كيف يأتي الإيمان

2022 أغسطس 1

ذات يوم بالقرب من نهاية أغسطس 2008، أُبلغت باعتقال الأخ شياوو، أحد قادة الكنيسة. طلبنا أنا والأخ هونغ على الفور من إخوتنا وأخواتنا الانتقال، ونقلنا ممتلكات الكنيسة. خلال ذلك الوقت، التقينا أيضًا مع اثنين من قادة الكنيسة أردنا الشراكة معهما للقيام بأعمال الكنيسة. في تلك الليلة بعد انتهاء الشركة عادا إلى ديارهما، لكن في اليوم التالي لم نتمكن من الاتصال بهما لأن هاتفيهما كانا مغلقين. بعد أيام قليلة فقط تلقينا خبرًا بأن هذين القائدين، بالإضافة إلى أكثر من 20 أخًا وأختًا، قد اعتُقلوا. تساءلت عما إذا كنت أخضع للمراقبة أيضًا، بما أنني كنت كثيرًا ما أجتمع مع الأخ شياوو. بدا الأمر وكأنني في خطر التعرض للاعتقال في أي لحظة. كنت خائفة جدًا وكثيرًا ما كنت أصلي لله، طالبة منه أن يساعدني على الصمود خلال هذه المحنة. خلال أحد الاجتماعات، رأيت هذا المقطع من كلام الله: "ربما تتذكرون جميعكم هذه الكلمات: "لِأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا ٱلْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا". كلكم قد سمعتم هذه الكلمات من قبل، لكن أحدًا منكم لم يفهم معناها الحقيقي. أما اليوم فأنتم تدركون تمامًا أهميتها الحقيقية. هذه هي الكلمات التي سيحققها الله خلال الأيام الأخيرة، وستتحقق في أولئك الذين اضطُهِدوا بوحشية من قبل التنين العظيم الأحمر في الأرض التي يقطنها ملفوفًا. إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد، وكنتيجة لذلك، تتحقق هذه الكلمات فيكم أيتها الجماعة من الناس. ولأنه يتم في أرضٍ تُعارضه، فإن عمل الله كله يواجه عقبات هائلة، كما أن تحقيق الكثير من كلماته يستغرق وقتًا، ومن ثمَّ تتم تنقية الناس كنتيجة لكلمات الله، وهذا أيضًا أحد جوانب المعاناة. إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ يقوم الله بتنفيذ عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمَ من خلال هذه المعاناة مرحلةً واحدةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). من خلال قراءة كلام الله، فهمت كيف أنه بسبب تجسد الله في الأيام الأخيرة ليخلّص البشرية وظهوره ليقوم بعمله في أمة التنين العظيم الأحمر، أكثر أمة مقاومة لله، حيث لاحقه واضطهده الحزب الشيوعي الصيني، فقدرنا نحن أيضًا كأتباع الله أن نعاني من الاضطهاد. ولكن من خلال معاناتنا، نشعر بالشدائد التي يتحملها الله في خلاص البشرية. كان الله يستخدم هذا الاضطهاد والشدة لتقوية عزيمتي وتكميل إيماني. كان هذا الوضع هو طريق الله لتكميلي ومباركتي. يحدد الله مسبقًا مقدار معاناة كل شخص. لن أُعتقل إلا إذا سمح الله بذلك. أنا على استعداد للتمسك بالشهادة لله ولن أخونه أبدًا مثل يهوذا!

في أحد أيام يناير 2009، بعد الساعة 2 ظهرًا بقليل، كنت أقرأ كلام الله في المنزل عندما سمعت فجأة قرعًا حادًا على بابي. صرخ أحدهم: مكتب الأمن العام. افتحي الباب الآن! كان قلبي يخفق بشدة عندما سارعت بإخفاء كتاب كلام الله الخاص بي. صليت إلى الله بلا انقطاع، طالبة منه الشجاعة والإيمان. عندما فتحت الباب، اندفع أكثر من عشرة ضباط شرطة وهم يصرخون: "لا تتحركي، استندي إلى الحائط!". وبدؤوا يفتشون في خزاناتي وأدراجي، ويقذفون ملابسي في كل اتجاه. ووجدوا حاسوبي المحمول وهاتفي الخلوي وكتب كلام الله. واصطحبتني ضابطة شرطة إلى الحمام لتفتيشي. قلت لنفسي: "يبدو أنهم جاؤوا مستعدين. لعلني أحد أهدافهم ذات الأولوية القصوى. وإلا لماذا يرسلون هذا العدد الكبير من الضباط؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أنهم لن يسمحوا لي بالرحيل بسهولة. من يدري أي نوع من التعذيب سيستخدمونه معي". صليت إلى الله بصمت وعلمت في قلبي أنني لم أُعتقل إلا بسماح من الله. كان الله يجربني ويختبرني – يجب أن أتكل على الله وأتمسك بالشهادة له. قيدوا يديّ بالأصفاد ووضعوا غطاء على رأسي ثم أخذوني إلى مكتب الأمن العام بالمقاطعة لتدوين معلوماتي. في تلك الليلة سلموني إلى مركز الاحتجاز. وبجانب الأصفاد، وضعوني أيضًا في قيود للساق تزن 5 كيلوغرامات. عندما أخذوني إلى زنزانتي، كانت الأغلال ثقيلة جدًا حتى إنه كان عليّ أن أحملها بيدي وأجر نفسي جرًا. كانت كل خطوة مرهقة.

