الكوارث الناجمة عن الغطرسة
في أغسطس 2018، توليت مسؤولية إنشاء كنيسة للمؤمنين الجدد. كان قد تم إنشاؤها مؤخرًا، لذا لم يتم تعيين مسؤولين عن جميع الواجبات، وكانت المشاريع تتقدم ببطء. صليت واتكلت على الله، وعملت مع شريكي لإيجاد مرشحين جيدين وتعيين الإخوة والأخوات حسب نقاط قوتهم وقدراتهم. انتعش عمل الكنيسة بسرعة كبيرة. شعرت بأنني أمتلك بصيرة جيدة وقدرًا معينًا من المقدرة والكفاءة. ذات مرة واحدة على وجه الخصوص، أخبرتني قائدة فريق بأن الأخ شياو كان كسولًا وسلبيًا حقًا في أداء واجبه وبأنها ستطرده. لم أوافقها الرأي. كنت قد تواصلت معه من قبل وكان لدي بعض الفهم له. كان مجتهدًا ولديه إنسانية جيدة، لكنه كان يفتقر إلى خبرة أعمق. تساءلت عما إذا كان يمر ببعض الصعوبات التي تؤثر على واجبه. اقترحت على قائدة الفريق أن تحاول اكتشاف ما يحدث معه قبل إقالته. اكتشفَتْ في وقت لاحق أن معصمه التوى وأنه كان يواجه صعوبة في استخدام الكمبيوتر، لذلك كان تقدمه في واجبه بطيئًا. لكنه لم يخبر أحدًا، لذلك اعتقد الآخرون خطأً أنه لم يكن عاملًا مجتهدًا. بمجرد شفاء معصمه، قام بواجبه بشكل رائع. بعد ذلك شعرت بأنني أستطيع قراءة الناس جيدًا. منذ ذلك الحين عند اختيار الناس، تمسكت بآرائي حين يكون للإخوة والأخوات رأي مختلف لرأيي. اعتقدت أنهم يفتقرون إلى التمييز وليست لديهم نظرة ثاقبة للناس. بمرور الوقت، بدأت أصبح أكثر جرأة في بعض الترتيبات.
ولاحقًا، توليت عمل فريق الفيديو بالكنيسة. ذات مرة عندما كنا بصدد إنتاج مقطع فيديو، كان لدينا نقص في العاملين وبحاجة إلى المزيد من الأعضاء في الفريق. كانت هناك معايير عالية إلى حد ما للمهارات التقنية في هذا المشروع وكان تحديًا كبيرًا. فقررت أننا بحاجة إلى شخص على درجة عالية من التعليم ويملك مهارات تقنية حتى تسير الأمور بسلاسة. قضيت عدة أيام في البحث عن شخص يتحقق فيه هذا المتطلب، لكن لم أجد مرشحًا جيدًا. كان بعض الإخوة والأخوات مستعدين لتطوير تلك المهارات لديهم، ولكن عندما رأيت أنهم يفتقرون إلى التعليم العالي ولا يملكون خبرة مهنية ذات صلة، استبعدتهم. كان هناك شخص اعتقدت بأنه سيكون مناسبًا لكنه لم يستطع تولي هذا الواجب آنذاك لسبب ما. ثم بالصدفة اكتشفت أن الأخ وو قد تعلم المهارات التقنية ذات الصلة ويملك مجموعة واسعة من الخبرات المهنية. لا ينبغي أن تكون لديه مشكلة في هذا المشروع، لذلك كنت سأطلب منه أن يقوم بهذا الواجب. لكن حذرتني إحدى الأخوات وقالت إن عليَّ إلقاء نظرة على بعض التقييمات له. قالت إنه من قبل، قال البعض إن إنسانيته رديئة، وإنه ماكر، لذا كان علي أن أكون حذرة بشأن تكليفه بأداء هذا الواجب. نصحتي بأن أقوم بالسعي. قلت إنني سأفعل، لكنني قلت لنفسي حتى لو كان ماكرًا قليلًا وإنسانيته رديئة، فتعليمه عالٍ وهو ماهرة، لذا يمكنه من تقديم بعض الإرشادات للآخرين في الجوانب التقنية. لا بد وأن يكون قادرًا على توليه دون مشكلة. بعد ذلك، قرأت تقييمات الإخوة والأخوات للأخ وو ورأيت أنهم يقولون إن إنسانيته رديئة، وإنه كان قاسيًا حقًا مع الآخرين عندما كان يقوم بواجبه وشعروا بأنه يقيدهم. بعد في قراءة ذلك، فكرت في أنني كنت على اتصال به عدة مرات من قبل وبدا أنه شخص جيد، وليس كما وصفوه. ربما كان هناك سياق معين لما قالوه؟ على أية حال، اعتقدت أنه جيد، بالإضافة إلى أنه يتمتع بخبرة عملية كبيرة، وكان من الصعب العثور على موهبة مثله. لن يشكل تعيينه مشكلة. في ذلك الوقت، لم أفكر أكثر في اقتراحات الآخرين ولم أطلع على المزيد من تقييمات الأخ وو، ورتبت له لتولي واجب إنتاج الفيديو.
