حَجَبَتْ العاطفة قلبي
في مايو 2017، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما رأى زوجي كيف تعافيت من المرض واستمتعت بنعمة الله بعد إيماني بالله، فقَبِلَ أيضًا عمل الله، وشرع في الوفاء بواجبه. لاحقًا، خفّت حِدّة الألم الذي كان يعانيه في ظهره تدريجيًّا وكان قادرًا على استثمار الكثير من الطاقة في أداء واجبه. مهما طلبت منه الكنيسة، كان يبذل كل ما في وسعه لإنجازه، وكثيرًا ما ساعد إخوتنا وأخواتنا بحماسٍ. ظننتُ أن زوجي كان باحثًا حقيقيًّا، وحلمتُ بمدى عظمة ممارسة إيماننا، واتِّباع الله حتى النهاية ودخول الملكوت معًا.
لكن الأمور لم تكن مثالية كما اعتقدت. في مارس 2021، بسبب نقص خبرتي في الحياة ولم أتمكّن من أداء عمل حقيقيّ، صُرِفتُ من منصبي كواعظة. فوجئت بآراء زوجي القاسية للغاية بشأن صرفي. قال: "لقد أفنيتِ نفسكِ في أداء واجبكِ خلال هذين العامين تاركة إياي أعتني بشؤون منزلنا وحدي. إنْ كنتِ قدمتِ الكثير من التضحيات وصُرِفت، فلن أنجح بالتأكيد كمؤمن. إني أنكر إيماني!" تشاركت معه وأوضحت كيف أن الكنيسة صرفتني بحسب المبدأ وكيف يجب أن نتخذ الموقف الصحيح تجاه هذا الأمر ولا نُسيء فهم الله. كما أعلمته أن الصرف لا يعني أنني فقدت فرصتي في الخلاص، وطالما أنني أسعى إلى الحق فهناك أمل. لكن أيًّا كان ما قلتُه، لم يُصغ إليَّ وتجاهلني ببساطةٍ. في الشهر التالي، لم يحضر الاجتماعات أو يؤدي واجبه. حتى أنه لم يقرأ كلام الله أو يصلّي إلى الله. خلال ذلك الوقت، أتت القائدة لتتشارك معه عدة مراتٍ، لكنه تجاهلها فحسب. لاحقًا، سمع أن القائدة تعقد شركة عن كيف أن عمل الله قد قارب على الانتهاء، وأن جميع أنواع الكوارث آخذة في الازدياد، وإذا لم نُقدّر فرصة ممارسة الإيمان ونؤدي واجبنا، سيكون قد فات أوان التوبة عندما تكون الكوارث قد حلّت بنا بالفعل. حينها فقط غيّر نفسه إلى الأفضل وبدأ في حضور الاجتماعات وأداء واجبه. شعرتُ بارتياح كبير – ظننتُ أنه طالما كان يحضر الاجتماعات ويؤدي واجبه ويسعى إلى الحق، فلا يزال هناك أمل في خلاصه.
في البداية، كان ما يزال لديه شيء من الحماس وكان سبَّاقًا في أدائه لواجبه نسبيًّا. كان شماس سقاية حينها وكان يحضر الاجتماعات في الموعد المحدد مع الآخرين. من حين لآخر، عندما احتاجت الكنيسة إلى المساعدة في إدارة الشؤون العامة، كان قادرًا على تحمَّل المصاعب وتقديم التضحيات في العمل. لكن هذا لم يَدُم طويلًا: بعد بضعة أشهر، أصيب ابن أخ زوجي فجأة بمرض نادر، لكنه عندما توجّه إلى منزل أخيه لطلب المساعدة، تنصَّل من واجباته وفاتته عِدّة اجتماعات، مما يعني أن الإخوة والأخوات من عدّة مجموعات لم يكن لديهم مَن يسقيهم. عقدت شركة معه عن كيفية وجوب تحديد أولويات واجباتنا وألا نُضيّع الوقت على أمور الجسد لأنه سيؤثر على أدائنا لواجباتنا ويؤخر دخولنا إلى الحياة. تشارك معه الإخوة والأخوات، لكنه لم يصغ إليهم بكل بساطةٍ. هذا كل شيء، حتى ذات يوم، عاد إلى المنزل وهو غاضب وقال لي بينما يسير في الطريق كادت تصدمه سيارة ويلقى مصرعه، وأن الله هو الذي حَمِيه. بعدئذ، شرع