في الزنزانة، ربط الضباط أصفاد يدي بالسلسلة التي كانت بين دعامتي قدمي ثم ربط السلسلة بحلقة حديدية متصلة بقاعدة الجدار، ووضعوا قدرًا في الغرفة بجانب الحائط، لذلك حتى عند قضاء حاجتي كنت لا أزال مربوطة في مكاني. كان الجو باردًا جدًا، كان المأمور قد نزع سترتي السفلية ولم يكن لدي بطانية. عانيت الليل بطوله من الارتجاف وانثنيت على نفسي كالكرة على الأرض. في عصر اليوم التالي، قام ضابطان من لواء الأمن الوطني بالمقاطعة بتقييد يديّ بالأصفاد وغطوا عينيّ وأخذوني إلى مكان بعيد جدًا. ولم يرفعوا غطاء الرأس سوى بعد وصولنا ودخولنا. ثم ثبتوني على كرسي معدني. أمام الكرسي كانت هناك لوحة معدنية بطول 50 سم وعرض 30 سم، وبجوار قدمي كانت هناك حلقتان معدنيتان نصف دائريتان. ثبتوا قدميّ في الحلقتين المعدنيتين وكبلوا يديّ أمامي. حوالي الساعة 7 مساءً، وصل ثلاثة ضباط. استجوبني أحدهم بشأن أسئلة متعلقة بالكنيسة بل وأظهر لي صورة وسألني إذا ما كنت أعرف صاحب الصورة. نظرت ورأيت أنه كان زميلي في العمل الأخ هونغ. لقد صُدمت – لم أتخيل أبدًا أن يُعتقل الأخ هونغ أيضًا. لا بد أن الحزب الشيوعي الصيني كان يراقبنا لبعض الوقت. رددت عليهم قائلة إنني لا أعرفه. سئم أحد الضباط وقال: "هذا مضيعة للوقت، ما عليكم سوى استخدام أساليب التعذيب معها!". هددني ضابط آخر قائلاً: "نمنحك فرصة ونسأل بأدب، ولكن إذا لم تتحدثي الآن، فسنجعلك تتحدثين!". عندما سمعته يقول ذلك، فكرت كيف اعتقلوا في الماضي العديد من إخوتي وأخواتي وعذبوهم، وكيف أوسعوهم ضربًا، وأصابوهم بالشلل، بل وقتلوهم، وصرت خائفة، وفكرت: "إذا لم أتكلم، فما نوع التعذيب الذي سيعرضونني له؟ هل سأصاب بالشلل أم سأقتل؟". دعوت الله بصمت: "إلهي الحبيب، أنا لا أعرف أي نوع من التعذيب سيستخدمونه معي، لكن أرجوك احمني. أنا على استعداد للتمسك بالشهادة لك وأفضّل الموت على أن أكون يهوذا!". بعد الصلاة، تذكرت بعض كلام الرب يسوع: "وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (متى 10: 28). أعطاني كلام الله الإيمان والقوة. فكرت: "مهما كانت قسوة الضباط، لا يمكنهم سوى إيذاء جسدي. أما روحي فهي بيد الله. إذا استطعت أن أتمسك بالشهادة وأرضي الله، قد أموت، لكنني سأكسب ثناء الله. لكن إذا خنت الله وتصرفت بشكل مخز مثل يهوذا، سيخضع جسدي وروحي لعذاب الله ولعناته". عندما أدركت ذلك، قلت مخاوفي. عندما رأى الضباط أن الاستجواب لم يفلح، أخذوني إلى حجرة أخرى وبدؤوا في التعذيب. وضعوا ذراعيّ خلف ظهري عنوة ولفّوهما بمنشفة ثم ربطوهما ببعضهما بعضًا بإحكام بحبل. ثم وضعوا عصا خشبية بين ذراعيّ وظهري. حملني أحد الضباط وعلق القضيب الخشبي على كرسي ارتفاعه 2 متر. ثم تركني، حتى إنني كنت أتدلى من الكرسي وذراعاي تدعمان كل وزني. صرخت من الألم. شعرت أن صدري يتقطع وكانت ذراعاي وكتفاي تؤلمني بشدة. كان التنفس صعبًا وشعرت أنني أختنق. ونظرًا لأن ذراعيّ كانتا ملفوفتين ورائي، لم أستطع رفع رأسي. بدأت أتعرق من جبهتي وشعرت بالخدر في ذراعيّ ويديّ. أطلق أحد الضباط ضحكة شريرة وقال: "لا يمكنك التحدث الآن حتى لو أردت ذلك. يحسن بك أن تبدئي بالصلاة إلى إلهك!". بعد فترة وجيزة، كان العرق يتساقط من جبهتي على الأرض وظن الضابط أنني أبكي، فأومأ برأسه وقال ساخرًا: "دعيني أرى، هل يتساقط منك عرقًا أم دموعًا؟". كنت أصلي إلى الله باستمرار، قائلة: "يا الله القدير، أنا لا أطلب منك أن تنقذني من هذا العذاب، أنا فقط أطلب منك أن تعطيني القوة لأتحمل حتى أستطيع الصمود". بعد الصلاة كنت ما زلت أعاني من آلام جسدية شديدة، لكنني لم أشعر بالكثير من المعاناة. تركوني معلقة هناك لمدة نصف ساعة قبل أن ينزلوني. كانت ذراعاي مخدرتين تمامًا وغير مستجيبتين.

