الغش في تضحياتي لله

2022 أغسطس 1

في أحد أيام أبريل الماضي، شعرت فجأة بألم شديد في الظهر على الجانب الأيمن. فظننت أنني أصبته بالتواء بطريقة ما، لذلك لم أفكر كثيرًا في الأمر، وظننت أنه يمكنني أن أضع لصقة طبية وعندها سأصبح بخير. لكن اللصقة لم تفعل أي شيء، بل تفاقمت آلام ظهري. كان الأمر أشبه بالطعن بإبرة – كان ألمًا حادًا من صدري إلى ظهري. عندما تفاقم، شعرت وكأن شيئًا ما ينشب ببراثنه في لحمي وعظامي. كان الألم شديدًا جدًا، ولا يمكنني وصفه حقًا. حتى أن النوم كان في بضع ليالٍ مؤلمًا للغاية. شعرت أنني لا أستطيع تحمل الأمر جسديًا أكثر من ذلك وأردت زيارة الطبيب، لكنني كنت قد أعددت للتو اجتماعًا لمشاركة الإنجيل مع بعض الأشخاص. من المؤكد أن الذهاب لإجراء فحص سيؤخر ذلك. قررت أن أذهب بعد أيام قليلة، بعد لقائهم، وبالإضافة إلى ذلك، كان كل شيء في يد الله. كنت بحاجة فقط إلى الاستمرار في أداء واجبي، وقد أشعر بتحسن بعد بضعة أيام. تقويت في مواجهة الألم، وذهبت إلى المستشفى بعد ذلك الاجتماع. قال لي الطبيب الذي رأيته بجدية شديدة، "لماذا انتظرت طويلاً لتأتي؟ هذا ليس بالأمر البسيط. هذا مرض الحزام الناري نتيجة فيروس، وهو حزام ناري داخلي. إنه يظهر بالفعل على الجلد. إذا لم تحصلي على علاج فوري ودخل الفيروس إلى نخاع العظام، فقد يكون مميتًا". لقد فوجئت حقًا. لم أتخيل أبدًا أنه كان شيئًا خطيرًا لدرجة أنه قد يكلفني حياتي. فكرت: "كنت أشارك الإنجيل وأقوم بواجبي خلال السنوات القليلة الماضية بجدية، لذلك كيف يمكن أن يحدث هذا لي؟ كما أنني تخليت عن منزلي ومهنتي لأقوم بواجبي، وقد عانيت ودفعت الثمن. لم أخن الله أبدًا، حتى عندما اعتُقلت وتعرضت للتعذيب الوحشي من قبل الحزب الشيوعي. ظللت أقوم بواجبي بعد السجن. فلماذا لا يحميني الله؟". استأت أكثر عندما فكرت في الأمر. كنت أغالب دموعي، وشعرت بالفراغ في قلبي. إنها حالة مزمنة، لذا فإن الطريقة الوحيدة للسيطرة عليها هي بالأدوية. كانت الأمور مزدحمة للغاية في الكنيسة أيضًا، لذلك ظللت أقوم بواجبي أثناء تلقي العلاج. عندما كنت أخرج على دراجتي، كان أي مطب في الطريق يصيبني بألم شديد. أحيانًا كنت أتصبب عرقًا، وفي أوقات كنت أًصاب بنوبة مفاجئة من الألم ولا أستطيع حتى الجلوس بثبات. كنت أستلقي عندما أعود إلى المنزل من واجبي، وأنا أشعر وكأنني لا أملك ذرة قوة ولا أستطيع التحدث على الإطلاق.

