النمو من خلال الإخفاقات والانتكاسات
قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة في ديسمبر 2020. وانْتُخِبْتُ كقائدة كنيسة بعدها ببضعة أشهر. كان هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه ومشكلات يجب حلها في الكنيسة. تفانيتُ في العمل بحماس. بعد فترةٍ من الوقت، أصبحت مُلِمَّة بعمل الكنيسة بعض الشيء، لكني كنت لا أزال أقع في الكثير من المشكلات. لم يحضر الكثير من الوافدين الجُدُد الاجتماعات بانتظامٍ. تأثّر البعض بالشائعات على الإنترنت، والبعض لم يفهم حقائق الرُّؤى وكانت لديهم مفاهيم دينية دون حلّ، والبعض لم يتمكّن من حضور الاجتماعات بانتظامٍ بسبب انشغالهم الشديد بالعمل. وبمواجهة هذه المشكلات، عملتُ بجِدّ في عقد شركة عن مشيئة الله لمساعدتهم خلال صعوباتهم، لكن ظلّت مشكلاتهم دون حلّ. شعرتُ بالإحباط حقًا. كنتُ أسأل نفسي على الدوام عن سبب عدم إتيان كل عملي الشاق ثماره بعد. لمَاذا لم يبارك الله كنيستنا؟ لقد عانى الإخوة والأخوات من الكثير من المشكلات وفشلت مشاركاتي المتعددة معهم. لعلِّي لم أكن مناسبة تمامًا للقيادة؟ وبّختُ نفسي قائلة: لقد كنتُ السبب في كل هذا. إنْ قبلتُ المسؤولية واستقلتُ، فيمكن أن يخدم شخص آخر كقائد، ثم سيصبح العمل أكثر نجاحًا. بدأت أشعر بالإحباط وأصبحت سلبية في واجبي في انتظار صرفي فحسب. حتى أنني اعتقدتُ أن الله كان يُعِدّ هذه الصعوبات ليكشفني، لكي أفشل، ومن المحتمل أنه هجرني بالفعل. أفزعتني هذه الفكرة. هل تخلّى الله عني؟ كنتُ أصلّي وأطلب، لكنني مازلتُ لا أفهم مشيئة الله. ظلّت فكرة تخلّي الله عني تلوح بين تارةٍ وأخرى. شعرتُ بالاكتئاب والإرهاق والضعف طوال الوقت. وأصابني الخوف الشديد، وشعرتُ أنني فقدتُ عمل الروح القُدُس.
كانت الكنيسة تعاني من نقص في القليل من قادة الفرق وقتئذ، لذا أوصت المشرفة ببعض الوافدين الجُدُد. فعيّنتُهم مباشرة دون التحقق كثيرًا من الأمور. قالوا جميعًا في البداية إنهم يريدون الاضطلاع بواجب، لكن حينما بدأوا العمل رسميًّا، قال أحدهم إنه بحاجة إلى العمل وكان مشغولًا، لذا لم يكن على المستوى المطلوب للوظيفة، والآخر سيتأخر عن الاجتماعات بسبب شؤون الأسرة، وأيضًا لن يتمكّن من القيام بالوظيفة. فقررتُ أخيرًا أنهم في الوقت الراهن غير مناسبين لتنميتهم كقادة فرق. عملتُ بجدّ لحل هذه الصعوبات التي كنتُ أواجهها في العمل، لكن لبعض الوقت لم أحصل على أي نتائج. حينها، لم أتمكّن حقًا من تحمُّل كل هذه الإخفاقات. كنتُ سلبية حقًا وأصابني الخوف من مواجهة قدوم كل يوم جديد. لم أعد أرغب في أداء العمل الكنسيّ لأنني بذلت جهدًا مُضْنيًا في عملي، لكنني لم أنجز أي شيء. ظننتُ أنني كنتُ أواجه هذا الوضع لأن الله أراد كشفي باعتباري غير كفء، لكنني لم أرغب في السماح لنفسي بالاستغراق في هذا النوع من الحالة. لم أرغب أن أُكشَف وأُسْتَبْعد بسبب عدم حصولي على نتائج في واجبي.
