عواقب أن يكون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الآخرين

2022 أغسطس 1

أدّيت واجبًا كقائد كنيسة عام 2018. كنت أعرف أن أحد أهم جوانب العمل كقائد هو التشارك عن الحقّ والسعي إلى حل صعوبات الآخرين فيما يتعلق بدخولهم إلى الحياة. بهذه الطريقة يمكننا أن نحصل على حياة كنسية جيدة. لكنني كنت أتصرف غالبًا كشخص يسعى إلى إرضاء الآخرين، وكنت أخاف من إغاظة أحدهم، لذا كنت دائمًا أتّبع طريقة تقديم المشورة بلطف ووداعة. آنئذ، لاحظت أن الشماس المساعد، الأخ ليو، يتصرف بقلة اهتمام ولا يتحمل مسؤولية واجبه وأنه يتردد في مساعدة الأعضاء الجدد من خلال الشركة عندما كانوا يصادفون مشاكل، ما يجعل بعضهم سلبيين وضعفاء. كنت أدرك مدى خطورة هذه المشكلة، وأن عليَّ أن أتشارك معه وأشرّح كيف كان مقصّرًا ويخدع الله. لو استمر في هذا الطريق دون توبة، فَسَيُثير بالتأكيد اشمئزاز الله. لكن ما إن رأيته في أحد الاجتماعات، أردت أن أنكفئ بسرعة. بدا لي حساسًا جدًا تجاه النقد، فلو قمت بالتدليل على هذه الأمور أمامه وجرحت مشاعره حقًا، لن يُحسن الظنّ بي بالتأكيد. وإذا رفض تقبّل الأمر وفقد صوابه، فبصرف النظر عن مدى الإحراج الذي سيسببه ذلك لي، سيكون من الصعب علينا الانسجام معًا بعد ذلك. ثم إذا اعتقد الآخرون أنني بدأت في تأنيب الناس وتوبيخهم ما إن أصبحت قائدًا، ماذا سيفكرون عني؟ وعليه، قررت التخلي عن الأمر، وعدم مناقشته معه. وبالتالي، نصحته بلطف، مكتفيًا بالتلميح إلى المسألة "نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا عند قيامنا بواجباتنا، وتحمل المسؤولية..." وكنتيجة لذلك، لم يرَ الأخ ليو جوهر نهجه اللامبالي في أداء واجبه واستمرّ على نفس المنوال كما كان يفعل دائمًا. عند رؤيتي ذلك، شعرت بالقلق. بوصفي قائد كنيسة، كنت أمام أخ يتخبّط في أداء واجبه، وأرى تأثير ذلك على عمل الكنيسة، لكنني لم أعالج الأمر من خلال التشارك حول الحق. فكيف يمكن أن يعدّ ذلك أداء لعمل عملي؟ لقد كان ذلك بمثابة تقصير شديد في أداء الواجب. كنت أشعر بالمزيد من السوء كلما كنت أفكر في الأمر، لكنني كنت مع ذلك غير قادر على أن أنبس ببنت شفة وأقول له شيئًا. كنت أشعر بالقلق من أن يقول إنني عديم الرحمة إذا قسوت عليه، ومن أنه إذا عمد إلى الإقرار بالهزيمة والاستقالة من مهامه، قد يعتقد الإخوة والأخوات الآخرون أنني دفعته إلى الاستسلام. ولن يؤثر ذلك على علاقتنا العامة فحسب، بل سيُسيء إلى سمعتي. بعد التفكير مليًّا في الأمر، قررت أن أتخلّى عن الفكرة. اعتبرت أنني قلت بالفعل شيئًا للأخ ليو في هذا الخصوص، لذا سأدعه يتفكّر فيه مع مرور الزمن. وهكذا، لم أتوصّل في نهاية المطاف إطلاقًا إلى كشف مشكلته وتشريحها. وفي مرة أخرى، لاحظت أن أخَوين آخرين يعملان معي كانا على خصام مستمرّ بسبب وجهات نظرهما المختلفة حول الأمور. وما كان أحد منهما ليقدّم أيّ تنازل، ولم تكن مناقشاتهما مثمرة إطلاقًا. أحيانًا بعد أن يتوقفا عن المحاججة، كانا يظلان عالقين في شخصيّتهما الفاسدة وقد أثّر ذلك على عمل الكنيسة. رأيت مدى خطورة المسألة وفكّرت أنني لا يجب أن أضيّع الوقت إطلاقًا في الكشف عن طبيعة غطرستهما وفشلهما في ممارسة الحق، والعواقب المترتبة على ذلك. لكن مرة أخرى، تخليت عن الفكرة بمجرد أن رأيتهما. اعتبرت أنهما على السواء قائدين منذ فترة طويلة، لذا ألا يفترض بهما أن يفهما ذلك بالفعل؟ بالإضافة إلى ذلك، لم أفهم الحقّ فعلًا، فهل سيستمعون إلي؟ وكانا على السواء لطيفين جدًا معي، فإذا تشاركت بشأن طبيعة مشكلتهما والعواقب الوخيمة المترتبة عليها، قد يعتقدان أنني أركّز على كشف سيّئاتهما فحسب، ويقولان إنني أفتقر إلى الإنسانية. وسيكون من الصعب عندئذ العمل بانسجام معهم. بعد التفكير في ذلك، قررت أن أتناسى الموضوع. وعلى أي حال، كانا دائمًا يأكلان ويشربان كلمات الله، ويمكنهما بالتالي أن يفكّرا في الأمر مليًّا مع مرور الزمن. لذلك اكتفيت بإسداء بعض النصح لهما، وحثثتهما على التزام الهدوء ممتنعًا بشكل تام عن كشفهما مباشرة.