بعد ذلك، أجلسوني على الكرسي المعدني ورفعوني من ذراعيّ ومعصميّ، ولفوا ذراعيّ حول اللوح المعدني المستطيل أمامي، ثم قيدوا يديّ معًا قبل إمالة الكرسي للأمام. الآن لم يكن هناك شيء يدعم ظهري، لذلك كانت ذراعاي تحملان جسدي بالكامل. كان اللوح المعدني يحفر في ذراعيّ، وسرعان ما بدآ يؤلمانني. بعد حوالي نصف ساعة، عادوا وجروني لأقف ثم استخدموا القضيب الخشبي لتعليقي مرة أخرى. كان جسدي كله في حالة تعب شديد، كنت أعاني من صعوبة في التنفس وشعرت أنني سأختنق. لكن أحد الضباط ضحك وقال: "إنها نحيفة للغاية، وربما لا تعاني كثيرًا. كان ذلك الرجل هونغ سمينًا. وعندما علقناه، سرعان ما انكسر القضيب الخشبي. وسقط بقوة وصرخ وقال لنا كل شيء". غضبت بشدة عندما سمعت كيف عذبوا الأخ هونغ. لكنني شعرت أيضًا بالقلق: "هل خان الأخ هونغ الله حقًا وخانني؟ لو أنه خانني، فسيعرفون ما الواجب الذي كنت أؤديه في الكنيسة، ومن ثم بالتأكيد لن يطلقوا سراحي بسهولة. من يدري أي نوع من التعذيب يخبئونه لي. ربما يجب أن أعترف لهم بشيء غير مهم؟". عندها فقط فكرت في كلام الله الذي يقول: "في كل وقت يجب أن يحترس شعبي من خطط الشيطان الماكرة، ويحرسوا لي بوابة بيتي، ... بحيث تتفادوا السقوط في فخ الشيطان، الذي لو حدث سيكون قد فات أوان الندم" ("الفصل الثالث" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ساعدني كلام الله على إدراك أن الضابط الذي قال إن الأخ هونغ باح بكل شيء هي مؤامرة شيطانية ماكرة. كان غرضه أن يبث الشقاق بيننا ويخدعني لخيانة الله. الشيطان حقير وشرير للغاية! بفضل استنارة الله وإرشاده لي، اتخذت قرارًا: "مهما عذبني الضباط أو استخدموا معي من حيل، لن أخون الله أبدًا وأصبح يهوذا".

