بعد موت ابني

2022 أغسطس 1

في أحد أيام يونيو 2014، اتصلت ابنتي بشكل غير متوقع، وقالت إن ابني صُعق بالكهرباء بينما كان يصطاد. لم تكن متأكدة من التفاصيل الدقيقة، لكنها طلبت مني أن أعد نفسي. عند سماع هذا الخبر، جلست على السرير، في ذهول. كان ابني عَصب الأسرة. كيف نهيش إذا حدث له شيء؟ عندما استعدت بعض الوضوح، فكرت: كنت مؤمنة لسنوات عديدة وأؤدي واجبي دائمًا، لذا، سيحفظه الله. سيكون بخير! وقفت بصعوبة وعثرت على من يأخذني إلى مكان الحادث. عندما وصلت، رأيت طبيبًا شرعيًا يشرِّح جثة ابني. كنت في حالة ذهول، غير قادرة على قبول ما كان أمام عينيّ مباشرة، وفقدت القدرة على المشي. سندني شخص ما وقادني إلى جثته، خطوة بخطوة. بالنظر إلى جثته، لم يسعني إلا جلوس القرفصاء والنواح. كان حفيدي الصغير يبلغ من العمر أربعة أشهر فقط. وكنت أنا وزوجي نتقدم في العمر. كيف سنعيش من دون ابني؟ قالت ابنتي بهدوء وهي تراني هكذا، "أمي، لقد ذهب، ولكني ما زلت معي، وما زال الله معك!" أيقظتني كلماتها "لا يزال الله معك" في حزني. كان صحيحًا. الله سندي فكيف أنساه؟ سيطرتُ على حزني ومسحت دموعي وذهبت لإنهاء الإجراءات اللازمة.

بعد أن عدت إلى المنزل، انهمرت الدموع من عينيّ عندما تذكرت وجه ابني. كنت حقا أتألم. الأصدقاء والأقارب والجيران ابتسموا وقالوا بسخرية: "أنت تؤمنين بالله، ولكن ابنك مات صعقًا؟ الله لم يحفظ عائلتك رغم إيمانك!" لاحقًا انتقدتني ابنتي أيضًا، قائلة: "لماذا مات أخي وأنتِ مؤمنة؟ لماذا لم يحفظه الله؟" كان سماع هذه الأمور مثل سكب الملح على جرحي. لم أستطع أن أتحمل سخريتهم؛ وبدأت أكوّن مفاهيم وسوء فهم عن الله. فكرت كيف كنت أبذل نفسي أثناء إيماني بالرب. أحيانًا كنت أركب دراجتي لأميال وأميال لمساندة المؤمنين الآخرين، وفي الصيف أو الشتاء، في المطر أو الرياح، لم أتأخر أبدًا. بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، بذلت أكثر لأقوم بواجبي، وشاركت بحماس في نشر الإنجيل وسقاية المؤمنين الجدد. ظللت أتبع الله حتى حين اضطهدني التنين العظيم الأحمر ونهب منزلي. لماذا لم يحفظ الله عائلتي بعد كل ما قدمته؟ لماذا يحدث ذلك؟ كنت أشعر بالظلم أكثر فأكثر، ولم أستطع منع نفسي من البكاء. كنت في ذهول شديد لبضعة أيام. لم أرغب في قراءة كلام الله أو الصلاة، لكنني كنت أتخبَّط في طريقي كل يوم بظلمة قلبي. بعد أن أدركت أنني كنت في حالة خطرة، صليت إلى الله، قائلة: "يا الله، لا أستطيع نسيان موت ابني. أنا أسيء فهمك وألومك. يا الله، أنا سلبية وضعيفة للغاية الآن. أرجوك خلصني، ساعدني لأفهم مشيئتك وأصل لحالة صحيحة".

