هل علينا أن نحيا وفق الفضائل التقليدية؟

2023 فبراير 5

عندما كنت بالمدرسة الابتدائية، كان هناك نصٌ ترك أثرًا كبيرًا في نفسي، قصة تخلي كونغ رونغ عن الإجاص. أعطى كونغ رونغ حبات الإجاص الكبيرة لإخوته الأكبر والأصغر منه، فيما أخذ هو الإجاصة الأصغر، وقد امتدحه والده. كُتبت قصته في رواية "المزايا الثلاث الكلاسيكية". حينها، اعتقدت أن ميزته كانت رائعة، وقلت لنفسي عليّ أن أكون طفلة مشابهة له أيضًا، وهكذا، منذ الطفولة، إن كان هناك شيءٌ شهيٌ أو مُسلٍّ جداً، ورغم رغبتي به، كنت أقلد "كونغ رونغ" وأُعطي تلك الأشياء لشقيقاتي الأكبر والأصغر مني ولم أُقاتل للحصول عليها قط. أحبّتني شقيقاتي للغاية لهذا التصرف، فيما امتدحني أقاربي أكثر منهن، وقالوا للأطفال الآخرين أن يتعلموا مني. هذا جعلني أزيد من اعتقادي بأن هذا النوع من الإنسانية هو الذي يجب أن يتحلّى به الناس. بعد إيماني بالله، انسجمت مع إخوتي وأخواتي بالطريقة ذاتها. في كلٍّ من عملي وحياتي، لم أقاتل يومًا للحصول على الأشياء. كنت أضع الآخرين قبلي في كل شيء. ولذلك، كان مُرحبٌ بي بين إخوتي وأخواتي وقال الجميع أني سهلة المعشر، ولست أنانية، ومراعية لمشاعر الآخرين. كنت جد فخورة بنفسي لأني أتصرف بهذه الطريقة، لطالما اعتقدت أن طبيعتي كانت صالحة. لاحقًا، بعدما كُشفتُ من بيئات معينة، اكتسبت أخيرًا بعض المعرفة حول آرائي الخاطئة عن الأشياء.

في يناير (كانون الثاني) من هذه السنة، ونظرًا للحاجة للوعظ بالإنجيل، كان يجب العثور على عمّال جدد للسقاية والوعظ بالإنجيل، لذا، كان عليّ باستمرار إيجاد وتدريب عمّال سقاية. أحيانًا، عندما كنت أجد إخوة وأخوات مناسبين للسقاية، كان موظفو الوعظ بالإنجيل يصلون إليهم قبلي. هذا جعلني تعيسةٌ جدًا، لكن خجلي الشديد كان يمنعني من قول ذلك، لأني اعتقدت أن الجميع سيعتبرونني أنانية. لذا، ابتكرت طريقة. تعمّدتُ إرسال رسالة إلى شماس السقاية، أخبره فيها بأن الأشخاص المناسبين للسقاية يأخذونهم عمّال الوعظ بالإنجيل. وهذا سَبّبَ تحيز شمامسة السقاية ضد عمّال الوعظ بالإنجيل وجعل التعاون المتناغم بينهم مستحيلًا. عندما علمت قائدة أعلى بهذا الأمر، تعاملت معي بصرامة وكشفتني بسبب قولي أشياء لزرع الشقاق وتعطيل عمل الكنيسة. تَعَرُضِي للتهذيب والتعامل معي جعلني حزينة، لكني لم أتأمّل أو أعرف نفسي إطلاقًا.

ثم، وفي أحد الأيام، سمعت أنّ أختاً اسمها ليس كانت ذات مقدرة ومتفهمة، وبالتالي كانت مناسبة جدًا لعمل السقاية. ذهبت إلى قائدة الكنيسة لأطلب منها أن تنقل تلك الأخت لتسقي الوافدين الجدد. لكن لاحقاً، ظهرت حاجة ماسة لأشخاص من أجل الوعظ بالإنجيل، فأرسلت قائدة الكنيسة "ليس" للوعظ بالإنجيل. عندما سمعت الخبر، شعرت بالحزن الشديد، وأردت التحدث مع قائدة الكنيسة عن الأمر، لكني فكرت؛ إن أنا فعلت هذا، سيعتبرني إخوتي وأخواتي أنانية قطعًا وأحب القتال للحصول على الأشياء. قلت لنفسي: "لا، لا يمكنني فعل ذلك. وهكذا، سأبدو كريمة وطيبة النفس". وبالتالي، كبتُّ استيائي، قلت بنفاق أنا سعيدة من أجل ليس، وأنّ أعمال السقاية والوعظ بالإنجيل كلاهما أعمال لبيت الله. لاحقًا سمعتُ قائدة الكنيسة تقول: "الأخ جيروم يتمتع بمقدرة جيدة ويعقد شركة جيدة عن الحق لحل المشاكل". أردتُ الطلب من هذا الأخ أن يأتي ليسقي الوافدين الجدد، لكن المفاجأة كانت أن قائدة الكنيسة قالت إنها أرسلته بالفعل ليكون عاملاً إنجيليًّا. لم أعد أستطيع تحمّل الأمر. قبلاً، طَلَبَتْ من الأخت "ليس" أن تَعِظ بالإنجيل. لماذا عيّنتْ الشخص التالي للقيام بعمل الإنجيل أيضاً؟ كنا بحاجة ماسة لأشخاص من أجل العمل على السقاية. فأخبرت قائدة الكنيسة عن الوضع. بعدما أصغت إليَّ، قالت: "طالماهناكحاجة أكبر لعمل السقاية، فإني أوكل إليكِ الأخ جيروم". لكني أدركت أنه طالما قائدة الكنيسة كانت قد أرسلته للوعظ بالإنجيل، فإن أصررتْ على ضمّه لفريقي، خشيت أن يقولوا إني أنانية وأصرُّ على أخذ الناس الجيدين. لذا قررت أن أتركه يَعِظ بالإنجيل، هذا سيظهر أن لديّ إنسانية رائعة، ولست أنانية، وأفكر بالآخرين، وأرسلتُ رسالة قصيرة للمجموعة بأنّ "جيروم" سيكون عاملاً جيداً للإنجيل وأرسلت مجموعة من الرموز الاحتفالية التعبيرية السعيدة. الحقيقة، كان كل ذلك ادّعاء. كنت في مزاج مريع، وكان عندي الكثير من الشكاوى. كيف للقائدة أن تعتقد أنّ الوعظ بالإنجيل فقط يحتاج إلى موظفين أكفاء؟ إنها لم ترَ المصاعب الفعلية التي تواجهنا. كلما فكّرت مليًّا بالأمر، ازداد شعوري بالاستياء.