علمت أن هذا يحدث لي بسماح من الله. كنت أصلي وأطلب، وأتأمل فيما ربما كنت أفعله ولا يتماشى مع مشيئة الله، لكنني كنت لا أزال متمسكة بهذا البصيص من الأمل وهو أنني طالما رأيت خطأي وظللت أقوم بواجبي، فقد يشفيني الله. لكن مر شهران في غمضة عين، ولم أشعر بأي تحسن. كنت أشعر بالقلق. كنت متوعكة منذ فترة طويلة، كيف أتصرف إن لم يتحسن الوضع؟ بالإضافة إلى أنني لم أتوقف أبدًا عن أداء واجبي. ظللت أبشّر بالإنجيل حتى عندما كنت مريضة، إذن لماذا لم يشفني الله؟ شعرت بمزيد من الظلم والانزعاج عندما فكرت في الأمر. إذا لم أتعاف أبدًا، فقد يأتي اليوم الذي لا أعد أستطيع فيه القيام بواجب. لن أكون قادرة على فعل الخير، فكيف يمكن أن أخلص عندئذ؟ تساءلت عما إذا كان كل شيء قدمته على مر السنين سيذهب سدى. اعتقدت أنه يجب أن أحفظ طاقتي من أجل صحتي وأرى كيف تسير الأمور. لم أعد أؤدي واجبي بنفس الإخلاص بعد ذلك. في اجتماعاتنا، كنت فقط أسأل بشكل روتيني عن أهداف الإنجيل المحتملة، واذا لم يكن أحد بحاجة إلى مساعدتي، كنت أذهب إلى المنزل وأحصل على قسط من الراحة. كنت خائفة حقًا من إرهاق نفسي وأن يتفاقم مرضي. خلال ذلك الوقت، كنت مشغولة تمامًا بمرضي، وكنت في حالة اكتئاب حقًا. لم أحصل على أي استنارة من كلام الله، وكانت شركتي في الاجتماعات جافة حقًا. شعرت حقًا بأنني بعيدة عن الله. في ألمي صليت إلى الله قائلة: "يا إلهي! أنا حقًا بائسة، وأشعر بالضعف الشديد. ليس لدي أي دافع للقيام بواجبي، وأشعر حتى بالاستياء منك. أرجوك أرشدني لفهم مشيئتك. أريد أن أخضع، وأتأمل في نفسي، وأتعلم درسًا".

قرأت هذا المقطع من كلام الله في سعيي: "أولًا، عندما يبدأ الناس في الإيمان بالله، فمَنْ منهم لا تكون له أهدافه ودوافعه وطموحاته الخاصة؟ مع أن جانبًا منهم يؤمن بوجود الله، وعاين وجود الله، فإن إيمانهم بالله مازال يحتوي على تلك الدوافع، وهدفهم النهائيّ في الإيمان بالله هو الحصول على بركاته والأشياء التي يريدونها. ... يقوم كلّ شخصٍ دائمًا بإجراء هذه الحسابات داخل قلبه، ويُقدّم لله مطالب تحمل دوافعه وطموحاته وعقليته القائمة على الصفقات. وهذا يعني أن الإنسان دائمًا يختبر الله في قلبه، ويضع خططًا باستمرارٍ حول الله، ويتجادل باستمرارٍ في مسألة هدفه الخاص به مع الله، ويحاول الحصول على تصريحٍ من الله، من خلال استكشاف ما إذا كان الله يستطيع أن يعطيه ما يريده أم لا. وفي نفس الوقت الذي يسعى فيه الإنسان إلى الله، لا يعامل الإنسان الله باعتباره الله. فقد حاول الإنسان دومًا إبرام صفقاتٍ مع الله، ولم يتوقف عن تقديم مطالب له، بل حتّى الضغط عليه في كلّ خطوةٍ، محاولًا أن يأخذ الكثير بعد أن ينال القليل. وبينما يحاول الإنسان إبرام صفقاتٍ مع الله، فإنه يتجادل معه أيضًا، بل ويُوجد حتّى أشخاصٌ عندما يتعرّضون للتجارب أو يجدون أنفسهم في مواقف مُعيّنة، فغالبًا ما يصبحون ضعفاء وسلبيّين ومتراخين في أعمالهم، وممتلئين بالشكوى من الله. من الوقت الذي بدأ فيه المرء أول مرة يؤمن بالله، راح يعتبر الله مصدرًا للوفرة ووسيلة مُتعدّدة المهام، واعتبر نفسه أكبر دائنٍ لله، كما لو كانت محاولة الحصول على البركات والوعود من الله حقّه الأصيل والمُلزِم، في حين تكمن مسؤوليّة الله في حمايته ورعايته وإعالته. هذا هو الفهم الأساسيّ لـ "الإيمان بالله" لدى جميع من يؤمنون بالله، وهذا هو فهمهم العميق لمفهوم الإيمان بالله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)). شعرت بالذنب حقًا عندما تأملت كلام الله. أنا ببساطة لم أكن أعامل الله على أنه الله في إيماني، ولكن أردت فقط تلقي النعم منه. منذ أن أصبحت مؤمنًة كنت أعامل الله كما لو كان سلاحًا متعدد الاستخدامات، أو كمصدر للوفرة، معتقدة أنه طالما ظللت أبذل نفسي في سبيل الله، فإنه بالتأكيد سيحفظني سليمة، حتى أنني لن أواجه أي مرض أو مأساة، وسأهرب من الكوارث من كل نوع. وفي نهاية المطاف سأخلص، وتكون لي غاية جميلة. لقد خلفت عائلتي ومهنتي ورائي لأقوم بواجبي لسنوات، وعانيت ومنحت الكثير، ولم أتراجع قط، حتى عندما اعتقلني الحزب الشيوعي الصيني وعذبني. لكن عندما مرضت، خاصة عندما رأيت أن مشاكلي الصحية مستمرة، لمت الله وحاولت أن أحاججه. كنت أحسب كل معاناتي، وظننت أن كل شيء أعطيته ضاع سدى، وبدأت أتكاسل في واجبي. رأيت أن كل سنوات إيماني لم تكن لنيل الحق وطاعة الله، ولكن لأستبدل معاناتي وعملي الجاد بنعمة الله وبركاته. كنت أرغب في تطبيق منظور المعاملات البشرية على الله. ألم يكن هذا مجرد غش واستغلال لله؟ لقد كنت أنانية وحقيرة للغاية! فكرت في كيفية خلاص الله للبشرية. لقد أعطانا الكثير من الكلمات ليقوّتنا بها، وحتى أنه يدبر كافة المواقف لنا لاختبار عمله حتى نتخلص من فسادنا ونخلص. لكنني لم أكن أعلم أنني بحاجة إلى رد محبة الله، بل استخدمت الله فقط وكنت أقوم بحساباتي دائمًا. عندما لم يفعل ما أريد، بدأت أؤدي واجبي بلا روح، وبعدم اهتمام. لم أكن صادقة مع الله على الإطلاق. حقًا لم يكن لديّ أي ضمير أو عقل! وقفت أمام الله وصليت قائلة: "يا الله، لقد كنت أغشك وأستغلك في إيماني. أنا أنانية جدًا وحقيرة. أنا بالكاد إنسان! يا الله، أريد أن أتوب إليك، فأرشدني".

