أخيرًا فهمت معنى الوفاء بواجبي
يقول الله القدير، "إن تأدية الإنسان لواجبه هي في الواقع إنجاز كل ما هو متأصل فيه، أي لكل ما هو ممكن للإنسان. وحينها يكون قد أتمَّ واجبه. تتقلّص عيوب الإنسان أثناء خدمته تدريجيًا من خلال الخبرة المتواصلة وعملية اختباره للدينونة، وهذه العيوب لا تعيق واجبه أو تؤثر فيه. أولئك الذين يتوقفون عن الخدمة أو يتنحّون ويتراجعون خوفًا من القصور الذي قد يكون موجودًا في الخدمة هم الأكثر جُبنًا بين كل الناس. إذا لم يستطع الإنسان أن يعبّر عمّا يجب التعبير عنه أثناء الخدمة أو أن يحقق ما يمكنه أساسًا تحقيقه، وبدلاً من ذلك يخادع ويتهاون، فقد خسر الوظيفة التي على المخلوق أن يتحلى بها. يُعد هذا النوع من الناس عاديًا وتافهًا وعديم النفع. كيف يمكن لشخص كهذا أن يُكَرَّم بلقب مخلوق؟ أليسوا كيانات من الفساد تسطع في الخارج ولكنها فاسدة من الداخل؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). ساعدتني كلمات الله على فهم ما يعنيه فعلًا القيام بواجبنا. هذا يعني أنه مهما كنا بارعين أو موهوبين، علينا أن نطبِّق كل ما نفهمه. لا يمكننا اللجوء لطرق ملتوية أو تأدية العمل ظاهريًا. بل علينا مواصلة الجهاد بناءً على ما يطلبه الله. هكذا، يمكننا تعويض أي ضعف أو قصور في أداء واجباتنا، وسنحصل على نتائج أفضل وأفضل.
أرادت الكنيسة، في الآونة الأخيرة، تصوير بعض مقاطع الفيديو لترانيم منفردة من كلمات الله. أرادني قائد فريقنا أن أكون المرنمة الرئيسية وأن أعزف على الجيتار إحدى الترانيم. توترت بعض الشيء، عندما أخبرني عن هذا، فالترنيم والعزف على الجيتار أصعب من مجرد الترنيم. بالإضافة إلى أنني حاولت الترنيم الفردي مثل هذا من قبل، لكن أثناء الترنيم ركزت على أدائي فخرجت عن اللحن، لكن عندما ركزت على اللحن، تجمدت تعبيرات وجهي. في النهاية، لم يتمكنوا من استخدام اللقطات. في مواجهة نفس المهمة، أردت أن أقول لا، لكنني لم أعتقد أن ذلك يتماشى مع مشيئة الله. اعتقد جميع إخوتي وأخواتي أنني مناسبة تمامًا للترنيمة، لذلك اعتقدت أنني يجب أن أتوافق مع الأمر، وأؤدي واجبي. لذا، قبلت الدور. بعد يومين من التدريب، تمكنت من استيعاب مهمة الترنيم والأداء جيدًا. لكن نغمات الجيتار كانت معقَّدة للغاية ويصعب تذكرها. أصبحت قلقة حقًا، مع بقاء يوم واحد فقط قبل التصوير. كنت أخشى أنه قد فات وقت التدريب، وإذا واصلت التدرب، حسنًا، ألن تتورم يداي؟ بغض النظر عن الانزعاج، فقد لا أتذكر اللحن حتى. عند هذه الفكرة، لم أرغب في تحمل النتائج، لذلك ظللت أحاول التفكير في الحل الأمثل لهذه المشكلة الصعبة. هذا عندما خطرت لي فكرة: يمكنني أن أطلب من المصوِّر ألا يصور يديَّ كثيرًا، ومن ثمَّ فلن أحتاج إلى العمل بجد على هذه النغمات المُزعجة، أليس كذلك؟ ولا يزال بإمكاننا تصوير الفيديو. تبدو فكرة جيدة. كنت في الواقع غير مرتاحة قليلًا عندما خطرت لي هذه الفكرة. شعرت وكأنني كنت غير مسؤولة. ماذا لو كانت هناك مشكلة في النغمات، واضطررنا إلى إعادة تصوير الفيديو؟ لكن بعد ذلك قلت لنفسي: "الوقت ضيق للغاية وهي ترنيمة صعبة للغاية. سيكون عزف الترنيمة جيدًا أمرًا شاقًا ومرهقًا. لا يمكنني الأداء فوق مستواي. بالإضافة إلى أن هذا حتى نتمكن من إخراج الفيديو بأسرع وقت ممكن. يجب على الجميع أن يتفهم". بعد ذلك، ركَّزت على ترنيمي وأدائي، دون أن أقلق كثيرًا بشأن النغمات. اعتقدت أن الأمر يجب أن يكون جيدًا بما فيه الكفاية.
