لماذا أبالغ في الحذر في واجبي؟

2023 فبراير 5

في مارس 2021، كنت أعمل مصممة جرافيك في الكنيسة. بسبب غطرستي في واجبي، ولم أستطع العمل بتناغم مع الآخرين، عطلتُ العمل، وأُعفِيتُ. وبعد شهرين، رتبت لي مشرفة الاستمرار في إنتاج الصور. تأثرت بشدة، وفي الوقت نفسه شعرت ببعض الاضطراب. بعد عودتي، إذا عطلت شخصيتي المتغطرسة العمل مرة أخرى، ألن أُكشف وأُستَبْعَد نهائيًّا؟ وإن حدث هذا، ألن ينتهي أمري؟ لذا، أخبرت نفسي: "بعد عودتي، يجب أن أحذر في التعامل مع كل شيء. يجب ألا أفعل الأشياء حسب شخصيتي المتغطرسة مرة أخرى".

عندما بدأتُ، أدركت الأخوات أنني أمتلك خبرة في الجرافيك، وكثيرًا ما أتين إليَّ عندما يواجهن المشكلات، فكنت أبذل قصارى جهدي لأزودهن بالحلول. لكن عندما أسهب في الحديث، كنت أفكر فجأة: "إذا أسهبت في الحديث، فهل هذا تفاخر؟ ماذا لو نطقت خطأً؟ ذات مرة أخبرتني أخت أنني، عندما كنت قائدة مجموعة، كنت أعتمد على خبراتي الممتدة، وغالبًا ما أوجه أعمال الآخرين اعتمادًا على خبرتي وليس سعيًا للمبادئ. تسبب هذا في تناقل بعض الصور جيئة وذهابًا ليعاد العمل عليها؛ ما أدى بدوره إلى تعطيل التقدم. الآن، لو ضللتُ أختًا، وعطلتُ العمل، واكتشفت المشرفة، فهل ستُعفيني من منصبي؟ انسي الأمر. سأكتفي بقول القليل لأتجنب قول شيء خطأ والاضطرار إلى تحمل المسؤولية". ذات مرة، كنا نناقش مفهوم تصميم صورة. وبعد تأمله، شعرت بأن مفهوم التكوين ليس منطقيًّا. لكنني ترددت، وفكرت: "إن كانت هناك مشكلات بالمفهوم، فهذه معضلة كبرى، سوف نضطر لإعادة تصميم الصورة وضبطها كلها. فهل يجب أن أتحدث؟ وإن لم أنطق، وهناك مشكلة حقيقية، فسيجب إعادة العمل على الصورة. لكننا ناقشنا هذه الصورة بالفعل طوال يومين. وإذا قلت إن هناك مشكلة الآن، فماذا ستظن بي الأخوات؟ هل سيقلن إنني أجذب الانتباه لنفسي وأفتعل المشاكل فحسب؟ ماذا لو كانت فكرتي خطأ؟ ألن يتسبب هذا في تعطيل العمل؟ وإن اكتشفت المشرفة الأمر، فهل ستقول إنني لم أتب؟" في ذلك الوقت، ترددت، ولم أجرؤ على قول شيء. وبعدها بأيام، أنهينا تصميم الرسم المقترح، لكن عندما رأته المشرفة، قالت إن المفهوم به مشكلات ويجب إعادة تصميمه. عندما رأيت تلك النتيجة، خفق قلبي، وفكرت: "لو أنني أثرت هذا الأمر وقتها، لتشارك الجميع حوله ولتعاملوا مع الأمر، ولما ضيعنا الوقت". اعتراني الندم، ثم فكرت: "لم أكن متأكدة تمامًا من صحة فكرتي آنذاك، ربما كان من الجيد ألا أتحدث؟" وهكذا انتهى الأمر. لم أفكر فيه أو أتأمله، بل وضعته جانبًا فحسب.

لاحقًا، كلما ناقشت المجموعة مشكلات ودعتنا لإبداء الرأي، ألتزم الحذر الشديد، وأخشى أن تكون آرائي مختلفة عن الآخرين، وأن يُسيء الآخرون فهمي على أني متغطرسة لا تتقبل أفكارهم. لذلك، كلما قدمت اقتراحًا، كنت أضيف: "هذا رأيي الشخصي، وربما أكون مخطئة. يجب أن تتأكدوا بأنفسكم". أحيانًا، كانت الأخوات تقدم اقتراحات بشأن الصور التي أصممها، وأعرف بوضوح أن بعض الاقتراحات لا تتفق مع المبادئ. لكني أخشى لو لم أقبل اقتراحاتهم، أن يروني متغطرسة أو أتشبث برأيي. لذلك، كنت أقبل اقتراحاتهم على مضض، وأنا أعتقد أنه إن حدث خطأ، فلن أتحمل مسؤوليته. نتيجة لذلك، بعد التغييرات، اتضح أن بعض الاقتراحات غير مناسبة بالمرة، وتوجب إعادة العمل على الصور مما عطَّل التقدم. كان هذا هو الوضع. لذا، كل يوم كنتُ أنكمش خوفًا بينما أؤدي واجبي، وأشعر بالإنهاك الجسدي والعاطفي. لكن لكي أقنع المشرفة والأخوات بأنني تغيرت، اعتقدت أنه من الأفضل أن أحذر. بعد ذلك، أديت واجبي دائمًا بهذه الطريقة. لكن ظهرت مشكلات في صور جرافيك المجموعة دائمًا، واضطررنا إلى إعادة العمل عليها. كان من الواضح أن فعاليتنا في العمل تنخفض قبل أن يدرك قلبي المُخدَّر في النهاية أنه قد تكون حالتي خاطئة، وأنني بحاجة للتأمل الذاتي. لذا، صليت إلى الله، وطلبت منه أن يمنحني الاستنارة لأفهم مشكلاتي.

