أخيرًا تحررت من سوء فهمي لله
في 2019، كنت قائدة للكنيسة. ولأنني أهملت مسؤولياتي، وسعيت للاسم والمكانة فقط، وكنت أغار من شريكتي، ولا أتعاون، ولا أعمل معها بانسجام، تأثر عملنا بشدة. تعاملت معي القائدة، وعرضت المساعدة والدعم مرات عديدة، لكني لم أتقبلها. وفي النهاية، أُعفيت. أحبطتني خسارة واجبي بشدة. كنت قد أُعفيت قبل ذلك بسبب السعي وراء الاسم والمكانة، وظهرت المشكلة نفسها فجأة مرة أخرى. أدركت أنني أبالغ في الاهتمام بالسمعة والمكانة، وأعطل عمل الكنيسة باستمرار. ولم يبدُ أنني مناسبة للقيادة مطلقًا.
أُجريت انتخابات قائدة للكنيسة بعدها بشهور. وذات يوم أخبرتني أخت: "أود أن أصوت لك كقائدة". شعرت بالتوتر عندما سمعت هذا. عندما كنت قائدة، سعيت دائمًا وراء الاسم والمكانة، وارتكبت الكثير من الشرور، وعطلت عمل الكنيسة. كان الاسم والمكانة نقطة ضعفي، لذلك، إذا أُعيد انتخابي قائدة وبدأت أفعل الأشياء القديمة نفسها، وأسعى للسمعة والمكانة، وعطلت عمل الكنيسة، فماذا سيحدث؟ لو استمرت أفعالي الشريرة في التراكم، ألن أتعرض للإدانة والاستبعاد؟ عندئذ، قلت لها: "تريدين أن تصوتي لي دون حتى أن تعرفيني. يجب أن تتحملي مسؤولية صوتك. إذا أدليت بصوتك بدون اتباع المبادئ واُنتخب الشخص الخطأ، فهذا ارتكاب للشر". اعتقدت أن العمل كقائدة أو عاملة ليس رهانًا آمنًا. كان نطاق مسؤولياتي في واجبي الحالي صغيرًا، وحتى لو ارتكبت بعض الأخطاء، فلن يعاني عمل الكنيسة كثيرًا. لكن أن أكون قائدة شيء مختلف. فأي هفوة تؤثر على عمل الكنيسة عمومًا وتضر جميع الإخوة في الكنيسة. وهذا شر عظيم. وبصرف النظر عن أي شيء، لم أرد أن أكون قائدة. ذات مرة في اجتماع، طلبت أخت رأيي في انتخابات الكنيسة. وبدا أنها تريد أن تصوت لي. فأوضحت لها بسرعة: "أنا لا أسعى للحق، وأفتقر إلى دخول الحياة. وأضررت بعمل الكنيسة في السابق لأنني سعيت للاسم والمكانة كقائدة". وأخبرتها أيضًا عن الفساد الذي أظهرته في السابق، وعن عيوبي وأخطائي لأقنعها بأنني لست قائدة جيدة.
بعدئذ شعرت بالذنب. لماذا أؤكد للآخرين أنني لست مناسبة كقائدة؟ لماذا لا أتبنى سلوك الخضوع تجاه الانتخابات؟ قرأت هذا المقطع من كلام الله في عبادتي: "في الحقيقة، لا ينبغي أن يرى الناس الإيمان على أنه مجرد إيمان بوجود الله، وأنه الحقّ والطريق والحياة، وليس أكثر. كما أن الإيمان ليس في اعترافك بالله وإيمانك أنه سيد كل شيء، وأن الله قدير، وأنه خالق كل ما في العالم، وأن الله فريد وهو الأسمى، ولا هو مجرد دفعك لتصديق هذه الحقائق. مشيئة الله هي أن تعطي كيانك بجملته وقلبك إلى الله وتخضع له؛ الإيمان كذلك هو أنك يجب عليك اتباع الله، والسماح له باستخدامك، وأن تكون سعيدًا بخدمته، وتفعل أي شيء من أجله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). حرَّك كلام الله مشاعري حقًّا، وأدركت أن الشخص الذي يمتلك إيمانًا حقيقيًّا يتبع الله ويستطيع تقديم قلبه له، ويطيع ترتيبات الله، ويسعد بخدمة الله. وبصرف النظر عن نوعية الواجب الذي يؤديه أو كيفية معاملة الله له، فإنه يقبل هذا دون شروط، ويخضع دون أي اختيارات أو مطالب شخصية. هذا