كيف تجاوزتُ تدخُّلات أبي

2023 فبراير 5

في 18 نوفمبر 2021، تعرّفتُ على إخوة وأخوات من كنيسة الله القدير على الإنترنت. بقراءتي لكلام الله القدير والإصغاء إلى شركتهم، صِرتُ على يقين أن الله القدير هو الرب العائد يسوع. تملّكتني الحماسة الشديدة، وقبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة بكل سرورٍ. وسرعان ما أردتُ مشاركة هذه الأنباء السارَّة مع أسرتي، ولا سيَّما أبي. لقد اعتنق المسيحية منذ أن كان في الثلاثين من عمره. الآن يبلغ الستين عامًا، ولقد تاق إلى عودة الرب طوال الوقت. إنْ عَلِمَ بعودة الرب يسوع، كنتُ على يقين أنه سيقبل عودته بسعادةٍ كما فعلتُ. ودون سابق إنذار، بعد أن أخبرت أبي بأنباء عودة الرب، أخبرني بعدم تصديق ذلك. قال: "الكتاب المقدس لا يقول إن الله سيعود مُتجسِّدًا". "يقول الكتاب المقدس: إنّ الله يهبط على سحابة ليرفع المؤمنين إلى ملكوت السماوات". أخبرته: "أبي، في الواقع، قال الرب يسوع عدّة مرات إنه سيعود في الأيام الأخيرة، كابن الإنسان. على سبيل المثال، "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 37). "لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 44). تذكر كل آيات الكتاب المقدس أن الرب يعود كابن الإنسان. هذا يعني أن الله يأتي مُتجسدًا كابن الإنسان –" وقبل أن أكمل حديثي، قاطعني أبي وقال: "الرب يسوع هو ابن الإنسان. من المستحيل عليه أن يعود كابن الإنسان. سيأتي الرب على سحابة ليأخذنا إلى ملكوت السماوات فحسب". قلتُ: "القدوم على سحابة ليست الطريقة الوحيدة التي يعود بها الرب. هناك طريقتان لعودته تنبّأ بهما الكتاب المقدس. يأتي مُتجسِّدًا سِرًّا، ثم يأتي عَلَنًا على سحابة. إعلان التنبؤات، "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ!" (رؤيا 16: 15). "فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ" (رؤيا 3: 3). ويقول ماثيو 25: 6: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!". تقول كل هذه التنبؤات إن الرب يسوع سيعود كاللصِّ. هذا يعني أنه يأتي بهدوءٍ، دون أن يدري أحد. إنْ أتى الرب يسوع علانية، وهو يمتطي سحابة بيضاء في السماء، سيراه الجميع. إذًا فكيف ستتحقق هذه التنبؤات؟ في الأيام الأخيرة، يأتي الله أولاً سِرًّا باعتباره ابن الإنسان المُتجسِّد، ليُعبّر عن الحقّ ويقوم بعمل الدينونة. تسمع العَذارى الحكيمات صوت الله ويُرحِّبن بالرب، يُدينُهنَّ ويُطهِّرهنَّ كلام الله، ويحوِّلهن الله إلى الغالبات. ثم تبدأ الكوارث العظيمة في الهبوط، وتُخْتَتَم مرحلة عمل الله السريّ في الجسد. بعد الكوارث العظيمة، يهبط الله على سحابةٍ ويظهر علانية للجميع. وهذا يُحقق النبوءة في الإعلان، "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7)". قلتُ لأبي: "أبي، فكِّر في الأمر. من المنطقيّ أنه عندما يعود الرب يسوع على سحابةٍ، سيسعد الجميع لمجيء المُخلِّص. إذًا لماذا يقول: "وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ"؟ لأنه عندما يعمل الله كابن الإنسان المُتجسِّد، فإنه يُكمِل عمل الدينونة والتطهير. أولئك الذين يكتفون بانتظار قدوم الرب على سحابةٍ ويقاومون ويدينون الله القدير، سيُفوِّتون فرصة قبول دينونة الله وتطهيره في الأيام الأخيرة، وحينما يأتي الرب على سحابةٍ لمكافأة الأخيار ومعاقبة الأشرار، سيقعون في كوارث وسيبكون بمرارةٍ". عندما انتهيتُ، أريته كلام الله القدير ومقطع فيديو عن شهادة الإنجيل، لكنه لا يزال مُتَشَبِّثًا بوجهه نظره. كان لديه موقف مُتَعَجْرِف وغاضب للغاية معي، وأخبرني أنه لا يؤمن بالله القدير.