قرأت فقرة من "لا يمكنك إحراز تقدم إلا بتأمل الحق مرارًا": "في كثير من الحالات، تكون تجارب الله أعباءً يمنحها للناس. مهما بلغ ثِقَل العبء الذي ألقاه الله على كاهلك، فهذا هو ثقل العبء الذي ينبغي عليك أن تتحمله، لأن الله يفهمك، ويعلم أنك ستكون قادرًا على تحمله. لن يتجاوز العبء الذي منحه له لك قدرتك أو حدود تحملك، لذلك ليس هناك شك في أنك ستكون قادرًا على تحمله. مهما كان نوع العبء الذي يمنحك الله إياه، وأي نوع من التجارب، تذكَّر شيئًا واحدًا: سواء كنت تفهم مشيئة الله أم لا، وما إذا كنت مستنيرًا أو مضاءً بالروح القدس بعد أن تصلي، سواء أكانت هذه التجربة هي تأديب الله لك أو تحذيره لك أم لا، فلا يهم إذا كنت لا تفهم. ما دمت لا تتوقف عن أداء الواجب الذي يجب عليك القيام به، ويمكنك أن تلتزم بواجبك بأمانة، فسيكون الله راضيًا، وستظل ثابتًا في شهادتك. ... إذا كنت، في إيمانك بالله وسعيك إلى الحق، تستطيع أن تقول: "مهما كان المرض أو الحدث غير المرغوب به الذي يسمح الله بأن يصيبني، فيجب أن أطيع الله مهما كان ما يفعله، وأن أبقى في موضعي ككائن مخلوق. قبل كل شيء، يجب أن أمارس هذا الجانب من الحق، وهو الطاعة، وأطبقه، وأحيا بحسب واقع طاعة الله. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا أطرح جانبًا ما كلفني به الله والواجب الذي ينبغي أن أؤديه، ويجب أن ألتزم بواجبي حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة". أليس هذا تقديم شهادة؟ هل يظل بإمكانك الشكوى من الله عندما يكون لديك هذا النوع من العزم وهذا النوع من الحالات؟ لا، لا يمكنك ذلك" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كنت أتأمل كلام الله، وكنت قادرة على فهم مشيئته. لا يهم نوع المصاعب التي أواجهها – فكلها بسماح من الله، وهو يعطيني عبئًا لأتحمله وعلىّ أن أقبله وأطيعه وأتمسك بالشهادة. فكرت في بطرس، الذي كان قادرًا على طاعة الله مهما حدث. إذ عانى من المرض وعاش في الحرمان، لكنه كان دائمًا مخلصًا لله ولم يشك أبدًا. كنت بحاجة إلى أخذ مكان مخلوق مثل بطرس، وأن أخضع لما يرتبه الله، وأتعلم درسًا حقًا. واصلت تناول الأدوية أثناء القيام بواجبي أيضًا، ولم أعد أشعر بنفس التقييد من جهة صحتي. بعد بضعة أشهر من الشفاء التدريجي، اختفت حالتي المرضية. كنت ممتنًة جدًا لله.