هو الضمير والعقل الصحيح. عندما تأملت نفسي، ورغم أنني مؤمنة وأقوم بواجبي، فإنني كنت دائمًا أتبع اختياراتي وطلباتي الخاصة في واجبي، دون أن أخضع لله. اعتقدت دائمًا أن القادة يتولون أعمال أكثر، ولذلك يُكشفون على نحو أسرع، وأنهم حالما يرتكبون خطأ ويعطلون عمل الكنيسة، يصبح مستقبلهم ومصيرهم على المحك، لذلك لم أرد أن أصبح قائدة أو عاملة. حاولت التفكير في كل شيء لأتجنب انتخابات الكنيسة، وأحدِّث الآخرين عمدًا عن مشكلاتي وعيوبي خشية أن ينتخبوني. ثم أدركت أنني كنت أحذر الله، وأسيء فهمه، ولا أطيعه مطلقًا. فكرت في سلوك نوح تجاه إرسالية الله. عندما أمره الله ببناء الفُلك، لم يفكر في الخسائر أو المكاسب الشخصية أو ما إذا كان الله سيسمح له باستخدام السفينة لتجنب الطوفان بعد أن ينهي بناءها. بل سارع إلى بناء السفينة، كما طلب الله. لقد أطاع نوح الله وراعى مشيئته، لكني أؤمن وأقوم بواجبي من أجل مستقبلي ومصيري فحسب. كنت أفكر دائمًا فيما إذا كنت مباركة أم لا. لم أفكر مطلقًا في مشيئة الله أو عمل الكنيسة. أردت القيام بأي واجب لا يتطلب تولي مسؤولية. وأي شيء يتطلب التضحية وتولي المسؤولية، كنت أتجنبه بكل ما أوتيت من قوة. لم أراعِ مشيئة الله أو متطلباته، وأردت بركاته فحسب. أي إيمان هذا؟ كنت أستغل الله، وأغشه. لم أكن مطيعة أو مخلصة. عندما أدركت هذا، صلَّيت إلى الله: "إلهي، دافعي لأداء واجبي ليس سليمًا، فإنه ليس السعي للحق وطاعتك، بل للحصول على غاية جيدة، دون أن أفكر في مشيئتك. إلهي، لا أريد الاستمرار في غشك على هذا النحو. أريد أن أتوب. وأيًا كان الواجب الذي رُتب لي، سوف أقبله وأخضع".
وانتهى الأمر بانتخابي قائدة للكنيسة. علمت أن فرصة الاستمرار في الممارسة كقائدة نعمة من الله، لكن ساورتني بعض المخاوف. بصفتي قائدة كنيسة، إذا سعيت وراء الاسم والمكانة مثلما حدث سابقًا، وعطلت عمل الكنيسة، فهل سأُكشف وأُستبعد؟ شعرت بأني غير مستعدة كقائدة، لكن سيكون رفض هذا الواجب عصيانًا لله. فخضعت على مضض.
وبعد وقت قصير، بما أن هناك العديد من الوافدين الجدد ينضمون إلينا، احتجنا إلى قائدة فريق لتتولى عمل السقاية. فقدم الإخوة بعض الاقتراحات لمرشحين. كانت شريكتي مشغولة بأشياء أخرى، لذلك طلبت مني أن أراجع تقييمات الإخوة للمرشحين المحتملين. فكرت: "لو نظرت إلى التقييمات أولًا، يجب أن أكون أول من يدلي برأية. ماذا لو أخطأت في شيء واخترت الشخص الخطأ، ألن يتسبب هذا في تعطيل عمل السقاية؟ ورغم أنني في النهاية سأناقش الأمر وأقرر مع شريكتي، إذا كنت أول من يعبر عن رأيه، فسوف أصبح المسؤولة. إذا استمرت تعدياتي في التراكم، فلن أصل إلى نتيجة أو غاية جيدة". أخافتني هذه الفكرة، ولم أرد أن أصبح أول مَن يعبر عن رأيه. أدركت أنني لست في الحالة المناسبة، وأنني أسأت فهم الله وكنت حذرة منه، لكني لم أستطع طرد هذه الفكرة. لذلك صارحت الإخوة وطلبت شركتهم. فقالت لي أخت: "إن أردتِ التخلص من سوء الفهم والحذر من الله، يجب أن تفكري في المفهوم الخطأ المؤدي إلى هذا". أعطاني هذا اتجاهًا لفهم المشكلة. صليت إلى الله ولجأت إليه، وقرأت أيضًا كلام الله ذا الصلة.