بعد صلاتي، قرأت هذا في كلمات الله: "إذا أراد جميع من يتبعون الله أن يخلصوا وأن يربحهم الله بالكامل، فإنه يتعيّن عليهم أن يواجهوا إغواء الشيطان وهجماته سواء كانت كبيرة أو صغيرة. أولئك الذين يخرجون من هذا الإغواء وهذه الهجمات ويتمكّنون من هزيمة الشيطان بالكامل هم من ينالون الخلاص من الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)). "أن الأشخاص الذين لم ينالوا الخلاص هم سجناء للشيطان، ولا يملكون الحريّة، ولم يتركهم الشيطان، كما أنهم غير مؤهلين أو مستحقّين لعبادة الله، والشيطان يلاحقهم من كثبٍ ويهاجمهم بشراسةٍ. لا يشعر مثل هؤلاء الناس بسعادة تُذكر، وليس لديهم الحقّ في وجود طبيعيّ يُذكر، وإضافة إلى ذلك ليست لديهم كرامة تُذكر. أمّا إذا نهضت وتصارعت مع الشيطان، مستخدمًا إيمانك بالله وطاعتك له واتّقاءك إياه باعتبارها الأسلحة التي تخوض بها معركة حياة أو موت مع الشيطان، بحيث تهزم الشيطان هزيمةً نكراء وتجعله يهرب مذعورًا ويصبح جبانًا كلّما رآك ويتوقّف تمامًا عن هجماته عليك واتّهاماته ضدّك، فعندها فقط سوف تنال الخلاص وتصبح حرًّا. إذا صمّمت على الانفصال التام عن الشيطان، ولكنك لم تكن مُجهّزًا بالأسلحة التي سوف تساعدك على هزيمة الشيطان، فسوف تظلّ في خطرٍ؛ فمع مرور الوقت، عندما يُعذّبك الشيطان عذابًا شديدًا بحيث لا يبقى فيك شيءٌ من القوّة، ومع ذلك لا تتمكّن أيضًا من الشهادة ولم تُحرّر نفسك تمامًا من اتّهامات الشيطان وهجماته ضدّك، فسوف يكون رجاؤك في الخلاص قليلًا. وفي النهاية، عند الإعلان عن اختتام عمل الله، سوف تظلّ في قبضة الشيطان غير قادرٍ على تحرير نفسك، ومن ثمَّ لن تُتاح لك أبدًا الفرصة أو الرجاء. وهذا يعني أن مثل هؤلاء الناس سوف يكونون بالكامل في أسر الشيطان" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)). فهمت من كلمات الله أن موت ابني كان بمثابة امتحان لي. كان عليّ أن أتكل على إيماني لأتجاوزه وأشهد لله، وألا أكون سلبية وضعيفة، كما كنت في ذلك الوقت أفقد الإيمان بالله، وأسيء فهمه وألومه. فكرت عندما امتحن الشيطان أيوب. سرق اللصوص مواشيه الكثيرة وكل ممتلكاته، ومات أبنائه العشرة جميعًا، وكانت القروح تغطي جسده بالكامل. لكن أيوب فضل أن يلعَن يوم ولادته، عن إنكار اسم الله وإلقاء اللوم عليه. لقد قال: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). قدم أيوب شهادة جميلة مدوية عن الله وأخزى الشيطان. لكنني، كنت أسيء الفهم وألوم الله بعد أن فقدت ابني. لا يمكنني المقارنة أبًدا بأيوب. وشعرت بالخزي الشديد. فكرت أيضًا كيف، عندما امتُحنَ أيوب، أخبَرته زوجته أن يترك الله ويموت. يبدو أن زوجته كانت تدينه، ولكن في الخلفية كان الشيطان يمتحنه. ألم يكن أصدقائي وأقاربي وابنتي يلعبون دور الشيطان؟ كان الشيطان يستخدم استهزاء من حولي ليمتحنني ويهاجمني، حتى أخون الله. إذا ظللت أعيش في السلبية وسوء الفهم وألقي باللوم على الله، كنت سأقع في حيلة الشيطان، وأصبح أضحوكة له، قلبًا وقالبًا. عندئذ أدركت، أن الشيطان كان يراقبني خلال تلك المحنة بأكملها، وكان الله يرجو أن أشهد له وأذل الشيطان. طوال سنوات إيماني، علمت أنني استمتعت بقوت كثير من كلام الله، والآن بعد أن حان الوقت لأشهد لله، كان عليَّ التوقف عن سوء فهمه ولومه، وإضحاك الشيطان. كان عليّ أن أشهد وأخزي الشيطان! في هذا الوقت، لم أشعر بالبؤس والعجز كما كنت من قبل. نما إيماني وكنت على استعداد للاتكال على الله وتجاوز هذا الموقف.