ذات مرّة في إحدى تعبُّداتي، صادفتُ "مبادئ قبول المسؤولية والاستقالة": "أي قائد أو عامل زائف يرفض الحقّ ولا يمكنه القيام بعمل فعليّ، ومَن حُرِمَ لبعض الوقت من عمل الروح القُدُس، يجب أن يُقرَّ بمسؤوليته ويستقيل" (170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق). جعلتني قراءة هذا أشعر بالمزيد من السلبية. ماذا عساي أفعل؟ لم أحلّ أيًّا من مشكلات الكنيسة لذلك كنتُ قائدة زائفة. أيجب أن أقبل المسؤولية وأستقيل لأفسح مكانًا لشخص كفءٍ ليصير قائدًا؟ كنتُ أقوم بعمل الكنيسة لثلاثة أشهر، لكن مازلتُ لم أحلّ المشكلات الموجودة في داخل الكنيسة. وفي هذا الوضع، مازلتُ لا أفهم مشيئة الله ولم أكن أحرز أي تقدّم. حتى أنني كنتُ أسيء فهم الله. انتابني القلق من أن يظن الآخرون أنني في غاية السلبية، وكنتُ أخشى من توبيخهم لي على فكرة الاستقالة.
قرأت هذا في كلام الله في اجتماع ذات مرة: "أنت شخص عادي. ينبغي أن تمر بإخفاقات كثيرة، وبفترات عديدة من الحيرة، وبأخطاء كثيرة في إصدار الأحكام، وبانحرافات عديدة. هذا يمكن أن يكشف تمامًا عن شخصيتك الفاسدة، ونقاط ضعفك وأوجه قصورك، وجهلك وحماقتك، مما يتيح لك إعادة فحص نفسك ومعرفتها، ومعرفة قدرة الله المطْلقة وحكمته الكاملة، وشخصيته. سوف تربح منه أشياء إيجابية، وسوف تفهم الحق وتدخل إلى الواقع. سوف ينطوي اختبارك على الكثير مما لا يسير وفقًا لرغبتك، ومما ستشعر معه بالعجز. في ظل هذه الأمور، ينبغي أن تسعى وتنتظر؛ ينبغي أن تربح إجابة من الله لكل مسألة، وأن تفهم من كلامه الجوهر الأساسي لكل مسألة، وجوهر كل نوع من الأشخاص. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الشخص العادي الطبيعي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). إنّ الله حكيم بشكل لا يُصدَّق. لقد ربحتُ فهمًا جديدًا لكيفية عمل الله. أدركتُ أن الجميع لابد أن يمرّوا ببعض الإخفاقات والانتكاسات في واجبهم، ولقد حملتني مشيئة الله على السعي إلى الحقّ من خلال كل هذا حتى أبدِّد فسادي. لقد واجهتُ بعض الصعوبات في واجبي وعانيتُ من بعض الإخفاقات، لكنني لم أسع إلى الحقّ أو مشيئة الله. كانت تراودني دائمًا فكرة الاستقالة فحسب لأنني شعرتُ أنني لم أحقق أي نجاح في واجبي أو فعلت ما يجب أن يفعله القائد. لم أجرؤ حتى على إخبار الآخرين عن حالتي الفعلية. كنتُ جاهلة حقًا. لم أفهم مشيئة الله أو لماذا يدع الله هذا النوع من الأمور يحلّ بي. أدركتُ من كلام الله أنني كنتُ مجرد شخص عاديّ، لذا كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أواجه بعض الصعوبات والإخفاقات في واجبي. لقد كانت مشيئة الله في ثنايا ذلك. لذلك، بُحْتُ بمَكْنون صدري إلى الإخوة والأخوات عن حالتي الأخيرة وطلبتُ مساعدتهم. كما أخبرتهم أنه ترادوني أفكار في قبول المسؤولية والاستقالة. إنهم لم يحتقروني، بل مدّوا لي يد العون وآزروني وعقدوا شركة عن كلام الله. لقد تأثَّرتُ بشدّة.