رأى ضابط شرطة أنني في حالة سيئة وقال: "لست بحال طيبة، أليس كذلك؟ إذا لم تبدئي في الحديث، سنعلقك في البداية لمدة نصف ساعة، ثم ساعة، وهلم جرا". لاحقًا، شعرت أن جسدي يقترب من نقطة الانهيار، ولذا حاولت أن أضع قدمي على مسمار يخرج من الكرسي للحصول على موطئ قدم وتخفيف الألم قليلاً، لكن الضابط رأى على الفور. فركل ساقي وصرخ بشراسة: "من قال إنك تستطيعين أن تضعي قدمك هنا؟ هذا غير مسموح!". بدأ جسدي يتأرجح بشكل لا إرادي من جانب إلى آخر، مما جعل ذراعيّ تؤلمانني أكثر. لقد تألمت بشدة لدرجة أن العرق بدأ يتصبب من جسدي بالكامل ولم يكن لدي القوة لأرفع رأسي. شعرت وكأن الثواني تزحف ببطء شديد. بعد وقت لا أعرف مداه، شعرت فجأة بأن كتفي الأيمن ينهار إلى أسفل. بعد ذلك مباشرة، انهار كتفي الأيسر ونزل جسدي كله إلى أسفل. أدركت أن كتفي قد انخلعا من مكانيهما. صرخت: "كتفيّ انخلعا!". عندها فقط أنزلني الضباط. عندما فكوا الحبل، تأرجح ذراعيّ المتصلبتان من خلف ظهري إلى الأمام. كانتا مخدرتين ومتورمتين تمامًا. عندما وقفت، سقطتا إلى جانبي جسدي. لم أستطع تحريكهما ولم تكونا تنثنيان عند المرفق. شعرت كما لو كان لدي عصاتان خشبيتان تتدليان من كتفيّ. ثم أعادوا وضع أصفاد يدي وبدؤوا في تحريك ذراعيّ. وشدوا ذراعيّ بعنف من خلف رأسي وجذبوهما إلى الوراء قدر المستطاع، ثم سحبوا ذراعيّ بقوة إلى يساري بينما كانوا يتطلعون لمعرفة ما إذا كنت سأجفل أو إذا كنت أتألم. كانت ذراعاي مخدرتين تمامًا، لذلك بعد الضغط لفترة من الوقت دون أي تأثير، صاحوا: "كفي عن التمثيل!". أردت حقًا، رفع ذراعيّ، لكنهما لم يتزحزحا. قلت لنفسي: "هل هما حقًا مخلوعان؟ هل سأكون عاجزة؟ كيف سآكل، بل كيف سأذهب إلى الحمام من الآن فصاعدًا؟". في تلك الليلة، وضعوني في الأصفاد مرة أخرى وربطوا أصفاد قدمي في مقدمة السرير. استلقيت على السرير وأنا غير قادرة على النوم. كانت ذراعاي تؤلمانني وكان بهما خدر – كان من الصعب تحمل الألم. لم أتمالك سوى أن أتساءل عما إذا كانت الشرطة ستعرضني لنفس التعذيب غدًا. لقد أخافني التفكير في كل هذا الألم والمعاناة. لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني أن أتحمل. في خضم البؤس صليت إلى الله قائلة: "إلهي الحبيب، أرجوك احمني وامنحني الإيمان والقوة. مهما عانيت، لن أخونك ولن أرشد عن إخوتي وأخواتي". بعد الصلاة فكرت في كلام الله الذي يقول: "لن أمنح مزيدًا من الرحمة لأولئك الذين لم يظهروا لي أي ذرة من الولاء في أوقات الشدة، لأن رحمتي تسع هذا فحسب. علاوة على ذلك، ليس لديَّ أي ود لأي أحد سبق وأن خانني، ولا أحب مطلقاً أن أخالط الذين يخونون مصالح أصدقائهم. هذه هي شخصيتي، بغض النظر عمّن يكون الشخص. يجب عليَّ أن أخبركم بهذا: كل مَنْ يكسر قلبي لن ينال مني رأفة مرة ثانية، وكل مَنْ آمن بي سيبقى إلى الأبد في قلبي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). أعطاني كلام الله إحساسًا بشخصيته البارة المهيبة والتي لا تقبل الإساءة. يحب الله المخلصين له ويكملهم. مهما مروا بمحن ومعاناة، فإنهم يظلون دائمًا مخلصين له ويتمسكون بالشهادة له. فقط هؤلاء الناس هم من يمكنهم البقاء في ملكوت الله. أما من يخون الله مثل يهوذا، ليس فقط أنه لن تكون له آخرة جيدة، بل سيعاقب الله روحه ونفسه وجسده ويلعنها. إذا خنت الله فقط لأخلص نفسي من المعاناة الجسدية المؤقتة، سأفقد فرصتي في الخلاص إلى الأبد. فكرت أيضًا كيف عندما حاول الضباط خداعي لخيانة الله، أعطاني الله الحكمة لأرى حقيقة حيلة الشيطان. عندما عذبني الضباط، عانى جسدي بدرجة ما، لكن الله حماني بهدوء ومنحني القوة لأتغلب على ضعف جسدي. لقد اختبرت محبة الله لي وشهدت قدرته وسلطانه. لا أستطيع خيانة ضميري – مهما كنت أعاني، يجب أن أتمسك بالشهادة وأرضي الله!