لاحقًا، رأى أنني كثيرًا ما أحضر اجتماعات كنيسة الله القدير، لذا وكعُذرٍ لمنعي، قال: "تمضين جُلَّ يومكِ في حضور الاجتماعات على هاتفكِ. أريدكِ أن تعملي وتجني المال لدفع نفقات المنزل. لن أعطيكِ مزيدًا من المال من الآن فصاعدًا! إنْ لم تحصلي على وظيفةٍ، بوسعكِ مغادرة هذا المنزل!" ما قاله أبي أقلقني بشدّة. إنْ تعيَّن عليَّ العمل، فلن يكن لديّ متسع من الوقت لحضور الاجتماعات وقراءة كلام الله. لكن إنْ لم أحصل على وظيفةٍ، سيطردني أبي، ولن أجد مكانًا للعيش. شعرتُ بالخوف الشديد، لذا حصلت على وظيفةٍ وعَمِلْتُ من الساعة السادسة صباحًا إلى الرابعة بعد الظهيرة. ومع مُضيّ الوقت، بدأتُ في إهمال واجبي. لأنني لم أستطع استخدام الهاتف أثناء العمل، ولم أتمكّن من سِقاية الوافدين الجُدُد. كل يوم بعد عودتي إلى المنزل من العمل، كنتُ مُرهقة، لذا شعرتُ بالتعب الشديد في الاجتماعات. صلّيت لله، طالبة منه أن يفتح لي طريقًا للقيام بواجبي. وبعد أيام قلائل، تركت تلك الوظيفة. حصلت على وظيفة تنظيف منزليّ، حيث كان عليَّ العمل لأربع ساعات يوميًّا فحسب. ومع أنني لم أجنِ الكثير من المال، إلا أنه كان لديّ وقت لحضور الاجتماعات والقيام بواجبي. واصل أبي تدخُّله عندما رآني أحضر الاجتماعات بانتظام مجددًا. كان كثيرًا ما يسألني عن القيام بشيء من أجله قبل حضوري لاجتماع، وأحيانًا، عندما كان يراني أحضر اجتماعًا عبر الإنترنت، كان يطلب مني الخروج برفقته. لم أفهم تمامًا ماذا كان يجري في البداية. فكّرت أنه أبي فحسب، كان عليَّ إطاعته، لكن كان من الصعب بالنسبة لي، لأنني لم أرغب في تفويت الاجتماعات. ذات مرةٍ، طلب مني الخروج معه مجددًا، وأخبرته أن لديّ اجتماع، مما جعله في غاية الاستياء. لم أدْرِ كيفية التعامل مع هذه الأمور في البداية.

