التظاهر بالفهم أنهكني
اعتدتُ القيام بأعمال التصميم للكنيسة. وبمرور الوقت، عندما أكملتُ كل أنواع التصاميم والصور، تحسنتْ مهاراتي كثيرًا واُخْتِرتُ لأكون قائدة فريق. قلت لنفسي: "حقيقة أنني اُخْتِرتُ قائدة فريق تعني أنني أتمتع بمهارات ومواهب معينة في عملي، وأنني أفضل من الإخوة والأخوات الآخرين وقادرة على تولِّي مسؤولية هذا العمل. يجب أن أعتز بهذا الواجب، وأعمل بجدٍّ وأسعى لمبادئ الحق، وأبذل قصارى جهدي. لا يمكنني ارتكاب أخطاء تعوق عمل الكنيسة. يجب أن أُظهِر للجميع أنني لائقة لأكون قائدة فريق".
ذات يوم، أتاني قائد الكنيسة وأخبرني: "تحتاج الكنيسة لصورة خلفية لأحد مقاطع فيديو ترنيمة خاصة بنا. ستكون أصعب من خلفياتنا السابقة. ولأن الآخرين منشغلون جميعًا بالعمل على تصاميم مختلفة الآن، وسيؤخر ذلك تقدمنا إن استدعينا شخصًا آخر لفعله، نريدكِ أن تعملي على ذلك التصميم. أتعتقدين أن بإمكانكِ فعله؟". بسماع قائدي يقول هذا، فكرتُ: "لم أعمل قطُّ على خلفية صعبة من قبل، لستُ متيقنة من أنني أستطيع ضمان نتائج إيجابية". ولكن فكرت: "سيولي القادة والإخوة والأخوات اهتمامهم لهذا المشروع – لقد كنت أؤدي هذا الواجب منذ أكثر من عامين، وتعاملتُ مع حصتي العادلة من المشكلات والمهام الصعبة، وتعلَّمتُ مجموعة مهارات ملائمة. وقد تكون هذه هي أول مرة أجرِّب فيها مهارتي في خلفية صعبة كهذه وستظهر قطعًا بعض المشكلات غير المتوقعة، لكن إن لم أستطع التعامل مع مهمة كهذه، فماذا سيظن الجميع بي؟ إن لم أستطع تدبُّر الأمر، هل سيظنون أنني لست عاملة موهوبة ولم أحرز تقدمًا؟ يعمل جميع الإخوة والأخوات الآخرين على مشروعاتهم الآن، وإن تعيَّن إرسال شخص آخر للعمل معي حاليًا، سيظن الجميع قطعًا أنني لا أستطيع تحمُّل المسؤوليات الكبيرة، وأنني غير جديرة بالثقة وغير مناسبة للقيادة. لا يمكن أن أسمح لهذا بالحدوث! يجب أن أتولَّى هذا المشروع مهما حدث. سأبحث فقط عما لا أعرفه لأتمكن من إنجازه بشكل صحيح، وأُظهِر للجميع أن بإمكاني تولِّي الواجبات الصعبة". فأجبتُ بثقة، بعد أن عزمت أمري: "يمكنني فعلها، لا مشكلة. هذه مجرد خلفية أكثر صعوبة وأهمية قليلًا من الخلفيات الأخرى. يمكنني ضمان جودة عالية ببذل قليل من الجهد الإضافي". عندما رأى القائد أنني بدوت واثقة، أومأ برأسه وقال: "أمامنا مهلة زمنية ضيقة لإنجاز هذه الخلفية ويجب أن يعكس التصميم المعنى والشعور الكامنين للترنيمة. إن واجهتكِ أي مشكلات أثناء التصميم، اتصلي بي فورًا". كما قال مشرفي: "إن كنتِ لا تستطيعين صنعها حقًّا، أخبرينا فحسب وسنكلّف أحدهم بمساعدتكِ". أومأتُ موافقة وانتابني شعور بالحماس والتوتر: شعرت بالحماس لأنني كنت أعمل على تصميم مهم كهذا، ما سيُكسبني الاحترام إن أبليتُ بلاءً حسنًا، لكنني قلقتُ أيضًا مما إن كنت سأستطيع تولِّي مهمة صعبة كهذه. لم أكن متيقنة مما إن كان بإمكاني تقديم الجودة التي أرادوها! لكن مهما حدث، لم أستطع خذلان الجميع. كان عليَّ البدء في البحث الفوري، وتجربة كل شيء بينما كنت أمضي لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة النادرة. كنت أدرك حقيقة هذه المهمة، بصرف النظر عن صعوبتها.
