شغفي بالراحة كاد يهلكني

2022 ديسمبر 16

كنت مسؤولة عن أعمال الفيديو الخاصة بالكنيسة في 2019 بينما كنت أيضًا قائدة كنيسة. حينئذ، أقسمت بأن أحسن القيام بواجبي. بعد ذلك، أديت واجبي بإخلاص شديد وتعلمت كيفية القيام بعمل الكنيسة من الأخت التي كنت شريكة لها. بذلت قصارى جهدي لحضور كل اجتماع، كبير وصغير، وكنت أراجع مقاطع الفيديو كل يوم. كان كل يوم مزدحمًا حقًا. لكن بعد فترة شعرت بالتعب، وفقدت تدريجياً التصميم الذي كان لدي في البداية. شعرت بمقاومة متزايدة لعيش مثل هذه الحياة المحمومة. خاصة عندما كنت أراجع مقاطع الفيديو، كان علي حقًا أن أتداول وأفكر بجدية، ثم أقدم اقتراحات منطقية لمعالجة أي مشكلات وجدتها. لقد وجدت هذا مرهقًا ذهنيًا للغاية، ولم أرغب في القيام بذلك. بعد ذلك، بدأت أهمل أثناء مراجعة مقاطع الفيديو وكنت أجيب على البعض بعد مجرد نظرة خاطفة. في بعض الأحيان كنت أغض البصر عندما كانت هناك مشكلات واضحة لأنني سأضطر إلى التفكير في حل، لذلك أبقيت فمي مغلقًا. أصبحت أكثر إهمالًا في واجبي، ما يعني استمرار إرسال مقاطع الفيديو ذهابًا وإيابًا للتعديل. أهدر ذلك الكثير من جهود الناس. كانت هذه عواقب وخيمة، لكنني لم أتأمل في ذاتي. بل أنني شعرت أنه لم يكن مرتبطًا بي بشكل مباشر، وأن السبب كان وجود العديد من المشكلات في مقاطع الفيديو الخاصة بالآخرين.

ذات مرة، واجهت مشكلات في عرض الفيديو الذي كان بين يديّ وكان يحتاج إلى بعض الأفكار الجديدة. كان الجميع يأتون بكل أنواع الأفكار التي جعلت رأسي يدور. كان التفكير في الأمر متعبًا للغاية، لذلك اعتقدت أنني سأسمح لهم بوضع خطة. فوضت المهام بحجة أنني كنت أتابع العمل بشكل عام، لذلك يمكنني تبرير عدم الإشراف على الأمور ومتابعتها. ولكن نظرًا لعدم مواجهة أي شخص لهذا النوع من المشكلات من قبل، لم يفهموا بعض المبادئ جيدًا، ولم يعرفوا كيف يتعاملون مع مثل هذا العمل المعقد. بسبب هذا، لم يكن هناك أي تقدم، وانتهى الأمر بوضع الفيديو على الرف. رأت شريكتي، الأخت ليو، أننا غير فعالين وأن تقدمنا كان بطيئًا، لذلك أعطتنا تنبيهًا وحثتنا على التحرك بشكل أسرع في العمل. اشتكيت من أنها كانت قاسية علينا ووافقني الإخوة والأخوات الآخرين، رافضين ترتيباتها. ترك هذا الأخت ليو تشعر بأنها مقيدة للغاية وأصبحت حذرة للغاية في كل مرة تناقش فيها ترتيبات العمل معنا. وقد أدى ذلك إلى التأخير تلو التأخير، مما أعاق تقدمنا. عادةً لم أكن مهتمة كثيرًا بتعلم المهارات المهنية، وشعرت أن جمع المواد التدريبية معًا كان يتطلب الكثير من العمل، لذلك كنت ألقي بهذا دائمًا على الأخت ليو. أحيانًا لم أشارك في التدريب بحجة أنني كنت مشغولة جدًا بواجبي. وبهذه الطريقة، أصبحت كسولة ومتباطئة في واجبي. ذات مرة، لم أستعد مسبقًا لمناقشة العمل، ما أدى إلى ضياع وقت الجميع.

ثم ذات يوم، سقطت ولويت كاحلي عندما لم أنتبه لدرجة أثناء نزولي بعض السلالم. لم أفكر في سبب حدوث ذلك لي، وظننت أنه يمكنني الحصول على قسط جيد من الراحة بسبب إصابة كاحلي. كشفتني الأخت ليو وتعاملت معي عدة مرات، وقالت لي إنني لا أتحمل عبئًا في واجبي، وإن هذا يؤخر عمل الكنيسة ويؤثر سلبًا على الآخرين. بعد شركتها كنت أنشط لبضعة أيام، ثم أبدأ في التراخي مرة أخرى. لم أدرك مدى جدية المشكلة، وواصلت عمل الخطأ، اعتقادًا مني بأنني كنت كسولة قليلاً، لكنني لم أكن متعجرفة أو مقيدة أو أضطهد الآخرين بكوني استبدادية، لذلك لم تكن بالمسألة المهمة. على أي حال، كنت أتمتع بمقدرة وبعض المهارات المهنية، لذلك لن يتم إقصائي. وهكذا، صممت أذني عن تحذيرات الأخت ليو ولم آخذها على محمل الجد على الإطلاق. واصلت التراخي في واجبي بل ورأيت بعض المهام عبئًا وحملًا ثقيلًا. نتيجة لتراخيّ في واجبي كان يجب إعادة الكثير من مقاطع الفيديو لإعادة صياغتها وضاع الكثير من الوقت حتى إصدارها.

