التصرف الاستبدادي أضرني
في نهاية 2012، بدأت أخدم كقائدة للكنيسة. لاحظت أن جميع مشروعات الكنيسة تتقدم ببطء وأن عددًا قليلاً من الأعضاء يؤدون واجبهم جيدًا. لمعرفتي أنني صرت مؤمنة منذ فترة قصيرة فقط ولم أمتلك فهمًا جيدًا لكيفية اختيار العاملين، غالبًا ما كنت أعرض الصعوبات التي أواجهها أمام الله في الصلاة وأسعى للمبادئ ذات الصلة. وإن لم أفهم شيئًا، كنت أسعى وأقدم شركة مع زملائي في العمل. بدأ حكمي على الأشخاص والمواقف يتحسن تدريجيًّا، وتمكنت من تكليف الأشخاص بالواجبات حسب نقاط قوتهم وبدأنا نلمس تقدمًا في عمل الكنيسة.
أتذكر ذات مرة عند مناقشة العمل، اقترحت تنمية الأخت لي تشي كقائدة مجموعة، لكن لم يتفق معظم الزملاء الآخرين مع وجهة نظري، بحجة أن الأخت لي تشي كانت مُقيدة من عائلتها ولم تتحمل المسؤولية في واجبها. ولم تسقِ المؤمنين الجدد في الوقت المناسب، وحتى بعد عدة مرات من الشركة، لم تتحسن. نظرًا لموقفها تجاه واجبها، لم تكن مناسبة للعمل كقائدة مجموعة. قلت لنفسي: "الأخت لي تشي مؤمنة جديدة وتقييدها من عائلتها هو مجرد ضعف مؤقت. لا يجب أن نقيدها بأنها غير صالحة للتنمية بسبب حالة مؤقتة فحسب، يجب أن ندعمها ونساعدها بمحبة". بعد ذلك، غالبًا ما قدمت الدعم لـلي تشي، وقدمت شركة لها حول نوايا الله والمغزى من تأدية المرء لواجبه. تدريجيًّا، بدأت حالة الأخت لي تشي تتحسن – فتوقف تقييد عائلتها لها، وبدأت تؤدي واجبها بانتظام. كان هناك أيضًا أخ يمتلك مقدرة جيدة، وقد شارك عن الحق بوضوح وشفافية، وكان مسؤولًا في أداء واجبه، فاقترحت أن يتدرب على الإشراف على عمل السقاية. لكن الأخت التي كانت شريكتي كان لديها شكوك. فقد اعتقدت أن شخصيته المتغطرسة ستقيّد الآخرين وبالتالي فليس مناسبًا للتدريب في الوقت الحالي. تذكرت أن أحد المبادئ قال: "أولئك الذين لديهم شخصية متغطرسة لكن يمكنهم قبول الحق، ومن يملكون بالإضافة إلى ذلك مقدرة جيدة وموهبة، ينبغي أن يترقوا ويُنموا. يجب عدم استبعادهم بالتأكيد" (170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق، 135. مبادئ معاملة الناس بمختلف الشخصيات المتغطرسة). كان الأخ ذا شخصية متغطرسة، لكنه قبل الحق، وعندما يوضح الآخرون مشكلاته، كان يقبل النقد ويُجري تغييرات. لذلك، استوفى عمومًا مبادئ الترقية والتنمية. شرحت منطقي بالإشارة إلى هذا المبدأ واتفق معي العديد من الزملاء بعد سماعي. بعد أن تم تكليف الأخ بعمل السقاية، حقق نتائج رائعة في واجبه وأثبت أنه كفؤ تمامًا في وظيفته. ولم يمض وقت طويل، حتى ترقى. بعدها، شعرت برضا كبير عن نفسي، وفكرت: "قد أكون جديدة في الإيمان، لكنني أمتلك مقدرة جيدة وأحكم على الأشخاص والمواقف أفضل من الزملاء الآخرين. إن لم يكن للكنيسة خبيرة مثلي، فمن الذي سيحدد هذه المواهب الجديدة وينميها؟". فوّضت الأعضاء بحكمة لكل مشروع في الكنيسة، مستبدلة الأعضاء الذين لم يناسبوا وظائفهم، وسرعان ما انطلق عمل الكنيسة. عندما واجه الإخوة والأخوات مشكلات، كانوا يأتون جميعًا إليّ لأقدم لهم شركة ويطلبون رأيي. حتى إن البعض مدحوني في وجهي قائلين: "كان قادة الكنيسة السابقون مؤمنين منذ فترة طويلة، لكنهم لم ينجزوا عمل الكنيسة جيدًا. لم تؤمني منذ فترة طويلة، ولكن بمجرد مجيئكِ، انطلق العمل. لا بد أنكِ قائدة موهوبة ذات مقدرة جيدة". عندما سمعت ذلك، زدت رضًا عن نفسي، معتقدة أنني موهبة نادرة حقًّا في الكنيسة.
