تقويم دوافعي في واجبي
انتخبتُ قائدة للكنيسة في يونيو الماضي. في ذلك الوقت، شعرت بسعادة غامرة وشعرت أن الإخوة والأخوات لا بد أنهم يظنون بي حسنًا، وأن تصويت الكثير جدًا من الناس لي يعني أنني كنت أفضل من الآخرين. قلت لنفسي إنني كان عليَّ أن أعمل بجد لأقوم بهذا الواجب بشكل جيد، حتى يرى الإخوة والأخوات كم كنت قادرة. لم أكن على دراية بعمل الكنيسة عندما بدأت، لذا، كنت منتبهة حقًا في الاستماع وتذكر الأشياء، أثناء العمل جنبًا إلى جنب مع الأخت التي كنت أعمل معها، والتي كانت أكثر دراية بالواجب. كنت أفكر باستمرار: "بما أنني قائدة الكنيسة الآن، فيجب أن أقوم بعمل جيد وأنجز بعض الأشياء، لكي أرتقي إلى مستوى اللقب. لا يمكنني اكتساب سمعة سيئة بسبب قلة العمل، أو لجشعي للحصول على مزايا المكانة. كيف يمكنني مواجهة الناس إذًا؟". فكرت أيضًا في كيفية أداء الواجب بشكل جيد حقًا. كنت أواجه الإخوة والأخوات من الكنيسة بأكملها، وبعضهم قاموا بواجبهم لسنوات عديدة وفهموا مبادئ الحق أكثر مما أفهمه. ماذا سيفكرون بي إذا حاولت مساعدتهم في حل مشكلاتهم، لكنني لم أستطع وضع يدي على أصلها، ولم أستطع مشاركة سبيل الممارسة في شركتي؟ هل سيعتقدون أنني غير قادرة كليًا، وأنني لم أكن مؤهلة لواجبات القيادة؟ شعرت أن الشركة على مستوى أعلى منهم ستكون بالغة الأهمية لي كقائدة، لذا، كان عليَّ أن أسرع في تجهيز نفسي بالحق، حتى عندما يواجه الإخوة والأخوات مشكلات، أكون مستعدة للمساعدة في معالجتها. عندئذٍ سيرون أنني امتلكت القليل من حقيقة الحق، وكنت أقوم بعمل جيد كقائدة. لذا، بالإضافة إلى الانشغال بعمل الكنيسة يوميًا، كنت أقرأ أيضًا بعض كلمات الله كلما كان لديّ وقت فراغ. وكان جدولي مزدحمًا يوميًا، ورغم أن الأخوات الأخريات كن يذكرَنَّني عندما يكن على وشك الذهاب إلى الفراش: "الوقت متأخر. يجب أن تنامي قليلًا". لم أشعر بالنعاس إطلاقًا، وغالبًا ما كنت أعمل في وقت متأخر من الليل. ورغم أنني بذلت الكثير من الجهد في التحضير لهم، ظللت لا أشعر بالثقة في الاجتماعات مع الإخوة والأخوات.