عندما حان وقت التصوير، طلبت من الأخ الذي كان يصوِّر ألا يأخذ الكثير من اللقطات المقرَّبة ليديَّ. لم أكن أعتقد أنه ستكون هناك أي مشكلة. لكن في اليوم التالي، قال المخرج إنني أعزف بعض النغمات بشكل خاطئ، وسألني عما يحدث. شعرت بالذنب الشديد، واحمرَّ وجهي. فكرت: "آه لا، هل سيتعين علينا إعادة التصوير؟". أسرعت لأسأل محرِّر الفيديو إذا كان هناك حل آخر، فهز رأسه فحسب وقال: "لقد حاولتْ، إنه ليس جيدًا". في هذا الوقت، علمت أنه سيتعين علينا إعادة التصوير. شعرت بالسوء لمعرفتي أنني سبب المشكلة. فيما بعد، عندما اجتمعنا لمناقشة ما حدث، أخبرت الجميع بأسبابي لفعل ما قمت به. عاتبتني أخت قائلة: "لماذا لم تخبرينا أنك لم تتعلمي عزف النغمات؟ الآن علينا تصوير كل شيء من جديد وتأخير المشروع بأكمله. كان هذا إهمالًا وعدم مسؤولية منك!". لم أستطع قبول ما قالته فحسب، وفكرت: "ألم أبذل قصارى جهدي؟ الحقيقة أنني لا أستطيع عزف النغمات، وفعلت ذلك للتأكد من انتهاء الفيديو سريعًا. كان عليهم تصوير يديَّ فحسب، أليس كذلك؟". لقد اختلقت الأعذار فحسب دون أي تأمل ذاتي. لكن بعد ذلك أخبرتني أخت أخرى: "إذا كنت تواجهين مشكلة، فكان من الممكن أن تتدربي أكثر، حتى لو أُجِلَ التصوير لبضعة أيام. لكن لا يمكنك العمل بمثل هذا التشويش. أنتِ المرنمة الرئيسية، كيف سيبدو الأمر إذا لم نُظهرك تعزفين على الجيتار؟ كانت هذه عدم مسؤولية ولا مبالاة شديدين منك!". عندما سمعتها تقول "شديدين" تأثرت حقًا، ولم يسعني إلا التفكير: "إذا اعتقد جميع إخوتي وأخواتي أنني مهملة في واجباتي، فربما أنا مخطئة حقًا؟ أردت أن يمضي التصوير بشكل جيد أيضًا. لكن مهما كانت نظرتك، فقد تأخر المشروع، وعلينا إعادة التصوير، لأنني عزفت النغمات خطأ. أنا أستحق اللوم بالتأكيد". شعرت بالسوء من هذه الفكرة. وتوقفت عن الاحتجاج وبدأت أفكر.