بعد ذلك، ترأست أعمال عدد قليل من الكنائس الأخرى. أحيانًا، عندما كان القادة الأعلى يتخذون خيارات، كانوا يطلبون نصيحتي. أصبحت أكثر اقتناعًا أن لديَّ ما يلزم لأصبح قائدة: كنت أتمتع بمقدرة جيدة، وماهرة في انتقاء المواهب وأحل المشكلات وفقًا للمبدأ. وأصبحت أكثر ثقة بنفسي. بعد ذلك، كنت كلما ظننت أنني أجريت تقييمًا دقيقًا لموقف ما، كنت أتخذ قرارًا بمفردي دون التشاور مع الزملاء الآخرين. شعرت أنني فهمت المبادئ أفضل منهم وأن لديّ رؤى أفضل. وحتى لو تناقشت معهم، فسينتهي الأمر بالتأكيد بتنفيذ خطتي، لذلك لم يكن ثمة فائدة من المناقشة. عندما طرح زملاء العمل اقتراحات، كنت أظن أنها ليست جيدة كأفكاري، وأرفضها مباشرة وأتابع خطتي.
ذات مرة، عندما احتاجت الكنيسة إلى عضو لحفظ كتبنا، اقترحت تعيين مؤمن جديدً يُدعى الأخ تشينغ يي، لمعرفتي بأنه يتمتع بإنسانية طيبة. ذكرني زميل: "الأخ تشينغ يي جديد في الإيمان وزوجته غير مؤمنة. إن حدث موقف مفاجئ وغير متوقع، فلست متأكدًا مما إذا كان سيستطيع حفظ الكتب". عندئذ، اعتقدت أن اقتراحي قد رُفض وشعرت ببعض الضيق. فكرت: "أنا القائدة – ألن أستطيع فعلًا العثور على شخص يحفظ الكتب؟ ففي النهاية، نحن لا نختار قائدًا، فلماذا نضع معايير عالية جدًّا"؟ لم أستمع إلى نصيحة زميلي وكلفت الأخ تشينغ يي بحفظ الكتب. وعندما علمت إحدى الأخوات تعاملت معي، قائلة: "وفقًا لأي مبدأ عينتِ الأخ تشينغ يي؟ نحتاج إلى إيجاد منزل آمن لحفظ الكتب فيه. الأخ تشينغ يي جديد في الإيمان، بلا أساس قوي وزوجته عارضت إيمانه. إن حدث شيء، ألن يضر بعمل الكنيسة"؟ لم أتفق، وفكرت: "وفقًا للمبدأ، قد لا يكون الأخ تشينغ يي مناسبًا، ولكنه يتمتع بإنسانية طيبة وهو مستعد لأداء هذا الواجب. ألا تولون الأمر أهمية مفرطة؟ هل الأمر بهذه الخطورة"؟ لذا قلت: "لقد قدمت له شركة بالفعل – إذا تمكنتِ من إيجاد شخص أكثر ملاءمة، فسننفذ اختيارك". ولأنني لم أقبل فكرتها إطلاقًا، لم تكلف نفسها عناء قول شيء آخر. ولم يمضِ وقت طويل، حتى تشاجر الأخ تشينغ يي مع زوجته فألقت بجميع الكتب، فتلف بعضها. واضطررنا للسهر لوقت متأخر لننقل الكتب إلى مكان آخر. بعدها، تعامل معي زملائي في العمل لأنني لم أتصرف وفقًا للمبدأ وتمسكت بقناعاتي، ما أدى إلى إتلاف الكتب. أخبروني أن عليَّ إمعان التفكر فيما حدث. وافقت بلا مبالاة، لكن بداخلي فكرت: "كان هذا مجرد خطأ. لقد كلفته بناءً على الوضع الفعلي للكنيسة حينئذ. مَن كان سيعرف أن شيئًا كهذا سيحدث". بعد ذلك، استمررت في تأدية واجبي بطريقتي الخاصة. عند مناقشة عملنا، رفضت مباشرة نصائح زملائي وتعاملت مع الأمور حسبما أراه مناسبًا. تدريجيًّا، أصبح زملائي في العمل مقيدين بي ولم يجرؤوا على إبداء آراء حول أي شيء كنت قد حسمته بالفعل.
