كيف أصبحت قائدة كاذبة
في نهاية عام 2019، كُلِّفتُ بمسؤولية أعمال الفيديو في الكنيسة. آنذاك، شعرت بتوتر شديد. تضمن عمل الفيديو مهارات احترافية لم أتعلمها مسبقًا. فكرة مواجهة مهنة غير مألوفة أشعرتني بثقل صخرة كبيرة على قلبي. عندما تابعت العمل، غالبًا ما ناقش قادة المجموعة القضايا المهنية، وكنت أجلس وأستمع دون أن أفهم شيئًا. عندما ناقشوا الخلافات، سألوني عن آرائي ومقترحاتي، وأشعرني ذلك بالتوتر الشديد، لأنني لم أستطع تحديد المشكلة. أحيانًا قدمت بعض الاقتراحات بناءً على الغريزة، لكن لم يتم تبنيها. وكلما حدث هذا، شعرت بالخجل. كقائدة، لم أستطع رؤية المشكلة، ولا اقتراح أي تعديل. ماذا كان الإخوة والأخوات يظنون بي؟ بعد تكرر ذلك، لم أرغب في المشاركة في مناقشات العمل. فكرت: "لا أعرف هذه القضايا المهنية، وقد فات الأوان للتعلم. هم من يصنعون مقاطع الفيديو، لذا سأدعهم يناقشون جوانبها المهنية. لا أستطيع مساعدتهم في هذا المجال، لكن يمكنني مساعدتهم أكثر في دخول الحياة. إن كانت حالتهم طبيعية، فسيقومون بعمل جيد في مجالهم المهني، ألا أقوم بواجبي إذًا؟ وهكذا لن أحرج نفسي أمامهم". وفقًا لهذه الأفكار، سمحت لهم بمناقشة العمل ولم أشارك.
بعد فترة، اكتشفت أن إنتاج الفيديو كان بطيئًا جدًا، وكانت هناك أيضًا بعض القضايا المتعلقة بالمبادئ، ولم يكن الإخوة والأخوات يتعاونون بانسجام. أبلغت عدة شقيقات عن قائدة المجموعة، الأخت شان وقلن إنها متعجرفة. في العديد من مناقشات العمل، كان على الآخرين الاستماع إليها، مما أدى إلى إعادة عمل الفيديوهات باستمرار. فكرت، "الأخت شان تتمتع بمقدرة جيدة. على الرغم من أن تصرفها متعجرف قليلًا، إلا أنها تتمتع بمهارات مهنية جيدة. من الطبيعي أن يتكبر أصحاب المهارات، أنا فقط بحاجة إلى شركة معها". لذلك، باستخدام كلمة الله، شاركت معها حول كيفية التعاون مع الآخرين، والدروس التي عليها تعلُّمها. آنذاك، أعربت الأخت شان عن استعدادها لقبول كلامي وممارسة الحق. بعد فترة وجيزة، أتت الأخت يانغ إليّ وقالت إنها قضت الوقت والجهد في إنشاء فيديو، لكن عندما شاهدته الأخت شان، رفضت فكرتها للفيديو تمامًا، ولم يكن هناك مجال للتفاوض. كانت الأخت يانغ حزينة جدًّا، وسألتني كيف يجب أن تختبر هذا. فكرت، "تم رفض فكرتها للفيديو، فهل هذا يعني أن فكرتها غير مناسبة، أم أن الأخت شان متغطرسة جدًّا؟" أردتُ أن تخبرني الأخت يانغ بفكرتها للفيديو، لأتمكن من معرفة المشكلة بالضبط. لكنني فكرت بما أنني لا أفهم المهنة، إذا أخبرتني ولم أستطع فهم المشكلة، ماذا ستظنُّ بي؟ قلت لنفسي: "انسي الأمر، سأدعهما تناقشان القضايا المهنية بنفسيهما. سأشارك فقط مع الأخت يانغ حول حالتها وأخبرها أن تختبر هذا على أنه تهذيب وتعامل. إذا تمكنَتْ من معالجة الأمر بشكل صحيح، ستحل مشكلتها في التعاون مع الأخت شان". لذا، شاركت مع الأخت يانغ، وقلت لها أن تقبل نصيحة الآخرين، وتبادر لممارسة الحق وتتعاون مع الآخرين، ولا تدع تصورها يحكمها... ظلت الأخت يانغ حزينة بعد أن سمعت هذا، وغادرت محبطة أخيرًا. بعد أن غادرت، كنت حزينة جدًّا أيضًا، لأنني كنت أعرف أن مشكلتها لم تُحل. أردت أن أرى مشكلة فيديو الأخت يانغ، لكنني كنت قلقة من ألا أرى المشكلة وأبدو غير كفؤ. فكرت، "انسي الأمر، ودعيهما تتعاونان وتحلن المشكلة المهنية بنفسيهما". ثم شاركت مع الأخت شان لحل حالتها. أشرت إلى أن الأخت شان كانت متعجرفة، وأخبرتها أن تعمل بانسجام مع الآخرين وتتعلم من قوتهم، وقلت إنه حتى حين تكون لديها اقتراحات جيدة، عليها مناقشتها مع الآخرين. وعدت الأخت شان بالتركيز على التغيير في المستقبل، ولكنها ظلت متعجرفة، وشعرت دائمًا بأن آراءها أفضل من آراء الآخرين، معتقدة أن لديها خبرة ومهارات أفضل، والآخرون أقل شأنًا منها، وكانت تريد دائمًا أن يكون القرار لها عند التعاون مع الآخرين. أحيانًا، عندما كان الإخوة والأخوات يتفقون على خطة إنتاج، كانت ترفضها تمامًا إن كانت مختلفةً عما تريد وتطالب بإعادة ترتيبها وفقًا لمتطلباتها. إذا شعر الآخرون بأن خطتها غير مناسبة، لم تكن تقبل أي اقتراحات، وترفض اقتراحات الآخرين وتصفها بأنها غير مجدية. لم يتمكن الإخوة والأخوات من التواصل معها، وكان عليهم في كثير من الأحيان إعادة عملهم. كانت حالة الجميع تزداد سوءًا، وكانوا يعيشون في حالة سلبية. رأيت أن الأخت شان كانت متعجرفة وتعسفية مما أثر بشكل خطير على سير العمل، فشعرت بالعذاب الشديد، لأنني لم أستطع التعامل مع المشاكل المهنية. كان لدي إحساس غامض بأن الأخت شان لم تقبل الحق ولم تتب وتتغير، لذا لم تعد صالحة لتخدم كقائدة مجموعة. لكنني أعرف أنها أفضل من غيرها من الناحية المهنية، لذا إذا استبعدت، فمن غيرها سيكون قادرًا على تولي الوظيفة؟ لم أكن متأكدة، لذلك أردت إبلاغ القادة الأعلى مني، لكنني خشيت أنهم إذا رأوا الفوضى التي أحدثتُها في عملنا، قد يتعاملون معي ويطردونني. بعد أن تصارعت مع نفسي، قررت أن أشارك معها ثانية. لذا، ذهبت إلى الأخت شان مرة أخرى. أشرت إلى غطرستها، وكشفتها لكونها دائمًا تعسفية وتريد أن تكون صاحبة القرار، وأخبرتها أن هذا هو طريقُ ضدِّ المسيح. لم تقل كلمة واحدة بعد سماع ما قلته. كان واضحًا أنها لم تقتنع. بعد ذلك، استمرت في القيام بالأشياء بطريقتها الخاصة، وغالبًا ما كانت تتباهى وتقلل من شأن الآخرين، وكان معظم الإخوة والأخوات مقيدين بسببها ولم يرغبوا في التعاون معها. بسبب تشويشها وإرباكها تعطل عمل الفيديو، وفي النهاية، لم يكن لدي خيار سوى إبلاغ القادة الأعلى مني بالمسألة. بعد التحقيق، تم إقصاء الأخت شان من منصب قائدة المجموعة، وتم إقصائي بسبب عدم القيام بعمل عملي أو حل مشاكل عملية.