ذات مساء، أخبرتني الأخت التي عملت معها، أننا نحتاج لعقد اجتماع لفريق الإنجيل في اليوم التالي. جعلني هذا عصبية بشكل لا يصدق. وفكرت: "الإخوة والأخوات في ذلك الفريق مؤمنون منذ فترة طويلة، وأنا جديدة في واجبات القيادة. لا أملك حقًا فهمًا لأنواع المشكلات والصعوبات التي يواجهونها في عملهم الإنجيلي. إذا ذكروا مشكلات لا يمكنني معالجتها، فهل يظنون أنني لست جيدة في واجبي؟ ألن يفسد ذلك صورتي كقائدة؟ لا، بعض التحضير في اللحظة الأخيرة أفضل من لا شيء، ويجب أن أستغل هذا الوقت لأجهز نفسي ببعض الحقائق ذات الصلة". ومع ذلك، نظرًا لأنني لم أستطع حقًا فهم كل شيء في مثل هذه المهلة القصيرة، كنت قلقة. كنت أتجول للنظر إلى هذا وذاك على حاسوبي، شيء تارة، ثم آخر تارة أخرى. شعرت وكأنني أتعامل مع ألغاز، ولم أستطع فهم أي شيء، ولم يكن هناك حل سوى النوم. في الاجتماع في اليوم التالي، شاهدت الأخت التي عملت معها، تشارك معهم عن الحق، وتساعدهم على معالجة المشكلات التي واجهوها في مشاركة الإنجيل، بينما جلستُ هناك دون أدنى فكرة عما سأقوله، وشعرت بالحرج حقًا. فكرت: "إذا لم أقل شيئًا على الإطلاق، ألن يظنون أنني مجرد قائدة صورية؟ يجب أن أتحدث. بعض هؤلاء الأخوات يعرفنني بالفعل، والآن بعد أن أصبحت قائدة، ألا يجب أن أكون قادرة على مشاركة الشركة الأكثر عمقًا؟ وإلا فماذا سيعتقدن بشأني؟ هل سيقلن إنني لست جيدة". كنت أقدح زناد فكري للتوصل إلى بعض الاختبارات التي مررت بها ويمكنني مشاركتها، ولكن كلما زاد توتري، زاد اضطرابي، ولم أكن أعرف ماذا أقول. حتى لا يرى الجميع أنني لا أملك أي شيء لأشاركه، استمعت باهتمام إلى شركة شريكتي، وبمجرد انتهائها، هرعت لتلخيص ما قالته بشكل أساسي. قد تُظهر هذه الطريقة أن شركتي وفهمي كانا أفضل من شركتها وفهمها، وسيرى الجميع أنني أبلي حسنًا، وأنني كنت مؤهلة لمنصب القائدة. كنت أعرف جيدًا جدًا أن كل ما كنت أقوله كان فهم شريكتي، الذي كنت أستولي عليه. كنت أعرف أنها طريقة حقيرة للتصرف. شعرت بفراغ تام في قلبي بعد الاجتماع. علمت أيضًا أن كل الأشخاص والأحداث والأمور التي أواجهها يوميًا، من تدبير الله، لكن لم يكن لديَّ أي فكرة عن كيفية اختبارها. ولم أتعلَّم أي شيء. أشعرني هذا الفكر بالسوء، حتى إنني ندمت قليلًا على تولي هذا الواجب. في الأيام القليلة التالية، شعرت وكأن حملًا ثقيلًا يرزح على كتفيَّ، شعرت بضبابية وكأنني لا أستطع التنفس بعمق. كان من المؤلم حقًا أن أواجه مشكلات في عمل الكنيسة ولا أعرف من أين أبدأ. صليت إلى الله: "يا الله، أريد أن أؤدي هذا الواجب جيدًا، لكنني أشعر دائمًا أنني لست على مستوى المهمة. ولا أعرف ما يجب القيام به. من فضلك أرشدني لأعرف نفسي حتى أتمكن من الهروب من هذه الحالة".
بعد ذلك، تصارحت مع شريكتي وأخبرتها عن حالتي، فأعطتني مقطعًا من كلمات الله لأقرأه: مأخوذ من "ليعالج الفرد شخصيته الفاسدة، يجب أن يكون لديه مسار محدد للممارسة".