وفي اجتماع، قرأت مقطعًا من كلام الله، وربحت بعض الفهم عن حالتي، يقول الله القدير، "بصفتكم قادة وعاملين، عندما تحدث مشكلاتٌ أثناء أداء واجبكم، تكونون عُرضةً لتجاهلها، وقد تبحثون حتَّى عن ذرائع وأعذارٍ مُتنوَّعة لتجنُّب المسؤوليَّة. توجد بعض المشكلات التي يمكنكم حلَّها ولكنكم لا تحلّونها، والمشكلات التي لا يمكنكم حلَّها لا تبلغون رؤسائكم بها وكأنها لا علاقة لها بكم. أليس هذا تقصيرًا في واجبكم؟ هل التعامل مع عمل الكنيسة بهذه الطريقة أمرٌ ذكيّ أم أمر أحمق؟ (أحمق). أليس مثل هؤلاء القادة والعاملين حيَّات؟ ألا يخلُون من أيّ شعورٍ بالمسؤوليَّة؟ عندما يتجاهلون المشكلات أمامهم، ألا يدلّ هذا على أنهم قاسون وخائنون؟ الخائنون هم أكثر الناس حماقةً على الإطلاق. يجب أن تكون شخصًا صادقًا، وأن يكون لديك إحساسٌ بالمسؤولية عندما تواجه مشكلات، ويجب أن تجد سبلًا لطلب الحق لحل المشكلات. لا تكن غدارًا. إذا تهرَّبت من المسؤولية وغسلتَ يديك منها عند ظهور المشكلات، فحتى غير المؤمنين سيدينونك. أتتخيل أن بيت الله لن يدينك؟ يحتقرُ شعبُ الله المختار هذا السلوك ويرفضه. والله يحب الصادقين ويكره المخادعين والماكرين. إذا كنت تتصرف كشخص غدَّار وحاولت ممارسة الألاعيب، ألن يكرهك الله؟ هل سيسمح لك بيت الله ببساطة بأن تنجو دون عقاب؟ عاجلًا أم آجلًا، ستُحاسب؛ فالله يحب الصادقين ويكره الغدَّارين. يجب على الجميع أن يفهموا هذا بوضوح، وأن يتوقَّفوا عن الارتباك وارتكاب حماقات. يمكن تفهم الجهلِ اللحظي، لكن رفض قبول الحق على الإطلاق هو رفض عنيد للتغيير" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). كشف كلام الله أن مَن يستهترون في عملهم، ويتهربون من المسؤولية عند ظهور المشكلات، خائنون بوضوح. بتأمل كلام الله، أدركت أن حالتي هكذا بالضبط. كنت مستهترة وخائنة في واجبي، وكلما ظهرت مشكلة تتضمن تحمل المسؤولية، أو مستقبلي ومقصدي، أنكمش خوفًا، وأستخدم وسائل خائنة. عندما رأيت المشكلات، لم أقل شيئًا، بل اختلقت الأعذار أو قلت شيئًا غامضًا. وبعد العودة إلى عمل الجرافيك، خشيت أن يقول الأخوة والأخوات إن شخصيتي المتغطرسة لم تتغير. خشيت أن تتسبب شخصيتي الفاسدة في تعطيل العمل مرة أخرى، وأن أُعْفَى من منصبي. لذلك، التزمت الحذر في كل شيء أفعله أو أقوله، ودائمًا ما أتظاهر بالخداع. عندما سألتني الأخوات، كنت أخشى قول شيء خطأ، وتحمل المسؤولية، لذلك أختلق الأعذار لأتجنب الإجابة. وكلما ناقشت المجموعة مشكلات، وظهرت اختلافات، غالبًا ما أبقى صامتة، وأجاري ما يحدث فحسب. كان باستطاعتي أن أفهم أن هناك مشكلات، لكني خشيت أن يقول الناس إني متغطرسة وأحاول جذب الانتباه، فضلت الاضطرار إلى إعادة العمل بسبب المشكلات على أن أعبِّر عن رأيي. لم أمتلك الشجاعة حتى لمناقشة الأمور مع الجميع. كنت أنانية للغاية. عندما قدمت الأخوات اقتراحات بشأن الصور التي أعمل عليها، عرفت أن بعض الاقتراحات لا تتفق مع المبادئ، لكني خشيت أن يتهمونني بالغطرسة، لذا تظاهرت دائمًا بأنني أتفق معهم وأتقبل اقتراحاتهم. لم أهتم حتى بالأخطاء وإعادة العمل، طالما أنني لا أتحمل المسؤولية. أيًا كان ما أفعله، كنت أراعي مصالحي الشخصية فقط، وأخشى تحمل المسؤولية. كنت مخادعة للغاية! يفحص الله قلوب الناس، وحيث إنني كنت أنانية ومخادعة ومستهترة للغاية في واجبي، أنَّى لي ربح الاستنارة والإرشاد من الروح القدس؟ لا عجب أن فعاليتي في أداء واجبي تناقصت تدريجيًّا. وكان هذا كشف الله لي.