وجدت فيما بعد مقطعًا من كلمة الله حرك مشاعري حقًا. تقول كلمات الله، "ما هي نتيجة أداء واجبك بتكلف واستهتار؟ النتيجة هي أن أداءك لواجبك سيكون ضعيفًا على الرغم من أنك قادر على أدائه بشكل جيد، وبذلك لن يرتقي أداؤك إلى المستوى المطلوب، ولن يكون الله راضيًا عن موقفك تجاه واجبك. إذا سعيت أولًا وتعاونت بشكل طبيعي، وإذا كرست كل أفكارك لواجبك، وإذا أديته من أعماق قلبك وروحك، وبذلت كل جهدك فيه، وخصصت له فترة من عملك وسعيك وأفكارك، أو خصصت بعض الوقت للمواد المرجعية، وكرَّست له كل عقلك وجسدك؛ إذا كنت قادرًا على التعاون بهذا الشكل، فسيكون الله أمامك وسيرشدك. أنت لا تحتاج إلى بذل الكثير من القوة؛ فعندما لا تدخر أي جهد في التعاون، سيكون الله قد رتب بالفعل كل شيء من أجلك. أما إذا كنت ماكرًا وخائنًا، وتغيَّر قلبك في منتصف العمل وضَلَلت، فلن يُبدي الله أي اهتمام بك؛ وستكون قد فقدت هذه الفرصة، وسيقول الله: "أنت لست صالحًا بما فيه الكفاية، أنت عديم الفائدة. اذهب وتَنَحَّ جانبًا؛ فأنت تحب أن تكون كسولًا، أليس كذلك؟ أنت تحب أن تكون مخادعًا وماكرًا، أليس كذلك؟ هل تحب الراحة؟ حسنًا، خذ قسطًا من الراحة إذًا". سيعطي الله هذه النعمة والفرصة للشخص التالي. ماذا تقول: هل هذه خسارة أم فوز؟ إنها خسارة فادحة!" (من "كيف تحلّ مشكلة الإهمال واللامبالاة عند أدائك لواجبك" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كشفت كلمات الله حالتي. لقد وافقت على التدرُّب لأتولى الدور القيادي، لكنني في الواقع لم أفعل ما وعدت به. لم أعالج نقاط ضعفي أو أبحث عن معلومات لتحسين عزفي. لقد تقاعست عن التدريب، لأنني اعتقدت أن الأمر سيكون صعبًا للغاية. وقدمت عذرًا بأنني لم يكن لدي الوقت، وطلبت من المصوِّر تجنب اللقطات المقرَّبة ليديَّ. اعتقدت أن بإمكاني التخلص من ذلك، لكن انتهى الأمر بتأخير المشروع. لقد كان حقًا عدم مسؤولية ولا مبالاة مني! عندما ظهر واجبي، لم أُرد بذل جهدٍ لعزف الترنيمة جيدًا والشهادة لله. بدلًا من ذلك، سلكت الطريق الأقل مقاومة، والآن كان علينا إعادة كل شيء. كيف يمكن أن أكون غير مسؤولة هكذا؟ فقط القليل من التدريب، والقليل من الجهد، وما كنت لأضر بعمل بيت الله. كرهت نفسي قليلًا عند تلك المرحلة. وفكرت: "إذا سنحت لي فرصة أخرى، فلن أكون طائشة ثانية. حتى لو اضطررت إلى استنفاد نفسي من التدريب على تلك النغمات، فسأفعل ما يجب عمله".
قرر الآخرون منحي يومين آخرين للتدرب. كان هذا حقا مؤثرًا بالنسبة لي وشكرت الله على إتاحة الفرصة لي للتعويض عن تعديِّ. عملت بجد في تدريبي بعد ذلك لحفظ جميع النغمات، لكنني شعرت بالتوتر حقًا. كنت أخشى أن أسلوبي لم يرق لمستوى المبتدئين، وأن يومين لن يكفيا لأتحسن، فبدأت أشعر بالقلق مرة أخرى. لكن كلما زاد قلقي، نسيت أكثر، وكلما نسيت، زاد قلقي. مرَّ ذلك الصباح كغمضة عين، وظللت لا أستطيع عزف الترنيمة جيدًا، وكانت يداي تؤلمانني. عادة ما آخذ استراحة من التدريب بعد الغداء، لكن هذه المرة، علمت أنه يجب عليَّ الاستمرار. كنت أعلم أنني لا أستطيع تحمُّل أخذ قسط من الراحة، ولكن كان عليَّ استغلال كل لحظة كان يجب أن أعزف فيها النغمات بشكل صحيح. بمجرد أن عزمت على الصواب، أرشدني الله. بعد ظهر ذلك اليوم، وسرعان ما اكتشفت كيفية حفظ النغمات في أقسام! لقد أصبحت أفضل وأفضل. لكنني كنت أتدرب لفترة طويلة حتى بدأت يداي بالتورم، وكنت أميل إلى التراخي مرة أخرى. عندما وجدت نفسي أفكِّر بهذه الطريقة مرة أخرى، فكرت في شيء قاله الله، وهرعت لأقرأه: "عندما يكون عليك القيام بواجب يحتاج إلى جهدك وإنفاقك، ويتطلب ذلك منك تكريس جسدك وعقلك ووقتك، عليك ألا تتوانى عن بذل كل جهد، وألا تضمر أي مكائد، أو تترك أي مساحة للمناورة، فإذا فعلت ذلك، أو كنت تقوم ببعض الحسابات، أو كنت ماكرًا وخائنًا، فمن المحتَّم إذًا أن تقوم بعمل سيّئ. قد تقول: "لم يرَني أحد أتصرف بمكر، كم هذا جميل!" أيّ نوع من التفكير هذا؟ أنت تعتقد أنك قد نجحت في خداع الناس، وخداع الله أيضًا، لكن في حقيقة الأمر، هل يعلم الله ما فعلته أم لا؟ (هو يعلم). وبشكل عام، فإن الأشخاص الذين يتفاعلون معك على مدار فترة زمنية طويلة سيكتشفون ذلك أيضًا، وسيقولون إنك شخص مراوغ دائمًا، ولا يجتهد أبدًا، ويبذل فقط خمسين أو ستين أو ثمانين في المائة من جهده على الأكثر. سيقولون إنك تفعل كل شيء بطريقة مرتبكة للغاية، وتغض الطرف عما تفعله، ولا تراعي ضميرك أبدًا في عملك. وإذا تم إجبارك على القيام بشيء ما، عندها فقط تبذل القليل من الجهد؛ فإذا كان هناك شخص ما سيتحقق مما إذا كان عملك يرقى إلى المستوى المطلوب أم لا، حينها تقوم بعمل أفضل قليلًا، ولكنك تتراخى قليلًا إذا لم يكن هناك أحد ليتحقق من عملك. أنت لا تقوم بالعمل من قلبك إلا إذا تم التعامل معك، وفيما عدا ذلك، تنام باستمرار في العمل وتحاول أن تُفلت مما يمكنك الإفلات منه مفترضًا أنه لا أحد سيلاحظ ذلك. لكن يمر الوقت، ويلاحظ الناس ذلك، ويقولون: "هذا الشخص لا يمكن الاعتماد عليه وغير جدير بالثقة؛ إذا كلفته بتأدية واجبٍ مهمٍ، فإنه بحاجة إلى أن تشرف عليه. يمكنه القيام بالمهام والوظائف العادية التي لا تتطلب أي مبادئ، ولكن إذا كلفته بالقيام بأي واجب حيوي، فمن المرجح أنه سيُفسد الأمر، وحينها ستكون قد خُدِعت". سوف يراه الناس على حقيقته، وسوف يكون قد تخلى تمامًا عن الكرامة والنزاهة. إذا لم يكن هناك أحد يستطيع الوثوق به، فكيف لله أن يفعل؟ وهل سيكلفه الله بأي مهام كبرى؟ مثل هذا الشخص غير جدير بالثقة" (من "يجب أن يبدأ دخول الحياة باختبار تأدية واجبك" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة").
جعلتني كلمات الله أدرك كم كنت روتينية في واجبي. كنت متهاونة في التدريب على النغمات، ولم أكن أصل إلى أعلى مستوى. لم أكن أرهق نفسي بشكل كامل. كنت أتعامل بتراخٍ وتشويش في واجبي. لم يكن لدي أي نزاهة، ولم أكن جديرة بالثقة. لطالما اعتبرت نفسي شغوفة وأعمل بجد في واجباتي، وأن لديّ ولاء لا يفنى. لكنني اكتشفت الآن أنني لم أركِّز على النتائج، لكنني كنت مشوَّشة، فكيف كنت أؤدي واجبي هكذا؟ إذا واصلت هذا المسلك، فمن يجرؤ على الوثوق بي ثانيةً؟ ألم أكن أقامر بنزاهتي وشرفي؟ لقد ارتكبت تعدٍ في المرة السابقة، ولا أرغب في تكراره. لا يهم إن تورَّمت يداي أو تَعِبْتُ، كانت أخلاقي وكرامتي أكثر أهمية. لذا، عقدت العزم على الاستمرار في التدرُّب على العزف، مهما كان متعبًا أو صعبًا. بمجرد أن عقدت العزم على التوبة حقًا، رأيت بركات الله وإرشاداته. في ذلك اليوم بالذات، تدرَّبت حتى منتصف الليل، وتمكنت من حفظ جميع النغمات تقريبًا. تدربت طوال اليوم التالي حتى ألِفْتُ الترنيمة بأكملها. أثناء التصوير، ركزت باهتمام على كل خطوة، وصلَّيت بصمت متكلة على الله. لدهشتي، صورنا كل شيء في مرة واحدة! رؤية الأمر يتحول بهذه الطريقة، منحني إحساسًا بالسلام. لقد ذقت حلاوة ممارسة الحق.