وذات يوم، قرأت مقطعين من كلام الله. "يؤمن بعض الناس بالله لبضعة أعوام ولكنهم لا يفهمون النزر اليسير من الحق. تظل نظرتهم إلى الأشياء مثل نظرة غير المؤمنين. عندما يرون قائدًا كاذبًا أو أحد أضداد المسيح ينكشف ويُستبعَد، يقولون لأنفسهم: "إن الإيمان بالله واتّباعه والعيش في حضرته يعني أن تكون في وضع محفوف بالمخاطر! فهو أشبه بالعيش دون معرفة ما سيحدث!" ويقول آخرون: "خدمة الله تعني أن 'مصاحبة الملك أشبه بمصاحبة النمر' كما يقال. بكلمة واحدة خاطئة وبخطأ واحد سوف تسيء إلى شخصية الله وسوف تُستبعَد وتُعاقَب!" هل هذان التعليقان صحيحان؟ "وضع محفوف بالمخاطر" و"العيش دون معرفة ما سيحدث" – ماذا يعنيان؟ إنهما يعنيان خطرًا كبيرًا، وأنه يوجد خطر كبير في كل لحظة، وأن أدنى قدر من الإهمال سيُفقد المرءَ توازنه. أما عبارة "مصاحبة الملك أشبه بمصاحبة النمر" فهو قول شائع بين غير المؤمنين. وهو يعني أن العيش بجانب ملك من الأبالسة أمر خطير للغاية. إذا طبَّق المرء هذا القول على خدمة الله، فأين خطؤه؟ أليس من التجديف على الله مقارنة ملك من الأبالسة بالله، أي برب الخليقة؟ إنها مشكلة خطيرة. فالله إله بار وقدوس، وفكرة أن الإنسان يجب أن يُعاقب على مقاومته لله أو معاداته هي أمر قدّرته السماء وأقرّته الأرض. إن الشيطان إبليس لا يملك ذرَّة من الحق؛ فهو قذر وشرير؛ إذ يقتل الأبرياء ويبتلع الأخيار. كيف يمكن تشبيهه بالله؟ لماذا يُحرِّف الناس الحقائق ويشوهون الله؟ هذا تجديف شنيع عليه! عند تهذيب بعض الناس الذين يكونون سلبيين غالبًا ولا يؤدون واجباتهم بصدق، وعند التعامل معهم، فإنهم يقلقون من استبعادهم، ويقولون غالبًا لأنفسهم: "الإيمان بالله وضع محفوف بالمخاطر بالفعل! بمجرد أن تفعل شيئًا خاطئًا يجري التعامل معك؛ وبمجرد أن تُصنَّف كقائد كاذب أو كأحد أضداد المسيح، فإنك تُستبدَل وتُستبعَد. من المألوف في بيت الله أن يغضب الله، وعندما يخطئ الناس، فإنهم يُستبعَدون بكلمة. وبيت الله لا يمنحهم حتى فرصة للتوبة". هل هذا حقًا هو الأمر الواقع؟ هل بيت الله لا يمنح الناس فرصة للتوبة؟ (هذا خطأ). أولئك الأشرار وأضداد المسيح لا يُستبعَدون إلا لأنهم خضعوا للتهذيب والتعامل معهم لشرورهم المتعددة، ولكن على الرغم من التحذيرات المتكررة، فإنهم لا يغيرون عاداتهم. ما هي مشكلة الأشخاص الذين يفكرون بهذه الطريقة؟ إنهم ببساطة يبررون أنفسهم. إنهم لا يطلبون الحق، ولا يقدمون الخدمة بشكل صحيح، ويشتكون بمرارة وينشرون المفاهيم؛ لأنهم يخافون من الطرد والاستبعاد. من الواضح أن طبيعتهم البشرية سيئة، وغالبًا ما يكونون مهملين وغير مبالين وسلبيين ومتكاسلين في عملهم. إنهم يخشون أن ينكشفوا ويُستبعَدوا؛ ولذلك يلقون باللوم كله على الكنيسة وعلى الله. ما السمة الظاهرة هنا؟ إنها سمة الحكم على الله والاستياء منه ومقاومته. وهذه التعليقات هي أوضح المغالطات وأسخف الادعاءات" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "بعد طرد بعض القادة والعاملين، يقومون بنشر المفاهيم، قائلين: "لا تكن قائدًا، ولا تدع نفسك تكتسب المكانة. فالناس يصبحون في خطرٍ بمُجرَّد حصولهم على أيّ مكانةٍ، وسوف يكشفهم الله! بمُجرَّد انكشافهم، لن يكونوا مُؤهَّلين حتَّى ليكونوا مؤمنين عاديّين، ولن يتلقّوا أي بركات على الإطلاق". أيّ قول هذا؟ في أحسن الأحوال، إنه يُمثِّل سوء فهمٍ لله؛ وفي أسوأ الأحوال، هذا تجديفٌ عليه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تعالج إغواءات المكانة وعبوديتها). كشف كلام الله حالتي بالضبط. كان هذا المنظور الغريب يسيطر على حياتي. كنت أتخيل أن الله يشبه حاكمًا مستبدًّا، وتولي القيادة يستلزم الحذر الشديد. وإذا ارتكب شخص أقل هفوة أو خطأ، فإنه الله قد يدين ذلك الشخص، ويكشفه، ويستبعده في أي لحظة. كنت أعيش بتلك الفكرة وكنت أسيء فهم الله منذ إعفائي. اعتقدتُ كقائدة أنه كلما ارتفعت، كان السقوط أشد وطأة، وأن هذا كان سبب كشفي. بسبب هذه الرؤية الخاطئة ورغم أنني أعرف أن عمل الكنيسة يحتاج بشدة إلى أشخاص يتحملون المسؤولية، فإنني استمررت في تجنب الانتخابات، وخشيت أن أُختار كقائدة، ثم إذا ارتكبت خطأ، ألا أصل إلى نهاية جيدة. عندما اُنتخبت قائدة، بدلًا من الامتنان لنعمة الله، شعرت بأنني أتعرض لموقف خطير، وبأنه يجب عليَّ التزام الحذر الشديد، وأنني إذا أخطأت، فربما أفقد أيضًا فرصتي في ممارسة إيماني، ناهيك عن نيل الخلاص. كنت دائمًا حذرة من الله، وجبانة جدًّا في واجبي. عندما اضطررنا لاختيار قائدة فريق للسقاية، لم أجرؤ على التعبير عن رأيي، وخشيت قول شيء خطأ وتحمل المسؤولية. أدركت كم أسأت فهم الله. الله هو الخالق، وشخصيته قدوسة وبارة، وهو ملتزم بالمبادئ تجاه الناس. إن أدان الله شخصًا أو استبعده، فإن هذا يحدث دائمًا بسبب سلوك ذلك الشخص من الله ومن الحق. فكرت في أهل نينوى. أثارت أفعالهم الشريرة اشمئزاز الله، لذلك قرر الله تدميرهم. لكن عندما سمعوا يونان يشارك ما قاله الله، لبسوا جميعًا المسوح والرماد، واعترفوا وتابوا. وتخلوا عن الظلم الذي في أيديهم، وابتعدوا عن طرقهم الشريرة. عندما رأى الله توبتهم الصادقة، غيَّر سلوكه تجاههم، ولم يدمرهم في النهاية. كان أهل سدوم يمتلئون شرًّا مثلهم لكنهم عاندوا، ولم يريدوا أن يتوبوا. وعندما رأوا الملاكين اللذين أرسلهما الله، أرادوا إيذاءهما. كرهوا الله، وكانوا يعارضونه بقوة، لذلك عانوا من لعنات الله وعقابه. نستطيع أن نرى من سلوك الله المختلف نحو الناس في هاتين المدينتين أنه عندما يرتكب الناس الشر والتعديات، يمنحهم الله فرصة طالما يتوبون بحق. أما الذين يكرهون الحق ويعارضون الله، ولا يبدون التوبة، يدينهم الله ويعاقبهم. ثم فكرت في نفسي. كنت أتجاهل واجبي، وأسعى للاسم والمكانة بسبب شخصيتي الشيطانية، وأعطل عمل الكنيسة. كان سلوكي يثير اشمئزاز الله، لذلك خسرت عمل الروح القدس، وأُعفيت من دوري القيادي. رغم ذلك، لم يستبعدني الله. عندما تأملت نفسي وفهمتها، أبديت استعدادي للتوبة لله، أعطاني الله فرصة أخرى في القيادة لكي أحصل على ممارسة كافية، وأتعلم المزيد من الحقائق، وأتقدم بسرعة أكبر. أليس هذا رحمة الله وحبه لي؟ لكني لم أفهم مقاصد الله الصادقة. كنت دائمًا أقوم بالتخمينات، وحذرة من الله، وكنت ماكرة وشريرة. فكرت أن دوري كقائدة سيعرضني للكشف والاستبعاد. لم أعرف الله حقًّا! عندما تأملت سلوكي تجاه الله، تساءلت: كيف يكون هذا إيمانًا؟ كنت أشوه الحقائق، وأجدف على الله، وأسيء إلى شخصيته.