ذات مرة، ذهبت إلى كنيسة أخرى لإعفاء قائدة تدعى تشانغ فان من منصبها. قبل إعفائها، كان ينبغي أن أقدم شركة عن أدائها العام وأن أفحصه بدقة ثم أعفيها من منصبها. لكن عندئذ تذكرت عندما قدمت لها شركة آنفًا عن أدائها، لم تقبل ما قلته، بل اعترضت على التفاصيل. لذا شعرت أنه لا فائدة من الشركة معها ويجب إعفاؤها مباشرة فحسب. بعد ذلك، عقدت اجتماعًا مع تشانغ فان وعدد من الشمامسة وقدمت شرحًا موجزًا لسبب إعفائها. لكن تشانغ فان لم ترضخ، وظلت تجادلني حتى إنها سألتني قائلة: "كوني واضحة معي – وفق أي مبدأ أعفيتني من منصبي"؟ قلت لنفسي: "لقد شرحتُ بالفعل المشكلات المتعلقة بأدائك من قبل، لكنك واصلتِ التذمر والجدل وحاولت إيجاد خطأ لديَّ. أنت لا تفهمين نفسك مطلقًا ولا أستطيع تكبد عناء الشركة معك". لذلك تجاهلتها فحسب. ذكرتني الأخت وانغ تشين قائلة: "ربما تكون تشانغ فان صعبة المراس – ولكن يظل عليك تقديم شركة لها عن المبادئ وتوضيح سبب إعفائها". على الرغم من علمي أن الأخت وانغ تشين مُحقة، فقد اعتقدت أنه نظرًا لأن تشانغ فان كانت قائدة للكنيسة، فإنها تدرك هذه المبادئ، ولذا لم يكن ضروريًّا إهدار الوقت معها في ذلك. لذا، قرأت لتوي مقطعًا من كلام الله يتعلق بكيفية التعامل مع عمل القادة، لكن عندما قرأته، شعرت بالذنب. كنت أستخدم كلام الله لقمعها، ولم أحل مشكلتها – لم يكن هذا صحيحًا. لكن بعد ذلك فكرت: إن لم أقرأه، فلن أستطيع السيطرة عليها. بعد الانتهاء من المقطع، ساد صمت الغرفة رهيب وجلست تشانغ فان صامتة، تستشيط غضبًا ظننت أن الأمر انتهى، لكن لدهشتي، قالت تشانغ فان خلال اجتماع، إن بعض القادة والعاملين لم يتبعوا المبدأ، ما أدى إلى شعور القادة والعاملين الآخرين بالتقيد وتعطل عمل الكنيسة. شعرت بالخوف. فهذا كله نتيجة تصرفي التعسفي وعدم اتباع المبدأ، لكنني اعترفت أن هذا خطأ دون تأمل الأمر بجدية.
فيما بعد، عند إعفاء قائد آخر، مرة أخرى، لم أخبر الإخوة والأخوات بالأسباب المحددة للإعفاء. لم يكن لدى بعض الإخوة والأخوات فطنة تجاه هذا القائد وكانوا يجادلون كثيرًا خلال الاجتماعات بأنني لم أتبع المبدأ في إعفاء القائد. أدى ذلك إلى موقف فوضوي في الكنيسة. بعد علمي بالموقف، ذكّرتني أخت قائلة: "يجدر بكِ تقديم شركة معهم سريعًا، وإلا ازداد الموقف في الكنيسة فوضى". لم أتفق معها وفكرت: "يجب إعفاء القادة المزيفين، لم أكن أحاول معاقبة أي شخص، فلماذا يعطون الموقف أكبر من حجمه؟". ولأنني لم أتصرف وفقًا للمبدأ ولم أتأمل نفسي وأفهمها، تدريجيًّا أصبح واجبي أكثر إرهاقًا. لم أعد أتلق الاستنارة والإرشاد من الله وعندما أتولى عمل الكنيسة كثيرًا ما يصيبني الارتباك. لم أعرف ماذا أقول لله في صلاتي اليومية ولم تحقق الكنائس التي توليت مسؤوليتها نتائج جيدة في عملها. بدأت أدرك أنه ربما لم أستطع تحمل هذا الواجب بعد الآن.