ذات صباح، جاءت قائدة عليا فجأة بشكل غير متوقع وقالت إن واجبنا لم يأت بأي نتائج، وإن المشكلات التي سبق ذكرها استمرت في الظهور. سألت بالضبط ما هي المشكلة. وسألت إذا كنا قادرين على أداء هذا الواجب، وقالت إنه إذا سارت الأمور على هذا المنوال، سنُطرد جميعًا. سماع هذا أخافني. كنت قائدة كنيسة وكنت أترأس عملنا أيضًا، لذلك كنت مسؤولة بشكل مباشر عن الفوضى في كل شيء. كان ذلك بالكامل بسبب إهمالي. بالتفكير في الأمر، أدركت أنني ارتكبت خطأً كبيرًا. سرعان ما اكتشفت القائدة العليا كيف كنت أقوم بواجبي واستبعدتني. كما تعاملت معي بشدة وهذبتني، وقالت إن الكنيسة كلفتني بعمل مهم، لكنني لم أهتم على الإطلاق عندما رأيت الكثير من المشكلات والصعوبات. لم أهتم سوى براحتي الجسدية، وعطلت تقدم مقاطع الفيديو لأشهر. عطل هذا العمل حقًا. كنت منعدمة الضمير تمامًا! كانت الكنيسة تنميني، لكنني لم أهتم على الإطلاق بمشيئة الله، وكان هذا مخيبًا للآمال بشكل لا يُصدق. كنت قائدة ورغم ذلك لم أحسن أداء واجبي. لم أكن أتعلم شيئًا ولم أكن قادرة على التقدم، ولم أكن أستحق تنميتي. قالت إنني سأُطرد إذا لم أتب وأتغير. كان كلامها بمثابة ضربة قاسية حقًا لي. أصابني الذهول، وظللت أسأل نفسي: ماذا كنت أفعل طوال هذه الأشهر؟ كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ سماعها تقول إنني لم أكن أستحق التنمية حقًا جعلني أشعر أنه ليس لدي مستقبل. لقد شعرت بالضيق حقًا وشعرت أن كل القوة قد استُنزفت مني. كرهت نفسي لأنني لم أعتز بواجبي في المقام الأول، ولكن الآن فات الأوان.

بعد أن أُقصيت، غرقت في حالة سلبية من اليأس. شعرت أن الجميع قد رأوا حقيقتي بالتأكيد، وسوف يستبعدونني باعتباري مثالًا سيئًا، وسيكرهني الله أيضًا. التفكير فيما قالته القائدة عند التعامل معي جعلني أرى الأمور بوضوح. شعرت بأنني كُشفت واستُبعدت. كانت تلك الأيام مؤلمة حقًا. ثم ذات يوم قرأت مقطعًا من كلام الله أدهشني حقًا. تقول كلمات الله، "إذا كنت مخلصًا لله وتُؤدِّي واجبك بإخلاصٍ، فهل تظلّ سلبيًّا وضعيفًا عند التعامل معك وتهذيبك؟ إذًا، ما الذي يجب فعله إذا كنت سلبيًّا وضعيفًا بالفعل؟ (يجب أن نُصلِّي إلى الله ونتَّكل على الله، ونحاول ونُفكِّر فيما يطلبه الله، ونتأمَّل في مكمن أخطائنا والأخطاء التي ارتكبناها؛ وفي الجوانب التي سقطنا فيها؛ ذلك حيث يجب أن ننهض من جديد). هذا صحيحٌ. فالسلبيَّة والضعف ليسا مشكلتين كبيرتين. والله لا يدينهما. طالما تمكَّن الشخص من النهوض من حيث سقط وتعلَّم الدرس وأدَّى واجبه بشكلٍ طبيعيّ، فهذا كلّ ما في الأمر. لن يذكرها أحدٌ بحقّك، ولذلك لا تكن سلبيًّا إلى ما لا نهاية. إذا تجاهلت واجبك وهربت منه، فسوف تكون قد دمَّرت نفسك تمامًا. فكلّ شخصٍ يكون سلبيًّا وضعيفًا في بعض الأحيان – اكتفِ بطلب الحقّ وسوف تعالج السلبيَّة والضعف بسهولةٍ. تتغيَّر حالة بعض الناس تمامًا بمُجرَّد قراءة فصلٍ من كلام الله أو ترتيل بعض الترانيم؛ ويمكنهم أن يفتحوا قلوبهم في الصلاة إلى الله ويمكنهم تسبيحه. ألم تُحلّ مشكلتهم إذًا؟ فالتعامل والتهذيب شيءٌ جيِّد تمامًا في الواقع. وحتَّى إذا كانت الكلمات المستخدمة في التعامل معك وتهذيبك قاسية بعض الشيء، أو لاذعة بعض الشيء، فذلك لأنك تصرَّفت تمامًا دون حسٍّ وانتهكت المبادئ حتى دون أن تدرك ذلك – فكيف لا يجري التعامل معك في مثل هذه الظروف؟ إنَّ التعامل معك بهذه الطريقة يهدف في الواقع لمساعدتك، فهو محبَّةٌ لك. يجب أن تفهم هذا ولا تشتكي. ولذلك، إذا كان التعامل والتهذيب يُؤدِّيان إلى السلبيَّة والشكوى، فهذه حماقةٌ وجهالة وسلوك شخصٍ بلا حسٍّ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). عندما قرأت كلام الله انهمرت دموعي على وجهي. كانت القائدة محقة في كل ما قالته عند التعامل معي، وتعرضت لانتقادات شديدة لأن كل ما فعلته كان مزعجًا للغاية. لكنني لم أستطع أن أستسلم فحسب. كان علي أن أفكر حقًا في سبب فشلي، وأن أتغير وأتوب. كان هذا هو النهج الصحيح. فصليت، سائلة الله أن يرشدني عند تأملي في هذا الفشل.