لاحقًا، في اجتماع، قرأ الإخوة والأخوات بعضًا من كلام الله القدير، وذلك ساعدني على رؤية الأمور بوضوح أكثر بعض الشيء: "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). "عندما يعمل الله، ويهتم بالشخص، ويراعي هذا الشخص، وعندما يفضل هذا الشخص ويوافق عليه، يتعقب الشيطان الشخص أيضًا من كثب، محاولًا خداعه وإيذائه. فإذا رغب الله في ربح هذا الشخص، فسيفعل الشيطان كل ما في وسعه لعرقلة الله، مستخدمًا حيلًا شريرة مختلفة لإغواء العمل الذي يقوم به الله وعرقلته وإفساده، وذلك من أجل تحقيق هدفه الخفي. وما هو هذا الهدف؟ إنه لا يريد أن يربح اللهُ أحدًا، ويريد أن يقتنص ملكية كل أولئك الذين يريد الله أن يربحهم، يريد أن يسيطر عليهم، ويتولى أمرهم حتى يعبدوه، وبذلك ينضمون إليه في ارتكاب الأفعال الشريرة ومقاومة الله. أليس هذا هو الدافع الشرير للشيطان؟" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)). بعد قراءة كلمة الله، كان لديّ فهم قليل عن حِيَل الشيطان. عندما يريد الله تخليص شخص، يحاول الشيطان بشتّى الوسائل ويستخدم كل البشر والأشياء لمنعهم من ربح الله. كان ذلك يحدث لي. بعد أن عَلِمَ أبي أنني آمنت بالله القدير، حاول بذل قصارى جهده لمنعي وإزعاجي. اختلق عُذرًا بأنّ عليَّ العمل، وطلب مني القيام بأشياء في كل مرةٍ قبل حضوري لاجتماع، وقاطع اجتماعاتي عَمْدًا ليطلب مني الذهاب في مهمات معه. كل هذا كان الشيطان يستغلّ أبي لإزعاجي، ليجعل من المستحيل عليَّ حضور الاجتماعات أو لقراءة كلمة الله طبيعيًّا. لم يكن لديّ تمييز لحيل الشيطان، لذا عندما هددني أبي، أصغيتُ إليه لأنني خشيت الطرد من المنزل. لقد وقعتُ في غواية الشيطان، لذا لم أستطع حضور الاجتماعات بانتظامٍ، ولم أستطع أداء واجبي كما ينبغي. الآن فهمتُ، كان الشيطان يستغل مضايقات أبي ليُبعدني عن الله ويجعلني أفقد خلاص الله. إنّ الشيطان شرير للغاية. لكن تُمَارس حكمة الله بِناءً على حيل الشيطان. من خلال اختبار هذه البيئة، تمكّنتُ من السعيّ للحقّ، وتعلُّم دروس، وتعلّمتُ تمييز حيل الشيطان، والتمسّك بشهادتي وإهانة الشيطان. لم أتمكّن من ربح تمييز الحالة الحقيقية للأمور إلا باستنارة الله وإرشاده. كان عليَّ التمسّك بشهادتي، ولم أعد أسقط في فِخاخ الشيطان.

بعدئذ، أصررتُ على حضور الاجتماعات والقيام بواجبي. واصل أبي إعاقتي وإزعاجي، وأراد حتى طردي من المنزل بِضْع مراتٍ. كان مُستاء مني للغاية ولم يرغب في مخاطبتي إطلاقًا. ناهيكِ عمَّا فعله بي، علمتُ أنه عليَّ التحدث معه. ذات يومٍ، سألته: "أبي، ألن تتحدث معي؟ لِمَ تريد طردي من المنزل؟" قال: "تكترثين بأمر الاجتماعات فحسب، وأنتِ عاصية للغاية". قلتُ: "لقد أمرنا الله أن نحترم أبوينا، لذا لن أتوقف عن مخاطبتك، لكنني أيضًا لن أتوقف عن حضور الاجتماعات". لقد التزم الصمت، ولم يقل لي شيئًا بعد ذلك. لاحقًا، وَعَظْتُ زوجة أبي بالإنجيل. ظنّتْ أنها فكرة رائعة، وحَضَرتْ الاجتماعات لمدة شهر. لكن عندما اكتشف أبي الأمر، منعها من الحضور، وأراد طردي من المنزل. وهذا ما أحزنني. لم أرغب في إفساد علاقتي مع أبي. ذات صباحٍ، كنتُ أقرأ كلمة الله على هاتفي. وبَّخني أبي عندما رأى ذلك، "إنْ كنتِ لا تزالين تحضرين الاجتماعات على هاتفكِ، فسآخذه منكِ!" ثم حاول انتزاع هاتفي من يدي. لن أتخلّى عن موقفي، فقال في غضبٍ شديدٍ: "إنْ لم تطيعيني، بوسعكِ حَزْم أغراضكِ ومغادرة هذا المنزل!" كان أمرًا مُفْجِعًا. لطالما كانت علاقتي جيدة بأبي. لم أرغب قطّ في تركه أو مغادرة منزله، لكن سلوك أبي تجاهي وهذه الكلمات الجارحة، كانت شديدة الإيلام لدرجة لا يمكنني وصفها. إنْ طُرِدتُ من المنزل، فلن أجد مكانًا أذهب إليه. لم يكن لديّ مال أيضًا. لم أدْرِ ماذا أفعل. بدأت في البكاء، وشعرتُ بألم في صدري. وبسبب عرقلة وإزعاج أبي، تحمَّلتُ الكثير من القلق، وشعرتُ بالضعف الشديد والعذاب. لم أُرِدْ مواصلة مواجهة هذه الصعوبات والاختيارات، لذا فكّرتُ في الانتحار.