قرأوا لي بعضًا من كلام الله القدير: يقول الله، "في سياق اختبار عمل الله، بغض النظر عن عدد المرات التي فشلت فيها، أو سقطت، أو تم تهذيبك، أو التعامل معك، أو كشفُك، فتلك ليست أمورًا سيئة. بصرف النظر عن طريقة تهذيبك أو التعامل معك، أو ما إذا كان ذلك على يد القادة أو العاملين أو إخوتك أو أخواتك، فهذه كلّها أشياء جيِّدة. ينبغي أن تتذكَّر هذا: بصرف النظر عن مدى معاناتك، فإنك تستفيد بالفعل. وأيّ شخصٍ لديه اختبارٌ يمكنه أن يشهد على ذلك. مهما يكن، فإن تهذيبك والتعامل معك أو كشفَك، هو شيء جيد دائمًا. فهو ليس إدانة. إنه خلاص الله لك، وأفضل فرصة بالنسبة لك لكي تتعرف على نفسك. بل يمكن لذلك أن ينقل تجربة الحياة الخاصة بك إلى مستوى جديد. ودون ذلك، لن تمتلك لا الفرصة ولا الظروف ولا السياق الملائم لتتمكن من الوصول إلى فهم حقيقة فسادك. إذا كنت تفهم الحقّ بالفعل وتمكَّنت من اكتشاف الأشياء الفاسدة المُخبَّأة في أعماق قلبك، وإذا تمكَّنت من تمييزها بوضوحٍ، فهذا جيِّدٌ ويكون قد حلّ مشكلةً رئيسيَّة ترتبط بالدخول إلى الحياة وله فائدة كبيرة للتغييرات في الشخصيَّة. أن تتمكن من معرفة نفسك حقًّا هو أفضل فرصة بالنسبة إليك لإصلاح سبلك والتحوّل إلى شخص جديد. إنها أفضل فرصة لك لاقتناء حياة جديدة. ما إن تتوصل إلى معرفة نفسك حقًّا، حتى تتمكّن من رؤية أنه متى أصبح الحقّ حياة المرء، فذلك شيء ثمين في الواقع، وستتعطش إلى الحقّ، وتمارس الحق، وتدخل في واقعه. وهذا أمر رائع فعلاً! إذا استطعت أن تغتنم هذه الفرصة لتتفكّر في نفسك باجتهاد وتكتسب معرفة حقيقية بنفسك كلما فشلت أو سقطت، فستتمكّن – في خضم السلبية والضعف – من النهوض والوقوف على رجليك مرة أخرى. وبمجرد أن تتجاوز هذه العتبة، ستكون قادراً على أن تخطو خطوة كبيرة إلى الأمام وتدخل في واقع الحقّ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ينبغي للمرء أن يتعلم من الناس والأمور والأشياء القريبة منه لكي يكسب الحق). "خلاص الله للبشر هو خلاص لمن يحبون الحق. إنه خلاص لجزء منهم ممن يملكون الإرادة والعزيمة، ومن يتطلعون في قلوبهم إلى الحق وإلى البر. إن عزيمة الشخص هي ذلك الجانب في قلبه الذي يشتاق إلى البر والخير والحق ويمتلك ضميرًا. الله يخلّص هذا الجزء من الناس، ومن خلال ذلك يغير شخصيتهم الفاسدة، حتى يفهموا الحق ويربحوه، وحتى يتطهر فسادهم وتتحول شخصية حياتهم. إن كنت لا تتمتع في داخلك بهذه الأمور لا يمكن تخليصك. ... لماذا يقال إن بطرس ثمرة؟ لأن لديه أشياء لها قيمة، أشياء تستحق منح الكمال، كان يسعى إلى الحق في كل الأشياء، ولديه عزيمة، ولديه إرادة لا تتزعزع؛ كان لديه عقل، وهو على استعداد لأن يعاني الصعوبات، وكان يحب الحق في قلبه، ولم يترك ما حدث، وتمكَّن من تعلم الدروس من جميع الأشياء. هذه كلها نقاط قوة. إذا لم تكن لديك أي من نقاط القوة هذه، فهذا يعني وجود متاعب. لن يكون من السهل عليك أن تربح الحق وتخلص. وإذا كنت لا تعرف كيفية الاختبار أو لم يكن لديك الاختبار، فلن تتمكن من حل صعوبات الآخرين. ونظرًا لأنك لا تستطيع ممارسة كلام الله واختباره، وليست لديك أي فكرة عما يجب فعله عندما تحدث لك أمور، وتنزعج وتجهش بالبكاء عندما تواجه مشكلات، وتصبح سلبيًا وتهرب عندما تعاني انتكاسة طفيفة، وتبقى