شعرتُ بأن الوقت ينفد بسرعة أثناء التصميم وظهرتْ كل أنواع المشكلات. أحسستُ بازدياد الضغط. وكثيرًا ما سألني القائد والمشرف عن تقدمي وما إن كنت أواجه أي مشكلات. وبسبب توتري الشديد، كنت أخبرهما فقط أن كل شيء يسير "على ما يرام"، بينما كنت أرتجف في الحقيقة: لا يزال التصميم بحاجة لبعض التطويرات والتحسينات الرئيسية. لم تكن لديَّ فكرة حقًّا كيف سيظهر المنتج النهائي. إن لم تنته الأمور جيدًا، فسيرى الجميع مستوى مهارتي الحقيقي، سيقولون إنني لم أكن كفئًا وإنني كنت أحاول التباهي فحسب. فكرتُ بما أنني وعَدتُ، فسأنجز ذلك، وسأؤذي نفسي إن تراجعتُ عن وعدي، لذا اضطررتُ لاستجماع شجعاتي والتفكير مليًّا بينما كنت أمضي. ظللتُ لا أملك تصورًا، لذا استغرقت استثارة الأفكار وقتًا. ذات مرة، جاء القائد للاستديو الخاص بنا وشاهدني وأنا أعمل، لذا انتقلتُ عمدًا إلى قسم أسهل ورسمتُه بسرعة، لأعطي الانطباع بأن كل شيء تحت السيطرة. لكن واقعيًّا، شعرتُ بتوتر وعصبية شديدة. وبمجرد مغادرة القائد، عدتُ مجددًا للقسم الأصعب وبدأت أقدح زناد فكري. لم أرغب في الاعتراف بوجود مشكلة خشية أن يُشكك القائد في قدرتي. اعتقدت أنه بمجرد تحقيقي مطلبًا كبيرًا كهذا، سيكون محرجًا أن أتراجع. لذا اضطررتُ لتحمُّل الوضع وتبيُّن الأمور بينما كنت أمضي، لكنني كنت أحرز تقدمًا بطيئًا وشعرتُ بالاستنزاف العاطفي. بقيتُ مستيقظة متأخرًا جدًّا في الليلة الأخيرة لإنهاء التصميم. ألقى قائدي ومشرفي نظرة عليه وقالا إنه يبدو جيدًا لكنه يحتاج لبعض التعديلات. ولكن، لم أشعر ببهجة أداء واجبي – بل شعرتُ بالضياع، ولم أستطع الابتهاج.
لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلمة الله في تعبدي: "إذا كنت كثيرًا ما تعاني شعورًا بالاتهام في حياتك، وإذا لم يكن قلبك يستطيع أن يجد الراحة، وإذا كنت لا تنعم بالسلام أو الفرح، وغالبًا ما تعاني القلق والتوتر في كل الأمور، فما الذي يظهره ذلك؟ يُظهر بكل بساطة أنك لا تمارس الحق، ولا تثبت في شهادتك لله. عندما تحيا حياتك بشخصية الشيطان، غالبًا ما تصبح عرضة للفشل في ممارسة الحق، وتدير ظهرك للحق، وتصبح أنانيًا وحقيرًا؛ ولا تُعلي إلا من شأن صورتك وسمعتك الحسنة ومكانتك ومصالحك. العيش لنفسك وحدها على الدوام سيجلب عليك ألم عظيم؛ فأنت تمتلك الكثير من الرغبات الأنانية والتعقيدات والقيود والشكوك ومسببات الضيق التي تمنعك من أن تنعم بأقل قدر من السلام أو الفرح. إن العيش من أجل جسد فاسد هو أقصى درجات المعاناة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يبدأ دخول الحياة بأداء الواجب). بتأمل كلمة الله، أدركت أن سبب شعوري بالاستنزاف والقنوط بعد إنهاء التصميم كان بسبب رغبتي الشديدة في المكانة. ولإخفاء أوجه قصوري في أداء واجبي، أخفيت نفسي، وخادعت الآخرين. لاحقًا، صادفت مقطعًا آخر من كلمة الله ساعدني على فهم أفضل لشخصيتي الفاسدة. يقول الله القدير، "البشر أنفسهم هم كائنات مخلوقة. فهل يمكن للكائنات المخلوقة أن تصبح ذات قدرة مطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإدراك حقيقة كل شيء، وامتلاك القدرة على كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك. لكن ثمة موطن ضعف داخل البشر، فهناك شخصيات فاسدة ونقطة ضعف قاتلة: فما إن يتعلم البشر مهارة أو مهنة ما، حتى