علمتُ أن تفكيري كان خاطئًا، لذا صلّيتُ لله لألتمس، وأخبرت إخوتي وأخواتي عن حالتي. شاركوني كلمة الله: "إذا أتت عليك أمور كثيرة لا تتوافق مع مفاهيمك، لكنَّك مع ذلك تستطيع أن تنحّيها جانباً وتربح معرفة تصرّفات الله من هذه الأمور، وإن كنت في وسط التنقية تكشف عن قلبك المحب لله، فهذا ما يعنيه التمسُّك بالشهادة. إذا كان منزلك ينعم بالسلام، وتتمتَّع بأسباب راحة الجسد، ولا يضطهدك أحدٌ، ويطيعك إخوتك وأخواتك في الكنيسة، فهل يمكنك إظهار قلبك المحب لله؟ هل يمكن لهذا الوضع أن ينقّيك؟ لا يمكن إظهار محبتك لله إلَّا من خلال التنقية، ولا يمكن تكميلك إلَّا من خلال أمور تحدث ولا تتماشى مع مفاهيمك. إن الله يريك وجه الشيطان القبيح بوضوحٍ من خلال العديد من الأمور المتناقضة والسلبيَّة، وباستخدام جميع أنواع مظاهر الشيطان – أفعاله واتّهاماته ومضايقاته وخدعه – وبذلك يكمِّل قدرتك على تمييز الشيطان بحيث تبغض الشيطان وتنبذه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة. التجارب بركة مني، وكم منكم يأتي كثيرًا أمامي ويتوسَّل جاثيًا على ركبتيه من أجل نيل بركاتي؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). "ليس لدى معظم الناس اليوم هذه المعرفة. هم يعتقدون أن المعاناة لا قيمة لها، وأنهم منبوذون من العالم، وحياتهم المنزلية مضطربة، وأنهم ليسوا محبوبين من الله، وآفاقهم قاتمة. تصل معاناة بعض الناس إلى حدودها القصوى، وتتحول أفكارهم نحو الموت. هذه ليست المحبة الحقيقية لله؛ مثل هؤلاء الناس جبناء، ليس لديهم قدرة على المثابرة، وهم ضعفاء وعاجزون! ... ولذلك، أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا مخلصين لله، وخاضعين لترتيبه. فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). بعد قراءتي لكلام الله، فهمتُ، أن الطريق إلى الملكوت ليس يسيرًا. علينا دفع الثمن والصمود أمام اختبار كل أنواع البيئات الصعبة، لنتلقّى موافقة الله وبركاته. على طريق الإيمان بالله، ليس بإمكاننا تطوير محبّة صادقة لله، دون معاناة وتنقية. لقد عارضني أبي بسبب إيماني بالله القدير. حاول إعاقتي ومقاطعة اجتماعاتي وواجبي، بل وأراد حتى طردي من المنزل عدّة مراتٍ. كان هذا شيئًا مؤلمًا للغاية بالنسبة لي. لم أفهم لماذا سمح لي الله بمقاساة محنة كهذه، لكنني لم أسع لمشيئة الله أو أختبر هذه البيئة. بدلاً من ذلك، شعرتُ شعورًا مُروّعًا، وسيطر عليَّ الأسى والقلق، وكنتُ خائفة من المَشاقِّ التي سأواجهها عندما أُطَرَدُ من المنزل. كنتُ في غاية الضعف، إلى درجة أنني فكّرتُ أن أفضل مَخْرَج هو الموت. لقد سيطرت عليَّ أفكاري السلبية تمامًا. الآن من كلمة الله، علمتُ، كم كانت أفكاري خاطئة. لقد كنتُ جبانة. كان يجدر بي التحلّي بالشجاعة والقوة لمواجهة أي صعوبات، لأن الله أراد أن يُكمِّل إيماني من خلال هذه الظروف، ويجعلني قادرة على الطاعة وقبول أيًّا كانت الصعوبات التي واجهتها، ويجعلني قادرة على الصلاة والاتكال على الله للتمسُّك بشهادتي وإهانة الشيطان. وأنا أتأمل في كلمة الله، صار قلبي أكثر إشراقًا. لا يمكنني أن أكون هيَّابة. كان عليَّ المُضيّ قُدُمًا، لأنه الله معي، والله سيساعدني. لذا لم أتوقف عن حضور الاجتماعات والقيام بواجبي.