في حضور الاجتماعات مرة أخرى. لكن هذا كان مؤقتًا فحسب. بمجرد أن طلب منه شقيقه المساعدة مجددًا، توقف عن حضور الاجتماعات وأداء واجبه. عند رؤية أنه لم يكن مسؤولًا في أدائه لواجبه ولم يُقوِّم سلوكه بعد مشاركات متعددة، أعفته القيادة العُليا من منصبه بناءً على أدائه العام. بعد صَرْفه، توقف عن حضور الاجتماعات وذهب لمساعدة شقيقه يوميًّا. عقد معه الإخوة والأخوات شركة في مناسبات متعددة، ولكن على الرغم من أنه وافق شفهيًّا، فقد انتهى به الأمر بعدم حضور الاجتماعات. عندما رأيته هكذا، شعرت بالاستياء الشديد. ساورني القلق من أنه إذا لم يمارس الإيمان، فسوف يُحَاصر في الكوارث وسيُعاقَب. سألته عن سبب عدم حضوره الاجتماعات ولدهشتي، قال: "يؤمن العديد من أفراد عائلتنا بالله، لكن الله لم يحمِ ابن أخي من هذا المرض الخطير...". عندها فقط أدركتُ ذلك فجأة أنه يلوم الله على عدم حمايته لصحة ابن أخيه. وإذ أرى أن زوجي لديه هذا التصوّر الخاطئ في إيمانه وأراد نَيْل النعمة فحسب، تشاركت معه: "لا يجب أن نؤمن بالله لمجرد نَيْل البركات والنعمة. يجب أن نتقصّى الحق ونخضع لترتيبات الله". تشاركت معه عدة مرّات، لكنه كان شديد المقاومة والانفعال. قلتُ في نفسي: "إنه يرفض الحقّ ويتحدّث مثل غير المؤمن". لكن عندئذ فكّرتُ: "ربما لأنه حديث الإيمان ولا يفهم الحق. يجب أن أحاول مساعدته أكثر". لكن بغض النظر عن كيف تشاركتُ معه، لم يُصغ إليَّ ببساطة. بعد بضعة أيام، أتى القائد الأعلى ليقوم بأعمال التطهير. كان علينا تحديد غير المؤمنين وأضداد المسيح والأشرار وجمع تقييماتهم ثم إجلائهم أو صرفهم. كان زوجي من بين أولئك الذين تم تحديدهم. بالنظر إلى سلوكه العام، فقد وُجِد أنه لم يطلب البركات إلا في إيمانه بالله، وتبنّى تصوّرات معادية لله ورفض حضور الاجتماعات وأداء واجبه عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدها أو عندما لا ينال نعمة الله. لقد حُكِم عليه بأنه غير مؤمن سعى إلى أن "يأكل الخبز ويشبع". انتابني الذعر: "ألا يعني هذا أنهم سيستبعدون زوجي؟ ألن يفقد فرصة الخلاص حينها؟" لم أتمكّن من التسليم بالحقائق واختلقتُ الحُجَج المضادة: "ألم تُسِيئِي فهم الأمر؟ إنه حديث الإيمان ولا يفهم الحق. لقد أدّى واجباته فيما مضى، إلا أن شيئًا ما قد حدث في عائلتنا وأصابه الضعف مؤقتًا. يجب أن ندعمه ونساعده. ربما بمجرد أن تتحسن حالته، سيبدأ في حضور الاجتماعات بشكل طبيعي". لكنني كنتُ أعلم أن أعمال التطهير في غاية الأهمية لبيت الله. كنتُ قائدة في الكنيسة آنذاك وكان من واجبي تنفيذ ذلك، لذا وافقت على توفير المعلومات. لكني مازلتُ أخطط لمدّ يد العون له. كنتُ أتشارك معه في كثير من الأحيان وأستحثّه على قراءة كلام الله والاجتماع، ولكنه لم يُصغِ إليَّ. أحيانًا كان يفقد أعصابه معي ويطلب مني التزام الصمت. أحيانًا، إن كنتُ مشغولة بعمل الكنيسة ولم أتمكّن من الاهتمام بشؤون منزلنا، كان يُوبِّخني ويصرخ في وجهي. شعرتُ بخيبة أمل كبيرة فيه، وبدا أنه لا يمكن خلاصه حقًا. بقدر ما حاولت المساعدة، إلا أنه لم ينصلح حاله.