عندئذ، تذكرت مقطعًا من كلام الله. يقول الله القدير، "إذا أحبّ الناس الحقّ، فسيكون لديهم القوة للسعي إلى الحقّ، ويمكنهم الاجتهاد في ممارسة الحقّ. يمكنهم ترك ما ينبغي تركه، والتخلّي عمّا يجب التخلّي عنه. وعلى وجه الخصوص، يجب التخلّي عن الأشياء التي تتعلق بشهرتك ومكاسبك ومكانتك. فإذا لم تتخلَّ عنها، فهذا يعني أنك لا تحبّ الحقّ وليس لديك القوة للسعي إلى الحقّ. عندما تحدث أشياء لك، يجب أن تسعى إلى الحقّ. وإذا كان لديك قلب أنانيّ، في الأوقات التي تحتاج فيها إلى ممارسة الحقّ، ولا يمكنك التخلي عن مصلحتك الذاتية، فلن تكون قادرًا على ممارسة الحقّ. إن لم تسعَ إلى الحقّ أو تمارسه أبدًا في أي ظرف من الظروف، فأنت لست شخصًا يحبّ الحقّ. مهما يكن عدد سنوات إيمانك بالله، فلن تنال الحقّ. يسعى بعض الناس دائمًا إلى تحقيق الشهرة والربح والمصلحة الذاتية. مهما كان العمل الذي ترتبه الكنيسة لهم، فإنهم يقلّبون الأمر دائمًا ويفكرون: "هل سيفيدني هذا؟ إن أفادني الأمر، فسأفعله؛ وإن لم يُفِدني، فلن أفعله". مثل هذا الشخص لا يمارس الحقّ – فهل يمكنه أداء واجبه جيدًا؟ بكل تأكيد لا يستطيع. حتى إن لم تفعل الشر، فأنت لا تزال شخصًا لا يمارس الحقّ. إن كنت لا تسعى إلى الحقّ، ولا تحب الأشياء الإيجابية، ولا تهتم في كل ما يصيبك إلّا بسمعتك ومكانتك ومصلحتك الشخصية وما هو مفيد لك، فأنت شخص لا تحركه سوى المصلحة الذاتية، كما أنك أناني ومنحط. إن شخصًا كهذا يؤمن بالله لكي يكسب شيئًا جيدًا أو مفيدًا له، وليس لينال الحقّ أو خلاص الله. لذلك، فإن هذا النوع من الناس غير مؤمنين. الأشخاص الذين يؤمنون حقًا بالله هم أولئك الذين يمكنهم السعي إلى الحقّ وممارسته؛ لأنهم يدركون في قلوبهم أن المسيح هو الحقّ، وأن عليهم الاستماع إلى كلام الله والإيمان بالله كما يطلب. إن كنت ترغب في ممارسة الحقّ عندما يحدث لك شيء ما، ولكنك تضع في اعتبارك سمعتك ومكانتك ووضعك الاجتماعي، فسيكون القيام بذلك أمرًا صعبًا. في موقف مثل هذا؛ سيتمكن أولئك الذين يحبّون الحقّ، من خلال الصلاة والسعي والتأمّل في أنفسهم والوعي الذاتيّ، من التخلّي عمّا هو في مصلحتهم الذاتية أو مفيد لهم، وممارسة الحقّ وإطاعة الله. هؤلاء الناس هم الذين يؤمنون حقًا بالله ويحبّون الحقّ. وما العاقبة عندما يفكر الناس دائمًا في مصلحتهم الذاتية الخاصة، وعندما يحاولون دائمًا حماية كبريائهم وغرورهم، وعندما يكشفون عن شخصية فاسدة ومع ذلك لا يطلبون الحق لإصلاحها؟ العاقبة هي أنهم لا يحظون بمدخل إلى الحياة، ويفتقرون إلى الاختبارات والشهادة الحقيقية. وهذا أمر خطير، أليس كذلك؟ إذا لم تمارس الحق أبدًا، وإذا كنت تفتقر إلى أي اختبارات وشهادة، فسوف تنكشف وتُستبعَد في الوقت المناسب. ما فائدة الناس الذين ليست لديهم اختبارات وشهادة في بيت الله؟ من المحتم أن يكون أداؤهم لأي واجب رديئًا، ولا يمكنهم فعل أي شيء بشكل صحيح. أليسوا مجرد نفاية؟ إذا لم يمارس الناس الحق أبدًا بعد أعوام من الإيمان بالله، فهم من غير المؤمنين وهم أشرار. إذا لم تمارس الحق أبدًا، وإذا تزايدت آثامك أكثر من أي وقت مضى، فإن عاقبتك تكون قد تحددت. من الواضح أن جميع آثامك، والطريق الخاطئ الذي تسلكه، ورفضك للتوبة – هذا كله يندمج في عدد وافر من الأفعال الشريرة؛ وهكذا فإن عاقبتك هي أنك ستذهب إلى الجحيم وسوف تُعاقَب" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أهم شيء في الإيمان بالله هو ممارسة الحق). بعد قراءة كلام الله، تأثرت بشدة. في السابق، كنت أعتقد أن عدم إبداء رأيي ومجاراة الأمور فحسب ليس مسألة مهمة. لكن بعد قراءة كلام الله فهمت أن التفكير في النفس فقط، واتباع الدوافع الأنانية دائمًا عند مواجهة المشكلات، وحماية النفس عند حدوث تضارب بين المصالح الشخصية ومصالح الكنيسة، وتفضيل أن يعاني العمل بدلًا من ممارسة الحق، في حقيقتها أمور شريرة! فكرت في كل الأوقات والجهود المبذولة على كل صورة، من التصميم حتى الرسم، لكني عندما رأيت المشكلات، لم أقل شيئًا، وأدى هذا إلى إعادة العمل، وتأخير التقدم بشكل خطير. ألم يكن هذا تعطيلًا للعمل؟ كانت أفعالي الشريرة تتراكم، وإن لم أتب، سأُدمَر. عندما فهمت هذا، أصابني الفزع، وأدركت أنه عند مواجهة المشكلات، من المهم للغاية أن تهجر أهواءك وتمارس الحق.

