كيف أبلغتُ عن ضدٍّ للمسيح

2023 فبراير 5

منذ بضعة سنوات، عُدتُ إلى كنيستي المحلية من خارج المدينة لأؤدي واجبي. عندما سمعتُ القائدة، تشانغ شين، تقول إن شماسة السقاية كانت شياو ليو، أصابني الذهول. كنتُ أعلم أن شياو ليو اعتادت على زرع الشِّقاق، فَضْلًا عن قمع ومعاقبة الناس، لتفوز بالسُّلْطة في الكنيسة، هاجمت هي وبضعة من الأشرار القادة والعمّال ووصفوهم بأنهم كاذبون، مما تسبب في إحداث فوضى في الكنيسة. آنذاك، تعرّف عليها الإخوة والأخوات بصفتها فاعلة شر بِناءً على سلوكها وكانوا يعدّون العُدّة لصَرْفها. فلِمَ كانت شماسة السقاية الآن؟ سألتُ تشانغ شين، وقالت إن شياو ليو قد تغيّرت الآن وتحمّلت عبئًا في واجبها، وأنني يجب أن أنظر إليها بمودّةٍ من منظور النمو. ومع أنه كانت تساورني الشكوك، إلا أنني عُدتُ للتوّ، لذلك لم أدرِ ماذا حدث، وظننتُ بصفتي قائدة، أن تشانغ شين لن تخالف المبادئ في اختيارها للناس، لذا، لم أسألها أي أسئلة أخرى. كما ذكرت تشانغ شين أن الأخت فانغ لينغ التي كانت شريكتها باعتبارها قائدة سابقًا، لم تنجز أي واجب أو تحضر اجتماعات منذ أن صُرِفَت، لذا كان من المقرر استبعادها، وطلبت مني تشانغ شين تقديم أمثلة عن سلوك الأخت فانغ لينغ الشرير. وهذا ما أثار شكوكي. لم تتحمَّل الأخت فانغ لينغ عبئًا في واجبها ببساطةٍ. كانت قائدة كاذبة لم تؤدِ عملاَ عمليًّا. لكن بعد أن صُرِفَت، كانت لا تزال تَعِظ بالإنجيل، وتُولي اهتمامها بالشؤون العامة، ولا تفعل الشر. تُرى، لماذا استُبعِدت؟ كلما فكّرت مليًّا في الأمر، شعرتُ أن هناك خطأ ما. عاد إلى ذهني عندما كنتُ على اتصال بتشانغ شين في الماضي وكانت رغبتها في الانتقام قوية للغاية. ذات مرة أبلغتْ الأخت فانغ لينغ قادة المستوى الأعلى أن تشانغ شين أدت واجبها دون أن تتحمَّل عبئًا. أيمكن أن تكون قد أكنَّتْ ضغينة بسبب هذه الواقعة وأرادت الانتقام من الأخت فانغ لينغ؟ إنْ كانت تلك هي القضية، فإنّ تشانغ شين كانت تعاقب الأخت فانغ لينغ، وكان هذا هو فعل الشرّ! لكنني أدركتُ أيضًا أنني لم أعرف سلوك الأخت فانغ لينغ الأخير إلى الآن، لذا لم أستطع التيقن من أن تشانغ شين كانت لديها مشكلة. قررتُ أن أنتظر إلى أن أعرف على وجه اليقين.

لاحقًا، سمعتُ أن تشانغ شين قد شوّهت الحقائق وحكمت على الأخت فانغ لينغ خلال اجتماع، وعندما دَحَضتها أخت، أدانت تلك الأخت والأخت فانغ لينغ لتحالفهما على مهاجمة القيادة ورتّبت لعزل تلك الأخت. قالت أخت أخرى إنّ الأخت فانغ لينغ كانت تعامل الآخرين بمودّةٍ. ثم كذبت تشانغ شين قائلة إنّ سلامة تلك الأخت مُعرّضة للخطر، وعزلتها في منزلها لثلاثة أشهر. كانت هناك أيضًا أخت مَنوطة بالشؤون العامة، منعتها تشانغ شين من أداء واجبها لمجرد أنها أسدت نصيحة لتشانغ شين. أجل، لقد صُدِمتُ أيضًا. كيف يمكن ألا يكون لدى تشانغ شين أدنى خوف من الله؟ لقد ارتكبتُ الكثير من الشرور لقَمْع الناس. وأولئك الذين قمعتهم هم الذين سعوا إلى الحقّ في الكنيسة. كانت تشانغ شين تعاني من مشكلة قطْعًا. توجّهتُ إلى الأخت لي شينروي، التي كانت تسقي الوافدين الجُدُد، لمشاركتها وتمييز المشكلة. قالت لي الأخت شينروي: "لم تُظهِر الأخت شياو ليو أي توبة إطلاقًا. مازالت تجادل وتدافع عن نفسها في كل اجتماع تحضره مما تسبب في تعطيل الحياة الكنسية. وعندما كانت الأخت فانغ لينغ هي القائدة، حققتْ في سلوك شياو ليو الشرير، لذلك تقول شياو ليو إنها تريد الانتقام من الأخت فانغ لينغ". كنتُ أسْتَشيطُ غضبًا. قالت تشانغ شين إن شياو ليو قد تابت. كان من الواضح أنها تتغاضى عن شريرة تُشوِّش على الكنيسة. ألم يكن هذا مَظهرًا من مظاهر القيادة الكاذبة؟ لكني فكّرتُ أيضًا، أن تشانغ شين لم تكن قائدة لفترة طويلة ولم أساعدها في أي مشاركة. فقررتُ أن أشير إلى مشكلاتها أولًا. بعد مقابلة تشانغ شين، أخبرتها أنها انتهكت المبادئ في منعها لأولئك الأخوات من أداء واجبهنّ. فصرخت في وجهي بصورة مفاجئة: "يرفض البعض إطاعتي ويذكرونني بسوءٍ في غيابي! أعلم تمامًا مَن لديه آراء عني. إنْ لم يطيعونني، فاذهبي وأبلغي عن ذلك لقادة المستوى الأعلى! إنّ كل شيء أفعله مُنصِف ومستقيم. لستُ أخشى من أيْما امرئ يقول أشياءً عني". لكن رَدَّها الشرير هو ما أفزعني. الآن، كان لها وحدها القول الفَصْل في الكنيسة، وقمعت وعاقبت أيْما امرئ لم يستمع إليها. لم تكن سوى طاغية. أشرت إلى مشكلة واحدة، وكانت شريرة للغاية لدرجة أنني كنتُ أخشى أنه إذا واصلتُ الإشارة إلى الأمور وكشفتها، ستمنعني من أداء واجبي. ألن تعاني حياتي إنْ حدث ذلك؟ وما أن فكرتُ في ذلك، توقفت عن الإشارة إلى مشكلاتها. وبعد وصولي إلى المنزل، راودني شعور بالذنب الشديد. كانت هناك شريرة تُشوِّش على الكنيسة، وتعرّض الإخوة والأخوات للقمع. بدلًا من التعامل مع الأمر، كانت تشانغ شين تقمع الناس، وحينما أشرت إلى مشكلاتها، لم تقبل ذلك. كنتُ أعلم أنه يجب أن أبلغ قادة المستوى الأعلى بهذا الوضع. عقب ذلك، ذهبتُ لمقابلة الأخت شينروي. تناقشنا في مبادئ كتابة خطاب تقرير وأعددنا العُدّة للإبلاغ عن تشانغ شين. لكن عندما انتهينا من كتابة سلوكيات تشانغ شين الشريرة واستعددنا لتسليم التقرير، فترددتُ مجددًا. إنْ اكتشفت تشانغ شين خطاب التقرير الخاص بنا، فماذا يجب أن نفعل إذا اختلقتْ تهمة ولفّقت لنا التهمة وصرفتنا؟ كيف يمكن أن أُخلَّصُ إنْ صُرِفتُ؟ بعد التفكير في هذا، لم أسلِّم الخطاب لفترة طويلة. لكن بينما أشاهد الفوضى في الكنيسة، شعرتُ بالسوء لعدم إبلاغي عن ذلك.