فوجئت حقا وبعد أقل من شهر، حين سمعت أنه لا يتأمل في نفسه عندما يواجه مشاكل، وكان حقًا صعب المراس، وأنه نشر المفاهيم وزرع الفتنة. كان ذلك حقًّا غير متوقع بالنسبة لي. هل كنت مخطئة؟ ذهبت للتحقق من الوضع قبل التفكير فيه كثيرًا، واكتشفت أن كل ما قالوه كان صحيحًا. كان أحد مقاطع الفيديو التي قاموا بإنشائها يحتوي على العديد من المشكلات ويجب إعادة تنفيذه وعندما كان الجميع يناقش كيفية التغلب على الصعوبات، قال الأخ وو إنه ليس من الضروري إعادة تنفيذه، وإن القادة متطلبين للغاية، وإنهم يدققون كثيرًا. وشعر بعض الإخوة والأخوات أيضًا بالاستياء من القادة عندما سمعوا ذلك. ليس فقط هذا، ولكن عندما رأى الأخ وو بعض المشاكل في واجبات الآخرين، لم يكن مهتمًا بإيجاد حلول لها، بل انتقد قائد الفريق لعدم كفاءته، وبدأ في نبذه، مثيرًا المشاكل بين أعضاء الفريق وقائد الفريق. وأصبح قائد الفريق سلبيًا ومقيدًا. أصبح أحد الإخوة متحيزًا ضد قائد الفريق بسبب ذلك ثم أصبح يركز عليه وعلى القادة الآخرين. وقدم الأخ وو ذات مرة بعض الاقتراحات للعمل، وقام قائد الفريق بدراستها، لكنه وجدها غير مناسبة ولم يتبناها. ثم أصبح غير راضٍ عن قائد الفريق وبدأ يستخدم شركته في الاجتماعات ليقول إنه رأى مشاكل في عملنا لم يجرؤ على طرحها، ويخشى أن يُطرد إذا ذكر ذلك، وضلل الآخرين وجعلهم يعتقدون بأن من يقدم اقتراحات يتعرض للقمع. لقد تصرف وكأنه أراد حقًا الاهتمام بمشيئة الله، لكن قائد الفريق كان يقمعه ويمنعه من أداء واجبه بشكل جيد. أظهر سلوكه أنه لم يكن صعب المراس فحسب، بل كان يتصرف كما لو كان وصيًا على البر ويهتم بمشيئة الله. كان يلوح بلواء حماية مصالح الكنيسة، لكنه كان ينشر السلبية ويزرع الفتنة بين الآخرين، ويقلبهم على القادة ليظنوا بأن القادة هم من يعانون من المشاكل، وإنهم قد يتعرضون للقمع والتقييد إن لم يكونوا حذرين. جعل ذلك الناس يشُكُّون في مبادئ الحق في الكنيسة، فأصبحوا يتجادلون جميعًا بشأن الصواب والخطأ، ويحكمون على القادة ويحذرون منهم. لقد تسبب سلوكه بالفعل في تعطيل عمل الكنيسة. وأثناء تلك الفترة كان الأخ وو يوجه العمل التقني، ولم يكن مفيدًا جدًا. كل ما اقترحه كان نظريًا ليس له تطبيق عملي. استطعت رؤية مشاكله، لكنني لم أكن مستعدةً تمامًا للاعتراف بخطئي. أردت التحدث معه بتفاؤل والإشارة إلى مشكلاته، وإذا كان بإمكانه رؤيتها، فربما يمكنه قبول الحق، ولديه إنسانية معقولة، وهذا يعني أن حكمي لم يكن خاطئًا تمامًا. لذا أخبرته بمشكلاته. لم يكن يتأمل في نفسه، كما قال إنني أقوم بقمع أصوات مختلفة، وإنني أقوم بقمعه هو. في تلك المرحلة، لم أرَ أن إنسانيته ردئية ولا يمكنه قبول الحق فحسب، بل أنه كان ماكرًا وطريقة كلامه مخالفة تمامًا للحق. رؤية هذا كانت بمثابة صفعة حقيقية على وجهي. لقد أكد بيت الله مرات عديدة أنه لا يمكننا أبدًا تكليف الأشخاص ذوي الإنسانية الرديئة بواجبات مهمة، لكني كنت أعارض حتى هذا المبدأ الأساسي. لقد ارتكبت خطئًا جوهريًّا في اختيار الأشخاص مما عطل حياة الكنيسة. ازداد شعوري سوءًا عندما فكرت في الأمر، ثم طردت الأخ وو، بناء على المبدأ.