لاحقًا، كنت أتساءل، لماذا أصبحت بهذه السلبية والتذمُّر في مواجهة هذا الموقف. ثم ذات يوم قرأت مقطعًا في كلام الله. "إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة... ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ ... حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). رأيت من كلام الله، أنني أسأت فهم الله ولُمته الله بعد موت ابني، لأن لدي وجهة نظر خاطئة في إيماني. منذ ربحي الإيمان، تمسَّكتُ بدافع أن أكون مبارَكة، مفكرةً أن عائلة كاملة ينبغي أن تُبارَك بإيمان شخص واحد. وظللت أفكر بهذه الطريقة بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، أفكر أنني ما دمت بذلت نفسي لله، وعانيت ودفعت الثمن، كان الله على أن يباركني ويحمي أسرتي ويحفظهم سالمين. لهذا، مهما كان الواجب الذي رتبته لي الكنيسة، خضعت، وواصلت العمل استباقيًا مهما كانت صعوبة ذلك، محاولة بجهد المضي قدمًا، وأقبل بسعادة أي قدر من المعاناة. مع أن الأصدقاء والعائلة افتروا عليَّ ورفضوني والحكومة اضطهدتني، ظللت أقوم بواجبي، ولم أتراجع قط. ولكن عندما مات ابني بشكل غير متوقع صعقًا، كنت أعيش في بؤس كل يوم، بدون رغبة في الصلاة أو قراءة كلام الله. لم يكن لدي نفس الرغبة في السعي، وحاولت حتى أن أجادل الله مستخدمة جهودي السابقة كرأس مال. ألوم الله لأنه لم يأخذ في الاعتبار كل التضحيات التي قدمتها، لا أحمي ابني. لم أر قامتي الحقيقية حتى كُشِفتْ من هذا الموقف. لطالما اعتقدت من قبل، أنني أستطيع البذل من أجل الله، والتألم ودفع الثمن، لأكون مكرَّسة ومطيعة له، وسيخلِّصني بالتأكيد في النهاية. لكن موت ابني كشف قامتي الحقيقية، ثم رأيت أنه كان هناك الكثير من الدوافع والغش في جهودي. كان كل ذلك مقابل النعمة والبركات، وعندما تحطَّم هدفي ورجائي في ذلك، لم يكن لدي أدنى إرادة للسعي أو لأداء واجبي. أظهر لي هذا أن كل تلك السنوات من العمل الشاق، كانت فقط من أجل البركات، ولمقايضة الله، ولا أقوم بواجبي لإرضائه. كنت أستغل الله وأخدعه. لقد كانت نظرة حقيرة وقبيحة للإيمان. عند رؤية ذلك، شعرت بأنني مدينة حقًا لله وكرهت نفسي لكوني مؤمنة طيلة تلك السنوات، ولكني لم أتبع الحق أو الشهادة لله. جثوت على ركبتيَّ أمام الله وصليت بدموع، "يا إلهي، لقد كنت أعيش في حالة سلبية لبعض الوقت الآن، أسيء الفهم وألقي باللوم عليك. هذا مؤلم ومحبط للغاية لك! أريد أن أتوب يا الله!"

ثم ذات يوم قرأت هذا في كلام الله: "كل شخص له غاية مناسبة. تتحدَّد هذه الغايات وفقًا لجوهر كل فرد، وليست لها علاقة نهائيًا بالآخرين. لا يمكن نقل سلوك طفل شرير إلى والديه، ولا يمكن مشاركة بر طفل مع والديه. ولا يمكن نقل سلوك شرير لأحد الوالدين إلى أطفاله، ولا يمكن مشاركة بر أحد الوالدين مع أطفاله. يحمل كل شخص خطاياه، ويتمتع كل شخص ببركاته. لا يمكن لأحد أن يحل محل آخر، وهذا هو البر. من وجهة نظر الإنسان، إذا تلقى الآباء بركات، فيجب أن يكون أطفالهم قادرين على تلقيها أيضًا، وإذا ارتكب الأطفال الشر، فلا بُد على والديهم التكفير عن تلك الخطايا. هذه نظرة الإنسان وطريقة بشرية في فعل الأشياء؛ إنها ليست نظرة الله. تتحدد نهاية كل شخص وفقًا للجوهر الناتج عن سلوكه، ودائمًا ما تتحدَّد تحديدًا مناسبًا. لا يمكن لأحد تحمل خطايا شخص آخر؛ وهكذا أيضًا، لا يمكن لأحد أن يتلقى العقاب بدلاً من آخر. هذا أمر مطلق" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). كنت أتأمل كلام الله، ورأيت أن وجهة تحدد الجميع بحسب جوهرهم، وما إذا كانوا يفعلون الخير أو الشر، ولا علاقة لها بالآخرين. في إيماني وواجبي، مهما عانيت أو دفعت الثمن، كنت أقوم بواجبي فقط، أتتم المسؤولية، كواجب الكائن المخلوق. ليس لهذا علاقة بمصير ابني أو عاقبته، ولن يستفيد من محنتي وجهودي. أن تبارَك عائلة بأكملها من إيمان شخص واحد هو شيء من عصر النعمة، ولكن الآن في الأيام الأخيرة، يُفرز الجميع وفقًا لنوعهم. يحدد الله عاقبة كل شخص وفقًا لأدائه. فكرت لأنني بذلت بعض الجهد لأداء واجبي، فالله يجب أن يحرس ابني. لكن هذا كان منظورًا سخيفًا لم يتوافق إطلاقًا مع الحق. الله الخالق، وفي يده مصير كل شيء ومصير كل فرد. لقد حدد الله منذ زمن بعيد عدد السنوات التي سيعيشها ابني. عندما مات، كانت تلك نهاية العمر الذي رسمه الله له، ولا أحد يستطيع تغيير ذلك. سواء كانوا يؤمنون بالله أم لا، فإن الجميع مخلوق بين يديه. لديه القدرة على اتخاذ الترتيبات المناسبة لكل مخلوق، ومهما كانت التنظيمات والترتيبات التي يتخذها فهو بار. يجب أن أخضع لحكمه. هذا الفهم أضاء قلبي على الفور، ولم أشعر ببؤس شديد. تحسنت حالتي تدريجيًا وصليّت وقرأت كلام الله كل يوم. في بعض الأحيان كنت أقوم بشركة مع الإخوة والأخوات عن حالتي، ولم يعد موت ابني يؤثر عليَّ كثيرًا بعد الآن.

