لنفسه هكذا فقط للفوز بالهيبة بين الإخوة والأخوات، ولجعل الآخرين يُجِلُّونه. وعندما تحدث عن تلك الاختبارات، كان يربطها كلها بكلام الله. بدا أنه كان يشارك فهم كلام الله واختباراته الحقيقية، لكن كل هذا كان مجرد استعراض، وتباهٍ بمزاياه. شركته لم تمنح الناس فهمًا لله أو كلام الله، لكنها ذكرت فقط اختباره وربحت له الإعجاب. كان يتباهى بحجة الشركة عن كلام الله، ليكون له مكان في قلوب الناس ويضللهم. كما كان يسيء استغلال منصبه باستمرار لتشريح عيوب الآخرين، وتوبيخ الإخوة والأخوات على افتقاد الإنسانية والضمير والمسؤولية. كان يقول دائمًا "أنتم أيها الناس..." كان من الواضح أنه لا يعتقد أنه مساوٍ لأي شخص آخر، أو أنه مخلوق، وإنسان آخر أفسده الشيطان. كان لديه نفس أنواع الفساد والعيوب التي كان لدى بقيتنا، لكنه تصرف كما لو كان مميزًا، كما لو كان الناس فاسدين وينتمون للشيطان، لكنه لم يكن مثل بقيتنا، وأنه هرب من الفساد والدنس. لم يكن يشارك عن الحق عندما لم يؤد الإخوة والأخوات واجبهم جيدًا، ولكن وبخهم فقط، وكان يهدد دائمًا بفصل الأشخاص إذا لم يقوموا بعمل عملي. وجعل الناس يخافونه، وجعل الجميع خاضعين له حقًا، يسيطر عليها في قبضته. رأيت أنه لم يُسِئ فقط إلى وضعه، لكنه استخدم كل أنواع الأساليب لجعل الناس يعشقونه، للنظر والاستماع إليه. لقد كان على طريق ضد المسيح، مع طبيعة وجوهر ضد المسيح.
لقد فصلنا وانغ تماشيًا مع المبادئ. بعد ذلك، سمعنا أن بعض الناس أصيبوا بالاكتئاب الشديد بسبب إقالته، وأنهم أرادوا التوقف عن أداء واجبهم. شعروا أن لديه مثل هذه المقدرة العظيمة، ومع ذلك طُرد، وأنهم لم يضاهوه أبدًا، لذا فهم بالتأكيد لن يستطيعوا القيام بعمل عملي، وكان لا بد من طردهم يومًا ما أيضًا. أدركت كان لابد أن يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين ضللهم وانغ، الذين يفتقرون إلى التمييز. ذهبت وشركائي إلى الشركة مع جميع القادة والعاملين الذين عمل معهم حول أسباب إقالته وطبيعة سلوكه بناءً على كلام الله. تحدث بعضهم عن كيف نظروا إليه كثيرًا وشعروا وكأنه يتمتع بمهارة عالية، وأنه كان موهوبًا وبليغًا وماهرًا. لقد استخدموا كل ما قاله كمعيار ذهبي، وكانوا يتعاملون مع أقواله كالحق، وكانوا يدركون فقط أنهم ضُللوا. قال بعضهم إنهم كانوا خائفين من وانغ، أنه كلما فحص عملهم، كانوا يشعرون بالتوتر الشديد، ويخشون التعرض للانتقاد، ويصابون بالاكتئاب بعد ذلك. شعروا أنهم يفتقرون إلى الكفاءة ولا يمكنهم فعل أي شيء بشكل صحيح، وأنهم لا يستطيعون تولي دور قيادي وعليهم الاستقالة فقط. عندها سيشعرون بالقوة فقط ويتمسكون بإرساليتهم بعد الصلاة إلى الله مرارًا. من شركة الجميع رأيت كيف أثر سلوك وانغ سلبًا على الجميع، وكانت إقالته برًّا من الله بالتأكيد. كان سيؤذي الآخرين إذا ظل قائدًا.
بعد مرور بعض الوقت، تلقينا رسالة من الصين، بتقرير عن وقت قيام وانغ بواجب هناك. العديد من القادة الذين عيَّنهم لم يكونوا لائقين للوظيفة. طُرد بعضهم باعتبارهم أضدادًا للمسيح، وباع البعض الكنيسة بعد القبض عليهم، وأصبحوا يهوذا حتى دون تعذيب. إن تعيين الأشخاص الخطأ يضر حقًا بعمل بيت الله. قالوا أيضًا إن وانغ كان يتباهى دائمًا بمهارته ووزناته لتضليل الناس، حتى يعتقد الجميع أنه يستطيع حل كل مشكلة صعبة، وأنه من خلال بضع جمل من الشركة، يمكنه حل المشكلة، وأنه أينما ذهب إلى الشركة، فإن الإخوة والأخوات يشعرون بالرضا تجاه واجبهم. شعر الجميع وكأنه يمتلك واقع الحق وكان جميع زملائه في العمل معجبًا به حقًا. حتى الذين لم يلتقوا به من قبل يمدحونه عند ذِكر اسمه، ويستخدمونه كمعيار. ظنوا أنهم إذا فعلوا أشياء مثله، يمكنهم الحصول على نتائج أفضل في العمل. بعد رؤية هذه التقارير عن وانغ كان بإمكاني رؤيته بشكل أكثر وضوحًا. كانت الطريقة التي يتصرف بها هي نفسها تمامًا ما وصفها الله عن أضداد المسيح الذين يشهدون ويمجدون أنفسهم. في الصين وخارجها، لم يكن لدى وانغ أدنى تغيير في شخصيته الحياتية. لقد كان ضد المسيح. كنت أيضًا ممتنة لبرِّ الله. لا أحد يستطيع الهروب من تمحيص الله، عاجلًا أم آجلًا، يقصي الله أي شخص لا يسعى للحق، وليس على الطريق الصحيح.
هذه الاختبار أظهر لي أننا كمؤمنين، علينا أن ننظر إلى كل شيء وكل شخص بناءً على كلام الله، لنتعلم رؤية أي نوع من الأشخاص كان، وما هو مساره، بناءً على سلوكه وما يُظهره. يجب أن نقترب أكثر من أولئك الذين حولنا الذين يسعون للحق، نتعلم ونستفيد منهم. يجب أن نقارب مَن يُظهر فسادًا أو ضعفًا مؤقتًا بشكل صحيح، لنساعده وندعمه، ونشارك الحق معه في محبة. لكن يجب أن نرفض أولئك غير المؤمنين الذين لا يمارسون الحق أبدًا، وإذا رأينا شخصًا يسير في الاتجاه الخاطئ على وشك فعل الشر، قائد كاذب، أو ضد المسيح، أو عامل شرّ، فيجب أن نضع حدًا لذلك ونبلغ عنه. نحتاج أيضًا إلى التعلم من فشله، للتفكير في الطرق التي نتصرف بها مثله تمامًا، لاستخدام إخفاقاته كتحذيرات لأنفسنا. يمكننا أن ننمو أسرع في الحياة بهذه الطريقة. إذا لم نطلب الحق في إيماننا أو نستخدم كلام الله للنظر إلى الآخرين، ولكن نظرنا فقط إلى مقدرات الناس ووزناتهم، فمن المحتمل أن نتملق ونتابع أشخاصًا آخرين. ثم ينتهي بنا المطاف في طريق ضد الله ونُقصى. يوضح لنا هذا مدى أهمية السعي للحق في إيماننا.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.