بعد القيام بذلك، بدأت أتأمل في الأسباب الحقيقية لفشلي. وقرأت هذا في كلام الله: "يتمتع القادة الزائفون بقدرات ضعيفة؛ فعلى الرغم من فصاحتهم البادية، لا يمتلكون قدرة مطلقًا على فهم الحق، إلى درجةِ أنهم لا يفقهون المسائل الروحية. إنهم مصابون بعمى في العينين والقلب؛ فلا يستطيعون إدراك أي مسألة، ولا يفهمون الحق مطلقًا، ما يعدّ في حد ذاته بمثابة مشكلة خطيرة. كذلك فَهُم يعانون من مشكلة أخرى وأشد خطورة، تتمثل في أنهم عندما يتمكّنون من فهم بعض حروف وكلمات التعاليم وامتلاكها، وعندما يصبح باستطاعتهم ترداد بضع شعارات بصوت مرتفع، يعتقدون أنهم باتوا يفهمون واقع الحق. فمهما يكن العمل الذي يقومون به، وبصرف النظر عمّن يختارون ليستخدموه، فإنهم لا يسعون وراء مبادئ الحق، ولا يقومون بالشركة مع الآخرين، وبالأحرى فإنهم لا يلتزمون بترتيبات عمل بيت الله ومبادئه. إنهم يتمتعون بثقة بالغة، حيث يعتقدون دومًا أن أفكارهم صحيحة، ويفعلون ما يشتهون. ونتيجة لذلك، فعندما تواجههم بعض المصاعب أو الظروف غير العادية، يحتارون. وفوق ذلك فإنهم غالبًا ما يؤمنون خطأً أن العمل لسنوات طويلة قد أكسبهم خبرة كافية لتولّي منصب قائد في بيت الله، وأنهم يعرفون كيف يجري العمل في الكنيسة ويتطوّر. يبدو أنهم أدركوا هذه الأشياء، ولكنهم في الواقع لا يستطيعون العمل. إنهم يقومون بعمل الكنيسة كيفما يرغبون من خلال مفاهيمهم وتصوّراتهم، وخبرتهم وإجراءاتهم الروتينية، وقواعدهم؛ الأمر الذي يوقع عمل الكنيسة في حالة من الاضطراب والفوضى من غير أي نتائج حقيقية" (تعريف القادة الكَذَبة). القادة الكذبة ليسوا فقط عميان العين والقلب، وغير قادرين على رؤية جوهر الناس أو فهم المبادئ، لكن الأسوأ من ذلك أنهم لا يسعون إلى الحق. يعتمدون على خبرتهم ومفاهيمهم للقيام بعمل الكنيسة، مما يحول الأشياء إلى فوضى تامة. الطريقة التي تصرفت بها، وتعييني للأخ وو لهذا المنصب، لم أسعَ لمبادئ استخدام الناس في بيت الله، بل عملت بحسب تقديري الخاص، معتقدة بأن لديه الكثير من الخبرة في العمل، لذا لا بد وأن يكون مناسبًا جدًا في إنتاج الفيديو. عندما حذرني الآخرون من أن إنسانيته رديئة وعليَّ أن أكون حذرة، ونصحوني بالسعي، تجاهلت ذلك تمامًا. شعرت بأن لدي بصيرة وتمييز جيدان، ولم تكن هناك أي مشاكل كبيرة لدى من عينتهم من قبل، لذا لا بد وأن يكون اختيار الأخ وو جيدًا. لقد استخدمت خبرتي في العمل كرأسمال شخصي ولم أسعَ إلى مبادئ الحق على الإطلاق أو أقبل قتراحات الآخرين بتواضع، أو أسعى وأسأل الآخرين بصدق لأفهم أي نوع من الأشخاص هو الأخ وو، وما إذا كان سلوكه السيئ مجرد إظهار فساد مؤقت، أو إن كان شريرًا في الجوهر. وما إذا كان ذلك إظهار فساد مؤقت، أو إن كان له سياق وقد تغير منذ ذلك الحين، في هذه الحالة يمكن استخدامه. إذا كان ذاك سلوكه الثابت، وكانت إنسانيته رديئة وكان فاعل شر، فحينها لا يمكننا استخدامه. سيُضِرُّ هذا النوع من الأشخاص بعمل الكنيسة. لكنني في الحقيقة لم أكن أستفسر لأفهم الحقائق. لقد أصدرت حكمًا أعمى