يشعروا بأنهم مقتدرون، وبأنهم أشخاص يتمتعون بالمكانة والقيمة، وبأنهم مهنيون. وبصرف النظر عن مدى عدم تميزهم، فإنهم جميعًا يرغبون في تسويق أنفسهم كشخصيات مشهورة أو رفيعة المستوى، والتحول إلى شخصيات تتمتع ببعض الشهرة، وجعل الناس يعتقدون أنهم مثاليون، وبلا عيوب، ولا تشوبهم شائبة واحدة. ويرغبون أن يصبحوا في عيون الآخرين مشهورين وأقوياء و عظماء، ويريدون أن يمتلكوا المقدرة بحيث يمكنهم تحقيق أي شيء ولا يعجزهم شيء. إنهم يشعرون أنهم إذا طلبوا مساعدة الآخرين، فسيبدون عاجزين وضعفاء ودونيين، وأن الناس سينظرون إليهم بازدراء. لهذا السبب، يريدون دائمًا إخفاء حقيقتهم. عندما يُطلَب من بعض الناس أداء شيءٍ ما، يقولون إنهم يعرفون كيفيَّة عمله في حين أنهم في الواقع لا يعرفون ذلك. وبعد ذلك، يبحثون عنه في الخفاء ويحاولون تعلُّم كيفيَّة عمله، ولكن بعد دراسته لعدَّة أيَّامٍ، يظلون لا يفهمون كيف يفعلونه. وعند سؤالهم عن مدى تقدُّمهم فيه، يقولون: "قريبًا، قريبًا!" ولكن يفكرون في أنفسهم قائلين: "لم أتوصل إلى فهمه بعد، لا فكرة لدي، ولا أعرف ماذا أفعل! يجب ألا أكشف أمري، بل يجب أن أستمر في التظاهر؛ إذ لا يمكنني أن أدع الناس يرون نقاط قصوري وجهلي، ولا يمكنني أن أدعهم يزدرونني!" ما هذه المشكلة؟ إنه بمثابة جحيم حي أن أنقذ كرامتي بأي ثمن. أي نوع من الشخصية هذا؟ عجرفة أمثال هؤلاء الناس لا حدود لها، لقد فقدوا كل منطق! إنهم لا يرغبون في أن يكونوا مثل كل الناس الآخرين ولا يريدون أن يكونوا أناسًا طبيعيين أو أناسًا عاديين بل خارقين، أو أشخاصًا يتمتعون بنوع من السمو أو البراعة. وهذه مشكلةٌ كبيرة! وفيما يتعلق بالضعفات وأوجه القصور والجهل والحماقة وعدم القدرة على الفهم في الإنسانية الطبيعية، فسوف يُخفونها جميعًا، كيلا يراها الأناس الآخرون، ويستمرون بعدئذ في التنكر. ... ما الذي تقوله، ألا يعيش مثل هؤلاء الناس في عالم الأوهام؟ أليسوا غارقين في أحلامهم؟ إنهم لا يعرفون حقيقة أنفسهم، ولا يعرفون كيف يعيشون طبيعتهم البشرية العادية. إنهم لم يتصرفوا مرة واحدة كبشر عَمَليين. إذا كنت تعيش أيامك في عالم الأوهام، وتهيم على وجهك، ولا تفعل أي شيء بطريقة عملية وعقلانية، وتعيش دومًا وفق خيالك، فهذه مشكلة. إن المسار الذي تتخذه في الحياة ليس المسار الصحيح" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يتعين الوفاء بها للانطلاق في المسار القويم للإيمان بالله). لقد كشفتْ كلمة الله حالتي الراهنة. اعتقدت لأنني كنت أعمل في التصميم لفترة، وتعلمتُ بعض المهارات واخْتِرتُ قائدة للفريق، أنني كنت كفئًا وذات موهبة نادرة. لأنني فكرت في نفسي هكذا، أوليتُ اهتمامًا خاصًا لما يظنه الآخرون بي، وخشيت أن يكتشفوا عيوبي ويقولوا إنني لم أكن أهلًا للوظيفة. ولا سيَّما مع صورة الخلفية هذه، لم أنفذ شيئًا بهذه الصعوبة من قبل، ولم أكن متأكدة من أنني سأنجح، ولكن للحفاظ على سمعتي ومكانتي، ونيل ثقة مشرفي وقائدي، تظاهرتُ بأن كل شيء تحت السيطرة. عندما واجهت مشكلات ولم أكن أحرز تقدمًا، لم أطلب المساعدة، وبدلًا من ذلك عانيتُ سرًّا. عندما استفسر قائدي عن تقدمي أو أي مشكلات كنت أواجهها، لم أخبره بمشكلاتي، رغم شعوري بالضياع التام، بل اخترتُ أن أكذب عليه وأخدعه، وحتى تماديت عندما تظاهرت أنني ذات مهارة عالية