في اليوم الثالث، حوالي الساعة 9 صباحًا، أخذني الضباط إلى غرفة كبيرة وجعلوني أجلس على كرسي معدني مرة أخرى. وقام أحد الضباط بلف منشفة حول رأسي عند الفم ثم شدها بقوة إلى الخلف. شعرت بألم حاد حين انغرس الكرسي المعدني في كتفيّ، وبدأت ساقاي بالارتفاع عن الأرض بينما يميل الكرسي للخلف. مع وجود المنشفة في فمي، بدأت أعاني من صعوبة في التنفس. لم أملك سوى أن أتنفس من أنفي، وكان حلقي يؤلمني بشدة لدرجة أنني بالكاد كنت أستطيع ابتلاع لعابي. ثم أخذ أحد الضباط حقنة مملوءة بزيت الخردل ورشّ الزيت في فتحة أنفي اليمنى. شعرت أن تجويف أنفي كله كان مشتعلًا، وعندما تنفست، سال الزيت في حلقي. كانت محاولة ابتلاع ذلك الزيت أمرًا صعبًا وبشعًا. لم أجرؤ على التنفس، لكنني كنت أعرف أنني سأختنق إذا لم أتنفس. من الصعب وصف مدى فظاعة هذا الشعور. كافحت بكل قوتي، لكنهم أمسكوا تلك المنشفة بإحكام على فمي ولم يكن هناك شيء يمكنني عمله حيال ذلك. كان زيت الخردل حريفًا للغاية لدرجة أن الدموع بدأت تتدفق من عيني. شعرت أن الوقت لم يكن يتحرك - ومرت الثواني ببطء شديد. ولم يخففوا قبضتهم إلا بعد أن ابتلعت الزيت عن آخره. احتاج عنقي إلى بعض الوقت للتعافي من المحنة. شعرت بالغثيان وانحنيت فوق الكرسي ونفخت من أنفي بأقصى ما أستطيع من قوة. أصبح وجهي بالكامل وتجويف أنفي متهيجين بسبب التابل. لقد كان إحساسًا شديدًا بالألم والحرقان. رأى أحد الضباط أنني على وشك التقيؤ وحدق في وجهي بغضب وهو يصرخ: "اكتميه!". لقد احتقرت تلك المجموعة من الشياطين! كان الألم أشد من احتمالي، ولم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني تحمل المزيد. لم يكن لدي أي فكرة عن المدة التي خططوا فيها لتعذيبي، لذلك صليت الى الله بصمت قائلة: "إلهي الحبيب، لا أعرف كم مرة يخطط الضباط لتعذيبي، لكني لن أخونك لضعف جسدي. أرجوك احم قلبي وأعطني الإيمان والقوة حتى أتمكن من الصمود خلال هذه المحنة". بعد الصلاة، شعرت بتحسن قليل. علمت أن الله قد استمع إلى صلاتي وخفف من ألمي. شكرت الله في قلبي! بعد حوالي عشر دقائق، قاموا برش زيت الخردل في فتحة أنفي الأخرى. في المجمل، ضخوا ثلاث محاقن من زيت الخردل في أنفي ذلك الصباح. وكانت محنة جهنميه في كل مرة. سخر أحد الضباط مني بشراسة قائلًا: "ينبغي أن نقتلك فحسب. يمكننا حفر حفرة كبيرة ودفنك فيها. لن يعرف أحد أبدًا!". اعتقدت أنه بما أنهم كانوا على استعداد لتعذيبي بهذه القسوة الشديدة، ربما لن يتورعوا عن عمل أي شيء. تخيلتهم يرمونني في حفرة كبيرة ويغطونني بالتراب. كنت في بؤس مطلق، وفكرت بيني وبين نفسي: "هل سأموت حقًا في مثل هذه السن المبكرة؟". في خضم معاناتي، خطر ببالي كلام الله القائل: "لا يوجد في كل ما يحدث في الكون شيءٌ لا تكون لي فيه الكلمة الفصل. هل يوجد أي شيء خارج سيطرتي؟" ("الفصل الأول" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ساعدتني استنارة وإرشاد كلام الله على إدراك أن حياتي كانت بيد الله، فالأمر كله متروك له. مهما كانت شراسة الضباط وشرهم، بدون إذن الله، لن يجرؤوا على قتلي. لم يكن لدي فهم حقيقي لقدرة الله وسلطانه وكان إيماني به ضعيفًا، لذلك عندما سمعت الضابط يقول إنهم سيقتلونني ويدفنونني، أصبحت جبانة وخائفة. لم أكن أتمسك بالشهادة على الإطلاق! بعد أن أدركت كل هذا، لم أعد أشعر بالجبن والخوف، وقررت أن أتمسك بالشهادة وأخزي الشيطان حتى لو كان ذلك يعني موتي.