بعد بضعة أيام، حدث أمر آخر معي. طلبت منا القائدة أن نقدم تقريراً عن العاملين الجدد الذين تمت تنميتهم في الآونة الأخيرة. رأيت أن العاملين في الوعظ بالإنجيل يُنَمُّون أناسًا أكثر منا نحن عمّال السقاية، فلم أستطع تحمّل ذلك من جديد. وعلى الفور امتلأ رأسي بأفكار الاستياء والتظلّم. لم أتوقع أنهم كانوا يُنَمُّون هذا الكم من الناس. وتركتهم حتى يأخذون ليس وجيروم. لم يكن ذلك عدلًا. والآن، أصبح عدد العاملين الإنجيليين أكثر من أولئك العاملين بالسقاية. عند التفكير بالعدد الكبير من الوافدين في المستقبل والعدد القليل من عمّال السقاية لدينا، جعلني أشعر بضغط شديد، وكذلك التحيز ضد قائدتي. بدا الأمر وكأنها لا تفكر إلا بالعمل الإنجيليّ، وكأنّ أحدًا لا يفكر بعمل السقاية. وكلما فكّرت مليًّا بالأمر، شعرت بمزيد من الحزن، ولم يسعني إلا البكاء وأنا جالسة هناك. خلال مراقبتي شماس الإنجيل وقائدة الكنيسة يتكلمان بحماسة عن الوافدين الجدد في المجموعة، شعرتُ وكأني دخيلة، وكنت محبطة جدًا لدرجة أني أردت ترك المجموعة. عند ظهيرة ذلك اليوم، كنت بائسة جدًا ولم أستطع الأكل. استلقيت على الفراش وحيدة وباكية، وشعرت أني إن استمريت على هذا النحو، سأمرض حتمًا. عندما رأت أختٌ أعرفها حالتي، قالت بأني لم أتكلم بشكل مباشر وتنكرتُ لكي يعتقد الآخرون بأني متواضعة وليتطلّعوا إليّ. بعد التذكير من أختي، بدأت أخيرًا أتأمل نفسي.