ليعتقد أن بإمكاني إنجاز المهمة. كنت أخادع في جميع الجوانب لإخفاء عيوبي. لطالما تظاهرتُ أنني كنت عاملة موهوبة ليعتقد الآخرون أن بإمكاني فعل أي شيء، ومعرفة كل شيء. أدركتُ أنني كنت متعجرفة ومغرورة جدًّا. تقول كلمة الله: "البشر أنفسهم هم كائنات مخلوقة. فهل يمكن للكائنات المخلوقة أن تصبح ذات قدرة مطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإدراك حقيقة كل شيء، وامتلاك القدرة على كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك". في الواقع، كيف يمكن لشخص فاسد أن يصير مثاليًّا ومتمكِّنًا تمامًا؟ من الطبيعي ألا يفهم المرء أو يعجز عن فعل أمور معينة في واجبه، لكن لم يكن لديَّ هذا الموقف تجاه أوجه قصوري. بدلًا من ذلك، أصررتُ على تصوير نفسي كعاملة موهوبة. لم أرغب أن يروني مجرد كائن مخلوق عادي. سعيت لأكون مثالية وخالية من العيوب. كنتُ متعجرفة جدًّا لدرجة أنني فقدت عقلي. ولأنني كنت دائمًا أخادع في واجبي وأخشى أن يراني الآخرون على حقيقتي ولم أطلب المساعدة عندما لم أفهم شيئًا، تقدم التصميم ببطء، عندما كان يجب إتمامه بسرعة، وصرتُ أشعر بالاستنزاف العاطفي. أدركت أنها كانت حماقة مني أن أسعى للكمال. لطالما كنت أخفي عيوبي، دون التحلِّي بالشجاعة لمواجهتها. ومن ثمَّ، لم أشعر بالتعب وعدم الإخلاص في واجبي فحسب، بل أخَّرت عمل الكنيسة أيضًا. بإدراك هذا، صلَّيت لله: "إلهي العزيز! أشكرك على استنارتك وإرشادك، واللذين ساعداني على رؤية أن محاولة تستري كانت بائسة. إنني مستعدة لتقويم آرائي الخطأ في سعيي فى الممارسة المقبلة، وتبني السلوك الصحيح تجاه عيوبي، والسؤال إن لم أفهم، والامتناع عن التقنُّع، وأداء واجبي بشكل عملي وصادق".
لاحقًا، قرأت المزيد من كلمة الله: "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلًا. علامَ يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أدركت أنه إن أردتُ أداء واجبي جيدًا، وأن يزكِّيني الله، فإن الأساس هو السعي للحق. مهما كانت الشخصيات الفاسدة التي أظهرتُها أو المشكلات التي كانت في واجبي، كان عليَّ الانفتاح لله في الصلاة لأطلب الإرشاد، وأتخلص من رغبتي في السمعة والمكانة، وأقيم شركة مع الإخوة والأخوات وأمتنع عن التستر والتنكر، وأن أدع الجميع يرون حقيقتي، وأن أفعل فقط ما كنتُ قادرة عليه، وأعترف إن عجزتُ، وأسعى للحق مع الآخرين. إن أديتُ واجبي هكذا، فسيكون أقل استنزافًا وتثبيطًا – سيكون مبهجًا. بإدراك هذا، انفتحتُ في شركتي مع الإخوة والأخوات حول أفكاري في عملية التصميم بأكملها وطرحتُ المشكلات التي واجهتُها للمناقشة معهم. لقد علَّمني الإخوة والأخوات بعض التقنيات الجديدة وأعطوني بعض الأفكار الجديدة. بعد ذلك، مرَّ باقي الوقت الذي أمضيته في تصميم الخلفية بسلاسة تامة. لاحقًا، قال لي بعض الإخوة والأخوات: "تبدو صورة خلفيتكِ أفضل بكثير من سابقاتها. أيمكنكِ مشاركة اختباركِ وما تعلَّمتِه معنا لبعض الوقت؟". سعدت كثيرًا عندما سمعت هذا وشعرت أنني أنجزت واجبي عمليًّا. بالتفكير مرة أخرى في اختباري في تصميم الخلفية، أدركتُ أنه ليس هناك عيب في وجود أوجه قصور ولا بأس إن علم الآخرون بها. فالقدرة على الانفتاح والسعي للحق، وتنحية المرء نواياه ورغباته الخطأ جانبًا هي الأهم. يمكنك الشعور بالطمأنينة والهدوء بالعمل هكذا.