في سبتمبر، ذات يوم عدت إلى المنزل من التبشير بالإنجيل، وكان يعلو وجهه ذلك التعبير، وكأن شيئًا ما كان يثقل كاهله. أخبرني أنه ذهب لإجراء فحص دوري في اليوم السابق، وقال له الطبيب أن يعود في اليوم التالي لإجراء آشعة بالرنين المغناطيسي. أشعرني سماع هذا الأمر بالقلق الشديد، لأن إجراء آشعة بالرنين المغناطيسي لم يكن أمرًا عاديًا. تساءلت عما إذا كان لديه مرض خطير. كنت أتقلب في فراشي في تلك الليلة، ولم أستطع النوم. حاولت مواساة نفسي، معتقدة أنها ربما لم تكن مشكلة كبيرة. كان مؤمنًا أيضًا، وكنت أقوم بواجب يبقيني خارج المنزل، لذلك ينبغي أن يحفظه الله. في اليوم التالي ذهبت معه إلى المستشفى. والمثير للدهشة أنه تبين أنه مصاب بسرطان البنكرياس. ذُهلت تمامًا عندما سمعت الخبر. لقد صدمت لأنه كان سرطانًا وسرطان البنكرياس بالأخص. لقد سمعت إنه من الصعب حقًا علاجه وهو يتطور بسرعة كبيرة. كما أن معدل الوفيات به مرتفع، وبعض الناس لا يعيشون به حتى بضعة أشهر. لقد بدا مليئًا بالحياة، لكن قد يتبقى له بضعة أشهر فقط. شعرت بأن عالمي ينهار. فكرت في هذا: "بالكاد شفيت والآن زوجي مصاب بالسرطان. لماذا لا يحمينا الله؟". كنت أبكي بلا توقف كلما فكرت في سرطان زوجي. دعوت الله في وجعي، سائلة إياه أن يحرس قلبي، وأن يرشدني لفهم مشيئته.