ذات يوم، سمعت بعض كلام الله الذي يكشف فيه القادة الكذبة ويشرّحهم وقد ساعدني ذلك على فهم نفسي قليلاً. تقول كلمات الله، "القادة الكذبة لا يؤدُّون أيّ عملٍ فعليّ، لكنهم يعرفون كيف يكونون مسؤولين. ما الشيء الأوَّل الذي يفعلونه بمُجرَّد أن يصبحوا قادة؟ يبدؤون بمحاولة كسب الناس. يتَّخذون منهج "ينبغي على المدير الجديد أن يترك انطباعًا قويًّا": يفعلون أوَّلًا بعض الأشياء لكسب الناس، ويُقدِّمون بعض الأشياء لتسهيل حياة الناس، ويحاولون ترك انطباعٍ جيِّد لدى الناس، ليُظهِروا للجميع أنهم منسجمون مع الجماهير؛ بحيث يمدحهم الجميع ويقولون إنهم مثل الوالدين بالنسبة إليهم، وبعد ذلك يتولّون زمام الأمور بصفةٍ رسميَّة. يشعرون الآن أن لديهم دعمًا شعبيًّا، وأن مركزهم مضمون، وأنه من المناسب والملائم لهم الاستمتاع بمباهج المكانة. وتكون شعاراتهم: "ما الحياة إلّا مَأكَل ومَلبَس"، "اغتنم اليوم للمتعة، فالحياة قصيرة"، و "اشرب اليوم نبيذ اليوم، واقلق غدًا بشان الغد". يستمتِّعون بكلّ يومٍ كيفما كان، وينعمون بأكبر قدرٍ ممكن من المرح، ولا يُفكِّرون في المستقبل، فضلًا عن أن يفكروا في المسؤوليَّات التي يجب على القائد أن يتحمَّلها، والواجبات التي يجب أن يؤدّوها. إنهم يُردِّدون بضع كلماتٍ وعباراتٍ من التعاليم، ويؤدُّون بعض المهام من أجل خاطر الظهور، لكنهم لا يؤدّون أيّ عملٍ حقيقيّ. إنهم لا يحاولون الخوض في المشكلات الفعليَّة في الكنيسة لحلّها تمامًا. ما الهدف من أداء مثل هذا العمل السطحيّ؟ أليس هذا هو الغشّ؟ هل يمكن أن يُعهد بمسؤوليَّاتٍ جديَّة إلى هذا النوع من القادة الكذبة؟ هل يتوافقون مع مبادئ بيت الله وشروطه لاختيار القادة والعاملين؟ (لا). فهؤلاء الناس يفتقرون إلى الضمير والمنطق، ويخلون من أيّ شعورٍ بالمسؤوليَّة، ومع ذلك فإنهم لا يزالوا يرغبون في الخدمة بمنصبٍ رسميّ كقادة كنيسة – فلماذا هم وقحون لهذا الحدّ؟ بعض الناس الذين لديهم حسٌّ بالمسؤوليَّة هم من أصحاب الإمكانات الضئيلة ولا يمكنهم أن يكونوا قادة، فضلًا عن الحثالة البشريَّة الذين ليس لديهم أيّ حسٍّ بالمسؤوليَّة على الإطلاق؛ فهم حتى أقلّ تأهيلًا من أن يصلحوا ليكونوا قادة. يا لكسل مثل هؤلاء القادة الكذبة الكسالى! إنهم يكتشفون مشكلةً ويدركون أنها مشكلةٌ، لكنهم يعاملونها على أنها لا شيء ولا يهتَمُّون بها. إنهم لا يتحلَّون بالمسؤولية على الإطلاق! قد يكونون مُتحدِّثين لبقين ويبدو أنهم يتمتَّعون ببعض المقدرة، ولكن عندما تظهر مشكلاتٌ مختلفة في الكنيسة لا يمكنهم حلَّها. ومع أنمشكلات الكنيسة تستمر في التراكم، وتصبح مثل الموروثات العائليَّة، فهؤلاء القادة لا يكترثونومع ذلك لا يزالوا يصرّون على أداء بعض المهام التافهة بطبيعة الحال. وما هي النتيجة النهائيَّة؟ ألا يتسبَّبون في فوضى في عمل الكنيسة ويفسدونه؟ ألا يتسبَّبون في الفوضى والانقسام في الكنيسة؟ هذه هي النتيجة الحتميَّة" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "يتعامل هؤلاء القادة الكذبة الكسالى مع كونهم قادة أو عاملين كوضعٍ يجب التمتُّع به. ويتعاملون مع الواجب والعمل اللذين يجب أن يُؤدِّيهما القائد كعائقٍ وكإزعاجٍ. تفيض قلوبهم بالتحدِّي تجاه عمل الكنيسة: اطلب منهم أن يراقبوا العمل أو يكتشفوا المشكلات الموجودة في العمل ثم يتابعوها ويحلّوها، فيمتلئوا بالنفور. هذا هو العمل الذي من المفترض أن يُؤدِّيه القادة والعاملون، وهذه هي وظيفتهم. إذا كنت لا تفعل ذلك ولم تكن راغبًا في فعله، فلماذا تريد مع ذلك أن تصبح قائدًا أو عاملًا؟ هل تُؤدِّي واجبك مراعاةً لمشيئة الله أم للتمتُّع بمباهج السلطة؟ أليس من المخزي أن تكون قائدًا إذا كنت ترغب في تولِّي منصبٍ رسميّ؟ لا أحد أدنى مستوى في شخصيته من ذلك. هؤلاء الناس يفتقرون إلى احترام الذات وإلى الخجل" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). أشعرتني قراءة كلام الله هذا بخزي حقيقي. كنت بالضبط ذلك النوع الكسول من القادة. من البداية، شعرت أن الشخص المسؤول لا يتحدث بسلطة فحسب، بل يكتسب أيضًا احترام الآخرين، لذلك عملت بجد وعانيت من أجل هذه المكانة. أعطيت الجميع انطباعًا خاطئًا، مما جعلهم يعتقدون أنني أستطيع تحمل الكثير من المسؤولية. بمجرد وصولي إلى هذا المنصب ووثوق الآخرون بي، ظهرت على حقيقتي. بدأت أستمتع بشعور التفوق الذي جلبه وضعي وعندما رأيت كل هذا العمل وكل تلك الصعوبات، لم أرغب في أن أتعب نفسي. شعرت أنه كان مرهقًا، لذلك فكرت في كيفية تخفيف العبء وتقليل القلق. كرهت التعب الذهني الناتج عن عملية مراجعة مقاطع الفيديو، لذا فقد قدمت بشكل تعسفي اقتراحات غير موثوق بها وطلبت من أشخاص آخرين إجراء تعديلات متكررة، وهو إهدار للقوى العاملة. عندما ظهرت مشكلات في مقطع فيديو كنت مسؤولة عنه، لم أفكر مليًا للتوصل إلى حل، ولكن استخدمت وضعي للتحايل، وجعلت الآخرين يتعاملون معها، ولم أتابعها. لقد ترك ذلك المشكلات دون حل ولم نحرز أي تقدم في عملنا. لقد وجدت كل أنواع الأعذار لتجنب التدريب الجماعي وتسليمه لآخرين كلما أمكن ذلك. كما تباطأت في التخطيط للعمل العاجل وكنت كثيرة الشكوى، مما قيد شريكتي. أُعيق تقدمنا لأنني لم أكن أقوم بالكثير من العمل على الفور... وبالتفكير في كل ما فعلته، أردت حقًا أن أضرب نفسي. عندما حصلت على بعض المكانة، تقت إلى الراحة وكنت دائمًا غادرة ومراوغة. رأيت عملي على أنه لعب أطفال ولم يكن لدي ذرة مسؤولية. لم أحل المشكلات على الفور وظللت غير مبالية عندما رأيت عمل الكنيسة يتضرر. كيف كانت أفعالي مختلفة عن أفعال مسؤولي الحزب الشيوعي؟ يستخدمون جميع أنواع التخطيطات للاستيلاء على المكانة ولا يحلون مشكلات الناس العاديين. إنهم يريدون فقط أن يأكلوا ويشربوا، ويستخدموا سلطتهم لتحقيق مكاسب شخصية. إنه شرير ووقح. كنت هكذا تمامًا. لقد كلفتني الكنيسة بهذا العمل المهم، لكنني فقط اهتممت بالراحة الجسدية والسهولة. كنت أفتقر إلى الإنسانية، ولم أقم بأي عمل حقيقي. لقد أهملت واجبي، وأخرت عمل الكنيسة بشكل خطير. كنت أنانية وحقيرة، وافتقر تمامًا للإنسانية. ثم رأيت بوضوح كم كنت كسولة وأنانية وحقيرة. حصلت على منصبي بالخديعة، لكنني لم أقم بأي عمل عملي. كانت شخصيتي سيئة ولم أكن أستحق الثقة. حقًا لم يكن لديّ أي حس أخلاقي. أشعرني التفكير في كل هذا بالطعنة تلو الأخرى من الألم في قلبي. صليت قائلة: "يا إلهي، أنا أفتقر إلى الإنسانية. قبلت هذه الواجب، لكنني لم أقم بعملي بشكل سليم، مما أعاق عمل الكنيسة. يا الله، استبعادي كان برك. أريد أن أتوب وأتغير. أرجوك أرشدني لأعرف نفسي".