يقول: "تظهر هذه المشكلة من جميع البشر الفاسدين: عندما يكونون إخوة وأخوات عاديين بلا مكانة، فإنهم لا يستهزئون عند التفاعل أو التحدث مع أي شخص، ولا يتبنون أسلوبًا أو نبرة معينة في حديثهم. إنهم ببساطة عاديون وطبيعيون وليسوا بحاجة إلى تجميل أنفسهم. لا يشعرون بأي ضغط نفسي، ويمكنهم الشركة علانية ومن القلب. إنهم ودودون ويسهل التفاعل معهم، ويشعر الآخرون أنهم أناس صالحون جدًا. لكنّهم بمجرد وصولهم إلى المكانة، يتكبرون ويتعظَّمون، وكأن لا أحد يستطيع الوصول إليهم. يشعرون أنهم جديرون بالاحترام، وأنهم من جبلة مختلفة عن الأشخاص العاديين. ينظرون إلى الأشخاص العاديين نظرة دونية ويتوقفون عن الشركة علانيةً مع الآخرين. لماذا لم يعودوا يقدمون شركة علانية؟ إنهم يشعرون أن لديهم الآن مكانة وأنهم قادة. إنهم يعتقدون أن القادة يجب أن تكون لهم صورة معينة، وأن يكونوا أسمى قليلًا من الناس العاديين، وأن يتمتعوا بمكانة أكبر، وأن يكونوا قادرين على تحمل المزيد من المسؤولية. وهم يعتقدون أنه يجب على القادة أن يتحلوا بمزيد من الصبر مقارنة بالناس العاديين، وأن يكونوا قادرين على المعاناة وبذل المزيد، وعلى مقاومة أي إغواء. حتى إنهم يعتقدون أن القادة لا يستطيعون البكاء، مهما كان عدد أفراد أسرهم الذين قد يموتون، وأنهم إذا اضطروا إلى البكاء، فيجب عليهم البكاء خفية، حتى لا يرى أحد أي عيوب أو نقائص أو ضعف بهم. حتى إنهم يشعرون أن القادة لا يمكنهم أن يدَعوا أي شخص يعرف ما إذا كانوا قد أصبحوا سلبيّين، وبدلًا من ذلك، يجب عليهم إخفاء كل هذه الأشياء. إنهم يعتقدون أن هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الشخص ذو المكانة" )من "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة".( كانت قراءة هذا بمثابة صدمة كبيرة لي، إذ كشفت كلمات الله عن حالتي بالضبط! لماذا كنت أخشى التركيز عليَّ في كل اجتماع؟ ولماذا شعرت بالتوتر الشديد؟ كان ذلك لأنني كنت أحاول رفع نفسي. منذ أن أصبحت قائدة، كنت أشعر أن لي منصبًا ومكانة، لذا، كنت مختلفة عن السابق. الآن كقائدة، اعتقدت أنني يجب أن أدعم صورة القائدة، وأن أكون في مرتبة أعلى من الآخرين، وأكثر قدرة منهم. كانت شركتي في حاجة إلى أن تكون أكثر تبصرًا، وكان عليَّ أن أرى جوهر المشكلات بشكل أفضل، ومعالجة ما يواجهه الإخوة والأخوات من مشكلات في دخولهم الحياة. شعرت أنني بحاجة إلى أن أكون الشخص الذي يتميز بين الحشود في الاجتماعات، بغض النظر عن الفريق الذي كنت معه، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة لأكون جديرة باللقب. لذا، بعد قبول تلك المهمة، كنت أتحدَّث وأتصرَّف في كل شيء من أجل منصبي. في الواقع، كنت أفتقر إلى كل جانب، لكنني أردت التنكر، والتظاهر بأنني سامية، وانخرطت في سلوكيات ماكرة، محاولة انتزاع نور شركة شريكتي، لأتألق به، حتى يقدرني الآخرون. يومًا بعد يوم، كل ما فكرت فيه كان كيفية الحفاظ على مكانتي، لا يتعلق الأمر على الإطلاق بكيفية أداء واجبي بشكل جيد، وكيفية الوفاء بمسؤولياتي. لم أكن أركِّز إطلاقًا على العمل الحقيقي المناسب. كيف كان ذلك سعيًا وراء الحق أو تأدية لواجبي؟ كان ذلك سعيًا تتحكَّم فيه المكانة كليًا، وكان يتحول إلى عبدٍ للمكانة. رغم انتخابي قائدة، لم أكن أمتلك قامة هائلة على الفور، أو حقيقة الحق، لكنني كنت لا أزال نفس الشخص. كل ما كان مختلفًا كان واجبي. أراد الله أن أحصل على مزيد من التدريب من خلال واجبي كقائدة، لطلب الحق لمعاجلة المشكلات والقيام بعمل عملي. لم يكن لمنحي مكانة على الإطلاق. لكنني رفعت نفسي إلى مكانة القائدة، حتى فكرت كذبًا أن كونك قائدًا تمامًا مثل العمل مسؤولًا حكوميًا في العالم، فهذا يعني أن يكون لك مكانة. أليس هذا منظور غير المؤمنين؟ كان سخيفًا!