ذات ليلةٍ، عندما توجّهتُ إلى منزل الأخت شينروي، أتت تشانغ شين فجأة، واتهمتْ الأخت شينروي بعدوانية بكشفها في الكنيسة. استشطتُ غضبًا عند رؤية سلوكها الشرير. كانت استبدادية للغاية. كانت تخرج عن طَوْرها وتتصرف بجنونية في الكنيسة، ومع ذلك تمنع الآخرين من كشفها. لم يكن للناس الحقّ حتى في الكلام، وكانت الكنيسة بأكملها تحت سيطرتها. كان عليَّ أن أدافع عن العدالة وأكشف تشانغ شين لحماية العمل الكنسيّ. لكن بالنظر إلى كم كانت متغطرسة، وكيف أنها لم تُصغِ إلى أحد وأضمرت رغبة قوية في الانتقام، فكّرتُ أنه إذا استفززتُها، فقد أكون التالية التي تُنزل بها العقاب. وقد تختلق بعض الاتهامات لتصرفني. شعرت بتناقض حادٍّ، لذا دعوت الله بهدوءٍ ليمنحني الشجاعة والثقة. فكرت في كلمة الله: "في كل كنيسة أناس يسببون المشاكل لها، ويتدخلون في عمل الله. هؤلاء الناس هم جميعًا شياطين تسللت إلى بيت الله متنكرة. ... هؤلاء الأشخاص يتجولون باهتياج داخل الكنيسة، وينشرون سلبيتهم، ويبثون الموت، ويفعلون ما يحلو لهم، ويقولون ما يحلو لهم، ولا أحد يجرؤ على إيقافهم، هم مملوؤون بالشخصية الشيطانية. وبمجرد أن يبدؤوا بالتسبب في التشويش، تدخل أجواء الموت إلى الكنيسة. ويُطرد من يمارسون الحق داخل الكنيسة ويكونون غير قادرين على بذل كل ما في وسعهم، بينما يعمل أولئك الذين يضايقون الكنيسة وينشرون الموت على إثارة الهياج داخلها، وفوق ذلك كله، تتبعهم أغلبية الناس. يحكم الشيطان هذه الكنائس بكل بساطة، وإبليس هو ملكها. وإذا لم ينهض مُصلُّو الكنيسة ويطردوا رؤساء الشياطين، الشياطين فسيهلكون عاجلًا أم آجلًا. من الآن فصاعدًا يجب اتخاذ إجراءات ضد هذا النوع من الكنائس. إن كان القادرون على ممارسة القليل من الحق لا يسعون إليه، فستُشطَبُ تلك الكنيسة. وإذا كانت هناك كنيسة ليس فيها أحد يرغب في ممارسة الحق، ولا أحد يمكنه التمسك بالشهادة لله، فيجب عزل تلك الكنيسة بالكامل، ولا بدَّ من قطع صِلاتها مع الكنائس الأخرى. هذا يسمى "الموت بالدفن"، وهذا ما يعنيه طرد الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). منحتني كلمة الله الشجاعة والقوة ولم أعد أشعر بالخوف. إنّ شخصية الله البارَّة لا تتسامح مع الإساءة، ولأولئك الأشرار وأضداد المسيح المُتطرِّفين، فلا يستحقون إلا بُغض ونفور الله! حتى وإنْ يُمسكون بزِمام السُّلْطة ويَصُولون ويَجُولون في الكنيسة لبعض الوقت، ففي النهاية يُكشَفون ويُسْتَبعدون. إنّ كلام الله في غاية الوضوح. حينما يُمسك الأشرار وأضداد المسيح بزِمام السُّلطة في الكنيسة، إنْ لم يمارس أحد الحقّ، فسوف يتغاضى أولئك الناس عن القوى الشريرة التي تصول وتجول في الكنيسة. مثل هذه الكنيسة يحكمها الشيطان، وإنْ لم يَتُب الأعضاء، فسوف يتخلّى الله عنهم ويستبعدهم. لقد صُدِمتُ. كانت تشانغ شين طاغية في الكنيسة، تهاجم وتعاقب الإخوة والأخوات، وحتى أحمي نفسي، لم أقف للدفاع لأكشف وأمنع ذلك، وتركتها هي وشياو ليو يفعلان الشرّ ويُشَوِّشان على عمل الكنيسة. كنتُ أيضًا أقف إلى جانب الشيطان وأقاوم الله. كان لديّ نصيب في شرّهم. وإذ أدرك هذا، استجمعتُ شجاعتي لأكشف تشانغ شين لحمايتها فاعلة الشرّ، مُستغلّة منصبها في عقاب الآخرين واتخاذ مسار ضد المسيح. انْعَقَد لسان تشانغ شين بعد سماعها لهذا. وغيّرت الموضوع على الفور، ووافقت على السماح بعودة الأخت فانغ لينغ إلى الكنيسة، ثم غادرت.