في نوفمبر من ذلك العام، أصبحت قائدة للكنيسة. كنت ممتنة جدًا لله، وألقيت بنفسي فيه حقًا. لم يمض وقت طويل حتى صُرف تعويض موت ابني، ولكن لصدمتي، أرادت أرملته أن تأخذ كل شيء. حتى أنها أخذت سرًا كل الأموال التي ادخرها خلال حياته وكل ما كان ذا قيمة لديه. وهربتْ مع ابنهما أيضًا. لقد تركتني أنظر إلى غرفة نومهما الخاوية، أفكر في حينما كان حيًا. قبل ذلك، كانت عائلتنا تجتمع وتتحدث وتضحك، ولكن الآن فقدتُ الحياة والممتلكات. لم أستطع كبح دموعي المرَّة. راح ابني وغادرت زوجته. وهربت أيضًا بكل الأشياء الثمينة. كانت عائلتنا محطمة ومعدمة، ليس لديَّ أي شيء. كنت مؤمنة لسنوات عديدة، وأقوم بواجبي في جميع الظروف، وكنت مشغولة بالعمل في الكنيسة كل يوم منذ أن أصبحت قائدة. لم أهرب من أي صعوبة، مهما كانت كبيرة. كنت مؤمنة حقيقية وبذلت جهودًا حقيقية في سبيل الله. لماذا لم يفعل الله شيئًا حيال الطريقة التي عاملتني بها زوجة ابني؟ كنت أشعر بالظلم أكثر فأكثر، وبالوحشة بشكل لا يصدق وبالألم.

ذات يوم، تذكرت وأنا أبكي بحزن مقطعًا من كلام الله. "أثناء اجتياز التجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءَ، أو أن تتملَّكهم السلبيَّة في داخلهم، أو أن يفتقروا إلى فهم إرادة الله أو طريقهم للممارسة فهمًا واضحًا. ولكن على أية حال، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله مثل أيوب، وألَّا تنكره. فمع أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، فإنَّه لم يُنكِر أنَّ كل ما في الحياة الإنسانية قد منحه إياه يهوه، وأنَّ يهوه هو أيضًا الوحيد الذي يأخذ كل شيء. وبغضّ النظر عن الكيفية التي امتُحنَ بها، فقد احتفظ بهذا الإيمان. بغض النظر عن نوع التنقية التي تجتازها في اختبارك من خلال كلام الله، فإن ما يطلبه الله من البشر، باختصار، هو أن يؤمنوا به ويحبّوه. ما يكمّلُه بالعمل بهذه الطريقة هو إيمانُ الناس ومحبَّتُهم وتطلُّعاتهم. يقوم الله بعمل منح الكمال للناس وهم لا يمكنهم رؤيته أو الإحساس به، وفي ظل هذه الظروف يكون إيمانك مطلوبًا. إيمان الناس مطلوبٌ عندما لا يمكن رؤية شيء ما بالعين المجرَّدة، وإيمانك مطلوب حينما لا يمكنك التخلِّي عن مفاهيمك الخاصة. عندما لا تفهم عمل الله فهمًا واضحًا، فإن المطلوب هو أن يكون لديك إيمان، وأنْ تتَّخذ موقفًا ثابتًا، وتتمسَّك بالشهادة. حينما وصل أيوب إلى هذه النقطة، ظهر له الله وتكلَّم معه. بمعنى أنَّك لن تتمكن من رؤية الله إلَّا من داخل إيمانك، وسيكمِّلك الله عندما يكون لديك إيمان. بدون إيمان لا يمكنه فعل هذا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). بالتفكير في هذا كثيرًا، رأيت أن الله يكمِّل إيماننا ومحبتنا من خلال المشقات. مهما كان ما نواجهه، وأي نوع من الألم والصعوبات التي نواجهها، يرجو الله أن نتكل على إيماننا لتجاوز الأمر، والشهادة له. فكرت في أن أيوب فقدَ كل ممتلكات عائلته وأطفاله، وتحول من رجل ثري إلى شخص معدَم ومفلِس. لكنه كان لا يزال قادرًا على الجثو وتمجيد اسم الله يهوه، لأنه لم يؤمن قط أنه حصل على ثروته من خلال عمله، ولم يكن يرى أبناءه على أنهم ممتلكاته الشخصية. كان يعلم بوضوح شديد أن كل ذلك جاء من الله. ظاهريًا بدا الأمر وكأن لصوصًا قد سرقوا كل شيء، لكنه لم ينظر إلى الأمور بشكل سطحي، لقد قبل الأشياء من الله وخضع