بعد أن أدركت كل هذا، صليت إلى الله: "أشكرك يا الله على استنارتك وإرشادك، اللذان سمحا لي أن أفهم أن السبب وراء حالتي غير القويمة، كان سعيي للمكانة، وأنني كنت على الطريق الخطأ. أنا مستعدة للتوبة، يا الله، وطلب الحق لمعالجة حالتي هذه، فأرشدني". قرأت فقرة من كلام الله عندئذ. "يقول الله القدير، "البشر أنفسهم هم أشياء مخلوقة. فهل يمكن للأشياء المخلوقة أن تصبح ذات قدرة مطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإنجاز كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك. لكن ثمة موطن ضعف داخل البشر. فما إن يتعلم البشر مهارة أو مهنة ما، حتى يشعروا بأنهم مقتدرون، وبأنهم أشخاص يتمتعون بالمكانة والقيمة، وبأنهم مهنيون. وبصرف النظر عن مستوى ""الكفاءة"" يظنون أنهم يتمتعون به، فإنهم يرغبون في تسويق أنفسهم، والظهور بمظهر الشخصية السامية، وإعطاء الانطباع للآخرين بأنهم مثاليون، وبلا عيب، ولا تشوبهم شائبة واحدة في عيون الآخرين. إنهم يرغبون في أن يُنظر إليهم كعظماء، وأقوياء، ومقتدرين تمامًا، وقادرين على تحقيق أي شيء. ... إنهم لا يرغبون في أن يكونوا أناسًا طبيعيّين أو أناسًا عاديّين أو مُجرَّد بشر. لا يريدون سوى أن يكونوا خارقين، أو أشخاصًا يتمتَّعون بقدراتٍ أو قُوى خاصَّة. وهذه مشكلةٌ كبيرة! وفيما يتعلق بالضعفات وأوجه القصور والجهل والحماقة وعدم القدرة على الفهم في الطبيعة البشرية العادية، فسيتجاهلونها جميعًا، ويخفونها، ويستمرون بعدئذ في التنكّر والظهور بغير مظهرهم الحقيقي. ... إنهم لا يعرفون حقيقة أنفسهم، ولا يعرفون كيف يعيشون طبيعتهم البشرية العادية. إنهم لم يتصرفوا مرة واحدة كبشر عَمَليين. إذا اختار الناس هذا النوع من المسارات في تصرفاتهم - أي التشامخ دائمًا بدلاً من التواضع والطمأنينة على الأرض، والرغبة في المبالغة دائمًا - فلا بد أن يقعوا في المشاكل. إن المسار الذي تتخذه في الحياة ليس المسار الصحيح. ولكي أكون صادقًا معك، إذا اخترت هذا المسار، وبغض النظر عن طريقة إيمانك بالله، فإنك لن تفهم الحقّ، ولن تكون قادرًا على الحصول على الحقّ؛ لأن منطلقك خاطئ" )من "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة".( أشعرتني قراءة هذا وكأنني كنت وجهًا لوجه مع الله، حيث يدينني. لقد كان الأمر محزنًا ومزعجًا حقًا بالنسبة لي، خاصة قراءة: "إذا اخترت هذا المسار، وبغض النظر عن طريقة إيمانك بالله، فإنك لن تفهم الحقّ، ولن تكون قادرًا على الحصول على الحقّ؛ لأن منطلقك خاطئ". أدركت مدى أهمية الشخص والمسار الذي يتخذه في أداء واجبه، حيث تحدِّد بشكل مباشر ما إذا كان يمكنه ربح الحق أم لا. إذا لم نتبع الحق في واجبنا، وإذا لم نراعِ مشيئة الله، ولكننا دعمنا مكانتنا، بدلًا من ذلك، فمهما عملنا بجد، وعانينا ودفعنا ثمنًا، لن ننال قبول الله أبدًا، ولكننا سنُرفَض ويديننا الله. الله قدوس، ويمكنه أن يسبر أغوار قلوبنا وعقولنا. لم أكن أفكِّر سوى في صورتي ومكانتي في عيون الآخرين، بعدما أصبحت قائدة. راغبة في حماية موقعي القيادي، كنت دائمًا ما أخفي حقيقتي وعيوبي وأوجه قصوري، حتى يقدرني الآخرون ويعجبون بي. لم تكن مهمة الله في قلبي، بل كنت أسعى للمكانة، وأسلك مسارَ مقاوَمةِ الله. كيف يمكنني ربح عمل الروح القدس بهذه الطريقة؟ كانت الظلمة التي وقعتُ فيها حينها، هي شخصية الله البارَّة التي باغتتني. إذا لم أتُب، فسيحتقرني الله بالتأكيد. فكرت في أضداد المسيح الذين طُردوا من بيت الله. كان لديهم مكانة، وشعروا دائمًا أنهم ليسوا مثل أي شخص آخر، وصاروا جشعين لمزايا المكانة، وتمجيد ذواتهم والتباهي، مكافحين من أجل انتزاع شعب الله منه. لقد فعلوا الشر وقاوموا الله، وفي النهاية، كانت نهايتهم الطرد والإقصاء. عندما أدركت كل هذا، فكرت في الكيفية التي سيطرت بها مكانتي عليَّ منذ أن توليت واجب القيادة. فكرت في الواجبات على أنها هَرمية، ومنحت لقبًا لنفسي، ومجدَّت ذاتي. اعتقدت أنني قد نلت مكانة، وأردت التباهي بمعالجة مشكلات الآخرين حتى يقدرونني. كنت عديمة الحياء! جعلني هذا الفكر أمتلئ حرجًا، وشعرت أنني مقززة، وأن حماية مكانتي تلك في عيون الآخرين بهذه الطريقة، كانت تنافسًا في الأساس مع الله على المكانة. كان ذلك مسار ضد المسيح. عندها أدركت مدى خطورة الحالة التي كنت فيها، وأنني إذا لم أندم، فسأعاقب في النهاية، تمامًا مثل ضد المسيح.
في سعيي وتأملي فيما بعد، قرأت هذا المقطع من كلمات الله. "يمكنك تحليل نفسك غالبًا والتعرف على نفسك عندما لا يكون لديك مكانة، ويمكن للآخرين الاستفادة من هذا. وعندما يكون لديك مكانة، فلا يزال بإمكانك تحليل نفسك غالبًا والتعرف على نفسك، مما يسمح للآخرين بفهم واقع الحق واستيعاب مشيئة الله من خلال تجاربك. يمكن للناس الاستفادة من هذا أيضًا، أليس كذلك؟ إن مارست على هذا النحو، فسوف يستفيد الآخرون من ذلك بنفس الطريقة، سواء كان لديك مكانة أم لا. ماذا تعني الحالة بالنسبة إليك إذًا؟ إنها في الحقيقة شيء إضافي زائد، مثل قطعة من الملابس أو قبعة. ما دمت لا تعتبرها مسألة كبيرة جدًا، فلا يمكن أن تقيّدك. إذا كنت تحب المكانة وتركز عليها بشكل خاص، وتعاملها دائمًا على أنها مسألة ذات أهمية، فستجعلك تحت سيطرتها. ولن ترغب في معرفة نفسك بعد ذلك، ولن تكون على استعداد للمصارحة والمكاشفة، أو تنحية دورك القيادي للتحدث مع الآخرين والتفاعل معهم والوفاء بواجبك. ما نوع هذه المشكلة؟ ألم تفترض هذه المكانة لنفسك؟ ألم تستمر بعد ذلك فقط في شغل هذا المنصب ولا ترغب في التخلي عنه، بل وحتى تتنافس مع الآخرين لحماية مكانتك؟ ألا تعذِّب نفسك فحسب؟ إذا انتهى بك الأمر إلى تعذيب نفسك حتى الموت، فمن يجب أن تلومه؟ إن كان بإمكانك، عندما تتمتع بمكانة، الامتناع عن التعالي على الآخرين، والتركيز بدلًا من ذلك على كيفية أداء واجباتك بشكل جيد، والقيام بكل ما يجب عليك، وأداء جميع الواجبات التي يجب عليك القيام بها، وإن كنت ترى نفسك أخًا عاديًا أو أختًا عادية، أفلا تطرح عنك نير المكانة جانبًا؟" (من "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). زودتني كلمات الله بمسارٍ للممارسة والدخول. يجب أن أقوم بواجبي بشكل صحيح، بغض النظر عما إذا كان لي أي مكانة أم لا، وأشارك في كل ما أفهمه، وعندما أصادف شيئًا لا أفهمه، يجب أن أشارك صراحة مع الإخوة والأخوات، لطلب الحق، ولمعالجته معًا. كنت أقوم بواجب مختلف عن الآخرين فحسب، لكن لم يكن هناك شخص أعلى أو أدنى من أي شخص آخر. وحقيقة أنني كنت أخدم كقائدة لا تعني على الإطلاق أنني كنت أفضل منهم، أو أكثر قدرة منهم. لكنني تصرفت كمهرجة، مفتقرة تمامًا إلى الوعي الذاتي. كما أنني كنت أعاني كل أوجه القصور، وكنت بحاجة إلى مساعدة الإخوة والأخوات، لكن رغم ذلك، اعتقدت أنني بحاجة إلى أن أكون أفضل منهم. كانت تلك غطرسة وجهل شديدين! شعرت أن رفع نفسي بشكل مخزٍ كان أمرًا مثيرًا للسخرية. شكرتُ الله من قلبي على كشفه لي خلال هذا الموقف، مما سمح لي برؤية أنني أسلك المسار الخطأ. صليت إلى الله: "أشكرك يا الله على كشفي، حتى أتمكن من رؤية مدى انشغالي بالمكانة، وأنني كنت على طريق مقاومتك. لا أريد أن أبقى على المسار الخطأ. أتمنى أن أتوب، وأتخلى عن فكرة المكانة، وأغير موقفي تجاه واجبي، وأقوم بواجبي بحسب مبادئ الحق".
ذات مرة ذهبت إلى اجتماع مجموعة، حيث كان ثلاثة من الإخوة والأخوات يقومون بواجبهم منذ فترة أطول مني، وعمل اثنان منهم بالفعل كقادة. لقد شاركوا معي شركة عن الحق وساعدوني في معالجة المشكلات من قبل، لذا، شعرت بأنني مقيَّدة نوعًا ما في الاجتماع. كنت أخشى، إذا لم تكن شركتي جيدة جدًا وفشلت في مساعدتهم على معالجة مشكلاتهم، فقد يعتقدون أنني افتقرت تمامًا إلى حقيقة الحق ولم أكن مؤهلة للقيادة. لم أجرؤ على سؤالهم عن نوع الحالة التي كانوا فيها، خوفًا من أن يقولوا شيئًا لا يمكنني التعامل معه. في تلك المرحلة أدركت أنني كنت أحاول حماية ماء وجهي وحالتي مرة أخرى، فقلت صلاة لأخلي ذاتي، ثم وردت هذه الكلمات من الله إلى ذهني: "إن كان بإمكانك، عندما تتمتع بمكانة، الامتناع عن التعالي على الآخرين، والتركيز بدلًا من ذلك على كيفية أداء واجباتك بشكل جيد، والقيام بكل ما يجب عليك، وأداء جميع الواجبات التي يجب عليك القيام بها، وإن كنت ترى نفسك أخًا عاديًا أو أختًا عادية، أفلا تطرح عنك نير المكانة جانبًا؟" (من "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كنت أعلم أنه يجب علي تكييف ممارستي لمتطلبات الله، ورغم أن فهمي للحق كان سطحيًا، كنت على استعداد للاتكال على الله والقيام بواجبي بأفضل ما في وسعي. وبإرشاد من كلام الله، ربحت إحساسًا عظيمًا بالعتق، ولم أعد أهتم بما قد يظنه الآخرون عني. قررت أن أشارك الشركة على أساس الفهم الذي لدي بالفعل. بسماع ما كان عليّ قوله، لم يحتقرني الإخوة والأخوات على الإطلاق، لكنهم جميعًا قالوا إنهم ربحوا شيئًا منه.