تذكرت في تفكيري كيف شارك معي الآخرون حول هذا مرات عديدة بل وحذروني وتعاملوا معي، لكنني لم آخذ الأمر على محمل الجد. شعرت أن كوني كسولة ومهتمة بوسائل الراحة الجسدية لم تكن مشكلة كبيرة، وأنني لم أكن أؤذي أو أقيّد أي شخص. بما أن لديّ مقدرة وأعرف الوظيفة، اعتقدت أن الكنيسة لن تستبعدني لكوني كسولة. لم أدرك أن هذه كانت مجرد مفاهيمي وتصوراتي الخاصة حتى قرأت كلام الله. تقول كلمات الله، "من لديه المشكلة الأخطر: الكسالى أم أصحاب المقدرة الضئيلة؟ (الكسالى). لماذا يعاني الكسالى من مشكلةٍ خطيرة؟ (أصحاب المقدرة الضئيلة لا يمكنهم أن يكونوا قادةً أو عاملين، ولكن يمكنهم أن يكونوا فعَّالين إلى حدٍّ ما عندما يُؤدِّون واجبًا يتناسب مع قدراتهم. والكسالى لا يمكنهم فعل أيّ شيءٍ؛ فحتَّى إن كانوا من أصحاب الإمكانات، فإنهم لا يفعلون بها شيئًا). لا يستطيع الكسالى فعل أيّ شيءٍ؛ فهم باختصارٍ حثالة. معاقون بالكسل. وبصرف النظر عن مدى جودة مقدرة الكسالى، فإنها ليست سوى مُجرَّد منظرٍ خادع؛ فمقدرتهم الجيِّدة لا فائدة منها. وسبب هذا هو أنهم كسالى للغاية، ويعرفون ما يُفترض أن يفعلوه لكنهم لا يفعلونه؛ وعندما يعلمون أن شيئًا ما يُمثِّل مشكلةً لا يسعون إلى حلٍّ؛ ويعرفون المصاعب التي يجب أن يتعرَّضوا لها ليكون العمل فعَّالًا، لكنهم غير مُستعدِّين لتحمُّل مثل هذه المعاناة النافعة. ونتيجةً لذلك، فإنهم لا يربحون أيّ حقائق ولا يؤدُّون أيّ عملٍ حقيقيّ. فهم لا يرغبون في تحمُّل المصاعب التي يُفترض أن يتحمَّلها الناس؛ ولا يعرفون سوى الطمع في الراحة، ولذَّة الجسد، والتمتُّع بأوقات الفرح والرفاهية، والتمتُّع بالحريَّة، والتمتُّع بحياةٍ حُرَّة مريحة. أليسوا عديمي الفائدة؟ الناس الذين لا يمكنهم تحمُّل المصاعب لا يستحقّوا العيش. وكلّ من يرغب دائمًا في العيش كأحد الطُفيليَّات شخصٌ بلا ضميرٍ أو منطق؛ إنه وحشٌ من نوعٍ لا يصلح حتَّى لتقديم الخدمة. ونظرًا لأنه لا يستطيع تحمُّل المشقَّة، فإن الخدمة التي يُقدِّمها رديئة، وإذا كان يرغب في ربح الحقّ، فيوجد رجاء أقلّ في ذلك. والشخص الذي لا يستطيع أن يعاني ولا يحبّ الحقّ شخصٌ سفيه وغير مُؤهَّلٍ حتَّى لتقديم الخدمة. إنه وحشٌ دون أدنى إنسانيَّة. وما أحوج استبعاد مثل هؤلاء الناس بحسب مشيئة الله" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "إن نظرتك إلى إرساليات الله أمرٌ بالغ الأهمية وخطير للغاية! إذا لم تستطع إكمال ما أوكله الله للناس، فأنت لا تصلح للعيش في محضره ويجب معاقبتك. هذا سبق فعيَّنته السماء واعترفت به الأرض، أن البشر ينبغي أن يكملوا ما يوكله الله إليهم؛ فهذا أعلى مسؤوليَّاتهم وهو مهمٌّ قدر أهميَّة حياتهم. إذا لم تأخذ إرساليَّات الله على محمل الجدّ، فأنت تخونه بأكثر الطرق إيلامًا؛ وهذا أكثر رثاءً من يهوذا وينبغي أن تُلعَن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان). لكن بعد قراءة كلام الله أدركت أنه على الرغم من أنه لا يبدو أنني قد آذيت أي شخص، فقد استخففت بواجبي وعطلت عمل الكنيسة. كانت هذه خيانة خطيرة لله، مكروهة أكثر من خيانة يهوذا. كنت أرتجف، وأتذكر كل ما فعلته في واجبي. لقد تجاهلت شركة الآخرين عدة مرات، واعتقدت أن التباطؤ لم يكن بهذا السوء، حتى أنني كنت أفكر بشكل خاطئ في أنه بما أنني كنت أعرف الوظيفة وأتمتع بالمقدرة، فلن تستبعدني الكنيسة بسبب كسلي. كنت شديدة اللامبالاة والعناد، كان الأمر مثيرًا للشفقة ومضحكًا، ولم أتمكن من رؤية مدى خطورة ذلك. لقد قال الله بوضوح إنه يكره أصحاب المقدرة، إن كانوا كسالى ومراوغين، وحقيرين ولديهم إنسانية فقيرة، ولا يستحقون ثقة الله. الأشخاص ذوو المقدرة الأدنى ولكنهم على استعداد للمعاناة أفضل منهم. إنهم صادقون في واجبهم. يؤدونه بإخلاص وهم مسؤولون. لكن بالنسبة إليّ، شعرت أنني لست سيئة حقًا لأنني بدوت وكأنني أمتلك بعض المقدرة، في حين أنني في الحقيقة لا أستطيع أن أفعل الأشياء الأساسية التي يجب أن يقوم بها الكائن المخلوق في واجبه. أي نوع من الإنسانية والمقدرة هذه؟ في تلك المرحلة، رأيت حقًا حقيقة نفسي، وفهمت لماذا قالت القائدة إنني لا أستحق أن أُنمى، وأنني سأُطرد إذا لم أتب وأتغير. مع هذا النوع من الإنسانية، وكوني كسولة ومخادعة، وعدم تحملي أي مسؤولية تجاه واجبي، لم أكن أستحق الثقة وكان يجب استبعادي وإقصائي. شعرت بأنني مدينة حقًا لله عندما فكرت في كل الوقت الذي أضعته. أردت فقط طلب الحق بشكل جيد منذ ذلك الحين، لأقوم بواجبي لإرضاء الله ورد محبته.