كُلفت لاحقًا بواجب تأليف الموسيقى. لم أؤلف لحن ترنيمة منذ فترة طويلة، لذا كنت بعيدة عن الممارسة قليلًا. بالتحديد، كنا نؤدي ترانيم الروك مؤخرًا، وهو ما لم أفعله من قبل، لذلك كنت قلقة بعض الشيء. لكنني كنت أعلم أن هذا واجب يجب أن أؤديه، وكان عليَّ أن أبذل قصارى جهدي. لذا، وضعت خطة لإكمال ترنيمتين بنهاية الشهر. عملت وقتًا إضافيًا في تلحين الترانيم، وعندما كنت متعَبة، طلبت من الله أن يعينني على إهمال الجسد. عثرت على لحن وسرعان ما حوَّلته إلى ترنيمة كاملة. عندما انتهيت منه، استمع إليه إخوة وأخوات، وقالوا إنه لا بأس به، وإنه يحتوي الأسلوب المناسب لموسيقى الروك. لكن في داخلي، فكرت: "ستكون الترنيمة أفضل، لو عملت أكثر وحسَّنت لحن القرار". لكن كان لدي أفكار أخرى. لم يكن لدي اتجاه واضح في ذلك الوقت، ولم أرغب في أن أسأل نفسي كثيرًا. علاوة على ذلك، لم يكن لدى إخوتي وأخواتي مشكلة في ذلك. كانت جيدة بما فيه الكفاية. بالإضافة إلى ذلك، لقد تعلمت للتو كيفية تلحين هذا النوع من الترانيم، لذا كان من الطبيعي أن تكون معيبة. لقد قدمتها لقائد الفريق.
بعد بضعة أيام، أخبرني أنني على المسار الصحيح، لكن اللحن كان خشنًا بعض الشيء. اقترح أن أفكِّر في الكلمات أكثر قليلًا. شعرت ببعض المقاومة لهذا وفكرت: "لقد تعلمت للتو كيفية تأليف هذا النوع من الترانيم. أنت تطلب مني الكثير!". لقد قضيت بالفعل الكثير من الوقت في ذلك، وبضعة أيام أخرى في انتظار رده. مضى أسبوعان بالفعل. عندما رأيت أنه لم يكن هناك تقدم، قلقتُ بعض الشيء. ستتطلب مراجعة اللحن الكثير من الجهد، ولم أكن أعرف كيف سينتهي. لذا، أعدت كتابة اللحن الرئيسي. قال قائد الفريق إنه يفتقر إلى النغمة ويبدو وكأنه ترنيمة للأطفال. شعرت بالاكتئاب حقًا. وفكرت: "أبذل كل ما بوسعي، ولكن لم أنل حتى موافقة على ترنيمة واحدة. ماذا عليَّ أن أفعل؟". لاحقًا، ألَّفتُ بضعة ألحان أخرى، لكن لم يُقبل أي منها. لقد صُدمت للغاية، وفكرت كيف عزمت على تلحين ترنيمتين بنهاية الشهر، لكنني لم أنتهِ حتى من واحدة. لقد فشلت في واجباتي، فهل أصلح لأي شيء؟
في اجتماع لاحق، ذكَّرني قائد الفريق: "ألحانك أصلية تمامًا والأنماط جيدة، فلماذا لم يُعتَمد أي شيء بعد؟ أنتِ لا تولين اهتمامًا للكلمات، لذلك لا يتناسب اللحن مع الكلمات. في كل مرة تغيريه، يزداد الأمر سوءًا، وهذا يعوق عمل بيت الله". ثم تحدث أخ آخر: "أنت لا ترنمين جيدًا في التسجيلات. بعضها لا يتطابق حتى مع النوتة الموسيقية. أنت تهملين!". تعامل الإخوة معي وتأنيبي كان مهينًا، لدرجة أنني وددت لو أختفي. عندما وصلت إلى المنزل صلَّيت إلى الله: "يا الله، لقد كنت روتينية في واجبي. لم أكن متفانية، لكنني لا أعرف كيف أعالج هذه المشكلة. أرجوك أعني وأرشدني".