في الساعة الثانية ظهرًا، جاء الضباط لاستجوابي مرة أخرى. ظل أحد الضباط ينظر إلي؛ لم يصدق أن ذراعيّ أصيبتا بالشلل، ولذلك بدأ عن قصد في وخزي تحت أظافري بعود أسنان. على الرغم من أنني كنت أنزف بالفعل، إلا أنني شعرت بألم بسيط في أطراف أصابعي. أثناء وخزه لي، كان يراقب تعبيرات وجهي. عندما رأى أنني لم أصدر أي رد فعل، قال: "ذراعاك في حالة سيئة، أليس كذلك؟ لماذا لا أعطيك بعض العلاج الكهربائي!". ثم ذهب الضباط وأحضروا سلكًا كهربائيًا وربطوا أحد طرفيه بصاعق كهربائي والآخر بأصبعي قدمي الكبيرين وبدؤوا يصعقونني. بدأ نبضي يتسارع، وتصلب جسدي، وتقوس ظهري للخلف وبدأت أركل بساقيّ أمامي في الهواء. صرخت بسبب الألم الذي لا يطاق. توقفوا للحظة وجيزة ثم بدؤوا في الصعق مرة أخرى بينما يستجوبونني بلا هوادة عن الكنيسة. استمروا على هذا المنوال لبعض الوقت، وصعقوني مرات لا أذكر عددها. كنت عزلاء تمامًا أمام وحشيتهم. كان من المستحيل تقريبًا تحمل هذا الألم والعذاب. كنت قلقة حقًا أنهم إذا استمروا في صعقي، فقد يتسببون لي في عاهة مستديمة. لم يكفوا عن صعقي سوى عندما حان وقت تناولهم العشاء. حلني أحد الضباط من الكرسي وأوقفني. اندهشت عندما وجدت أنه عندما وقفت، لم أشعر بأقل قدر من الألم. كان الأمر كما لو أنني لم أصب بأذى. لم يكن جسدي أيضًا ضعيفًا بالدرجة. لقد رأيت بوضوح أن حماية الله ورعايته هي التي خففت من ألمي. في الماضي، كنت أعلم أنه من الناحية النظرية، فإن الله له السيادة على كل الأشياء، لكنني الآن قد اختبرت شخصيًا أعمال الله المعجزية ورأيتها بنفسي. رأيت محبة الله ورحمته نحوي وكان قلبي مملوءًا بالعرفان والحمد له. شعرت بثقة متجددة حيال تعرضي لتعذيب الضباط. فقد ظلوا يصعقونني من الساعة 7 مساءً حتى الساعة 11 مساءً في تلك الليلة. في صباح اليوم الرابع، دفعوا بزيت الخردل إلى أنفي مرة أخرى. ومرة أخرى، شعرت بهذا الألم والمعاناة اللذين لا يطاقا. في ذلك الصباح، استخدموا معي 4 محاقن كاملة. في الظهيرة أثناء الغداء، طلبت كوبًا من الماء. فسخر مني أحد الضباط وقال بشراسة: "لا تعطوها أي ماء – وإلا ستضطر إلى استخدام الحمام". وقال ضابط آخر: "على الأرجح تضررت معدتها وأمعائها بسبب الزيت". بعد أن سمعت ذلك، فكرت: "هذا صحيح، لقد دفعوا الكثير من زيت الخردل إلى حلقي. في الظروف العادية، قد يتسبب ذلك في الكثير من المشكلات، ولكن إلى جانب الشعور بالعطش قليلاً، لا أشعر بأي ألم في المعدة على الإطلاق". كان لدي شعور عميق بأن الله يحميني بصمت، وكان قلبي ممتلئًا بالامتنان له.

بعد ظهر ذلك اليوم، عندما كنت ما زلت لا أجيب على أسئلتهم، أخذ المدير غيو من إدارة الأمن العام بالمقاطعة صاعق كهربائي وصعقني في ظهري. سقطت على الفور على الأرض. ثم جعلني أجلس على الكرسي المعدني وصعق ذراعيّ. في كل مرة كان يصعقني، كانت ذراعاي ترتفعان ثم تسقطان. كما صعقني عدة مرات في راحة يدي. واستمر في صعقي هكذا لمدة ساعتين ولم يتوقف سوى عندما نفدت بطاريات الصاعق. بعد ذلك، طوى بعض الصحف وضربني على وجهي بينما كان يصرخ قائلًا: "هل ستتكلمين أم لا! سأجعلك تتكلمين!". شعرت بألم شديد في وجهي من جراء الضربات. فقط بعد أن تقطعت الصحف وما زلت لم أنبس ببنت شفة ترك المكان وهو مستاء. عند عودتي إلى غرفتي، رأت ضابطة وجهي الأحمر المتورّم وضحكت قائلة: "تلقيت صفعة على الوجه، أليس كذلك؟". ثم هددتني قائلة: "إذا لم تشرعي في الكلام، في اليوم الأول يعلقونك، وفي اليوم الثاني يستخدمون الصعق الكهربائي، وفي اليوم الثالث يغتصبك أحد الرجال!". شعرت بالاشمئزاز من كلماتها. لابد أن هذه المجموعة من الضباط كانت شريرة حقًا لتكون قادرة على التفكير في مثل هذه الخطط الخسيسة والوقحة للتعذيب. لم يسعني إلا أن أشعر ببعض الخوف. ماذا أفعل إذا استخدموا بالفعل مثل هذه الخطط الحقيرة؟ عندها فقط، فكرت فجأة في كلام الله الذي يقول: "لا يوجد ما تخشاه. الشياطين تحت أقدامنا..." (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). فكرت، "هذا صحيح. أليست كل الأشياء بيد الله؟ إذا لم يسمح الله بذلك، فلن يحدث لي شيء من هذا القبيل. إنهم يهددونني فقط ليجعلونني أخون الله، وأرشد عن إخوتي وأخواتي وأخبرهم عن أموال الكنيسة. مهما استخدم الضباط من أساليب التعذيب، لا يمكنني أن أخون الله". بعد ذلك، استجوبني الضباط عدة مرات أخرى، لكن عندما كنت ما زلت أرفض الكلام، أعادوني إلى المعتقل.