وتذكرت كلام الله: "إن كنت مخادعًا جدًا، إذن سيكون لك قلب متحفظ وأفكار مملوءة بالشكّ في جميع الأمور وكل الناس. لهذا السبب، فإن إيمانك بيَّ مبني على أساس الشك، هذا النوع من الإيمان هو إيمان لن أعترف به أبدًا. عندما تفتقر إلى الإيمان الأصيل، ستبتعد أكثر عن الحب الحقيقي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). بتأمل هذه الكلمات، أدركت ما تتسم به طبيعتي من مكر وشر. كنت أؤمن بالله وأتبعه لنيل البركات فحسب. لم أمتلك إيمانًا أو حبًّا حقيقيًّا لله – لم أكن صادقة أبدًا. كنت أشك في الله وأحترس منه في جميع الأمور بسبب خبثي، وخشيت أن ارتكب خطأ، فأُكشف واُستبعد. لا يرضى الله مطلقًا عن هذا النوع من الإيمان. فهو يجلب اشمئزاز الله وغضبه فحسب. عندما فكرت في هذا، اعتراني الندم والاضطراب، وأردت التوبة فحسب. بعد ذلك، قرأت هذا في كلام الله: "فإنه بمجرد أن يربح الأشخاص ذوو الطبيعة الشيطانية المكانة، يصبحون عندئذ في خطر. لذا، أليس لديهم طريق يتبعونه؟ وعندما يقعون في هذا الوضع الخطير، ألا يوجد طريق للعودة لهم؟ قل لي، في اللحظة التي يكتسب فيها الفاسدون مكانةً – بصرف النظر عن هويَّتهم – هل يصبحون بعد ذلك أضدادًا للمسيح؟ هل هذا مطلق؟ (إذا لم يطلبوا الحقّ، فسوف يصبحون أضدادًا للمسيح، ولكن إذا طلبوا الحقّ، فلن يكونوا كذلك). ذلك صحيح تمامًا: إن لم يسعَ الناس إلى الحق، فمن المؤكد أنهم سيصبحون أضدادًا للمسيح. وهل الحال هي أن جميع الذين يسيرون في طريق أضداد المسيح يفعلون ذلك بسبب المكانة؟ يعود ذلك بصورة رئيسية إلى أنهم لا يُكنّون أي محبة للحق؛ ولأنهم ليسوا على حق. وبغض النظر عما إذا كانوا يتمتعون بمكانة أم لا، فإن الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق يسلكون جميعًا طريق أضداد المسيح. ومهما يكن عدد العظات التي سمعوها، فإن أناسًا كهؤلاء لا يتقبلون الحق، ولا يسلكون الطريق القويم، وبذلك يسلكون حتمًا الطريق المعوجّ. وهذا مشابهٌ لما يأكله الناس: لا يتناول البعض الطعام الذي يمكن أن يغذّي أجسامهم ويدعم الوجود الطبيعيّ، ولكن بدلًا من ذلك يصرّون على تناول أطعمةٍ تضرّهم، وفي نهاية المطاف يؤذون أنفسهم. أليس هذا اختيارهم؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تعالج إغواءات المكانة وعبوديتها). تعلمتُ من كلام الله أن المرء لا يُكشف ويُستبعد حالما يصبح قائدًا أو عاملًا، وأن التمتع بالمكانة لا يعني تعرضك أكثر للإدانة. يتوقف تخليص الإنسان أو استبعاده تمامًا على سعيه والطريق الذي يسلكه. فإذا أحب الحق بصدق، فيمكنه التركيز على السعي للحق، واتباع المبادئ، عندما يصبح قائدًا أو عاملًا. وعندما يرتكب تعديات، إذا تأمل في ذاته وقبِل التهذيب والتعامل، فإنه لن يُستبعد، بل سيتعلم الحق بالتدريج، وينبذ شخصيته الفاسدة، وينال الخلاص في النهاية. تذكرت بعض القادة الذين تفاعلت معهم. فرغم أنهم أظهروا الفساد والتعديات، عندما فشلوا وتعثروا، أو تعرضوا للتهذيب والتعامل، استطاعوا تأمل أنفسهم، والتوبة إلى الله، وفعل