بناءً على تجربتي الخاصة ومخيلتي. أظهر لي الواقع أنني قائدة كاذبة، عمياء العين والقلب. لم أفهم الحق أو المبادئ، والأسوأ من ذلك، كنت واثقة من نفسي حقًا، ولم أقبل اقتراحات الآخرين. مع قليل من الخبرة في العمل، وبعض الفهم للعقيدة الحرفية، اعتقدت أنني أعرف المبادئ ويمكنني القيام بعمل الكنيسة، ومع ذلك فقد عينت الشخص الخطأ، مما أدى إلى إبطاء تقدمنا، وعطل حياة الكنيسة. كنت أتصرف تمامًا كمساعدة للشيطان، وأخرب عمل الكنيسة.
فيما بعد، فكرت في شيء قاله الله في تأملي لنفسي: "إذا فهمت الحق في قلبك حقًا، فستعرف كيف تمارس الحق وتطيع الله، وسوف تشرع بطبيعة الحال في سبيل السعي للحق. إذا كان السبيل الذي تسلكه هو الصحيح، ويتوافق مع مشيئة الله، فلن يتركك عمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة ستقل فرصة خيانتك لله تدريجيًا. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. إذا كنت تتسم بشخصية متغطرسة ومغرورة، فإن نهيك عن معارضة الله لا يشكّل فرقًا، إذ تفعل هذا رغمًا عنك، وهو خارج عن إرادتك. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار. سيجعلانك تحتقر الآخرين، ولن يتركا أحدًا في قلبك إلا نفسك. سينتزعان مكان الله من قلبك، وفي النهاية سيجعلانك تجلس في مكان الله وتطلب من الناس أن يخضعوا لك، ويجعلانك تعظّم خواطرك وأفكارك ومفاهيمك معتبرًا أنها الحق. ثمّةَ كثير من الشر يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" ("السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). من كلام الله، استطعت أن أرى أنني لم أسعَ لمبادئ الحق في واجبي لأنني كنت متعجرفةً جدًا ولم أكن أتقي الله. كانت طبيعتي المتغطرسة تتحكم بي، وآمنت بنفسي أكثر من اللازم. لطالما شعرت بأنني أتمتع بالخبرة والبصيرة، لذلك لم آخذ تحذيرات الآخرين على محمل الجد. أصررت على فعل ما أريد القيام به. نتيجة لذلك، قمت بتعيين الشخص الخطأ، وأعقت عمل الكنيسة. تعاملت مع آرائي وخبراتي على أنها الحق، معتقدة بأن كل ما يعجبني هو ما يحبه الله، ولا بد بأن ما أعتقده مناسبًا مناسب أيضًا في نظر الله. حتى إنني اعتبرت آرائي هي آراء الله. لم يُظهر ذلك ازدراءًا للحق فحسب، بل كان أيضًا تجديفًا على الله. كنت أعيش في غطرسة، وأعظم ذاتي، وأقوم بالأشياء بطريقتي الخاصة بينما أدعي أنني أقوم بواجبي. كانت تلك في الأساس معارضة لله. كنت أعلم أنني يجب أن أتوب، أو سأغضب الله وأقصى في النهاية. كنت أعرف أيضًا أن الله قد رفعني إلى منصب قيادي، وكانت مشيئته أن أركز على السعي للحق في هذا الواجب حتى أكون متبعة للمباديء في أفعالي. كل قرار عمل سيؤثر على مصالح الكنيسة، لذلك إذا لم أسعَ للحق، وتصرفت بدافع الغطرسة والثقة بالنفس فحسب، وكنت تعسفية وديكتاتورية، فيمكنني أن أفعل شيئًا من شأنه أن يعطل عمل الكنيسة في أي لحظة. وفي النهاية سيُضر ذلك بمصالح الكنيسة والإخوة والأخوات. ثم صليت إلى الله وقررت بهدوء أن أتوقف عن أداء واجبي بدافع الغطرسة، بل أسعى للحق وأعمل وفقًا للمبدأ.