بعد أيام قلائل، عاد أخي الأكبر. شهدتُ بعمل الله القدير له ودعوته لحضور الاجتماعات، وقَبِلَ دعوتي للقيام بذلك. لكن بعد فترةٍ، اكتشف أبي الأمر وبدأ في إعاقته وإزعاجه، لذا توقف أخي الأكبر عن حضور الاجتماعات. كما أنذرني أبي بألا أعظ أسرتي بالإنجيل مجددًا. شعرتُ بالحزن بعض الشيء، لكنني علمتُ أن هذا، ظاهريًّا كان عائق أبي، لكنه كان في الواقع إزعاج الشيطان، لذا حاولتُ تهدئة رَوْعي. لاحقًا، قرأت هذا في كلمة الله: "ينبغي أن تمتلك شجاعتي في داخلك، وينبغي أن تكون لديك مبادئ عندما يتعلق الأمر بمواجهة أقرباء غير مؤمنين. لكن لأجلي، يجب ألا ترضخ لأيٍّ من قوى الظلمة. اعتمد على حكمتي لسلوك الطريق القويم، ولا تسمح لمؤامرات الشيطان بالسيطرة. ابذل كل جهودك في أن تضع قلبك أمامي، وسوف أريحك وأمنحك سلامًا وسعادة. لا تكافح من أجل أن تظهر أمام الآخرين بطريقة معينة. أليست مرضاتي أهم وأثمن؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). "بحسب أي مبدأ يطلب كلام الله من الناس التعامل مع الآخرين؟ أحْبِبْ ما يحبه الله، وأَبغِض ما يُبغضه الله: هذا هو المبدأ الذي ينبغي التمسك به. يحبّ الله الذين يسعون إلى الحق ويستطيعون اتّباع مشيئته. هؤلاء هم أيضًا الأشخاص الذين ينبغي أن نحبهم. أمّا غير القادرين على اتباع مشيئة الله، والذين يبغضون الله ويتمردون عليه، فهؤلاء يزدريهم الله، وعلينا أن نزدريهم أيضًا. هذا ما يطلبه الله من الإنسان. إذا كان والداك لا يؤمنان بالله، وإذا كانا يعلَمان جيدًا أن الإيمان بالله هو الطريق الصحيح ويمكن أن يؤدي إلى الخلاص، ومع ذلك يظلان غير متقبلَين له، فلا شك في أنهما سئما الحق ويكرهان الحق، ولا شك في أنهما يقاومان الله ويكرهانه؛ ومن الطبيعي أن يمقتهما الله ويحتقرهما. هل يمكن أن تحتقِر مثل هذين الوالدين؟ إنهما مُعرَّضان لمقاومة الله وإهانته. وفي هذه الحالة، فإنهما بالتأكيد إبليسان وشيطانان. هل يمكنك أن تمقتهما وتهينهما أيضًا؟ هذه كلها أسئلة حقيقية. إذا منعك والداك من الإيمان بالله، فكيف تعامِلهما؟ كما يطلب منك الله، يجب أن تحب ما يحبه الله، وتكره ما يكرهه الله. قال الرب يسوع في عصر النعمة: "مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟". "لِأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (متَّى 12: 48، 50). كان هذا القول موجودًا بالفعل في عصر النعمة، والآن أصبحت كلمات الله أكثر وضوحًا: "أحبوا ما يحبه الله، واكرهوا ما يكرهه الله". تدخل هذه الكلمات في صلب الموضوع، ومع ذلك لا يستطيع الناس غالبًا فهم معناها الحقيقي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة). بعد قراءتي لكلمة الله، استرجعتُ أفعال أبي المختلفة منذ أن قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. قرأت له كلام الله القدير عدّة مراتٍ، وشهدتُ بعمل الله القدير في الأيام الأخيرة. حتى وإنْ عجز أبي عن دَحْضي، فقد تشبّث بمفاهيمه ولم يسع إطلاقًا، لقد أنكر وأدان عمل الله، وحاول بشتّى الطرق أن يمنعني والآخرين من الإيمان بالله القدير. الآن رأيتُ بوضوحٍ، أن أبي عارضنا واضطهدنا لأنه لم يحب الحقّ؛ بل كَرِهَهُ. كان مثل الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع. حينما سمعوا أن الرب يسوع قد أتى للقيام بعمل جديد، بدلاً من السعي والتَّحري، قاوموه وأدانوه، مما يكشف تمامًا عن طبيعتهم في كراهية الحقّ ومقاومة الله. لقد آمن أبي بالله لأكثر من 30 عامًا، لكنه واجه عودة الرب يسوع، وتشبَّثَ بمفاهيمه الدينية بعنادٍ، ولم يكن لديه رغبة في السعي، ورفض الإصغاء لصوت الله، وحاول إعاقتنا. لم يكن يعارضنا، بل كان يقاوم الحقّ والله. لم يكن من خِراف الله، ولم يوافق الله عليه. إنّ الله لا يأبه منذ متى كنتَ تؤمن بالرب، إنْ كنتَ تحظى بالمكانة، أو مدى إجادتك بمعرفة الكتاب المقدس. إنّ الله ينظر إليك سواء بإمكانك السعي للحقّ بتواضعٍ، أو سواء كنتَ تفهم صوت الله وتقبل ظهور الله وعمله. لم يكن أبي هو الشخص الذي آمن بالله حقًّا وسعى للحقّ. أيًّا كان عدد السنوات التي أمضاها في الإيمان بالرب، إنْ لم يقبل عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وقاوم وأدان هكذا، فلن ينال خلاص الله أبدًا، وسيدينه ويلعنه الله. كانت كلمة الله هي التي أنارتني وأرشدتني، وأفهمتني بعض الحقّ، ومنحتني التمييز بين طبيعة أبي وجوهره. لم يعد بوسعي التصرف بناء على العاطفة. كان عليَّ التصرف وفقًا لمبادئ الحقّ وكلمة الله، أتمسّك بإيماني وأصمد في شهادتي لله.