ولم يمض وقت طويل حتى كتب بعض الإخوة والأخوات تقريرًا عني واتهموني بالتصرف بتهور وعدم قبول الحق على الإطلاق. بعد علم إحدى القائدات الأعلى بموقفي، كشفتني وتعاملت معي قائلة: "بصفتك قائدة للكنيسة، عند التعامل مع شيء مهم كاختيار الأشخاص وإعفائهم، لم تتشاوري مع زملائك في العمل ولم تسعي للمبادئ، لكنكِ تصرفت باستبداد، باتباع خطتك الخاصة. وعندما ذكّرك الإخوة والأخوات، لم ترضخي. أنت متغطرسة جدًّا وبارة في عيني نفسك. عندما فشلت وكُشفت، لم تتأملي نفسك واستمررت في فعل ما يحلو لك. لقد زج سلوكك التعسفي بحياة الكنيسة في فوضى وتضررت حياة الإخوة والأخوات. نظرًا لأدائك، لم تعودي مناسبة للخدمة كقائدة. تفوق الخسائر المكاسب التي تحققت عند توظيفك في هذا الدور". عندما سمعت كيف كشفتني القائدة وتعاملت معي، شعرت بالإحباط والفظاعة وأجهشت بالبكاء. سألت نفسي: "كيف تمكنتُ من إفساد عمل الكنيسة بهذا السوء؟ لم أفشل في أداء واجباتي كقائدة فحسب، بل عطلت أيضًا عمل الكنيسة. أردت أن أجد مكانًا أختفي فيه بعيدًا". في طريق العودة إلى المنزل، كنت في حالة ذهول. ظننت أنه لأني تصرفت باستبداد في واجبي، كنت مندفعة وعطلت عمل الكنيسة، سوف يمقتني الله. هل يخلِّص الله شخصًا مثلي؟ كلما فكرت، شعرت بالسوء ولا أعرف حتى كيف وصلت إلى المنزل. ركعت على فراشي وصليت لله: "إلهي الحبيب، لا أعرف كيف بلغت هذه الحالة. لا أعرف نفسي معرفة حقيقية. إلهي! أعلم أن ثمة دروسًا يمكن تعلمها من الإعفاء، لكنني تائهة جدًا. أرجو أن تنيرني وترشدني لمعرفة نفسي وفهم مشيئتك".
في عبادتي، تأملت ترنيمة من كلام الله كثيرًا ما كنت أنشدها: "كل ما تنالونه هو التوبيخ والدينونة وضربة بلا رحمة، ولكن اعرفوا أنه لا توجد في هذه الضربة التي بلا رحمة أدنى عقوبة. بغض النظر عن مدى قسوة كلماتي، فإن ما يبتليكم هو مجرد كلمات قليلة قد تبدو لكم خالية تمامًا من المشاعر، وبغض النظر عن مدى عظمة غضبي، فإن ما يأتي عليكم ما زال كلماتٍ للتعليم، ولا أقصد أن أؤذيكم، أو أحكم عليكم بالموت. أليست هذه جميعها حقيقة؟
الهدف من الدينونة البارة هو تنقية الإنسان، والهدف من التنقية القاسية هو تطهير الإنسان، والهدف من الكلمات القاسية أو التوبيخ هو التطهير والخلاص. فماذا تقولون في مواجهة هذا التوبيخ وهذه الدينونة؟ ألم تتمتعوا بالخلاص من البداية حتى النهاية؟ لقد رأيتم الله المتجسِّد وأدركتم قدرته الكلية وحكمته؛ بالإضافة إلى أنكم تحملتم ضربًا وتأديبًا متكررًا. لكن ألم تنالوا أيضًا نعمةً ساميةً؟" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، الهدف من دينونة الله وتوبيخه هو خلاص الإنسان). تأثرت بكلام الله حقًّا. صحيح. عمل الله في الأيام الأخيرة هو الدينونة والتوبيخ. سواء أكان ذلك تزكية، أو تأديبًا، أو تعاملًا أو كشفًا، فهو يفعل كل هذا ليطهر البشر ويخلصهم. ربما شعرت بالسوء بعد أن تم إعفائي، لكن هذه كانت الفرصة المثالية لمراجعة نفسي وفهمها. كانت هذه محبة الله وخلاصه. لم أستطع أن أسيء فهم مشيئة الله. بعد إدراك كل هذا، زاد شعوري بالسلام. أردت طلب الحق، والتفكير فيه، وفهم نفسي، والتوبة حقًا بأسرع ما يمكن.