قرأت في كلام الله، "هل تعرف من هم الفريسيون بالفعل؟ هل من حولك فريسيون؟ لماذا يُسمى هؤلاء الناس بـ"الفريسيين"؟ كيف يوصف الفريسيون؟ إنهم أناس مراؤون ومزيَّفون تمامًا ويتظاهرون في كل ما يفعلونه. بأي شيء يتظاهرون؟ إنهم يتظاهرون بأنهم طيبون ولطيفون وإيجابيون. هل هذا ما هم عليه في الواقع؟ بالطبع لا. باعتبارهم مرائين، فكُلّ ما يظهر وينكشف فيهم زيفٌ وادّعاء وليس وجههم الحقيقيّ. أين يخفون وجههم الحقيقي؟ إنه مخفي في أعماق قلوبهم، ولن يراه الآخرون أبدًا. كل شيء في الظاهر ادعاء، كله زيف، لكن لا يمكنهم إلا خداع الناس، ولا يقدرون أن يخدعوا الله. ... بالنسبة للآخرين، يبدو مثل هؤلاء الأشخاص أتقياء ومتواضعين للغاية، لكن هذا في واقع الأمر مزيَّف، إذ يبدون متسامحين وصبورين ومُحبين، لكن هذا في الواقع تظاهر؛ يقولون إنهم يحبون الله، لكنه في الواقع ادعاء. يعتقد الآخرون أن مثل هؤلاء الأشخاص قديسون، لكن هذا في الواقع مزيَّف. أين يمكن العثور على شخص قدِّيس حقًا؟ القداسة البشرية مزيفة تمامًا. إنها تظاهر، ادعاء. من الخارج، يبدون مخلصين لله، لكنهم في الواقع لا يؤدون إلا ليراهم الآخرون. عندما لا يراهم أحد، لا يكون لديهم أدنى ولاء، وكل ما يفعلونه هو الأمور الروتينية. ظاهريًا، يبذلون أنفسهم في سبيل الله وقد تخلوا عن عائلاتهم ومهنهم. لكن ماذا يفعلون في الخفاء؟ إنهم يديرون مشروعهم الخاص ويديرون عملياتهم الخاصة في الكنيسة، ويستفيدون من الكنيسة ويسرقون التقديمات سرًا تحت ستار العمل من أجل الله... هؤلاء الناس هم الفريسيون المراؤون المعاصرون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ستَّة مُؤشِّرات لنمو الحياة). "إذا كان ما تطلبه هو الحق، وما تمارسه هو الحق، وكان أساس كلامك وأفعالك هو كلام الله، فسوف يستفيد الآخرون ويكسبون من كلامك وأفعالك المتوافقة مع المبدأ. ألن يفيد ذلك كليكما؟ إذا كنت تعيش مقيدًا بتفكير الثقافة التقليدية، وتتظاهر بينما يفعل الآخرون الشيء نفسه، وتقدم مجاملات لطيفة بينما يتصرف الآخرون بأدب زائد، وكل طرف يتظاهر أمام الطرف الآخر، فلا أحد منكما له فائدة. فأنتما تتصرفان بأدب زائد وتنخرطان في المجاملات طوال اليوم، دون كلمة حق، ولا تُظهِران في الحياة إلا السلوك الجيد وفقًا للثقافة التقليدية. على الرغم من أن مثل هذا السلوك تقليدي كما يُرى من الخارج، فهو نفاق كله، أي سلوك يخدع الآخرين ويغشهم، وسلوك يحتال على الناس ويخدعهم، دون سماع كلمة صادقة. إذا صادقت مثل هذا الشخص، فلا بد أن تتعرض للغش والخداع في النهاية. فلا يوجد شيء من شأنه أن يبنيك يمكن أن تربحه من سلوكه الجيد. فكل ما يمكن أن تتعلم منه هو الباطل والخداع: أنت تخدعه، وهو يخدعك. وما سوف تشعر به في النهاية هو تدهور شديد لنزاهتك وكرامتك، وعليك أن تتحمل ذلك. لا يزال يتعين عليك تقديم نفسك بلطف مهذب وكياسة دمثة دون مراوغة مع الآخرين أو مطالبتهم بالكثير. لا يزال يتعين عليك التحلي بالصبر والتسامح، مُظهرًا رباطة الجأش والشهامة مع رحابة الصدر بابتسامة مشرقة. كم عامًا من التدريب الشاق يستغرقه الأمر لتحقيق مثل هذه الحالة؟ إذا طلبت من نفسك أن تعيش هكذا أمام الآخرين، ألن ترهقك حياتك؟ فالتظاهر بأن لديك الكثير من الحب، مع العلم جيدًا أنك لا تملكه – مثل هذا النفاق ليس بالأمر السهل! سوف يزداد شعورك بالإرهاق من السلوك بهذه الطريقة كإنسان؛ وتفضّل أن تولد كبقرة أو حصان أو خنزير أو كلب في حياتك التالية على أن تولد كإنسان. هذا زيف وشر شنيعان بالنسبة إليك" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (3)). كشف الله أنّ الناس يعيشون بالنفاق بناءً على أفكار ثقافية تقليدية، لا تجلب سوى الألم والاكتئاب والعزلة. كان ذلك مؤثرٌ جدًا، لأن تلك الأفكار آذتني كثيرًا. خاصة حين قرأت: "فالتظاهر بأن لديك الكثير من الحب، مع العلم جيدًا أنك لا تملكه – مثل هذا النفاق ليس بالأمر السهل!" شعرتُ بخجلٍ شديد. هذه الكلمات كانت تصفني. من الواضح، أني لم أكن كريمة جدًا، لكني كنت أدّعي الكرم، وعندما لم أكن أفكر بعمل الكنيسة، ادعيت أني كنت أفكر به. عندما طُلِب من "ليس" و"جيروم" الوعظ بالإنجيل، كان واضحًا أني استأت، ولكني تصنّعت ابتسامة، حتى أني أرسلت رسالة أقول إني سعيدة لأنهما يعظان بالإنجيل. كنت زائفة ومتنكّرة جدًا. يكشف كلام الله بأنّ الفريسيون كانوا منافقين يخفون حقيقتهم دائمًا. ظاهريًّا، هم إنسانيون جدًا، ومتسامحون، ومتواضعون، وأتقياء، لكنهم في الواقع، كانوا يستخدمون هذا الأسلوب لخداع الناس والإيقاع بهم، لحماية مكانتهم ومراكزهم. كان جوهرهم كره الحقّ والله، لذا أدانهم الرب يسوع بوصفهم ثعابين ولهم الويل. وفيما كنت أتأمل بهذه الأمور، غمرني الخوف. كان نفاقي مشابهٌ تمامًا لنفاق الفريسيين. في موضوع تعيينات الموظفين، أظهرت أني لن أُقاتل الآخرين، وأردت مقابل هذا الحصول على اعتبار الآخرين. وقلت إنّ كل ما فعلته كان لمصلحة الكنيسة، لكن فعليًّا ما كان يعنيني هو صورتي. خشيت أن يقول عمّال الإنجيل أني كنت أنانية، وذات طبيعة ضعيفة، ولا أهتم بعمل الكنيسة، لذا اضطررت لكبح نفسي. ورغم أني ظاهريًّا بدوت كريمة وشهمة، كنت أشعر بألمٍ حاد واستياءٍ شديد، وحتى أني شعرت بتحيز ضدّ قائدة الكنيسة وشمّاس الإنجيل. لكني خبّأتُ هذه الأفكار بعيدًا حيث لا يمكنهم رؤيتها، وهكذا يعتقد إخوتي وأخواتي أني ذات طبيعةٍ خيّرة وأستطيع دعم عمل الكنيسة. فكرت مليًّا بنواياي وما كشفته، وشعرتُ بالاشمئزاز من تصرفي، خدعتُ الناس وجذبتُهم بأعمالي التي تبدو صالحة ظاهريًّا، أسّستُ صورتي الخاصة، وكان كل ما قلته وفعلته مقززًا وبغيضًا في نظر لله.