بعد اختباري لهذه البيئة، ربحتُ بعض التمييز عن أبي، وكلما أعاقني، صلّيتُ واتَّكَلْتُ على الله. كما شاركني إخوتي وأخواتي كلام الله القدير لمساعدتي، مما جعلني أفهم مشيئة الله ومنحني الإيمان لأتبع الله. شعرتُ بمحبَّة الله، لذا كنتُ في أَوْج سعادتي، وكنتُ مُمْتَنة جدًا لله. عندما أعاقني أبي وأزعجني بعد ذلك، لم أعد مُقيّدة. أمكنني الوقوف في وجهه وإخباره، أنه مهما تكلّف الأمر، سأواصل إيماني بالله القدير وأحضر الاجتماعات، وأنني علمتُ حجم مسؤوليتي، وأنه كان عليَّ أن أضع واجبي أولاً، وكان عليَّ نشر الإنجيل والقيام بواجبي على أكمل وجه.

لاحقًا، قرأت المزيد من كلام الله: "اليوم أُحب من يستطيع أن يتمِّم إرادتي، ومن يُمكِنَهُ أن يُبدي اهتمامًا بأعبائي، ومن يستطيع أن يَهَب كل ما يملكه من أجلي بقلبٍ صادقٍ وبإخلاصٍ. سوف أهبهم الاستنارة على الدوام، ولن أدعهم يفلتون مني. أقول في كثيرٍ من الأحيانِ "لأولئك الذين يضحُّون بإخلاص من أجلي، سأباركك بالتأكيد ببركات عظيمة". ما المقصود بـ "البركة"؟ هل تعرف؟ في سياق العمل الحالي للروح القدس، تشير هذه الكلمة إلى الأعباء التي أُعطيها لك. وبالنسبة إلى أولئك الذين يستطيعون أن يحملوا عبئًا من أجل الكنيسة، والذين يقدِّمون ذواتهم بإخلاص لأجلي، فإن أعباءهم وجديتهم هما بركتان تصدران عني. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إعلاناتي لهم هي أيضًا بركةٌ منّي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني والثمانون). "انهض وتعاون معي! أنا بالتأكيد لن أتعامل بخسة مع أولئك الذين يبذلون أنفسهم بإخلاص من أجلي. أما أولئك الذين يكرسون أنفسهم بإخلاص لي، فسأمنحهم كل بركاتي. قدِّم نفسك بالكامل لي! فما تأكل وما ترتدي ومستقبلك كله في يديّ، وسأرتب كل شيء على نحو صحيح، من أجل تمتعك اللانهائي، والذي لا ينضب؛ لأنني قلتُ: "لأولئك الذين يضحُّون بإخلاص من أجلي، سأباركك بالتأكيد ببركات عظيمة"؛ فكل البركات تأتي إلى كل شخص يبذل نفسه بإخلاص من أجلي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السبعون). بعد قراءتي لكلمة الله، فهمتُ، أن تحمُّلكِ عبئًا في واجبكِ وكونكِ صادقة أمر في غاية الأهمية. سألت نفسي: "هل أُكرِّس نفسي حقًا للوعظ بإنجيل الملكوت؟ هل أنجزتُ واجبي وفقًا لمتطلبات الله؟" علمتُ أن أبي لن يسمح لي بقضاء مزيد من الوقت على اجتماعاتي وواجبي في المنزل. لأنه حاول دائمًا إعاقتي وإزعاجي. إنْ أردتُ تكريس نفسي بالكامل لعمل الإنجيل، تعيَّن عليَّ مغادرة المنزل والذهاب إلى مكان آخر لأعِظ بالإنجيل. يريد الله أن ينتشر إنجيل الملكوت بأسرع ما يمكن، ليتمكّن المزيد من الناس من نَيْل خلاص الله في الأيام الأخيرة. لديّ مسؤولية نشر إنجيل ملكوت الله، ليتمكّن المزيد من الناس من سماع صوت الله والترحيب بالرب. لذا غادرت المنزل ومعي أمتعتي وسافرتُ إلى مدينة جديدة، وأخيرًا شعرتُ بالحرية في الوعظ بالإنجيل. شكرًا لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الوجه الحقيقي للقس

كنتُ دائمًا أتطلَّع بشغف إلى القس "لي" في كنيستي القديمة. لقد تخلى عن عائلته وحياته المهنية وسافر في كل مكان ليعمل من أجل للرب. ظننت أنه...

انتصار وسط اختبار الشيطان

اسمي ديفيد، ولدت لعائلة مسيحية. آمنت بالرب مع والديّ منذ نعومة أظافري. بعد أن كبرت، خدمت كسكرتير مشاركة الشباب ومترجمًا للقس. كما شاركت...

اترك رد