لها. إيمان أيوب ومخافته الله تنقَّى من خلال تجربة وضيقة تلو الأخرى. وكان إبراهيم الذي لم يكن له ولد حتى بلغ مئة سنة، ولكن لما أمره الله أن يقدم ابنه ذبيحة، رغم أنه كان مؤلمًا حقًا لإبراهيم، لم يساوم الله أو يتحاجج معه. كان يعلم أن الله قد أعطاه ذلك الابن، فإذا أراده الله فعليه أن يرده. كان أيوب وإبراهيم يتمتعان بضمير وعقل عظيمين، وإيمانهما وخضوعهما صمدا أمام امتحان الواقع. لكن بالنظر إلى نفسي، لقد أسأت الفهم، ولُمت الله عندما مات ابني، وبعد ذلك عندما فهمت مشيئة الله قليلًا بفضل كلماته، خضعت قليلًا، لذلك اعتقدت أنني ربحت بعض القامة ويمكنني أن أشهد. لكن عندما فرَّت زوجة ابني مع مقتنيات عائلتنا الثمينة، نشأ التذمر بداخلي مرة أخرى. رأيت أنني أردت فقط أن أتمتع بركات الله وعطاياه، لكن لم أستطع تحمُّل أي كارثة أو بَليَّة. خلاف ذلك، كنت سلبية ومتذمرة. لم يكن لدي أي مخافة حقيقية أو خضوع لله. ما كشفته هذه المواقف مرة بعد الأخرى أظهر لي قامتي الحقيقي. دون ذلك، ظللت عمياء بسلوكي الخارجي الجيد، وظننت أن الاستمرار في أداء الواجب بعد موت ابني يعني أنني امتلكت بعض التفاني والقامة. لكن الله كان يعلم مدى ترسخ عقليتي في المساومة وطلب البركات. اضطررت إلى المرور بكل هذه الأشياء حتى أتمكن تدريجيًا من الحصول على بعض التطهير والتغيير. كان سماح الله لكل هذا أن يحدث لي هو خلاصه. كلما فكرت في الأمر شعرت بالذنب، وسجدت أمام الله للصلاة: "يا الله، إنني الآن أرى ذلك بعد كل سنين إيماني، ما زلت لا أملك إيمانًا حقيقيًا بك. ما زلت أشكو عندما يحدث شيء لا أحبه، وأفتقر إلى الشهادة تمامًا. يا الله، أريد التوبة إليك. من فضلك أرشدني لأعرف نفسي".

لاحقًا، قرات مقطعًا من كلام الله، منحني بعض الفهم الحقيقي للمسار الذي كنت أسلكه حقًا طيلة تلك السنوات. تقول كلمات الله، "بما أن الناس لا يمتلكون اليوم إنسانيّة أيُّوب نفسها، فماذا عن جوهر طبيعتهم وموقفهم من الله؟ هل يتّقون الله؟ هل يحيدون عن الشرّ؟ أولئك الذين لا يتّقون الله أو يحيدون عن الشرّ لا يمكن تلخيص موقفهم سوى بثلاث كلمات: أعداء الله. كثيرًا ما ترددون هذه الكلمات الثلاث ولكنكم لم تعرفوا معناهما الحقيقيّ قط. تعبير "أعداء الله" له مضمونٌ: إنه لا يعني أن الله يرى الإنسان على أنه العدوّ، ولكن أن الإنسان يرى الله على أنه العدوّ. أولًا، عندما يبدأ الناس في الإيمان بالله، فمَنْ منهم لا تكون له أهدافه ودوافعه وطموحاته الخاصة؟ مع أن جانبًا منهم يؤمن بوجود الله، وعاين وجود الله، فإن إيمانهم بالله مازال يحتوي على تلك الدوافع، وهدفهم النهائيّ في الإيمان بالله هو الحصول على بركاته والأشياء التي يريدونها. في التجارب الحياتيّة للناس، كثيرًا ما يُفكّرون في أنفسهم: لقد تركت عائلتي وعملي من أجل الله، فماذا أعطاني؟ يجب أن أحسب الأمر وأؤكّده: هل تلقّيتُ أيّة بركاتٍ في الآونة الأخيرة؟ لقد قدّمتُ الكثير خلال هذا الوقت وظللتُ أركض وأركض وعانيتُ الكثير – فهل أعطاني الله أيّة وعودٍ في المقابل؟ هل تذكّر أعمالي الصالحة؟ ماذا ستكون نهايتي؟ هل يمكنني نيل بركات الله؟ ... يقوم كلّ شخصٍ دائمًا بإجراء هذه الحسابات داخل قلبه، ويُقدّم لله مطالب تحمل دوافعه وطموحاته وعقليته القائمة على الصفقات. وهذا يعني أن الإنسان دائمًا يختبر الله في قلبه، ويضع خططًا باستمرارٍ حول الله، ويتجادل باستمرارٍ في مسألة هدفه الخاص به مع الله، ويحاول الحصول على تصريحٍ من الله، من خلال استكشاف ما إذا كان الله يستطيع أن يعطيه ما يريده أم لا. وفي نفس الوقت الذي يسعى فيه الإنسان إلى الله، لا يعامل الإنسان الله باعتباره الله. فقد حاول الإنسان دومًا إبرام صفقاتٍ مع الله، ولم يتوقف عن تقديم مطالب له، بل حتّى الضغط عليه في كلّ خطوةٍ، محاولًا أن يأخذ الكثير بعد أن ينال القليل. وبينما يحاول الإنسان إبرام صفقاتٍ مع الله، فإنه يتجادل معه أيضًا، بل ويُوجد حتّى أشخاصٌ عندما يتعرّضون للتجارب أو يجدون أنفسهم في مواقف مُعيّنة، فغالبًا ما يصبحون ضعفاء وسلبيّين ومتراخين في أعمالهم، وممتلئين بالشكوى من الله. من الوقت الذي بدأ فيه المرء أول مرة يؤمن بالله، راح يعتبر الله مصدرًا للوفرة ووسيلة مُتعدّدة المهام، واعتبر نفسه أكبر دائنٍ لله، كما لو كانت محاولة الحصول على البركات والوعود من الله حقّه الأصيل والمُلزِم، في حين تكمن مسؤوليّة الله في حمايته ورعايته وإعالته. هذا هو الفهم الأساسيّ لـ "الإيمان بالله" لدى جميع من يؤمنون بالله، وهذا هو فهمهم العميق لمفهوم الإيمان بالله. من جوهر طبيعة الإنسان إلى سعيه الشخصيّ، لا يوجد شيءٌ يتعلّق باتّقاء الله. لا يمكن أن يكون هدف الإنسان في الإيمان بالله له أيّة علاقةٍ بعبادة الله. وهذا يعني أن الإنسان لم يُفكّر أو يفهم قط أن الإيمان بالله يتطلّب اتّقاء الله وعبادته. في ضوء هذه الظروف، فإن جوهر الإنسان واضح. وما هو هذا الجوهر؟ هو أن قلب الإنسان خبيثٌ، إذ يأوي الغدر والخداع، ولا يحبّ العدل والبرّ والأمور الإيجابيّة، كما أنه حقيرٌ وجشع. لا يمكن أن يكون قلب الإنسان أكثر انغلاقًا على الله؛ فهو لم يُسلّمه إلى الله قط. لم يرَ الله قلب الإنسان الحقيقيّ، كما أن الإنسان لم يعبده قط. وبغضّ النظر عن الثمن العظيم الذي يدفعه الله، أو مقدار العمل الذي يعمله، أو مقدار ما يُقدّمه للإنسان، يبقى الإنسان أعمى عن ذلك، وغير مكترثٍ به كله بالمرة. لم يُسلّم الإنسان قلبه إلى الله قط، فهو يريد أن يراقب قلبه بنفسه وأن يتّخذ قراراته الخاصة به، وهذا معناه الضمنيّ أن الإنسان لا يريد اتّباع طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ، أو طاعة سيادة الله وترتيباته، ولا يريد أن يعبد الله باعتباره الله. هذه هي حالة الإنسان اليوم" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (2)). كان إعلان كلام الله ودينونته مؤثرًا عليَّ جدًا. كانت عبارة "أعداء الله" قاسية بشكل خاص بالنسبة لي. لم أتخيل أبدًا أنني سأكون عدوًا لله بعد كل سنوات إيماني، لكن كلام الله كشف حقيقتي حقًا. "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"لا تستيقظ مبكرًا أبدًا دون فائدة" كانت سموم شيطانية عشت بها. كنت أصبح سأصبح أنانية جدًا، وخسيسة، وخادمة للذات. أعطي الأولوية لاهتماماتي الخاصة، وفي كل شيء لم أفكر سوى إذا ما كنت سأنال بركة أم لا، وما إذا كنت سأستفيد. دائمًا ما أعطي الأولوية لاهتماماتي الشخصية. عندما آمنت للمرة الأولى، كان بهدف الحصول على النعمة والبركات. بعد قبول عمل الله الجديد، لم أطلب من الله هذه الأشياء مباشرة، لكن في أعماقي شعرت، بما أنني كنت أبذل نفسي، فينبغي أن يرعاني الله ويعطيني كل البركات التي أردتها. حتى أنني اعتقدت بوقاحة أن هذا ما أستحقه، وبما أنني دفعت الثمن، كان