لاحقًا، استمعتُ عدة مرات في كلام الله في تحليل الثقافة التقليدية والفضيلة، وبدأت أتأمّل. أيُّ نوع من الأفكار الثقافية التقليدية تحكّمتْ بي حتى عشتُ حياةً منافقة جدًا ومؤلمة جدًا؟ قرأت بعضًا من كلام الله. "ترد قصة في الثقافة التقليدية عن كونغ رونغ الذي يترك الكمثرى الأكبر حجمًا. ما رأيكم: هل أي شخص لا يمكنه أن يكون مثل كونغ رونغ شخص سيئ؟ اعتاد الناس على الاعتقاد بأن من يمكنه أن يكون مثل كونغ رونغ كان نبيلًا في الشخصية وثابتًا في النزاهة ونكران الذات؛ أي أنه كان شخصًا صالحًا. هل كونغ رونغ في هذه القصة التاريخية نموذج يُحتذى به ويجب أن يتبعه الجميع؟ هل للشخصية مكان معين في قلوب الناس؟ (نعم). لا يرتبط الأمر باسمه، لكن أفكاره وممارساته وأخلاقه وسلوكه يشغل مكانًا في قلوب الناس. يحترم الناس مثل هذه الممارسات ويوافقون عليها، ويُعجبون في أعماقهم بفضيلة كونغ رونغ" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)). "يتأثر المثقفون بالثقافة التقليدية تأثرًا بالغًا. إنهم لا يقبلونها فحسب – بل ويقبلون العديد من أفكار الثقافة التقليدية وآرائها في أعماق قلوبهم، ويتعاملون معها كأشياء إيجابية. ويعاملون بعض الأقوال الشهيرة على أنها أقوال مأثورة. لقد ضلوا في الحياة بفعلهم هذه الأشياء. تتجسد الثقافة التقليدية في تعاليم الكونفوشيوسية، التي تحتوي على مجموعة من الأيديولوجيا والنظريات التي تعزز الأخلاق والثقافة التقليدية بشكل أساسي. فعبر تاريخ السلالات، كانت هذه التعاليم موضع تقدير من الطبقات الحاكمة التي كانت تُبجِّل كونفوشيوس ومنسيوس كحكيمين. تنص تعاليم الكونفوشيوسية على أن على المرء – كإنسان – الحرص على دعم الإحسان والعدالة والمجاملة والحكمة والإخلاص، مما يعني أنه ينبغي على المرء تعلم أن يكون هادئًا وساكنًا أولًا عند حدوث مشكلات، وأن يكون متسامحًا، وأن يتكلم بطريقة حسنة، وألا يتنافس أو يتصارع، وينبغي أن يتعلم أن يكون مهذبًا لاكتساب احترام الآخرين – فمثل هذا الشخص وحده هو مثال يُحتذى به في سلوكه. ومثل هذا الشخص يضع نفسه فوق عامة الناس؛ فهو يرى أنه يجب التساهل والتسامح مع أي شخص آخر. إن "تأثير" المعرفة هائل جدًا! ألا يبدو مثل هؤلاء الناس منافقين إلى حد كبير؟ مع وجود المعرفة الكافية، يصبح الناس منافقين. والمصطلح الذي يُجسِّد هذه المجموعة من الأكاديميين المثقفين المتمرسين هو "الكياسة العلمية". ... لقد شرعوا على وجه الخصوص في دراسة الطريقة الراقية التي انتهجها نبلاؤهم وتقليدها. ما نبرتهم عندما يتحدثون بعضهم مع البعض الآخر، وعندما يناقشون الأمور؟ تعبيراتهم رقيقة للغاية، وكلماتهم مصقولة ومُتقنة لا تُعبِّر إلا عن رأيهم الخاص. لن يقولوا إن رأي الآخرين خاطئ، حتى عندما يعلمون أنه كذلك – ولا أحد منهم يجرح أي شخص آخر بهذه الطريقة. حديثهم لطيف للغاية وناعم للغاية: مجاملات هادئة تُغضِب من يسمعونها وتجعلهم قلقين وغاضبين. هؤلاء الناس مراؤون حقًا. فهم يُطبِّقون رياءهم حتى على أصغر الأشياء، ويخفونه بمهارة دون أن يعرفه أحد على حقيقته. عندما يكونون أمام عامة الناس، ما نوع الوضعية التي يريدون إظهارها؟ ما نوع الصورة التي يريدون عرضها؟ يحاولون جعل عامّة الناس يرونهم سادةً متواضعين. والسادة هم فوق أي شخص آخر؛ إنهم أناس يستحقون الإعجاب. يعتقد الناس أن آراءهم أهم من آراء الشخص العادي، وأنهم يفهمون الأشياء فهمًا أفضل؛ ولذلك فهم يستشيرون مثل هؤلاء المثقفين بخصوص جميع شؤونهم. هذه هي النتيجة التي يرغب أولئك المثقفون في تحقيقها. فجميعهم يرغبون في نيل التبجيل باعتبارهم حكماء" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)). وصفت كلمات الله مشكلتي بدقة. كيف استطعتُ رؤية هذه الحسنات الزائفة كأمور جيدة تستأهل التقليد؟ كان ذلك لأني كنت متأثرة بالفكرة الثقافية التقليدية عن "كونغ رونغ" وتخليه عن الإجاص. عشت متأثرة بهذه الفكرة منذ كنت طفلة. ولجعل الناس يعتقدون أني كنت فتاة صالحة، أعطيت الكثير من طعامي وألعابي المُفضّلة لشقيقاتي. عندما كبرت، كنت متواضعة أيضًا وأظهرت كرمًا في جميع الأمور. رغم أني فعلت ذلك على مضضٍ، اعتقدت بأن القيام بذلك فقط يمكن أن يثبت أني أتمتع بطبيعة صالحة وأفهم الأعراف، وأنها الطريقة الوحيدة لكسب احترام الآخرين، وعليه تحمّلت على مضض. وبعد أن آمنتُ بالله، واظبت على ممارسة هذه الفكرة على أنها الحقّ. فيما يتعلق بهذين التعيينين للموظفين، كنت متسامحة. كان واضحًا أن هناك نقص في موظفي السقاية، لكني وضعت قناع التفاني الغير أناني وسمحت لشخصين مناسبين لأعمال السقاية أن يقوما بوعظ الإنجيل بدلًا من ذلك. جعلني هذا أبدو شهمة وكريمة، لكن في الحقيقة، كنت سلبية جدًا لدرجة أني بكيتُ خفيةً عدة مرات بسبب نقص الموظفين. أخفيت تحيزًا ضد قائدة الكنيسة، وفي النهاية، تأثّر عمل السقاية. ما كان المغزى من "العطاء" على هذا النحو؟ من أجل صورتي الصالحة، تبنيت حالة نبيلة مثل "كونغ رونغ". ولم أكترث إن كانت ستؤثر على عمل الكنيسة. كنت منافقة حقيقية. لو كنت فعلًا مهتمة بعمل الكنيسة، لَكُنتُ قيّمت حاجتنا للموظفين وفق الحاجة الفعلية لعمل السقاية، لكن لحماية صورتي، لم أتبع المبادئ على الإطلاق. حتى عندما تأثّر عمل السقاية بنقص الموظفين، بقيت مصرّةً على ترك الناس يذهبون دون سؤال. كسبت مديح الآخرين على حساب تأخير عمل السقاية. لا عجب أن الله قال إن هكذا أشخاص هم منافقون. أدركت بأن تصرفي كان فعلًا زائفًا.