في فبراير من عام 2009، حكم عليّ الحزب الشيوعي الصيني بالسجن لمدة عام ونصف وأرسلوني إلى معسكر للسجن مع الشغل. سأل رئيس قسم في معسكر الشغل ضابطًا: "هل يمكنها العمل؟". فقلت له: ذراعاي عاجزتان، لا أستطيع رفعهما. خشي الضابط ألا يقبلني معسكر الشغل، فقال: "ذراعاها بخير، إنها تكذب". أثناء تناول وجبة في معسكر الشغل، لم أستطع تحريك ذراعيّ أو يدي ولم أستطع حمل عيدان تناول الطعام، لذلك كانت إحدى الأخوات ستساعدني بإطعامي، لكن حارس السجن لم يسمح بذلك. كل ما أمكنني عمله كان الجلوس على كرسي، والإمساك بالملعقة في يد، ووضع ساعدي على الطاولة، ثم الضغط لأسفل بجسدي لدفع ساعدي والملعقة لأعلى وغرف بعض الطعام. بكت الأخت عندما رأت مدى صعوبة الأمر بالنسبة إليّ. وقبل أن أنتهي من الأكل، جعلنا حارس السجن ننزل إلى الطابق السفلي ونقف في صف. رأت الأخت أنني لم أتناول الكثير من الطعام، لذا أعطتني خلسة كعكة مطهية على البخار. بعد ذلك، أصبحت أعتمدعلى الأخت في إعطائي خلسة الكعك المطهو على البخار للحصول على ما يكفي من الطعام. كانت أختان تتبادلان تدليك ذراعيّ كل ليلة، وكانتا تعتنيان بي. كما أنهما قدمتا شركة بهدوء عن كلام الله لتشجيعي. كنت أعلم أن هذه كلها كانت ترتيبات الله وعلامة على محبته لي وكنت شاكرة جدًا لله في قلبي!