قرأت لاحقًا مقطعًا من كلام الله: "إذا كنت لتقول: "يتصف أضداد المسيح بأحادية التفكير والعناد. أخشى أن أصبح أحد أضداد المسيح ولا أريد أن أتبع طريق ضد المسيح. ولذلك، سوف أنتظر حتى يُعبِّر الجميع عن آرائهم ثم ألخصها وأجد طريقة لصياغة استنتاج يراعي الطريق الوسط". هل هذا مقبول؟ (لا). لماذا ليس مقبولًا؟ إذا كانت النتيجة لا تلتزم بمبادئ الحق، فهل ستكون فعالة حتى لو فعلت هذا؟ وهل سيرضي الله بها؟ إذا لم تكن فعالة ولم يرضَ الله بها، فسوف تكون المشكلة خطيرة. إذا كنت لا تفعل الأشياء وفقًا لمبادئ الحق، وكنت مهملًا وغير مسؤول في واجبك، وكنت تفعل الأشياء وفقًا لفلسفات شيطانية، فأنت بذلك تخون الله وتغشه! لتجنب ظن الناس ووصمك بأنك أحد أضداد المسيح، لا يمكنك حتى الوفاء بالمسؤوليات التي من المفترض أن تفي بها. فأنت تستخدم الفلسفة الشيطانية المتمثلة في "إيجاد أرضية وسطى". ونتيجةً لذلك، أسأت إلى شعب الله المختار وأضررت بعمل الكنيسة. أليست هذه عدم مراعاة للمبادئ؟ أليست هذه أنانية وخسة؟ أنت من القادة والعاملين، وينبغي أن تراعي المبادئ فيما تفعله. ينبغي أن يكون كل ما تفعله فعالًا وهادفًا. افعل كل ما هو مفيد لبيت الله، وافعل ما يتوافق مع مبادئ الحق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السادس). من كلام الله، فهمت أنه لا يريدنا أن نصبح سلبيين وقلقين دائمًا خشية أن نُكشف ونُستبعد. لكنه يريدنا أن نتحمل المسؤولية في واجباتنا، ونطلب مبادئ الحق فيما نفعله. فالتصرف هكذا يفيد عمل الكنيسة، وهو الطريقة الوحيدة للوفاء بالمسؤوليات. وبالنسبة لي، عندما عدت للعمل كمُصمِّمة، تعهدت بأداء واجبي جيدًا، لكن عندما حان الوقت لتحمل المسؤولية، بالغت في الحذر. لأتجنب وصف الآخرين لي بالغطرسة والخداع، لم أقل شيئًا عندما رأيت المشكلات، ولم أفي حتى بمسؤولياتي، وألحق هذا خسائر بعمل الكنيسة. ألم أحاول خداع الله وغشه؟ فهمت أيضًا أنه من الطبيعي ظهور آراء مختلفة عندما تظهر المشكلات، وأنه طالما أنوي مراعاة الأفضل لعمل الكنيسة، وأسعى للحق، وأؤدي واجبي حسب المبادئ، إذن، عليَّ طرح آرائي للنقاش. هذه هي الجدية والمسؤولية في الواجب، وليس جذب الانتباه أو تعطيل العمل. وحتى لو ارتكبت خطأ بسبب شخصيتي المتغطرسة، طالما أنني أمتلك الشجاعة للاعتراف بذلك، وأقبل مشاركة الآخرين وتصحيحاتهم، وأتغير، لن تعفيني الكنيسة أو تطردني بسبب فساد مُعلَن عنه مؤقتًا. بعد فهم هذه الأمور، لو اكتشفت أشياء تنتهك المبادئ خلال أداء واجبي، فإنني أتحدث عنها، وأناقشها مع الجميع. وبالممارسة بهذه الطريقة، تقلصت الانحرافات في العمل تدريجيًّا. ذات مرة، كنا نناقش مفهوم تصميم صورة، واكتشفت أن مادة المصدر والموضوع لا يتفقان جيدًا، وأن الموضوع غير واضح تمامًا. فكرت: "قد تكون هذه مشكلة عويصة، وإن كانت كذلك حقًّا، لن ينجح مقترح تصميم الصورة بأكمله". ملأني التردد، "ماذا ستظن الأخوات بي إن قلت شيئًا بالخطأً؟ انسي الأمر، فلا أزال غير راغبة في المخاطرة". لكني قلقت أيضًا، "إن كانت هناك حقًا مشكلة بالمبادئ، سنضطر إلى قضاء وقت طويل في التعديل. ألن يتسبب هذا في تعطيل العمل؟" عند هذه الفكرة، قدمت وجهة نظري. وبعد نقاش، وافقت الأخوات على رأيي. ثم أرسلنا اقتراحات تعديل الصورة إلى المشرفة. بعد رؤية اقتراحاتنا، قالت المشرفة إن المفهوم الأصلي للتصميم العام لا يزال قابلًا للتنفيذ، وأنه لا يحتاج لشيء سوى بعض التعديلات على مواد المصدر. عندما سمعت هذا، خفق قلبي: "هل من الممكن أن يصبح رأيي مشكلة؟ ما ذا ستظن المشرفة بي؟ هل ستقول إنني لا أزال – حتى بعد الإعفاء – مغرورة وبارَّة في عيني ذاتي ولم أتغير؟" صليت إلى الله في صمت، وقلت إنني مستعدة لمواجهة المشكلات بصدق. لذلك، بادرت وتحدثت مع المشرفة وصارحتها بأفكاري، وطلبت المبادئ المتعلقة بهذه الأمور. قدمت لي المشرفة مشاركة مُفصَّلة. وبعد سماعها، استنار قلبي، وفهمت انحرافاتي. أدركت أن المشرفة لم تتعامل معي. بل تشاركت بصبر معنا. شعرت ببعض الحزن: دائمًا ما كنت أحذر من الأخوة والأخوات، وأحترس من بيت الله، وأخشى التعرض للإعفاء والاستبعاد إن كُشف فسادي، بينما في الحقيقة يعامل بيت الله الناس على أساس مبدأ الحق، ولا يتعامل مع الناس أو يعفيهم حالما يرتكبون خطأ. إذا تسببت في انحرافات في العمل لأنك لم تفهم المبادئ وبعد المشاركة حول ما يمكنك الاعتراف به وتصحيح خطئك، لن تتعرض للإعفاء أو الاستبعاد. إن كنت متغطرسًا وبارًّا في عيني ذاتك، وتصر على رأيك لتحمي سمعتك ومكانتك، وتضر العمل، ولا تسعى لمبادئ الحق، فعندئذ فقط يتم تهذيبك والتعامل معك. وإن كان الموقف خطيرًا، ستتعرض للإعفاء أو الاستبعاد. تذكرت مرة أخرى عندما أُعفِيتُ. اعتمدت على حقيقة عملي في الجرافيك لوقت طويل، وامتلاك الكثير من الخبرات. عند مناقشة المشكلات مع الآخرين، كنت متغطرسة وأتشبث بآرائي بعناد. لم أتقبل الآراء المختلفة أو أطلب الحق. وتسبب هذا في تنقل بعض الصور ذهابًا وإيابًا وإعادة العمل عليها، أو حتى إلغائها. لكن بعد مواجهة الفشل والتعرض للكشف، لم أسع للحق لتبديد شخصيتي الفاسدة. بل كنت دائمًا قلقة وسيئة الفهم. لم أهتم بواجباتي أو أسعَ للحق. لاحقًا، فكرت أيضًا كيف يجب تبديد المبالغة في الحذر وسوء الفهم والقلق. قرأت كلام الله. "يتبع بعض الناس إرادتهم عندما يتصرفون. إنهم يخالفون المبادئ، وبعد تهذيبهم والتعامل معهم، يعترفون بمجرد الكلام بأنهم متكبرون وبأنهم أخطأوا فقط لأنهم لا يملكون الحق. ولكنهم في قلوبهم ما زالوا يشتكون: "لا أحد يخاطر بنفسه غيري. وفي النهاية، عندما يحدث خطأ ما، يلقون بالمسؤولية كلها عليَّ. أليس هذا غباءً مني؟ لا يمكنني أن أفعل الشيء نفسه في المرَّة القادمة مخاطرًا بنفسي هكذا. فالأشخاص البارزون يُنتَقدون من الآخرين!" ما رأيك في هذا الموقف؟ هل هو موقف توبة؟ (لا). ما هذا الموقف؟ ألم يصبحوا مراوغين ومخادعين؟ يعتقدون في قلوبهم: "أنا محظوظ هذه المرَّة أن الأمر لم يتحول إلى كارثة. فالإنسان يتعلم الدروس بعد السقوط، إذا جاز التعبير. ينبغي أن أكون أكثر حذرًا في المستقبل". إنهم لا يطلبون الحق، مستخدمين تفاهاتهم ومكائدهم الماكرة للاهتمام بالأمر والتعامل معه. هل يمكن أن يربحوا الحق بهذه الطريقة؟ لا يمكنهم ذلك لأنهم لم يتوبوا. الشيء الأول الذي يجب فعله عند التوبة هو التعرف على الخطأ الذي ارتكبته: أي معرفة مكمن خطئك، وجوهر المشكلة، والشخصية التي كشفت عنها؛ ينبغي أن تتأمل في هذه الأشياء وتقبل الحق، ثم تمارس وفقًا للحق. هذا وحده موقف توبة. من ناحية أخرى، إذا كنت تفكر في أساليب ماكرة بشكل شامل، وأصبحت مراوغًا أكثر من ذي قبل، وأصبحت أساليبك أكثر دهاءً وإخفاءً، ولديك المزيد من الأساليب للتعامل مع الأشياء، فإن المشكلة ليست ببساطة المخادَعة. فأنت تستخدم وسائل مخادِعة ولديك أسرار لا يمكنك إفشاؤها، وهذا شر. لا يقتصر الأمر على أنك لم تتب، بل أصبحت أكثر مراوغة وخداعًا. يرى الله أنك عنيد وشرير بشكل مفرط، أي شخص يعترف ظاهريًا بأنه مخطئ ويقبل التعامل معه وتهذيبه، ولكنه في الواقع ليس لديه موقف التوبة على الإطلاق. لماذا نقول هذا؟ لأنك، أثناء حدوث هذا الأمر أو بعد حدوثه، لم تطلب الحق ولم تمارس وفقًا للحق. إن موقفك هو عبارة عن استخدام فلسفات الشيطان ومنطقه وأساليبه لحل المشكلة. وفي الواقع، أنت تتهرب من المشكلة وتُغلِّفها في حزمة أنيقة لئلا يرى الآخرون أي أثر لها، ودون أن يفوتك شيء. وفي النهاية تشعر أنك مفرط الذكاء. هذه هي الأشياء التي يراها الله، بدلًا من أن تكون قد تأملت بصدق في خطيتك واعترفت بها وتبت عنها في مواجهة الأمر الذي أصابك، ثم تابعت بطلب الحق وبالممارسة وفقًا للحق. إن موقفك ليس موقف طلب الحق أو ممارسته، كما أنه ليس موقف الخضوع لسيادة الله وترتيباته، ولكنه موقف استخدام طرق الشيطان وأساليبه لحل مشكلتك. فأنت تعطي انطباعًا خاطئًا للآخرين وتقاوم كشف الله لك، كما أنك تتخذ موقف الدفاع والمواجهة فيما يخص الظروف التي رتبها الله لك. فقلبك مغلق أكثر من ذي قبل ومنفصل عن الله. وعلى هذا النحو، هل يمكن أن تنبع منه أي نتيجة جيدة؟ هل يمكنك مع ذلك أن تعيش في النور وتتمتع بالسلام والفرح؟ لا يمكنك. إن كنت تحيد عن الحق وعن الله، فسوف تسقط بالتأكيد في الظلام وسيكون مصيرك البكاء وأن تحكّ أضراسَك بعضها ببعض من الغيظ. هل مثل هذه الحالة منتشرة بين الناس؟ (نعم). يذكّر بعض الناس أنفسهم كثيرًا قائلين: "لقد تم التعامل معي هذه المرَّة. يتعين في المرَّة القادمة أن أكون أكثر ذكاءً وحذرًا. فالذكاء أساس الحياة – وغير الأذكياء هم سُذَّج". إذا كنت تُوجِّه نفسك وتنصحها دائمًا، فهل ستصل إلى أي نتيجة؟ هل ستتمكن من ربح الحق؟ إذا واجهتك مشكلة، فينبغي أن تبحث عن جانب من جوانب الحق وتفهمه، وأن تربح ذلك الجانب من الحق. ما الذي يمكن تحقيقه من خلال فهم الحق؟ عندما تفهم أحد جوانب الحق، فإنك تفهم أحد جوانب مشيئة الله؛ وتفهم سبب فعل الله هذا الشيء لك، وسبب طلبه هذا الأمر منك، وسبب ترتيبه للظروف لتزكيتك وتأديبك هكذا، وسبب استخدامه هذا الأمر لتهذيبك والتعامل معك، وسبب سقوطك وفشلك وانكشافك في هذا الأمر. إذا فهمت هذه الأشياء، فسوف تتمكن من طلب الحق وسوف تحقق الدخول إلى الحياة. وإذا كنت لا تفهم هذه الأشياء ولا تقبل هذه الحقائق بل تُصر على معارضتها ومقاومتها، واستخدام أساليبك الخاصة لإخفاء نفسك ومواجهة جميع الآخرين والله بوجه زائف، فلن تتمكن إلى الأبد من ربح الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يستطيع المرء التعامل مع مفاهيمه وسوء فهمه لله إلّا باتباع الحق). كلام الله واضح تمامًا. أفضل طريق لتبديد القلق وسوء الفهم هو السعي لفهم الحقائق في المسائل ذات الصلة. عند مواجهة الفشل والعقبات، إن لم تسع للحق لحل مشكلاتك، وفكرت في طرق للتظاهر بالخداع، وتعاملت معها حسب طرقك التافهة والملتوية، فهذا ليس خداعًا فحسب، بل نوع من الشخصيات الشريرة أيضًا. لن يربح مثل هؤلاء الأشخاص الحق أبدًا. أتذكر عندما أُعفِيتُ، كشف القائد غروري وبري في عيني ذاتي ورفضي الاستماع لآراء الآخرين. عندئذ، اعترفت بهذا وتقبلته، لكن بعد ذلك، لم أسع للحق لأبدد شخصيتي الفاسدة. هذه المرة عندما عدت إلى عمل الجرافيك، خشيت أن أُعفى وأُستبعَد لأنني عطلت عمل الكنيسة بسبب غطرستي مرة أخرى، فاتبعت فلسفات شيطانية مثل "احم نفسك، واسعَ لتفادي اللوم"، "الحذر أفضل من الندم" لأحمي نفسي. ونادرًا ما عبرت عن رأيي أو قدمت اقتراحات مختلفة، ولم أبادرًا أبدًا إلى قول أي شيء كلما طرأ طارئ. أصبحت أكثر خداعًا من ذي قبل. أدركت أن مقترح التصميم به مشكلات، لكنني لم أقل شيئًا. عرفت أن بعض اقتراحات الأخوات لا تتفق مع المبادئ، لكني التزمت الصمت. في الظاهر، بدوت مطيعة، لكني لم أتب حقًّا. كنت أتظاهر فقط بأنني أستطيع الخضوع للحق، وأنني تغيَّرت. ألم أخدع الإخوة والأخوات، وكذلك الله؟ عندئذ فقط أدركت أنني لم أتب بعد إعفائي من منصبي، بل استمررت في التزام الحذر والخداع، وفكرت في طرق لحماية نفسي، وأخفيت شخصيتي الفاسدة. أصبحت أكثر مكرًا من ذي قبل. كانت شخصيتي شريرة. اعتقدت أنني ذكية، وأردت استخدام الحيل البشرية لتجنب كشف فسادي. لكن بالتجربة، أدركت أنه لا يمكن التغلب على الشخصيات الفاسدة لدى الناس بالجهد البشري، ولا يستطيع الناس تبديدها بالاعتماد على الفلسفات الشيطانية والتظاهر بالخداع. فقط عن طريق دينونة الله وتوبيخه والتعرض للتهذيب والتعامل، يستطيع المرء التغير قليلًا. فالله يسمح لنا بكشف فسادنا، ويعلم أن لدينا إخفاقات في واجبنا، لكنه لا يريدنا أن نخفي أنفسنا أو نلجأ للخداع عندما نواجه المشكلات. بل يريدنا أن نتحلى بالبساطة والانفتاح، ونواجه إخفاقاتنا بشكل صحيح، ونتوب ونتغير بحق. بعد إدراك مشيئة الله، لم أعد سلبية أو سيئة الفهم، وأصبحت مستعدة لممارسة الحق والتوبة لله. لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلام الله، وفهمت مسار الممارسة. يقول الله القدير، "إذًا، كيف تجد حلًّا لتعسفك وتهورك؟ هب، على سبيل المثال، أن شيئًا ما أصابك وكانت لديك أفكارك وخططك الشخصية. قبل تحديد ما يجب عليك فعله، عليك السعي في طلب الحق ويجب عليك على الأقل إقامة شركة مع الجميع حول ما تفكر به وتؤمن به بشأن هذا الأمر. عندها اطلب من الجميع إخبارك ما إذا كانت أفكارك وخططك سليمة، وإن كانت تتماشى مع الحق، مطالبًا إياهم بأن يجروا فحصًا نهائيًا للأمر نيابةً عنك. هذه أفضل طريقة لعلاج التعسف والتسرّع. أولًا، يمكنك أن تسلّط الضوء على رأيك وتسعى إلى الحق؛ فهذه هي الخطوة الأولى التي تجب ممارستها من أجل علاج التعسف والتهور. تأتي الخطوة الثانية عندما يعبّر آخرون عن آرائهم المعارضة – فماذا في وسعك أن تمارس لتحول دون تعسفك وتهورك؟ أولًا، يجب أن تتمتّع بسلوك متواضع، وتضعَ جانبًا ما تعتقد أنّه صحيح، وتسمح للجميع بالشركة. وحتّى إن كنت تعتقد أنّ طريقك صحيح، فيجب ألّا تستمرّ بالإصرار عليه. ذلك نوع من التحسن؛ فهو يُظهر سلوكًا ينمُّ عن سعي إلى الحق، وإنكار لذاتك، وتلبية لمشيئة الله. عندما تتمتّع بهذا السلوك، بينما لا تتقيّد برأيك، يجب أن تصلي، وتطلب الحق من الله، ثم تبحث عن أساس في كلام الله. حدِّد كيفية التصرف على أساس كلام الله. هذه هي الممارسة الأكثر ملاءمة ودقة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بعد قراءة كلام الله، فهمت أنه عندما يكون لديك أفكار وآراء في نقاش، يجب التحلي بالشجاعة والسعي. لا يتعلق إبداء الرأي بإجبار الآخرين على الاتفاق معك. بل يتعلق بطرح آراء يتحدث عنها الجميع ويناقشونها، ويطلبون مبادئ الحق معًا. هذا هو الطريق المنطقي الوحيد. هذا هو السلوك الذي يحمي عمل الكنيسة. وإذا فعلت الأشياء اعتمادًا على شخصيتك المتغطرسة، فمن السهل أن تصبح عنيدًا وتجبر الآخرين على الاستماع إليك، دون أن تخشى الله أو تطيعه بأي شكل. لاحقًا، عند مناقشة المفاهيم مع الإخوة والأخوات، أعقد شركة صريحة حول آرائي وأفكاري، وحتى لو اعتقدت أن فكرتي صحيحة، لا أتقيد بها جزافًا. وعندما أصادف اقتراحات مختلفة، أصلي لله وأسعى للحق. وأتقبل بتواضع عندما يقول شخص شيئًا يتفق مع المبادئ. لكن إذا لم يتفق معها، سأتمسّك برأيي، وأعقد مشاركة، وأناقش الأمر معهم. هذه هي الطريقة الوحيدة ليقوم المرء بواجبه بما يتفق مع إرادة الله.