عاجزًا إلى الأبد عن التصرف بالطريقة الصحيحة، فبسبب هذا كله لا يمكنك الدخول إلى الحياة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بعد قراءة هذا، شاركت معي أخت بمشاركة: "أيًّا كان نوع الانتكاسات والإخفاقات التي نواجهها، يجب أن نصلّي ونطلب مشيئة الله، وألا نتخلّى عن الحقّ وعن واجبنا. إنّ التخلّي عن واجبكِ ليس هو السبيل لحل المشكلة. فقط من خلال الصعوبات والمشكلات التي نواجهها في واجباتنا يتبيّن فسادنا وأوجه القصور لدينا ويمكننا أن نعرف أنفسنا حق المعرفة. فمن المستحيل أن نتمكّن من رؤية فسادنا وما ينقصنا دون هذه الاختبارات. إذًا كيف يمكن أن نتغيّر؟ لذلك، مواجهة الفشل والتعثّر ليس أمرًا سيئًا. تلك اللحظة يجب أن نتقصّى الحقّ ونتعلّم الدرس – لا يمكننا أن نسيء فهم الله. إنْ استقلنا فحسب، وتخلّينا عن واجبنا عند مواجهة صعوبات، فكيف نختبر عمل الله ونسعى للخلاص؟ وأي شهادة ستكون لدينا؟ إنّ الله لا يطلب منا الكثير. إذا عقدنا العزم عندما نواجه مشكلات ومصاعب، وصليّنا وسعينا إلى الحق بصدقٍ، فسيرشدنا الله ويساعدنا". لقد منحتني سماع مشاركة هذه الأخت استنارة بحقّ. أدركتُ أن مواجهة الإخفاقات والتعثّر هي محبة الله، وهي فرصة جيدة بالنسبة لي لأسعى إلى الحق وأتعلّم الدرس. فكّرتُ في "بطرس" وكيف اختبر الكثير من التجارب والتنقيّات والانتكاسات والإخفاقات طوال حياته. في بعض الأحيان كان يعاني من ضعف جسدي، لكنه لم يفقد إيمانه بالله قطّ. وظل يسعى إلى الحقّ ويطلب مشيئة الله، لتعويض ما ينقصه. في نهاية المطاف، فهم الحقّ وتعرّف على الله وحقق الخضوع والمحبّة لله. يجب أن أتحلّى بالقوة وأكون راسخة مثل "بطرس"، وأمْثُلُ أمام الله في صلاة وأطلب مشيئته عندما أواجه الانتكاسات والإخفاقات، وأتفكّر فيما ينقصني بدلًا من إساءة فهم الله وإلقاء اللوم عليه.
في إحدى تعبُّداتي، قرأت مقطعًا من كلام الله: مما ساعدني على فهم مشيئة الله بعض الشيء. يقول الله القدير، "يجب على الناس أن يتعلموا الاهتمام بكلام الله وفهم قلبه، وعليهم ألّا يسيئوا فهم الله. ففي الواقع، كثيرًا ما ينبع قلق الناس من مصالحهم الخاصَّة. وبشكلٍ عامّ، هذا هو الخوف من ألّا تكون لهم آخرة. فدائمًا ما يُفكِّرون في قرارة أنفسهم: "ماذا لو كشفني الله واستبعدني ورفضني؟" هذا هو سوء فهمك لله؛ فهذه ليست سوى أفكارك. عليك معرفة قصد الله. فكشفه للناس لا يهدف لاستبعادهم، بل لإظهار عيوبهم وأخطائهم وجوهر طبائعهم، وليعرّفهم بأنفسهم، وليكونوا قادرين على تقديم توبةٍ صادقة؛ وعلى هذا النحو، يهدف كشف الناس لمساعدة حياتهم على النموّ. فدون فهمٍ خالص، يكون الناس عرضةً لإساءة فهم الله ولأن يصبحوا سلبيّين وضعفاء، بل وقد يستسلمون لليأس. وفي الواقع، أن يكشف الله الناس لا يعني بالضرورة استبعادهم. إنه يهدف لمساعدتك على معرفة فسادك ولجعلك تتوب. وفي كثيرٍ من الأحيان، نظرًا لأن الناس مُتمرِّدون ولا يطلبون الحقّ لإيجاد حلٍّ عندما يكونون غارقين في الفساد، يتعيَّن على الله ممارسة التأديب. وهكذا في بعض الأحيان، يكشف الله الناس فيُظهِر قبحهم وتفاهتهم ويتيح لهم أن يعرفوا أنفسهم ممَّا يساعدهم على النموّ. توجد نتيجتان مختلفتان لكشف الناس: من جهة الأشرار، كشفهم يعني استبعادهم. ومن جهة أولئك الذين يمكنهم قبول