قرأت فقرة في كلام الله بعد ذلك تقول: "يسعى الناس في إيمانهم بالله إلى نيل البركات لأجل المستقبل. هذا هو هدف الناس من إيمانهم. جميع الناس لديهم هذا القصد وهذا الرجاء، ولكن يجب حل الفساد الذي في طبيعتهم من خلال التجارب. وإن لم يخضع أي من جوانبك للتطهير، يجب تنقيتك في هذه الجوانب – هذا هو ترتيب الله. يخلق الله بيئة من أجلك، دافعًا إياك لتتنقّى فيها حتى تتمكن من أن تعرف فسادك. وفي نهاية المطاف تصل إلى مرحلةٍ تفضِّل عندها الموت وتتخلّى عن مخططاتك ورغباتك، وتخضع لسيادة الله وترتيبه. لذلك إذا لم يخضع الناس لعدة سنوات من التنقية، وإذا لم يتحملوا مقدارًا معينًا من المعاناة، فلن يكونوا قادرين على تخليص أنفسهم من استعباد فساد الجسد في أفكارهم وفي قلوبهم. وإذا لم تزل خاضعًا لاستعباد الشيطان في أي من هذه الجوانب، وإذا لم تزل لديك رغباتك ومطالبك الخاصة، فهذه هي الجوانب التي ينبغي أن تعاني فيها. فمن خلال المعاناة فقط يمكن تعلُّم العبر، والتي تعني القدرة على نيل الحق، ويفهمون مشيئة الله. في الواقع، تُفهم العديد من الحقائق من خلال اختبار التجارب المؤلمة. لا يمكن لأحدٍ أن يعي مشيئة الله، أو يتعرَّف على قدرة الله وحكمته أو يُقدِّر شخصية الله البارَّة حق قدرها عندما يكون في بيئة مريحة وسهلة، أو عندما تكون الظروف مواتية، هذا أمرٌ مستحيل!" ("كيفية إرضاء الله في وسط التجارب" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). فكرت في نفسي في ضوء هذا. عندما كان مريضًا، من خلال دينونة كلام الله، أدركت أنه كان لدي منظور خاطئ، وأنني كنت أسعى لنيل البركات، وكنت على استعداد للخضوع سواء تحسنت أم لا. فكرت في أن أتخلى عن رغبتي في السعي وراء النعم، لكن عندما أصيب زوجي بالسرطان، لم أستطع إلا أن ألوم الله وأسيء فهمه. شعرت أن الله يجب أن يحمينا، لأننا مؤمنون. رأيت مدى رسوخ حافزي لنيل البركات. لم أكن لأدرك هذا أبدًا لو لم يكشفني الله بهذه الطريقة. ثم أدركت أن هناك درسًا يجب أن أتعلمه من مرض زوجي، وكان علي أن أتوقف عن لوم الله. فكرت بهدوء لماذا لم أستطع سوى الشكوى وإساءة فهم الله عندما أصيب زوجي بالسرطان، لماذا كنت لا أزال أسعى للحصول على البركات والنعمة.

لاحقًا، رأيت مقطع فيديو لقراءة كلام الله. يقول الله القدير، "في نظر أضداد المسيح، في أذهانهم وطريقة رؤيتهم للأشياء، لا بد وأن تكون هناك بعض الفوائد في اتباع الله، فهم لن يهتموا بالتحرك لولا وجود حافز. إذا لم يكن هناك شهرة أو ربح أو مكانة يمكن التمتع بها، فلا فائدة من الإيمان بالله. الفوائد الأولى التي يجب أن يحصل عليها الشخص هي الوعود والبركات المذكورة في كلام الله، ويجب أن يتمتعوا أيضًا بالشهرة والربح والمكانة داخل الكنيسة. يجب أن يحتل المؤمنون بالله مكانة خاصة بين الآخرين، ويجب أن يكونوا مميزين. ولا ينبغي لغير المؤمنين أن ينالوا هذه الأشياء، ويجب أن يتمتَّع بها المؤمنون، وإذا لم يكن كذلك، فهناك بعض التساؤلات حول ما إذا كان هذا الإله هو الله. ألا يصنع منطق أضداد المسيح حقيقة الكلمات التي تقول: "أولئك الذين يؤمنون بالله يجب أن يتمتعوا ببركات الله ونعمته؟" (نعم). هل هذه الكلمات حق؟ هذه الكلمات ليست حقًّا، إنها مغالطة، وهي منطق الشيطان، ولا علاقة لها بالحق. هل قال الله من قبل: "إذا آمن الناس بي، فسينالون البَركة قطعًا. هل هذا حق؟" لم يقل الله هذا ولم يفعله قَط.