بعدئذ، منحني مقطعين من كلام الله بعض التمييز، وأمكنني رؤية جوهر تشانغ شين بمزيد من الوضوح. تقول كلمة الله: "إن إحدى السمات الأكثر وضوحًا لجوهر أضداد المسيح، أنهم مثل الطغاة الذين يديرون حكمهم الاستبدادي: إنهم لا يستمعون إلى أي شخص، وينظرون إلى الجميع بازدراء، وبغض النظر عن نقاط القوة لدى الناس، أو ما يقولونه ويفعلونه، أو ما لديهم من أفكار وآراء، فإنهم لا يأبهون بذلك؛ وكأن لا أحد مؤهلًا للعمل معهم أو المشاركة في أي شيء يفعلونه. وهذا هو نوع شخصية ضد المسيح. يقول بعض الناس إن هذه إنسانية ضعيفة. كيف يمكن أن تكون هذه مجرد إنسانية ضعيفة؟ هذه شخصية شيطانية صارخة. هذا النوع من الشخصيات شرس للغاية. لماذا أقول إن شخصياتهم شرسة للغاية؟ يعتقد أضداد المسيح أن مصالح بيت الله والكنيسة ملكهم بالكامل، كممتلكات شخصية يجب أن يديروها بمفردهم تمامًا، دون تدخل من أي شخص آخر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مكانتهم الخاصة وصورتهم. فهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، ناهيك عن السماح لأي شخص لديه المقدرة ويستطيع التحدث عن اختباراته وشهاداته، بتهديد وضعهم وهيبتهم. وهكذا، فإنهم يحاولون التقليل من شأن أولئك القادرين على التحدث عن الاختبارات والشهادة، والذين يمكنهم الشركة عن الحق وتوفير القوت لمختاري الله، وكذلك يستبعدونهم كمنافسين، ويحاولون جاهدين عزلهم عن أي شخص آخر، لجر أسمائهم في الوحل، من أجل إسقاطهم. عندئذٍ فقط سيشعر أضداد المسيح بالسلام. ... هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا، ما الذي يفكرون فيه؟ إنهم لا يفكرون إلا بكيفية التشبث بمكانتهم. على الرغم من معرفتهم أنهم عاجزون عن القيام بعمل حقيقي، فإنهم لا يتعهدون ولا يُرَقّون الأشخاص ذوي المقدرة الجيدة، الذين يسعون إلى الحق. والوحيدون الذين يرقّونهم هم الأشخاص الذين يتملقونهم، الأشخاص الميالون إلى عبادة الآخرين، الذين يمدحونهم ويُكنّون لهم إعجابًا في قلوبهم، الأشخاص ذوي الأسلوب الساحر، الذين لا يتمتعون بفهم للحق ولا يقدرون على التمييز. يستدرج أضداد المسيح هؤلاء الناس إلى جانبهم لكي يخدموهم، ويرافقونهم إلى كل مكان يذهبون إليه، ويقضوا كل يوم من أيامهم في تنفيذ أوامرهم، مما يمنح أضداد المسيح سلطة في الكنيسة، ويعني ذلك أن كثيرًا من الناس سيتقربون إليهم ويتبعونهم، ولا يجرؤ أحد منهم على إدانتهم. وجميع هؤلاء الأشخاص الذين ينميهم أضداد المسيح هم أناسٌ لا يسعون إلى الحق، ومعظمهم لا يفقهون الأمور الروحية، ولا يعلمون شيئًا سوى اتباع القواعد. إنهم يحبون اتباع الاتجاهات والسلطات القائمة، وهم من النوعية التي يزيدها جرأة وجود سيد قوي – مجموعة من المغفلين. لقد نصّب أضداد المسيح أنفسهم كعرّابين لهؤلاء الأشخاص، ويتعهدونهم خصيصًا لينفذوا أوامرهم. وكلما تولى السلطة أحد أضداد المسيح في إحدى الكنائس، استقطب مغفلين ومزعجين كمساعدين لهم، بينما يستبعدون ويقمعون أصحاب القدرات الذين يفهمون الحق ويمارسونه، والذين يستطيعون تولي العمل؛ ولا سيما أولئك القادة والعاملين القادرين على أداء العمل الفعلي" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن (الجزء الأول)). "ومن هم الناس الذين يعتبرهم ضدّ المسيح منشقّين؟ على أقلّ تقديرٍ، إنهم أولئك الذين لا يأخذون ضدّ المسيح على محمل الجدّ كقائدٍ، والذين لا يتطلَّعون إليه ولا يعبدونه، والذين يعاملونه كشخصٍ عاديّ. هذا نوعٌ واحد. يوجد أيضًا أولئك الذين يحبّون الحقّ، ويطلبون الحقّ، ويسعون لتغييرٍ في شخصيَّتهم، ويسعون وراء محبَّة الله. إنهم يسلكون طريقًا مختلفًا عن طريق ضدّ المسيح وهم منشقّون من وجهة نظر ضدّ المسيح. وفيما وراء ذلك، فإن أيّ شخصٍ يجرؤ على عرض اقتراحاته على ضدّ المسيح وكشفه أو لديه وجهات نظرٍ تختلف عن وجهات نظره؛ يراه ضدّ المسيح منشقًّا. ويوجد نوعٌ آخر: أولئك الذين يتساوون مع ضدّ المسيح في المكانة والمقدرة، أو الذين تتشابه قدرتهم على الكلام والعمل مع قدراته، أو الذين يرون أنهم فوقه ويمكنهم تمييزه. يرى ضدّ المسيح أن هذا يتجاوز حدود السلوك المقبول وأنه يُشكِّل تهديدًا لوضعه. فمثل هؤلاء الناس هم أهمّ المنشقّين عن ضدّ المسيح. ولا يجرؤ ضدّ المسيح على إهمال مثل هؤلاء الناس أو التراخي على أقلّ تقديرٍ. إنه يعتبرهم أشواكًا في جانبه، ويكون يقظًا وحذرًا منهم في جميع الأوقات، ويتجنَّبهم في كلّ ما يفعله. عندما يرى ضدّ المسيح أن منشقًّا سوف يُميِّزه ويكشفه، ينتابه ذعرٌ خاصّ ويستميت لإبعاد مثل هذا المنشقّ ومهاجمته بحيث لا يرضى لحين استبعاد ذلك المنشقّ من الكنيسة. بهذه العقلية وبقلب حافل بهذه الأشياء، ما نوع الأمور التي يقدر عليها يا ترى؟ هل سيعامل هؤلاء الإخوة كأعداء، ويفكر بطرق للإطاحة بهم والتخلص منهم؟ أجل بالتأكيد. أليست قدرته على فعل مثل هذا الأمر من أكثر الأعمال شرًا؟ ألا يمثل ذلك إهانةً لشخصية الله؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني). إنّ طبيعة أضداد المسيح خبيثة وشريرة بصورة خاصة. وللاستئثار بالسُّلْطة وإنشاء مملكة مستقلة، يُرَقّون الأشخاص الذين يحبون أن يكونوا ذراعهم اليُمنى، وإنْ أشار أي أحد إلى نقائصهم ويكشفها لهم أو يهدد مكانتهم، فإنهم يعتبرون أمثال هؤلاء الناس شوكة في جانبهم ويهاجمونهم ويستبعدونهم بأيّ طريقة ممكنة، بل ويصرفونهم من الكنيسة. إنّ جوهر أضداد المسيح هو جوهر الأشرار. لقد سئموا من الحقّ وليس لديهم ضمير أو عقل، ولا يهمّ مدى معاقبتهم للآخرين، فهم لا يشعرون بأي تأنيب. وبالنظر إلى سلوك تشانغ شين، بصفتها قائدة، لم تدعم العمل الكنسيّ إطلاقًا، واستغلّت سُلْطتها لتنمية المُقرّبين إليها للسيطرة على الكنيسة ومهاجمة المعارضين واستبعادهم. كانت شياو ليو شريرة واقتضت الحاجة إلى صَرْفها، لكن لأنها دافعت عن تشانغ شين؛ رَقَّتها تشانغ شين ووجدت أسبابًا مختلفة لتبرئتها من ذنبها. ومع ذلك، عندما أشارت الأخت فانغ لينغ إلى مشكلاتها، أكَنَّتْ لها ضغينة. حينما صُرِفَت الأخت فانغ لينغ، رأت تشانغ شين أن الفرصة سانحة للانتقام، لذا بذلتْ أقصى ما في جهدها لاستبعاد الأخت فانغ لينغ من الكنيسة. وعندما لم يتبعنها العديد من الأخوات الأخريات في إدانة الأخت فانغ لينغ، قمعتهنّ وعاقبتهنّ. كانت تشانغ شين خبيثة وشريرة، لقد عاقبت أيْما امرئ هدد مكانتها أو عصى أمرها، وكانت طاغية تصول وتجول في الكنيسة لم تشعر بأي ندمٍ إطلاقًا. لقد كانت من أضداد المسيح الحقيقيين. بعد أن ميّزنا تشانغ شين، سلّمنا خطاب التقرير.

لم يستغرق الأمر طويلًا من تشانغ للانتقام منا. لقد عزلتني تشانغ شين في منزلي قائلة إنني معرّضة للخطر، ولأن الأخت شينروي والأخت يوان سييو كانتا تميّزان تشانغ شين، عُزِلَت كلتاهما في منزليهما أيضًا. بعد مُضيّ بعض الوقت، اتهمتني تشانغ شين والأخت شينروي بالتنافس على القيادة، مما تسبب في إحداث فوضى في الكنيسة ولكوننا من فاعلي الشرّ، ثم طلبت من الإخوة والأخوات أن يرفضانا. استمع بعض الإخوة والأخوات إلى كلمات تشانغ شين دون تمييز وتجاهلوني ببرودٍ حينما رأوني على الطريق. عندما حدث هذا، شعرتُ بالألم والظلم. لماذا وبعد ممارسة الحقّ، قمعتنا وعاقبتنا ولفّقت لنا قوى الشر التُّهم، ولمَ يمكن أن تواصل تشانغ شين النجاح في الكنيسة على الرغم من فعلها للشر؟ لمَ أساء الإخوة والأخوات فهمنا ورفضانا؟ كنتُ أشعر بالألم، لم أدرِ كيف سأسلك طريقي في المستقبل وكنتُ عالقة في شَرَك السلبية. في الاجتماعات خلال تلك الأيام، عندما ميّزت الأخوات سلوك تشانغ شين، لم أرغب في التحدّث. قلتُ لنفسي مفكرةً: "لقد وقفت لكشف تشانغ شين، لكن بغض النظر أنني قد قُمِعتُ، وأساء إخوتي وأخواتي فهمي على أنني أريد أن أصبح قائدة. الآن وقد عُزِلتُ وقُمِعتُ. فمَن سيتكلّم نيابةً عني؟ انسي الأمر، لا أريد أن أقلق بشأن شؤون الكنيسة". تملّكني شعور بالضعف بشكل خاص وكنتُ غارقة في ظلام روحي عميق. في عذابي، سجدتُ أمام الله عدّة مرات والدموع تملأ عينيّ وقلتُ لله: "إلهي! إني أشعر بالألم في هذه البيئة. لماذا أُقمَعُ وأُرْفَضُ لممارسة الحقّ لحماية مصالح الكنيسة؟ إلهي، أرجوك أرشدني لأتمكّن من فهم مشيئتك".

ولاحقًا، قرأت في كلمة الله: "عند مواجهة مشاكل الحياة الحقيقيّة، كيف يجب أن تعرف وتفهم سلطان الله وسيادته؟ عندما لا تعرف كيف تفهم هذه المشاكل وتعالجها وتختبرها، ما الموقف الذي يجب عليك اتّخاذه لإظهار نيّتك ورغبتك وحقيقة خضوعك لسيادة الله وترتيباته؟ أولًا، يجب أن تتعلّم الانتظار ثم يجب أن تتعلّم السعي ثم يجب أن تتعلّم الخضوع. "الانتظار" يعني انتظار توقيت الله، وانتظار الناس والأحداث والأشياء التي رتّبها لك، وانتظار إرادته في أن تكشف لك عن نفسها بالتدريج. "السعي" يعني ملاحظة وفهم نوايا الله العميقة لك من خلال الناس والأحداث والأشياء التي وضعها، وفهم الحق من خلالها، وفهم ما ينبغي أن يُحقّقه البشر والطرق التي ينبغي عليهم أن يسلكوها، وفهم النتائج التي يقصد الله تحقيقها في البشر والإنجازات التي يقصد تحقيقها فيهم. يشير "الخضوع" بالطبع إلى قبول الناس والأحداث والأشياء التي نظّمها الله وقبول سيادته، ومن خلال ذلك، معرفة كيف يأمر الخالق بمصير الإنسان وكيف يُدبّر للإنسان حياته وكيف يُوصّل الحق إلى الإنسان" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). وبعد تأملي في كلمة الله، أدركتُ فجأة، حينما تحدث أمورًا لا يمكنني رؤيتها بوضوح، يجب أن يكون لديّ موقف خضوع، وأن أتعلّم السعي إلى مشيئة الله وأنتظر سير الأمور في توقيت الله. أدركتُ بعد أن قدّمنا خطاب التقرير، أن هناك عملية لقادة المستوى الأعلى للتعامل مع الأمر. قبل أن يتعاملوا مع الأمر، ستواصل تشانغ شين فعل الشر قطْعًا وتهاجم المعارضين وتستبعدهم، والتي كانت تكشف عن طبيعتها الشريرة. خلال هذه الفترة، كان علينا التحلّي بالصبر والانتظار. كان هذا جزءًا ضروريًا من العملية. لكن لم يُطاوعني قلبي على الطاعة والانتظار، ولم أسع إلى تعلُّم الدروس في هذه البيئة. عندما أدركتُ أن تشانغ شين لم يتم التعامل معها وبدلًا من ذلك قُمِعتُ وأُدِنتُ، فأسأت الفهم واشتكيت الله معتقدة أن الله كان ظالمًا، بل وشعرتُ بخيبة أمل من الله. كنتُ غير عقلانية للغاية!