الحقّ، كشفهم هو تذكيرٌ وتحذير؛ إذ يدفعهم ذلك إلى أن يتأمَّلوا أنفسهم، ويروا حالتهم الحقيقيَّة، ويتوقَّفوا عن الضلال والاستهتار؛ لأن الاستمرار على هذا النحو سيكون أمرًا خطيرًا. وكشفُ الناس بهذه الطريقة تذكيرٌ لهم بحيث عندما يُؤدِّون واجبهم لا يكونون مُشوَّشين ومهملين، ولا يستخفّون بواجبهم، ولا يكتفون بالقدر الضئيل من الفعالية معتقدين أنهم أدّوا واجبهم بمستوى مقبول، بينما يكونون في الواقع قد قصَّروا كثيرًا عند قياس ذلك وفقًا لما يطلبه الله. ومع ذلك، ما زالوا راضين عن أنفسهم ويعتقدون أنهم على ما يرام. في مثل هذه الظروف، سوف يُؤدِّب الله الناس ويُحذِّرهم ويُذكِّرهم. وأحيانًا يكشف الله عن قبحهم كأمرٍ واضح للتذكير. في مثل هذه الأوقات، يجب أن تتأمَّل نفسك: أداء واجبك بهذه الطريقة غير مناسبٍ، فهو ينطوي على التمرُّد، ويشتمل على الكثير من السلبيَّة، وهو أمرٌ روتينيّ تمامًا، وإذا لم تتب فسوف تنال العقاب. عندما يُؤدِّبك الله ويكشفك، فهذا لا يعني بالضرورة استبعادك. يجب التعامل مع هذا الأمر بطريقةٍ صحيحة. وحتى إن طُردتَ، فعليك أن تتقبل ذلك وتخضع له، وتسارع إلى التأمل والتوبة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يتحقق تغيير في الشخصية إلا من خلال ممارسة الحق وطاعة الله). لقد أظهرت لي كلمة الله أن هدفه من كشف البشر ليس استبعادهم، وإنّما لكي يتعرّفون على فسادهم وأوجه القصور لديهم، حتى يتمكّنوا من السعي وراء الحق لحلّ مشكلاتهم والمُضيّ قُدُمًا بشكل أسرع في الحياة. شرعتُ في التفكّر في ذاتي. بمواجهة صعوبات مختلفة ومشكلات، لم أتأمل وأطلب مشيئة الله بصدقٍ أو أتفكّر في ذاتي لأتعرّف على مشكلاتي. لقد ظننتُ أن الله كان يستخدم هذه الأوضاع ليكشفني ويستبعدني، وأنني لم أكن مناسبة كقائدة ويجب أن أستقيل. كنتُ أسيء فهم الله. ثم أدركتُ أن الكثير من المشكلات في العمل ظلّت دون حلّ لأنني لم أكن أؤدِ واجبي بتفانٍ وإخلاص بشكل رئيسيّ. كنتُ أشعر دومًا أن لدي الكثير من الأمور يجب إنجازها، لكن لم يكن لدي أي اتجاهات أو أهداف حينما كنتُ أعمل. لقد فعلت كلّ ما تبادر إلى ذهني دون السعي لتحقيق أي نتائج. لقد ضَلّلتْ الشائعات بعض الناس ولم أبحث عن جانب الحقّ الذي يجب أن أتشارك حوله لتبديد مفاهيمهم حتى يتمكّنوا من تمييز هذه الشائعات ويقفوا راسخين في طريق الحقّ. وفي تنمية الناس، لم أبحث عن المبادئ من أجل ذلك أو أحصل على فهم واضح لظروفهم الفعلية، لكني فعلت ذلك بصورة عشوائية. ونتيجةً لذلك، لم أنجز أي شيء في هذا الجانب أيضًا. في سقاية الوافدين الجُدُد، لم أفكر مسبقًا في أي جوانب الحق يُمكِّنني من عقد شركة عن حل مشكلاتهم، لذلك، لم أحصل أيضًا على أي نتائج ملموسة في ذلك. ومع أنه بدا في الظاهر كأنني كنت أعمل جاهدةً، لم أكن يَقِظة ولم ألخص المشكلات في عملنا في الوقت المناسب، مما يعني أنه لم يُنجَز شيء. لم أفشل فقط في التفكّر وفهم نفسي، لكني فشلت أيضًا في البحث عن الحقائق التي يجب أن أتَغَلْغل فيها. كان ردّي الأول هو إزاحة المسؤولية على الله، وخمّنتُ أنه كان يكشفني عَمْدًا ويُظهرني بصورة سيئة. كنتُ دائمًا أتذمّر، ولم أرغب في مواجهة الإخفاقات والانتكاسات، لكنني أردتُ دائمًا الحصول على الأمر بسهولةٍ، وأن يكون كل شيء سَلِسًا. لقد أسأت فهم الله وألقيت عليه باللوم عند أدنى صعوبة. فكيف يمكن أن أختبر عمل الله وأؤدي واجبي على أكمل وجه؟ كنتُ غير عقلانية للغاية. ليس هكذا يتصرف الكائن المخلوق. وإذ أدرك هذا، راودني شعور بالندم الشديد وتلوتُ صلاة إلى الله: "يا إلهي، لقد هيَّأتَ هذا الوضع لكي تدرّبني وتسمح لي بالنمو في الحياة، لكنني لم أفهم مشيئتك – بل أسأتُ فهمك. إني عاصية للغاية. أرجوك أرشدني وساعدني على فهم شخصيتي الفاسدة". بعدئذ، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله القدير، مما ساعدني على فهم نفسي. يقول الله، "إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق طوعًا؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء. إن كنت مخادعًا جدًا، إذن سيكون لك قلب متحفظ وأفكار مملوءة بالشكّ في جميع الأمور وكل الناس. لهذا السبب، فإن إيمانك بيَّ مبني على أساس الشك، هذا النوع من الإيمان هو إيمان لن أعترف به أبدًا. عندما تفتقر إلى الإيمان الأصيل، ستبتعد أكثر عن الحب الحقيقي. وإن كنت قادرًا على الشك في الله وافتراض تخمينات عنه متى شئتَ، فأنت بلا شك أكثر المخادعين بين البشر. أنت تُخمّن فيما إن كان الله يمكن أن يكون مثل الإنسان: يرتكب خطايا لا تُغتفر، وذو شخصية هزيلة، ويخلو من العدالة والمنطق، ويفتقر إلى الإحساس بالعدالة، ويُسَلَّم إلى تكتيكات دنسة، ومخادع وماكر، وأيضًا يُسَرُّ بالشر والظلمة، وما إلى ذلك. أليس السبب في أن الإنسان لديه أفكار مثل هذه هو أن الإنسان ليس لديه أدنى معرفة عن الله؟ هذا النوع من الإيمان ليس أقل من الخطية! إضافة إلى ذلك، يوجد البعض ممَّنْ يعتقدون بأن الذين يسروني ما هم سوى مخادعين ومتملقين، وأن الذين يفتقرون إلى هذه المهارات لن يحظوا بالترحيب، وسوف يفقدون مكانهم في بيت الله. هل هذه هي كل المعرفة التي جمعتموها خلال هذه السنوات الكثيرة؟ هل هذا هو ما اكتسبتموه؟ ومعرفتكم عني لا تتوقف عند سوء الفهم هذا؛ بل والأسوأ من ذلك هو تجديفكم على روح الله وتحقيركم للسماء. هذا هو سبب قولي إن مثل هذا النوع من الإيمان الذي يشبه إيمانكم سيجعلكم تضلّون عني أكثر وتتبنون موقفًا أشد معارضة تجاهي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). شعرتُ بالخِزي من نفسي في مواجهة ما يكشفه كلام الله. كنتُ مُفعَمًا بالشكّ من الله وأسأتُ فهمه عندما واجهتُ الإخفاقات والانتكاسات، وأفكر به على أنه بارد وعديم الشفقة مثل البشر. ظننتُ أنه عندما يريد الله استخدام أحدهم فسيسمح له بالتمتّع بنعمته، لكن خلاف ذلك، يستبعده ويطرحه جانبًا ويتجاهله. لقد شككتُ واتّهمتُ الله بناءً على نفسية الأثيم. كنتُ في غاية المكر! لم أكن مؤمنة لفترةٍ طويلةٍ وكانت الحقائق التي فهمتها محدودة وكان لدي الكثير من العيوب، لكن اختارني الإخوة والأخوات كقائدة ومنحوني فرصة الممارسة حتى أتمكّن من تعلُّم الحقّ بشكل أسرع وأدخل إلى واقع الحقّ. وعلى الرغم من أن عدم انتباهي بشكل كافٍ في واجبي أدّى أحيانًا إلى نقص في الإنجازات، لم تصرفني الكنيسة. ومدّ لي الجميع يد العون وشجّعوني وعقدوا شركة معي عن كلام الله، وأرشدوني إلى فهم مشيئة الله والتعرّف على فسادي وأوجه قصوري. كان كل شيء يفعله الله من أجلي لتنميتي وخلاصي حقًا. إنه ودود وجميل للغاية! لكنني كنتُ حَذِرة من الله وشككتُ فيه. فكيف كان هذا إيمانًا صادقًا بالله؟ لقد سمَّمني الشيطان بشدّة، ودائمًا ما أنساق إلى أكاذيب الشيطان، مثل "لا تثقي بأحدٍ لأنه حتى ظِلّكِ سيترككِ في الظلام" و"لا يمكنكِ أن تكوني خبيثة، لكن لابد أن تكوني على أُهْبة الاستعداد". كنتُ حَذِرة من الجميع حتى الله. وهذا أظهر لي أن شخصيتي الماكرة كانت في غاية القسوة، وهنا حيث أتت شكوكي وسوء فهمي بالله كُليًّا. لقد شككتُ وأسأت فهم الله في مواجهة الصعوبات، لكن الله أرشدني إلى فهم الحقّ، وأوصلني إلى رؤية مشكلاتي. يمكنني أن أشعر بمحبّة الله وكيف أن خلاصه حقيقيّ بالنسبة لي. مَثُلْتُ أمام الله وصلّيت مُستعدةَ لكي أتوب إليه وأن أتوقف عن العيش بشخصيتي الماكرة وألا أشكّك وأسيء فهم الله.
لاحقًا، قرأتُ هذا المقطع من كلام الله: "على الرغم من أنك قد تؤدي واجبك الآن طوعًا وتقدم تضحيات وتبذل نفسك بمحض اختيارك، إذا كانت لا تزال لديك حالات سوء فهم أو تكهنات أو شكوك أو مظالم بخصوص الله، أو حتى تمرد ومقاومة ضده، أو إذا كنت تستخدم أساليب وطُرقًا متنوعة لمقاومته ورفض سيادته عليك، إذا لم تَحِل هذه الأمور، فسوف يكون من المستحيل تقريبًا أن يسود الحق عليك، وسوف تكون الحياة مرهِقة. غالبًا ما يكافِح الناس ويتعذَّبون في هذه الحالات السلبية، كما لو كانوا قد غرقوا في مستنقع، ويعيشون دائمًا بين الحقائق والأكاذيب والصواب والخطأ. كيف يمكنهم اكتشاف الحق وفهمه؟ ينبغي على المرء لطلب الحق أن يخضع أولًا. وبعد ذلك، بعد فترة من الاختبار، سوف يتمكن من ربح بعض الاستنارة، وعند هذه النقطة يكون من السهل فهم الحق. إذا كان المرء يحاول دائمًا معرفة ما هو صواب وما هو خطأ ووقع في فخ ما هو صحيح وما هو خاطئ، فلن تكون لديه طريقة لاكتشاف الحق أو فهمه. وماذا سيحدث إذا لم يستطع المرء فهم الحق؟ يؤدي عدم فهم الحق إلى ظهور مفاهيم وحالات سوء فهم عن الله؛ وفي ظل حالات سوء الفهم، من السهل أن تشعر بالظلم؛ وعندما تثور المظالم، تصبح معارَضة؛ ومعارَضة الله هي مقاومة له وتعدٍ جسيم، والعديد من التعديات تتحول إلى شرور متعددة، وبالتالي يجب معاقبة المرء. هذا هو الشيء الذي يأتي من عدم قدرتك بتاتًا على فهم الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يستطيع المرء التعامل مع مفاهيمه وسوء فهمه لله إلّا باتباع الحق). جعلتني قراءة هذا المقطع خائفة مما حدث. إنْ ظللتُ أعيش في حالة من السلبية، دون أن أتقصّى للحقّ وعدم البَوْح بمَكنون صدري للإخوة والأخوات، كنتُ سأستمر في العيش بشخصيتي الماكرة وأسيء فهم الله. ثم أتمكّن بسهولة من إلقاء اللوم على الله ومقاومته مما يُشكِّل تَعَدِّيًا. وحتى قد أفعل الشر وأخالف الله. هذا أمر خطير! خلال تلك الفترة كنتُ أسيء فهم الله وأشكِّكُ فيه، وسيطرت عليَّ حالتي السلبية عمليًّا. كنتُ قلقة دائمًا بشأن كشفي واستبعادي. افتقدتُ الإحساس بالحرية – وكان الأمر مُرهقًا للغاية. كنتُ أبذل جهدًا وأُكمل المهام في واجبي فحسب. وبمجرد ظهور المشكلات، لم يسعني إلا أن أسيء فهم الله وأردتُ الاستقالة. كان كلام الله هو الذي أرشدني لأبوح بمَكنون صدري للآخرين وأتقصّى الحقّ وأتعرّف على شخصيتي الفاسدة. وإلّا كنتُ سأواصل إساءة فهم الله وكنتُ سأقرر التخلّي عن واجبي. وكان يمكن أن يكون له عواقب مخيفة.