كُلفت لاحقًا بعمل الرسائل النصية. كان هناك الكثير من العمل وكل يوم كان مشغولاً، لذلك ظللت أحذر نفسي بأن أقوم بواجبي بشكل جيد ولا أستسلم للجسد مرة أخرى. تمكنت من تحمل عبء واجبي. بعد مرور بعض الوقت، شعرت أنني قد تغيرت إلى حد ما. ولكن مع زيادة عبء العمل لدينا وظهور بعض الصعوبات، بدأت طبيعتي تُظهر نفسها مرة أخرى. كنت أفكر أن هذا كان مرهقًا ذهنيًا، لذلك أود السماح للآخرين بحل المشكلات الأكثر تعقيدًا. قالت أخت في كثير من الأحيان إنني كنت أتباطأ، وحذرتني بأن آخذ الواجب بجدية أكبر. كنت أقول لها إنني سأفعل، وأؤدي بشكل أفضل لبضعة أيام، ولكن بعد ذلك أشعر بالقلق عندما يحدث شيء معقد وأعتقد أنها مشكلة كبيرة، ومرهقة للغاية في التعامل معها، فأتركها كما هي. مر اليوم تلو الآخر على هذا المنوال. نُقلت أختان من فريقنا لأنهما لم تحققا نتائج جيدة وفجأة شعرت بهذا الشعور المشؤوم. لم أكن أفضل بكثير في واجبي منهما، ولاحظت أن جميع الآخرين يحققون تقدمًا أكثر مما كنت أحقق. سأصبح الأسوأ في الفريق. على الرغم من أنني كنت لا أزال أقوم بواجبي، إلا أنني شعرت بعدم الارتياح حقًا وكنت قلقة من أن أكون التالية في النقل. تحدثت مع أخت عن حالتي فيما بعد، وقالت إن الأمر ليس أنني لا أمتلك المقدرة، لكنني كنت مهملة للغاية. لقد كنت في هذا الواجب منذ فترة، ومع ذلك ما زلت أرتكب أخطاء أساسية حقًا، ما يعني أن هناك مشكلة في طريقة تصرفي تجاهه. ما قالته أثار بعض المشاعر بداخلي. اعتقدت أنني قد عقدت العزم بالفعل على أداء واجبي بشكل جيد، فلماذا ما زلت أتعامل معه بهذه الطريقة؟ أتيت أمام الله لأصلي وأطلب.