بعد إقصائي، اعترفت بأن مقدرتي كانت ضعيفة، ولم أكن أعرف المهنة، ولم أستطع القيام بعمل عملي. لكن لم يكن لدي فهم حقيقي لمشاكلي. لاحقًا، عندما قرأت شركة الله عن تمييز مظاهر القادة الكذبة، بدأت أتأمل وأفهم بالضبط ما فعلته. "القادة الكذبة يجيدون العمل السطحيّ، لكنهم لا يُؤدُّون عملًا حقيقيًّا. كما أنهم لا يذهبون أبدًا لفحص مختلف تخصُّصات العمل أو الإشراف عليها أو توجيهها، ولا يزورون مجموعات مختلفة في الوقت المناسب لمعرفة ما يجري، وفحص كيفيَّة تقدُّم العمل، ومعرفة المشكلات التي لا تزال قائمة، وما إذا كان مشرف المجموعة كفؤًا، وكيفيَّة إبلاغ الإخوة والأخوات عن المشرف أو تقييمه، وما إذا كان أيّ واحدٍ يتعرَّض للتعطيل من قائد المجموعة أو المشرف، وما إذا كان أيّ شخصٍ موهوب أو يطلب الحقّ يتعرَّض للإحباط أو النبذ من الآخرين، وما إذا كان أيٌّ من الناس الأكثر بساطة يتعرَّض للتنمُّر، وما إذا كان الناس الذين كشفوا القادة الكذبة وأبلغوا عنهم يتعرَّضون للإحباط أو النبذ، وما إذا كانت اقتراحات الناس تلقى القبول عندما يُقدِّمون اقتراحات جيدة، وما إذا كان قائد المجموعة أو مشرفها شخصًا شرِّيرًا أو يحبّ تعريض الناس للمشكلات. إذا لم يعمل القادة الكذبة أيًّا من هذه المهام، فيجب استبدالهم. لنفترض مثلًا أن شخصًا ما أبلغ قائدًا كاذبًا بأن أحد المشرفين غالبًا ما يقمع الناس ويقيدهم. لقد أخطأ المشرف، لكنه لا يسمح للإخوة والأخوات بتقديم أيّ اقتراحاتٍ، بل ويبحث عن أعذارٍ لتبرئة نفسه وللدفاع عنها، ولا يعترف بخطئه مطلقًا. ألا يجب استبعاد مثل هذا المشرف فورًا؟ هذه مشكلات يجب على القادة حلّها فورًا. لا يسمح بعض القادة الكذبة بالكشف عن مشرفي مختلف المجموعات – أي المشرفين الذين قاموا هم بتعيينهم – بصرف النظر عن المشكلات التي تنشأ في عمل هؤلاء المشرفين. وإذا كشف شخصٌ ما بالفعل عن المشكلات لدى أحد المشرفين، فإن القائد الكاذب يحاول إخفاء الحقائق الصحيحة أو التستُّر عليها، قائلًا: "هذه مشكلةٌ ترتبط بدخول الناس إلى الحياة. من الطبيعيّ أن تكون لدى المشرف شخصيَّة مُتكبِّرة – فكلّ شخصٍ ضئيل المقدرة مُتكبِّر. إنها ليست مشكلة كبيرة، ولكنني بحاجةٍ إلى الشركة معه قليلًا". وأثناء الشركة، يقول المشرف: "أعترف بأنني مُتكبِّرٌ، وأعترف بأن هناك أوقاتًا أشعر فيها بالاهتمام بكبريائي ومكانتي، ولا أقبل اقتراحات الآخرين، لكن الآخرين ليسوا ماهرين في هذا المجال من العمل، وغالبًا ما يُقدِّمون اقتراحات تافهة؛ ولذلك يوجد مبرر لعدم استماعي إليهم". لا يحاول القائد الكاذب فهم الموقف بأكمله، ولا ينظر إلى مدى جودة عمل المشرف، فضلًا عن أن ينظر إلى ما تبدو عليه إنسانيَّته وشخصيَّته وسعيه. فكلّ ما يفعله هو أن يقول بلا مبالاة: "تم إبلاغي بهذا؛ ولذلك فإنني أراقبك وأمنحك فرصةً". وبعد الحديث يقول المشرف إنه يريد التوبة، لكن القائد الكاذب لا يهتمّ بما إذا كان المشرف يتوب حقًّا في وقتٍ لاحق أو يكتفي بالكذب والخداع فحسب" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "فطريقة عمل القادة الكذبة ساذجة وسطحيَّة للغاية: إنهم يجذبون الناس للدردشة، ويُؤدُّون القليل من العمل العقائديّ، ويُقدِّمون للناس القليل من النصائح، ويعتقدون أن هذا هو أداء العمل الحقيقيّ. وهذا سطحيّ، أليس كذلك؟ ما المسألة المخفيَّة وراء هذه السطحيَّة؟ هل هي السذاجة؟ القادة الكذبة ساذجون للغاية في نظرتهم للناس والأشياء. ولا يوجد ما هو أصعب من إصلاح الشخصيَّات الفاسدة للناس. فالطبع يغلب التطبُّع. والقادة الكذبة لا يدركون هذه المشكلة. ولذلك، عندما يرتبط الأمر بنوع المشرفين في الكنيسة الذين يتّسمون بالتعطيل المُستمرّ، والذين يُعطِّلون الناس دائمًا، والذين على الأرجح يُصعِّبون الأمور على الناس، فإن القادة الكذبة لا يفعلون شيئًا سوى الكلام – أيّ بضع كلماتٍ عن التعامل والتهذيب، وهذا كلّ شيءٍ. إنهم لا يسارعون إلى إعادة تعيين الناس أو استبدالهم. تتسبَّب طريقة القادة الكذبة في فعل الأشياء في إلحاق الضرر الجسيم بعمل الكنيسة، وغالبًا ما توقف عمل الكنيسة عن التقدُّم الطبيعيّ السلس الفعَّال؛ بسبب تعطيله وتأخيره وتضرُّره نتيجةً لتدخُّل قلَّةٍ من الأشرار؛ وهذه كلّها عاقبة خطيرة لتصرُّف القادة الكذبة بناءً على العاطفة، وانتهاك مبادئ الحقّ، وتعيين الناس الخطأ. يبدو من الظاهر أن هؤلاء القادة الكذبة لا يفعلون الشرّ عمدًا مثل أضداد المسيح، أو يُؤسِّسون إقطاعيَّتهم الخاصَّة عمدًا، ويتصرَّفون بطريقتهم الخاصَّة. ولكن القادة الكذبة لا يمكنهم، في نطاق عملهم، التعامل بسرعة مع مختلف المشكلات التي يُسبِّبها المشرفون. كما لا يمكنهم إعادة تعيين مشرفي المجموعة الذين هم دون المستوى المطلوب واستبدالهم فورًا؛ ممَّا يضرّ بشدَّةٍ بعمل الكنيسة، وهذا كلّه بسبب إهمال القادة الكذبة" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). عندما قرأت كلام الله هذا، شعرت بالحزن والانكسار. شعرت بأن القائد الكاذب الذي يصفه الله هو أنا. يكشف الله أن القادة الكذبة لا يقومون بعمل عملي، لا يتفحصون العمل أو يشرفون عليه أو يوجهونه، ولا يتحرونه مطلقًا لفهم المشكلات الفعلية ومتابعة عمل معين. عندما يبلغ شخص ما عن مشاكل لدى المشرفين، فإنه لا يجرون تحقيقًا شاملًا أبدًا، ولا يميزون جوهرهم وتأثير عملهم، ويقومون فقط بالشركة مع أولئك المشرفين ويقومون بعمل أيديولوجي. يعتقدون أن هذا يحل المشكلة، فلا ينقلون المشرفين غير المناسبين في الوقت المناسب، مما يتسبب في ضرر جسيم للعمل. كان سلوكي آنذاك هو بالضبط ما كشفه الله. لم أشارك كثيرًا في العمل، ونادرًا ما استفسرت عن سير العمل أو قدمت إرشادات. كنت أعرف أن إنتاج الفيديو كان بطيئًا، وقد بلغني الآخرون أن الأخت شان كانت متعجرفة وتُصر على طريقتها مما أثر على العمل، ومع ذلك، اكتفيت بالشركة عن حالتها وتركت القضية. لم أحقق في ماهية المشاكل عندما حدثت خلافات في عملية إنتاج الفيديو، واكتفيت بالشركة عن وجوب معرفة شخصياتهم الفاسدة وتعلُّم الدروس. اعتقدت أن الشركة والقيام بعمل أيديولوجي حل للمشاكل وقيام بعمل عملي، لكنني لم أسأل أو أحل المشاكل الفعلية التي أعاقت سير العمل. لم تُنقل قائدة المجموعة المتسببة بالاضطرابات أو يتم التعامل معها، وسمح لها بمواصلة تعطيل عمل الفيديو وإعاقته. ألم أكن القائد الكاذب الذي أعلن عنه كلام الله؟ آنذاك، أخبرني أكثر من أخ أو أخت أن الأخت شان تقيدهم. كان يجب أن توافق هي على جميع أفكار وخطط إنتاج الفيديو، إن لم تشارك في صنع القرار، فإنها ستلغي القرار الذي اتخذه الآخرون، وكان على الإخوة والأخوات انتظارها في كل أمر، مما أدى إلى تأخير العمل بشكل كبير. آنذاك، كانت تمتلك السلطة في المجموعة، وكان لها القرار الأخير. أبلغ الإخوة والأخوات عن مشاكلها باستمرار، لكنني كنت عمياء وجاهلة، نادرًا ما كان لدي فهم عميق للعمل، وكنت أنظر فقط إلى سطح المشاكل، لذلك لم أستطع تمييز المشاكل الخطيرة لدى الأخت شان. اعتقدت أن مهاراتها المهنية جيدة، لكن شخصيتها كانت متعجرفة قليلًا، لذا بمساعدة الشركة، يمكنها التأمل في نفسها وربح بعض المعرفة الذاتية. ولكن لأنني لم أستطع رؤية طبيعة ما كانت تفعله، كانت كل شركاتي كلامًا فارغًا، ولم تحل المشكلات الفعلية أبدًا. نتيجة لذلك، لمدة نصف عام، تقيد العديد من الأشخاص بسببها، وشعروا بالسلبية، والضعف، ولم يكن إنتاج الفيديو فعالًا، وتعرقل عمل الفيديو وتعطل بشكل خطير. حينها فقط رأيت الأمر بوضوح، لأنني لم أقم بعمل عملي أو أنقل قائدة المجموعة غير المناسبة في الوقت المناسب، لحق بالعمل هذا الضرر الجسيم. كنت في الحقيقة قائدة كاذبة. في البداية ظننت أنني فشلت في واجبي لأن مقدرتي ضعيفة ولم أكن أعرف المهنة. فقط بعد قراءة كلمة الله رأيت أن عدم محاولتي حتى فهم القضايا وحل المشاكل الفعلية لم تكن مجرد مسألة مقدرة ضعيفة، بل افتقارًا للعمل العملي.