فيما بعد، قرأت هذا في كلمات الله: "أليس التعامل مع الأمور بهذا الاستخفاف وعدم الشعور بالمسؤولية من صفات الشخصية الفاسدة؟ ما هذا؟ إنها حقارة. في جميع الأمور، يقولون: "هذا حقٌّ تقريبًا"، و"هذا قريب بما فيه الكفاية"؛ إنه موقف يستخدمون فيه كلمات مثل: "ربما"، و"من المحتمل"، و"أربعة من أصل خمسة"، إنهم يفعلون الأشياء بلا مبالاة، وهم راضون عن القيام بالحد الأدنى، كما أنهم راضون عن التخبط قدر المستطاع؛ إذ إنهم لا يرون أي فائدة في أخذ الأمور على محمل الجد أو السعي إلى تحقيق الدقة، ولا يرون كثيرَ فائدةٍ في السعي إلى المبادئ. أليست هذه صفات الشخصية الفاسدة؟ هل تعتبر مظهرًا من مظاهر الطبيعة البشرية؟ إن سمَّيناها غطرسة فذلك صحيح، وإن سميناها فسادًا فذلك مناسب تمامًا أيضًا، ولكن الكلمة الوحيدة التي تصفها تمامًا هي "الحقارة". هذه الحقارة موجودة في إنسانية غالبية الناس؛ فهم في جميع الأمور يرغبون في القيام بأقل قدر ممكن ليروا ما يمكنهم الإفلات منه، وهناك نفحة من الخداع في كل ما يفعلونه. إنهم يغشون الآخرين عندما يستطيعون ذلك، ويختارون الطريق الأسهل عندما يمكنهم ذلك، ويكرهون قضاء الكثير من الوقت أو التفكير كثيرًا في أمر ما. ويعتقدون أن كل شيء على ما يرام ما داموا يستطيعون تفادي أن يكشفهم أحد، وما داموا لا يتسببون في أي مشاكل، ولا يُحاسَبون، وبالتالي يمضون قدُمًا متخبطين. بالنسبة إليهم، يمثل أداء العمل بشكل جيد صعوبة أكبر مما يستحق الأمر. لا يتعلم أشخاص كهؤلاء شيئًا إلى حد إتقانه، ولا يبذلون جهدًا في مجال دراستهم. إنهم لا يريدون سوى فَهمِ الخطوط العريضة لأي موضوع، ثم يعتبرون أنفسهم بارعين فيه، ومن ثم يعتمدون على ذلك للمضي في تخبطهم. أليس هذا موقف الناس تجاه الأشياء؟ هل هو موقف جيد؟ هذا النوع من المواقف التي يتبناها مثل هؤلاء الأشخاص تجاه الناس والأحداث والأشياء هو، في بضع كلمات، "موقف متخبط"، ومثل هذه الحقارة موجودة في كل البشرية الفاسدة" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). "كيف يمكن للمرء أن يميز الفرق بين النبلاء والمنحطين؟ انظر ببساطة إلى سلوكهم وطريقة تعاملهم مع الأشخاص والأحداث والأشياء، انظر كيف يتصرفون، وكيف يتعاملون مع الأشياء، وكيف يتصرفون عند ظهور المشكلات. فالأشخاص الذين يملكون شخصية ويتمتعون بالكرامة دقيقون وجادون ومثابرون في أفعالهم، وهم على استعداد لتقديم التضحيات. أما الأشخاص الذين لا يملكون شخصية ولا يتمتعون بالكرامة فهم طائشون ومهملون في أفعالهم، ودائمًا ما يلجؤون إلى بعض الحيل، ويريدون دائمًا أن يتصرفوا بتخبط فحسب. إنهم لا يتعلمون أي مهارة حتى درجة الإتقان، وبغض النظر عن طول مدة دراستهم، فإنهم يظلون حائرين بسبب جهلهم في الأمور المتعلقة بالمهارة أو المهنة. ويبدو كل شيء على ما يرام ما دمتَ لا تلحّ عليهم للحصول على إجابات، ولكن بمجرد أن تفعل ذلك، يصابون بالذعر، ويتصبب العرق من جباههم ليغمر حواجبهم، ولا يملكون أي رد. أولئك أشخاص ذوو شخصية منحطة المستوى" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). فقط عندما قرأت هذا أدركت أنني كنت مهملة في واجبي، لأن كان هناك شيء حقير داخلي. كنت أرغب في القيام بأقل قدر ممكن من كل شيء، دون الاهتمام بجودة عملي. لم أرغب في السعي لمبادئ الحق والقيام بواجبي كما يطلب الله. عندما أفكِّر في هذا الوقت، سواء