ذات يوم، رأتني أخت وقالت: "حياتنا الكنسية لا تسير على ما يرام. أنتم يا رفاق لا تعالجون أيّ مشاكل عملية. ألا يجعل ذلك منكم قادة زائفين؟". كان مزعجًا حقًا سماع ذلك منها. لقد اتضّح لي أن الكنيسة كانت تعاني من أنواع مختلفة من المشاكل، وأنني كنت أسكت عنها جميعًا. لم أكن أتحمل مسؤوليات القائد على الإطلاق. ألم أكن أشبه بقائد زائف؟ كنت أعلم أنني إذا استمررت في عدم ممارسة الحق، فسيشعر الله بالاشمئزاز مني وسيقصيني. أصبت بالخوف من مجرد احتمال حدوث ذلك، فصلّيت قائلًا: "يا إلهي، لقد رُفّعت لأقوم بواجب قياديّ، ورأيت بعض الإخوة يعيشون وسط شخصياتهم الفاسدة، وأن ذلك يؤثر بشدة على حياتنا الكنسية ومختلف جوانب عملها، لكنني لم أمارس الحقّ لإصلاح ذلك. يا الله، ساعدني لأعرف نفسي وأمارس الحق".

قرأت هذا في كلمات الله بعد صلاتي: "إن ممارسة الحق لا تعني قول كلمات فارغة وتلاوة عبارات محددة، بل تعني أنه مهما صادفت في الحياة، طالما يتضمن مبادئ السلوك البشري، ووجهات النظر حول الأحداث، ومسائل الإيمان بالله، ومبادئ الحق، أو المسلك الذي يؤدي به المرء واجبه، فيجب على الجميع اتخاذ قرار؛ يجب أن يكون لكل شخص مسار للممارسة. على سبيل المثال، إذا كانت وجهة نظرك الأصلية هي أنه لا ينبغي لك الإساءة إلى أي شخص، ولكن الحفاظ على السلام وتجنب إحراج أي شخص، بحيث يمكن للجميع في المستقبل أن يتعايشوا معًا، فعندها ستتقيَّد بوجهة النظر هذه، وعندما ترى شخصًا ما يفعل شيئًا سيئًا، أو يرتكب خطأ، أو يرتكب فعلًا مخالفًا للمبادئ، ستفضل أن تأخذ الأمر على عاتقك لتصحيحه بدلًا من مواجهة هذا الشخص. تنفر من الإساءة إلى أي شخص بسبب تقيدك بوجهة نظرك. ستعوقك أفكار حفظ ماء الوجه والعواطف والعلاقات، أو المشاعر التي نمت على مدى سنوات عديدة من التفاعل، بغض النظر عمن تتواجد بمحضره، وستقول دائمًا أشياء لطيفة لحماية كرامة ذلك الشخص. وحيثما وجدت أشياء تراها غير مُرضِية، فأنت تنفِّس فقط عن غضبك من وراء ظهورهم وتقدم تأكيدات خاصة، بدلًا من إيذاء كرامتهم. كيف ترى مثل هذا السلوك؟ أليس هذا من سلوك الرجل الإمعة المخادع؟ (بلى). إنه ينتهك المبادئ؛ أليس من الضِعة التصرُّف بهذه الطريقة؟ أولئك الذين يتصرفون على هذا النحو ليسوا أشخاصًا صالحين، ولا هم نبلاء. مهما عانيت، ومهما دفعت من ثمن، إذا سلكت بدون مبادئ، فإنك قد فشلت ولن تحظى بقبول الله، ولن يذكرك ولن تسرّه" ("أداء الواجب جيدًا يتطلّب ضميرًا على أقل تقدير" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). إن قراءة كلمات الله المتعلقة بكشف الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الآخرين أثارت قلقي حقًا. لم أكن أحلّ المشاكل في الكنيسة ليس لأنني لا أراها، لكن لأنني لم أكن أريد استفزاز أي شخص وكنت أخاف من أن يسيء الظن بي. كنت أحاول حماية صورتي ومكانتي. رأيت أن الله يمقت أمثالي ممن لا يتصرفون استنادًا إلى المبادئ أو يمارسون الحقّ، الذين هم أنانيون وماكرون. فكّرت في الطريقة التي كنت أتصرّف بها. رأيت أن الأخ ليو كان دائمًا مهملاً في أداء واجبه، وكان يعيق عملنا المتعلق بخدمة مساعدة الشماس، لذا كان ينبغي علي أن أكشف طبيعة سلوكه وأشرّحها. لكن خوفًا من معاملته بقسوة وتغيير صورتي أمام الجميع، ومن أنهم سيقولون إنني كنت أكتفي بإلقاء الخطب الكلامية عليهم، وأسعى فقط للتركيز على عيوب الآخرين بعد أن أصبحت قائدًا، لم أقم أبدًا بتحليل طبيعة مشكلته لأتمكن من حماية الصورة التي كوّنها الآخرون عني. لقد قلت كلمات موجزة فحسب لم تفعل أي شيء للمساعدة في حل المشكلة. وحتى عندما رأيت هذين الأخوين اللذين لا يستطيعان العمل بانسجام أبدًا، وتأثير ذلك على عمل كنيستنا، لم أُثِر الأمر مطلقًا ولم أقم بتحليله لمساعدتهما على فهم نفسيهما. وكنتيجة لذلك، تأثر عمل الكنيسة ودخول الإخوة والأخوات إلى الحياة. لقد عشت بموجب: "الانسجام كنز"، و "التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة"، و "صديقٌ آخر يعني مسارًا آخر"، ومثل هذه الأنواع من الفلسفات الشيطانية. ورغبة مني في حماية صورتي ومكانتي وأن ينظر إليّ الجميع كشخص لطيف، كنت أرى الأمور بوضوح، لكنني لم أشارك أفكاري كما ينبغي. لم يؤذِ هذا أعضاء الكنيسة الآخرين فحسب، بل أضرّ أيضًا ببيت الله. رأيت أنني أفتقر تمامًا إلى الضمير والعقل ولم يكن لدي أدنى تكريس لله. كيف يمكن إذ ذاك للمرء أن يكون شخصًا صالحًا؟ كان هذا مرادفًا للأنانية والحقارة والخلو من الإنسانية. كنت منسجمًا تمامًا مع الجميع في الظاهر وقال الآخرون بأجمعهم إنني شخص صالحًا وكان لديهم انطباع جيد عني، لكنني لم أقم بالواجب الذي عهد الله به إلي عن بعد. في نظر الله، كنت شخصًا غير مخلص وغير جدير بالثقة. كنت فقط أرتكب التجاوزات الواحدة تلو الأخرى، مثيرًا اشمئزاز الله وسخطه. عند إدراكي لذلك، تبت سريعًا إلى الله وأدركت أنني لا أستطيع الاستمرار على هذا المنوال، وأنه يتعيّن عليّ تقصّي الحقّ لإصلاح مشكلتي هذه.