لاحقاً، قرأت بعضًا من كلام الله الذي هزّني. يقول الله القدير، "ينبغي أن تعلموا بوضوح أن أي نوع من التصريح عن الفضيلة ليس هو الحق، فضلًا عن أنه لا يمكن أن يمثل الحق. وهو ليس حتى شيئًا إيجابيًا. يمكن القول على وجه اليقين إن هذه الادعاءات بالفضيلة هي مغالطات هرطقية يخدع بها الشيطان الناس. وهي في حد ذاتها ليست واقع الحق الذي يجب أن يمتلكه الناس، كما أنها ليست أشياء إيجابية يجب أن تحيا الطبيعة البشرية بحسبها. تُشكِّل هذه التصريحات بالفضيلة تزييفات ومزاعم ومغالطات وحيلًا – إنها سلوكيات مصطنعة ولا تنشأ على الإطلاق في ضمير الإنسان أو عقله أو تفكيره الطبيعي. ولذلك، فإن جميع ادعاءات الثقافة التقليدية فيما يخص الفضيلة هي هرطقات ومغالطات سخيفة منافية للعقل. وبهذه المشاركات القليلة، فإن الادعاءات التي يطرحها الشيطان عن الفضيلة قد حُكِمَ عليها في هذا اليوم، وفي مجملها، بالموت. إذا لم تكن حتى أشياء إيجابية، فكيف يمكن للناس قبولها؟ كيف يمكن للناس أن يعيشوا وفقًا لهذه الأفكار والآراء؟ السبب هو أن هذه الادعاءات بالفضيلة تتماشى جيدًا مع مفاهيم الناس وتصوراتهم. إنها تثير الإعجاب والموافقة، ولذلك يقبل الناس هذه الادعاءات بالفضيلة في قلوبهم، وعلى الرغم من أنهم لا يمكنهم تطبيقها، فإنهم يقبلونها ويهيمون بها بشغف. وبالتالي، يستخدم الشيطان ادعاءات متنوعة عن الفضيلة لإغواء الناس والتحكُّم في قلوبهم وسلوكهم، لأن الناس في قلوبهم يهيمون بجميع أنواع الادعاءات بالفضيلة ويؤمنون بها إيمانًا أعمى، ويريدون جميعًا استخدام هذه الادعاءات للتظاهر بشعورهم بقدر أكبر من الكرامة والُنبل واللطف، وبالتالي يحققون هدفهم المتمثل في الحصول على تقدير ومدح كبيرين. وباختصار، تتطلب جميع الادعاءات المختلفة بالفضيلة أن يُظهِر الناس نوعًا من السلوك أو الصفة البشرية في عالم الفضيلة. تبدو هذه السلوكيات والصفات الإنسانية نبيلة للغاية ومحترمة، ولذلك فإن جميع الناس يتطلعون إليها كثيرًا في قلوبهم. ولكن ما لم يفكروا فيه هو أن هذه الادعاءات بالفضيلة ليست على الإطلاق مبادئ السلوك التي يجب على الشخص العادي اتباعها؛ فهي بدلًا من ذلك مجموعة متنوعة من السلوكيات المنافقة التي قد يتظاهر بها المرء. إنها انحرافات عن معايير الضمير والعقل، وخروج عن إرادة الطبيعة البشرية. يستخدم الشيطان ادعاءات كاذبة وزائفة عن الفضيلة لإغواء الناس وجعلهم يهيمون بها ويهيمون بمن يُسمّون الحكماء المنافقين، مما يجعل الناس يرون الطبيعة البشرية ومعايير السلوك البشري كأشياء عادية وبسيطة بل ووضيعة. يحتقر الناس هذه الأشياء ويعتبرونها بلا قيمة على الإطلاق. والسبب في هذا هو أن الادعاءات بالفضيلة التي ينتهجها الشيطان مُرضية جدًا للعين ومتوافقة للغاية مع مفاهيم الإنسان وتصوراته. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه لا يوجد ادعاء بالفضيلة، أيًا كان، يكون مبدأ يجب على الناس اتباعه في سلوكهم أو تعاملاتهم في العالم. فكر في الأمر – أليس كذلك؟ من حيث الجوهر، الادعاءات بالفضيلة هي مجرد مطالب بأن يعيش الناس ظاهريًا حياة أكثر كرامة ونبلًا، مما يُمكنهم من جعل الآخرين يهيمون بهم أو يمدحونهم، بدلًا من النظر إليهم بازدراء. يوضح جوهر هذه الادعاءات أنها مجرد مطالب بأن يُظهِر الناس الفضيلة من خلال السلوك الجيد، وبالتالي يُخفون الطموحات والرغبات المسرفة للبشرية الفاسدة ويُقيدونها، ويُخفون شر الإنسان وطبيعة الإنسان البشعة وجوهره. تهدف هذه الادعاءات إلى تعزيز شخصية المرء من خلال السلوك الجيد والممارسات الجيدة ظاهريًا، وتعزيز الصورة التي لدى الآخرين عنه وتقدير العالم الأوسع له. تُظهِر هذه النقاط أن الادعاءات بالفضيلة تتعلق بإخفاء الأفكار والآراء الداخلية للإنسان، ووجهها البغيض، وطبيعتها وجوهرها بسلوك وممارسات سطحية. هل يمكن إخفاء هذه الأشياء بنجاح؟ ألا تجعل محاولة إخفائها جميعها أكثر وضوحًا؟ لكن الشيطان لا يهتم بذلك. فهو يهدف إلى إخفاء الوجه البشع للبشرية الفاسدة وإخفاء حقيقة فساد الإنسان. ولذلك، فإن الشيطان لديه أناس يقبلون المظاهر السلوكية للفضيلة لإخفاء أنفسهم، مما يعني أنه يستخدم قواعد الفضيلة وسلوكياتها لتكوين حزمة أنيقة من مظهر الإنسان، وتعزيز الصفات البشرية للشخص وشخصيته لينال احترام الآخرين ومدحهم. في الأساس، تحدِّد هذه الادعاءات بالفضيلة ما إذا كان الشخص نبيلًا أم وضيعًا على أساس سلوكه" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)). فقط بعد قراءة كلام الله فهمت لطالما كانت لدي وجهة نظرة خاطئة، وهي أني تعاملت مع فضائل الثقافة التقليدية كمعيار لقياس ما إذا كانت طبيعة الشخص صالحة أو سيئة. تصوّرت خطأً أنّ الفضيلة هي الحقّ، معتقدة أن أهل الفضيلة لديهم طبيعة صالحة. في الواقع، إن الفضيلة ليست هي مبدأ الحياة الذي على الناس إتباعه. إنه نفاق، وفي جوهره هو طريقة يستخدمها الشيطان لخداع وإفساد الناس. يستعمل الشيطان الثقافة التقليدية لغرس معايير للناس ليعيشوا وفقها، بحيث يستخدمون الأعمال الحسنة الظاهرية للتستر بها وإخفاء فسادهم الداخلي كوسيلة لكسب احترام الآخرين، ونتيجةً لذلك، أصبح الناس أكثر نفاقًا وخداعًا. رأيت أني أنا أيضًا كنت على هذا النحو. اعتبرت فضائل الثقافة التقليدية كمعيار لأعمالي. بالرغم من أنه بدا وكأني لا أقاتل للحصول على الأشياء وأستطيع الانسجام مع الآخرين، في الواقع، كنت أُجْبِرُ نفسي على فعل الأعمال الحسنة لجعل الناس يقولون إني كنت صالحة، وللحفاظ على صورتي في قلوبهم. لكني قلت إني كنت مهتمة بعمل الكنيسة. كنت مخادعة جدًا!