أكان تصوير فيديو أو تلحين ترنيمة، كلما واجهت مشكلة تتطلب مجهودًا، وكلما احتجت إلى دفع الثمن، كنت سعيدة بالحد الأدنى من الجهود، ولم أحاول التحسُّن أو العمل بجدية أكبر. في الواقع، كنت أعرف أنني إذا عملت بجد وباهتمام أكبر، كنت سأؤدي واجباتي على نحوٍ أفضل. لكنني لم أفعل سوى الحد الأدنى، ودائمًا ما أطلق العنان لنفسي. لذا لم أستطع التقدم في عملي أو الشهادة لله في واجبي، وظللت أعطِّل عمل الكنيسة نتيجة لذلك. كيف يمكنني القول إنني أديتُ واجبي؟ من الواضح أنني كنت أعوق عمل بيت الله. هذا عندما رأيت مدى خطورة حقارتي. لقد تشوشت وانحرفت وحاولت خداع الله. كنت أفتقر إلى الشخصية والكرامة. يحب الله من يؤدون واجبهم بأمانة واجتهاد، الذين يسعون لمبادئ الحق في مواجهة الصعوبات، ويؤدون واجبهم كما يطلب الله. إنهم يتمتعون بالشرف والنزاهة، وهم ذوو قيمة عالية في نظر الله. مقارنة بهم، لم أكن أستحق أن أدعى إنسانة، لذا شعرت بالخزي. في تلك اللحظة، فهمت: كان الله يخلِّصني من خلال تهذيب إخوتي لي والتعامل معي. خلاف ذلك، كنت سأصبح مشوشة دائمًا خلال هذا الطريق. ولم أكن لأؤدي واجبي على نحو حسن، وكنت سأعطل عمل بيت الله، ويطرحني الله خارجًا.
قرأت المزيد من كلمات الله: "عمل الله يتم من أجل البشرية، وتعاون الإنسان يُعطى من أجل تدبير الله. بعد أن يقوم الله بكل ما ينبغي أن يقوم به، يُطلَب من الإنسان ألا يكون محدودًا في ممارسته، وأن يتعاون مع الله. في عمل الله، لا ينبغي على الإنسان بذل أي جهد، بل يجب أن يقدم ولاءه ولا ينخرط في تصورات عديدة، أو يجلس منتظرًا الموت. يمكن أن يضحي الله بنفسه من أجل الإنسان، فلماذا لا يمكن أن يقدم الإنسان ولاءه لله؟ لله قلب واحد وعقل واحد تجاه الإنسان، فلماذا لا يمكن للإنسان أن يقدم القليل من التعاون؟ يعمل الله من أجل البشر، فلماذا لا يستطيع الإنسان أن يؤدي بعضًا من واجبه من أجل تدبير الله؟ لقد وصل عمل الله لهذا المدى، وأنتم ما زلتم مشاهدين لا فاعلين، تسمعون ولا تتحركون. أليس مثل هؤلاء الناس كائنات للهلاك؟ كرس الله نفسه كلها من أجل الإنسان، فلماذا اليوم الإنسان عاجز عن أداء واجبه بجد؟ بالنسبة لله، عمله هو أولويته، وعمل تدبيره ذو أهمية قصوى. بالنسبة للإنسان ممارسة كلمات الله واستيفاء متطلباته هي أولويته. هذا ما ينبغي عليكم جميعًا أن تفهموه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وممارسة الإنسان). لقد تأثرت كثيرًا عندما كنت أفكر في كلمات الله. لله قلب واحد وعقل واحد تجاه الإنسان. لقد صار جسدًا مرتين ليخلِّص البشرية التي أفسدها الشيطان. لقد أُذلَ ورُفض عبر الأجيال وعانى الكثير. في مواجهة فسادنا العميق ولامبالاتنا الحمقاء، لم يتركنا الله أبدًا، بل ظل يعبِّر عن الحق ليخلِّصنا. مقدرتنا ناقصة، ونحن بطيؤون في قبول الحق، لكن الله يشارك معنا بصدق واستفاضة. يستخدم أحيانًا التشبيهات والأمثلة، ويروي القصص لإرشادنا من كل الزوايا وبكافة السبل. هذا حتى نتمكَّن من فهم الحق والدخول فيه. يتحمَّل الله مسؤولية حياتنا ولن يستريح حتى يكمِّلنا. كانت رؤية شخصية الله ونواياه الجادة ملهمة حقًا. لكن عندما فكرت في كيفية معاملتي لله، وكيف تعاملت مع واجباتي، شعرت بالندم، ولم أعد أرغب في تشويش واجبي بعد الآن. وقفت أمام الله وصليت، أسأله كيف يمكنني التوقف عن الإهمال والقيام بواجبي بشكل جيد.