واصلت التأمل في نفسي: "لماذا أنا مترددة في معرفة المزيد عن العمل؟" تذكرت بعض أفكاري وسلوكي في ذلك الوقت، وحينها فقط أدركت أن رؤيتي كانت دائمًا خاطئة. أردت تجنب المشاكل المتعلقة بالمهنة لأنني شعرت بأنني لا أفهمها، ولم أرغب في معرفتها أو تعلمها، وخشيت مناقشة المشاكل مع من يفهمونها، مما جعلني أبدو جاهلة، لذا لم أرغب حتى في تحمل مسؤولية العمل حين كان يجب عليّ ذلك. قرأت لاحقًا في كلمة الله: "السمة الرئيسيَّة لعمل القادة الكذبة هي الهذيان بكلام التعاليم وترديد الشعارات. فبعد إصدار أوامرهم يكتفون بالتنصُّل من المسؤوليَّة عن الأمر. فهم لا يطرحون أسئلة عن التطوير اللاحق للمشروع؛ ولا يسألون عمَّا إذا كانت قد ظهرت أيّ مشكلاتٍ أو اضطرابات أو صعوبات، ويعتبرونه قد اكتمل بمُجرَّد تسليمه. في الواقع، ينبغي عليك كقائدٍ، بعد إكمال ترتيبات العمل، تتبُّع تقدُّم المشروع. وحتَّى إن كنت مبتدئًا في هذه الأمور – وحتَّى إن كنت تفتقر إلى الإلمام به – فيمكنك إيجاد طريقةٍ لتنفيذ مثل هذا العمل. يمكنك أن تجد شخصًا على درايةٍ تامّة به ويفهم العمل المقصود للتحقُّق من الموقف وتقديم الاقتراحات. ومن خلال اقتراحاته يمكنك تحديد المبادئ الملائمة؛ وبالتالي سوف تتمكَّن من تتبُّع العمل. وسواء كان لديك أيّ إلمامٍ بنوع العمل المقصود أو فهم له أم لا، فعلى الأقلّ ينبغي أن تشرف عليه وتتتبَّعه وتُجري استفسارات وتطرح أسئلة لمعرفة تقدُّمه. ينبغي أن تحافظ على فهم هذه الأمور؛ فهذه هي مسؤوليَّتك والدور الذي يجب أن تُؤدِّيه. إن عدم تتبُّع العمل وعدم فعل أيّ شيءٍ آخر بعد تسليمه والتنصُّل من المسؤوليَّة فيما يخصّه هي طريقة أداء الأشياء لدى القادة الكذبة. كما أن عدم اتّخاذ إجراءٍ مُحدَّد لتتبُّع العمل – وعدم فهم أو استيعاب تقدُّم العمل – هو أيضًا مظهرٌ من مظاهر القائد الكاذب" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). فهمت من كلام الله أن عدم متابعة عمل معين بحجة أنني لا أفهم المهنة وعدم حل المشكلات العملية التي كانت موجودة في العمل هي من مظاهر القائد الكاذب غير المسؤول والمتهرب من المسؤولية. أقل ما عليك فعله كقائد هو ترأس العمل ومتابعته، والسؤال عن سير العمل، والبحث عن المشاكل في العمل وحلها. حتى إذا كنت لا تعرف المهنة، يمكنك أن تطلب ممن يفهمونها أن يتحققوا ويقدموا النصيحة، ويمكنك التعاون مع الآخرين لتعويض ما ينقصك. يمكنك القيام بعمل جيد بهذه الطريقة. ولكن بالنسبة إلي، في المجالات التي تنطوي على عمل احترافي، كنت أخشى أن ينظر إليّ إخوتي وأخواتي بإزدراء إن لم أعطِ التوجيهات بنفسي، ولأغطي عيوبي وأوجه قصوري وأحافظ على صورتي ومكانتي على أساس أنني لا أعرف المهنة، تجنبتها ولم أشارك في عمل بعينه. حين واجهنا مشاكل في الإنتاج وتنازع الإخوة والأخوات ولم يتمكنوا من التعاون بشكل جيد، ونتيجة لذلك توقف سير العمل، اتبعت نهج عدم التدخل بدلًا من حل الأمور. ألم أكن تمامًا كالقائد الكاذب المعلن عنه في كلمة الله؟ في الواقع، يشتمل كل عمل بيت الله على مبادئ الحق، ومجرد إتقان المعرفة المهنية لا يكفي للقيام به جيدًا. كقائد، حتى لو كنت لا تعرف المهنة، يجب أن تعرف مبادئ الحق ذات الصلة لتتمكن من توجيه العمل والتحقق منه. بعض القادة لا يفهمون المهنة في البداية، لكنهم يدرسون بجد ويتقنون مبادئ الحق ذات الصلة، وبعد ذلك يمكنهم توجيه العمل وتفحصه عمليًا، ويتحسن العمل باستمرار. صحيح. في هذه المرحلة، سألت نفسي، "لطالما قلت إنني لا أفهم الجانب المهني، لكن هل قمت بدراسته؟ هل بذلت الجهد ودفعت الثمن؟ حين لم أكن أعرف كيف أتحقق من الأشياء، هل سعيت إلى مبادئ الحق؟" لم أفعل أيًا من هذه الأشياء. لقد تكاسلت في واجبي، ولم أحرز أي تقدم، لم أحاول التعلم من الآخرين أو السعي إلى مبادئ الحق عندما لم أفهم الأشياء، وحافظت على شهرتي ومكانتي تحت ستار عدم فهم المهنة، مما عنى أن العديد من المشاكل والصعوبات العملية لم يتم حلها على الفور أثناء أداء إخوتي وأخواتي لواجباتهم، فكان لذلك تأثير خطير على عمل الفيديو. كانت هذه نتائج شعاراتي، وعدم القيام بعمل عملي، وعدم حل المشاكل العملية.
بعدها قرأت أيضًا في كلمة الله، "عندما يطلب الله أن يتخلى الناس عن المكانة والوجاهة، فليس معنى ذلك أنه يحرم الناس من حق الاختيار؛ بل لأن الناس – في الوقت الذي يسعون فيه وراء الوجاهة والمكانة – يعطلون عمل الكنيسة ويربكونه؛ كما يعطلون دخول شعب الله المختار إلى الحياة، ويمكن أن يكون لهم تأثير في أكل الآخرين وشربهم لكلام الله وفي فهمهم للحق، وبالتالي في نيل خلاص الله. هذه حقيقة لا مراء فيها. حين يسعى الناس وراء وجاهتهم ومكانتهم، من المؤكد أنهم لن يطلبوا الحق، ولن يؤدوا واجبهم بإخلاص، بل سيتكلمون ويتصرفون من أجل الجاه والمكانة، وكل العمل الذي يفعلونه هو، بلا استثناء، لأجل هذه الأمور. لا ريب في أن السلوك والتصرُّف على هذا النحو يعني السير في طريق أضداد المسيح؛ وهو بمثابة تعطيل وعرقلة لعمل الله، كما أن تبعاته جميعًا تعيق انتشار إنجيل الملكوت وانسيابية مشيئة الله داخل الكنيسة. لذلك قد يقول قائل جازمًا إن الطريق الذي سلكه أولئك الذين يسعون وراء الجاه والمكانة هو طريق مقاومة الله. إنها مقاومة مقصودة ضده ومعارضة له؛ إنها تعاون مع الشيطان في مقاومة الله، والوقوف ضده. وهذه طبيعة سعي الناس وراء المكانة والوجاهة. تتمثل المشكلة مع الأشخاص الساعين وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أهداف الشيطان؛ إنها أغراض شريرة وجائرة. عندما يسعى الناس وراء مصالحهم الشخصية، كالوجاهة والمكانة، فإنهم يغدون دون أن يشعروا أداةً للشيطان وقناةً له، وفوق ذلك يصبحون تجسيدًا للشيطان. إنهم يلعبون دورًا سلبيًّا في الكنيسة، بالنسبة لعمل الكنيسة، ولحياة الكنيسة الطبيعية، وللسعي الطبيعي لشعب الله المختار، فتأثيرهم هو الإزعاج والإضعاف؛ إن لهم تأثيرًا سلبيًّا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الأول)). بتأملي في كلام الله، رأيت أن كل ما فعلته في واجبي هو الحفاظ على صورتي ومكانتي، وأنني لم أحافظ أبدًا على عمل الكنيسة، مما تسبب في ضرر للعمل. كنت أخشى أن يزدريني الآخرون إذا لم أفهم المهنة، لذا لأخفي عيوبي، لم أشارك في مناقشات العمل، ولم أتابع عملًا بعينه. حتى عندما رأيت أن قائدة المجموعة كانت متعسفة ومعرقِلةً للعمل، لم أحل المشكلة. كنت أخشى أيضًا أن يكتشف القادة الأعلى مني أنني لم أقم بعمل عملي