الأشياء وفق المبادئ. ولم يتعرضوا للإدانة أو الاستبعاد، لكنهم استطاعوا، عن طريق تلك التجارب، أن يفهموا الحق ببطء، وينموا في الحياة. عندئذ اتضح لي أن تولي المرء القيادة ليس سببًا يعرضه للكشف والاستبعاد والإدانة وليس سببًا يجعله لا ينال الخلاص. يتوقف الصمود أو نيل الخلاص على ما إذا كنت أسعى للحق في واجبي أم لا وما إذا كنت أركز على التخلص من شخصيتي الفاسدة، أم لا. فكرت في ماضيَّ، عندما كنت أسعى دائمًا للسمعة والمكانة. كنت أشعر بالغيرة، وأقصيت شريكتي. ولم أعمل معها جيدًا. وعطلت عمل الكنيسة، ولم أعرف كيف أتوب، وانتهى الأمر بإعفائي. كان فشلي يرجع إلى أنني لم أسع للحق، بل سعيت للاسم والمكانة بطريقة عمياء، واتخذت المسار الخطأ، وليس لأني قائدة. ثم أدركت عندما أرى فسادي، أن التصرف بسلبية وقلق لن يحل المشكلة. فالأهم هو السعي للحق، والتركيز على طلب الحق لحل مشكلتي. ورغم هوسي الشديد بالاسم والمكانة، حتى لو ظهر هذا الهوس وأنا قائدة، فإنني طالما أستطيع قبول الحق، وإهمال الجسد، وممارسة الحق، فمن الممكن أن تتغير شخصيتي الفاسدة تدريجيًّا. إن لم أسع للحق، واكتفيت بالعيش حسب شخصيتي الفاسدة فحسب، أيًّا كان الواجب الذي أؤديه، فقد أفعل شيئًا في أي وقت يثير اشمئزاز الله، ويجعلني أُكشف واستبعد. فكرت في عملي كقائدة هذه المرة. فرغم أنني واجهت الكثير من المشكلات والصعاب، وأظهرت الكثير من الفساد وتعرضت للتهذيب والتعامل قليلًا، فإنني تعلمت شيئًا عن شخصيتي الفاسدة. لقد فهمت دون قصد الكثير من المشكلات والصراعات المربكة عن طريق السعي لمبادئ الحق، وأن هذا أصلح عيوبي. أتت هذه المكاسب العملية جميعها من الوقت الذي كنت فيه قائدة، وكان هذا نعمة من الله عليَّ. لم أرد الاستمرار في التمرد على الله والتهرب من واجبي. أقسمت أن أقدر واجبي، وأن أكرس نفسي كلية له، وأن أبادل الله محبته.
بعد ذلك، تأملتُ مقطعًا آخر من كلام الله. يقول الله القدير، "يتساءل بعض الأشخاص الذين كانوا قد ارتكبوا معصية صغيرة: "هل كشفني الله واستبعدني؟ هل سيضربني؟ "هذه المرة، جاء الله ليعمل ليس ليضرب الناس، بل ليخلصهم إلى أقصى حد ممكن. مَنْ يخلو تمامًا من الخطأ؟ إن ضُرِبَ الجميع، فكيف يمكن أن يسمى هذا "خلاصٌ" إذن؟ تُرتكب بعض الآثام عن قصد، وإن كنت قادرًا على التغير بعد أن تعي الأخطاء التي ترتكبها عن غير قصد، فهل سيضربك الله قبل أن تتغيَّر؟ هل يستطيع الله أن يخلّص الناس بهذه الطريقة؟ تلك ليست الطريقة التي يعمل بها! سواء أكانت لديك نزعة متمردة أم أنك تصرفت بشكل لا إرادي، تذكر هذا: يجب أن تتأمّل وتعرف نفسك. وتغير من نفسك، على الفور، وتجتهد من أجل الحقّ بكل قوتك – ومهما تعرضت له من ظروف، لا تستسلم لليأس. العمل الذي يقوم به الله هو عمل الخلاص، ولن يضرب عرضًا من يريد أن يخلصهم. هذا مؤكد. حتى لو كان هناك حقًا مؤمن بالله وقد ضربه في النهاية، فإن ما يفعله الله سيظل بالتأكيد فعلًا بارًا. بمرور الوقت، سيعلمك بسبب ضرب هذا الشخص، حتى تكون مقتنعًا تمامًا. في الوقت