ثم قرأت كلمات الله التي تقول: "ما هو الواجب؟ إنه إرسالية يكلف الله الناس بها. كيف يجب عليك إذًا أداء واجبك؟ يكون ذلك بأن تتصرَّف وفقًا لمتطلبات الله ومعاييره، وباتخاذ مبادئ الحق أساسًا لسلوكك بدلاً من رغبات الإنسان الشخصية. بهذه الطريقة، يرقى أداؤك لواجباتك إلى المستوى المطلوب" (من "لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "ما معنى أن تأخذه على محمل الجد؟ لا يعني أخذه على محمل الجد أن تبذل مجهودًا قليلًا أو تعاني بعض العذاب الجسدي. الأمر الأساسي أن يكون الله في قلبك، مع عبء. في قلبك، يجب أن تقيّم أهمية واجبك، ثم تحمل هذا العبء والمسؤولية في كل ما تفعله وتبذل مجهودًا فيه. يجب أن تجعل نفسك جديرًا بالمهمة التي أوكلها الله إليك، بالإضافة إلى كل ما فعله الله لأجلك، وآماله لك. فعلُ هذا وحده يعني الجدية. لا جدوى من قيامك بالعمل بدون اهتمام. قد تخدع الناس، لكن لا يسعك أن تخدع الله. إن لم يكن هناك ثمن حقيقي ولا وفاء عندما تؤدّي واجبك، فهو ليس بالمعيار المطلوب" (من "أداء الواجب جيدًا يتطلّب ضميرًا على أقل تقدير" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). جلب هذا الوضوح في قلبي. إن الله ائتمننا على واجبنا، ويجب أن نفعل ما يطلبه، وأن نتصرف بحسب الحق. لا يمكننا الانتقاء والاختيار أو اتباع رغباتنا بشكل أعمى. علينا أن نلبي معيارًا معينًا في واجبنا؛ مجرد الظهور وكأننا نعمل بجد لا يفي بالغرض. الأمر الأساسي هو أن يكون لديك شعور بالمسؤولية، أن تكون مجتهدًا وجادًا، في السعي والتفكير وإيجاد طرق للتحسُّن. عندئذٍ يمكننا القيام بواجبنا وإرضاء الله. فيما بعد، أصبحت أحلل الكلمات بعناية عند تلحين الترانيم، وأعثر على بعض الترانيم التي تتناسب مع حالتها الشعورية. وأفكر جيدًا في كيفية استخدام الآخرين اللحن للتعبير عن نفس الشعور، وحول معنى الكلمات والحالة الشعورية واتجاه اللحن. وبعد أن أفهم كل ذلك، أبدأ التلحين. وبعد ذلك، أطلب نصيحة إخواني وأخواتي، وأراجع اللحن مرتين، ثم يصبح جاهزًا. لم يستغرق الأمر سوى أسبوعًا للانتهاء. قُبل لحن آخر قمت بمراجعته. عندما رأيت القليل من الوقت الذي استغرقته لإنهاء ذلك اللحن، شعرت بمزيد من وخز الضمير والندم، لمحاولتي التلاعب بواجبي من قبل. رأيت مدى سوء إفساد الشيطان لي، ومدى خطورة حقارتي، وكم كنت مهملة في عملي. بفضل ترتيبات الله، تعامل إخواني وأخواتي معي، يمكنني أخيرًا السعي للحق لأعالج شخصياتي الفاسدة، وأؤدي واجبي بتفانٍ. أشكر الله على خلاصه!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.