ذات يوم، وجدت مقطعًا من كلام الله يكشف سلوكيات غير المؤمنين. كان يقول: "ما السمات المميزة لغير المؤمنين؟ إيمانهم بالله نوع من انتهاز الفرص، وطريقة للتربح من الكنيسة وتجنب الكوارث وإيجاد دعم ومصدر أساسي للدخل. وبعضهم تراوده حتى تطلعات سياسية ويرغبون في الانضمام إلى الحكومة والحصول على منصب رسمي. هؤلاء الناس عن بكرة أبيهم غير مؤمنين. فإيمانهم بالله يحمل في طياته هذه الدوافع والنيات، وفي قلوبهم لا يؤمنون بوجود الله بيقين تام. وعلى الرغم من أنهم يعترفون به، فإنهم يفعلون ذلك بتشكك لأن وجهة النظر التي يؤيدونها هي وجهة نظر إلحادية. إنهم لا يؤمنون إلا بالأشياء التي يمكنهم رؤيتها في العالم المادي. ... وسبب هذا على وجه التحديد هو أن هؤلاء الناس لا يؤمنون أن الله يسود على كل شيء يمكنهم من خلاله بصفاقة ودون تردد التسلل إلى الكنيسة بنواياهم وأهدافهم. إنهم يرغبون في التعبير عن مواهبهم في الكنيسة أو تحقيق أحلامهم أو شيء من هذا القبيل. وهذا يعني أنهم يرغبون في التسلل إلى الكنيسة واكتساب المهابة والمكانة هناك، لتحقيق نيتهم ورغبتهم في نيل البركات، وبالتالي الحصول على مصدر دخلهم الأساسي. يمكن للمرء أن يرى من سلوكهم وكذلك من طبيعتهم وجوهرهم أن أهدافهم ودوافعهم ونواياهم في الإيمان بالله خاطئة. لا أحد منهم يقبل الحق، وحتى لو شقوا طريقهم إلى الكنيسة، فإنهم ليسوا أناسًا يجب أن تقبلهم الكنيسة. والمعنى الضمني لهذا هو أنهم قد يتمكنون من التسلل إلى الكنيسة، لكنهم ليسوا شعب الله المختار. كيف يمكن تفسير عبارة "ليسوا شعب الله المختار"؟ إنها تعني أن الله لم يُعيِّنهم مسبقًا أو يخترهم؛ ولا يعتبرهم متلقين لعمله وخلاصه؛ ولم يُعيِّنهم مسبقًا ليكونوا بشرًا سيُخلِّصهم. بمجرد دخولهم إلى الكنيسة، لا يمكننا بطبيعة الحال معاملتهم باعتبارهم إخوتنا وأخواتنا، لأنهم ليسوا أناسًا يقبلون الحق بصدق أو يخضعون لعمل الله. قد يتساءل البعض: "نظرًا لأنهم ليسوا إخوة وأخوات يؤمنون حقًا بالله، لماذا لا تُخرِجهم الكنيسة وتطردهم؟" إن مشيئة الله هي أن يتعلم شعبه المختار التمييز من هؤلاء الناس، وبالتالي يكشفوا مكائد الشيطان ويرفضوه. بمجرد أن يتسم شعب الله المختار بالتمييز، سوف يحين الوقت لطرد غير المؤمنين هؤلاء. والهدف من التمييز هو كشف غير المؤمنين أولئك الذين تسللوا إلى بيت الله بطموحاتهم ورغباتهم وإخراجهم من الكنيسة لأنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين بالله، ناهيك عن كونهم أناسًا يقبلون الحق ويطلبونه. لا يأتي شيء صالح من بقائهم في الكنيسة – بل الكثير من المشكلات. أولًا، بعد تسللهم إلى الكنيسة، فإنهم لا يأكلون أو يشربون من كلام الله ولا يقبلون الحق على الإطلاق، فكل ما يفعلونه هو تعطيل عمل الكنيسة وإزعاجه مما يضر بدخول شعب الله المختار إلى الحياة. ثانيًا، إذا بقوا في الكنيسة، فسوف يثيرون الشغب، تمامًا كما يفعل غير المؤمنين. سوف يؤدي هذا إلى تعطيل عمل الكنيسة وإزعاجه، ويُعرِّض الكنيسة للعديد من الأخطار الخفية. ثالثًا، إذا بقوا في الكنيسة، فلن يتصرفوا عن طيب خاطر كعاملي خدمة، وعلى الرغم من أنهم قد يؤدون قدرًا من الخدمة، فلن يكون ذلك إلا لنيل البركات. وإذا جاء اليوم الذي يتعلمون فيه أنهم لا يمكنهم نيل البركات، فسوف يثورون غضبًا، مما يزعج عمل الكنيسة ويضره. سوف يكون من الأفضل إخراجهم من الكنيسة قبل حدوث ذلك. رابعًا، من الممكن لغير المؤمنين أيضًا تشكيل عصابات وجماعات في الكنيسة. ومن المحتمل أن يدعموا أضداد المسيح ويتبعوهم، وأن يُشكِّلوا قوة شريرة داخل الكنيسة تُمثِّل تهديدًا كبيرًا لعملها. في ضوء هذه الاعتبارات الأربعة، من الضروري تمييز غير المؤمنين الذين يتسللون إلى الكنيسة