عندما يتعلق الأمر بالبَركات والشدائد، هناك حق نسعى إليه. ما كلمات الحكمة التي ينبغي للناس الالتزام بها؟ قال أيوب: "أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، وَٱلشَّرَّ لَا نَقْبَلُ؟" (أيوب 2: 10) هل هذه الكلمات حق؟ هذا كلام بشر. يجب ألا يُرفعوا إلى المستويات السامية للحق، على الرغم من أن جانبًا منها يتوافق مع الحق. أي جانب منها يتوافق مع الحق؟ سواء كان الناس مبارَكين أو يعانون الشدائد فهذا كله في يد الله، هذا كله تحت سيادة الله. هذا هو الحق. هل هذا ما يعتقده أضداد المسيح؟ (لا). لماذا لا يؤمنون بهذا، لماذا لا يعترفون به؟ كمؤمنين بالله، يرغب أضداد المسيح أن يتمتعوا بالبركة وأن يتجنبوا الشدائد. عندما يرون شخصًا مبارَكًا، وقد نال منافع ونعمة، وجنى أرباحًا وفيرة، ونال المزيد من وسائل الراحة المادية، ومعالجة مادية أفضل، فإنهم يعتقدون أن ذلك صنيعة الله، إذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه ليست أعمال الله. المعنى الضمني هو: "إذا كنت أنت الله، فعندئذ لا يمكنك إلا أن تبارك الناس، لا يمكنك أن تنزل عليهم كارثة أو معاناة. عندئذ فحسب تكون هناك قيمة ومغزى للناس الذين يؤمنون بك. إذا ظلَّ الناس بعد اتباعك يعانون الشدائد، وإذا ظلوا يعانون، فلماذا يؤمنون بك؟" إنهم لا يعترفون بأن كل شيء في يدي الله، وأن الله يأمر الجميع. ولماذا لا يعترفون بذلك؟ لأن أضداد المسيح يخشون الشدائد. إنهم لا يريدون سوى أن ينتفعوا ويحظوا بمحاباة ويُبارَكوا، إنهم لا يرغبون في قبول سيادة الله أو ترتيباته، ولكن فقط الحصول على منافع من الله. هذه هي وجهة نظرهم الأنانية والحقيرة" ("يحتقرون الحقَّ، وينتهكون المبادئ انتهاكًا صارخًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء السادس)" في "كشف أضداد المسيح"). "يعيش جميع البشر الفاسدون من أجل أنفسهم. يبحث كُلّ إنسانٍ عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي – وهذا مُلخَّص الطبيعة البشرية. يؤمن الناس بالله لأجل مصالحهم، فيتخلون عن الأشياء ويبذلون أنفسهم من أجله ويخلصون له، ومع ذلك، فهم يفعلون كل هذه الأشياء لأجل مصالحهم الخاصة. باختصارٍ، يتم كُلّ شيءٍ بغرض حصولهم على البركات لأنفسهم. كُلّ شيءٍ في المجتمع يتم للمصلحة الشخصيَّة؛ فالإيمان بالله غرضه الوحيد الحصول على البركات. ولغرض الحصول على البركات، يترك الناس كُلّ شيءٍ ويمكنهم أن يتحمَّلوا الكثير من المعاناة: هذا كُلّه دليلٌ واقعي على طبيعة الإنسان الفاسدة" ("الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). يكشف كلام الله عن وجهة نظر أضداد المسيح حول البركات والشدائد. إنهم يسعون وراء البركات في إيمانهم، ويعتقدون أنه ينبغي أن يُباركوا بسبب إيمانهم. إذا لم يحدث ذلك، فإنهم يعتقدون أن الإيمان لا معنى له، وربما حتى يخوّنون الله وويتركونه في أي لحظة. أدركت أن لدي نفس النظرة تجاه الإيمان. اعتقدت أنه بما أني قدمت كل تلك التضحيات، ينبغي أن يباركني الله ويبارك أسرتي بالسلام والصحة الجيدة. لذا سواء مرضت أنا أو زوجي، كنت أنحي باللائمة على الله وأسيء فهمه. بل أنني طلبت منه طلبات غير معقولة، طالبة منه أن يشفيني من الفيروس ويشفي سرطان زوجي. بمجرد أن فعل الله شيئًا لم يعجبني، لم أعد أرغب في القيام بواجبي بتفان. أدركت كم كانت وجهة نظري عن الإيمان سخيفة. الحقيقة هي أن الله لم يقل أبدًا إنه لن تحل بالمؤمنين أمورًا سيئة. إنه يسود على كل شيء: الولادة والموت والمرض والصحة كلها في يديه، والمؤمنون ليسوا استثناء. نحن لا نتلقى البركات من الله فحسب، بل الشدائد كذلك. إن القيام بالواجب هو الشيء الأساسي الذي يجب أن يفعله الكائن المخلوق وليس له علاقة بأن تكون مباركًا أو لا. لكن الشيطان كان قد أفسدني بشدة لدرجة أن الأقوال مثل "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط" و"لا تحرك ساكنًا بدون أجر" كانت سمومًا شيطانية عشت بها. كنت أفكر باستمرار في مصالحي، وكنت أرى الله كشيء يمكنني استغلاله لصالحي. كنت أرغب في انتزاع البركات من الله مقابل معاناتي وعملي الجاد. وعندما فعل الله شيئًا أضر بمصلحتي الشخصية، امتلأت بالشكوى وسوء الفهم تجاهه، بل إنني حاججته بالعقل وعارضته. أي نوع من المؤمنين كنت؟ كنت غير مؤمنة، شخص أناني، وضيع، تافه! شعرت بالخوف حقًا عندما أدركت ذلك. رأيت أنني لم أركز على السعي وراء الحق في إيماني، ولكن فقط على السعي وراء النعمة والبركات. كنت أسير في طريق ضد الله. لن أكسب الحق أبدًا بهذه الطريقة، ولن تتغير شخصيتي الفاسدة. كان الأمر سينتهي باستبعادي فحسب! ثم رأيت حقًا أن الله كان يستخدم هذا الموقف ليحاكمني ويكشفني. ولولا أن الله كشفني بهذه الطريقة، ما كنت لأرى فسادي وإيماني الملوث، وما كان من الممكن أن أتطهر وأتغير. شكرت الله من القلب على خلاصه.