لاحقًا قرأت في كلام الله، "يجب على الشخص الذي يفهم الحق أن يُحلِّل الأقوال والمطالب المختلفة المتعلقة بالفضيلة في الثقافة التقليدية. حدد أيًا منها تعتز به أكثر، وأيًا منها تراعيه باستمرار، وأيًا منها يمثل الأساس والمبدأ التوجيهي الثابتين لطريقة نظرتك إلى الناس والأحداث وكيفية تصرفك وعملك. وبعد ذلك، يجب أن تعقد مقارنة بين هذه الأشياء التي تراعيها وبين كلام الله ومتطلباته، وأن تنظر فيما إذا كانت هذه الأشياء من الثقافة التقليدية متناقضة وتتعارض مع الحقائق التي يُعبِّر عنها الله. إذا وجدت مشكلةً بالفعل، فعليك أن تُحلِّل فورًا مكمن خطأ تلك الثقافة التقليدية وسخفها بالضبط. عندما تكون هذه المشكلات قد اتضحت لك، سوف تعرف ماهية الحق وماهية المغالطة. سوف يكون لديك طريق للممارسة، وسوف تختار الطريق الذي يجب أن تسلكه. اطلب الحق بهذه الطريقة، وسوف تتمكن من إصلاح طُرقك" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (5)). فهمت، من كلام الله، إن كنت لا تريد العيش وفق هذه الأفكار الثقافية التقليدية، أولاً، عليك أن تتبين وتحلل هذه الأشياء، وتجد أين هي خاطئة ولماذا هي مبهمة، وكيف تنتهك الحقّ، وما هي العواقب التي تنتج عن العيش وفقها. فقط عندما ترى هذه الأمور بوضوح يمكنك التخلي عنها وتقبّل الحقّ. بدأت أتساءل، هل "العطاء" في قصة "كونغ رونغ" يتخلى عن الإجاص يخضع لمبادئ الحق؟ هل هذا "العطاء" أحد متطلبات الله منالبشر العاديين؟ هل أولئك الذين يتجمّلون في كل شيء هم فعلًا صالحون؟ تجمّلي الشخصي الأعمى تسبب في نقص كبير في موظفي السقاية. لإظهار السخاء والتجمّل بكل الأمور، أخبرت أكاذيب منافقة. تعليمي هذه الأفكار التقليدية، بدلًا من أن يجعلني إنسانة صالحة، جعلني منافقة ومخادعة. عندما كسبت احترام الآخرين، لم أكن سعيدة، وبدلًا من ذلك أصبحت أكثر كآبةً وبؤسًا. كانت تلك النتيجة المُرّة لعبادة الثقافة التقليدية بالنسبة لي. من دون الله ليكشف جوهر الثقافة التقليدية، لكنت بقيت عمياء طوال حياتي. لم أستطع التوقف عن شكر الله لإظهار الحقّ وتحليل الأفكار التقليدية، وتمكيني من الاستيقاظ.