وكشفهم ثم طردهم. هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الإجراءات العادية لعمل الكنيسة، والطريقة الفعالة الوحيدة للدفاع عن شعب الله المختار بينما يأكلون كلام الله ويشربونه بشكل طبيعي ويعيشون الحياة الكنسية الطبيعية، بحيث يمكنهم السير في طريق الإيمان الصحيح بالله. وسبب هذا هو أن تسلل هؤلاء غير المؤمنين إلى الكنيسة يضر بدخول شعب الله المختار إلى الحياة ضررًا بالغًا. يوجد أناس كثيرون لا يمكنهم التعرف عليهم، ولكنهم يعاملونهم كإخوتهم وأخواتهم. وإذ يرى بعض الناس أن لديهم القليل من المواهب أو نقاط القوة، فإنهم يختارونهم للخدمة كقادة وعاملين. هكذا يظهر القادة الكذبة وأضداد المسيح في الكنيسة. عند النظر إلى جوهرهم، يرى المرء أنهم لا يؤمنون بوجود الله، ولا بأن كلامه هو الحق، ولا بأنه يسود على كل شيء. إنهم غير مؤمنين في نظر الله. فهو لا يبالي بهم على الإطلاق، ولن يعمل الروح القدس فيهم. ولذلك، بناءً على جوهرهم، فإنهم ليسوا أولئك الذين سيُخلِّصهم الله، وبالتأكيد لم يُعيِّنهم الله مسبقًا ولم يخترهم. ومن غير الممكن أن يُخلِّصهم الله. كيفما كانت نظرة المرء للأمر، يجب ألا يبقى هؤلاء الناس في الكنيسة. يجب تحديدهم بسرعة وبدقة ثم التعامل معهم وفقًا لذلك. لا تدعهم يبقون في الكنيسة ويزعجون الآخرين" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). من خلال كلام الله أدركت أن جوهر غير المؤمنين هو أنهم لا يؤمنون بوجود إله. إنّ نواياهم وأهدافهم ودوافعهم فيما يتعلق بإيمانهم بالله كلها نَجِسة. إنهم يدخلون الكنيسة لمجرد تحقيق طموحاتهم الشخصية، وإنهم لا يؤمنون بالله حقًا. إنهم لا يؤمنون بكلام الله ويرفضون الحقّ. إنْ كان الأمر مفيدًا لهم، فقد يُظهِرون شيئًا من الحماس، لكن بمجرد ألا يتمكّنوا من كسب أي شيء أو تحلّ بهم كارثة، يخونون الله على الفور. هؤلاء الناس لهم تأثير سلبيّ على الكنيسة، إنهم ليسوا أهدافًا لخلاص الله ويجب إجلاؤهم وصرفهم. هدأت أفكاري وتأملتُ في سلوكيات زوجي. في البداية، عندما رأى أنني تعافيت من المرض بعد إيماني بالله، ظنّ أنه يمكن للمرء أن يربح نعمة الله وبركاته بممارسة الإيمان، لذا صار مؤمنًا. بعد إيمانه بالله، تعافى من آلام ظهره المزمنة وأبدى استعداده للقيام بواجبه، ومساعدة الإخوة والأخوات بحماسٍ. أدركتُ أن نوايا زوجي لممارسة الحق كانت خاطئة منذ البداية. لقد أراد أن يربح البركات والنعمة فحسب. بعد أن صُرِفتُ، شعر أنه بما أنني كنتُ أشد حماسة منه ورغم ذلك أُعفيت من منصبي، فمهما سعى، فلن يربح البركات قطّ وبالتالي لم يعد يريد ممارسة الإيمان بعد اليوم. لاحقًا، حضر الاجتماعات وأدَّى واجبه فحسب بسبب مخاوفه من أنه إذا حلّت الكوارث، فلن ينال البركات. ثم عندما مرض ابن أخيه، ألقى باللوم على الله لعدم حمايته إياه وتوقف عن حضور الاجتماعات وأداء واجبه مجددًا. أخيرًا، عندما صُرِف من منصبه كشماس سقاية، تخلّى عن ممارسة الإيمان تمامًا. حينها فقط أدركتُ أن زوجي كان غير مؤمن وأنه لم يدخل الكنيسة إلا للحصول على البركات. على الرغم من قيامه ببعض الأمور الصالحة في الماضي إلا أنه فعل ذلك بنيّة الحصول على البركات والمنافع. بمجرد عدم حصوله على ما يريده، يُغيّر موقفه. في الماضي، كنتُ أظن دائمًا أنه لم يجتمع ويؤدي واجبه لأنه لم يفهم الحقّ وكان يعاني من ضعف مؤقت فحسب. لكن بتمييزه في ضوء كلام الله، أدركت بوضوح أن الأمر ليس لأنه لم يفهم الحق، بل لأنه سَئِمَ الحق بطبيعته. لذا، مهما تشاركت معه، فلن يقبل الحقّ مطلقًا. لقد كان غير مؤمنٍ بالفعل. بعد إدراكي لكل هذا، ربحت بعض التمييز عن جوهر زوجي غير المؤمن وقبلتُ في قرارة نفسي أنه كان من الصواب أن تقوم الكنيسة بإجلائه.