ويقصوني، لذا لم أبادر لتقديم تقرير تصاعدي والبحث عن حلول، وشاهدت عمل الكنيسة يعاني. كنت أخفي الحقائق بشكل صارخ، وأخدع من هم أعلى وأقل مني منزلة، وأجعل الناس يعتقدون خطأً أن العمل الذي أشرف عليه كان خاليًا من المشاكل وطبيعيًا، لأتمكن من حماية منصبي القيادي. ولكن بينما بذلت قصارى جهدي لحماية صورتي ومكانتي، شعر إخوتي وأخواتي بأنهم مقيدون، ولم يمكنهم المضي قدمًا في واجبهم، وعاشوا في ألم ومعاناة، وعانوا في حياتهم، وتعرقل عملهم بشدة. لكنني لم أهتم بأي من هذا. أليست كل هذه من مظاهر القادة الكذبة؟ وأنا أتأمل في هذه الأشياء، شعرت ببعض الخوف، لكنني شعرت أيضًا بالندم والأسف. كرهت نفسي لكوني أنانية ومخادعة جدًّا. كان ضميري مخدرًا! يعد عمل الفيديو وجهًا رئيسيًّا من أوجه عمل الكنيسة. أديت مثل هذا الواجب المهم، لكنني لم أكن أراعي مشيئة الله، حافظت على صورتي ومكانتي في كل شيء، وعطلت عمل الكنيسة وأعقته. التفكير في كل سلوكياتي في واجبي والضرر الذي جلبته للعمل الكنسي كان مؤلمًا كما لو أن سكينًا غُرز في قلبي. شعرت بالخجل من المجيء أمام الله. بالدموع والندم صليت إلى الله: "يا الله، كنت ماكرة وتحايلت في واجبي، ولم أقم بعمل عملي. لا يمكن تعويض الخسارة التي جلبتها للعمل الكنسي. أريد أن أتوب إليك في واجبي في المستقبل، وأطلب أن تفحصني!"
لاحقًا، وجدت بعض الطرق لممارسة كلمة الله والدخول فيها. "كيف تكون شخصًا عاديًا وطبيعيًا؟ كيف يمكن للناس، كما يقول الله، أن يأخذوا المكان المناسب لكائن مخلوق – كيف لا يحاولون أن يكونوا بشرًا خارقين، أو شخصياتٍ عظيمة؟ كيف لك أن تمارس لتكون شخصًا عاديًّا وطبيعيًّا؟ كيف يمكن فعل ذلك؟ ... أولًا، لا تنشغل بلقبك الخاص. لا تقل: "أنا القائد، أنا رئيس الفريق، أنا المشرف، لا أحد يعرف هذا العمل أفضل مني، لا أحد يفهم المهارات أكثر مني". لا تنشغل باللقب الذي اخترته لنفسك. فبمجرد قيامك بذلك، ستقيد يديك وقدميك، وسيتأثر ما تقوله وتفعله؛ كما سيتأثر تفكيرك العادي وحكمك على الأمور. لهذا يجب أن تحرر نفسك من أغلال هذه المكانة؛ أنزل نفسك أولًا من هذا المنصب الرسمي الذي تتخيل أنك تحوزه، وضع نفسك في موضع الشخص العادي؛ إذا قمت بذلك، فسيصبح سلوكك طبيعيًا. يجب أيضًا أن تعترف وتقول: "لا أعرف كيف أفعل هذا، ولا أفهم ذلك أيضًا – سأضطر إلى إجراء بعض البحث والدراسة" أو "لم أجرب هذا مطلقًا، لذلك لا أعرف ماذا أفعل". عندما تكون قادرًا على قول ما تفكر فيه حقًا وتتحدث بصدق، ستتمتع بإحساس طبيعي. سيعرف الآخرون حقيقتك، وبالتالي ستصير لديهم نظرة طبيعية تجاهك، ولن تضطر إلى التظاهر، ولن يكون هناك أي ضغط كبير عليك، وبالتالي ستكون قادرًا على التواصل مع الناس بشكل طبيعي. العيش بهذه الطريقة حرٌّ وسهل؛ وكل من يجد الحياة مرهقة قد تسبب في ذلك بنفسه. لا تتظاهر أو ترتدِ قناعًا. انفتح أولًا حول ما تفكر فيه في قلبك، حول أفكارك الحقيقية، حتى يكون الجميع على دراية بها ويفهمها. نتيجة لذلك، ستتخلص من مخاوفك والحواجز والشكوك بينك وبين الآخرين. كذلك تتعثّر أنت أيضًا بسبب شيء آخر؛ إذْ تعتبر نفسك دائمًا رئيسًا للفريق أو قائدًا أو عاملًا أو شخصًا له لقب ومكانة: إذا قلت إنك لا تفهم شيئًا ما، أو لا تستطيع أن تقوم بأمرٍ ما، ألستَ تشوه سمعتك؟ عندما تضع هذه القيود الموجودة في قلبك جانبًا، وعندما تتوقف عن التفكير في نفسك كقائد أو عامل، وعن الاعتقاد بأنك أفضل من الآخرين، وتشعر بأنك شخص عادي يشبه أي شخص آخر، وأن هناك بعض المجالات التي تكون فيها أقل شأنًا من الآخرين – عندما تشارك الحق والمسائل المتعلقة بالعمل بهذا السلوك، يصبح التأثير مختلفًا، والأجواء مختلفة أيضًا. إذا كانت في قلبك مخاوف دائمًا، إذا كنت تشعر دائمًا بالتوتر والعجز، وإذا كنت تريد التخلص من هذه الأشياء ولكنك لا تستطيع، فيمكنك أن تكون فعالًا في القيام بذلك عن طريق الصلاة بجدية إلى الله، ومراجعة نفسك، ورؤية عيوبك، وسعيك نحو الحق، ووضع الحق موضع التنفيذ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). بعد قراءة كلام الله، أشرق قلبي كثيرًا. في الماضي، كنت أضع نفسي دائمًا في موقع القائد. أردت دائمًا التظاهر بأنني أعرف كل شيء لأجعل الآخرين يتطلعون إلي، ولا أريد أن يرى الآخرون جانبي الحقيقي. كنت أعتقد أنه لكي أكون قائدة، يجب أن أكون فوق الآخرين و أكون كلية القدرة. كان هذا خطأ. في الواقع، لم أكن أفضل بكثير من الآخرين. كانت شخصياتي الفاسدة نفس شخصيات إخوتي وأخواتي، وكان هناك الكثير من الأشياء التي لم أتمكن من رؤيتها وفهمها بوضوح. كوني قائدة كان مجرد فرصة للممارسة. كان علي أن أتخلى عن لقبي، وأكون صادقة، وأصارح إخوتي وأخواتي بذاتي الحقيقية، وأتعاون مع الجميع على قدم المساواة وخلال قيامنا بواجباتنا. إذا لم أفهم شيئًا ما، عليَّ أن أعترف به وأسمح لمن يفهمونه بالشركة أكثر عنه. بهذه الطريقة، يمكنني حل مشاكل العمل في الوقت المناسب وكذلك تعويض أوجه قصوري. إذا كانت هناك مشكلة لا يمكنني رؤيتها بوضوح أو حلها، فعليّ الإبلاغ عن ذلك بشكل تصاعدي في الوقت المناسب لتجنب المشكلات الخطيرة لاحقًا.
الآن، تم اختياري لقيادة الكنيسة ثانية. أنا ممتنة جدًّا، وأعرف أن هذه فرصة لي لكي أقدم توبة. لا أستطيع أن أعوض عن تجاوزاتي الماضية، لذا أود أن أبذل قصارى جهدي في المستقبل. أقسمت لنفسي: سأفعل كل ما في وسعي وما يجب أن أفعله لأداء هذا الواجب بشكل جيد، وإذا سمحت لشخصيتي الفاسدة أن تجعلني غير مسؤولة في واجبي ثانية، آمل أن تأتيني تزكية الله وتأديبه. هناك العديد من المهام في واجبي الآن والتي لا أعرف الكثير عنها. في بعض الأحيان، عندما يأتي إخوتي وأخواتي لمناقشة العمل، لا أفهم جيدًا، وأشعر بالرغبة في تجنب الموقف وعدم المشاركة، لكن عندما أفكر في الدروس المستفادة من إخفاقاتي السابقة، أشعر بالخوف قليلًا. أصلي بسرعة إلى الله، وأطلب منه أن أبقى هادئة، وقادرة على الاستماع بعناية، وأن أقدر على العمل مع إخوتي وأخواتي لإيجاد طرق لحل المشاكل. بعد أن أقوم بتعديل حالتي والانخراط فعليًا في هذه المهام وأنا أتحمل عبئًا، لا أتمكن من تحديد المشكلة فحسب، بل أحيانًا يمكنني تقديم اقتراحات معقولة. عندما تكون هناك قضايا متعلقة بالمبادئ لا يمكنني رؤيتها بوضوح أو حلها، أبلغ قادتي الرئيسيين عنها وأطلب المساعدة. بهذه الطريقة، لا يتأخر العمل ويتم حل المشكلة بسرعة.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.