ذات يوم، قرأت مقطعًا من كلام الله أعطاني مزيدًا من الوضوح حول مشكلتي هذه. تقول كلمات الله، "وبصرف النظر عن العمل الذي يعمله بعض الناس أو الواجب الذي يؤدّونه، فإنهم غير قادرين على النجاح فيه؛ لأنه يفوق قدراتهم ولا يمكنهم الوفاء بأيٍّ من الالتزامات أو المسؤوليَّات المطلوبة من الناس. أليسوا حثالة؟ هل ما زالوا يستحقَّون أن يسمّوا بشرًا؟ باستثناء البسطاء وأصحاب الإعاقات الذهنيَّة وأولئك الذين يعانون من إعاقاتٍ جسديَّة، هل يوجد أحدٌ على قيد الحياة يجب عليه عدم أداء واجباته والوفاء بمسؤوليَّاته؟ لكن هذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يتواطأ ويمارس ألعابًا قذرة، فهو لا يريد الوفاء بمسؤوليَّاته؛ والمعنى الضمنيّ هو أنه لا يريد التصرُّف كشخصٍ طبيعيّ. لقد منحه الله الإمكانات والمواهب، وأعطاه الفرصة ليكون إنسانًا، ومع ذلك لا يمكنه استخدامها في أداء واجبه. إنه لا يفعل شيئًا غير تمني التمتع بكل شيء. هل يصلح مثل هذا الشخص لأن يُدعى إنسانًا؟ بصرف النظر عن العمل الذي يُسنَد إليهم – سواء كان مُهمًّا أو عاديًّا، أو صعبًا أو سهلًا – فإنهم دائمًا غير مُهتَّمين وغير مبالين كما أنهم كسولون دائمًا ومراوغون. وعندما تظهر المشكلات، يحاولون إلقاء المسؤوليَّة على الآخرين. إنهم لا يتحمَّلون أيّ مسؤوليَّةٍ ويرغبون في الاستمرار في عيش حياتهم الطُفيليَّة. أليسوا حثالة عديمة الفائدة؟ من لا يضطرّ في المجتمع إلى الاعتماد على نفسه للبقاء؟ بمُجرَّد أن يكبر الشخص ينبغي أن يعيل نفسه. فقد أوفى والداه بمسؤوليَّتهما. وحتَّى إذا كان والداه على استعدادٍ لدعمه، فلن يشعر بالارتياح إزاء ذلك، ويجب أن يعترف لنفسه قائلًا: "لقد أكمل والداي مُهمَّة تربية الأطفال. وأنا شخصٌ بالغ وأتمتَّع بالقدرة البدنيَّة ويجب أن أتمكَّن من العيش المُستقلّ". أليس هذا هو الحدّ الأدنى من الشعور الذي يجب أن يتمتَّع به البالغ؟ إذا كان شخصٌ ما لديه حسٌّ حقيقيّ، فلن يتمكَّن من الاستمرار في استغلال والديه؛ وسوف يخاف سخرية الآخرين والتعرُّض للخزي. ولذلك، هل المُتسكِّع العاطل يتمتَّع بالحسّ؟ (لا). فهم دائمًا يريدون شيئًا مقابل لا شيء، ولا يريدون أبدًا تحمُّل المسؤوليَّة، ويبحثون عن وجبة غداء مجانيَّة، ويريدون ثلاث وجباتٍ شهيَّة في اليوم. يريدون أن يعمل شخصٌ ما على خدمتهم، وأن يكون الطعام طيِّبًا دون أداء أيّ عملٍ. أليست هذه هي عقليَّة المُتطفِّل؟ وهل المُتطفِّلون لهم ضميرٌ وحسٌّ؟ هل يتمتَّعون بالكرامة والنزاهة؟ بالطبع لا؛ فهم جميعًا استغلاليّون تافهون، وجميعهم وحوشٌ بلا ضميرٍ أو منطق. ولا أحد منهم يصلح للبقاء في بيت الله" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). تعلمت من كلام الله أن ذوي الضمير والعقل يبذلون كل ما في وسعهم في واجباتهم ويبذلون قصارى جهدهم من أجل واجبهم وليكونوا مسؤولين. في حين أن هؤلاء الذين لا يصلحون لشيء ويفتقرون إلى الإنسانية الطبيعية ليسوا على استعداد أبدًا للمعاناة أو الإزعاج، وهم يلعبون الحيل ويفعلون القليل، دون أي تفكير في مسؤولياتهم أو التزاماتهم. حتى لو أعطاهم الله المقدرة والمواهب وفرصة لأداء الواجب، نظرًا لأنهم لا يتعلمون أي شيء، ويريدون دائمًا الاستمتاع بوسائل الراحة الجسدية، ولا يشعرون بالمسؤولية، في النهاية لن يكونوا قادرين على فعل أي شيء وسيصبحون عديمي الفائدة. شعرت وكأنني مثلما يصف الله هؤلاء الأشخاص الذين لا قيمة لهم تمامًا. بعد استبعادي، سمحت لي الكنيسة بعمل النصوص، الذي كان يمنحني الفرصة للتوبة، لكني لم أكن أعرف أن أعتز بهذا، وبدلاً من ذلك، حافظت على نفس موقف الإهمال تجاه واجبي. كنت أدرك جيدًا أنني كنت مهملة في كيفية التعامل مع المشكلات، لكني لم أرغب في التحسن أو إعطاء المزيد من الطاقة الذهنية أو الوقت للتفكير في الأمور. نتيجةً لذلك، لم أحقق أي تقدم في واجبي. لقد انزعجت من ذلك أيضًا. لماذا تراجعت عن أي صعوبة، واختبأت من أي مشقة؟