تمكنتُ تدريجيًّا من تسليم تصاميم عالية الجودة لمشروعات صعبة وكنت أنتج المزيد من المنتجات الجاهزة مقارنة بالإخوة والأخوات الآخرين. كانوا يطلبون مني دائمًا النصيحة حول أفكار التصميم وأسئلة فنية أخرى. في البداية، كنت أخبرهم بما أعرفه فحسب، لكن بسؤال المزيد من الناس لي، بدأتُ أفكر دون وعي: "أعتقد أن الجميع يدركون مواهبي الآن. وإلَّا، فلمَ يطلبون نصيحتي؟". ودون أن أدرك، بدأت أستمتع حقًّا بهذا الشعور بالرضا وسعدت جدًّا بنفسي. ولكن حدث بعد ذلك شيء غير متوقع حقًّا. في إحدى صور الخلفيات التي صممتُها لترنيمة، لاحظ قائدي مشكلة تنتهك المبدأ واستدعاني للتحدث عنها. قال إن الصورة يجب تعديلها في ذلك اليوم وإلا تأخر العمل وسألني عما إن كان بإمكاني التعديل بنفسي أو إن كنت بحاجة لمساعدة من الآخرين. قلت لنفسي: "لقد صممتُ هذه الصورة، لذا إن سلَّمتها لشخص آخر، ألن تبدو مهاراتي غير ملائمة؟ ألن يظن الناس أنني أبالغ، لكنني لا أستطيع الإنجاز عند الضرورة؟ هذا لا يمكن حدوثه! لا يمكنني الاستسلام الآن. إن استطعتُ حل هذه المشكلة بمفردي، سيعلم الجميع أن بإمكاني القيام بوظيفتي وأنني جديرة بالثقة وأستحق التنمية". بإدراك هذا، أبلغت القائد أنني حللت المشكلة بمفردي بحسب المبدأ. أثناء التعديل، كان هناك جزء من الصورة لم أتمكن من التوصل لتصور جيد له. ولأن الوقت كان ينفد وما زلتُ عالقة في ذلك التصور، توترت بشدة، وأردت فقط الانتهاء منه بأسرع ما يمكن، ولكن مهما عدَّلت على التصميم، لم يُفلح الأمر معي. ظللتُ عالقة في هذا التصور حتى الخامسة صباحًا، لكنني عجزت عن التفكير في شيء. حينها فقط بدأت أسأل نفسي، لماذا كنت أعاني هذه المشكلة؟ فأدركت فجأة أن سبب انتهاك تصميمي للمبدأ هو أنني لم أفهم بعض جوانب المبادئ. كان الاضطرار للقيام بهذا التعديل يؤخر العمل بالفعل. لم أكن حتى متأكدة ما إن كان تعديلي سيصلح الأمور، وكانتْ الحاجة لهذه الصورة مُلحة، لذا علمت أنني يجب أن أطلب المساعدة. لكن للحفاظ على مكانتي وسمعتي وإخفاء عيوبي، كنت أحاول شقَّ طريقي بمفردي. ألم أكن أعطِّل عمل الكنيسة؟ بإدراك هذا، شعرتُ بالذنب الشديد وأسرعت بالصلاة لله للتوبة: "إلهي! لقد كنت شديدة التعلُّق بشخصيتي الفاسدة. بمجرد أن أواجه مشكلة، أتظاهر بأن الأمور جيدة ليحترمني الآخرون. لا أستطيع مواجهة عيوبي كما يجب. يا لها من طريقة مرهقة لأقوم بواجبي! إلهي العزيز، أرجوك أرشدني لأدرك فسادي وأتخلص من غروري، لأتمكن من الممارسة بحسب كلمتك". بعد الصلاة، تأملت كلمة الله الآتية، "إنك دائمًا ما تسعى إلى العظمة والنُبل والمكانة ودائمًا ما تبحث عن التمجيد. فكيف يشعر الله عندما يرى ذلك؟ إنه يمقته وسيكون بمنأى عنك. كلَّما سعيت وراء أشياء مثل العظمة والنُبل والتفوُّق على الآخرين والتميُّز والبروز والجدارة بالاهتمام، وجدك الله أكثر مدعاةً للنفور. إذا لم تتأمل في نفسك وتتُب، فسيحتقرك الله وينبذك. احرص على ألا تكون شخصًا يعده الله مقززًا؛ بل كن شخصًا يحبه الله. فكيف إذًا يمكن للمرء أن ينال محبة الله؟ من خلال قبول الحق بطاعة، والوقوف في موضع المخلوق، مثبتًا قدميه على الأرض، مؤديًا عمله كما يجب، محاولاً أن يكون شخصًا أمينًا، ومن خلال العيش على شبه إنسان حقيقي. هذا كافٍ. سيكون الله راضيًا. يجب على الناس التأكد من عدم التمسك بالطموح أو أن تراودهم أحلام تافهة، ولا السعي إلى الشهرة والمكاسب والمكانة أو التميز عن الآخرين. إضافة إلى ذلك، يجب ألا يحاولوا أن يصيروا عظماء أو بشرًا خارقين، يتعالون على الناس ويجعلون الآخرين يعبدونهم. تلك هي رغبة البشرية الفاسدة، وهي طريق الشيطان. الله لا يخلّص مثل هؤلاء الناس. إذا استمر الناس في السعي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة دون توانٍ ورفضوا التوبة، فلا علاج لهم، ولا يوجد سوى نتيجة واحدة لهم: أن يُطرَحوا خارجًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). لقد خاطبتْ كلمة الله حالتي بدقة: لطالما طاردتُ السمعة والمكانة والإعجاب. عندما تمكنت من إنتاج المزيد من التصاميم الجاهزة مقارنة بالآخرين وأكملتُ مشروعات صعبة بجودة مضمونة، صرتُ متكبرة دون وعي. والأكثر من ذلك، عندما لجأ الآخرون لي بأسئلتهم، تملَّكني شعور قوي بالرضا واستمتعت بشعور الإعجاب. عندما كانت هناك مشكلة في إحدى صوري وتمت إعادتها، واقترح القائد أن يساعدني أخ أو أخت أخرى على تعديلها لكسب الوقت، لم أراعِ عمل الكنيسة، وخشيت فقط أنني إن سمحتُ للآخرين بمساعدتي على تعديلها، فستنكشف عدم كفاءتي. للحفاظ على سمعتي ومكانتي ولتجنُّب ازدرائي، أخذت على عاتقي القيام بالتعديل. عندما واجهت مشكلات، تحمَّلت الوضع على مضض وقدحتُ زناد فكري، بدلًا من طلب المساعدة، وأخَّرت كل شيء. ظاهريًّا، بدا أنني كنت أعمل لوقت إضافي من أجل واجبي، لكن واقعيًّا، كنت أحاول فقط إثبات مواهبي بإصلاح الصورة، لإعطاء الناس انطباعًا بأنني جديرة بالثقة. أدركتُ أنه كانت لديَّ رغبة مفرطة في السمعة والمكانة. الله يُمحِّص أفكارنا – حتى ولو تمكنت من خداع الآخرين، فلا يمكنني خداع الله، ومهما أخفيت عيوبي جيدًا، إن بقيتْ شخصيتي الفاسدة على حالها ولم أنل الحق، سيظل الله يمقتني ويستبعدني. لقد أخَّرت عمل الكنيسة في سعيي للسمعة والمكانة، وإن لم أتب لله وأتأمل ذاتيًّا، لن أخدع إلا نفسي والآخرين، وأؤذي نفسي. بإدراك هذا، سارعت لطلب المساعدة من أختٍ كانت بارعة في التصميم. تناقشتُ أنا وهي حول كيفية تعديل الصورة وبعد ذلك حصلتُ على تصوُّر أكثر وضوحًا. بعدها بقليل، أكملتُ التعديل.
لاحقًا، واصلت التأمل في سبب محاولتي الدائمة إخفاء عيوبي. صادفت مقطعًا من كلمة الله كان له تأثير قوي عليَّ. يقول الله القدير، "هل يوجد أي شيء مخجل في عدم القدرة على أداء أشياء قليلة؟ أي شخص يمكنه فعل كل شيء؟ لا يوجد شيء مخجل في ذلك. لا تنسَ أنك شخص عادي. فالناس مجرد بشر. إن كنت لا تستطيع فعل شيء ما، قُل ذلك فحسب. لماذا تتظاهر؟ إن كنت تتظاهر دائمًا، سوف يجد الآخرون ذلك مثيرًا للاشمئزاز، وعاجلًا أم آجلًا، سوف يأتي اليوم الذي تنكشف فيه وتخسر كرامتك أو شرفك. هذه هي شخصية أضداد المسيح. إنهم يُقدِّمون أنفسهم دائمًا على أنهم أصحاب مهارات متعددة ويمكنهم فعل كل شيء وأنهم مقتدرون ومتضلعون في كل شيء. وهذا يعني المتاعب، أليس كذلك؟ لو كان موقفهم صادقًا، ماذا سيفعلون؟ سوف يقولون: "لست خبيرًا في هذا الأمر، فلديَّ خبرة قليلة فيه، لكن المهارات التي نحتاجها الآن أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل. لقد أخبرتك بالفعل بكل ما يمكنني عمله، ولا أفهم المشكلات الجديدة التي نواجهها. إن أردنا أداء واجبنا جيدًا، سوف نحتاج إلى اكتساب المزيد من الخبرة الفنية. وبمجرد أن نتعامل مع ذلك، سوف نتمكن من أداء واجبنا بفعالية. لقد ائتمننا الله على هذا الواجب، ومسؤوليتنا هي أن نؤديه جيدًا. ومن منطلق المسؤولية، ينبغي أن نكتسب المزيد من الخبرة الفنية". تلك هي ممارسة الحق. إن كان شخص ما لديه شخصية ضد المسيح، لن يفعل ذلك. وإن كان يتبع قدرًا ضئيلًا من المنطق، سوف يقول شيئًا مثل: "هذا هو كل ما أعرف عمله. لا تبالغ في تقديري، ولن أتظاهر. سوف يكون الأمر أسهل بتلك الطريقة، أليس كذلك؟ من المؤلم أن تزعم وتتظاهر دائمًا. إن كنا لا نعرف كيفية عمل شيء ما، سوف نتعلم كيفية عمله معًا. نحن بحاجة إلى التعاون لأداء واجبنا كما يجب. ونحن جميعًا بحاجة إلى موقف مسؤول". عندما يرى الناس هذا، فإنهم يقولون لأنفسهم: "هذا الشخص أفضل منا جميعًا. فعندما يظهر شيء ما، لا يُقدِّم مزاعم جامحة حول مهارته، ولا يفرض الأشياء على الآخرين أو يحاول التنصل من المسؤولية. وبدلًا من ذلك، فإنه يأخذ الأشياء على عاتقه ويؤديها بموقف جاد ومسؤول. هذا شخص صالح ولديه موقف مسؤول وجاد تجاه العمل وتجاه واجبه. إنه جدير بالثقة. وقد كان من الصواب أن يسلمه بيت الله هذا المشروع المهم. فالله يمحص حقًا أعمق كيان الإنسان!" يتمكن هذا الشخص من خلال أداء واجبه هكذا من صقل مهاراته وكسب استحسان الجميع. من أين يأتي هذا الاستحسان؟ أولًا، يأتي من موقف ذلك الشخص الجاد والمسؤول تجاه واجبه. وثانيًا، يأتي من قدرته على أن يكون شخصًا صادقًا يتمتع بموقف عملي واستعداد للتعلم. وثالثًا، لا يمكن للمرء استبعاد احتمال أنه ينعم بالإرشاد والاستنارة من الروح القدس. يتمتع مثل هذا الشخص ببركة الله، وهذا شيء يمكن للأشخاص ذوي الضمير والعقل الوصول إليه. قد يكون فاسدًا وناقصًا، وقد توجد أشياء كثيرة لا يمكنه عملها، لكن مسار الممارسة لديه هو المسار الصحيح. إنه لا يتظاهر أو يخدع، ولديه موقف جاد ومسؤول تجاه واجبه، وموقف التقوى والحنين تجاه الحق. لن يتمكن أضداد المسيح من فعل تلك الأشياء، لأن الطريقة التي يفكرون بها لن تكون أبدًا مثل طريقة الناس الذين يحبون الحق ويسعون إليه. لماذا ذلك؟ لأن لديهم طبيعة الشيطان. إنهم يعيشون وفقًا لشخصية شيطانية لتحقيق هدفهم في الاستيلاء على السلطة. إنهم يحاولون دائمًا بمختلف الوسائل تدبير المؤامرات والمكائد وخداع الناس بالعاطل أو بالباطل لعبادتهم واتباعهم. ولذلك، من أجل خداع الناس، فإنهم يفكرون في جميع أنواع الطُرق لإخفاء أنفسهم والتضليل والكذب وخداع الناس؛ لجعل الناس يعتقدون أنهم على حق دائمًا، وأنهم يعرفون كل شيء ويمكنهم فعل كل شيء، وأنهم أكثر ذكاءً وحكمةً وفهمًا من الآخرين، وأنهم أفضل من الآخرين في كل شيء، وأنهم يتفوقون على الآخرين في كل شيء، بل وأنهم الأفضل في أي مجموعة. هذا هو نوع الاحتياج لديهم؛ وهذه هي شخصية ضد المسيح. ولذلك، فإنهم يتعلمون التظاهر، مما يؤدي إلى ظهور جميع أنواع الممارسات والسلوكيات" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن (الجزء الثالث)]. أضداد المسيح غادرون وأشرار بطبعهم. فللحفاظ على مكانتهم وسمعتهم، لا يوجد شيء لن يفعلوه؛ حيث يتسترون، ويكذبون