على الله أن يرد الجميل، وإلا فلا يكون بارًا. عندما كانت عائلتي بخير وبصحة جيدة ورأيت نعمة الله وبركاته، كانت الطاقة تملأني في واجبي وشعرت أن أي قدر من المعاناة يستحق ذلك. عندما مات ابني صعقًا، رأيت أن الله لم يكن يحمي عائلتي، لذلك امتلأت بالاستياء منه. عندما تعرَّضت مصالحي للخطر، لُمت الله على عدم حمايتي. حتى أنني استخدمت جهودي ومعاناتي كورقة مساومة لمحاججة الله. شعرت أن أي قدر من بركة الله كان أمرًا واقعًا، ولكن عندما فعل شيئًا لم يعجبني، فقد استأت منه على الفور، وتذمرت منه وأخطأت الحكم عليه. رأيت أنني أنانية وخبيثة، دون أي ضمير أو عقل. كنت غير مؤمنة، وكنت عدوة الله تمامًا! فكرت في بولس الذي جال العالم ليشارك الإنجيل وعانى قليلًا، لكن كل عمله الجاد كان فقط لمساومة الله على بركات ملكوته. بعد أن فعل القليل قال: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). يا له من شيء لقوله. ما قصده بولس بذلك هو أنه عانى كثيرًا لنشر الإنجيل، لدرجة أن الله كان عليه أن يمنحه إكليلًا، وأنه كان يستحقه، وإلا فلم يكن الله بارًا. بقوله ذلك، كان يبغض الله، وكان في الأساس يحرّض، ويصرخ، ويتحدى الله علانية. في النهاية أساء إلى شخصية الله وعاقبه الله. رأيت أنني أفعل الشيء نفسه. لقد لُمت الله وأسأت فهمه عندما لم أستطع رؤية نعمته وبركاته، أدنته في قلبي بأنه غير بار. ألم أسر على نفس الطريق الذي سلكه بولس وأنا أعارض الله؟

بعد ذلك قرأت المزيد من كلام الله: "لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وبين كونه مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملاً بواجبه. يكون الإنسان مباركًا عندما يُكمَّل ويتمتع ببركات الله بعد اختبار الدينونة. ويكون الإنسان ملعونًا عندما تبقى شخصيته دون تغيير بعد أن يختبر التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لا يختبرون التكميل بل العقوبة. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عمَّا إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو أقل ما يمكن للإنسان الذي يبحث عن الله أن يفعله. يجب ألا تقوم بواجبك لتتبارك فحسب، وعليك ألا ترفض إتمامه خوفًا من أن تُلعَن. اسمحوا لي أن أقول لكم هذا الأمر: إذا كان الإنسان قادرًا على إتمام واجبه، فهذا يعني أنه يقوم بما عليه القيامُ به. وإذا كان الإنسان غير قادر على القيام بواجبه، فهذا عصيانه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). حقيقي. فالواجب إرسالية الله لنا، وهو مسؤولية لا يمكننا التنصل منها. إنه أمر صحيح ومناسب، تمامًا مثل بنوة الأطفال لأبويهم. يجب أن يكون غير مشروط. ككائن مخلوق، عليَّ تقديم بعض التضحيات في إيماني وواجبي، فهي مسؤولية، والتزام يجب أن أفي به. لا يجب أن أتعامل معه كرأس مال أو ورقة مساومة مع الله. سواء انتهى بي المطاف بالاستمتاع بالبركات أو المعاناة من البليَّة، عليَّ الخضوع لحكم الله وترتيباته والقيام بواجبي. من الولادة إلى الموت، خلال الحظ أو البليَّة، سواء أكان شخصًا مؤمن أو غير مؤمن، لا بد أن يواجه الكثير من الصعوبات والنكسات طوال حياته. الموت المبكر لابني، والبلايا الأخرى في عائلتي، كانت كلها أمورًا طبيعية تمامًا أن أواجهها. لكن كان لديَّ رغبة قوية في الحصول على البركات، وقد قدمت بعض التضحيات في واجبي، وشعرت أنني قدمت