قرأت في الاجتماع مقطعًا من كلمات الله يظهر في "المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه". تقول كلمات الله: "بصرف النظر عن الواجب الذي يُؤدِّيه الشخص، فإن تحقيق النتائج لإرضاء الله ولنيل استحسانه وأداء الواجب وفقًا للمعيار يعتمد على أفعال الله. إذا كنت تُنفِّذ مسؤوليَّاتك وتُؤدِّي واجبك، ولكن الله لا يعمل ولا يخبرك بما يجب عليك فعله، فلن تعرف طريقك أو اتّجاهك أو أهدافك. وما نتيجة ذلك في النهاية؟ سوف يكون ذلك عملًا غير مثمرٍ. وبالتالي، فإن أداء واجبك وفقًا للمستوى، والقدرة على الثبات داخل بيت الله، وتوفير البنيان للإخوة والأخوات، ونيل استحسان الله يعتمد بالكامل على الله! لا يمكن للناس سوى أداء الأشياء التي يستطيعون عملها شخصيًّا، والتي يجب عليهم عملها، والتي تقع ضمن قدراتهم المُتأصّلة – لا شيء أكثر من ذلك. ولذلك، فإن النتائج التي تُجنَى في النهاية من واجبك يُحدِّدها إرشاد الله؛ أي يُحدِّدها الطريق والأهداف والاتّجاه والمبادئ التي يُقدِّمها الله". )من "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة".( أضاءت قراءة كلام الله قلبي. لقد رأيت أن عمل بيت الله قد تمَّ في الواقع، والله دعمه، وكبشر، نقوم بواجبنا قدر ما نستطيع. ولكن دون عمل الروح القدس، ودون استنارة الله وإرشاده، لن ننجز أي شيء في واجبنا مهما عملنا بجد. في واجبنا، علينا أن نفهم ما يطلبه الله، ونحمله في قلوبنا، طلب الحق وممارسته في كل شيء، والعمل بحسب المبادئ. هذه هي الطريقة الوحيدة لربح عمل الروح القدس وربح قبول الله. موقعي كقائدة، لم يعنِ لي سوى الشركة عن الحق، للمساعدة في معالجة الصعوبات التي يواجهها الإخوة والأخوات في أداء واجبهم ودخولهم الحياة. رغم وجود أوقات لم أتمكن فيها من معالجة مشكلة على الفور، أمكنني دائمًا تدوين ملاحظة عنها ثم بذل المزيد من الجهد لمعالجتها لاحقًا. وهكذا، تمكنت بشكل طبيعي من أن أسألهم عن نوع الحالة التي كانوا فيها، وما الصعوبات التي يواجهونها في واجبهم. عندما شاركوا شركة حول أحوالهم، هدأَّتُ قلبي أمام الله، وسعيت إليه وتأملت فيه. تمكَّنت بهذه الطريقة من معرفة أوجه النقص والقصور لديهم، واستخدمت كلمات الله وفقًا لذلك، لإيجاد مسار لهم لمعالجة هذه الأمور والدخول فيها. كنت أعلم أن هذا كان إرشاد الله تمامًا. وشعرت بسعادة غامرة، واختبرت كيف أن التحرُّر هو التخلي عن المكانة. أظهرت لي تلك التجربة شخصيًا أنني بحاجة إلى تصحيح موقفي في واجبي، وأن أعتزم القيام بعمل إرسالية الله، وبالتأمل والسعي لكيف أقوم بواجبي جيدًا، وكيف أحقق أفضل النتائج، وهكذا،سرعان ما تحرَّرت من قيود ورباطات المكانة. أمكنني أن أجني ثمار القيادة وبركات الله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.