بعدئذ، صلّيتُ إلى الله عن حالتي، وطلبت من الله أن يرشدني لمعرفة شخصيته البارَّة. ثمّ قرأتُ هذا المقطع من كلمة الله: "كيف يعرف الناس شخصيَّة الله البارَّة ويفهمونها؟ عندما ينال الأبرار بركات الله وعندما يلعن الله الأشرار – فإنهم يدركون أن هذين هما مثالان على برّ الله. إن الله يكافئ الخير ويعاقب الشرّ، ويجازي كلّ إنسانٍ حسب أعماله. هذا صحيحٌ، ولكن توجد حاليًا بعض الأحداث التي لا تتفق مع مفاهيم الإنسان؛ وهي أن الذين يؤمنون بالله ويعبدونه يٌقتَلون أو تصيبهم لعناته، أو أنهم لم ينالوا قطّ بركة الله أو اعترافه بهم؛ وبصرف النظر عن مقدار عبادتهم له، فإنه يتجاهلهم. الله لا يبارك الأشرار ولا يعاقبهم، ومع ذلك فهم أغنياء ولديهم نسلٌ وفير وكلّ شيءٍ عندهم يسير على ما يرام؛ إنهم ناجحون في كلّ شيءٍ. هل هذا برّ الله؟ يقول بعض الناس: "نحن نعبد الله، ومع ذلك لم نحصل على بركات منه، بينما يعيش الأشرار الذين لا يعبدونه، بل يقاومونه، حياة أفضل وأكثر رغدًا منا؛ فالله ليس بارًّا!" ماذا يُظهِر لكم هذا؟ أعطيتكم مثالين فحسب. أيّ مثالٍ يدلّ على برّ الله؟ يقول بعض الناس: "كلاهما مظهران لبرّ الله!" لماذا يقولون هذا؟ تُوجد مبادئ لأعمال الله؛ كل ما في الأمر أن الناس لا يمكنهم رؤيتها بوضوح، وما داموا لا يرونها بوضوح، فهم لا يستطيعون القول إن الله غير بار. لا يستطيع الإنسان رؤية سوى ما هو على السطح؛ إذ لا يمكنه رؤية حقيقة الأشياء على ما هي عليه. ولذلك فإن ما يفعله الله يتصف بالبر، مهما يكن انسجامه قليلًا مع مفاهيم الإنسان وتصوراته. ثمّةَ أناسٌ كثيرون يشتكون باستمرار من أن الله ليس بارًّا؛ وذلك لأنهم لا يفهمون الوضع على حقيقته. من السهل على المرء أن يرتكب أخطاء عندما ينظر إلى الأمور دومًا في ضوء مفاهيمه وتخيلاته. توجد معرفة الناس بين أفكارهم ووجهات نظرهم، أو ضمن منظور كلٍّ منهم عن الخير والشر، أو الصواب والخطأ أو عن المنطق. عندما يرى المرء الأشياء من وجهات نظر كهذه يسهل عليه إساءة فهم الله، وتتولد لديه المفاهيم، ومن ثم يقاومه ويتذمر منه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "ماذا تريدون أن تقولوا – هل إهلاك الله للشيطان تعبيرٌ عن برِّه؟ (أجل). ماذا لو سمح للشيطان بالبقاء؟ لا تجرؤون على القول، أليس كذلك؟ فجوهر الله هو البرّ. وعلى الرغم من أنه ليس من السهل فهم ما يفعله، إلَّا أن كلّ ما يفعله بارٌّ؛ وكلّ ما في الأمر هو أن الناس لا يفهمون. عندما ترك الله بطرس للشيطان، كيف تجاوب بطرس؟ "البشريَّة غير قادرةٍ على فهم ما تفعله، ولكن كلّ ما تفعله ينطوي على مشيئتك الصالحة؛ وكلّه برٌّ. فكيف لا أنطق بالتسبيح لحكمتك وفعالك؟" يجب أن ترى الآن أن سبب عدم تدمير الله للشيطان وقت خلاصه للإنسان هو أنه يمكن أن يتضح للبشر كيف أفسدهم الشيطان، والدرجة التي أفسدهم بها، وكيف ينقّيهم الله ويخلّصهم. وفي نهاية المطاف، بعد أن يكون الناس قد فهموا الحق، ورأوا بوضوح وجه الشيطان البغيض، وعاينوا الخطيئة البشعة المتمثلة في إفساد الشيطان إياهم، سوف يدمر الله الشيطان، مظهرًا لهم برّه، وكلما دمر الله الشيطان فإن شخصية الله وحكمته تتجلى في ذلك. إن كلّ ما يفعله الله بارٌّ. وعلى الرغم من أنه قد يكون غير مفهومٍ للبشر، فيجب عليهم عدم إصدار أحكامٍ كما يشاؤون. إذا بدا للبشر شيءٌ مما يفعله الله على أنه غير منطقيٍّ، أو إذا كانت لديهم أيّ مفاهيم عنه، ودفعهم ذلك إلى القول إنه ليس بارًّا، فهم أشد بعدًا عن المنطقية. أنت ترى أن بطرس وجد بعض الأشياء غير مفهومةٍ، لكنه كان مُتأكِّدًا من أن حكمة الله كانت حاضرة وأن مشيئته الصالحة كانت في تلك الأشياء. لا يستطيع البشر فهم كلّ شيءٍ، إذ توجد الكثير من الأشياء التي لا يمكنهم استيعابها" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). عندما تأملتُ في كلمة الله، أدركتُ أنه في مفاهيمي، كنتُ أؤمن أن البِرَّ يعني الإنصاف والمعقولية. لقد عَطّلَت شريرة وضد للمسيح العمل الكنسيّ، وبما أننا حَمَينا مصالح الكنيسة بالوقوف