بعد ذلك، فكرت: "طالما أن فضيلة "كونغ رونغ" في التخلي عن الإجاص كانت مجرد تصرف صالح ظاهري، ولم تعنِ أنه كان لديه طبيعة صالحة، فما هي صدقًا الطبيعة الصالحة؟" قرأت في كلام الله، "يجب أن يكون هناك معيار للطبيعة البشرية الصالحة. إنه لا ينطوي على اتخاذ طريق الاعتدال، وليس الالتزام بالمبادئ، والسعي إلى عدم الإساءة إلى أي شخص، والتملُّق في كل مكان تذهب إليه، والتعامل بسلاسة وبراعة مع كل شخص تقابله، وجعل الجميع يثنون عليك. هذا ليس المعيار. إذن ما هو المعيار؟ أن يحتفظ المرء بالمبادئ ويتحمل المسؤولية في معاملته مع الله والحق وأداء الواجب ومع جميع أنواع الناس والأحداث والأشياء، وهذا واضح يراه الجميع. فكل امرئ يدرك هذا بوضوح في قلبه، بالإضافة إلى أن الله يفحص قلوب الناس، ويعرف حالهم واحدًا واحدًا، بغض النظر عمّن هم؛ فلا أحد يستطيع أن يخدع الله. يتفاخر بعض الناس دائمًا بأنهم يمتلكون طبيعة بشرية جيدة، وأنهم لا يغتابون الآخرين، ولا يُضرّون بمصالح أي شخص آخر، ويدّعون أنهم لم يطمعوا قطّ في ممتلكات الآخرين. عندما يكون هناك نزاع على المصالح، فإنهم حتى يفضّلون تكبُّد الخسارة على أن يستغلّوا الآخرين، فيظن الآخرون جميعًا أنهم أناسٌ صالحون. ومع ذلك، عندما يؤدون واجباتهم في بيت الله، فإنهم ماكرون ومراوغون، ودائمًا ما يخططون لأنفسهم، ولا يفكرون أبدًا في مصالح بيت الله، ولا يتعاملون أبدًا بجدية مع الأشياء التي يتعامل معها الله على أنها مُلحَّة، أو يفكرون كما يفكر الله، ولا يمكنهم أبدًا تنحية مصالحهم جانبًا لأداء واجباتهم. إنهم لا يتخلون عن مصالحهم الشخصية. حتى عندما يرون فاعلي الشر يرتكبون الشر، فإنهم لا يفضحونهم. ليس لديهم أي مبادئ على الإطلاق. ما نوع هذه الطبيعة البشرية؛ فهي ليست طبيعة بشرية صالحة. لا تهتمّ لما يقوله شخص كهذا. يجب أن ترى ما يحيا بحسبه وما يكشفه وما هو سلوكه عندما يؤدّي واجباته، وما هي حالته الداخلية وما يحبّه أيضًا. إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق إخلاصه لله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق مصالح بيت الله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق الاعتبار الذي يُظهره لله، فهل يملك إذن شخص كهذا إنسانية؟ ليس هذا شخصًا يتمتّع بإنسانية. يستطيع الآخرون والله أن يروا سلوكه. من الصعب جدًا لشخص كهذا أن يربح الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). فهمت من كلام الله الشخص ذو الطبيعة الصالحة الحقّة يحب الحقّ والأمور الإيجابية، مسؤول في أداء واجباته، يلتزم بمبادئ الحقّ، ويدعم عمل الكنيسة. أولئك الذين لا يؤذون أحدًا ظاهريًّا، ويتجمّلون بتهور بدون مبدأ، والذين يفضّلون أن يعانوا من الخسارة على الاستفادة من الآخرين، بالرغم من أنهم ظاهريّاً يتمتعون بخُلقٍ حسن، فهم في واجباتهم يسعون لحماية مصالحهم الخاصة، ولا يمارسون الحقّ ولا يهتمون بعمل الكنيسة إطلاقًا. هكذا أشخاص ليس لديهم طبيعة صالحة. ما عدت أريد العيش وفق الثقافة التقليدية وأكون إنسانًا صالحًا زائفًا. أردت أن أحيا تماثلًا بشريّاً وفقًا لمتطلبات الله.