بتأمل كيفية كشف القائدة لي وتعاملها معي بسبب تصرفي التعسفي المندفع، بحثت عن مقاطع ذات الصلة من كلام الله لآكلها، وأشربها، وأتأمل فيها. رأيت بعض كلام الله الذي يقول: "يحب بعض الناس التصرف بمفردهم دون مناقشة الأمور مع أحد أو إخبار أحد. إنهم يتصرفون ببساطة كما يريدون مهما كانت نظرة الآخرين لهم. يقولون لأنفسهم: "أنا القائد، وأنتم مختارو الله، ولذلك عليكم اتباع ما أفعله. افعلوا ما أقوله بالضبط – فهكذا يجب أن يكون الأمر". إنهم لا يخطرون الآخرين عندما يتصرفون، وأفعالهم تفتقر إلى الشفافية. يسعون دائمًا سرًّا إلى شيء ما ويتصرفون في الخفاء. وتمامًا مثل التنين العظيم الأحمر الذي يحافظ على احتكاره للسلطة كحزب فردي، يرغبون دائمًا في خداع الآخرين والسيطرة عليهم؛ إذ يرونهم تافهين ولا قيمة لهم. يريدون دائمًا أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في الأمور دون مناقشة أو تواصل مع الآخرين، ولا يستشيرون آراء الآخرين أبدًا. ما رأيك في هذا النهج؟ هل ينطوي على طبيعة بشرية سليمة؟ (لا). أليست هذه طبيعة التنين العظيم الأحمر؟ التنين العظيم الأحمر ديكتاتوري وتعسفي. أليس أولئك الذين لديهم هذا النوع من الشخصية الفاسدة هم نسل التنين العظيم الأحمر؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. حول التعاون المتناغم). "لأداء واجبك بشكل مناسب، لا يهم عدد السنوات التي آمنت فيها بالله، ولا حجم ما فعلتَه في واجبك، ولا عدد المساهمات التي قدمتها إلى بيت الله، فضلًا عن مدى خبرتك في واجبك. الشيء الرئيسي الذي ينظر إليه الله هو المسار الذي يسلكه الإنسان. بمعنى آخر، هو ينظر إلى سلوك المرء تجاه الحق والمبادئ والتوجيه والمنشأ ودافع المرء وراء أفعاله. يركز الله على هذه الأمور؛ وهي ما يحدد المسار الذي تسلكه. إذا كان من غير الممكن مطلقًا رؤية هذه الأشياء الإيجابية فيك أثناء أداء واجبك، وكانت مبادئ عملك ومساره وأساسه هي أفكارك وأهدافك وخططك، وكان دافعك هو حماية مصالحك الخاصة وصون سمعتك ومركزك، وكانت طريقة عملك هي اتخاذ القرارات والتصرف بمفردك، وأن تكون لك الكلمة الأخيرة، وعدم مناقشة الأمور أبدًا مع الآخرين ولا التعاون بانسجام معهم، وعدم الاستماع إلى النصيحة أبدًا عندما تكون قد ارتكبت خطأً، فضلًا عن أن تقوم بطلب الحق، فكيف تكون نظرة الله إليك؟ إن كنت تؤدي واجبك على هذا النحو فأنت لم تصل بعد إلى المستوى اللائق، ولم تطأ قدماك طريق طلب الحق؛ لأنك فيما تؤدي عملك لا تطلب مبدأ الحق، وتتصرف دائمًا كما تشاء وتفعل ما تريد. ولهذا السبب، لا يؤدي معظم الناس واجباتهم بشكل مُرضٍ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟). لقد صدمني كلام الله وأنا أتأمل هذه المقاطع. فقد كشفت كيف تعد الغطرسة، والغرور، والاستبداد من طبيعة التنين الأحمر العظيم. فوجهات نظر هؤلاء الأشخاص في السعي والطرق التي يسلكونها كلها متعارضة مع الله. منحتني الكنيسة فرصة للعمل كقائدة وليس كبيروقراطية. لقد حملوني مسؤولية وأرادوا أن أنتبه لمشيئة الله، وأن أعمل بانسجام مع الآخرين لأقوم بعمل الكنيسة جيدًا وأقوم بواجبي. لكن، بدلاً من ذلك، اعتبرت عمل الكنيسة عملي التجاري الخاص. عندما بدأت في تحقيق نتائج في عملي واكتسبت بعض الخبرة في اختيار المواهب، اعتقدت أنني أمتلك مقدرة جيدة ومهارات عمل رائعة وأنني حَكَم جيد على المواقف والناس. تحديدًا بعد أن بدأ الإخوة والأخوات يأتون إليَّ بأسئلتهم، اعتراني الغرور واعتقدت أنني فهمت الحق أفضل منهم. لم أستطع التوقف عن التعامل بتعالٍ، واعتقدت أن التقدم في عمل الكنيسة نتاج ما أفعله، وأن الإخوة والأخوات جميعًا أقل شأنًا مني، ولا يحق لهم التعبير عن آرائهم. يجب أن تأتي آرائي في الأولوية