للكشف والإبلاغ عن ذلك، كان يجب على الله أن يراقبنا ويحمينا وألا يدعنا عُرضة للاضطهاد، وكان يجب أن يَصْرف الشريرة وضد المسيح على الفور. كنتُ أظن أن هذا هو بِرّ الله. أدركتُ بعد أن كتبنا خطاب التقرير، أنه لم يتم التعامل مع الشريرة وضد المسيح ومازالتا تحتلان مناصب عليا في الكنيسة، ولقد عزلانا وأدانانا. وبدأت تساورني الشكوك حول بِرّ الله، وحتى أنني سألتُ بصورة غير منطقية عن مكان بِرّ الله. كنتُ مُتعجرفة للغاية! فكّرتُ كيف، عندما اختُبِر بطرس، خضع لتنقية مؤلمة. ومع أنه لم يتمكّن من فهم ما كان يفعله الله، فقد آمن أن الله بارٌّ بغض النظر عمّا يفعله، وأن حكمة الله فيه. لهذا كان قادرًا على طاعة الله، وفي نهاية المطاف، كان لديه أعظم محبّة لله وأطاعه حتى مَمَاته وقدّم شهادة جميلة. لم أفهم الحقّ، لكن بِناءً على القليل الذي يمكنني رؤيته أمامي، قيّمتُ بِرّ الله من وجهة نظر المعاملات. عندما فعل الله الأمور حسبما أردتُ والتي أفادتني، خِلتُ أن الله كان بارًّا وأنه يمكنني الثناء على الله. عندما قمعتني ضد المسيح وتورّط مستقبلي ومصيري، فقدت الإيمان بالله. وحتى تشككتُ في بِرّ الله وأنكرت أن الحقّ والبر يحكمان في بيت الله. لقد قيّمتُ بِرّ الله على أساس ما إذا كان يمكن أن يفيدني. كان الأمر غير منطقيّ تمامًا. إنّ الله هو الخالق، وجوهر الله هو البِرّ، والله يبغض الشرّ الذي يُحدده جوهره. ومع أن الكنيسة لم تصرف الشريرة وضد المسيح في الوقت الراهن، هذا لا يعني بالتأكيد أن الله لم يمقت أفعالهم، ولا يعني أن الله لم يمقت الشرّ، وهذا لا يعني أن الحقّ لم يَسُد في الكنيسة. كانت هناك حكمة الله ومقاصده الحسنة فيما كان يحدث. لم أفطِن إلى ذلك فحسب. كان عليَّ أن أكون عقلانية وأقف في مكان الكائن المخلوق وأخضع لترتيبات الله السيادية، وأدعو الله لأطلب وأنتظر استنارته وإرشاده. وما أن أدركتُ هذا، أشرق قلبي وتلاشى سوء فهمي بالله. كما أدركتُ أن بعض الإخوة والأخوات في الكنيسة مازالوا لا يميّزون تشانغ شين. خلال هذه الظروف، شيئًا فشيئًا، سيرون جميعًا جوهر تشانغ شين بوضوح. كان عليهم أن يُميّزوها قبل أن يتمكّنوا من رفضها. كانت هذه البيئة مفيدة للغاية في تطوير التمييز. بعد أن أدركتُ هذا، صلّيتُ إلى الله لأقول إنني أردتُ الخضوع لترتيبات الله وتعلُّم الدروس في هذه البيئة.

لاحقًا، قرأتُ في كلمة الله: "إذا كنت ترغب في نيل الخلاص، فلن يقتصر الأمر على حتمية تجاوزك عقبة التنين العظيم الأحمر، ولا على ضرورة التمكن من تمييزه، وإدراك حقيقة وجهه البغيض، ونبذه تمامًا، بل ينبغي عليك أيضًا تجاوز عقبة أضداد المسيح. في الكنيسة، لا يكون ضد المسيح عدو الله فحسب، بل هو أيضًا عدو شعب الله المختار. إذا لم تتمكن من تحديد هوية ضد المسيح، فأنت عرضة للخداع والافتتان، والسير في طريق ضد المسيح، وتلقي لعنة الله وعقابه. إنْ حدث ذلك، فسيكون إيمانك بالله قد فشل تمامًا. ما الذي ينبغي أن يملكه الناس لينالوا الخلاص؟ أولًا، ينبغي أن يفهموا العديد من الحقائق، وأن يتمكنوا من تحديد جوهر ضد المسيح وشخصيته وطريقه. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم عبادة الناس أو اتباعهم مع الإيمان بالله، والطريقة الوحيدة لاتباع الله حتى النهاية. فالأشخاص القادرون على تحديد هوية ضد المسيح يمكنهم وحدهم حقًا الإيمان بالله واتباعه والشهادة له. فتحديد هوية ضد المسيح ليس بالأمر السهل، ويتطلب القدرة على رؤية جوهره بوضوح، وإدراك حقيقة المؤامرات والحيل والأهداف المقصودة وراء كل ما يفعله. فبهذه الطريقة لن يخدعك أو يسيطر عليك، ويمكنك أن تقف بثبات وسلامة وأمان في طلب الحق، وأن تكون ثابتًا في طريق طلب الحق ونيل الخلاص. إذا لم تتمكن من التعرف إلى ضد المسيح، فيمكن القول إنك في خطر محدق، وإنك عرضة للخداع والأسر من ضد المسيح، وسوف تعيش تحت تأثير الشيطان. ... ولذلك، إذا أردت الوصول إلى حيث يمكنك نيل الخلاص، فإن الامتحان الأول الذي ينبغي أن تجتازه هو أن تتمكن من إدراك حقيقة الشيطان، وينبغي أيضًا أن تملك الشجاعة للنهوض وكشف الشيطان ونبذه. أين هو الشيطان إذًا؟ الشيطان إلى جانبك ومن حولك؛ ومن الممكن حتى أن يكون ساكنًا داخل قلبك. إذا كنت تعيش ضمن شخصية الشيطان، فيمكن القول إنك تنتمي إليه. لا يمكنك رؤية أو لمس الشيطان والأرواح الشريرة في العالم الروحي، لكن الشيطان والأبالسة الأحياء الموجودين في الحياة الواقعية موجودون في كل مكان. فأي شخص يسأم من الحق شرير، وأي قائد أو عامل لا يقبل الحق هو أحد أضداد المسيح أو قائد زائف. أليس أمثال هؤلاء الأشخاص شياطين وأبالسة أحياء؟ قد يكون هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين تعبدهم وتتطلع إليهم، ويمكن أن يكونوا هم الناس الذين يقودونك أو الناس الذين لطالما أعجبت بهم ووثقت بهم واعتمدت عليهم ورجوتهم في قلبك. لكنهم في الواقع حواجز تعترض طريقك، وتمنعك من طلب الحق ونيل الخلاص؛ وهم قادة مزيفون وأضداد للمسيح، يمكنهم السيطرة على حياتك والطريق الذي تسلكه، ويمكنهم أن يفسدوا فرصتك في نيل الخلاص. إذا فشلت في التعرف على هويتهم وإدراك حقيقتهم، فقد يخدعونك ويأسرونك ويبعدونك في أي لحظة. وبالتالي، فأنت في خطر محدق. إذا لم تستطع انتشال نفسك من هذا الخطر، فأنت ضحية للشيطان وقربان له. وعلى أي حال، فإن الناس الذين يتعرضون للخداع والسيطرة ويصبحون أتباعًا لأحد أضداد المسيح لا يمكنهم أبدًا ومطلقًا أن ينالوا الخلاص. وبالنظر إلى أنهم لا يحبون الحق ولا يطلبونه، فقد ينخدعون ويتبعون أحد أضداد المسيح. هذه هي النتيجة الحتمية" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثالث). بعد تأملي في كلام الله، أدركتُ مشيئة الله. يسمح الله للأشرار وأضداد المسيح بالظهور في الكنيسة، وتكمُن حكمته وراء هذا. يستغل الله فسادهم وخداعهم ليمنح الناس التمييز حتى يتمكن الناس من تحرير أنفسهم من تأثير الشيطان المظلم وتحقيق الخلاص. لقد قمعتني تشانغ شين وعاقبتني، وأساء الإخوة والأخوات فهمي ورفضوني. ومع أن ذلك قد سبّب لي بعض المعاناة خلال هذه العملية، رأيتُ عمليًّا كيف يخدع أضداد المسيح الناس ويؤذونهم، وربحتُ المعرفة والتمييز، ورأيت بوضوح أن تشانغ شين كانت ضدًّا للمسيح تكره الحقّ وتعادي الله. لذا لم أعد أشعر بقيودها وسيطرتها عليّ بعد اليوم، وتعلّمتُ من إخفاقاتها وتمكّنتُ من تجنُّب اتخاذ المسار الخطأ. ألم يكن كل هذا محبّة الله وخلاصه؟ كلما فكّرت مليًّا في الأمر، أدركتُ أن الله بارٌّ وحكيم، وكلما ندمتُ على أنني لم أعرف بِرّ الله. لقد قمعتني ضد المسيح، لذلك لُمْتُ الله على كل ظلمٍ، وأسأت فهم الله واشتكيته. كنتُ مُتمرِّدة للغاية. وما أن أدركت هذا، شعرتُ أني مدينة لله بشدّة وأردتُ التوبة. إنّ كشف القادة الكاذبين وأضداد المسيح أمر جيد وتصرف بارٌّ، ولقد كانت مسؤوليتي والتزامي. إنْ تمّ الكشف عن الأشرار وصَرْفهم، وتمكّن الإخوة والأخوات من التمتع بحياة كنسية جيدة، حتى ولو أساء إخوتي وأخواتي فهمي، أو صرفتني ضد المسيح، لم يكن لديّ أي شيء أندم عليه. فكّرتُ في مقطع آخر من كلمة الله: "سيكون الأشرار أشرارًا دائمًا ولن يفروا يوم العقاب. وسيكون الأبرار أبرارًا دائمًا وسيُستعلنون عندما ينتهي العمل. لن يُعامل أحد من الأشرار على أنه من الأبرار، ولن يُعامل أحد من الأبرار على أنه من الأشرار. فهل أدع أي إنسان يُتهم ظُلمًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد). إنّ كلام الله واضح كلّ الوضوح. إنّ الله بارٌّ، لديه الرحمة والخلاص لأولئك الذين يحبونه بصدقٍ، وهو يلعن ويعاقب الأشرار وأضداد المسيح، والتي تُحددها شخصية الله البارّة. سواء خلّصني الله أم لا فهذا يرجع إلى الله، وليس لأضداد المسيح. ومع أن ضد المسيح سيطرت على الكنيسة، وتعرّضنا للقمع، فقد كان هذا أمرًا مؤقتًا فحسب. يرى الله كل شيء، ويكشف الروح القُدُس كل شيء، وعاجلاً أم آجلاً، سيُكْشَف ويُسْتَبعَدُ ضد المسيح. كثيرًا ما كنتُ أتامل كلمة الله على مدى تلك الأيام، ورُوَيْدًا رُوَيْدًا، شعرتُ بالتحرر في قلبي وربحتُ الثقة في عمل الله.