ويخدعون الآخرين. فكرت في شخص ضد المسيح طُرد من كنيستنا: ليثبت نفسه وينال الإعجاب، لم يطلب المساعدة حين واجه مشكلات، وتظاهر بمعرفة أكثر مما يعرف، وسعد بتأخير عمل الكنيسة ليحافظ على مكانته وصورته. كان يذكر نجاحاته فحسب وليس إخفاقاته، وعطَّل عمل الكنيسة في عدة مناسبات، لكنه لم يتب قطُّ. ولهذا، طُرد من الكنيسة في النهاية. قارنت سلوكه بسلوكي: لم أركِّز في السعي للحق والمبادئ في واجبي، ولم أقبل تمحيص الله أو أعمل بطريقة واقعية، وكنت دائمًا أخادع لأحظى بإعجاب الآخرين. كان من الواضح أن هناك مشكلة في تصميمي، لكن على الرغم من عدم وجود تصور واضح عن كيفية تعديله، لم أسع أو أناقش أي شيء مع إخوتي وأخواتي، بل صممتُ على إصلاحه بمفردي. لم أفكر في عمل الكنيسة، ولم أرغب في كشف عيوبي ما دام هناك أي بصيص من الأمل، كما لو أن تأخير عمل الكنيسة لم يكن بالأمر الجَلل وكان أهم شيء هو الحفاظ على صورتي. فعلت كل شيء لإخفاء ما يهدد صورتي ومكانتي، حتى ولو كان فعل ذلك مُسْتَنْزِفًا ومُضنيًا جدًّا. شعرتُ أن فقدان ما يُسمَّى بـ "صورتي الحسنة" سيكون كفقدان حياتي. لقد أظهرتْ أفعالي شخصية ضد المسيح. بإدراكي هذا، شعرت ببعض الخوف. قد لا أكون ارتكبتُ كل أنواع الشر مثل ضد المسيح، لكنني كنت دائمًا أسعى للسمعة والمكانة وإعجاب الآخرين، بل كنت أتصرف بغدر وأخدع الآخرين. ولو لم أبدد هذه الشخصية، لكشفني الله في النهاية واستبعدني. فصلَّيت لله وتبتُ، وكنت مستعدة لتنحية غروري ومكانتي جانبًا لأمارس كلماته.
لاحقًا، لو أن هناك مشكلات في تصاميمي لا يمكنني التعامل معها، لسارعت بالاتصال بأحدهم ولفتحت قلبي في الشركة، ولسعيت واستمعت لاقتراحاته. أحيانًا، قد أجعله أيضًا يصمم معي. ذات مرة، واجهت مشكلة أخرى في تصميم وفشلتُ في إحراز تقدم حتى بعد التفكير مليًّا لفترة. سألني قائدي عن تقدمي وأردت الكذب، لكنني سرعان ما أدركتُ أنني كنت أحاول الحفاظ على مكانتي وسمعتي مجددًا. ثم صادفت في كلمة الله: "إذا لم تُخفِ أي شيء، وإذا لم تضع قناعًا خارجيًا، أو تظاهرًا، أو واجهة، أو إذا كشفت نفسك أمام الإخوة والأخوات، فلا تُخفِ أفكارك وتأملاتك الداخلية، بل اسمح للآخرين برؤية موقفك الصادق، وسيتجذَّر الحق تدريجيًا فيك، وسيزدهر ويؤتي ثماره، وسيسفر عن نتائج شيئًا فشيئًا. إذا كان قلبك ينمو في الصدق، ويزداد توجهه نحو الله، وإذا كنت تعرف كيف تحمي مصالح بيت الله عندما تؤدي واجبك، ويضطرب ضميرك عندما تفشل في حماية هذه المصالح، فهذا دليل على أن الحق قد أثّر فيك، وأصبح حياتك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كانت كلمات الله محفِّزة بقوة. علمت أنني يجب ألا أواصل الخداع؛ كان عليَّ مواجهة عيوبي بصدق وهدوء. مهما كان ما ظنَّه الآخرون بي، كان عليَّ قول الحق وإيجاد حل مع الآخرين. تصادف عقد اجتماع عمل في ذلك اليوم، لذا انفتحت في الشركة حول مشكلاتي وفسادي. بعد التحدث، شعرت بالهدوء. عندما ناقشت كل شيء مع الآخرين، ساعدوني على ابتكار طريقة لإصلاح التصميم، وسرعان ما أكملتُ التعديل. كنتُ في أَوْج سعادتي! شعرت بمدى روعة الانفتاح والصدق حقًّا! لقد تمكنت من إدراك كل هذا وتحقيق التغيير بفضل خلاص الله. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.