في تأملي أدركت بعد ذلك شيئًا آخر أدى إلى فشلي. كنت مخطئة في آرائي حول الناس والأشياء. وقرأت ما يلي في كلام الله: "ثمة رأي معيّن غالبًا ما يتأكد وجوده لدى القادة الكذبة: فهم يعتقدون أن الذين يملكون الخبرات ويتمتعون بالمكانة، أو الذين خدموا في إحدى الوظائف الرسمية، هم جميعًا أصحاب مواهب، وأن أمثال هؤلاء الناس يجب رعايتهم واستخدامهم لدى بيت الله بمجرد أن بدأوا يؤمنون بالله. كذلك لديهم تقدير وتقديس خاص لمثل هؤلاء الأشخاص، حتى إنهم يعاملونهم كأقربائهم وأفراد عائلتهم، وعندما يعرّفون عليهم الآخرين فغالبًا ما يتحدثون حول كيف أن هؤلاء الأشخاص شغلوا مركزًا رفيعًا في إحدى الشركات، أو كانوا قادةً في بعض الدوائر الحكومية، أو يذكرون أي صحيفة كان أحدهم محررًا فيها، أو أنه كان مديرًا في دائرة الأمن العام، وإلّا فإنهم يتحدثون عن مستوى غناه. ينظر القادة الكذبة إلى أمثال هؤلاء الأشخاص بقدر كبير من التقديرعلى وجه الخصوص. ما رأيكم: هل يمتلك القادة الكذبة قدرات؟ أليست الحال أن روحانيتهم هي روحانية زائفة، وأنهم لا يستطيعون أن يروا الأشياء على حقيقتها؟ يرى القادة الكذبة أن هؤلاء الأشخاص شخصيات مهمة في المجتمع، وأنهم عندما يأتون إلى بيت الله يتعين على بيت الله أن يرعاهم ويمنحهم دورًا مهمًّا يتولَّونه. هل هذا الرأي صواب؟ هل يتماشى مع مبادئ الحق؟ إن كان هؤلاء الأشخاص لا يُكنّون محبة للحق، وهم بلا ضمير أو إحساس، فهل يمكن رعايتهم وإعطاؤهم دورًا مهمًا في بيت الله؟ إنهم غير مؤهلين لتلقي الرعاية. ... لقد أكّدَت ترتيبات عمل بيت الله، المرة تلو المرة، أنه ينبغي أن يتم ترقية الناس ورعايتهم وفقًا لثلاثة معايير: أولًا، يجب أن يمتلكوا إنسانية وضميرًا حيًّا وإحساسًا. ثانيًا، يجب أن يكونوا محبين للحق وقادرين على تقبل الحق. ثالثا، يجب أن يكون لديهم قدر معين من القدرات وأن يكونوا قادرين على العمل. فلا يمكن منح الترقية والرعاية إلَا للأشخاص الذين تنطبق عليهم هذه المعايير الثلاثة، فهم وحدهم مرشحون مؤهلون" (تعريف القادة الكَذَبة). "القادة الكذبة هم جميعًا أناسٌ آمنوا بالله على مدى سنين، وكثيرًا ما يستمعون إلى العظات، فلماذا إذن لا يستطيعون تمييز غير المؤمنين؟ هذا دليل آخر على أن القادة كذبةالكذبة ذوو قدرات ضعيفة جدًا، وأنهم عاجزون عن تلقي الحق، وأن الحق يُهدر عليهم. إنهم عُمْيُ البصر والبصيرة، وعاجزون تمامًا عن تمييز الآخرين. فكيف يمكن أن يكونوا أهلًا لأن يصبحوا قادة أو عاملين في الكنيسة؟ إنهم يعتقدون أن المتحدثين الجيدين هم أناس موهوبون، وعندما يرون شخصًا يستطيع الغناء والرقص يظنون أنه شخص موهوب، وعندما يرون شخصًا يرتدي نظارات وقد درس في الكلية، يعتقدون أنه شخص موهوب أيضًا، وعندما يرون شخصًا له مكانته في المجتمع، ويتمتع بالغنى، ويمكنه القيام بالأعمال التجارية وينخرط في ممارسات خادعة، ويمارس عملاً من الأعمال المهمة في المجتمع، يظن القائد الكاذب أن ذلك الشخص موهوب وينبغي تعهده بالرعاية في بيت الله. فهو لا ينظر إلى نوعية الطبيعة البشرية لأمثال هؤلاء الناس، أو ما ذا كان ثمة أساس لإيمانهم بالله، فضلًا عن أن ينظر في السلوك الذي يعامل هؤلاء الأشخاص به الحق والله. إنه لا ينظر إلّا إلى خلفية هؤلاء الناس ومركزهم الاجتماعي. أليس من العبث أن ينظر القادة الكذبة إلى الناس والأشياء بهذه الطريقة؟ إن نظرة القادة الكذبة كذبةإلى الناس والأشياء لا تختلف عن نظرة غير المؤمنين، مما يثبت أن القادة كذبةالكذبة ليسوا أناسًا يحبون الحق ويفهموه، وأنهم يفتقرون إلى أي قدرات على التمييز. أليسوا في منتهى الغرور؟ إنهم عميٌ حقًّا... بل وأكثر من ذلك!" (تعريف القادة الكَذَبة). يكشف كلام الله القادة الكذبة لكونهم عميان وحمقى ولا يجيدون تعيين الآخرين. إنهم ينظرون فقط إلى التعليم الدنيوي، والمكانة، والمهارات المهنية، معتقدين بأن امتلاك الأشخاص للمعرفة والثقافة، وكونهم على درجة عالية من المهارة يعني أنهم موهوبون في الكنيسة. إنهم لا ينظرون إلى إنسانيتهم، وما إذا كانوا قد قبلوا الحق، أو إلى أي درجة يفهمون الحق. كانت هذه وجهة نظري عندما كنت أبحث عن شخص ما لإنشاء مقاطع فيديو، معتقدة بأن التعليم العالي والمهارات يعنيان أنه يستطيع أن يقوم بهذا الواجب بشكل جيد. لذلك طوال الوقت كنت أركز فقط على تعليم الإخوة والأخوات ومهاراتهم التقنية. بعد الاطلاع على درجة الأخ وو العلمية وكل خبرته العملية، اعتقدت أنه يمكن بالتأكيد أن يكون مفيدًا للآخرين في فريق الفيديو ويمكنه التعامل مع المهام المعقدة تقنيًا. لم أفكر في إنسانيته على الإطلاق، أو بالطريقة التي كان يتصرف بها في أداء واجبه من قبل. لذلك لم يتأثر العمل فحسب أثناء وجوده في موقعه، بل إنه كان صعب المراس، وخلق نزاعا بين القادة وأعضاء الفريق. كان هذا حقًا مزعجًا لحياة الكنيسة ولعملها. أدركت كم كانت وجهة نظري سخيفة. بيت الله يحترم المواهب وينميها، لكن الأمر مختلف عما هو عليه في العالم الخارجي. لا يتعلق الأمر بنوع الدرجة العلمية التي حصل عليها شخص ما، بل بإنسانيته، وبما إذا كان يحب الحق ويسعى إليه. رأيت أن بعض الإخوة والأخوات قاموا بعمل جيد في مختلف المجالات في المجتمع، لكن البعض منهم إنسانيته رديئة ولم يحب الحق. لم يسعوا لمبادئ الحق في واجبهم أو يقبلوا الحق، بل فعلوا ما يريدون، بدافع الفساد. لم يؤدوا واجباتهم بشكل جيد، كما عطّلوا عمل الكنيسة كثيرًا. فاقت الخسائر المكاسب معهم، وانتهى الأمر بإقصائهم. أولئك الذين يستطيعون البقاء والقيام بواجب ليا يتمتعون بمهارات مهنية فحسب، بل يتمتعون بشكل أساسي بإنسانية جيدة. كما يحب بعضهم الحق ويقبلونه وهم عمليون في واجباتهم. يطبقون أي مهارات مهنية لديهم في واجباتهم، وبعضهم قد لا يكون من الطراز الأول، ولكن قلوبهم طيبة، ويجتهدون في أداء واجباتهم. ينالون استنارة الله وإرشاده، ويتطورون في أعمالهم. هم لا يقومون فقط بتحسين مهاراتهم المهنية، ولكنهم يصبحون أكثر تمسكًا بالمبادئ.