مساهمة حقيقية، لذلك أردت استخدام هذه الأشياء للمطالبة بمكافآت الله. لقد أسأت الفهم ولُمت الله عندما لم أفهم. رأيت كم كنت بطبيعتي أنانية وخسيسة، ويا له من منظور سخيف. فكرت في المعاناة الهائلة والإذلال، الذي عاناه الله مرتين في الجسد، من أجل خلاصنا، لكنه لم يعبِّر أبدًا عن مقدار الدم والعرق والدموع الذي دفعه مقابل ذلك. إنه لا يعبِّر سوى عن الحقائق بهدوء في غموض، ويؤدي عمله لخلاص البشرية. محبته لنا عظيمة جدًا! كمؤمنة لسنوات، كنت أستمتع بالكثير من نعمة الله وبركاته، والكثير من السقاية والقوت من الحق، لكنني أردت دائمًا استخدام تضحياتي الصغيرة كرأس مال، مطالبة بجرأة أن يباركني الله ويحمي أفراد عائلتي. رأيت أنني كنت وقحة حقًا، وغير معقولة بشكل مريع. شعرت بمزيد من الندم والذنب عندما فكرت في الأمر. وتذكرت كلام الله: "أولئك الذين بلا طبيعة بشرية عاجزون عن محبة الله بحق. عندما تكون البيئة آمنة وسالمة، أو عندما يحصلون على مكاسب، يكونون خاضعين لله بالكامل، ولكن بمجرد ما تتم تسوية ما يرغبون فيه أو دحضه نهائيًّا، يعصون على الفور. حتى في مدة ليلة واحدة، قد يتحولون من شخص مبتسم ولطيف إلى قاتل قبيح المنظر ضارٍ يعامل فجأةً من كان يُحسِن عليه بالأمس كعدوه الأبدي، بلا سبب أو مبرر. إنْ لم تُطرد هذه الشياطين، وهي شياطين تقتل بدون أن يطرف لها جفن، ألن يصيروا خطرًا مستترًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وممارسة الإنسان). أشعرتني كلمات الله أنني مكشوفة جدًا. كنت على وجه التحديد هذا النوع من الأشخاص. كنت أؤمن لأنال البركات، وعندما لم تتحقق أمنياتي، وحدث شيء مؤسف في عائلتي، وقفت في الحال ضد الله واستأت منه، وحتى عاملته كعدو. كان الإعلان في كلام الله هو الذي جعلني في النهاية أرى وجهي الحقيقي. اتضح أنني كنت بطبيعتي أعارض الله. ملأني هذا الإدراك بالندم والذنب. فجثوتُ أمام الله وصلَّيت بدموع الندم، "يا إلهي، أنا ذلك النوع من الأشخاص الذين يفتقرون إلى الإنسانية التي تصفها. كنت أرغب في استخدام القليل الذي قدمتُه لأساومك. كنت أغشّك وأقاومك، وأنا مدينة لك كثيرًا! أريد أن أتوب إليك يا الله. مهما كانت ترتيباتك، فأنا مستعدة للخضوع وقبولها، لأصب كل ما عندي في واجبي لأرد محبتك!" بعد ذلك جاهدت في الصلاة إلى الله وقراءة كلامه أكثر، وتركيز كل طاقتي في واجبي. من خلال القيام بذلك، استعدت سلامي وفرحي، ولم يعد ألم فقدان ابني يستهلكني.

مع أن هذه كانت تجربة مؤلمة، فكان بالضبط هذا النوع من المعاناة، الذي أظهر لي هدفي الحقير في السعي وراء البركات والفساد والغش في الإيمان، وربحت بعض الفهم لطبيعتي الشيطانية في مقاومة الله. دون المرور بهذه الصعوبات، ودون كشف الحقائق، لم أكن لأرى قامتي الحقيقية. هذا الاختبار علمني حقًا أنه كلما واجهنا أشياء غير سارة، زادت الحقائق التي يجب السعي لها. تكمن محبة الله لنا وخلاصه في ذلك. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لن أتابع هذه الدراسات

ولدت في عائلة مسيحية. أبي وأمي مزارعان. تتكسب عائلتنا رزقها من خلال زراعة الخضر والأرز. لطالما كنت مجتهدًا في المدرسة، لذلك كان والداي...

ما منعني عن ممارسة الحق

أنا أشارك عددًا من الأشخاص في الكنيسة لأداء أعمال الجرافيك. وذات يوم، أخبرتني القائدة أن أختين ذكرتا مشكلات تواجه الأخ أوليفر، قائلتين إنه...