حينذاك، على الرغم من اكتسابي لشيء من التمييز عن زوجي، إلا أنني كنتُ لا أزال قلقة من أنه سيكرهني ويقول إنني لا أحترم زواجنا إن كشفته وتحدثت بالتفصيل عن سلوكه غير المؤمن. هل سيقول إنني خائنة وغير مُخلِصة؟ ولا سِيَّما عندما رأيت كيف بدا مُتعبًا بشدّة بعد يوم طويل من العمل، سأشعر بالقلق بشكل خاص إن استُبعد زوجي، فلن ينال حماية الله بالتأكيد عندما تحلّ الكوارث. تملّكني شعور مريع عندما أدركتُ هذا وتمنيت لو كان بإمكاني إيجاد طريقة لأحول دون إجلائه. اكتشفت فيما بعد أنه كان يقرأ كلام الله على هاتفه، وهكذا، عندما طلب مني قائدي تقديم تفاصيل عن سلوكه غير المؤمن، فدافعت عنه على الفور بالقول إنه كثيرًا ما يقرأ كلام الله ثم أظهرتُ للقائد الدليل من هاتفه. فَطِن القائد إلى أنني كنتُ أحمي زوجي بسبب عواطفي تجاهه، فقرأ لي كلام الله: "ما معنى العواطف في جوهرها؟ إنها نوعٌ من الشخصيَّة الفاسدة. ويمكن وصف مظاهر العواطف باستخدام عدَّة كلماتٍ: المحاباة، والإفراط في الحماية، والحفاظ على العلاقات الجسديَّة، والتحيُّز. هذه هي العواطف. ما العواقب المحتملة لتمتع الناس بمشاعر وعيشهم وفقًا لها؟ لماذا يمقت الله عواطف الناس؟ بعض الناس الذين تحكمهم عواطفهم دائمًا لا يمكنهم ممارسة الحق، وعلى الرغم من رغبتهم في طاعة الله، فهم لا يستطيعون ذلك؛ لذا فهم يعانون عاطفيًا. وهناك الكثير من الناس الذين يفهمون الحق ولكن لا يمكنهم ممارسته؛ وهذا أيضًا لأن العواطف تحكمهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو واقع الحق؟). "ماهي القضايا المتعلقة بالعواطف؟ القضية الأولى هي كيف تقيّم أسرتك، وكيف يكون رد فعلك على أفعالهم. تشمل "أفعالهم" عندما يشوشون على عمل الكنيسة ويعطلونه، وعندما يصدرون أحكامًا على الناس خلف ظهورهم، وكلك عندما يمارسون أفعال غير المؤمنين، وغير ذلك. هل بإمكانك أن تكون حياديًا تجاه هذه الأمور التي تفعلها أسرتك؟ لو طُلب منك تقييم أسرتك كتابةً، فهل ستفعل ذلك بموضوعية ونزاهة، منحيًا عواطفك جانبًا؟ يتعلق هذا بكيفية مواجهتك لأفراد الأسرة. وهل أنت مرهف العاطفة نحو الذين يتعاملون معك أو الذين ساعدوك في السابق؟ هل ستكون موضوعيًا وحياديًا ودقيقًا بشأن أعمالهم وتصرفاتهم؟ هل ستقوم على الفور بالإبلاغ عنهم أو فضحهم إن اكتشفت أنهم يشوشون عمل الكنيسة ويعطلونه؟ علاوة على ذلك، هل أنت عاطفي تجاه أولئك المقربين منك، أو الذين يشاركونك الاهتمامات نفسها؟ هل سيكون تقييمك وتعريفك واستجابتك لأفعالهم وسلوكهم محايدًا وموضوعيًا؟ وكيف سيكون رد فعلك إذا كان المبدأ يملي على الكنيسة أن تتخذ إجراءات ضد شخص تربطك به علاقة عاطفية، وكانت هذه الإجراءات تتعارض مع مفاهيمك الخاصة؟ هل تطيع؟ هل ستستمر في الاتصال به سرًا، هل ستظل مُستنكراً من قبله، هل سيطلب منك حتى تقديم الأعذار له، لتبريره والدفاع عنه؟" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). بعد قراءة كلام الله، تشارك القائد قائلًا: "سبب قيام الكنيسة بإجلاء كل أنواع أضداد المسيح والأشرار وغير المؤمنين هو من أجل تطهير الكنيسة وتمكين شعب الله المختار من عيش حياة كنسية أفضل، والاجتماع وأداء واجباتهم دون تعطيل. بصفتكِ قائدة في الكنيسة، لا بُدَّ أن تحافظي على مبادئ الحقّ ولا يجب أن تدعي عواطفكِ تُملي عليكِ كيف تتحدثين وتتصرفين. إن كنا اليوم نُجلي شخصًا لا يمُتّ لكِ بصلةٍ، هل كنتِ ستجادلين نيابة عنه؟ ألن تقدمي على الفور تفاصيل عن سلوكه؟ هل يمكنكِ أن تكوني موضوعيةً ومُنصِفةً إنْ تركتِ عواطفكِ تُملي عليكِ أفعالكِ وأقوالكِ؟ إنها طبيعة زوجكِ التي تسأم من الحق وترفضه. إنه يؤمن بالله فقط كوسيلة للحصول على البركات، وهو في حقيقية الأمر غير مؤمن. حتى وإن سُمح له بالبقاء في الكنيسة، فلن يسعى إلى الحق ولن يُخلّصه الله. إذا تصرفنا على أساس عواطفنا ولم نتمسّك بالمبادئ التي تدعم العمل الكنسيّ، فنحن نخالف الله. إن لم نُقوِّم سلوك غير المؤمن هذا، يمقتنا الله ونفقد عمل الروح القُدُس. لا يمكننا أن ندع عواطفنا تُملي علينا أقوالنا، لا بُدَّ أن نقف إلى جانب الحقّ بموضوعية ونُقيّم الناس بإنصافٍ. إنّ الله بارٌّ والحق يسود في بيت الله. لن يُهضَم حق الصالحين ولن يُسمح بالتأكيد لغير المؤمنين والأشرار بالبقاء في الكنيسة".
عندما تشارك معي القائد، كنتُ أعلم في أعماق قلبي أنه ما كشفه هما الحقائق وحالتي الفعلية. إنْ طُلِبَ مني تقديم تفاصيل عن شخص لا علاقة له بي، فسأعرضها دون أدنى ترددٍ ليربح الجميع التمييز. لكن بسبب عواطفي، وعلى الرغم من علمي بأن زوجي قد تم كشفه على أنه غير مؤمن، ومع ذلك فقد دافعتُ عنه ووجدت سُبُلًا للتجادل نيابة عنه، على أمل أن يستثنيه القائد ويدعه يبقى في الكنيسة. ألم أكن أتصرف على نحو يتعارض مع الله وأعرقل العمل الكنسيّ؟ كانت ارتباطاتي العاطفية قوية للغاية. بعدئذ، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله وربحت فهمًا عن السبب الجِذريّ في ترك مشاعري تُملي عليَّ أفعالي. يقول الله القدير، "إنْ كان امرؤ ينكر الله ويعارضه، وكان ملعونًا من الله، ولكنه كان أحد والديك أو أقاربك، ولم يكن شريرًا حسب معرفتك به، ويعاملك معاملةً حسنة، فلعلك تجد نفسك عاجزًا عن كره ذلك الشخص، بل قد تظل على اتصال وثيق به، دون أن تتغير علاقتك به. وسماعك أن الله يزدري مثل هؤلاء الأشخاص سيزعجك، ولن تستطيع أن تقف إلى جانب الله وترفضه بلا رأفة؛ فأنت مقيد دائماً بالعاطفة ولا يمكنك التخلي عنه. ما هو السبب وراء ذلك؟ يحدث هذا لأنك تُولي قيمةً للعاطفة على نحوٍ مبالَغٍ فيه، وهي تعيقك عن ممارسة الحق. ذلك الشخص طيب معك؛ ولذلك لا تستطيع أن تحمل نفسك على كراهيته. لا يمكنك أن تكرهه إلّا إذا سبّب لك الأذى فعلًا. فهل تتماشى تلك الكراهية مع مبادئ الحق؟ وأنت أيضًا مقيّد بمفاهيم تقليدية، حيث تفكر بأنه أحد الوالدين أو الأقارب، وبالتالي فإذا كرهتَه فستلقى الازدراء من المجتمع والتشهير من الرأي العام، وتُدان بوصفكَ عاقًّا، وبلا ضمير، بل وحتى غير إنساني، وتعتقد أنك ستعاني الإدانة والعقاب الإلهيين. وحتى إن أردتَ أن تبغضه فلن يدَعكَ ضميرُكَ تفعل ذلك. لماذا يا تُرى يتصرف ضميرك على هذا النحو؟ إنه أسلوب تفكير تعلَّمتَه من أسرتك منذ الطفولة، من خلال ما علمك إياه والديك والثقافة التقليدية التي تشربتها. إنه متأصل بعمق في سويداء قلبك، ويجعلك تؤمن خطأً بأن بِرّ الوالدين مُقدَّر من السماء ومعترَف به في الأرض، وأنه موروث من أسلافك، ويُعَد هذا دائمًا أمرًا جيدًا. أنت تعلمتَه في البداية ويبقى مهيمنًا عليك، بحيث يمثّل حجر عثرة كبرى وتعطيلًا لإيمانك وقبولك للحق، ويتركك عاجزًا عن وضع كلام الله موضع التطبيق، وعن حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه. ... يستخدم الشيطان هذا النوع من الثقافة التقليدية والمفاهيم الأخلاقية لتقييد أفكارك وعقلك وقلبك، ويتركك عاجزًا عن قبول كلام الله. لقد استحوذتْ عليك هذه الأمور الشيطانية فجعلتك غير قادر على قبول كلام الله. عندما تودّ ممارسة كلام الله، تُحدث هذه الأمور اضطرابًا في داخلك، وتدفعك إلى معارضة الحق ومتطلبات الله، وتجعلك عاجزًا عن التخلص من نير الثقافة التقليدية. وبعد المقاومة لفترة، تلجأ إلى حل وسط: إذ تفضل الاعتقاد بأن المفاهيم التقليدية عن الأخلاق صحيحة، وأنها تتماشى مع الحق، ومن ثم ترفض كلام الله أو تتخلى عنه. إنك لا تتقبل كلام الله على أنه الحق، ولا تفكر أبدًا بخلاص نفسك، شاعرًا أنك لا تزال تعيش في هذا العالم، وأنك لكي تبقى على قيد الحياة عليك أن تعتمد على هؤلاء الناس. وبما أنك غير قادر على تحمل اتهامات المجتمع، فإنك تميل إلى اختيار التخلي عن الحق وعن كلام الله، والاستسلام للمفاهيم التقليدية عن الأخلاق وعن نفوذ الشيطان، مفضلًا الإساءة إلى الله وعدم ممارسة الحق. ألا يدعو حال الإنسان إلى الشفقة؟ أليس هو في حاجة إلى خلاص الله؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة). بعد التفكير في كلام الله، أدركتُ أن سبب تستُّري وحمايتي لزوجي بدافع الارتباط العاطفيّ لأنني كنتُ ملتزمة بالمفاهيم التقليدية. تمسّكتُ بأفكار مثل "الزواج رباط عميق وقويّ" و"الإنسان ليس جمادًا، فكيف يكون بلا مشاعر؟" ظننتُ أن الأشخاص الذين ليس لديهم روابط عاطفيّة وإخلاص يفتقرون إلى الضمير. لقد تعرّضت لغسيل دماغ بهذه الأفكار الشيطانية، اعتقدتُ أنني كنتُ أخون رباط زواجنا إن قمت بمشاركة تفاصيل عن سلوك زوجي غير المؤمن حينما طلبت مني الكنيسة ذلك. لم أستطع مخالفة ضميري، وظننتُ بصفتي زوجته، أنه يجب أن أُخلِص له وأحميه وأتكلّم نيابة عنه. لذا، حاولت الدفاع عنه أمام القائد. لقد ظللت ملتزمة بشدّة بهذه المفاهيم التقليدية والسموم الشيطانية. لقد سيطرت هذه الثقافة التقليدية والفلسفة الشيطانية للحياة على تفكيري، وأربكت أفكاري، وحالت بيني وبين رؤية الصواب من الخطأ والخير من الشر، مما جعلني أفقد إحساسي بالمبدأ وأكون على استعداد لمقاومة الله لأحمي زوجي وأتستّر عليه. لقد حجبت العواطف قلبي. يطلب الله أن نحب مَن يحبنا ونكره مَن يكرهنا. يحب الله ويُخلِّص أولئك الذين يتقصّون ويمارسون الحقّ. أما الناس من أمثال زوجي الذي سَئِموا من الحق، يدينهم الله على أنهم غير مؤمنين. إنه لا يقبل مثل هؤلاء ولن يُخلِّصهم قطّ. حتى وإن انصعتُ لعواطفي وسمحت لزوجي بالبقاء في الكنيسة، فلن يسعى إلى الحق ولن تتغير شخصيته. عندما لا تسير الأمور كيفما يريد، فسوف يلوم ويخون الله. إنْ لم يتم إبعاده عن الكنيسة في الوقت المناسب، فسوف يعطل حياة الكنيسة. وإذ أدركت هذا، صلّيتُ إلى الله، وأنا على استعداد للتخلّي عن جسدي وممارسة الحق وتقديم كل التفاصيل عن سلوك زوجي غير المؤمن.