قرأت هذا في كلام الله بعد ذلك: "بناءً على الطبيعة المختلفة لسعي الناس وراء الثروة والمكانة، بغض النظر عن مدى سعي الناس بشكل خفي وراء الثروة والمكانة، وإلى أي مدى يبدو مثل هذا السعي للإنسان شرعيًا، ومدى فداحة الثمن الذي يدفعونه، فإن النتيجة النهائية هي تفكيك عمل الله واعتراضه وإضعافه. لا يؤدي قيامهم بواجبهم إلى تعطيل عمل بيت الله فحسب، بل يُفسِد أيضًا دخول مختاري الله إلى الحياة. ما طبيعة هذا النوع من العمل؟ إنه تفكيك واعتراض وتعطيل. ألا يمكن تعريف هذا بأنه السير في طريق ضد المسيح؟ عندما يطلب الله من الناس أن ينحوا مصالحهم جانبًا، فليس الأمر أنه يحرم الناس من حقهم في الحرية، وأنه لا يريدهم أن يشاركوا في مصالح الله، بل بالأحرى، لأن الناس أثناء سعيهم وراء مصالحهم الخاصة، يضرون بعمل بيت الله، ويعطلون الدخول العادي للإخوة والأخوات، بل ويمنعون الناس من التمتع بحياة كنسية طبيعية وحياة روحية طبيعية. والأكثر خطورة هو أنه عندما يسعى الناس لتحقيق الشهرة والثروة والمكانة لأنفسهم، يمكن وصف هذا السلوك بأنه تعاون مع الشيطان في إيذاء وعرقلة التقدم الطبيعي لعمل الله إلى أقصى حد، ومنع تنفيذ مشيئة الله بشكل طبيعي بين الناس. هذه طبيعة سعي الناس لتحقيق مصالحهم الخاصة. وهذا يعني أن المشكلة مع الأشخاص الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة هي أن الأهداف التي يسعون إليها هي أهداف الشيطان؛ هي أهداف شريرة وغير عادلة. عندما يسعى الناس وراء هذه المصالح، يصبحون عن غير قصد وسيلة للشيطان، ويصبحون منفذًا للشيطان، وعلاوة على ذلك، يصبحون تجسيدًا للشيطان، ويلعبون دورًا سلبيًا في بيت الله وفي الكنيسة، تجاه عمل بيت الله، وتجاه الحياة الكنسية العادية والسعي الطبيعي للإخوة والأخوات في الكنيسة، لذا فإن تأثيرهم هو التشويش والإعاقة؛ وبالتالي لهم تأثير سلبي" ("لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)" في "كشف أضداد المسيح"). رأيت في هذا المقطع أن طبيعة وعواقب كون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الآخرين ويحمي مصالحه ولا يمارس الحق تعطّل وتخرّب عمل الله وهي مرادف لكون المرء تابعًا للشيطان. إذا بقيت على هذا النحو دون أن أتوب، ليس فقط أنني لن أستطيع أن أخلص، بل سأصبح في نهاية المطاف مرفوضًا ومُقصى من الله. لقد رفعني الله إلى منصب قيادي كي أستطيع أن أتعلم التشارك في الحق لحل الصعوبات التي يواجهها الإخوة والأخوات في دخولهم الحياة، والاعتناء بحياة الكنيسة. ولكن بدلًا من ذلك، عندما كنت أرى مشاكل الناس، لم أكن أقف في جانب الله وأتصرّف بسرعة، كاشفًا سلوكهم ومشرّحًا إياه، بل كنت أسعى إلى حماية مكانتي وسمعتي، وأن أكون كشخص يسعى إلى كسب رضا الآخرين، وأتصرف كمساعد للشيطان. كان لهذا تأثير سلبي على الحياة الكنسية للإخوة والأخوات ودخولهم في الحياة. رأيت أنني كنت أقوم بمهمة الشيطان، ملهمًا الكراهية والقرف تجاه الله. عند التفكير في سلوكي خلال تلك الفترة، رأيت أنني كنت خاضعًا بشدة لسيطرة شخصيتي الفاسدة، وجبانًا جدًا بحيث لا أستطيع ممارسة الحق والتمسك بالبر. كنت خادم الشيطان، واهنًا وغير كفؤ، أعيش باحتقار شديد، وبشكل مثير للشفقة. عرفت من ثم أنني إذا لم أبدأ في ممارسة الحقّ وإهمال نفسي، فلن أستحق أن أعيش أمام الله، وينبغي أن أُعاقب وأُلعن. كان يصعب عليّ قبول هذه الإدراكات، لكنني علمت أن الله يكشف عن ذلك من أجل خلاصي، ولولا دينونة كلماته وإعلاناتها، لم أكن لأرى أبدًا فسادي أو أعلم العواقب الخطيرة لكون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الآخرين ولا يمارس الحق. كنت ممتنًا لأن الله رتّب كل هذه الأمور لأتعلم درسًا، وكنت على استعداد للتخلي عن شخصيتي الفاسدة، والتوقف عن لعب دور "الرجل اللطيف"، فاعلاً الشر ومعارضًا الله.