الحالي، يتعيَّن عليكم الاهتمام بالسعي من أجل الحقّ، والسعي إلى أداء واجبكم بشكل مناسب. لا يوجد خطأ في هذا! في النهاية، بغض النظر عن الطريقة التي يعاملك بها الله، فهو يعاملك بالبر دائمًا؛ يجب ألّا تشكِّك في هذا الأمر وعليك ألّا تقلق. حتى لو لم تستطع فهم بر الله في الوقت الحالي، سيأتي يوم تقتنع فيه. يقوم الله بعمله في النور وبحقّ. يعلن علانية كل شيء. إذا تأمّلتم جيدًا هذا الموضوع، فستصلون إلى استنتاج مفاده أن عمل الله هو خلاص الناس وتحويل شخصياتهم. بالنظر إلى أن عمل الله هو تحويل شخصية الناس، فمن المستحيل ألا يكون لدى الناس فيض من الفساد. يمكن للشخص معرفة نفسه فقط من خلال تدفق الشخصية الفاسدة لديه، والاعتراف بأن لديه شخصية فاسدة، وأن يكون على استعداد لتلقي خلاص الله. إذا لم يقبل الناس، بعد أن تتدفق فيهم الشخصية الفاسدة، أقل القليل من الحق واستمروا في العيش بشخصيتهم الفاسدة، فسيكونون بعد ذلك عرضة للإساءة إلى شخصية الله. سينفذ الله درجات متفاوتة من القصاص عليهم، وسيدفعون ثمن معاصيهم. في بعض الأحيان، تصبح فاسدًا دون وعي، ويوجهك الله إلى الأمر، ويهذبك، ويتعامل معك. وإذا تغيرت إلى الأفضل، فلن يحاسبك الله. هذه هي العملية الطبيعية لتحول الشخصية، ويظهر المغزى الحقيقي لعمل الخلاص في هذه العملية. هذا هو المفتاح" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). فهمت مشيئة الله من تلك الفقرة. صار الله جسدًا، وظهر وعمل في الأيام الأخيرة لكي يطهر الشخصيات الفاسدة للبشر ويغيرها. ينقذنا الله إلى أقصى حد ممكن. ولا يدين أي شخص لمجرد أنه يظهر بعض الفساد أو يرتكب انتهاكًا مؤقتًا. بل ينظر إلى ما إن كان يتوب ويتغير بحق بعد إظهار الفساد. وبما أن شخصياتنا فاسدة، فإنه غالبًا لا يسعنا سوى فعل أشياء للتمرد على الله ومعارضته، وارتكاب التعديات. لكن إذا أبدينا الندم بعد ذلك، وفعلنا ما يتطلبه الله، فسيمنحنا فرصة للتوبة. ومنذ ربح الإيمان وتولي الواجب، لم يسعني سوى السعي للاسم والمكانة بسبب شخصيتي المغرورة. وقمت ببعض الأشياء المعطلة التي أضرت عمل الكنيسة. لكن لم يدنِّي الله بسبب تعدياتي. عندما اكتسبت بعض الفهم بشأن مساري الخطأ للسعي للاسم والمكانة وأردت أن أتوب، منحني الله الرحمة، وأنارني بكلماته، وأتاح لي فهم الحق وإدراك شخصيتي الفاسدة، لكي أتعلم درسًا من خطئي، وأسعى للحق، وأتخلص من تعدياتي. بين لي هذا الإدراك رغبة الله الصادقة في خلاص الإنسان. إنه يعرف جيدًا كيف يفسدنا الشيطان بشدة، ومدى ترسخ الطبيعة الشيطانية فينا، ويدفعنا هذا غالبًا إلى فعل أشياء للتمرد على الله وتحديه. لكن طالما نستطيع أن نتوب ونتبع كلام الله، فإنه لن يديننا. سوف يستمر في إرشادنا، ويسمح لنا بفهم الحق، والتخلص من قيود وأغلال شخصياتنا الفاسدة. بمجرد فهم هذه الأشياء، تبددت أفكاري الخطأ عن لله ولم أعد أبالغ في الحذر في واجبي. وعندما تظهر أخطاء أو هفوات في عملي، أستطيع مواجهتها مباشرة، وأسعى للحق، وأقوم بتعديلات فورية. وقيامي بواجبي هكذا حررني تمامًا.