قرأت بعض كلام الله في تعبداتي ذات مرة أعطاني بعض الفهم لجذر هذه المشكلة. تقول كلمات الله، "اليوم، أنت لا تصدق الكلمات التي أقولها، ولا توليها أي اهتمام؛ عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ واليوم، مع أن الخطوة التالية من عمل الله لم تبدأ بعد، فلا يوجد ما هو استثنائي فيما يتعلق بالمطالب التي عليك إتمامها وما أنت مطالب بأن تحياه. يوجد الكثير من العمل، والعديد من الحقائق؛ أليست هذه الأمور جديرة بأن تعرفها؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته إيقاظ روحك؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته حثك على بُغض نفسك؟ هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، وتعيش مثل خنزير – ما الفرق بينك وبين الخنازير والكلاب؟ أليس أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، بل بالأحرى يحبّون الجسد، جميعهم وحوشًا؟ أليس أولئك الموتى بدون أرواح هم جميعهم جثثًا متحرِّكة؟ كم عدد الكلمات التي نُطقت بينكم؟ هل ما تم بينكم هو مجرد عمل صغير؟ كم مقدار ما قدمته بينكم؟ ولماذا لم تقتنوه؟ ما الذي لديك لتشكو منه؟ أليست القضية أنك لم تفز بشيء لأنك معجب أيضًا بالجسد؟ أليس لأن أفكارك متطرفة للغاية؟ أليس لأنك غبي جدًا؟ إن كنت غير قادر على اقتناء هذه البركات، فهل يمكنك إلقاء اللوم على الله لأنه لم يُخلِّصك؟ ... هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). قرأت هذا المقطع مرارًا وتكرارًا. في كل مرة أقرأ فيها عبارة "وحوش" و "خنزير أو كلب" و "حقير" على وجه الخصوص، شعرت وكأنها لطمة على الوجه. سألت نفسي: "لماذا أؤمن بالله حقًا؟ هل لمجرد الاستمتاع بالراحة؟ لماذا لديّ مثل هذه المساعي المتواضعة في الحياة، حتى بعد قراءة الكثير من كلام الله؟" شعرت وكأن الشيطان قد أفسدني بشدة. الفلسفات الشيطانية مثل: "ما الحياة إلّا مَأكَل ومَلبَس"، "اغتنم اليوم للمتعة، فالحياة قصيرة" و "اشرب اليوم نبيذ اليوم، واقلق غدًا بشان الغد" كانت الكلمات التي أعيش بها. كانت الراحة الجسدية والمتعة هي أهم مساعيّ في الحياة. تذكرت أن جميع زملائي في الفصل كانوا يستذكرون بجنون قبل امتحانات القبول بالمدرسة الثانوية، لكنني شعرت أن ذلك كان مرهقًا للغاية، وكنت أذهب إلى الملعب للاسترخاء. شعرت أنني يجب أن أعامل نفسي بشكل جيد في الحياة واستمتع بكل لحظة كما جاءت، بغض النظر عما يحمله الغد. قال زملائي في الفصل إنني كنت مسترخية حقًا وشعرت أنها طريقة جيدة للعيش. كنت سعيدة كل يوم دون أي ضغوط أو قلق. كانت تلك هي الحياة التي أردتها. لم أغير هذا المنظور بعد ربح الإيمان واضطلاعي بواجب. عندما يظهر شيء معقد أو صعب، كنت أرى فيه مشكلة وأريد تجنبها، ولا أرغب في الشعور ببعض الانزعاج الجسدي أو الإجهاد. أحببت ألا يكون لدي أي شيء أفعله، وأن أسترخ بحرية وراحة. ولكن ما الذي جنيتُه حقًا من العيش بهذه الطريقة؟ لم أحرز أي تقدم في واجبي، وبددت شخصيتي وكرامتي لأنني كنت غير مسؤولة وعطلت عمل الكنيسة. اشمئز الله مني وانزعج الإخوة والأخوات. تسببت وجهات النظر الشيطانية هذه حول البقاء في الكثير من الضرر. بمعيشتي بهذه الطريقة، كنت دون أي نزاهة أو كرامة، مثل الوحش، خاملة تمامًا، ودون أي أهداف في الحياة. لقد كان ذلك حقيرًا! في الواقع، عندما واجهت صعوبات، كانت مشيئة الله لي أن استخدام هذا الموقف للبحث عن الحق والتوصل إلى فهمه واكتسابه. لكنني لم اقدر هذا وأضعت الكثير من الفرص لربح الحق. "وَرَاحَةَ ٱلْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ" (أمثال 1: 32). هذا صحيح جدًا. كما يقول كلام الله: "يشبه جسدُ الإنسان الثعبانَ: جوهره هو إيذاء البشر وعندما يحصل على ما يريد تكون قد ضيّعت حياتك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). التفكير في الطريقة التي تعاملت بها مع واجبي باستخفاف المرة تلو الأخرى، وإضاعة الكثير من اللحظات الثمينة كان مزعجًا حقًا لي، وبدأت في البكاء دون توقف. شعرت أنني مدينة لله بالكثير. شعرت بالأسف وندمت لأنني فعلت الكثير من الشر. كل هذه الأشياء تلوّث تاريخ إيماني بالله ولا يمكن إزالتها أبدًا، وسأندم عليها دائمًا! احتقرت نفسي من أعماق قلبي. صليت بالدموع قائلة: "يا الله، لقد خيبت ظنك. لقد كنت مؤمنة لسنوات دون طلب الحق، بل طلب وسائل الراحة المؤقتة من الجسد فحسب. أنا فاسدة للغاية! يا الله، لقد رأيت أخيرًا جوهر الجسد وعلى الرغم من أنني قد لا أقدر على التكفير عن تعدياتي، أريد أن أتوب، وأطلب الحق، وأبدأ بداية جديدة".