كان هناك مقطع آخر قرأته لاحقًا، في الفقرة الخامسة من "أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية". "قد تعتقد أن الإيمان بالله يعني المعاناة، أو القيام بكل الأمور من أجله؛ وقد تظن أن الغرض من الإيمان بالله هو أن يَنْعَمَ جسدك بالطمأنينة، أو أن تسير كل الأمور في حياتك على ما يُرام، أو أن تشعر بالراحة والارتياح في كل الأمور؛ لكن لا شيء من هذه الأمور يمثِّل غايات ينبغي أن يربط الناس بها إيمانهم بالله. إن كنت تؤمن لهذه الغايات، فإن وجهة نظرك غير صحيحة وببساطةٍ لا يمكنك أن تصير كاملاً. إن أفعال الله وشخصيّته البارة وحكمته وكلامه وكونه عجيبًا وغير مُدرَك كلّها أمور يجب أن يفهمها الناس. إن كان لديك هذا الفهم، فينبغي أن تستخدمه لتخلِّص قلبك من جميع المطالب والآمال والمفاهيم الشخصية. لا يمكنك أن تفي بالشروط التي يطلبها الله إلَّا بالتخلُّص من هذه الأمور، ولا يمكنك أن تنعم بالحياة وتُرضي الله إلَّا بفعل ذلك. يهدف الإيمان بالله إلى إرضائه وإلى الحياة بحسب الشخصية التي يطلبها، حتى تتجلَّى أفعاله ويظهر مجده من خلال هذه المجموعة من الأشخاص غير الجديرين. هذا هو المنظور الصحيح للإيمان بالله، وهو أيضًا الهدف الذي ينبغي أن تسعى إليه" ("الكلمة يظهر في الجسد"). أظهر لي كلام الله ما يجب أن أسعى إليه. لا ينبغي أن أسعى وراء البركات أو أي نوع من الفوائد في إيماني، ولكن يجب أن أسعى لمعرفة الله وإرضائه، وأن أكون مثل أيوب بدون أي مطالب أو طلبات من الله. آمن أيوب أن كل ما لديه قد أعطاه له الله، لذا سواء أعطاه الرب أو أخذ منه، سواء حلت به النعم أو أصابته الشدائد، فقد أطاع الله دون قيد أو شرط وأشاد ببره. لذلك عندما جرّب الشيطان أيوب، سُرقت كل ممتلكاته، ومات أبناؤه، وانتشرت الدمامل في كل جسمه وجلس في كومة من الرماد يكشط جسده. لم يشك من الله أبدًا، لكنه ظل يسبّح اسمه. ومهما فعل الله، فقد اتخذ أيوب صورة المخلوق خاضعًا لله وعابدًا له. لذا فإن إيمان أيوب يستحق ثناء الله. أعطاني هذا الفهم طريقًا للممارسة. سواء تحسن زوجي أم لا، كان عليّ أن أخضع لله دون شكوى.