لاحقًا، كلفتني القائدة الأعلى بأحد المشروعات. كان عملًا مهمًّا بالفعل. ستكون المسؤولية ثقيلة لو أخفقت، ورغم أنه يجب مناقشة العمل وتحديده مع الإخوة، إذا حدثت مشكلة في القرار وتعطل عمل الكنيسة، سأكون المسؤولة الأساسية. وعندما فكرت في هذا، لم أرغب في تولي المشروع. ثم تذكرت شيئًا قاله الله: "يقول البعض: "إن مقدرتي ضعيفة، ولست واسع الاطلاع، ولست موهوبًا، وتوجد عيوب في شخصيتي. أعاني دائمًا من صعوبات في أداء واجبي. إذا أبليت بلاءً سيئًا واُستُبدلتُ، فماذا أفعل عندئذٍ؟" ما الذي تخافه؟ هل العمل شيء يمكنك إكماله بمفردك؟ أنت تؤدي دورًا ما فحسب، ولا يُطلَب منك الاضطلاع بالأمر كله. إذا أديت ما عليك فعله، فسوف يكون ذلك كافيًا. ألن تكون قد ارتقيت حينها إلى مستوى مسؤوليتك؟ هذه مسألة بسيطة – فما الشيء الذي تفكر فيه دائمًا؟ إذا كنت تخاف بلا داعٍ، وكان أول ما يطرأ على ذهنك هو كيفية الهرب، ألا تكون تافهًا؟ مَن هو التافه؟ إنه شخص لا يفكر في تقدمه ولا يرغب في بذل كل ما لديه، ويفكر دائمًا في استجداء الطعام ويرغب في إمتاع نفسه. إن مثل هذا الشخص نفاية. بعض الناس يتبنون مثل هذا المنظور الضيق – وتوجد طريقة لوصفهم. ما هي؟ (التفاهة الشديدة في الشخصية). أولئك الذين يتسمون بالتفاهة الشديدة في الشخصية أناس منحطون. يستخدم جميع المنحطين قلوبهم لقياس قلوب رؤسائهم؛ ففي نظرهم يبدو أن الجميع أنانيون ووضعاء مثلهم. إن مثل هذا الشخص تافه. قد يؤمن بالله، لكنه لن يقبل الحق بسهولة. ما الذي يجعل الناس قليلي الإيمان؟ قلة الإيمان تنتج عن عدم فهم الحق. إن كنت لا تفهم ما يكفي من الحقائق، وكان فهمك سطحيًا للغاية، فلن يكفي ذلك لتوصلك إلى فهم كل مشروع يضطلع به الله في عمله، أو كل ما يفعله، أو جميع متطلباته منك. إن لم تتمكن من بلوغ ذلك الفهم، فسوف تتسبب في جميع أنواع الظنون والتخيلات وسوء الفهم والمفاهيم عن الله. وإذا كانت هذه هي كل ما في قلبك، فهل يمكن أن يكون لك إيمان حقيقي بالله؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع (الجزء الثاني)). جعلني كلام الله أدرك أنني أمارس التخمين مجددًا والحذر من الله. خشيت المسؤولية التي سأتولاها، وإذا حدث خطأ في المشروع، أن يؤثر هذا على احتمالات نجاحي المستقبلية، لذلك أردت أن أتملص منه. أدركت ما تتسم به شخصيتي من مكر شديد – لم أكن أملك إيمانًا حقيقيًا. لم أستطع الاستمرار في الشك في الله، والتملص من واجبي هكذا. ورغم أنني ارتكبت الكثير من الأخطاء، ولم أمتلك الكثير من واقع الحق، فإنني استطعت العمل مع الآخرين، والتعلم من مواطن قوتهم لأصلح عيوبي، والصلاة إلى لله، وطلب مبادئ الحق ذات الصلة. لا يطلب الله الكثير من البشر. طالما أبذل قصارى جهدي، أعلم أن الله سيرشدني، وأنه يمكن حل أي مشكلة ببطء. عندما فكرت في هذا، قبلت المهمة بسرور.
بتذكر الأمر، كنت أعيش بمفاهيمي وأفكاري الخطأ، وألجأ دائمًا إلى التخمين والحذر من الله، ولا أخضع له على الإطلاق، لكنه لم يتخل عن تخليصي بسبب هذا. بل استمر في منحي الاستنارة والإرشاد من خلال كلامه، لكي أستطيع فهم مشيئته في تخليص الإنسان ورؤية شخصيتي الماكرة الشريرة، والتخلص من أفكاري الخطأ عن الله، والعزم على السعي للحق وإرضائه. شعرت شخصيًا بمدى بر شخصية الله وحبه للإنسان. منذئذ، لم أعد أريد شيئًا سوى التركيز على السعي للحق في واجباتي، وأداء واجبي بشكل جيد لأبادل الله محبته.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.