فيما بعد، قرأت كلام الله التالي: "سواءٌ كنتَ تؤدي واجبك، أو تتفاعل مع الآخرين، أو تتعامل مع شيءٍ ما مخصوص يحدث لك، فعليك أن تتبع سلوك السعي والطاعة. بمثل هذا النوع من السلوك يمكن القول إن لديك قلبًا يوقر الله، وإنك قادر على السعي إلى الحق وإطاعته. هذا هو سبيل تقوى الله والحيدان عن الشر. إن كان يُعوِزُك اتباع سلوك السعي والطاعة، وكنتَ بدلًا من ذلك عدائيًا بعناد، وتتعلق بنفسك، رافضًا الحق وكارهًا له، فمن الطبيعي إذن أنك ستقترف قدرًا كبيرًا من الشرور. لن يكون بإمكانك تجنب ذلك! ... ليس من السهل إتقانُ المرء أداء واجبه إرضاءً لله، وتحقيقُ تقوى الله والحيدان عن الشر. لكنني أخبركم بمبدأ الممارسة: إذا كنت تتخذ موقف السعي والطاعة عندما يحدث شيء لك، فهذا سيحميك. فالهدف النهائي ليس أن تحصل على الحماية، بل هو إفهامك الحق وقدرتك على الدخول في واقع الحق، والظفر بخلاص الله لك؛ هذا هو الهدف النهائي. إن كان لديك هذا الموقف في كل ما تختبره فلن تعود تشعر أن أداء واجبك، وامتثالك لمشيئة الله، هي كلمات وشعارات جوفاء، ولن يعود الأمر يبدو مرهقًا جدًّا. بدلًا من ذلك، لن تشعر إلّا وقد أصبحت تفهم بضع حقائق تمام الفهم، وإذا حاولت أن تختبر هكذا، فمن المؤكد أنك ستجني الجوائز" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أشار كلام الله إلى طريق لأسلكه. بغض النظر عما أواجهه، عليّ أن أحافظ على خضوعي لله واتقائي له، وأن أبحث عن مبادئ الحق. هذه هي الطريقة الوحيدة لربح إرشاد الله وأداء واجبي جيدًا. بخلاف ذلك، من المحتمل أن أتصرف بدافع الغطرسة، وأن أكون هدامة في العمل. بعد ذلك، عثرت أنا وشريكتي على بعض الأشخاص الآخرين للقيام بإنتاج الفيديو معتمدين على مبادئ اختيار الأشخاص. لم تكن لديهم المعرفة النظرية التي يمتلكها الأخ وو، لكن كان سلوكهم أفضل، وقد سعوا حقًّا للتعلم بطريقة واقعية. عندما يواجهون المشاكل، كانوا يجتمعون للسعي والشركة. وعندما يكشف شخص ما عن فساد يؤثر على تقدمهم، كانوا يتأملون في أنفسهم ويتعلمون درسًا من ذلك. بعد فترة، بعد أن عمل الجميع معًا، تم تحقيق إنجازات حقيقية في العمل، ونتائج أفضل فأفضل. كانت مفاجأة سارة بالنسبة إلي. لقد اختبرت حقًا أن القيام بواجب في بيت الله لا يتعلق فقط بمهارات المرء التقنية أو مقدرته، بل الأهم هو أن يكون الشخص المناسب، ويكون عمليًّا، وأن يسعى إلى الحق، ويتقي الله. هذه هي الطريقة الوحيدة لربح إرشاد الروح القدس وتحقيق أي شيء في الواجب. ورأيت أيضا أن السعي إلى الحق، والتصرف وفقًا للمبدأ هو السبيل الوحيد للتوافق مع مشيئة الله.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.