قرأت لاحقًا بعض الكلمات من الله التي أعطتني بعض سبل الممارسة. تقول كلمات الله، "لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). "إن كنت تتمتّع بحوافز "شخص لطيف" ومنظوره، فستسقط وتفشل دائمًا في مثل هذه المسائل. ما الذي يجب أن تفعله، إذًا، في تلك الأوضاع؟ عندما تواجهك أشياء كهذه، يجب أن تصلّي إلى الله. اطلب منه أن يعطيك القوة، وأن يمنحك القدرة على أن تلتزم بالمبادئ، وأن تفعل ما يجب أن تفعله، وأن تتعامل مع الأمور بحسب المبادئ، وأن تدافع عن رأيك، وأن تمنع أي أذى من أن يمسّ بعمل بيت الله. إن تمكّنت من التخلي عن مصالحك الذاتية وسمعتك وعن موقف "الشخص اللطيف"، وإن قمت بما يجب أن تفعله بصدق وبقلب كامل، فستكون آنذاك قد هزمت الشيطان، وستكون قد ربحت هذا الجانب من الحق. ومع ذلك، إذا كنت تصر على التمسُّك بوجهة نظرك وعلاقاتك مع الناس، فلن تتمكن أبدًا من التغلب على هذه الأمور في النهاية. هل ستتمكن من التغلب على أمور أخرى؟ ستظل تفتقر إلى القوة وتفتقر إلى الثقة. لا يمكنك الحصول على الحق بهذه الطريقة، وإذا لم تتمكن من الحصول على الحق، فلا يمكنك أن تخلص. الحصول على الحق شرط ضروري للخلاص. فكيف يحصل المرء إذا على الحق؟ عندما تمارس الحق وتدخل جانبًا منه، ويصبح أساس حياتك، وتعيش وفقًا له، عندئذٍ يمكنك الحصول على هذا الجانب من الحق، وتحقيق ذلك الجزء من الخلاص" ("لا يمكنك السعي إلى الحق إلّا عندما تعرف نفسك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). من خلال هذه القراءة، رأيت أن الله يحب الأشخاص المستقيمين، وأن الأشخاص المستقيمين لا يركزون على حماية علاقاتهم مع الآخرين أو يهتمون بكيفية رؤية الآخرين لهم، بل الله يتمتع بمكانة في قلوبهم. إنهم يتمسّكون بالمبادئ في كل شيء، ولديهم إحساس بالبرّ، وهم مخلصون لله. لكن عند النظر إلى نفسي، رأيت أنني حقًا أنانيّ وماكر، وأهتم كثيرًا بعلاقاتي الشخصية، وبكيفية شعور الآخرين تجاهي، وبصورتي. وعندما حدثت أمور تطلبت حماية مصالح بيت الله وممارسة الحق، انحزت بثبات إلى جانب الشيطان، ولم أجرؤ على التمسك بمبادئ الحقّ؛ لقد تمرّدت على الله وقاومته، مسبّبًا له الضرر ومخيّبًا آماله. صلّيت إلى الله بعد ذلك، وسألته أن يساعدني في إدارة ظهري لتلك الأنواع من الأفكار ووجهات النظر، والوقوف إلى جانب المبادئ بصرف النظر عما قد يفكّر به الآخرون. هذه هي الطريقة الوحيدة للوقوف إلى جانب الله ودعم عمل الكنيسة. في الواقع، إن قول الحقّ والتدليل على مشكلة شخص ما لا يجعلانه يبدو سيئًا. إن القيام بذلك نافع حقًّا، سواء كان الأمر يتعلق بأخ أو بأخت، أو بعمل الكنيسة. إذا لاحظنا شخصًا يُظهر الفساد ولكننا لم نلفت الانتباه إلى طبيعة الفساد وعواقبه، فلن يدرك ذلك الشخص أبدًا مدى خطورة مشكلته. وهذا لا يعيق دخوله إلى الحياة فحسب، بل يؤثر أيضًا على عمل الكنيسة، وهو أمر يشمئز منه الله، لأننا نعيش أيضًا في ظل الفساد. لطالما كنت منشغلًا جدًا بسمعتي ومكانتي، ولطالما كنت مهتمًا بآراء الآخرين دون إعطاء الأولوية لآراء الله. لم أكن أفكر في كيفية التوافق مع الحق، والخضوع لتمحيص الله. كنت تحت سيطرة شخصيتي الفاسدة – كنت أحمق حقًّا. لم يكن باستطاعتي الاستمرار بترك فسادي يأخذ زمام المبادرة ولم أُرِد أن أكون أضحوكة الشيطان الضعيفة. كان ينبغي عليّ أن أكون شخصًا مستقيمًا يتمتع بإحساس بالبرّ ويرضي الله. عند فهم ذلك، اكتسبت العزم على ممارسة الحق وإهمال الجسد، وقررت أن أتوجّه بالحديث إلى هذين الأخوين وأكشف جوهر تكبّرهما وصراعهما المستمرّ، والأوجه التي أضرا من خلالها عمل الكنيسة وعطّلاه.