بعدئذ، دوّنتُ كل سلوكيات زوجي غير المؤمنة. ترددتُ قليلًا وأنا أدوّن، وأردت كبح جماح نفسي لأنني كنتُ قلقة من إجلائه بشكل أسرع إن كشفتُ كل شيء، لكن بمعاودة التفكير في كلام الله ومعرفة أن الله كان يراقب، كنتُ أعلم أنني أستطيع خداع الناس، لكني لم أستطع خداع الله. لذا تخليت عن نفسي ودوّنت كل شيء أحطت به علمًا. شعرتُ بالسلام والهدوء بعد الممارسة وفقًا لكلام الله. بعد جمع التقييمات عن سلوكيات زوجي، قرأتها في الاجتماع التالي، وطلبت من الجميع إبداء رأيهم فيما إذا كان يجب إجلائه. فوجئت أن بعض الإخوة والأخوات أعربوا عن رفضهم. قالوا إنه كثيرًا ما ساعدهم في الماضي ولم يبد عليه أنه غير مؤمن. عند سماع الإخوة والأخوات يقولون هذا، تذكّرت أن زوجي قد بذل نفسه بحماسٍ وساعد الإخوة والأخوات مسبقًا. قلتُ لنفسي: "هل يجب أن نمنحه فرصة أخرى؟ لعلّي أتمكن من مشاركته ولا أستبعده بهذه السرعة". في تلك اللحظة، أدركت أنني كنتُ أحاول التستّر مجددًا على زوجي. لم يكن الأمر أن الكنيسة لم تمنحه فرصة، لكنه لم يُرد الله في حياته وتخلّى عن إيمانه طواعيةً. لن يكون هناك أي فائدة لأي قدر من المشاركات. كان جوهره هو جوهر غير المؤمن وغير المؤمنين لا يتوبون أبدًا. لا يُخلِّص الله غير المؤمنين. إذا كنتُ لا أزال أظهِر له الشفقة والحب سيمقتني الله ويبغضني. فكَّرتُ في كلام الله الذي يقول: "وإذا كانت هناك كنيسة ليس فيها أحد يرغب في ممارسة الحق، ولا أحد يمكنه التمسك بالشهادة لله، فيجب عزل تلك الكنيسة بالكامل، ولا بدَّ من قطع صِلاتها مع الكنائس الأخرى. هذا يسمى "الموت بالدفن"، وهذا ما يعنيه طرد الشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). لقد أفهمني كلام الله كيف أن شخصيته البارَّة لا يمكن الإساءة إليها. كنتُ أعلم أن إخوتي وأخواتي يدافعون عن زوجي لأنه لم يكن لديهم أي تمييز تجاهه. إن تسترتُ عليه ولم أمارس الحق، سأرتكب الخطيّة عمدًا وأعصي الله وأقاومه. ولا سيَّما منذ أن كنتُ قائدة في الكنيسة، إنْ لم أقم بالخطوة الأولى في ممارسة الحق لدعم العمل الكنسيّ، ووقفت إلى جانب الشيطان في السماح لغير مؤمن بالبقاء في الكنيسة، فمن المحتمل أن يمقتني الله وسأفقد عمل الروح القُدُس. لن أؤذي نفسي فحسب، بل سأؤذي إخوتي وأخواتي أيضًا. لم أستطع الوقوع في فخ خطة الشيطان الشريرة، كان عليَّ أن أتشارك مع إخوتي وأخواتي لمساعدتهم على ربح التمييز. لقد كانت هذه مسؤوليتي. لذلك، عقدتُ شركة عن سلوك زوجي غير المؤمن بالإشارة إلى كلام الله. بعد المشاركة، ربحوا بعض التمييز عن زوجي، وكانوا على استعداد للتوقيع بأسمائهم للموافقة على إجلائه. شعرتُ براحة كبيرة بعد الممارسة بهذه الطريقة.
بعد اجتيازي لهذا الاختبار، ربحت التمييز فيما يتعلق بالسبب الجِذريّ في ترك مشاعري تُملي سلوكي. أدركتُ أن التصرف وفقًا لعواطفي كان يتعارض مع الله ويقاومه. لن أدع مشاعري تحدد لي تصرفاتي في المستقبل. عندما أواجه المشكلات، سأسعى إلى الحق وأمارس بحسب الحق، وأسلك طريق السعي إلى الحق. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.