واصلت قراءة المزيد من كلام الله، فاتضحت لي كيفية تبديد خداعي وحذري. يقول الله القدير، "إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق طوعًا؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). "ما هي الأشياء التي تعبر عن كون الشخص نزيهًا؟ أولًا ألا تكون لديه أية شكوك حول كلام الله. هذه واحدة من الأشياء التي تُعبر عن كون الإنسان نزيهًا. أضف إلى ذلك أن أهم ما يعبر عن كون الإنسان نزيهًا هو السعي إلى ممارسة الحق في الأمور كافةً؛ فهذا هو الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق. إن كنت تقول إنّك نزيه، لكنّك تتناسى كلام الله دائمًا وتفعل ما تشاء، إذًا هل يعبر هذا عن كونك شخصًا نزيهًا؟ أنت تقول "لديّ قدرات محدودة، لكنّ قلبي نزيه". لكنك عندما يوكل إليك واجب ما، تخشى أن تعاني، أو أن تتحمل المسؤولية إن لم تُؤدِّهِ بشكل جيد، ولذا تختلق الأعذار للتهرب منه، وتطلب من الآخرين القيام به. هل هكذا يتصرّف الشخص النزيه؟ بالتأكيد لا. كيف ينبغي على الشخص النزيه أن يتصرف إذًا؟ ينبغي عليه أن يقبل ويطيع، وبعدئذ أن يكرس نفسه تمامًا للقيام بواجباته على أفضل وجه ممكن، مجتهدًا لتحقيق مشيئة الله. يتم التعبير عن هذا بعدة طرق. إحدى الطرق، هي أنه يجب عليك أن تقبل واجبك بنزاهة، وألا تفكّر باهتماماتك الجسدية، وألا تكون فاترًا. لا تتآمر من أجل مصلحتك الخاصة. هذا تعبير عن النزاهة. هناك طريقة أخرى وهي تأدية واجبك من كل قلبك وبكل ما أوتيت من قوة، والقيام بالأشياء كما يجب، وتأدية واجبك بكل إخلاص ومحبة كي ترضي الله. هذا ما ينبغي التعبير عنه عندما يقوم الأشخاص الصادقون بواجبهم. إذا لم تنفذ ما تعرفه وما فهمته، وإذا بذلت 50 أو 60 في المائة فقط من أفضل مجهوداتك، فأنت لا تضع كل قلبك وكل قوتك فيه، وتبحث عن طرق للتراخي. هل الأشخاص المراوغون في أداء واجبهم صادقون؟ بالطبع لا. لا يستخدم الله مثل هؤلاء المراوغين والمخادعين، ويجب استبعادهم. لا يستخدم الله إلا الأمناء لأداء الواجب. حتى المخلصون من القائمين بالخدمة يجب أن يكونوا صادقين. الأشخاص الذين يتسمون بالإهمال والروتينية دائمًا، والذين يبحثون دائمًا عن طرق للتراخي، هؤلاء الأشخاص جميعًا مخادعون، وجميعهم شياطين، ولا يؤمن أي منهم حقًا بالله، وسيُستبعدون جميعًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بتأمل كلام الله، أدركت أن شخصية الله قدوسة وبارَّة. فالله يحب الصادقين. يمتلك الصادقون قلبًا مخلصًا مع الله، ولا يتصرفون بحذر وشك مع الآخرين أو الله، ويتقبلون تمحيص الله في جميع الأمور. ولا يراوغون أو يخادعون في واجباتهم، ولا يألون جهدًا للقيام بما يجب فعله. وحتى عندما يضطرون لتحمل المسؤولية، يضعون مصالحهم الشخصية جانبًا، ويتمسكون بالمبادئ، ويؤدون واجبهم جيدًا لتحقيق مشيئة الله. فقط مَن يؤدون واجبهم بهذه الطريقة يربحون رضا الله، وهذه النوعية من الناس تمتلك الحكمة حقًّا! لكن لحماية مصالحي الشخصية، التزمت الصمت عندما اكتشفت المشكلات، مما انتقص من قيمة العمل. ورغم أنني لم أبدُ مسؤولة مباشرة، فهذا في الواقع كان نتيجة عدم ممارستي للحق. لم أفهم أيضًا العديد من مبادئ الحق، وكنت أرى جانبًا واحدًا من المشكلة، لذلك كان ظهور انحرافات في اقتراحاتي حتميًّا. لكن يعامل الشخص الصادق فساده وأخطاءه بشكل صحيح، ويقبل الحق، بالإضافة إلى مشاركة الآخرين وتصحيحاتهم، ويستطيع تلخيص انحرافاته وفهم المبادئ الأساسية. إن كانت أخطاؤه تنقص قيمة العمل فعلًا، فإنه يعترف بالأمر بشجاعة، ويتغير. بعد إدراك هذه الأمور، شعرت بأني أكثر ابتهاجًا واتضحت لي المبادئ التي يجب ممارستها في واجبي.

لاحقًا، عند مناقشة المشكلات مع الأخوات مرة أخرى، صليت إلى الله، وصححت نواياي، ومارست حسب مبادئ الحق. ذات مرة، كنت أناقش مفهوم تصميم صورة مع ثلاث أخوات، وقالت ثلاثتهن إن التصميم غير عملي، لكن كان رأيي مناقضًا تمامًا. فقلت لنفسي: "قدمت الثلاثة الرأي نفسه. وإن أبديتُ رأيًا مخالفًا، فهل سيتهمنني بالغطرسة؟ أم هل يجب أن أمسك لساني فحسب؟" لكن كان مفهوم الصورة جديدًا وحديثًا، والموضوع واضحًا. وحسب المبادئ، كان عمليًا. لو اتبعت آراء الأخريات فحسب، ألن يؤدي هذا إلى التخلص من مقترح تصميم جيد؟ فكرت في كيفية أداء الصادقين لواجباتهم باهتمام ودقة وتمسكهم بالمبادئ. لذلك، أخبرتهم بآرائي والمبادئ ذات الصلة. ومن المناقشة، اتفق الجميع على أن ما قلته أكثر اتساقًا مع المبادئ. عندما حدث هذا، شعرت بامتنان حقيقي لإرشاد الله، وجربت السلام الذي يتحقق من تناول الأمور باتباع المبادئ.

لذلك الآن، حررت نفسي تدريجيًّا من المبالغة في الحذر والقلق. وأستطيع مناقشة أي رأي مع الجميع، ويشعر قلبي بمزيد من النقاء والانفتاح خلال تأدية واجبي. أصبحت أكثر فعالية في أداء واجبي. اكتسبت تلك المعرفة والقدرة على التغيير بفضل إرشاد كلام الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمتّعت بوليمةٍ غنيَّةٍ

زينوي – إقليم زهيجيانج الخامس والعشرون والسادس والعشرون من شهر يونيو 2013، يومان لا يُنسيان؛ فقد شهدت مقاطعتنا حدثًا ضخمًا، حيث اعتقل...

اترك رد