لأي عمل يتطلب مناقشة. لذلك عندما أوضح الإخوة والأخوات كيف ضللت في عملي، لم أعرهم أي اهتمام واستمررت في القيام بالأشياء بطريقتي. وأحيانًا عندما عبروا عن آراء مختلفة، كنت أرفضها حتى دون التفكير أولاً. أصررتُ على أن يتبعوا خطتي وأحيانًا أمضي قدمًا في الخطط دون التشاور معهم أولاً. لأنني أصررت على اختيار شخص لا يتفق مع المبدأ ليحفظ الكتب، ولم أصغِ عندما ذكّرني زملائي في العمل وحذروني من فعل ذلك، تلفت الكتب. وحتى على الرغم من ذلك، ظللت لا أتأمل نفسي. لقد أعفيت تشانغ فان دون الإشارة إلى مشكلاتها وتقديم شركة عنها، ما جعلها تشعر بالاستياء، وعدم الالتزام، والتطلع لاصطياد الأخطاء. تسبب هذا في اضطراب هائل وأدى إلى فوضى في حياة الكنيسة. لم أعطِ الأولوية في واجباتي لطلب الحق ولم أرشد الآخرين للدخول إلى حقيقة الحق. بدلاً من ذلك، بادرت بانتهاك المبادئ، وأجبرت الجميع على اتباع أوامري، ولم أسمح لهم بالتعبير عن آراء مختلفة وأردت أن يكون لي القول الفصل في كل شيء. ألم أكن أتصرف باستبداد؟ كقائدة للكنيسة، فهمت بوضوح أنه يجب علينا العمل وفق المبادئ، لكنني تجاهلتها، واتبعت طريقتي الخاصة وأردت دائمًا الفصل في الأمور. ألم أكن أحرض نفسي ضد الله؟ كشفت كل أفعالي عن شخصية ضد المسيح. بمراجعة طريقة تصرفي، رأيت أن كل سلوكياتي كانت بغيضة لله. إن لم أتب وأصلح سلوكي، ألن أواجه النتيجة نفسها كضد المسيح؟
لاحقًا، رأيت مقطعًا من كلام الله يقول: "من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كانت لديك شخصية متغطرسة ومغرورة، فإن نهيك عن معارضة الله لا يشكّل فرقًا، إذ تفعل هذا رغمًا عنك، وهو خارج عن إرادتك. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعله تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمغرورة. إن تكبرك وغرورك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار. سيجعلانك تحتقر الآخرين، ولن يتركا أحدًا في قلبك إلا نفسك. سينتزعان مكان الله من قلبك، وفي النهاية سيجعلانك تجلس في مكان الله وتطلب من الناس أن يخضعوا لك، ويجعلانك تعظّم خواطرك وأفكارك ومفاهيمك معتبرًا أنها الحق. ثمّةَ كثير من الشر يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). من كلام الله أدركت أن السبب الأصلي لاتباع خطتي الخاصة والتصرف باستبداد هو أن طبيعتي كانت متغطرسة للغاية. كنت أعتد بنفسي بشدة، معتقدة أنني أفضل من الآخرين، وحكم أفضل على الناس والمواقف. لم أحترم أي شخص. عند مناقشة العمل مع الزملاء، كنت أعتقد أنني على صواب دائمًا، لم أصغِ أبدًا لمن يختلف معي مهما كان. حتى عندما سببت اضطرابات وفوضى في الكنيسة بسبب غطرستي وبري الذاتي، ظللتُ لا أسمح لنفسي بالتواضع، معتقدة أن هذا مجرد خطأ لمرة واحدة. عندما ذكرتني أخت، فشلت في تأمل نفسي وفهمها، معتقدة أن الآخرين يعطون الأمر أكبر من حجمه. أدركت أنني كنت متغطرسة حقًّا. أين كانت عقلانيتي؟ كانت النتائج التي حققتها في العمل والاختيارات الجيدة التي اتخذتها نتيجة إرشاد الله والتأثير الذي أحدثه كلامه بداخلي. إذا لم يكن لديَّ استنارة الله وإرشاده ومبادئ بيت الله، لما تمكنت من شيء. ومع ذلك نسبت كل الفضل لنفسي، واستخدمت هذه النتائج كرأس مال لغطرستي وبري الذاتي. كنت وقحة فحسب. لولا الكشف القاسي لي وإعفائي من قبل القائدة، لما راجعت نفسي إطلاقًا. عندها فقط أدركت أن الانكشاف والإعفاء هو طريقة الله لحمايتي. وإلا فمن يدري أي شر آخر كنت سأرتكب بسبب شخصيتي المتغطرسة؟ بعد أن أدركت كل هذا، شعرت بالخوف والخجل حقًّا وصليت لله: "إلهي الحبيب! لا أريد أن أعيش بشخصيتي المتغطرسة بعد الآن، ولا أريد أن أتصرف بتعسف وتهور. أرجوك أرشدني لإيجاد مسار للممارسة".