قرأت هذا في كلام الله فيما بعد: "لقد خطط الله بالفعل بشكل كامل تكوين جميع مخلوقات الله، وظهورها، وعمرها، ونهايتها، بالإضافة إلى رسالة حياتها والدور الذي تلعبه في البشرية بأسرها. لا يمكن لأحد تغيير هذه الأمور. هذا هو سلطان الخالق. ظهور كل مخلوق، ومدة حياته، ورسالة حياته، كل هذه القوانين، كل واحدٍ منها، وضعه الله، تمامًا كما رسم الله مدار كل جرم سماوي؛ أي مدار تتبعه هذه الأجرام السماوية، ولأي عدد من السنوات، وكيف تدور، وما القوانين التي تتبعها؛ كل هذا كان الله سبق ورتَّبه منذ زمن بعيد، ولم يتغير لآلاف، وعشرات الآلاف من السنين. هذا رتَّبه الله وهذا سلطانه" ("فقط من خلال تقصي الحق يمكنك معرفة أعمال الله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). رأيت من كلام الله أن مصيرنا وعمرنا وعاقبتنا كلها بيد الخالق. موتنا بأمر الله، ولا أحد منا يستطيع الهروب من ذلك. قبل أن يحين ذلك الوقت، حتى لو أصابنا السرطان، فلن نموت بعد. هذا هو سلطان الله ولا أحد يستطيع تغيير ذلك. ساعدني فهم ذلك على الاسترخاء قليلاً. علمت أن صحة زوجي بيد الله، وكل ما يمكنني عمله هو طاعة ما رتبه لي الله والقيام بواجبي. خضع زوجي للعلاج الكيميائي لفترة في المستشفى، والمدهش أنه لم تكن هناك أي خلايا سرطانية في دمه. كانت جميع المؤشرات طبيعية. واختفى نصف الورم أيضًا. قال الطبيب إنه كان من النادر جدًا رؤية حالة مثل حالته، وقد تمت السيطرة عليها جيدًا. قال ابننا إن والد زميله في الفصل أصيب بنفس السرطان. وخضع للعلاج الكيماوي مرة واحدة ولم يتحمل، ثم مات بعد بضعة أشهر. كنت ممتننة جدًا لله عندما سمعت كل هذا. وأكثر ما أسعدني كان أن زوجي كان دائمًا مؤمنًا بالاسم فقط، وكان يسعى دائمًا وراء المال، ولكن بعد إصابته بالسرطان، اكتسب بعض الفهم لقدرة الله وسلطانه، وبعد ذلك شارك شهادته عن أفعال الله مع الأصدقاء والأقارب. لقد رأيت مدى عمليّة عمل الله لخلاص البشرية. كان مجابهة كل هذا مؤلمًا حقًا في ذلك الوقت، ولكن تعلمت درسًا وعرفت حقيقة نفسي، وصححت سعيي في الإيمان. هذه هي محبة الله وبركاته! فكرت في ترنيمة من كلام الله، وهي "عليك السَّعي لاقتناء محبةٍ صادقةٍ لله". "عليك اليوم أن تكون في المسار الصحيح لأنك تؤمن بالإله العملي. لا ينبغي عليك عند إيمانك بالله طلب البركات فقط، وإنما عليك السعي كي تحب الله وتعرفه. يمكنك من خلال سعيك واستنارته، أن تأكل وتشرب كلمته، وأن تُنَمّي فهمًا حقيقيًا بالله، فتكون لك محبة حقيقية له نابعة من صميم قلبك. بعبارة أخرى، تكون محبتك لله صادقة، بحيث لا يستطيع أحدٌ أن يهدمها أو يعترض طريقها. حينها تكون في المسار الصحيح للإيمان بالله. هذا يثبتُ أنك تتبع الله، لأن الله قد امتلك قلبك ولا يمكن أن يمتلكه أي شيء آخر" ("اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لن أتابع هذه الدراسات

ولدت في عائلة مسيحية. أبي وأمي مزارعان. تتكسب عائلتنا رزقها من خلال زراعة الخضر والأرز. لطالما كنت مجتهدًا في المدرسة، لذلك كان والداي...

دون المبادئ لن يثمر الواجب

في فبراير من العام الماضي، نٌقلت قائدًا في الكنيسة. لاحظت أن جوانب العمل في الكنيسة لم تكن فعالة جدًا، وفكرت: "لا بد أن القادة الذين رتبوا...

دروسي المستفادة من الانتقاد

في العام الماضي، كنت أنا والأخت ليو مسؤولتين عن أعمال الفيديو بالكنيسة. كانت لديها مهارات وخبرات مهنية أكثر مني، لذلك كنت أتواصل معها...

اترك رد