أرسلت لي أخت فيما بعد مقطعًا من كلام الله وجدت فيه مسارًا للممارسة والدخول. تقول كلمات الله، "عندما تكون للناس أفكارٌ تكون لديهم خياراتٌ. وإذا حدث لهم شيءٌ ما واتَّخذوا القرار الخاطئ، فيجب أن يعودوا ويتَّخذوا القرار الصحيح؛ ينبغي ألَّا يتمسَّكوا بخطئهم على الإطلاق. هذا مثالٌ للشخص الذكيّ. ولكن إذا علم المرء أنه اتَّخذ القرار الخاطئ ولم يعد لاتّخاذ القرار الصحيح، فهو لا يحبّ الحقّ، ومثل هذا الشخص لا يريد الله حقًّا. لنفترض مثلًا أنك أردت أن تكون مهملًا ومتهاونًا عندما كنت تؤدي واجبك. حاولت التراخي وحاولت تجنُّب تمحيص الله. في مثل هذه الأوقات، أسرع للمثول أمام الله للصلاة، وتأمَّل فيما إذا كانت هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرُّف. ثم فكِّر في الأمر: "لماذا أؤمن بالله؟ فمثل هذا التراخي قد لا يلاحظه الناس، ولكن ألن يلاحظه الله؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن إيماني بالله لا يعني التراخي، لكنه من أجل الخلاص. وتصرُّفي هكذا ليس تعبيرًا عن الطبيعة البشريَّة، ولا يحبّه الله. لا، فربَّما أتراخى وأفعل ما يحلو لي في العالم الخارجيّ، لكنني الآن في بيت الله، وفي ظلّ سيادة الله، وقيد تمحيص نظر الله. أنا إنسانٌ، وعليّ أن أتصرف كما يملي عليّ ضميري، ولا يمكنني أن أفعل ما أشاء. ينبغي أن أتصرَّف وفقًا لكلام الله، وينبغي ألَّا أكون مهملًا وبلا مبالاة، ولا يمكنني أن أتراخى. كيف يجب أن أتصرَّف إذًا حتَّى لا أكون متراخيًا ومهملًا وبلا مبالاة؟ ينبغي أن أبذل قدرًا من الجهد. الآن فحسب شعرت أن التصرُّف هكذا كان ينطوي على الكثير من المتاعب، وأنني أردت تجنُّب المشقَّة، لكنني الآن أفهم: قد ينطوي التصرُّف هكذا على الكثير من المتاعب، لكنه أمرٌ فعَّال، وهذه هي الطريقة التي يجب عمله بها". عندما تعمل ولا تزال تشعر بالخوف من المشقَّة، في مثل هذه الأوقات ينبغي أن تُصلِّي إلى الله: "يا الله! أنا كسولٌ ومخادع، فأتوسَّل إليك أن تُؤدِّبني وتُوبِّخني حتَّى يوجد حسٌّ في ضميري وحتَّى أشعر بالخزي. لا أريد أن أكون مهملًا وبلا مبالاة. أتوسَّل إليك أن ترشدني وتنيرني، وأن تكشف لي تمرُّدي وقبحي". عندما تُصلِّي هكذا وتتأمَّل نفسك وتحاول معرفتها، ينتج عن ذلك شعورٌ بالندم وتتمكَّن من كراهية قبحك، وتبدأ الحالة الخاطئة في قلبك بالتغيُّر، وتتمكَّن من التأمُّل في هذا ومبادرة نفسك بالقول: "لماذا أنا مهملٌ وبلا مبالاة؟ لماذا أكون متراخيًا دائمًا؟ التصرُّف هكذا يخلو من أيّ ضميرٍ أو حسّ – فهل ما زلت شخصًا يؤمن بالله؟ لماذا لا آخذ الأمور على محمل الجدّ؟ ألا يجب أن أخصِّص المزيد من الوقت والجهد؟ إنه ليس عبئًا كبيرًا. فهذا ما يجب أن أفعله. إذا لم أتمكَّن حتَّى من عمل ذلك، فهل يصلح أن أُدعى إنسانًا؟" ونتيجةً لذلك، تتخذ قرارًا وتقسم قائلًا: "يا الله! لقد خذلتك، فأنا في الواقع فاسد في الصميم، وبلا ضمير أو إحساس، وأفتقر إلى الإنسانيَّة، وأتمنَّى أن أتوب. أتوسَّل إليك أن تسامحني، وسوف أتغيَّر بالتأكيد. وإذا لم أتب فأتمنى أن تعاقبني". بعد ذلك، يحدث تحولٌ في ذهنك، وتبدأ في التغير. إنك تتصرف وتُؤدِّي واجباتك بوعي وبقدرٍ أقلّ من الإهمال واللامبالاة، وأنت الآن قادر على المعاناة ودفع الثمن، وتشعر أن أداء واجبك بهذه الطريقة أمرٌ رائع، وأن قلبك مطمئنٌ ومبتهج" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). رأيت من كلام الله أن مسؤوليتنا الأساسية كأفراد هي الانغماس في واجبنا. مهما كانت صعوبة الأمر، سواء كان ذلك بسيطًا أو معقدًا، يجب علينا الوفاء بمسؤولياتنا وأن نفعل ذلك بجدية وإخلاص. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا. هذا هو الموقف الصحيح تجاه الواجب. يشير كلام الله أيضًا إلى طريق الممارسة بالنسبة لنا. عندما ندرك أننا نريد أن نبدأ في أن نكون غادرين ومراوغين، نحتاج إلى قبول تدقيق الله، والصلاة، والتخلي عن الجسد. عندما أتأمل في كلام الله، شعرت بفهمه للبشر وتعاطفه معهم. إنه واضح جدًا بشأن هذه المسارات للممارسة والدخول حتى نتمكن من العيش بشبه الإنسان. بعد أن فهمت مشيئة الله ومتطلباته، تلوت صلاة وتخليت عن جسدي عمدًا.

ذات مرة، عندما واجهت مشكلة شائكة مرة أخرى وكان لدي رغبة في التباطؤ والأداء الشكلي بلا روح، صليت قائلة: "يا إلهي، أفكر في أن أراوغ في واجبي مرة أخرى، ولكن لا أريد أن أتعامل معه بهذا الشكل. أرجوك أرشدني لأتخلى عن الجسد وأمارس الحق وأقوم بواجبي جيدًا". بعد أن صليت خطر لي أنه على الرغم من أن الآخرين قد لا يرونني غادرة ومراوغة، فإن الله سيراني كذلك. سيرى ما إذا كنت أمارس الحق أم أستمر في ترضية الجسد. ثم هدأت قلبي لأفكر في ذلك، ودون أن أدرك، أصبحت بعض المبادئ واضحة لي. حُلت المشكلة بسرعة كبيرة. بعد الممارسة بهذه الطريقة عدة مرات، شعرت بهدوء شديد في قلبي وأنها كانت طريقة رائعة لأداء واجبي. أيضًا، اختفت لحظات الذعر التي كنت أواجهها في الماضي بشأن نقلي من واجبي.

الحمد لله! كانت القدرة على التغيير قليلاً هي خلاص الله لي، واستيقظت شيئًا فشيئًا من خلال دينونة كلام الله وإعالته.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما يكمن وراء الخوف من فتح قلبي

في مارس 2020 قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وسرعان ما بدأت أودي واجبًا. بعد فترة وجيزة، انتُخبت شماسة للإنجيل. لقد كنت متحمسة...

عدم السعي في واجبي أضرّ بي

عام 2018، كنت أعمل كمحرر لمقاطع الفيديو في الكنيسة. في البداية، لم أكن أتمتع بالخبرة في مجال تحرير مقاطع الفيديو، وكنت غير مُلمّ بالمبادئ...

خلف ستار إخفاء الآراء

منذ فترة، كنت غير فعالة للغاية في واجبي. في كل مرة أعمل فيها مشروع فيديو، كنت أعدّله عدة مرات، مما أثر بشكل خطير على التقدُّم العام في...

اترك رد