قرأت مقطعًا آخر من كلام الله فيما بعد منحني سبيلاً للممارسة عندما أواجه مشكلات في العمل الكنسيّ. يقول الله، "فيما يتعلق بالمشاكل التي تظهر في الكنيسة، يجب ألاّ تملأكم مثل هذه المخاوف الشديدة؛ فلا مفرَّ من ارتكاب أخطاء أثناء بناء الكنيسة، لكن لا ترتاعوا عند مواجهة المشاكل، بل بدلًا من ذلك حافظوا على هدوئكم وتماسككم. ألم أُخبركُم مِن قبل؟ تعالَ أمامي كثيرًا وصَلِّ، وسأُظهر لك مقاصدي بوضوح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). تعلّمتُ من كلام الله أن مواجهة صعوبات مختلفة في العمل الكنسيّ أمر حتميّ. إنه أمر طبيعي تمامًا ويسمح الله بحدوثه. عندما نواجه صعوبات، طالما أننا نُصلّي ونتَّكل على الله بصدقٍ، فسيرشدنا إلى المُضيّ قُدُمًا. بعض المؤمنين الجُدُد الذين قَبِلَوا للتوّ عمل الله في الأيام الأخيرة لا يفهمون حقائق الرؤى حقّ الفهم ويمكن أن تُضَلِّلهم الشائعات. كنتُ بحاجة أكثر للاتِّكال على الله واستخدام كلماته لكشف حِيل الشيطان ومساعدة المؤمنين الجُدُد على ترسيخ جذور طريق الحقّ. وبعد فهمي لمشيئة الله، ثم العودة إلى عمل الكنيسة، لخّصتُ الأخطاء والمشكلات التي كانت موجودة في عملنا السابق وسلّحْتُ نفسي بالحقائق ذات الصَّلة بالمشكلات التي كان يواجهها المؤمنون الجُدُد، ثم ساعدتهم في علاجها من خلال المشاركة. وفيما يتعلّق بتنمية الناس، أولاً طلبتُ هذه المبادئ وصلّيت بقلبي، ثم ركّزت في الاجتماعات على مراقبة الذين يتوافقون مع المبادئ لتنميتهم. كان اختيار الناس أكثر دقة بهذه الطريقة نوعًا ما. مازلتُ أواجه بعض الإخفاقات والصعوبات في واجبي بين حينٍ وآخر، لكنني أنظر إلى تلك المشكلات من منظور مختلف الآن. أسأل نفسي: ما الدرس الذي يريدني الله أن أتعلّمه من هذا الوضع؟ أحرص على الصلاة وقراءة كلام الله وأسعى في طريق الممارسة ولقد تعلّمتُ كيفية طلب المساعدة من إخوة وأخوات آخرين. ويشير آخرون إلى مشكلات في عملي، وإني لقادرة على رؤية أخطائي وأوجه قصوري. لم أعد أصدق أن الله يحاول تشويه صورتي بعد اليوم. بدلًا من ذلك، أشعر أن هناك فرصة سانحة لأتفكّر في ذاتي وأعرف نفسي وأسعى إلى النمو في الحياة. ذات مرة قالت لي أخت: "لقد لاحظت أنكِ صرتِ أكثر صبرًا عندما تسقين المؤمنين الجُدُد، وعندما تواجهين مشكلات فإنكِ أفضل في السعي إلى مشيئة الله من ذي قبل". لقد تأثرت بشدة عند سماع هذا. ومع أنه كان مجرد تغيير طفيف من جانبي، فقد حظيتُ باختبار شخصي واقعيّ مفاده أن محبّة الله وخلاصه للبشرية نقيّان وحقيقيان. لطالما يرشدني الله ويقودني – إنه بجانبي. إني أكثر تصميمًا على أداء واجبي وإرضاء الله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.