ذات يوم، اتّفق قادة المستوى الأعلى مع أختين لعلاج الفوضى في كنيستنا. ملأنا الحماس الشديد وشكرنا الله مرارًا وتكرارًا. وبصورة مفاجئة، وبعد أن أبلغنا بصدقٍ عن سلوك تشانغ شين الشرير، صُرِفت لكونها قائدة كاذبة فحسب. ومع أننا استأنفنا جميعًا حياة الكنيسة، لم يسعني إلا أن أشعر بعدم الارتياح. كانت إنسانية تشانغ شين شريرة. في سبيل المكانة، عادةً ما عاقبت وقمعت الناس واستقطبت ودافعت عن الأشرار. كما لم تقبل الحقّ إطلاقًا، ورفضت أن تتوب. لم تكن قائدة كاذبة؛ بل كانت ضد للمسيح حقيقية. لكن بعدها فكّرتُ: "إنْ تطرَّقتُ للأمر، ألن يقول الإخوة والأخوات إنني أرفض بعنادٍ التخلّي عن مشكلاتها؟ انسي الأمر، إني لا آبه. على أي حال، لا يمكنها فعل أي شيء الآن". مع أخذ هذا الأمر في الاعتبار، قررت ألا أذكر هذه الأمور بعد اليوم. خلال تعبُّداتي، قرأُتُ في كلمة الله أن أضداد المسيح لا يتوبون أبدًا. كنتُ أعلم أن تشانغ شين من أضداد المسيح، وأنه إذا لم تُصرَف، فسوف تُشوِّش قَطْعًا على الحياة الكنسية وتخلق حالة من الفوضى إنْ سنحت لها فرصة أخرى، وحينذاك، سيعاني الإخوة والأخوات مجددًا. كان عليَّ أن أقف وأكشف تشانغ شين. لم يعد بإمكاني الدفاع عن نفسي بعد اليوم. قرأت في كلمة الله: "بمجرد أن يصبح الحق حياة فيك، عندما ترى شخصًا يجدف على الله، ولا يخشى الله، وتراه مهملًا في أداء واجبه، أو يعطِّل عمل الكنيسة ويزعجه، فإنك ستستجيب وفقًا لمبادئ الحق، وستكون قادرًا على التعرف عليهم وكشفهم حسب الضرورة. إذا لم يصبح الحق حياتَك، وظللتَ تعيش ضمن نطاق شخصيتك الشيطانية، فإنك عندما تكتشف الأشرار والشياطين الذين يعطلون ويزعجون عمل الكنيسة، ستغض الطرف وتصمُّ أذنيك؛ وتتجاهلهم دون وخزٍ من ضميرك. حتى إنك ستعتقد أن أي شخص يسبب الإزعاج لعمل الكنيسة لا علاقة لك به. مهما كانت معاناة عمل الكنيسة ومصالح بيت الله، فأنت لا تهتم أو تتدخل أو تشعر بالذنب؛ مما يجعلك شخصًا بلا ضمير أو إحساس، وغير مؤمن، وعامل خدمة. تأكل ما هو لله، وتشرب ما هو لله، وتتمتع بكل ما يأتي من الله، ولكن تشعر أن أي ضرر لمصالح بيت الله لا علاقة لك به؛ مما يجعلك خائنًا، تعض اليد التي تطعمك. إذا كنت لا تحمي مصالح بيت الله، فهل أنت إنسان يا تُرى؟ هذا شيطان تسلل إلى الكنيسة. تتظاهر بالإيمان بالله، وتتظاهر بأنك شخص مختار، وتريد أن تستغل بيت الله. أنت لا تعيش حياة إنسان، ومن الواضح أنك من غير المؤمنين. إذا كنت شخصًا يؤمن حقًا بالله، فعندئذ حتى لو لم تربح الحق والحياة، فعلى الأقل ستتحدث وتتصرف من جهة الله؛ وعلى أقل تقدير، لن تقف مكتوف الأيدي عندما ترى مصالح بيت الله تتعرَّض للخطر. عندما يكون لديك دافع لتغض الطرف، ستشعر بالذنب وعدم الراحة، وستقول لنفسك، "لا يمكنني المكوث هنا دون أن أفعل شيئًا، عليَّ أن أقف وأقول شيئًا، وعليَّ أن أتحمَّل المسؤولية، وأكشف هذا السلوك الشرير، وعليَّ أن أوقفه، حتى لا تتضرر مصالح بيت الله، ولا تنزعج حياة الكنيسة". إذا أصبح الحق حياتك، فلن تكون لديك عندئذٍ هذه الشجاعة وهذا التصميم، وتكون قادرًا على فهم الأمر تمامًا فحسب، بل ستفي أيضًا بالمسؤولية التي يجب أن تتحملها من أجل عمل الله ومن أجل مصالح بيته، وبذلك تفي بواجبك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمتلك قلوبًا تتقي الله إلّا الذين يخضعون له بصدق). بعد قراءتي لكلام الله، أدركتُ، أنه من خلال إرشاد الله كان لدي بعض التمييز للأفعال الشريرة لتشانغ شين وشياو ليو. إنْ لم أقف وأكشفهما، فسأكون بلا ضمير وسأعجز عن حماية عمل الكنيسة. لم يعد بإمكاني أن أكون أنانية وخسيسة بعجزي عن كشف تشانغ شين. فكرتُ في مرسوم إداريّ: "افعل كلَّ ما هو نافع لعمل الله، ولا تفعل أي شيء ضار لمصالح عمل الله. دافع عن اسم الله وشهادته وعمله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت). لقد فهمتُ متطلبات الله بشكل أفضل. وبصفتي عضوة في الكنيسة، حيث كان الأمر يتعلّق بعمل الكنيسة، حملت على عاتقي مسؤولية الوقوف وحماية عمل الكنيسة. بعدئذ، أتى قادة المستوى الأعلى للتحقق من الوضع. لقد أبلغتُ عن سلوكيات تشانغ شين وشياو ليو الشريرة، وتحرّى قادة المستوى الأعلى مرة أخرى للتثبُّت من الأمور. ومن خلال مشاركة في اجتماع عن الحقّ فيما يتعلّق بأضداد المسيح، طوّر جميع الإخوة والأخوات تمييزًا. كشفوا وأبلغوا عن الأفعال الشريرة لتشانغ شين وشياو ليو، الواحد تِلْو الآخر. تقرَّر أن تشانغ شين كانت من أضداد المسيح الحقيقيين وصُرِفَتْ من الكنيسة. أمّا شياو ليو، بعد رفضها التوبة لشرِّها المُفرِط، صُرِفَت لكونها شريكة متواطئة مع ضد المسيح. وعاد بعض الإخوة والأخوات الذين خدعتهم تشانغ شين إلى رُشدِهم، ورفض جميعهم تشانغ شين ولم يعودوا يتبعونها. عقب ذلك، عادت حياة الكنيسة إلى طبيعتها. ومع أنه كانت هناك تحولات وانعطافات في تقريري عن ضد المسيح هذه، من خلال قمع ضد المسيح هذه، ربحتُ بعض التمييز لأضداد المسيح، وربحتُ بعض التبصُّر، وربحت بعضًا من الاختبار العمليّ ومعرفة شخصية الله البارَّة، ونما إيماني بالله أكثر.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

وجدت مكاني

بعد أن آمنت بالله، تابعت بحماس شديد. مهما كان الواجب الذي رتبته الكنيسة لي، فقد أطعت. عندما واجهت صعوبات في واجبي، كنت أعاني أيضًا وأدفع...

اترك رد