وفيما أنا أقرأ كلام الله، وجدت سبيلًا لممارسة ذلك. "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمتلك قلوبًا تتقي الله إلّا الذين يخضعون له بصدق). فهمت من كلام الله، عليّ ألا أتنكر بغية إعطاء الآخرين صورة زائفة. بدلًا من ذلك، يجب أن أكون إنسانة صادقة، وبسيطة ومنفتحة وعليّ أن أنفتح وأتكلم عن أية مشاكل لديّ، بحيث يتمكن إخوتي وأخواتي من مساعدتي بشكل أفضل. عندما لم أتكلم عنها، عندما تحمّلت الأمور بتهور ولم أكن صريحة، اعتقد الجميع أنه لا يوجد نقص بموظفي السقاية وظنوا أن العمل يسير بشكل جيد، لكن في الحقيقة، أنا كنت أعاني وعمل الكنيسة تضرر. لذا، مارست بوعيٍ وفقًا لكلام الله وتواصلت بوضوح مع الإخوة والأخوات. بعد ذلك، جميعهم قدموا بعض الموظفين للقيام بعمل السقاية. جعلني هذا أعرف كم هو سهل وممتع أن تعمل وفق كلام الله. العيش وفق الثقافة التقليدية، يجعلنا نصبح أكثر فسادًا، وأكثر زيفاً وخداعًا، وأكثر بؤسًا. ممارسة الحقّ فقط تجعلنا نحيا التماثل البشري، ونصبح أشخاصًا صالحين فعلًا، ونختبر السلام الحقيقي والفرح! شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما يكمن وراء الخوف من فتح قلبي

في مارس 2020 قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وسرعان ما بدأت أودي واجبًا. بعد فترة وجيزة، انتُخبت شماسة للإنجيل. لقد كنت متحمسة...

النضال لأجل النزاهة

يقول الله القدير، "ملكوتي يطلب الصادقين، أولئك الذين ليسوا منافقين أو مخادعين. أليس الحال أنّ المخلصين الصادقين لا يحظون بشعبية في العالم؟...

عمل الله حكيم جدًا

عادةً ما كان قائدي يعظ عند حضور اجتماعات زملاء العمل حول تجارب الناس الذين فشلوا في خدمتهم لله، ويطلب منا أن نتعلم الدروس من تجاربهم، وأن نتخذ منها العبرة والعظة، فعلى سبيل المثال، كان بعض القادة يتناولون في عظاتهم أو شركتهم دائمًا الحروف والتعاليم، لكنهم يعجزون عن الحديث عن معرفة حقيقية بالحق، ويعجزون عن القيام بعملٍ يمت للممارسة بصلة، فكانت النتيجة أنهم ظلوا لسنواتٍ طويلة يقومون بدور القادة دونما إحراز أي تقدم في عمل الكنيسة، حتى وصل عمل الكنيسة إلى شبه توقف تام، وأصبحوا قادة زائفين وقد غربلهم الله.

كيف أصبحت قائدة كاذبة

في نهاية عام 2019، كُلِّفتُ بمسؤولية أعمال الفيديو في الكنيسة. آنذاك، شعرت بتوتر شديد. تضمن عمل الفيديو مهارات احترافية لم أتعلمها مسبقًا....

اترك رد