بعد ذلك، سعيت فيما يتعلق بمشكلتي ووجدت هذا المقطع من كلام الله: "إذًا، كيف تجد حلًّا لتعسفك وتهورك؟ هب، على سبيل المثال، أن شيئًا ما أصابك وكانت لديك أفكارك وخططك الشخصية. قبل تحديد ما يجب عليك فعله، عليك السعي في طلب الحق ويجب عليك على الأقل إقامة شركة مع الجميع حول ما تفكر به وتؤمن به بشأن هذا الأمر. عندها اطلب من الجميع إخبارك ما إذا كانت أفكارك وخططك سليمة، وإن كانت تتماشى مع الحق، مطالبًا إياهم بأن يجروا فحصًا نهائيًا للأمر نيابةً عنك. هذه أفضل طريقة لعلاج التعسف والتسرّع. أولًا، يمكنك أن تسلّط الضوء على رأيك وتسعى إلى الحق؛ فهذه هي الخطوة الأولى التي تجب ممارستها من أجل علاج التعسف والتهور. تأتي الخطوة الثانية عندما يعبّر آخرون عن آرائهم المعارضة – فماذا في وسعك أن تمارس لتحول دون تعسفك وتهورك؟ أولًا، يجب أن تتمتّع بسلوك متواضع، وتضعَ جانبًا ما تعتقد أنّه صحيح، وتسمح للجميع بالشركة. وحتّى إن كنت تعتقد أنّ طريقك صحيح، فيجب ألّا تستمرّ بالإصرار عليه. ذلك نوع من التحسن؛ فهو يُظهر سلوكًا ينمُّ عن سعي إلى الحق، وإنكار لذاتك، وتلبية لمشيئة الله. عندما تتمتّع بهذا السلوك، بينما لا تتقيّد برأيك، يجب أن تصلي، وتطلب الحق من الله، ثم تبحث عن أساس في كلام الله. حدِّد كيفية التصرف على أساس كلام الله. هذه هي الممارسة الأكثر ملاءمة ودقة. عندما يسعى الناس إلى الحق ويطرحون مشكلة للجميع لكي يتشاركوا ويبحثوا عن إجابة عنها، ذلك هو الوقت الذي يزودهم الروح القدس بالاستنارة. يزود الله الناس بالاستنارة وفقًا للمبدأ؛ حيث يقيِّم سلوكك. فإذا تمسكت برأيك في عناد، بغض النظر عما إن كان رأيك صوابًا أو مخطئًا، فسيخفي الله وجهه عنك ويتجاهلك، وسجعلك تصل إلى طريق مسدود، ويفضحك ويكشف حالك القبيح. لكن من ناحية أخرى، إذا كان سلوكك صحيحًا، ولم تكن مُصِرًّا على اتباع طريقتك الخاصة ولا مُعتدًّا بنفسك، أو متعسفًا ومتهورًا، وكان سلوكك قائمًا على السعي إلى الحق وقبوله، فإن أقمت شركة حول هذا مع الجميع، فإن الروح القدس سيبدأ العمل بينكم، وربما يقودك إلى الفهم من خلال كلمات شخص ما. أحيانًا، عندما ينيرك الروح القدس، فإنه يقودك لفهم جوهر الأمر ببضع كلمات أو عبارات، أو بمنحك إحساسًا. وتدرك في تلك اللحظة أن كل ما كنت تتشبث به هو خطأ، وفي نفس اللحظة، تفهم الطريقة الأنسب للتصرُّف. بعد أن وصلت إلى مستوى كهذا، هل نجحت في تجنب فعل الشر،، وتحمُّل عواقب الخطأ؟ كيف يتحقَّق مثل هذا الأمر؟ لا يتحقق هذا إلّا عندما يكون لك قلب يخشى الله، وتسعى إلى الحق بقلب مفعم بالطاعة. وبمجرد أن تتلقى الاستنارة من الروح القدس، وتحدد المبادئ لأجل الممارسة، فستنسجم ممارستك مع الحق، وستكون قادرًا على إرضاء مشيئة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لقد أرسى كلام الله مسارًا للممارسة. للتخلص من الغطرسة، والبر الذاتي، والاندفاع، أهم شيء هو وجود قلب يتقي الله، وتوجه يسعى للحق، وإرادة للتعاون بانسجام مع الآخرين. عند مواجهة المشكلات، يجب على المرء مناقشة الآخرين والاتفاق قبل المضي قدمًا. إذا طرح الآخرون آراء مختلفة، فيجب أن يتعلم المرء أن يتواضع، ويسعى للحق والمبادئ مع الآخرين. لا أحد كامل – فليس بإمكان شخص واحد إنجاز مشروعات الكنيسة، فكلها تتطلب التعاون والمناقشة لتتم كما ينبغي. سمح لي هذا الفشل بإدراك مدى أهمية طلب الحق والعمل وفقًا للمبدأ في واجب المرء. وسيسمح لي العمل بهذه الطريقة بتجنب التسبب في الفوضى والتعطيل. إن كان المرء متغطرسًا، ولديه بر ذاتي، ومستبدًّا، ومندفعًا، فمهما كان ذكاؤه، سيظل غير قادر على تحقيق نتائج جيدة ولن يؤدي إلا إلى إرباك عمل الكنيسة وتعطيله. في وقت لاحق، عندما رأى الإخوة والأخوات أنني تبت وتغيرت قليلاً في أثناء واجبي، اختاروني مرة أخرى قائدة للكنيسة. وعندما أتذكر كيف أردت دائمًا أن تكون لي الكلمة الأخيرة في واجبي، وأن هذا آذى الآخرين وسبب لي الكثير من الندم، وعدتُ الله: لن أتصرف بباستبداد وأجبر الآخرين على الخضوع لي وسأتعاون بانسجام مع الآخرين.
ذات مرة، في أثناء مناقشة عمل السقاية في كنيسة معينة مع الزملاء، شعرت أن الأخت وانغ تشين كانت مسؤولة وموهوبة في عملها ويجب تنميتها كشماسة سقاية. لكن اختلف شريكان: شعرا أنه على الرغم من أن الأخت وانغ تشين مسؤولة تمامًا وموهوبة، لم يكن لديها خبرة حياتية كبيرة ولم تعط الأولوية لطلب مبادئ الحق عند مواجهة المشكلات، لذلك لم تكن مناسبة للإشراف على أعمال السقاية. عندما سمعت هذا، شعرت بالغضب بداخلي: "أنا القائدة هنا – هل تعتقدين أنكِ أفضل مني في الحكم على الناس؟". وعندما كنت على وشك أن أكرر وجهة نظري، أدركت فجأة أنني أُظهر شخصيتي المتغطرسة والرغبة في التصرف باستبداد. وبتذكر فشلي السابق، صليت لله طالبة منه أن يساعدني لأتواضع وأواصل وفقًا للمبدأ. بعد الصلاة أدركت أننا إذا اخترنا الشخص الخطأ لوظيفة السقاية، سيؤدي ذلك إلى ضرر كبير لدخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، لذلك كان عليَّ المضي قدمًا بحذر. بعد ذلك، سعيت إلى مبادئ ترقية الناس وتدريبهم مع الآخرين، وبعد الاجتماع والشركة مع الأخت وانغ تشين، وجدت أنها تفتقر حقًّا إلى الخبرة الحياتية، ولم تراجع أو تفهم نفسها عندما واجهت مشكلات، ولم تطلب الحق لحل تلك المشكلات، ولم تكن مناسبة لعمل السقاية. في النهاية، وافقت على آراء الآخرين. شعرت براحة أكبر بعد الممارسة بهذه الطريقة. بتذكر تجربتي، فإن المعاناة من عواقب التصرف التعسفي تسببت في ألم عاطفي وندم وكراهية شديدة لنفسي. كما سمحت لي بإدراك شخصتي المتغطرسة وإدراك أنه لا ينبغي التصرف حسب أفكاري الخاصة وحدها في واجبي، وأن أسعَ إلى مشيئة الله، والعمل وفقًا للمبدأ، وإعلاء الله فوق كل شيء آخر. بفعل ذلك فقط، سأتلقى إرشاد الله ولن أضل. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.