رأيتهما في اليوم التالي وبينما كنت على وشك قول شيء لهما، بدأت أشعر بنوع من القلق. "ماذا لو لم يتمكّنا من قبوله وألقيا باللائمة عليّ؟ كيف يمكنني أن أواجه الآخرين بعد ذلك؟". أدركت أن شخصيتي الفاسدة تعيقني، فقلت صلاة، سائلاً الله أن يساعدني على ممارسة الحق. ثم فكّرت في شيء قاله الله: "كما أن عدم حماية شهاداتي ومصالحي يعدّ خيانة، وإبداء المرء لابتسامات زائفة حين يكون قلبه بعيدًا عني هو خيانةٌ أيضًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)). ثم فهمت أنني إذا ظللت شخصًا يسعى إلى كسب رضا الآخرين ولا يمارس الحق أو يحمي مصالح بيت الله، فذلك يعدّ خيانة لله. عرفت أنه يتعيّن عليَّ التوقف عن حماية العلاقات الشخصية، وبصرف النظر عن رأيهم بي بعد أن أتحدث عن مشكلتهم، كان علي أن أواجه الله، وأمارس الحق، وأخزي الشيطان! وهكذا، كشفت غطرستهم وسلوكهم غير المتعاون، وجوهر هذه الأمور وعواقبها. كذلك وجدت بعض كلمات الله لأقرأها لهم. ولدهشتي، بعد أن استمعوا إليه، تمكنوا من التفكّر في أنفسهم في ضوء كلمات الله وأرادوا أن يتوبوا ويتغيّروا. كنت سعيدًا جدًا لرؤية أنهم استطاعوا التعلّم عن أنفسهم، لكنني شعرت أيضًا بشيء من الذنب. فلو أنني مارست الحقّ قبل ذلك، لتمكنوا من رؤية مدى خطورة مشكلتهم وتغيير الأمور في وقت سابق. وما كانوا واصلوا العيش في الفساد، وتعرضوا للأذى والتلاعب بهم من جانب الشيطان، وتحديدًا لما كانوا أعاقوا عمل الله. لطالما كنت أخشى التدليل على أخطاء الآخرين، خوفًا من أن ينزعجوا ويكرهوني. لكن في الواقع، كان هذا كله من نسج خيالي فحسب. فطالما أن شخصًا ما يمكنه قبول الحقّ، لن يكوّن أيّة أحكام مسبقة، بل سيكون قادرًا على التعامل مع المسألة بشكل ملائم، وتعلّم درس. هذا النهج مفيد للآخرين ولأنفسنا.

أصبحت أكثر ثقة في ممارسة الحقّ وفي أن أكون شخصًا مستقيمًا بعد ذلك. لم أعد مقيّدًا بأفكار عن المكانة والسمعة. عندما صرت أرى مشاكل إخوتي وأخواتي، أصبح بإمكاني التشارك معهم ومساعدتهم على الفور، كاشفًا المسألة ومشرّحًا إياها. كذلك تحسنت حياة كنيستنا. شعرت حقًا بمحبة الله وخلاصه من خلال هذه الاختبارات. لقد رتّب الله هذا النوع من المواقف لتطهيري وتغييري بحيث يمكنني أن أتحرر من أنانيتي ومكري. شعرت أن ممارسة الحقّ مريحة للغاية وتمنحني راحة البال الحقيقية، وأنها أفضل بكثير من الانكفاء دائمًا إلى الوراء، خوفًا من التسبب في إساءة. هذه هي طريقة العيش حسب شيء من شبه الإنسان الحقيقي! كذلك رأيت أن كلمات الله وحدها هي الحق، وأن بإمكانها أن تعطينا اتجاهًا ومسارًا لما نفعله ولمن نحن. إن العيش كشخص مستقيم وفقًا لكلمات الله هو الطريقة الوحيدة ليكون المرء شخصًا صالحًا.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تحررت روحي

"إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل...

احترسوا! أضداد المسيح في وسطكم!

في مارس 2021، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. قرأت الكثير من كلام الله القدير، والتقيت غالبًا بالإخوة والأخوات، ولم يطل الوقت حتى...