خلال ذلك الوقت، كنت ما زلت لا أستطيع رفع ذراعيّ على الإطلاق. ذات مرة، سألت الطبيب: "هل هناك أي دواء يمكنني تناوله لذراعيّ؟". فقال الطبيب: "إذا كانت ذراعيك لا تتحركان لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، ستضمر العضلات وستصاب بالشلل الدائم. لا يوجد علاج – حتى الحقن لن تكون ذات فائدة. أفضل شيء يمكنك القيام به هو التدرب على تحريك ذراعيك على الحائط لأعلى باستخدام أصابعك". لذلك، خلال ذلك الوقت، مارست تمرين "تحريك ذراعيّ على الحائط" هذا بجد. لم أستطع رفع ذراعيّ، لذلك كنت أضطر إلى أرجحتهما لأعلى وأمسك بالجدار بأصابعي ثم أمشّي ذراعيّ ببطء لأعلى. بعد رفع ذراعيّ لمسافة قدم تقريبًا، لم تكونا لترتفعان أكثر من ذلك، لذلك كنت أتركهما تتأرجحان لأسفل ثم أعاود الكرة. في البداية كنت مليئة بالثقة وتمنيت أن تحدث معجزة في يوم من الأيام، وأتمكن من رفع ذراعيّ والعيش بشكل طبيعي. لكن بعد ثلاثة أشهر، كنت ما زلت غير قادرة على رفع ذراعي، وشعرت بالإحباط والاكتئاب بعض الشيء، وفكرت: "هل ستتحسن ذراعاي؟ إذا لم تتعافيا، فكيف سأعيش عندما أخرج من المعسكر؟ عمري يزيد قليلاً عن 30 عامًا – هل سأضطر حقًا إلى الاعتماد على رعاية شخص آخر لي لبقية حياتي؟". وسط المعاناة واليأس صليت إلى الله، طالبة منه أن يرشدني ويمنحني القوة والإيمان. في تلك الليلة، بينما كانت أختي تدلكني، وصفت لها حالتي الحالية. هدأت الأخت من روعي قائلة: "الله معنا، فلا داعي للخوف. فقط استمري في أداء تمارينك وسنستمر في تدليك ذراعيك. لا تقلقي بشأن أي شيء". جعلتني كلمات أختي أبكي. لاحقًا، فكرت في كلام الله الذي يقول: "أثناء اجتياز التجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءَ، أو أن تتملَّكهم السلبيَّة في داخلهم، أو أن يفتقروا إلى فهم إرادة الله أو طريقهم للممارسة فهمًا واضحًا. ولكن على أية حال، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله مثل أيوب، وألَّا تنكره. فمع أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، فإنَّه لم يُنكِر أنَّ كل ما في الحياة الإنسانية قد منحه إياه يهوه، وأنَّ يهوه هو أيضًا الوحيد الذي يأخذ كل شيء. وبغضّ النظر عن الكيفية التي امتُحنَ بها، فقد احتفظ بهذا الإيمان. بغض النظر عن نوع التنقية التي تجتازها في اختبارك من خلال كلام الله، فإن ما يطلبه الله من البشر، باختصار، هو أن يؤمنوا به ويحبّوه. ما يكمّلُه بالعمل بهذه الطريقة هو إيمانُ الناس ومحبَّتُهم وتطلُّعاتهم. يقوم الله بعمل منح الكمال للناس وهم لا يمكنهم رؤيته أو الإحساس به، وفي ظل هذه الظروف يكون إيمانك مطلوبًا. إيمان الناس مطلوبٌ عندما لا يمكن رؤية شيء ما بالعين المجرَّدة، وإيمانك مطلوب حينما لا يمكنك التخلِّي عن مفاهيمك الخاصة. عندما لا تفهم عمل الله فهمًا واضحًا، فإن المطلوب هو أن يكون لديك إيمان، وأنْ تتَّخذ موقفًا ثابتًا، وتتمسَّك بالشهادة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). أظهر لي كلام الله أنه عندما كان أيوب ضعيفًا ومتألمًا، لم يفقد إيمانه بالله أبدًا. فمهما جربه الله، كان دائمًا يسبح الله على قوته العظيمة، ولم يلم الله أبدًا وتمسك بالشهادة له. عندما لم تتحسن ذراعاي بعد 3 أشهر، فقدت الثقة وبدأت أفكر في مستقبلي. عشت في حالة سلبية وفي معاناة. رأيت أن إيماني بالله لا يزال ناقصًا، ولم يكن إيمانًا حقيقيًا. كان الله يستخدم هذه المعاناة والتنقية ليطهرني ويغيرني ويكمّل إيماني. لا ينبغي أن أعيش في سلبية وسوء فهم. في وقت لاحق، كانت الأختان في كثير من الأحيان تقدمان لي شركة وتساعدانني، وتمكنت من الخضوع واختبار هذا الموقف. عندما خضعت، شاهدت مرة أخرى أعمال الله المعجزية. بعد فترة وجيزة، تمكنت تدريجيًا من رفع ذراعي اليمنى. ثم بعد حوالي شهرين، تمكنت ببطء أيضًا من رفع ذراعي اليسرى. كنت ممتنة جدًا لله. قال الطبيب إنه بعد ثلاثة أشهر من عدم الحركة، ستصاب ذراعاي بالشلل، لكن الله سمح لي أن أتعافى بمعجزة. كان هذا كله بسبب محبة الله وحمايته.

في (يونيو) 2010، أُطلق سراحي. بعد تعرضي لقسوة الحزب الشيوعي الصيني واضطهاده، رأيت بوضوح جوهره الشيطاني المقاوم لله، ونبذته وابتعدت عنه في قلبي. كما أنني اختبرت شخصيًا محبة الله. عندما وقعت في عرين الشيطان وتعرضت لوحشية الضباط وتعذيبهم، ملأني كلام الله بالإيمان والقوة، وساعد في إرشادي خلال تلك الأوقات العصيبة. بعد أن اختبرت كل هذا، شعرت بأنني أقرب إلى الله. رأيت أن كل ما يفعله الله للإنسان هو محبته وخلاصه. مهما واجهت من اضطهاد أو شدة في المستقبل، سأثابر دائمًا في إيماني، وأتبع الله، وأؤدي واجبي لأرد لله محبته.

السابق: بعد اعتقالي

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

النهوض من الظلم القاتم

بقلم مو جوجيان - إقليم غانج دونج وُلِدتُ في منطقةٍ جبليَّة نائية فقيرة كُنَّا نوقد فيها البخور ونعبد بوذا لعدَّة أجيالٍ. توجد معابد بوذيَّة...

معجزات الحياة

يقول الله القدير، "لقوة حياة الله القدرة على السمو فوق أي قوة، بل والتفوق على أي قوة؛ فحياته أبدية وقوته غير عادية، ولا يمكن لأي مخلوق أو...